الصين وكوريا الديمقراطية ترفضان التدخل الخارجي.. وضغوط إسرائيلية في مجلس الأمن
روسيا: مشروع القرار الغربي ضد سورية دعم للمسلحين
دمشق-عواصم-وكالات:
أعلنت روسيا الاتحادية أمس رفضها أي قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن سورية ودعت المجتمع الدولي لإعطاء الحكومة السورية الوقت الكافي لإجراء الإصلاحات التي أعلنت عنها، في وقت أكدت الصين وكوريا الديمقراطية وقوفهما الى جانب سورية قيادة وشعباً في مواجهة المؤامرة. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في تصريح للصحفيين: إن روسيا ترفض إصدار مجلس الأمن الدولي لأي قرار بشأن سورية وهذا ما أشار إليه الرئيس ديمتري مدفيديف مراراً وذلك انطلاقاً من أن الوضع في سورية لا يهدد السلام والأمن الدوليين.
وأكد المسؤول الروسي أن مناقشة مجلس الأمن لمشروع قرار ضد سورية يمكن أن يصبح عاملاً لزيادة التوتر الداخلي في البلاد ما ينعكس على الموقف في المنطقة بشكل عام موضحاً أن تسوية الأوضاع القائمة حالياً في سورية تتم من قبل السوريين أنفسهم عبر حوار وطني واسع بعيداً عن أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية.
وأعرب لوكاشيفيتش عن قلق بلاده العميق إزاء الأنباء التي تفيد بانتشار بعض التنظيمات المسلحة في مناطق سورية والتي عملت على مواجهة الجيش والقوات الأمنية بالسلاح مشيراً الى أن ذلك يؤدي الى تصعيد العنف ويحول دون حل المشاكل بالطريقة السلمية.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الروسية أن أي قرار لمجلس الأمن يتضمن انتقاداً لسورية يعني دعماً غير مباشر لأعمال التنظيمات المسلحة التي يزداد نشاطها في البلاد وهذا ما يتناقض مع دور مجلس الأمن الدولي.
وانتقد المسؤول الروسي الدعوات المتطرفة الصادرة عن المعارضة السورية في الخارج لرفض المشاركة في الحوار الوطني الذي أعلنت عنه القيادة السورية.
بدوره أعلن فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أن بلاده ليست على قناعة بأن مشروع القرار المعدل الذي طرحته بعض الدول الغربية على مجلس الأمن حول سورية يمكن أن يسهم بإجراء حوار وبلوغ تسوية سياسية وأنه يمكن أن يسفر عن عواقب معاكسة.
وقال تشوركين في حديث لقناة «فيستي 24» إن الكلام يدور حالياً عن قرار لا ينص على أي تدابير عقابية ناهيك عن أنه لا ينص على استخدام القوة ضد أي كان إضافة الى أن النص الذي طرح على طاولة مجلس الأمن لمواصلة المناقشة جرى تخفيف لهجته الى حد كبير مقارنة مع النص السابق.
وأضاف تشوركين إنه مع ذلك أبدينا مع بعض زملائنا في مجلس الأمن شكوكاً جدية فيما يتعلق بجدوى مناقشة هذه المسألة ولدينا مخاوف من أن تدخل مجلس الأمن في الشؤون السورية يمكن أن يسفر عن احتدام الموقف لأن ذلك قد يفهم بصورة غير صحيحة من قبل القوى المعارضة الهدامة في سورية.
وكشف قيام رئيس الكنيست الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بالطلب من سفير روسيا في إسرائيل بيتر ستاغني انضمام بلاده الى تأييد القرار الفرنسي البريطاني ضد سورية بمجلس الأمن الدور الإسرائيلي المباشر في تصعيد الضغوط الغربية والأميركية على سورية، وقال ريفلين للسفير الروسي إن على روسيا تأييد القرار الغربي في مجلس الأمن ضد سورية أو أن تأخذ على الأقل موقفاً محايداً.
وفي اللاذقية أكد سفير جمهورية كوريا الديمقراطية في دمشق السيد تشوي سوهون أن المخطط التآمري العدواني لن ينال من استقرار سورية لأن الشعب السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد أكثر تمسكاً وتصميماً للحفاظ على الحياة المستقرة الآمنة ومواجهة المؤامرات الخارجية.
ولفت سوهون خلال زيارته أمس الى محافظة اللاذقية واستقبال الرفيقين الدكتور محمد شريتح أمين فرع الحزب في اللاذقية ومحافظ اللاذقية عبد القادر محمد الشيخ له كلاً على حدة الى أن سورية قادرة على تحطيم المؤامرة وتخطي المحنة لأنها تناضل بثبات حكومة وشعباً بقيادة الرئيس الأسد لترسيخ الأمان والأمن والاستقرار وتقف صفاً واحداً في وجه القوى الخارجية المعادية.
وأكد السفير الكوري الديمقراطي دعم بلاده المطلق لسورية شعباً وحكومة في مواجهة المؤامرة العدوانية التي تتعرض لها، منوهاً بعمق العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع سورية وكوريا الديمقراطية وما تشهده هذه العلاقات من تطور مستمر وتنامٍ.
بدورهما الرفيقان شريتح والشيخ عبّرا عن سعادتهما بزيارة سوهون الى محافظة اللاذقية وأكدا عمق العلاقات بين البلدين الصديقين التي تشهد المزيد من التطور بما يخدم الشعبين الصديقين.
وفي بكين أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي أن سورية بلد مهم في الشرق الأوسط وأن الصين تأمل بأن يعود الأمن والاستقرار إليها بأسرع وقت.
وقال المتحدث الصيني رداً على سؤال في مؤتمره الصحفي أمس إن على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً بناء لمساعدة الأطراف المعنية داخل سورية على التوصل الى حل عبر الحوار السياسي.
وكانت الخارجية الصينية دعت في بيان سابق القوى الخارجية الى ألا تتدخل بالشؤون الداخلية السورية معربة عن الأمل بأن يلعب المجتمع الدولي دوراً بناء بهذا الصدد كما أكد وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي أن الصين تدعم الإصلاحات التي يتخذها الرئيس بشار الأسد.
وفي بيروت أكد السفير الصيني وو زكسيان حرص بلاده على الاستقرار في سورية ورفضها لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية السورية موضحاً أن الصين التي عانت على مدى أكثر من قرن من الاستعمار الأجنبي لن تسمح بأي مشاريع استعمارية في المنطقة.
وشدد السفير زكسيان خلال لقائه وفداً من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية على أهمية دور سورية في المنطقة وكذلك أهمية العلاقات الصينية السورية التي تمتد لعقود من الزمن مشيراً الى أن التنسيق الصيني السوري لا يزال قائماً في مختلف المجالات وسيستمر.
من جهته أعرب الوفد اللبناني في بيان له عن شكره وتقديره لمواقف الصين الداعمة لسورية في المحافل الدولية. وقال البيان إن الوفد أثنى على جهود الصين الثابتة والمبدئية الرافضة لاستصدار أي قرار من مجلس الأمن الدولي ضد سورية.
يذكر أن الوفد اللبناني سلم السفير زكسيان مذكرة شكر باسمه الى الرئيس الصيني هو جين تاو على مواقفه الداعمة لسورية وتتناول رؤية الأحزاب من مختلف التطورات في المنطقة.