الجرح و التجريح - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الجرح و التجريح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-05-30, 07:16   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشيخ ربيع حفضه الله حامل لواء الجرح والتعديل بلامنازع ومن يتكلم فيه إلا مبتدع أو ضال

ولا يوجد شخص تكلم فيه الشيخ ربيع إلا كان من أصحاب البدع والأهواء









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-05-31, 23:28   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-31, 23:35   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










Exclamation الجامع في الرد على المدخلي من خلال أشرطته

الجامع في الرد على المدخلي من خلال أشرطته
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة
rالهدي هدي محمد في النار.
لقد اطلعت على الكتاب القيم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً: نظرات سلفية في آراء الشيخ ربيع المدخلي) لمؤلفه صالح بن عبد اللطيف النجدي ([1])، فألفيته كتابا موفقا مسددا في بابه، عادلا منصفا في عرضه ومناقشاته، إلا أن المؤلف -زاده الله سداداً وتوفيقاً- قد اقتصر في كتابه على عرض آراء الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي من خلال ما وقف عليه من كتبه فقط، ولم يتعرض لما هو مسجل في أشرطته، التي وصفها بأنها أشد وأفظع ([2]) -وقد صدق فيما قال، فقد استمعت إلى كثير من أشرطته المسجلة- فرأيت أنه لابد من كشف حالها ونقد ما فيها، نصحا للشيخ ربيع -هدانا الله وإياه- لعله يتراجع عن أخطائه ومبالغاته، ومعذرة إلى الله تعالى، وتحذيرا لمريديه ولمن يقرأ ويستمع له لئلا يغتروا بها ولعلهم يرجعون، ودفاعا عن منهج أهل السنة والجماعة، وذبا عن منهج السلف وعلماء الأمة، فقمت بتأليف هذا الكتاب، وأسميته:
(الجامع في الرد على المدخلي من خلال أشرطته)
إن موضوع هذا الكتاب هو أشرطة الشيخ ربيع المدخلي، فهو مكمل للكتاب السابق (انصر أخاك...)، وقد حرر فيه مؤلفه تعريفا موجزا بالشيخ، فأحيل عليه.
إن الهدف من هذا الكتاب هو معرفة آراء ومنهج الشيخ ربيع المدخلي، من خلال نقل كلامه بحروفه كما نطق به في محاضراته المسجلة في الأشرطة، ونقد أخطائه الظاهرة، والكشف عن مجازفاته وتناقضاته، وبيان مخالفته لكبار العلماء، وغلوه في الحكم على مخالفيه، وقد تحريت في كل ذلك الدليل والبرهان والعدل والإنصاف والموضوعية.
ولكن، لماذا الشيخ ربيع المدخلي؟ لأنه رمز لأتباعه، وزعيم مطاع فيهم، وكثير من أتباعه يغلون فيه، ويتعصبون له، فإذا تبينتْ حالُه عرف أصحابه حقيقة ما هم عليه.
وإذا كان الشيخ -هداه الله- يرفض بشدة منهج الموازنات في النقد ([3]) - فلا حرج عليّ إن عاملته بميزانه الجائر من باب إلزامه بمنهجه، لاسيما وأن موضوع هذا الكتاب هو النقد الذي لا يلزم منه ذكر الحسنات.
والذي ترجح لَديّ من خلال قراءتي في كتبه واستماعي لأشرطته، وحضور بعض محاضراته ومجالسه أنه شيخٌ من جملة المشايخ السلفيين، وهو على عقيدة ومنهج أهل )، وعنده غَيْرةٌ شديدةٌ على التوحيد والسنة، وكرهٌ شديد
ðالسنة والجماعة في الجملة( لأهل البدع، وهو طالب علم، ولكنه ليس بعالم في نظري، بل لا يبلغ مد العالم ولا نصيفه، ولكن يستفاد منه في تخصصه، والشيخ ليس بمعصوم ولا هو ممن يدعي العصمة لنفسه، فهو كغيره من طلبة العلم يؤخذ من كلامه ويترك، وقد وجدت عنده اضطرابا كبيرا في عدد من المسائل العلمية في العقيدة والأحكام وغيرهما، وعنده عجلة مذمومة في الفتوى، وخللٌ ظاهرٌ في تنزيلِ الأحكام الشرعية على الوقائع.
وظهر لي أن الشيخ يعاني مما يسمى بـ (عُقْدة المؤامرة) التي تضخمت عنده إلى حد كبير، وتسببت في إساءته الظن بالدعاة وطلبة العلم و(شباب الصحوة الإسلامية)، بل وحتى العلماء الكبار وولاة الأمر([5])، لقد أفسدت عليه تلك (العقدة) فهمه وتصوره لكثير من الأمور العلمية والعملية، كما أن الشيخ يتصف بحدة بالغة تجاه مخالفيه من أهل التوحيد والسنة، ولو كانت مخالفتهم له فيما يسوغ الاختلاف فيه، وتصل به حدته إلى درجة البغي والجور والإسفاف، ليته جعل معشاره للروافض والصوفية والأشاعرة المجاورين له في مكة والمدينة، ومما يؤخذ عليه أيضاً أنه أقحم نفسه فيما هو في عافية منه، وتولى كِبْرَ فتنةٍ عريضةٍ ما كان ينبغي له الخوض فيها فضلاً عن تزعمها، وقد أساء لنفسه بذلك، وأساء للدعوة السلفية ودعاتها، وينبغي على الشيخ -وهو في آخر عمره الآن- أن يصلح ما أفسد، وأن يحث طلاب العلم على الاشتغال بما ينفعهم وينفع الدعوة السلفية ويجمع صفوفها ودعاتها، وأن يحذرهم من كل ما يفضي إلى تفريق شمل أهل التوحيد.
أشرطة الشيخ ربيع:
لقد اجتهدت في جمع أشرطة الشيخ من دور التسجيلات والأفراد، فلم يجتمع لدي إلا نحو خمسين عنوانا في حدود سبعين شريطا، أكثرها محاضرات، ومنها ندوات ولقاءات، وبعضها كلمات قصيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)
]( هذه الجملة فيها نظرا من كاتب هذه الرسالة فقد تبين أخيرا أنه يقول بقول المرجئة في باب الأيمان والكفر (( على طريقة علي حسن الحلبي وأتباعه من مدرسة الأردن )) راجع ردود العلماء صالح الفوزان وعبد العزيز الراجحي فقد كشفا عوراتهم وشدَوا عليهم في الرد بسبب تدليسهم على كبار الأئمة كالشيخين بن باز وبن عثيمين رحمهم الله ، و كذلك فتاوى اللجنة الدائمة في التحذير من كتـب علي الحلبي والزهراني ومراد شكري والعنبري وعدنان عبد القادر , و الردود الأخيرة لصديق الأمس الشيخ فالح الحربي فقد فضحهم أمام الملأ وفيها الكفاية لبيان الحق في هذه المسائل ,و في نهاية الرسالة ملحق يبين تحريف ربيع المدخلي لكلام الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله في مسائل الإيمان يكشفه أحد أتباع فالح الحربي في منتدى شبكة الأثري. (( الناشر ))

في مجالس عامة، ومنها أجوبة على أسئلة يغلب عليها التكرار، وبعض الأشرطة مكرر بعنوان آخر، أو مقتطع من شريط آخر، وأحيانا يكرر المحاضرة بالعنوان نفسه في أكثر من مكان، وحرصت على
توثيق مصدر كل شريط، وتاريخه، ومكان المحاضرة، ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وقد كانت مهمة
صعبة جداً، لأن أشرطة الشيخ مبعثرة هنا وهناك، وغير منظمة، ولكن الله تبارك وتعالى يسر وأعان،
فله الحمد والمنة، وقد سردت قائمة بعناوين الأشرطة التي تناولها هذا الكتاب في قائمة المصادر، وأكثرها من تسجيلات منهاج السنة بالرياض، وتسجيلات سبيل المؤمنين بالدمام، ومن بعض
الأفراد، وإن فاتني شيء منها، فهو يسير لا يكاد يذكر فيما أحسب، ومن الملحوظ لأول وهلة عند استعراض قائمة الأشرطة واستماعها أنها في غالبها محاضرات أو ندوات أو كلمات عامة أو أجوبة على أسئلة تدور على موضوعات معينة، ولم أجد في أشرطته دروساً علمية منهجية تأصيلية البتة، مما يدل على خلل وقصور شديدين في منهجه الدعوي والتعليمي، فطريقته تختلف عما جرى عليه عمل أهل العلم والدعوة السلفية في أبرز ما يمتازون به، ألا وهو العناية بالعلم وتدريس كتبه والاهتمام بالمتون، ولا يزال العلماء وكبار طلبة العلم والدعاة مستمرين في دروسهم العلمية، وأشرطتهم منتشرةٌ ومتداولة، ويحرص طلبة العلم على اقتنائها وسماعها، ولا يكاد يعرف شيخ أو أستاذ متميز في فن من الفنون إلا ويتهافت عليه طلاب العلم في مسجده، ويسجلون دروسه في الأشرطة، وتنتشر بين طلاب العلم وفي دور التسجيلات.
ومن المعلوم أن تلاميذ الشيخ وأتباعه يعدونه عالما كبيرا ورمزا عظيما من رموز الدعوة السلفية المعاصرة، ولكنه في الواقع لم يكن ممن يشتغل بالتدريس والمحاضرات في المساجد إلا نادرا -اللهم إلا في وظيفته في الجامعة الإسلامية- حتى إن طلاب العلم في المدينة كانوا يشتكون منه، فلا يكاد يستجيب لهم في درس من الدروس خارج الجامعة، وإذا حصل أن استجاب لهم في درس فإنه سرعان ما ينقطع ولا يستمر فيه، أما إلقاء المحاضرات العامة في المساجد فإنه لم ينشط فيها إلا بعد فتنة الغزو العراقي للكويت الذي وقع في شهر المحرم من عام 1411 هـ، وأكثر المحاضرات والندوات التي وجدتها له كانت بعد هذا التاريخ، ثم إذا ما قارنت بين أشرطته وأشرطة الذين يشنع عليهم من الدعاة البارزين، وجدت بونا شاسعا بينه وبينهم، وستجد أن أشرطتهم أفضل من أشرطته كمّاً وكيفاً، وهم أصغر سنا منه، فعلى الشيخ أن يراجع نفسه فيما مضى من عمره، وأن يكف عن التجريح والوقيعة في طلبة العلم، وأن ينصرف إلى تدريس ما يحسنه من العلم النافع، فهذا خير له ولأتباعه مما هم فيه لو كانوا يعلمون.


خطة هذا الكتاب:
نظرا لتنوع الموضوعات والمسائل التي تناولها الشيخ في أشرطته، فقد جعلت لكل موضوع أو مسألة فصلا مستقلا، وضممت بعض المسائل المتقاربة في موضوعاتها في فصل واحد، وعنونت له بما يناسبه، وقد بلغت فصول الكتاب أربعين فصلاً، جعلتها بعد هذه المقدمة في خمسة أبواب، وقد رتبتها على النحو التالي:
الباب الأول: علم الشيخ ربيع المدخلي وخُلُقه، وفيه أربعة فصول:
1- فصل في: علم الشيخ ربيع.
2- فصل في: غروره بنفسه.
3- فصل في: رداءة أسلوبه.
4- فصل في: شدته على خصومه.
الباب الثاني: مقالاته في مسائل عقدية وعلمية متنوعة
وفيه ثمانية عشر فصلا:
5- فصل في: العقيدة والمنهج.
6- فصل في: توحيد الأسماء والصفات.
7- فصل في: توحيد الحاكمية.
8- فصل في: التكفير.
9- فصل في: التبديع.
10- فصل في: الإنكار على الولاة.
11- فصل في: الخروج على الحاكم.
12- فصل في: الأدب مع الصحابة رضي الله عنهم.
13- فصل في: الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.
القلبية لربه تبارك
r
14- فصل في: معنى رؤية النبي وتعالى.
15- فصل في: الرد على أهل البدع.
16- فصل في: الخوارج.
17- فصل في: الروافض.
18- فصل في: الصوفية.
19- فصل في: المطلق والمقيد.
20- فصل في: المذاهب الأربعة.
.
r
21- فصل في: دفن النبي
22- فصل في: التمثيل والأناشيد.
الباب الثالث: آراؤه في القضايا والأحوال المعاصرة، وفيه تسعة فصول:
23- فصل في: منهج الموازنات.
24- فصل في: فقه الواقع.
25- فصل في: المجالس النيابية (البرلمانات).
26- فصل في: المجلات الإسلامية.
27- فصل في: الجامعات.
28- فصل في: موظفي الحرم المكي.
29- فصل في: السياسة ورجالاتها.
30- فصل في: حكام العرب.
31- فصل في: الكويت وما يجري فيها.
الباب الرابع: أقواله في العلماء والدعاة وطلبة العلم، وفيه خمسة فصول:
32- فصل في: أقواله في بعض العلماء المتقدمين.
33- فصل في: أقواله في بعض العلماء المعاصرين.
34- فصل في: موقفه من المشايخ والدعاة الذين يخالفهم.
35- فصل في: موقفه من الدعاة وطلبة العلم.
36- فصل في: موقفه من شباب الصحوة والمنكرين على الولاة.
الباب الخامس: موقفه من الجماعات الإسلامية وقادتها ومفكريها، وفيه أربعة فصول:
37- فصل في: الجماعات الإسلامية عموما.
38- فصل في: جماعة الإخوان المسلمين، والتبليغ، والقطبية السرورية.
39- فصل في: تبديعه حسن البنا والمودودي رحمهما الله.
40- فصل في: تبديعه وتكفيره سيد قطب رحمه الله.
ثم الخاتمة، والمصادر، والفهارس.


منهج الكتاب:
جمع آراء ومقالات الشيخ ربيع المسجلة في أشرطته، وكتابتها بالنص كما نطق بها، دون زيادة أو نقصان.
إحالة كل قول إلى شريطه.
تبويب مقالات الشيخ ربيع في تراجم تناسبها.
توضيح ما يتضمنه كلامه، ونقده نقدا علميا موضوعيا، وقد أكتفي بعدم التعليق عليه لوضوح ما فيه من الخطأ.
الكشف عن منزلته في العلم والدعوة.
بيان خطورة آرائه وأخطائه على الدعوة السلفية.
لقد شجعني على تأليف هذا الكتاب ما ذكره الشيخ نفسه في أحد أشرطته، حيث قال: (وإذا وجدتموني مخطئاً ظالماً في شيء فأنا مستعد -والله- أقبل من طالب في الثانوي وفي المتوسط، أقبل النصيحة) ([5])، وقال أيضاً: (رُدّ على ربيع، رُدّ على محمد بن هادي، رُدّ عليهم بالعلم)([6])، ومن محاضراته محاضرة بعنوان:

(النقد منهج شرعي)، وما هذا الكتاب إلا نقد لمقالات الشيخ ربيع وأفكاره المبثوثة في أشرطته، فليتقبله الشيخ وأتباعه برحابة صدر، وهو مكمل لما أغفله الكتاب الأول الذي سبقت الإشادة به، وأرجو أني قد وفقت فيما كتبت، والله من وراء القصد.
وكتب /أبو عبد الله النجدي
صفر 1426هـ










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-31, 23:36   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










Lightbulb

الباب الأول
علم الشيخ ربيع المدخلي وخُلُقه
وفيه أربعة فصول:
فصل في علم الشيخ ربيع.
فصل في غروره بنفسه.
فصل في رداءة أسلوبه.
فصل في شدته على خصومه.


1 - فصل في علم الشيخ ربيع
رأيت البدء بهذا الفصل لأهميته، كالمقدمة لما بعده، لأنه يبين مكانة الشيخ ربيع في العلم، ويضعه في منزلته التي تناسبه، وليتسنى للقارئ تفسير أخطائه التي سيأتي نقدها في الفصول الآتية.
فمن خلال استماعي لأشرطة الشيخ ترجح لدي أنه لا يحضر لمادتها التحضير الكافي، ولا يستعد لها الاستعداد المطلوب، لدرجة أنه يغلط كثيراً في قراءة الآيات القرآنية، ويتعجل في إصدار الأحكام، مما يوقعه في الاضطراب والتناقض، ثم إنه يطرح أفكاره وآراءه المتشددة في عدد من المسائل الاجتهادية الكبيرة والخطيرة بطريقة مرتجلة غير علمية، ويجنح في ذلك إلى التعميم وعدم التفصيل، والقطع الجازم وليس الترجيح، ولا يذكر أدلة علمية مقنعة واضحة، ثم يبني عليها مواقفه المتشنجة المتصلبة، ويهمل في المقابل أدلة المخالفين ويستخف بهم ويشكك في نواياهم وربما إذا سئل عن مسألة لم يجب عليها بوضوح وتحدث عن موضوع آخر، ويتحدث كثيراً بالعامية.
أولا: القرآن الكريم:
ولعل أول ما نبدأ به في أشرطة الشيخ هو القرآن الكريم، فقد لحظت أن الشيخ فاحش الغلط في قراءة الآيات القرآنية وسبب ذلك عدم حفظه القرآن، وكان الأولى به أن يكتب الآيات التي يريد الاستشهاد بها في محاضراته، ولكنه لا يحضر لها، وإليك أخي القارئ بعض النماذج من أخطائه في أشرطته:
نماذج من أخطائه في قراءة الآيات القرآنية
شريط (أهمية التوحيد-1): قرأ: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ * إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة:132] والصواب: **... ويعقوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ...}.
شريط (لقاء طلبة العلم في الرس): قرأ: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال * والثمرات} [البقرة: 155]، والصواب: {من الأموال والأنفس والثمرات}.
شريط (ندوة عن الجهاد مع ابن جبرين): قرأ: {أنزل عليك الكتاب … -إلى قوله-... وما يتذكر إلا أولوا الألباب} [آل عمران: 7]، والصواب: {يذّكر}.
شريط(المخرج من الفتن - 1): قرأ:{ما كان لبشر أن يَأتيه [بفتح أوله] الله الكتاب والحكمة * ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله...} [آل عمران: 80 ]، والصواب: **... أن يُؤتيه [بالضم] الله الكتاب والحكم والنبوة...}.
شريط(المخرج من الفتن - 1): قرأ:**... ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تتلون الكتاب وبما كنتم تدرسون} [آل عمران: 80 ]، والصواب: **... بما كنتم تُعلِّمون الكتاب...}.
شريط (المخرج من الفتن - 1): قرأ:{ولا يأمُرُكم [بضم الراء] أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا...} [آل عمران: 81 ]، والصواب: {ولا يأمُرَكم [بفتح الراء]...}.
شريط (صفات الأبرار -1): قرأ:{فاستجاب لهم ربهم إِني [بكسر الهمزة] لا أضيع عمل عامل منكم...} [آل عمران: 195]، والصواب: **... أَني...} بفتح الهمزة.
شريط (صفات الأبرار-1): قرأ:{لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار * نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار} [آل عمران: 198]، والصواب: **... خالدين فيها نزلا من عند الله}.
شريط (الشباب ومشكلاته): قرأ:{وإذا جاءهم أمر من * الخوف أذاعوا به}[النساء: 83]، والصواب:**.. أمر من الأمن أو الخوف..}.
شريط (الشباب ومشكلاته): قرأ:{وإذا جاءهم أمر من الأمن -إلى قوله- ولو ردوه إلى الله والرسول} [النساء: 83]، والصواب: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم..}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة)، وتكرر في شريط (وجوب الاتباع لا الابتداع)، وشريط (ندوة عن الجهاد مع ابن جبرين - 1): قرأ: {ومن يشاقّ الرسول من بعد ما تبين له الهدى...}[النساء: 115]، والصواب: {يشاقق}.
شريط (لقاء مفتوح في جدة - أ): قرأ: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالحق ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما} [النساء: 135]، والصواب: **... قوامين بالقسط شهداء لله...}.
شريط(منهج الأنبياء في الدعوة): قرأ:{وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم * نرفع درجات من نشاء}[الأنعام: 83]، والصواب:{إبراهيم على قومه}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة): قرأ: {المص.كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج مما أنزل إليك} [الأعراف: 1-2]، والصواب: {فلا يكن في صدرك حرج منه}.
شريط (أهمية التوحيد-1): قرأ: {وليأتينهم من بين أيديهم * وعن شمائلهم، ثم لا تجد أكثرهم شاكرين} [الأعراف: 17]، والصواب: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة): قرأ: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي * وأن تشركوا بالله ما} [الأعراف: 33]، والصواب: {والبغي بغير الحق وأن..}.
شريط (منهج الأنبياء في الدعوة): قرأ: {أتجادلونني في أسماءَ سميتموها} [الأعراف: 71]. قرأ {أسماء} بفتح الهمزة الأخيرة، والصواب بالكسر منونة.
شريط (لقاء طلبة العلم في الرس): قرأ: {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا * ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير} [الأعراف: 188] والصواب: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ}.
شريط (غربة التوحيد والسنة): قرأ: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون}[التوبة: 33، والصف: 9]، والصواب: {المشركون}.
شريط (أهمية التوحيد-1): قرأ: {أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ * فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [يونس: 31]، والصواب: {وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة): قرأ: {واتبع ما يوحى إليك * حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين} [يونس: 109]، والصواب: {واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله...}.
شريط (مناظرة عن أفغانستان): قرأ: {إني اتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق...} [يوسف: 38]، والصواب: {واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب...}.
شريط (مناظرة عن أفغانستان): قرأ: {ءأرباب متفرقون * أم الله الواحد القهار...} [يوسف: 40]، والصواب: {ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}.
شريط (منهج الأنبياء في الدعوة): قرأ: {يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار. ما تعبدون من دون الله إلا...} [يوسف: 39-40]، والصواب: {من دونه}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة): قرأ:{ما تعبدون من دون الله إلا أسماء سميتموها * ما أنزل الله بها من سلطان}[يوسف: 40]، والصواب:{ما تعبدون من دونه إلا أسماءً سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان}.
شريط (منهج السلف في الدعوة إلى الله): قرأ:{إن الحكم إلا لله أمر ألاّ تعبدوا إلا الله}[يوسف: 40]، والصواب:**.. أمر ألا تعبدوا إلا إياه}.
شريط(أهمية التوحيد): قرأ:{فيصيب بها من يشاء من عباده وهم يجادلون في الله}[الرعد: 13]، والصواب:**.. من يشاء وهم يجادلون..}.
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة): قرأ: {ألا بذكر الله تلين القلوب} [الرعد: 28]، والصواب: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
شريط (فضل العلم وأهميته): قرأ: {ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمأنة يأتيها رزقها * من كل مكان} [النحل: 112]، والصواب: **... رزقها رغداً...}.
شريط (لقاء مع فضيلته في جدة): قرأ: {إن الزنا كان فاحشة وساء سبيلا} [الإسراء: 32]، والصواب: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة...}.
شريط(منهج السلف في الدعوة إلى الله): قرأ:{واذكر في الكتاب إبراهيم إنه * صديقاً نبياً}[مريم: 41]، والصواب:{إنه كان صديقا نبيا}.
شريط (منهج السلف في الدعوة إلى الله): قرأ: {فإن لم تنته يا إبراهيم لأرجمنك واهجرني مليا} [مريم: 46]، والصواب: {قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا}.
شريط(وجوب الاتباع لا الابتداع)، وتكرر في شريط (الرد على جماعة التبليغ): قرأ:{تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الجبال هداً}[مريم: 90]، والصواب:{وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا}.
شريط(أهمية التوحيد-1): قرأ:{وَمَا أَرْسَلْنَا * مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:25]، والصواب:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ...}.
شريط (منهج السلف في الدعوة إلى الله): قرأ: {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتهوي به الريح أو تخطفه الطير} [الحج: 31]، والصواب: **... فتخطفه الطير أو تهوي به الريح}.
شريط (منهج السلف في الدعوة إلى الله): قرأ: **... قال هل ينفعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون} [الشعراء: 69-73]، والصواب:**..هل يسمعونكم إذ تدعون..}.
شريط (أهمية التوحيد-1)، وشريط (من القلب إلى القلب-1): قرأ: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ * فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} [الزمر: 2]، والصواب: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}.
شريط (من القلب إلى القلب-1): قرأ الآيات: {وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} [الزمر: 12و14]، وأسقط الآية بينهما: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الزمر: 13].
شريط (توجيهات عامة): قرأ: {ولا تتبعوا أهواء الذين لا يعلمون} [الجاثية: 18]، والصواب: {ولا تتبع أهواء...}.
شريط(غربة التوحيد والسنة): قرأ:{يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المشركون} [الصف: 8]، والصواب: {الكافرون}.
شريط (العقيدة أولاً): قرأ: {لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه} [الممتحنة: 4]، والصواب: {قد كانت لكم}.
شريط (لقاء طلبة العلم في الرس): قرأ: {قل * لا أملك لكم ضرا ولا رشدا}[الجن: 21]، والصواب:{قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا} .
شريط (مناظرة عن أفغانستان): قرأ: {وهل أتاك حديث موسى. إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى...} [النازعات: 15-16]، والصواب: {هل أتاك حديث موسى...}.
شريط (مناظرة عن أفغانستان): قرأ: {اذهب إلى فرعون فإنه طغى...} [النازعات: 17]، والصواب: {اذهب إلى فرعون إنه طغى...}.
فهذا شأن الشيخ مع القرآن الكريم، وأخطاؤه فيه كثيرة كما ترى، ويلحظ أنه يكرر الغلط نفسه في أكثر من محاضرة، وأحيانا يفتح عليه بعض الحضور فيغلط في إعادة القراءة، وأحيانا يقرأ الآية على وجهها الصحيح ثم يعيد قراءتها فيغلط فيها ([7])، مما يدل على ضعف عنايته بالقرآن الكريم.

ثانيا: الحديث:
أما الحديث -الذي هو تخصصه- فقد صرح الشيخ بأن حفظ الحديث أسهل عليه من حفظ القرآن، وأنه مع ذلك لا يحفظ شيئا! فتأمل تناقضه! قال:
(أنا يسهل عليّ حفظ الحديث أكثر من القرآن، ولله الحمد، وإن كنت لست بحافظ، ما أحفظ شيء، لكن ما أعطيها عناية، مشغول...)اهـ ([8]).
وقال أيضا:
(قرأت البخاري مرة واحدة، فمن كثرة التكرار كدت أحفظ كثير من الأحاديث، وأعرف إذا مر بي حديث سلمة بن الأكوع، يعني لو قرأ إنسان حديث سلمة بن الأكوع أعرف أن هذا نبرات سلمة بن الأكوع وأسلوبه ومنهجه، أسلوب عمر بن الخطاب، أسلوب عائشة، وطلعت بثمرة أن عمر وعائشة هؤلاء من الأدباء الكبار في الأدب وفي العقل، يعلم الله، تعرف هذا من كلامهم رضوان الله عليهم، فتمر عليه مرة واحدة، فيه بركة، أنا يسهل عليّ حفظ الحديث أكثر من القرآن، ولله الحمد، وإن كنت لست بحافظ، ما أحفظ شيء، لكن ما أعطيها عناية، مشغول، عوائل، وأحداث الساعة والمشاكل والابتلاء بشيء من علم الواقع، كما يقال، فهذه محنة، فلا تمتحنوا عن حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام) اهـ ([9]).
قلت: لقد صرَّح الشيخ -كما ترى- بأنه لم يقرأ صحيح البخاري إلا مرة واحدة! وأنه كاد أن يحفظ كثيراً من الأحاديث من كثرة التكرار! فكيف يحفظ من كثرة التكرار، وهو لم يقرأ صحيح البخاري إلا مرة واحدة؟ هذا مما يصعب فهمه!
وذكر عن نفسه أمراً عجيبا في قدرته على معرفة راوي الحديث من الصحابة بمجرد سماع المتن، وأنه يعرفه إذا كان من رواية سلمة بن الأكوع، أو عمر، أو عائشة، رضي الله عنهم، وذلك من خلال نبراتهم! وأساليبهم! ومناهجههم! ولا أدري كيف يتمكن الشيخ من معرفة صحابي الحديث وهو غير حافظ! ثم كيف يستطيع أن يميز بذوقه بين الأحاديث التي يرويها عدد من الصحابة بألفاظ متقاربة، وربما باللفظ نفسه بلا اختلاف؟ فلا شك أن هذا من العجائب!
ثم إن في كلام الشيخ مشكلة كبيرة إذ جعل للصحابة نبرات وأساليب ومناهج في رواية الحديث، وكأنها من وضعهم وتأليفهم! فهل يجهل الشيخ -وهو أستاذ في الحديث- ، بل هم أوثق الرواة
rأن الصحابة رضي الله عنهم ما هم إلا رواة ونقلة عن النبي وأثبت النقلة؟
لقد اعترف الشيخ بضعفه في العلم، مبينا أسباب ذلك، منها: كبر سنه، وخرف عقله، وإصابته بمرض السكري، ونسيانه، وعدم حفظه، وانشغاله بعوائله، وأحداث الساعة، ومشكلات الواقع...
أخطأ الشيخ في بعض أسماء الرواة في محاضرة له، ثم قال:
(أنا أقول لكم هكذا لأن عقلي خرف أنسى، والمفروض عليّ أن أحفظ هذه الأسماء وما أغلط فيها، لأني التحقت بمدرسة الحديث وأنا كبير في السن، ومشغول بعوائل وكذا، لكني عرفت منهجهم، فأنا أدلكم على الطريق، ما أقدر أسير فيه، لكن أعرف أن هذا الطريق هو الصحيح)اهـ([10]).
وأحيانا يتيه الشيخ أثناء المحاضرة لتشوش فكره بسبب إصابته بمرض السكري، فقد قال في تلك المحاضرة:
(ما أدري يا إخوتاه، أنا مشوش ما أدري والله، فين وقفت معكم؟ وما أدري، فين أرجع؟ أخبروني فين ذهبت؟ سامحوني، رأسي فيه سُكَّر) اهـ ([11]).

ثالثا: الفقه:
أما عنايته بالفقه واشتغاله به، فقال الشيخ عن نفسه:
(ما عرفنا المذاهب أبداً، ما عرفنا إلا كتاب الله وسنة الرسول ومنهج السلف الصالح)اهـ ([12]).
وهذا اعتراف منه على نفسه بالجهل بالمذاهب الفقهية الأربعة المعتمدة عند أهل السنة، والأخطر من ذلك أنه جعل التفقه بها ندا للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، وحسبك بهذا دليلا على منزلة الشيخ في الفقه، ومدى قناعته بالفقه المذهبي! وسيأتي مزيد من النقد والتعليق على كلامه هذا في موضعه ([13]).
لقد نقلت كلامه هذا لتعرف منزلة الشيخ في العلم، وليعرف مستواه الضعيف فيه، أما الراسخون في العلم فلا يصدر عنهم مثل هذا الكلام ولا قريبٌ منه، ومع ذلك فلا ينبغي لأحد أن يغلو في الحط من منزلة الشيخ.


2 - فصل في غروره بنفسه
للشيخ ربيع المدخلي عبارات تدل على غروره بنفسه، وثقته الزائدة بكتبه وآرائه، وإليك أخي القارئ بعض النماذج من أشرطته:
فقد وصف كتابه (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف) بأنه منهج الله الحق! وأنه لا يجوز أن يتخلف عن تأييده الشيخ ابن باز أو الألباني -رحمهما الله- أو الفوزان أو غيرهم!
سئل الشيخ ربيع: (هل صحيح أن كتابكم "منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف" قد أقره سماحة الشيخ ابن باز - حفظه الله ([14]) - نرجوا التوضيح)؟
فأجاب قائلا:
(هذا الكتاب وغيره، ما من كتاب ألفته إلا وأعطيت منه نسخاً لكبار العلماء ولزملائي ولتلاميذي، هذي عادتي منذ بدأت أكتب، يعني بعد الماجستير والدكتوراه، الرد على الغزالي، والرد على أبي غدة، والرد على المودودي، والرد على سيد قطب، إلى آخره، ومنها منهج النقد، أرسله إلى العلماء، إذا عندي أخطاء، لست معصوماً، فيصححوا أخطائي، فما أجد منهم إلا الموافقة، ولله الحمد، فلما ألفت هذا الكتاب أرسلته إلى الشيخ ابن باز والفوزان والألباني والعباد ومحمد أمان، وما أدري أظن أعطيت المشايخ الذين معي، لا أذكر الآن، أعطيتهم، والذي ما أعطيته قبل أن يطبع وصله بعد أن طبع، وما نرى منهم إلا التأييد، وكيف لا يأيدونه وهو منهج أهل السنة والجماعة، وهو منهج الله الحق؟ وكيف يتخلف ابن باز عن تأييده أو الفوزان أو الألباني أو غيره؟ كيف يتخلف عن كتاب هو منهج أهل السنة والجماعة الحق؟ هذا منهج أهل السنة والجماعة في النقد، هو الجرح والتعديل نفسه) اهـ ([15]).
هكذا يصف الشيخ ربيع كتابه هذا، ويستبعد تخلف العلماء عن تأييده، سواء من وصله الكتاب قبل الطبع أو بعده! لأن من خالف ربيعا في كتابه فقد خالف منهج الله الحق! ولذا لا يجوز للعلماء أن يتخلفوا عن تأييده!
ويبالغ الشيخ في تزكية نفسه، فيقول:
(فأنا، يا إخوة -إن شاء الله- من أشد الناس تمسكاً بمنهج السلف الصالح واتباعاً لهم واقتفاءً لآثارهم، وهذه كتبي موجودة، إقرؤوها ترون...) اهـ ([16]).
ويزعم الشيخ أن أهل المدينة -وهو بلا شك في مقدمتهم- أشد الناس على أهل البدع، فقال:
(ما أحد واجه أهل البدع مثل أهل المدينة في كتاباتهم ومحاضراتهم من خمسة عشر سنة، فوجدوا أن أشد الناس على أهل البدع هم أهل المدينة) اهـ([17]).
وهذا مما يسهل منازعة الشيخ فيه، فعلماء الرياض وسائر ديار نجد أشد وأسبق وأشهر من غيرهم في التصدي لأهل البدع على اختلاف أصنافهم، من رافضة وإباضية وصوفية ومعتزلة وأشاعرة وعقلانية، فضلا عن الاتجاهات القومية والعلمانية والحداثية والشيوعية، والحركات التنصيرية والماسونية اليهودية، ودروسهم ومحاضراتهم وكتبهم وفتاواهم ورسائلهم كثيرة ومشهورة، وفي مقدمتهم في هذا العصر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، والشيخ عبد الرحمن الدوسري، والشيخ حمود بن عبدالله التويجري، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين -رحمهم الله- والشيخ صالح بن فوزان الفوزان، والشيخ عبد الله بن جبرين -حفظهما الله-، ومن أهل مكة: الشيخ عبد الله بن حميد -رحمه الله- والشيخ سفر الحوالي -حفظه الله-، ولا ننكر الجهود الكبيرة والمشهورة لأهل المدينة كالشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد العزيز بن صالح -رحمهما الله- والشيخ عبد العزيز القارئ -حفظه الله- وغيرهم من العلماء والأساتذة.
ولكن ينبغي أن تعلم -أخي القارئ- أنه لا يُعرف للشيخ وتلاميذه أي جهود تذكر في مقاومة الروافض الذين يتزايد نشاطهم في المدينة، وكذا الصوفية والأشاعرة، وإذا أردت أن تعرف أخطر أهل البدع عند الشيخ وتلاميذه فهم الجماعات الإسلامية، وليس أولئك الراسخين في بدعهم وطائفيتهم، كما سيأتي تفصيله لاحقا ([18])، وقد صرح الشيخ بذلك مزكيا نفسه بأنه يكافح لوحده، مترفعا عن الدنيا، إذ قال:
(كان عندي طالب متحزب، وأنا أتكلم أحياناً إذا وجدت فرصة في بيان منهج الإخوان المسلمين، أنا سائر على هذا المنهج منذ عام 1400هـ تقريباً، لابد أن أبين للناس ضلال هؤلاء القوم، كنت أكافح، لكن أحس أني وحيد حتى إن الشيخ محمد أمان -الله يحفظه- رأى في المنام أني أسبح في بحر من الماء الصافي العذب، فقالها للشيخ ابن باز فقال الشيخ ابن باز: هذه دنيا، قلت: والله، ما هي الدنيا، هذه، والله، المشاكل التي أسبح فيها لوحدي، أنا أعرف ماذا أعيش) اهـ ([19]).
قلت: الشيخ ابن باز -رحمه الله- إمام معروف بتعبير الرؤى، وقد عبر تلك الرؤيا بالدنيا، أما الشيخ ربيع فيحلف بالله أن تعبيرها ليس كذلك، وأن تعبيرها هو المشكلات التي هو فيها مع الإخوان المسلمين، وهو غير معروف بتعبير الرؤى، فأي التعبيرين أولى بالاعتماد والصحة؟ والظاهر أن الرؤيا قد صدقت على تعبير الشيخ ابن باز -رحمه الله-، وقد يمكن الجمع بين التعبيرين بأنها دنيا تحصل للشيخ ربيع بسبب مشكلاته مع الإخوان!
ويتمادى الشيخ في غروره بنفسه لدرجة أنه يقدم نفسه على الشيخ الألباني، فيزعم أنه في السلفية أقوى منه، فيقول
(ونحن طلاب الشيخ عبد الله القرعاوي عندنا سلفية أقوى من سلفية الألباني، والله، الشيخ عبد الله تعلم المنهج السلفي تماماً حتى ما عرفنا المذاهب أبداً، ما عرفنا إلا كتاب الله وسنة الرسول ومنهج السلف الصالح، فالتقينا بالألباني فإذا نحن في السلفية أقوى منه، علم الله، الشيخ عبدالله وضع سلفية، جاء بسلفية، يعني: هي صميم السلفية، جاءنا الشيخ الألباني يقول: أنا آخذ من لحيتي قليلاً، يجادلنا في هذه القضية من أول يوم، ناقشناه في هذه القضية، فقلنا: لا بد من تطبيق، ولا يجوز الأخذ منها فأنت على غلط، جاءت قضية ثانية وهي الكتابة على القبر طبعاً حنّا متشددين ([20]) فنرى أنه لا يوضع علامة ولا يكتب عليها، طبعاً، الكتابة لها دليل، لكن وضع علامة حجر، يعني قال الشيخ الألباني: الرسول وضع حجراً، سلمنا له بهذا ([21])، وما سلمنا له في الكتابة، إن كان قالها، الله أعلم) اهـ ([22]).
ويلحظ من كلامه هذا أنه استدل لمزاعمه في قوة سلفيته بمسألتين أجازهما الشيخ الألباني على حد زعمه، الأولى: الأخذ من اللحية، والثانية: الكتابة على القبر.
فأما تخطئته الألباني في قوله بالأخذ من اللحية ما زاد عن القبضة فهذا غير سائغ، لأنها مسألة اجتهادية عند السلف، على تفصيل مذكور في كتب الفقه والحديث، فبطل استدلاله بهذه المسألة، والحمد لله، ولا ينبغي أن ننكر على الشيخ ربيع في انتقاده وتخطئته الشيخ الألباني في هذه المسألة الاجتهادية، فلم يزل أهل العلم يرد بعضهم على بعض، ولكن الذي يُنكَرُ على الشيخ هو طعنه في سلفية الشيخ الألباني لأنه خالفه في هذه المسألة، ثم إن مسألة الأخذ من اللحية ليست من المسائل الفارقة في الدعوة السلفية.
وأما جواز الكتابة على القبر، فهو غير متأكد من نسبته إلى الشيخ الألباني، لأنه قال: (وما سلمنا له في الكتابة، إن كان قالها)، ولا أظنه يخفى على الشيخ كتاب "أحكام الجنائز" للألباني، وقد عقد فيه فصلا فيما يحرم عند القبور، ومنه الكتابة على القبر ([23])، فكيف يجيز الشيخ لنفسه أن يبني مزاعمه أنه في السلفية أقوى من الألباني على ظنون خاطئة؟ وهل هذا منهج سلفي في الحكم على العلماء والناس؟ أو هو منهج خلفي يُدرب من خلاله التلاميذ على التجريح والتشكيك في منزلة أهل العلم بلا بينة ولا برهان؟ الذي يبدو لي أن الشيخ كان يتكلم بما يطرأ على ذهنه بلا علم ولا تروٍّ، أما الألباني -رحمه الله- فهو من أئمة الدعوة السلفية في هذا العصر ونحسبه من الأئمة المجددين في الحديث والدعوة والمناظرة وقمع البدعة، ولا ندعي له العصمة، ولكن شتان بين ربيع والألباني، بل لا مقارنة بينهما
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
فهذه أمثلة من أشرطة الشيخ ربيع تدل على غروره الشديد بنفسه، ولو كان الشيخ علامة زمانه ثم اغتر بنفسه لقيل غرّه علمه، ولكن أن يكون ضعيفا في العلم -كما عرفنا في الفصل السابق- ثم يغتر ويتعالى، فهذا شأنه كشأن العائل المستكبر! نسأل الله العافية والسلامة.


3 - فصل في رداءة أسلوبه
يتصف الشيخ ربيع المدخلي بعجلة غير محمودة في طرح آرائه والحط من مخالفيه، وهو سريع الانفعال والهيجان، وفيه حدة ملحوظة، ويثور لأدنى سبب، مما يدفعه إلى التلفظ بعبارات غير لائقة البتة، والمبالغة المذمومة في الوصف والخطاب، بالإضافة إلى التطرف في إصدار الأحكام، وقد سمعت للشيخ -عفا الله عنه- عبارات لا أرى من المناسب التفصيل في ذكرها هنا، ولكن سأكتفي بما هو مسجل في الأشرطة، فقد بلغ به الإسفاف في العبارة إلى حد يقِفُّ له شعر السامع، وله ألفاظ وعبارات غير مناسبة ، ولا الصحابة الكرام
rلم يراع فيها التأدب مع الرب جل وعلا، ولا توقير رسوله والسلف الصالح رضي الله عنهم، فضلا عن غيرهم، ويصعب وصف أسلوبه للقارئ، ولذا فإني سأذكر عباراته كما جاءت في الأشرطة، وهي تعبر عن نفسها، فعلى سبيل المثال، قال في محاضرة له في أحد المساجد:
(الآن الذي لا يناطح الحكام عميل، ليه ربنا ما ناطح الحكام؟ ولماذا رسول الله ما كان يناطح هذه المناطحات؟...) اهـ([24]).
كذا قال، ولا أدري ما الذي أحوجه لاستعمال هذه الألفاظ وهذا الأسلوب؟
وقال في محاضرة أخرى:
(منهج الموازنات، والذي أنشأه القطبيون السروريون، فإن الإخوان ما أوصلهم ولا التبليغ ولا أهل البدع جميعاً ما أوصلهم الشيطان إلى هذه المكيدة وإلى هذا التفكير الخبيث، فأنشؤوا منهج الموازنات بين الحسنات والسيئات، لماذا؟ لحماية سيد قطب وحماية قيادات الإخوان المسلمين، فإذا كان هذا المنهج حق فإن أفجر الناس وأظلمهم على هذا المنهج: مالك، وسعيد بن المسيب، وقبله ابن عباس، وأحمد بن حنبل، والأوزاعي، والثوري، وابن عيينة، والحمادان، والبخاري، ومسلم، وابن حبان، إلى آخره، كلهم أفجر الناس، وكتب الستة كلها قامت على الفجور والكذب والظلم، أنا ما أعرف مكيدة أخبث من هذه المكيدة على الإسلام، بل إن رسول الله على رأس هؤلاء، فرأس الظالمين رسول الله لأنه ما عنده ميزان، هذا الميزان الذي اخترعه الشيطان للقطبيين السروريين، ما فكر فيه فاجر على وجه الأرض، لا من اليهود، ولا من النصارى، ولا من أهل البدع، وجاؤوا يضربون به المنهج السلفي) اهـ([25]).
كذا قال الشيخ -عفا الله عنا وعنه- ونسأل الله العافية والسلامة.
وكان مرة يرد على من يصف عبادة الأصنام والأوثان بأنه شرك ساذج! فقال:
(... وأنا ذكرت في كتاب منهج الأنبياء إن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث وهناك في العالم دول وطواغيت، طواغيت: كسرى وقيصر والمقوقس وفلان وحكام (...)([26])، كم آية نزلت فيهم؟ يعني ربنا درويش والرسول درويش؟...)اهـ ([27]).
كذا قال، وهذا مستوى الشيخ في الأسلوب وأدبه في الألفاظ مع الله تبارك !
rوتعالى ورسوله
وكان يتحدث عن النهي عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد، فتكلم عن وعن دفن الصحابة له، فقال:
rقبر الرسول
(فاجتهدوا فين يدفنوه، إذا دفنوه بالبقيع يتخذ قبره مسجد، أين يذهبوا؟ إذاً قالوا: ندسّه في بيته...)اهـ ([28])
: (ندسّه في بيته)! ولا أدري
rكذا وصف الصحابة رضي الله عنهم عندما أرادوا دفنه ما الذي أحوجه إلى التعبير بهذا اللفظ الذي كثيرا ما يستعمل أصله في التحقير والإهانة والذم؟ فقد جاء في كتب اللغة: الدَّسُّ إدخال الشيء من تحته في خفاء، ودسَّه يدُسُّه دَسَّاً إذا أدخله في الشيء بقوة وقهر، ودسا يدسوا نقيض زكا، والدَّسيس: إخفاء المكر والصُّنان الذي لا يقلعه الدواء، والدُّسُس: المراؤون بأعمالهم، والدَّسَّاسة: حية صماء تندس تحت التراب، والدَّسَّاس من الحيات: أخبثها ([29])، وقد استُعمل هذا الأصل اللغوي في القرآن الكريم في موضعين، كلاهما في معرض الذم، الأول: ما أخبر الله تعالى عن ضلال أهل الجاهلية عندما وصفهم بأنهم يئدون البنات وهن أحياء بلا شفقة، قال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ. يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58-59]، والثاني: قوله تبارك وتعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9-10]، قوله: (دسَّاها) أي: أخفاها بالمعصية، وأخملها بترك الطاعة، وقيل: جعلها خسيسة بالعمل الخبيث، وقيل: أغواها وأغراها بالقبيح، وقيل: دسسها في أهل الخير وليس منهم ([30]).
،
rأما زعمه أن الصحابة رضي الله عنهم اجتهدوا في تحديد المكان المناسب لدفنه نص على المكان الذي يدفن فيه، وسيأتي توضيح هذه المسألةrفهذا غير صحيح لأن النبي في فصل مستقل ([31]).
وعندما أراد أن يذكر حديثا لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في طاعة ولاة الأمر في المعروف، قال:
(... هذا، خذوا هذا الصحابي، هذا الصحابي عميل؟ عبد الله بن عمرو بن العاص، ماسوني؟ عميل؟ جاسوس؟ ها، الآن اللي يتحدث بمثل هذه الأحاديث عميل جاسوس مخابرات!...) اهـ ([32]).
وقال ايضا في انفعال ظاهر:
(... المسلم حينما يقول كلمة الحق يصبح عميلا وجاسوسا وخطيرا، لعنة الله على، على من، على من أقول؟...) اهـ ([33]).
ومن الأقوال الرديئة للشيخ ربيع قوله:
(... في ضوء منهج الموازنات أئمة السنة كلهم ظلمة خونة غشاشين، وعلى رأسهم أحمد بن حنبل، ويحي بن معين والبخاري، وخلاص، يسقط البخاري في ضوء هذا المنهج، ويسقط مسند أحمد بن حنبل، وتسقط كل كتب السنة وكتب الجرح والتعديل، كلها كذب في كذب في ضوء كتاب اسمه منهج الموازنات، إذن يا أخوة هذا منهج باطل، منهج باطل...)اهـ([34]).
كذا قال! ولا أقول إلا: اللهم إني أعوذ بك من الفحش والتفحش.
وفي محاضرة له في أحد المساجد، سخر من سيد قطب -رحمه الله- متشفيا بما فعل الظلمة به، فقال:
(وبعدين سيد قطب حَطُّوه في قفص مثل الدجاجة، لمّا أرادوا أن يذبحوه راحوا ذبحوه، والله ما أخذ السيف مثل عليّ وخالد وراح يخوض المعارك، حطوه عشر سنوات مثل الدجاجة في قفص وراحوا ذبحوه، إيش سوّى، شفت، والله لا ليش ذبحوه، والله وجدوا عنده مخطط لنسف الجسور والإذاعات وقتل الشخصيات، مخطط إجرامي، ذبحوه، لكن الناس طلّعوه شهيد) اهـ([35]).
قلت: هذا الكلام الرديء يترفع عنه كثير من العلمانيين، ولا أظن مخابرات عبد الناصر قالت مثله في النيل من الأستاذ سيد قطب رحمه الله! وأقل ما يمكن أن أعلق به على هذا الأسلوب السافل هو ما ذكره الشيخ بكر أبو زيد في وصف أسلوب الشيخ ربيع، قائلا: إنه في نزول، وأما سيد فقد سما ([36]).
وإني أنصح وأذكر نفسي والشيخ بقول الله تبارك وتعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53].


4 - فصل في شدته على خصومه
الشيخ ربيع لا يرحم مخالفيه، بل يقسو عليهم في عباراته، ويتهمهم في نواياهم، ويحكم على سرائرهم وما تكِنُّ صدورهم، ولا يتورع عن إطلاق عبارات شديدة تصل إلى حد التكفير في حقهم، وسأكتفي هنا بذكر مثال واحد من خصومه:
كلامه في محمود بن محمد الحداد المصري:
يُنسب الحداديون إلى المدعو: محمود بن محمد الحداد المصري، وهو من المحسوبين على السلفيين، وكان يقيم في الرياض، ويشتغل بتحقيق كتب الحديث وصنع فهارسها، وطريقته غير جيدة ولا منهجية في التأليف والتحقيق، وله آراءٌ غالية وخطيرة، تميل إلى الغلو الشديد في التبديع، ولا يعتد بمنهج الاعتدال الذي سار عليه الأئمة ابن تيمية والمزي والذهبي ومن نحا نحوهم -رحمهم الله- في مواقفهم ممن نسب إلى البدعة من الرواة والعلماء، وله موقف متعنت في تبديع الإمامين النووي وابن حجر -رحمهما الله- وكان بين الشيخ ربيع ومحمود الحداد علاقة حميمة، وكان الشيخ يثني على الحداد ويوصي بكتابه (عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة) ويصفه بأنه جيد وفيه فوائد، لكن سرعان ما نشب الخلاف بينهما، وصار كل منهما يرد على الآخر ويشهِّر به، ويطلق عليه أنواع التهم، وتحول التآلف بين الطرفين إلى صراع مرير بينهما، وحقيقة الخلاف بينهما أن الحداد كان مطردا في تبديع من تلبس بالبدعة وإجراء أحكام المبتدعة عليه، على قاعدة فاسدة عنده في تبديع كل من وقع في البدعة، وكان يطالب الشيخ بتبديع النووي وابن حجر -رحمهما الله- لأنهما من علماء الأشاعرة في نظره، ويُلزِمُه بتبديعهما بما بدَّعَ به سيد قطب، أما الشيخ فقد كان له منهج انتقائي في التبديع، ثم وقعت حادثة إحراق كتاب: (فتح الباري) لابن حجر من بعض المتأثرين بمنهج الحداد، واشتد نكير العلماء عليهم، لا سيما الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فأراد الشيخ ربيع أن يتنصل من أي علاقة تربطه بالحداد فجعل يتكلم عليه في مجالسه، واشتد الصراع بين الطرفين، فرد الحداد عليه في رسالة بعنوان: (القول الجلي في فِرَى المدخلي)([37])، ورسالة أخرى بعنوان: (الفصل العادل في حقيقة الحد الفاصل) ([38])، يرد فيها على الشيخ في كتابه (الحد الفاصل)، وعلى الشيخ بكر أبو زيد في (خطابه الذهبي)، كما رد أحد تلاميذ الشيخ -واسمه صالح بن عبد العزيز السندي- في رسالة له بعنوان: (التحقيق والإيراد في بيان أخطاء الحداد: ملحوظات على كتاب عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة) ([39])، وقد عرضها مؤلفها على الشيخ فأقرها ورأى نشرها.
أما ما قاله الشيخ في الأشرطة، فمنه قوله:
(منهج الحداد: وهي منبثقة من منهج سيد قطب، الدليل أنهم يرمونا بالإرجاء) اهـ ([40]).
كذا قال، وهو يعلم أن الحداد ضد منهج سيد قطب، والأعجب أنه استدل لذلك بأنه رماه بالإرجاء!
وقال أيضاً:
(الحداديين أظنهم فرع من فروع القطبيين، متسترين، هم من فروع القطبية الغلاة، ولكنهم متسترون، أنا أعتقد أن الحداد قطبي نجس متستر يتظاهر بالسنة وهو كذاب) اهـ ([41]).
والشاهد من كلامه هنا هو قوله: (الحداد قطبي نجس متستر يتظاهر بالسنة وهو كذاب)، كذا قال، وإذا كان الحداد يستحق أن يرد عليه ويفضح أمره ويحذر منه، لكن ليس بهذا الأسلوب وهذه الألفاظ: (نجس متستر يتظاهر بالسنة وهو كذاب)، انظر إلى قسوته البالغة في عباراته، وطعنه في نية مخالفه، وتشبيهه إياه بالمشركين الذين وصفهم الله تبارك وتعالى بقوله: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28].
والخلاصة أن الشيخ يتجاوز الحدود الشرعية في النيل من خصومه ومخالفيه إذا كانت لهم أخطاء أو انحرافات سواء كانوا أفرادا أو جماعات، وقد كان الأولى بالشيخ أن يرد على الحداد بتوضيح منهج السلف والتأكيد على القاعدة المعروفة عندهم التي تقول: (ليس كل من وقع في البدعة فهو مبتدع)، دون التعرض للنوايا، والإسفاف في القول، ولكن هذه هي طبيعة الشيخ -غفر الله لنا وله- وقد قيل: الطبع يغلب التطبع!
ويطرد منهجه المتطرف هذا حتى مع المعروفين بالعلم والمشهود لهم بالفضل من علماء ودعاة أهل السنة، وسنورد عباراته القاسية في العلماء والدعاة والجماعات الإسلامية في فصول آتية ([42]).









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-31, 23:37   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










Thumbs up

الباب الثاني
مقالاته في مسائل عَقَدِيَّةٍ وعِلْمِيَّةٍ
وفيه ثمانية عشر فصلا:
5- فصل في العقيدة والمنهج.
6- فصل في توحيد الأسماء والصفات.
7- فصل في توحيد الحاكمية.
8- فصل في التكفير.
9- فصل في التبديع.
10- فصل في الإنكار على الولاة.
11- فصل في الخروج على الحكام.
12- فصل في الأدب مع الصحابة رضي الله عنهم.
13- فصل في الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.
القلبية لربه
r14- فصل في معنى رؤية النبي تبارك وتعالى.
15- فصل في الرد على أهل البدع.
16- فصل في الخوارج.
17- فصل في الروافض.
18- فصل في الصوفية.
19- فصل في المطلق والمقيد.
20- فصل في المذاهب الأربعة.
.
r
21- فصل في دفن النبي
22- فصل في التمثيل والأناشيد.
5 - فصل في العقيدة والمنهج






العقيدة عند أهل السنة مردافة للإيمان، وتشتمل على الأمور العلمية التي يجب على المسلم أن يصدقها تصديقا جازما ويعقد عليها قلبه، وهي أركان الإيمان الستة، وسائر ما ثبت في الكتاب والسنة من الأمور الغيبية، دون الأحكام العملية كالفرائض والحدود والأمر والنهي التي يشملها الدين ([43]).
أما المنْهَج والمِنْهَاج والنَّهْج فمعناه في اللغة: الطريق البين الواضح السهل المستقيم ([44])، وفي الشرع بمعنى الدين والصراط المستقيم، فقد ورد في تفسير قوله تعالى {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} [المائدة: ، فقد جعل الله له شرعة
r
48]، أن المنهاج هو القرآن، فكل من دخل في دين محمد ومنهاجا، وهو القرآن([45])، وفسر أيضا بمعنى السنة، أي الطريقة، وهو رواية عن ابن عباس، وإحدى الروايات عن مجاهد، ونحوه عن الحسن البصري، وعكرمة، والسدي، والضحاك، وأبي إسحاق الهمداني ([46])، ورجحه ابن كثير، وقال: هو أظهر في المناسبة، وعزاه إلى من تقدم ذكرهم، وزاد عليهم: قتادة ([47])، وفُسر بمعنى السبيل، وهو الرواية الأخرى عن ابن عباس، ومجاهد، ومثله عن عطاء الخرساني([48])، وفسر بمعنى الشِّرْعة، أي الشريعة، وهي الملة والدين، والطريق الواضح ذكرهما ابن الأنباري ([49]).
وهذه النقول عن السلف في تفسير المنهج تدل على أنه أعم من العقيدة، فالمنهج يشمل الدين كله، عقيدة وعبادة وشريعة وأخلاقا، وبهذا يتبين أن العقيدة جزء من المنهج.
لكن الشيخ ربيعا مضطرب في الجمع أو التفريق بين العقيدة والمنهج، واضطرابه في هذه المسألة شديد جداً، إذ يؤكد الفصل والتفريق بينهما في أول المحاضرة ويضرب لذلك الأمثلة، ثم ينقض قوله في آخرها، فيقول إنهما شيء واحد، وأنه لا يجوز التفريق بينهما، ويشنع على من يفرق بينهما، ويتمادى فيصفهم بالاحتيال، وأنه أسلوب لمن عندهم طرق بدعية، وأفكار سياسية! ثم وجدت له قولا ثالثا أن الفرق بينهما على حسب الاصطلاح! ولا أدري أي اصطلاح هذا!
القول الأول: الفصل والتفريق بين العقيدة والمنهج، حيث يرى الشيخ أن العقيدة غير المنهج، ويمثل لذلك بالخوارج فيصف عقيدتهم بأنها سلفية، وأن ضلالهم كان في المنهج في مسألة الحاكمية، وأن هذا الانحراف سياسي! ومفهوم كلامه أن المنهج ليس من العقيدة! بل صرح بالفصل بين العقيدة والمنهج، فقال:
(ثم إن الفصل بين العقيدة والمنهج، أنا أقول غير مرة إن الخوارج الذين أمر رسول بقتلهم وقال: «هم شر الخلق والخليقة وشر من تحت أديم السماء ولو أدركتهم
rالله لقتلتهم قتل عاد وإرم»، كان عندهم عقائد سلفية، يعني يؤمنون بتوحيد العبادة وبتوحيد الأسماء والصفات، ما عندهم شرك، ما عندهم قبور، ما عندهم تجهم، كان عندهم فساد في الحاكمية، مثل ما حصل لشبابنا الآن، اعتبرهم الرسول شر الخلق والخليقة وأمر بقتلهم والتشريد بهم، وفعلاً، اتفق الصحابة على قتالهم، اختلفوا في وقعة الجمل، واختلفوا في وقعة صفين، ورأوا ذلك فتنة، ولكن لمّا برز هؤلاء الخوارج الذين تعتبر عقيدتهم سلفية أحسن من عقائد هؤلاء الذين يتبعون سيد قطب ويتبعون الإمام حسن، التبليغيين والإخوانيين، والله عقائدهم أسلم من عقائد هؤلاء، وكان ضلالهم في الحاكمية، لا حكم : كلمة حق أريد بها باطل، وسلّ عليهم سيفه وقتلهم كما أمر رسولtإلا لله، قال علي ، فو الله، إن هؤلاء أكذب من الخوارج، وأشد خصومة للعقيدة السلفية ولأهلها منrالله
الخوارج والروافض) اهـ ([50]).
ويؤكد التفريق بين العقيدة والمنهج في محاضرة أخرى، فيقول: (الخوارج كانت عقيدتهم سلفية في العبادة وفي الأسماء والصفات وكان عندهم انحراف في المنهج.) اهـ ([51]).
وسئل في لقاء له في جدة عن الحداديين؟ فأجاب: (الذين قاتلهم عليّ [أي: الخوارج] كانوا -والله- عقائدهم سلفية ([52])، يا إخوتاه، ما كان عندهم عبادة قبور، ولا كان عندهم تعطيل جهمية، كان عندهم انحراف سياسي في الحاكمية... فالعقيدة ما تكفي... لابد عقيدة، عمل، التزام كتاب الله وسنة ) اهـ ([53]).
rرسوله
القول الثاني: العقيدة والمنهج شيء واحد ولا يجوز التفريق بينهما، فقد سئل الشيخ في آخر ذلك اللقاء في جدة: ما الفرق بين العقيدة والمنهج؟ فأجاب: (لا يجوز التفريق بين العقيدة والمنهج، هذا أسلوب سياسي ابتكره أناس، يعني في هذا البلد أكثر من غيره، لأن الغالب على أهل هذا البلد المنهج السلفي، فيأتي ناس لهم أفكار سياسية، أو لهم طرق بدعية، أو شيء من هذا فيحتالون على السذج...) اهـ ([54]).
قلت: اضطرابه واضح في لقاء جدة، ففي أوله يقول العقيدة ما تكفي، يعني لابد منها مع المنهج، ثم يقول في آخر اللقاء لا يجوز التفريق بين العقيدة والمنهج!
القول الثالث: التفريق بينهما على حسب الاصطلاح! فقد سئل الشيخ: هل هناك فرق بين العقيدة والمنهج؟ لأننا نسمع مثلاً عقيدته سلفية ومنهجه إخواني مثلاً؟ فأجاب: (هذا على حسب الاصطلاح بارك الله فيك، لكن المنهج انا أرى أنه يراد من المنهج ما هو أهم من العقيدة فمنهج الاخوان المسلمين عندهم منهج، من مناهجهم محاربة السلفية محاربة العقيدة البعد بأتباعهم عن العقيدة الصحيحة من منهجهم جمع الناس على مختلف البدع والضلالات هذا منهجهم أو من منهجهم الفاسد.) اهـ ([55]).
كذا قال! ولم يبين مراده بالاصطلاح، ولعله اصطلاح خاص به! وإذا كان الشيخ يرى نفسه أنه يتكلم في هذه المسألة عن بصيرة ويقين فلماذا لا يتقيد باصطلاح الشرع، بدلا من أن يبتدع اصطلاحا بلا دليل؟ ولكن العجيب أنه ذكر أن من المنهج ما هو أهم من العقيدة! ولا أدري ما الشيء الذي هو أهم من العقيدة؟ وهل يجهل الشيخ أن أهم شيء في دين الإسلام هو العقيدة، التي هي عقيدة التوحيد؟ وأنها أول ما يبدأ به في الدعوة؟ وأن محاربتها هي عين الكفر؟ وإذا كان الشيخ يرى أن من المنهج ما هو أهم من العقيدة فلماذا لا يجعله العقيدة نفسها؟
والنتيجة التي ينتهي بها هذا الفصل أن الشيخ مضطرب ومتناقض في هذه المسألة، مما أثار التساؤلات حولها في لقاء جدة، ومخيم الربيع بالكويت، وقد سرى هذا الاضطراب في أتباعه، الذين يرددون بدعته هذه كالببغاوات، ويتطاولون على أهل العلم وطلابه في التجريح والتصنيف: "فلان العقيدة سلفي والمنهج خلفي"! و " فلان خذوا من علمه واتركوا منهجه"! و "فلان منهجه كذا وفي عقيدته كذا"! إلخ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (تجد أهل الكلام أكثر الناس انتقالا من قول إلى قول، وجزما بالقول في موضع، وجزما بنقيضه وتكفير قائله في موضع آخر، وهذا دليل عدم اليقين) اهـ ([56]).


6 - فصل في توحيد الأسماء والصفات
قال الشيخ ربيع: (توحيد الأسماء والصفات فطر الله الناس عليه فلا يكابرون فيه ولا يجادلون فيه {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} [لقمان: 25، الزمر: 38] اهـ ([57]).
قلت: لا أدري هل هذا سبق لسان منه؟ فإن كان كذلك -وهذا ظني بالشيخ- فيجب على الشيخ أن يصحح الشريط، فيقول: (توحيد الربوبية) بدلا من (توحيد الأسماء والصفات)، لأن الآية التي استدل بها الشيخ فيها دليل على إقرار المشركين بتوحيد الربوبية، فغريب منه أن يستدل بها على عدم مكابرة المشركين في توحيد الأسماء والصفات!
أما الدليل على أن الله تعالى فطر الناس على التوحيد فهو قوله سبحانه: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]، قال ابن كثير في تفسيرها: (فَطَرَ خَلْقَهُ على معرفته وتوحيده وأنه لا إله غيره)([58]).
قلت: ولكن ذكر العلماء أنه على سبيل الإجمال لا التفصيل، لاسيما في توحيد الأسماء والصفات، فهذا النوع من التوحيد وإن كان منه ما هو فطري إلا أن أكثره سمعي، وأهل السنة يقولون: لا يوصف الله تبارك وتعالى إلا بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله، نفيا وإثباتا، فالأصل فيه التوقيف، لا يتجاوز القرآن والحديث ([59]).
فما ذكره الشيخ أن الناس لا يكابرون في توحيد الأسماء والصفات ولا يجادلون فيه! غلط شنيع جداً ما كان ينبغي أن يصدر منه، واستدلاله بالآية في غير محله لأنها في توحيد الربوبية الذي أقر به ، أما توحيد الأسماء والصفات فقد ألحدوا وأشركوا فيه، كما هو
rالمشركون زمن النبي الشأن في توحيد الألوهية، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَانِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَانُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا} [الفرقان: 60]، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]، قال ابن جرير رحمه الله في تفسيرها: (يعني به المشركين، وكان إلحادهم في أسماء الله أنهم عدلوا بها عما هي عليه فسموا بها آلهتهم وأوثانهم وزادوا فيها ونقصوا منها فسموا بعضها اللات اشتقاقا منهم لها من اسم الله الذي هو الله وسموا بعضها العزى اشتقاقا لها من اسم الله الذي هو العزيز، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل)، ثم روى ما جاء في معناها عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (إلحاد الملحدين أن دعوا اللات في أسماء الله)، وعن مجاهد رحمه الله قال: (اشتقوا العزى من العزيز واشتقوا اللات من الله)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية، قال: (الإلحاد: التكذيب)، وعن قتادة رحمه الله: {يلحدون}، قال: (يشركون) ([60]).
وذكر أهل العلم أنواع الإلحاد في أسماء الله تعالى وصفاته، منها:
1 - إلحاد المشركين بتسمية أصنامهم وأوثانهم بأسماء الله تعالى.
2 - إلحاد اليهود والنصارى وغيرهم، بوصفه بما يتعالى عنه ويتقدس، كقول أخبث يهود: إنه فقير، ويده مغلولة، ونسبة اليهود والنصارى الولد له، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وتسميته بما لا يليق بجلاله، كتسمية النصارى له أباً، وتسمية الفلاسفة له موجبا بذاته، أو علة فاعلة بالطبع، ونحو ذلك.
3 - إلحاد الممثلة الذين يكيفون صفات الله عز وجل، ويمثلونها بصفات خلقه -تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
4 - إلحاد النفاة المعطلة الذين يعطلون أسماءه الحسنى عن معانيها، وهم على فرق وأقسام.
5 - تحريف الأسماء والصفات عن معانيها الثابتة بالكتاب والسنة، ، وهو مذهب أهل التأويل
rوالتكلف في تأويل معانيها على غير مراد الله تعالى ورسوله الفاسد من الكرامية والأشاعرة ومن وافقهم ([61]).
ولا أدري كيف خفي على الشيخ ضلال تلك الطوائف المنحرفة في توحيد الأسماء والصفات حتى قال إن الناس لا يجادلون ولا يكابرون فيه؟ والشيخ أستاذ دكتور ديدنه العقيدة والتوحيد! ومشغول بالواقع ومحاربة الشرك والبدع! فكيف يخفي عليه الشرك والضلال في هذا الباب، وقد وقعت فيه تلك الأمم والشعوب التي ملأت الآفاق من المشركين واليهود والنصارى والفلاسفة وفرق أهل البدع التي ظهرت في هذه الأمة وانحرفت في هذا الباب كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة الكُّلاَّبية والمفوضة وغيرهم؟
فإن قيل: لقد خفيت هذه المسألة على الشيخ، وأخطأ فيها، أو جازف! وظن أن الناس لا يكابرون ولا يجادلون في توحيد الأسماء والصفات، ولم يدرك الضلال العريض في هذا الباب، وهذا لا يؤثر في إمامته للدعوة السلفية في هذا العصر.
فالجواب: لا يجهل صغار طلبة العلم السلفيين فضلا عن كبارهم أن توحيد الأسماء والصفات هو أبرز ما تتميز به الدعوة السلفية عمن خالفها، ولا يجهلون المعارك الحامية الطويلة بينهم وبين أهل البدع في هذا الباب، هل يليق بمن يجهل هذه المسألة أو يجازف فيها أن يُعَدَّ في أئمة الدعوة السلفية في هذا العصر؟


7 - فصل في توحيد الحاكمية
توحيد الحاكمية وإن كان مصطلحا حديثا، لا يوجد في كتب المتقدمين -فيما أعلم- إلا أن المراد منه صحيح وحق لا مرية فيه، لأن معناه إفراد الله تعالى في الحكم والتشريع والتحليل والتحريم، فالحلال ما أحل الله وحده، والحرام ما حرمه وحده، والدين ما شرعه وحده سبحانه، والشيخ ربيع يقر بتوحيد الحاكمية، ويقول:
(... الحاكمية يجب أن يؤمن بها المسلم، وأنه لا حكم إلا لله سبحانه وتعالى، أن الله هو الحاكم الوحيد في قضايا المسلمين الدين، ال ([62])، أو، كلها، قضايا البشر الدينية والدنيوية، ولكن لها أدلتها، {إن الحكم إلا لله}، {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} هذه أدلة الحاكمية...) اهـ ([63]).
ويرى الشيخ أن الحاكمية من التوحيد، وهو متردد في إلحاقها بتوحيد الربوبية، أو توحيد الألوهية، أو جعله من حقوق الألوهية! ويترجح عنده أنها تُلحق بتوحيد الربوبية! ويحتج لذلك بأن الله المالك الملك الحق المبين، هو الذي له الحق أن يحكم ويَشْرع.
قال الشيخ: (توحيد الحاكمية هل هو قسم مستقل من أقسام التوحيد، أو يلحق بتوحيد الربوبية، أو يلحق بتوحيد الألوهية؟ والذي يترجح لي أنها تلحق بتوحيد الربوبية لأن الله المالك الملك الحق المبين، هو الذي له الحق أن يحكم ويَشْرع، فيلحق، يعني لا يجعل قسيماً لأنواع التوحيد التي سبرها السلف، سبر السلف كتاب الله سبراً مستوعباً فلم يجدوا إلا أنواعاً ثلاثة فاقتصروا عليها، فهذا ليس إلغاء لحاكمية الله، وإنما في نظرهم -والله أعلم- أنها جزء من توحيد الألوهية، أو جزء من توحيد الربوبية، وقد تكون من حقوق الألوهية) اهـ([64]).
قلت: تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أنواع استقراء تام مطرد له أدلته الكثيرة، ومن العلماء من يجعله نوعين اثنين:
الأول: توحيد علمي خبري اعتقادي، ويسمى أيضاً توحيد الإثبات، ويشمل توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الربوبية.
والثاني: توحيد طلبي قصدي إرادي، ويسمى أيضاً توحيد العبادة، وهو توحيد الألوهية.
وربما عبر العلماء عن بعض أفراد العبادات بالتوحيد، كتوحيد المحبة، وتوحيد السؤال والطلب ([65])، وذلك للدلالة على أهميته والتحذير من ضده، وليس مرادهم أنه خارج عن أنواع التوحيد السابقة، فكذلك الشأن في توحيد الحاكمية.
ومنشأ الخطأ والاضطراب عند من يهون من شأن توحيد الحاكمية، بحجة أن أنواع التوحيد ثلاثة، أو اثنان، هو الجهل بأمرين:
الأول: الجهل بمعنى الحاكمية وأدلتها وأنها تدخل في أنواع التوحيد الثلاثة:
فالحاكمية داخلة في أنواع التوحيد الثلاثة جميعها بلا ريب:
فتدخل في توحيد المعرفة والإثبات (الربوبية والأسماء والصفات) لأنها مأخوذة من اسم الله تعالى (الحَكَم) الذي له الحُكم، ولا معقب لحكمه، وهو أحكم الحاكمين، وخير الحاكمين، وهو (الحكيم) في قدره الكوني وأمره الشرعي فمن عطل أو حرف أو ضل في أسماء الله تعالى (الحَكَم) و(الحكيم) فقد ألحد في أسمائه الحسنى، ومن وصف المخلوق بما اختص الله تعالى به من صفات الحَكَم والحكيم قاصدا معناها فقد أشرك في حاكمية الله تعالى، لأنه ألحد في أسمائه صفاته، وأشرك في ربوبيته([66])، ومن جعل لنفسه حقا في تحليل الحرام وتحريم الحلال، والحكم في رقاب الناس وأموالهم وأعراضهم بما يخالف شرع الله، فقد جعل نفسه ربا مع الله عز وجل، وأشرك في الربوبية([67]).
وتدخل الحاكمية في توحيد الطلب والقصد (الألوهية والعبادة)، لأن الله وحده هو المستحق أن يفرد بالحاكمية والطاعة، وأدلتها ثابتة واضحة، قال تبارك وتعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، وقال تبارك وتعالى: {إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام: 57]، وقال تبارك وتعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} [الأنعام: 114]، وقال تبارك وتعالى: {إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ} [يوسف: 67]، فمن كره شرع الله وحكمه، ولم يرض به، أو أطاع العلماء والأمراء في تحليل الحرام وتحريم الحلال فقد اتخذهم أربابا من دون الله، وأشرك في الطاعة وهو من الشرك في الألوهية([68]).
ومنشأ الخطأ الثاني عند من يهون من شأن توحيد الحاكمية هو: الجهل بطبيعة العلاقة بين أنواع التوحيد:
فمن العلماء ([69]) من يرى أن العلاقة بينها علاقة تلازم، لا ينفك نوع منها عن الآخر، وهكذا أضدادها فالشرك في واحد منها شرك في جميعها، فعُبَّاد الأوثان كانوا يقرون بتوحيد الربوبية، ولكنهم يشركون في الإلهية، هذا في الظاهر، أما في الحقيقة فهم مشركون في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات لتلازمها، ولا يعتد بإقرارهم بالربوبية لأنه نافاه فعلهم، فيكون إقرارهم به باطلا ([70]).
ومن العلماء من يرى أن توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية دون العكس، وأن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية ([71])، وأن توحيد الأسماء والصفات يشمل النوعين السابقين ([72]).
قلت: فالعلاقة بينها إما أن تكون متلازمة أو متداخلة بمعنى أن بعضها داخل في بعض، ويخشى على من أنكر توحيد الحاكمية أو هوّن من شأنه أن يكون أسوأ حالا من المشركين الذين عاندوا في توحيد الألوهية فلم ينفعهم توحيد الربوبية، لأن الحاكمية داخلة في كلا التوحيدين ([73]).
ومن أسباب تردد الشيخ ربيع في الحاكمية عدم فهمه لمعناها، فهو مضطرب جداً في تفسيرها، فبينما يراها داخلة في توحيد الربوبية أو الألوهية، إذا به يتلفظ بعبارات ينقض فيها أقواله السابقة، فيجعل الحاكمية في مقابل التوحيد، مما يشعر بأنها ليست منه، ومن خلاله عباراته الآتية ستجد أن الحاكمية عنده على معان متعددة:
1 - الحاكمية بمعنى الحكم بالشريعة الإسلامية:
يقصر الشيخ معنى الحاكمية على تحكيم الشريعة الإسلامية، ويجعلها في مقابل التوحيد الذي دعا إليه الأنبياء، فالحاكمية عنده هي الجانب القضائي في الإسلام، وهو كثيراً ما ينتقد الجماعات الإسلامية التي تطالب الحكام بتحكيم الشريعة الإسلامية وترك القوانين الوضعية بأنها لا تعتني بالدعوة إلى التوحيد، ويذكر الشيخ أن الحكام إذا عرفوا التوحيد فإنهم سَيُحَكِّمون الشريعة الإسلامية، وإذا رفضوا التوحيد فلن يحكموا بالشرع، وأن الحكمة تقتضي البدء بالدعوة إلى التوحيد أولاً، وعدم مجاوزته إلى الحاكمية، وأن هذا هو منهج الأنبياء، قال الشيخ:
(وهم -[أي: الحكام]- سيكونون على أتم الاستعداد لتنفيذ حاكمية الله في الأرض، وإذا رفضوا هذا فسوف يرفضون الحاكمية أيضاً ولن يستجيبوا لك، ومن السفه ومن مخالفة دين الأنبياء ومنهجهم أن تقفز إلى الحاكمية وتترك كل هذه الأشياء كما تفعل كثير من الدعوات) اهـ([74]).
هذا هو الذي يؤكده الشيخ ويكرره كثيرا، وكأن الحاكمية ليست من التوحيد الذي دعا إليه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ويمكن أن يقال في الرد على كلام الشيخ هنا، أنه إذا كان الحكام كفارا أصليين فكلامه صحيح، أما إذا كانوا كفارا مرتدين بجحد الشرع المطهر وإقصائه، واستبداله بالقوانين الوضعية، والتشريع العام للناس بما يحل الحرام ويحرم الحلال، وتوفرت فيهم شروط التكفير، وانتفت الموانع، فإنما تكون دعوة أولئك الحكام المرتدين فيما كفروا به وضلوا فيه، فيبين لهم وجوب تحكيم الكتاب والسنة، وأن من تركهما وحكَّم غيرهما في رقاب الناس وأموالهم وبدَّل شرع الله فقد كفر وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم بمانعي الزكاة، إذ أجمعوا على قتالهم واستحلال دمائهم، لأنهم تركوا حقا من حقوق شهادة أن لا إله إلا الله التي هي أصل التوحيد، ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه قال يجب أن نعلمهم التوحيد أولاً قبل أن نقاتلهم على الزكاة!
2 - الحاكمية بمعنى الوصول إلى سدة الحكم وأنها من منهج الخوارج:
للشيخ عبارات تدل على أن الحاكمية عنده هي الوصول إلى الحكم، وأنها في تصوره أمرٌ سياسي وليس عقديا، وكأن الحاكمية ليست من التوحيد في شيء، فمن أمثلة عباراته في هذا أنه قال:
(ويأتي إنسان يعني امتلأ فكره بالحاكمية، بالسياسة، سياسي، سياسي يبغى يوصل إلى الحكم، ويقود الناس، بحاكمية، الله أعلم أيش شكلها، ويقول لا إله إلا الله معنى لا حاكم إلا الله، ارجعوا إلى تفسير الصحابة والتابعين وفقهاء الإسلام منذ نزلت لا إله إلا الله إلى يومك هذا، تجد هذا التفسير؟ ما في تفسير إلا الآن في هذا العصر، هذا تفسير غلط) اهـ([75]).
وذكر حديث الخوارج، ثم قال:
(وهم والله خير من هذه الأحزاب التي تألبت على السلفية فسحقتها، والله أصح عقيدة وأصدق ديناً من هؤلاء، ما كان عندهم شرك في الربوبية ولا كان عندهم شرك في الإلهية ولا عندهم شرك في الأسماء والصفات، عندهم انحراف في الحاكمية) اهـ([76]).
كذا قال، وكأن الخوارج خرجوا على الصحابة رضي الله عنهم وقاتلوهم لغرض سياسي، وهو الصراع على سدة الحكم، وأن الصحابة لم يقاتلوهم لانحرافهم في التوحيد، وهذا غير صحيح، لأن أصل انحراف الخوارج إنما هو في الإيمان الذي هو أصل التوحيد وأساس العقيدة، وفي الغلوّ في نصوص الوعيد، مما أدى بهم إلى إخراج مرتكب الكبيرة التي دون الشرك من الإيمان، والحكم عليه بالكفر، واستحلال دمه وماله وعرضه.
وكلام الشيخ هنا يدل على أنه يجهل حقيقة انحراف وضلال الخوارج([77])، ويُشعِر بأن الحاكمية عنده ليست من التوحيد، بل لقد تمادى وغلا فجعل الدعوة إليها من منهج الخوارج!
وإذا كان الشيخ يفسر الحاكمية في عصر الصحابة رضي الله عنهم بالصراع السياسي على الحكم، ولا يربطه بالتوحيد، بل يجعله من منهج الخوارج! فإنه يفسر الحاكمية في العصر الحاضر بمطالبة الحكام بتحكيم الشريعة بدلا من الدساتير الوضعية، وأن ذلك لأهداف سياسية للوصول إلى العرش والصراع على الكرسي، وكأن الدعوة إلى تحكيم الشريعة لا علاقة لها بالتوحيد! قال الشيخ:
(وكذلك موسى عليه الصلاة والسلام ما صارع فرعون على الكرسي ما قال أنت تحكم بغير ما أنزل الله، ومن الخطأ الآن تأتي لواحد علماني ملحد زنديق تجي تصارعه على الكرسي أولاً ادعه إلى التوحيد كدعوة موسى فرعون إلى توحيد الله تبارك وتعالى فهذا الطاغية الخبيث المنحرف تدعوه إلى توحيد الله إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وعرف معناها قلنا له: تعال احكم بما أنزل الله وإلا أنت لا تزال في دائرة الكفر ما خرجت إلى الآن، لكن من الخطأ أن تسدل الستار على كل هذه الأشياء، وتأتي تناوش القذافي ولاّ صدام ولاّ الأسد على الحاكمية وتطالبه بدستور وتأتي لحكومة عدن الشيوعية وتطالبها بدستور قبل أن تبين لها توحيد الإسلام، هذه صراعات سياسية لها أهواء وأغراض فقط للوصول إلى العرش)اهـ ([78]).
هكذا يخلط الشيخ الأمور، ولا يفرق بين الكافر الأصلي والمرتد بجحد شريعة الله تعالى وتبديلها، ثم يتمادى الشيخ فيخرج الحاكمية من التوحيد، بل يجعلها بدعة من منهج الخوارج!
3 - الحاكمية بمعنى الإمامة وأنها من منهج الروافض:
لما فسر الشيخ معنى الحاكمية بالوصول إلى الحكم، وأنها مما انحرف فيه الخوارج، أدّى به ذلك إلى انحراف آخر لا يقل خطورة عما سبق، وهو جعل الحاكمية من منهج الروافض الذين يجعلون الإمامة أصلاً من أصول الإسلام، فالحاكمية عند الشيخ هي الحكم، والحكم هو الإمامة، والحاكمية من أصول الإسلام، فالحكم الذي هو الإمامة كذلك، واستنتج بعد هذا التسلسل العجيب أن الدعاة استغلوا ذلك التداخل في هذا المعنى، فهتفوا بالحاكمية بدلا من الإمامة لئلا يوصفوا بالرفض، فنعت الدعاة الذين يطالبون الحكام المسلمين بتحكيم الشريعة الإسلامية بأن منهجهم منهج الروافض الذين ينادون بالإمامة، فقال:
(ثم جاء سيد قطب وحولها إلى الحاكمية، بدل من أن يقول: الإمامة، الإمامة، ويكون رافضي، ها، قال: الحاكمية، الحاكمية، الحاكمية، هو أخذ الدعوة إلى الحاكمية من المودودي، المودودي يقول: الإمامة وأنها أصل من أصول الإسلام عنده، فهذا لو جاء قال: الإمامة أصل من أصول الإسلام أنهم سيدرسون وسيعرفون أن هذا منهج الروافض فحولها إلى الحاكمية فهذه لعبة سياسية، الهتاف الآن باسم الحاكمية، وأصلها منهج الروافض إلى ما زعموه أنه الإمامة وأنه أصل من أصول الإسلام) اهـ ([79]).
وتكلم الشيخ عن كتابات سيد قطب رحمه الله في الحاكمية، وذكر أنه يكفِّر بها، وسأله عن معنى الحاكمية في انفعال وغضب، فقال:
(ولا تظنوا أن كتابات سيد قطب تبتعد عن هذا بل والله تدور في هذا المجال، الحاكمية عند سيد قطب هو يكفّر بالحاكمية، الذي يخالف الحاكمية يكفّر به، لكن تعال اسأله ما هي الحاكمية عندك يا سيد قطب؟ ما هي الحاكمية عندك أيها الشتّام لأصحاب رسول الله والمكّفر لهم والمكّفر للأمة، هات ما هي الحاكمية)اهـ([80]).
قلت: لا شك في كفر من ينكر توحيد الله تعالى في الحاكمية، ومعنى الحاكمية عند سيد قطب واضح لا خفاء فيه، فقد قال رحمه الله:
(إن السياق القرآني يستند في تقرير أن الحكم بما أنزل الله هو الإسلام، وأن ما شرعه الله للناس من حلال وحرام هو الدين، إلى أن الله هو الإله الواحد لا شريك له في ألوهيته، وإلى أن الله هو الخالق الواحد لا شريك له في خلقه، وإلى أن الله هو المالك الواحد لا شريك له في ملكه... ومن ثم فإن الحكم بشريعة الله هو دين كل نبي، لأنه هو دين الله، ولا دين سواه... ولأن الله هو وحده الإله، وهو وحده الخالق، وهو وحده المالك، فهو وحده الذي يشرع وهو وحده الذي يحلل ويحرم، وهو وحده الذي يطاع فيما يشرع وفيما يحرم أو يحلل، كما أنه هو وحده الذي يعبد، وهو وحده الذي يتوجه إليه العباد بالشعائر)اهـ ([81]).
فهل تنكر هذه الحاكمية يا شيخ ربيع؟
ولكن شأن الشيخ ربيع في الحاكمية، كشأن التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، فبعد أن أقر الشيخ بأنها من التوحيد، إذا به يتناقض ويضطرب فيحصرها في الجانب القانوني، أو الصراع على الحكم، ثم يغلو فيجعلها من بدع الخوارج! أو بمعنى الإمامة عند الروافض!
ولا نملك في ختام هذا الفصل إلا أن نعود إلى تساؤلات الشيخ التي وجهها إلى الأستاذ سيد قطب -رحمه الله- ونردها عليه، فنقول له: ما هي الحاكمية عندك يا شيخ ربيع؟! وإذا كنت تقر بأنها من التوحيد، فلماذا تنكر على من يطالب بها الحكام الجاحدين للشريعة الإسلامية؟ ولماذا تبدع وتضلل من يدعو الناس إليها؟ وإذا كنت تقر بأنها من التوحيد فبأي حق تحصرها في الجانب السياسي والصراع على الحكم؟ وإذا كنت تقر بأنها من التوحيد فكيف ينقلب شأنها عندك لتكون من منهج الخوارج والروافض؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-31, 23:37   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










Lightbulb


الباب الثاني
مقالاته في مسائل عَقَدِيَّةٍ وعِلْمِيَّةٍ
وفيه ثمانية عشر فصلا:
5- فصل في العقيدة والمنهج.
6- فصل في توحيد الأسماء والصفات.
7- فصل في توحيد الحاكمية.
8- فصل في التكفير.
9- فصل في التبديع.
10- فصل في الإنكار على الولاة.
11- فصل في الخروج على الحكام.
12- فصل في الأدب مع الصحابة رضي الله عنهم.
13- فصل في الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.
القلبية لربه
r14- فصل في معنى رؤية النبي تبارك وتعالى.
15- فصل في الرد على أهل البدع.
16- فصل في الخوارج.
17- فصل في الروافض.
18- فصل في الصوفية.
19- فصل في المطلق والمقيد.
20- فصل في المذاهب الأربعة.
.
r
21- فصل في دفن النبي
22- فصل في التمثيل والأناشيد.
5 - فصل في العقيدة والمنهج






العقيدة عند أهل السنة مردافة للإيمان، وتشتمل على الأمور العلمية التي يجب على المسلم أن يصدقها تصديقا جازما ويعقد عليها قلبه، وهي أركان الإيمان الستة، وسائر ما ثبت في الكتاب والسنة من الأمور الغيبية، دون الأحكام العملية كالفرائض والحدود والأمر والنهي التي يشملها الدين ([43]).
أما المنْهَج والمِنْهَاج والنَّهْج فمعناه في اللغة: الطريق البين الواضح السهل المستقيم ([44])، وفي الشرع بمعنى الدين والصراط المستقيم، فقد ورد في تفسير قوله تعالى {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} [المائدة: ، فقد جعل الله له شرعة
r
48]، أن المنهاج هو القرآن، فكل من دخل في دين محمد ومنهاجا، وهو القرآن([45])، وفسر أيضا بمعنى السنة، أي الطريقة، وهو رواية عن ابن عباس، وإحدى الروايات عن مجاهد، ونحوه عن الحسن البصري، وعكرمة، والسدي، والضحاك، وأبي إسحاق الهمداني ([46])، ورجحه ابن كثير، وقال: هو أظهر في المناسبة، وعزاه إلى من تقدم ذكرهم، وزاد عليهم: قتادة ([47])، وفُسر بمعنى السبيل، وهو الرواية الأخرى عن ابن عباس، ومجاهد، ومثله عن عطاء الخرساني([48])، وفسر بمعنى الشِّرْعة، أي الشريعة، وهي الملة والدين، والطريق الواضح ذكرهما ابن الأنباري ([49]).
وهذه النقول عن السلف في تفسير المنهج تدل على أنه أعم من العقيدة، فالمنهج يشمل الدين كله، عقيدة وعبادة وشريعة وأخلاقا، وبهذا يتبين أن العقيدة جزء من المنهج.
لكن الشيخ ربيعا مضطرب في الجمع أو التفريق بين العقيدة والمنهج، واضطرابه في هذه المسألة شديد جداً، إذ يؤكد الفصل والتفريق بينهما في أول المحاضرة ويضرب لذلك الأمثلة، ثم ينقض قوله في آخرها، فيقول إنهما شيء واحد، وأنه لا يجوز التفريق بينهما، ويشنع على من يفرق بينهما، ويتمادى فيصفهم بالاحتيال، وأنه أسلوب لمن عندهم طرق بدعية، وأفكار سياسية! ثم وجدت له قولا ثالثا أن الفرق بينهما على حسب الاصطلاح! ولا أدري أي اصطلاح هذا!
القول الأول: الفصل والتفريق بين العقيدة والمنهج، حيث يرى الشيخ أن العقيدة غير المنهج، ويمثل لذلك بالخوارج فيصف عقيدتهم بأنها سلفية، وأن ضلالهم كان في المنهج في مسألة الحاكمية، وأن هذا الانحراف سياسي! ومفهوم كلامه أن المنهج ليس من العقيدة! بل صرح بالفصل بين العقيدة والمنهج، فقال:
(ثم إن الفصل بين العقيدة والمنهج، أنا أقول غير مرة إن الخوارج الذين أمر رسول بقتلهم وقال: «هم شر الخلق والخليقة وشر من تحت أديم السماء ولو أدركتهم
rالله لقتلتهم قتل عاد وإرم»، كان عندهم عقائد سلفية، يعني يؤمنون بتوحيد العبادة وبتوحيد الأسماء والصفات، ما عندهم شرك، ما عندهم قبور، ما عندهم تجهم، كان عندهم فساد في الحاكمية، مثل ما حصل لشبابنا الآن، اعتبرهم الرسول شر الخلق والخليقة وأمر بقتلهم والتشريد بهم، وفعلاً، اتفق الصحابة على قتالهم، اختلفوا في وقعة الجمل، واختلفوا في وقعة صفين، ورأوا ذلك فتنة، ولكن لمّا برز هؤلاء الخوارج الذين تعتبر عقيدتهم سلفية أحسن من عقائد هؤلاء الذين يتبعون سيد قطب ويتبعون الإمام حسن، التبليغيين والإخوانيين، والله عقائدهم أسلم من عقائد هؤلاء، وكان ضلالهم في الحاكمية، لا حكم : كلمة حق أريد بها باطل، وسلّ عليهم سيفه وقتلهم كما أمر رسولtإلا لله، قال علي ، فو الله، إن هؤلاء أكذب من الخوارج، وأشد خصومة للعقيدة السلفية ولأهلها منrالله
الخوارج والروافض) اهـ ([50]).
ويؤكد التفريق بين العقيدة والمنهج في محاضرة أخرى، فيقول: (الخوارج كانت عقيدتهم سلفية في العبادة وفي الأسماء والصفات وكان عندهم انحراف في المنهج.) اهـ ([51]).
وسئل في لقاء له في جدة عن الحداديين؟ فأجاب: (الذين قاتلهم عليّ [أي: الخوارج] كانوا -والله- عقائدهم سلفية ([52])، يا إخوتاه، ما كان عندهم عبادة قبور، ولا كان عندهم تعطيل جهمية، كان عندهم انحراف سياسي في الحاكمية... فالعقيدة ما تكفي... لابد عقيدة، عمل، التزام كتاب الله وسنة ) اهـ ([53]).
rرسوله
القول الثاني: العقيدة والمنهج شيء واحد ولا يجوز التفريق بينهما، فقد سئل الشيخ في آخر ذلك اللقاء في جدة: ما الفرق بين العقيدة والمنهج؟ فأجاب: (لا يجوز التفريق بين العقيدة والمنهج، هذا أسلوب سياسي ابتكره أناس، يعني في هذا البلد أكثر من غيره، لأن الغالب على أهل هذا البلد المنهج السلفي، فيأتي ناس لهم أفكار سياسية، أو لهم طرق بدعية، أو شيء من هذا فيحتالون على السذج...) اهـ ([54]).
قلت: اضطرابه واضح في لقاء جدة، ففي أوله يقول العقيدة ما تكفي، يعني لابد منها مع المنهج، ثم يقول في آخر اللقاء لا يجوز التفريق بين العقيدة والمنهج!
القول الثالث: التفريق بينهما على حسب الاصطلاح! فقد سئل الشيخ: هل هناك فرق بين العقيدة والمنهج؟ لأننا نسمع مثلاً عقيدته سلفية ومنهجه إخواني مثلاً؟ فأجاب: (هذا على حسب الاصطلاح بارك الله فيك، لكن المنهج انا أرى أنه يراد من المنهج ما هو أهم من العقيدة فمنهج الاخوان المسلمين عندهم منهج، من مناهجهم محاربة السلفية محاربة العقيدة البعد بأتباعهم عن العقيدة الصحيحة من منهجهم جمع الناس على مختلف البدع والضلالات هذا منهجهم أو من منهجهم الفاسد.) اهـ ([55]).
كذا قال! ولم يبين مراده بالاصطلاح، ولعله اصطلاح خاص به! وإذا كان الشيخ يرى نفسه أنه يتكلم في هذه المسألة عن بصيرة ويقين فلماذا لا يتقيد باصطلاح الشرع، بدلا من أن يبتدع اصطلاحا بلا دليل؟ ولكن العجيب أنه ذكر أن من المنهج ما هو أهم من العقيدة! ولا أدري ما الشيء الذي هو أهم من العقيدة؟ وهل يجهل الشيخ أن أهم شيء في دين الإسلام هو العقيدة، التي هي عقيدة التوحيد؟ وأنها أول ما يبدأ به في الدعوة؟ وأن محاربتها هي عين الكفر؟ وإذا كان الشيخ يرى أن من المنهج ما هو أهم من العقيدة فلماذا لا يجعله العقيدة نفسها؟
والنتيجة التي ينتهي بها هذا الفصل أن الشيخ مضطرب ومتناقض في هذه المسألة، مما أثار التساؤلات حولها في لقاء جدة، ومخيم الربيع بالكويت، وقد سرى هذا الاضطراب في أتباعه، الذين يرددون بدعته هذه كالببغاوات، ويتطاولون على أهل العلم وطلابه في التجريح والتصنيف: "فلان العقيدة سلفي والمنهج خلفي"! و " فلان خذوا من علمه واتركوا منهجه"! و "فلان منهجه كذا وفي عقيدته كذا"! إلخ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (تجد أهل الكلام أكثر الناس انتقالا من قول إلى قول، وجزما بالقول في موضع، وجزما بنقيضه وتكفير قائله في موضع آخر، وهذا دليل عدم اليقين) اهـ ([56]).


6 - فصل في توحيد الأسماء والصفات
قال الشيخ ربيع: (توحيد الأسماء والصفات فطر الله الناس عليه فلا يكابرون فيه ولا يجادلون فيه {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} [لقمان: 25، الزمر: 38] اهـ ([57]).
قلت: لا أدري هل هذا سبق لسان منه؟ فإن كان كذلك -وهذا ظني بالشيخ- فيجب على الشيخ أن يصحح الشريط، فيقول: (توحيد الربوبية) بدلا من (توحيد الأسماء والصفات)، لأن الآية التي استدل بها الشيخ فيها دليل على إقرار المشركين بتوحيد الربوبية، فغريب منه أن يستدل بها على عدم مكابرة المشركين في توحيد الأسماء والصفات!
أما الدليل على أن الله تعالى فطر الناس على التوحيد فهو قوله سبحانه: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]، قال ابن كثير في تفسيرها: (فَطَرَ خَلْقَهُ على معرفته وتوحيده وأنه لا إله غيره)([58]).
قلت: ولكن ذكر العلماء أنه على سبيل الإجمال لا التفصيل، لاسيما في توحيد الأسماء والصفات، فهذا النوع من التوحيد وإن كان منه ما هو فطري إلا أن أكثره سمعي، وأهل السنة يقولون: لا يوصف الله تبارك وتعالى إلا بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله، نفيا وإثباتا، فالأصل فيه التوقيف، لا يتجاوز القرآن والحديث ([59]).
فما ذكره الشيخ أن الناس لا يكابرون في توحيد الأسماء والصفات ولا يجادلون فيه! غلط شنيع جداً ما كان ينبغي أن يصدر منه، واستدلاله بالآية في غير محله لأنها في توحيد الربوبية الذي أقر به ، أما توحيد الأسماء والصفات فقد ألحدوا وأشركوا فيه، كما هو
rالمشركون زمن النبي الشأن في توحيد الألوهية، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَانِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَانُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا} [الفرقان: 60]، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]، قال ابن جرير رحمه الله في تفسيرها: (يعني به المشركين، وكان إلحادهم في أسماء الله أنهم عدلوا بها عما هي عليه فسموا بها آلهتهم وأوثانهم وزادوا فيها ونقصوا منها فسموا بعضها اللات اشتقاقا منهم لها من اسم الله الذي هو الله وسموا بعضها العزى اشتقاقا لها من اسم الله الذي هو العزيز، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل)، ثم روى ما جاء في معناها عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (إلحاد الملحدين أن دعوا اللات في أسماء الله)، وعن مجاهد رحمه الله قال: (اشتقوا العزى من العزيز واشتقوا اللات من الله)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية، قال: (الإلحاد: التكذيب)، وعن قتادة رحمه الله: {يلحدون}، قال: (يشركون) ([60]).
وذكر أهل العلم أنواع الإلحاد في أسماء الله تعالى وصفاته، منها:
1 - إلحاد المشركين بتسمية أصنامهم وأوثانهم بأسماء الله تعالى.
2 - إلحاد اليهود والنصارى وغيرهم، بوصفه بما يتعالى عنه ويتقدس، كقول أخبث يهود: إنه فقير، ويده مغلولة، ونسبة اليهود والنصارى الولد له، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وتسميته بما لا يليق بجلاله، كتسمية النصارى له أباً، وتسمية الفلاسفة له موجبا بذاته، أو علة فاعلة بالطبع، ونحو ذلك.
3 - إلحاد الممثلة الذين يكيفون صفات الله عز وجل، ويمثلونها بصفات خلقه -تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
4 - إلحاد النفاة المعطلة الذين يعطلون أسماءه الحسنى عن معانيها، وهم على فرق وأقسام.
5 - تحريف الأسماء والصفات عن معانيها الثابتة بالكتاب والسنة، ، وهو مذهب أهل التأويل
rوالتكلف في تأويل معانيها على غير مراد الله تعالى ورسوله الفاسد من الكرامية والأشاعرة ومن وافقهم ([61]).
ولا أدري كيف خفي على الشيخ ضلال تلك الطوائف المنحرفة في توحيد الأسماء والصفات حتى قال إن الناس لا يجادلون ولا يكابرون فيه؟ والشيخ أستاذ دكتور ديدنه العقيدة والتوحيد! ومشغول بالواقع ومحاربة الشرك والبدع! فكيف يخفي عليه الشرك والضلال في هذا الباب، وقد وقعت فيه تلك الأمم والشعوب التي ملأت الآفاق من المشركين واليهود والنصارى والفلاسفة وفرق أهل البدع التي ظهرت في هذه الأمة وانحرفت في هذا الباب كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة الكُّلاَّبية والمفوضة وغيرهم؟
فإن قيل: لقد خفيت هذه المسألة على الشيخ، وأخطأ فيها، أو جازف! وظن أن الناس لا يكابرون ولا يجادلون في توحيد الأسماء والصفات، ولم يدرك الضلال العريض في هذا الباب، وهذا لا يؤثر في إمامته للدعوة السلفية في هذا العصر.
فالجواب: لا يجهل صغار طلبة العلم السلفيين فضلا عن كبارهم أن توحيد الأسماء والصفات هو أبرز ما تتميز به الدعوة السلفية عمن خالفها، ولا يجهلون المعارك الحامية الطويلة بينهم وبين أهل البدع في هذا الباب، هل يليق بمن يجهل هذه المسألة أو يجازف فيها أن يُعَدَّ في أئمة الدعوة السلفية في هذا العصر؟


7 - فصل في توحيد الحاكمية
توحيد الحاكمية وإن كان مصطلحا حديثا، لا يوجد في كتب المتقدمين -فيما أعلم- إلا أن المراد منه صحيح وحق لا مرية فيه، لأن معناه إفراد الله تعالى في الحكم والتشريع والتحليل والتحريم، فالحلال ما أحل الله وحده، والحرام ما حرمه وحده، والدين ما شرعه وحده سبحانه، والشيخ ربيع يقر بتوحيد الحاكمية، ويقول:
(... الحاكمية يجب أن يؤمن بها المسلم، وأنه لا حكم إلا لله سبحانه وتعالى، أن الله هو الحاكم الوحيد في قضايا المسلمين الدين، ال ([62])، أو، كلها، قضايا البشر الدينية والدنيوية، ولكن لها أدلتها، {إن الحكم إلا لله}، {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} هذه أدلة الحاكمية...) اهـ ([63]).
ويرى الشيخ أن الحاكمية من التوحيد، وهو متردد في إلحاقها بتوحيد الربوبية، أو توحيد الألوهية، أو جعله من حقوق الألوهية! ويترجح عنده أنها تُلحق بتوحيد الربوبية! ويحتج لذلك بأن الله المالك الملك الحق المبين، هو الذي له الحق أن يحكم ويَشْرع.
قال الشيخ: (توحيد الحاكمية هل هو قسم مستقل من أقسام التوحيد، أو يلحق بتوحيد الربوبية، أو يلحق بتوحيد الألوهية؟ والذي يترجح لي أنها تلحق بتوحيد الربوبية لأن الله المالك الملك الحق المبين، هو الذي له الحق أن يحكم ويَشْرع، فيلحق، يعني لا يجعل قسيماً لأنواع التوحيد التي سبرها السلف، سبر السلف كتاب الله سبراً مستوعباً فلم يجدوا إلا أنواعاً ثلاثة فاقتصروا عليها، فهذا ليس إلغاء لحاكمية الله، وإنما في نظرهم -والله أعلم- أنها جزء من توحيد الألوهية، أو جزء من توحيد الربوبية، وقد تكون من حقوق الألوهية) اهـ([64]).
قلت: تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أنواع استقراء تام مطرد له أدلته الكثيرة، ومن العلماء من يجعله نوعين اثنين:
الأول: توحيد علمي خبري اعتقادي، ويسمى أيضاً توحيد الإثبات، ويشمل توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الربوبية.
والثاني: توحيد طلبي قصدي إرادي، ويسمى أيضاً توحيد العبادة، وهو توحيد الألوهية.
وربما عبر العلماء عن بعض أفراد العبادات بالتوحيد، كتوحيد المحبة، وتوحيد السؤال والطلب ([65])، وذلك للدلالة على أهميته والتحذير من ضده، وليس مرادهم أنه خارج عن أنواع التوحيد السابقة، فكذلك الشأن في توحيد الحاكمية.
ومنشأ الخطأ والاضطراب عند من يهون من شأن توحيد الحاكمية، بحجة أن أنواع التوحيد ثلاثة، أو اثنان، هو الجهل بأمرين:
الأول: الجهل بمعنى الحاكمية وأدلتها وأنها تدخل في أنواع التوحيد الثلاثة:
فالحاكمية داخلة في أنواع التوحيد الثلاثة جميعها بلا ريب:
فتدخل في توحيد المعرفة والإثبات (الربوبية والأسماء والصفات) لأنها مأخوذة من اسم الله تعالى (الحَكَم) الذي له الحُكم، ولا معقب لحكمه، وهو أحكم الحاكمين، وخير الحاكمين، وهو (الحكيم) في قدره الكوني وأمره الشرعي فمن عطل أو حرف أو ضل في أسماء الله تعالى (الحَكَم) و(الحكيم) فقد ألحد في أسمائه الحسنى، ومن وصف المخلوق بما اختص الله تعالى به من صفات الحَكَم والحكيم قاصدا معناها فقد أشرك في حاكمية الله تعالى، لأنه ألحد في أسمائه صفاته، وأشرك في ربوبيته([66])، ومن جعل لنفسه حقا في تحليل الحرام وتحريم الحلال، والحكم في رقاب الناس وأموالهم وأعراضهم بما يخالف شرع الله، فقد جعل نفسه ربا مع الله عز وجل، وأشرك في الربوبية([67]).
وتدخل الحاكمية في توحيد الطلب والقصد (الألوهية والعبادة)، لأن الله وحده هو المستحق أن يفرد بالحاكمية والطاعة، وأدلتها ثابتة واضحة، قال تبارك وتعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، وقال تبارك وتعالى: {إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام: 57]، وقال تبارك وتعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} [الأنعام: 114]، وقال تبارك وتعالى: {إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ} [يوسف: 67]، فمن كره شرع الله وحكمه، ولم يرض به، أو أطاع العلماء والأمراء في تحليل الحرام وتحريم الحلال فقد اتخذهم أربابا من دون الله، وأشرك في الطاعة وهو من الشرك في الألوهية([68]).
ومنشأ الخطأ الثاني عند من يهون من شأن توحيد الحاكمية هو: الجهل بطبيعة العلاقة بين أنواع التوحيد:
فمن العلماء ([69]) من يرى أن العلاقة بينها علاقة تلازم، لا ينفك نوع منها عن الآخر، وهكذا أضدادها فالشرك في واحد منها شرك في جميعها، فعُبَّاد الأوثان كانوا يقرون بتوحيد الربوبية، ولكنهم يشركون في الإلهية، هذا في الظاهر، أما في الحقيقة فهم مشركون في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات لتلازمها، ولا يعتد بإقرارهم بالربوبية لأنه نافاه فعلهم، فيكون إقرارهم به باطلا ([70]).
ومن العلماء من يرى أن توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية دون العكس، وأن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية ([71])، وأن توحيد الأسماء والصفات يشمل النوعين السابقين ([72]).
قلت: فالعلاقة بينها إما أن تكون متلازمة أو متداخلة بمعنى أن بعضها داخل في بعض، ويخشى على من أنكر توحيد الحاكمية أو هوّن من شأنه أن يكون أسوأ حالا من المشركين الذين عاندوا في توحيد الألوهية فلم ينفعهم توحيد الربوبية، لأن الحاكمية داخلة في كلا التوحيدين ([73]).
ومن أسباب تردد الشيخ ربيع في الحاكمية عدم فهمه لمعناها، فهو مضطرب جداً في تفسيرها، فبينما يراها داخلة في توحيد الربوبية أو الألوهية، إذا به يتلفظ بعبارات ينقض فيها أقواله السابقة، فيجعل الحاكمية في مقابل التوحيد، مما يشعر بأنها ليست منه، ومن خلاله عباراته الآتية ستجد أن الحاكمية عنده على معان متعددة:
1 - الحاكمية بمعنى الحكم بالشريعة الإسلامية:
يقصر الشيخ معنى الحاكمية على تحكيم الشريعة الإسلامية، ويجعلها في مقابل التوحيد الذي دعا إليه الأنبياء، فالحاكمية عنده هي الجانب القضائي في الإسلام، وهو كثيراً ما ينتقد الجماعات الإسلامية التي تطالب الحكام بتحكيم الشريعة الإسلامية وترك القوانين الوضعية بأنها لا تعتني بالدعوة إلى التوحيد، ويذكر الشيخ أن الحكام إذا عرفوا التوحيد فإنهم سَيُحَكِّمون الشريعة الإسلامية، وإذا رفضوا التوحيد فلن يحكموا بالشرع، وأن الحكمة تقتضي البدء بالدعوة إلى التوحيد أولاً، وعدم مجاوزته إلى الحاكمية، وأن هذا هو منهج الأنبياء، قال الشيخ:
(وهم -[أي: الحكام]- سيكونون على أتم الاستعداد لتنفيذ حاكمية الله في الأرض، وإذا رفضوا هذا فسوف يرفضون الحاكمية أيضاً ولن يستجيبوا لك، ومن السفه ومن مخالفة دين الأنبياء ومنهجهم أن تقفز إلى الحاكمية وتترك كل هذه الأشياء كما تفعل كثير من الدعوات) اهـ([74]).
هذا هو الذي يؤكده الشيخ ويكرره كثيرا، وكأن الحاكمية ليست من التوحيد الذي دعا إليه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ويمكن أن يقال في الرد على كلام الشيخ هنا، أنه إذا كان الحكام كفارا أصليين فكلامه صحيح، أما إذا كانوا كفارا مرتدين بجحد الشرع المطهر وإقصائه، واستبداله بالقوانين الوضعية، والتشريع العام للناس بما يحل الحرام ويحرم الحلال، وتوفرت فيهم شروط التكفير، وانتفت الموانع، فإنما تكون دعوة أولئك الحكام المرتدين فيما كفروا به وضلوا فيه، فيبين لهم وجوب تحكيم الكتاب والسنة، وأن من تركهما وحكَّم غيرهما في رقاب الناس وأموالهم وبدَّل شرع الله فقد كفر وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم بمانعي الزكاة، إذ أجمعوا على قتالهم واستحلال دمائهم، لأنهم تركوا حقا من حقوق شهادة أن لا إله إلا الله التي هي أصل التوحيد، ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه قال يجب أن نعلمهم التوحيد أولاً قبل أن نقاتلهم على الزكاة!
2 - الحاكمية بمعنى الوصول إلى سدة الحكم وأنها من منهج الخوارج:
للشيخ عبارات تدل على أن الحاكمية عنده هي الوصول إلى الحكم، وأنها في تصوره أمرٌ سياسي وليس عقديا، وكأن الحاكمية ليست من التوحيد في شيء، فمن أمثلة عباراته في هذا أنه قال:
(ويأتي إنسان يعني امتلأ فكره بالحاكمية، بالسياسة، سياسي، سياسي يبغى يوصل إلى الحكم، ويقود الناس، بحاكمية، الله أعلم أيش شكلها، ويقول لا إله إلا الله معنى لا حاكم إلا الله، ارجعوا إلى تفسير الصحابة والتابعين وفقهاء الإسلام منذ نزلت لا إله إلا الله إلى يومك هذا، تجد هذا التفسير؟ ما في تفسير إلا الآن في هذا العصر، هذا تفسير غلط) اهـ([75]).
وذكر حديث الخوارج، ثم قال:
(وهم والله خير من هذه الأحزاب التي تألبت على السلفية فسحقتها، والله أصح عقيدة وأصدق ديناً من هؤلاء، ما كان عندهم شرك في الربوبية ولا كان عندهم شرك في الإلهية ولا عندهم شرك في الأسماء والصفات، عندهم انحراف في الحاكمية) اهـ([76]).
كذا قال، وكأن الخوارج خرجوا على الصحابة رضي الله عنهم وقاتلوهم لغرض سياسي، وهو الصراع على سدة الحكم، وأن الصحابة لم يقاتلوهم لانحرافهم في التوحيد، وهذا غير صحيح، لأن أصل انحراف الخوارج إنما هو في الإيمان الذي هو أصل التوحيد وأساس العقيدة، وفي الغلوّ في نصوص الوعيد، مما أدى بهم إلى إخراج مرتكب الكبيرة التي دون الشرك من الإيمان، والحكم عليه بالكفر، واستحلال دمه وماله وعرضه.
وكلام الشيخ هنا يدل على أنه يجهل حقيقة انحراف وضلال الخوارج([77])، ويُشعِر بأن الحاكمية عنده ليست من التوحيد، بل لقد تمادى وغلا فجعل الدعوة إليها من منهج الخوارج!
وإذا كان الشيخ يفسر الحاكمية في عصر الصحابة رضي الله عنهم بالصراع السياسي على الحكم، ولا يربطه بالتوحيد، بل يجعله من منهج الخوارج! فإنه يفسر الحاكمية في العصر الحاضر بمطالبة الحكام بتحكيم الشريعة بدلا من الدساتير الوضعية، وأن ذلك لأهداف سياسية للوصول إلى العرش والصراع على الكرسي، وكأن الدعوة إلى تحكيم الشريعة لا علاقة لها بالتوحيد! قال الشيخ:
(وكذلك موسى عليه الصلاة والسلام ما صارع فرعون على الكرسي ما قال أنت تحكم بغير ما أنزل الله، ومن الخطأ الآن تأتي لواحد علماني ملحد زنديق تجي تصارعه على الكرسي أولاً ادعه إلى التوحيد كدعوة موسى فرعون إلى توحيد الله تبارك وتعالى فهذا الطاغية الخبيث المنحرف تدعوه إلى توحيد الله إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وعرف معناها قلنا له: تعال احكم بما أنزل الله وإلا أنت لا تزال في دائرة الكفر ما خرجت إلى الآن، لكن من الخطأ أن تسدل الستار على كل هذه الأشياء، وتأتي تناوش القذافي ولاّ صدام ولاّ الأسد على الحاكمية وتطالبه بدستور وتأتي لحكومة عدن الشيوعية وتطالبها بدستور قبل أن تبين لها توحيد الإسلام، هذه صراعات سياسية لها أهواء وأغراض فقط للوصول إلى العرش)اهـ ([78]).
هكذا يخلط الشيخ الأمور، ولا يفرق بين الكافر الأصلي والمرتد بجحد شريعة الله تعالى وتبديلها، ثم يتمادى الشيخ فيخرج الحاكمية من التوحيد، بل يجعلها بدعة من منهج الخوارج!
3 - الحاكمية بمعنى الإمامة وأنها من منهج الروافض:
لما فسر الشيخ معنى الحاكمية بالوصول إلى الحكم، وأنها مما انحرف فيه الخوارج، أدّى به ذلك إلى انحراف آخر لا يقل خطورة عما سبق، وهو جعل الحاكمية من منهج الروافض الذين يجعلون الإمامة أصلاً من أصول الإسلام، فالحاكمية عند الشيخ هي الحكم، والحكم هو الإمامة، والحاكمية من أصول الإسلام، فالحكم الذي هو الإمامة كذلك، واستنتج بعد هذا التسلسل العجيب أن الدعاة استغلوا ذلك التداخل في هذا المعنى، فهتفوا بالحاكمية بدلا من الإمامة لئلا يوصفوا بالرفض، فنعت الدعاة الذين يطالبون الحكام المسلمين بتحكيم الشريعة الإسلامية بأن منهجهم منهج الروافض الذين ينادون بالإمامة، فقال:
(ثم جاء سيد قطب وحولها إلى الحاكمية، بدل من أن يقول: الإمامة، الإمامة، ويكون رافضي، ها، قال: الحاكمية، الحاكمية، الحاكمية، هو أخذ الدعوة إلى الحاكمية من المودودي، المودودي يقول: الإمامة وأنها أصل من أصول الإسلام عنده، فهذا لو جاء قال: الإمامة أصل من أصول الإسلام أنهم سيدرسون وسيعرفون أن هذا منهج الروافض فحولها إلى الحاكمية فهذه لعبة سياسية، الهتاف الآن باسم الحاكمية، وأصلها منهج الروافض إلى ما زعموه أنه الإمامة وأنه أصل من أصول الإسلام) اهـ ([79]).
وتكلم الشيخ عن كتابات سيد قطب رحمه الله في الحاكمية، وذكر أنه يكفِّر بها، وسأله عن معنى الحاكمية في انفعال وغضب، فقال:
(ولا تظنوا أن كتابات سيد قطب تبتعد عن هذا بل والله تدور في هذا المجال، الحاكمية عند سيد قطب هو يكفّر بالحاكمية، الذي يخالف الحاكمية يكفّر به، لكن تعال اسأله ما هي الحاكمية عندك يا سيد قطب؟ ما هي الحاكمية عندك أيها الشتّام لأصحاب رسول الله والمكّفر لهم والمكّفر للأمة، هات ما هي الحاكمية)اهـ([80]).
قلت: لا شك في كفر من ينكر توحيد الله تعالى في الحاكمية، ومعنى الحاكمية عند سيد قطب واضح لا خفاء فيه، فقد قال رحمه الله:
(إن السياق القرآني يستند في تقرير أن الحكم بما أنزل الله هو الإسلام، وأن ما شرعه الله للناس من حلال وحرام هو الدين، إلى أن الله هو الإله الواحد لا شريك له في ألوهيته، وإلى أن الله هو الخالق الواحد لا شريك له في خلقه، وإلى أن الله هو المالك الواحد لا شريك له في ملكه... ومن ثم فإن الحكم بشريعة الله هو دين كل نبي، لأنه هو دين الله، ولا دين سواه... ولأن الله هو وحده الإله، وهو وحده الخالق، وهو وحده المالك، فهو وحده الذي يشرع وهو وحده الذي يحلل ويحرم، وهو وحده الذي يطاع فيما يشرع وفيما يحرم أو يحلل، كما أنه هو وحده الذي يعبد، وهو وحده الذي يتوجه إليه العباد بالشعائر)اهـ ([81]).
فهل تنكر هذه الحاكمية يا شيخ ربيع؟
ولكن شأن الشيخ ربيع في الحاكمية، كشأن التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، فبعد أن أقر الشيخ بأنها من التوحيد، إذا به يتناقض ويضطرب فيحصرها في الجانب القانوني، أو الصراع على الحكم، ثم يغلو فيجعلها من بدع الخوارج! أو بمعنى الإمامة عند الروافض!
ولا نملك في ختام هذا الفصل إلا أن نعود إلى تساؤلات الشيخ التي وجهها إلى الأستاذ سيد قطب -رحمه الله- ونردها عليه، فنقول له: ما هي الحاكمية عندك يا شيخ ربيع؟! وإذا كنت تقر بأنها من التوحيد، فلماذا تنكر على من يطالب بها الحكام الجاحدين للشريعة الإسلامية؟ ولماذا تبدع وتضلل من يدعو الناس إليها؟ وإذا كنت تقر بأنها من التوحيد فبأي حق تحصرها في الجانب السياسي والصراع على الحكم؟ وإذا كنت تقر بأنها من التوحيد فكيف ينقلب شأنها عندك لتكون من منهج الخوارج والروافض؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-31, 23:39   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










Arrow


8 -
فصل في التكفيريصرح الشيخ ربيع في كثير منالمناسبات بأنه على منهج السلف أهل السنة والجماعة في كل شيء، ومن ذلك التكفير،ولكني وجدت له عبارات تدل على عدم استيعابه وفهمه لضوابط التكفير، ووجدته منالناحية العملية في تنزيل الأحكام على الأعيان على غير طريقة السلف، بل تجده أقربما يكون إلى منهج الغلاة الذين لا اعتبار عندهم لاستيفاء الشروط وانتفاء الموانع،ويرجع ذلك فيما أرى إلى قصور معرفته بضوابط التكفير عند السلف، ثم إلى عجلتهالمذمومة، وحدته البالغة تجاه من يخالفه الرأي، وعدم اعتداده بمواقف وآراء كبارالعلماء كابن باز والألباني وغيرهما، كما أن عنده انتقائية وازدواجية في الحكم علىالأفراد والجماعات فلا يطرد على منهج، حيث يقرر شيئا ثم يعود فينقضه أو يقيدهويستثني فيه.
فمثلا يؤكد الشيخ بكل شدة على أنه لا يكفر المعين إذا وقع فيالكفر إلا بعد إقامة الحجة عليه، فيقول:
(
أنا ما أكفر إلا من قامت عليه الحجة،وأما من لم تقم عليه الحجة ولو وقع في الكفر فإني لا أكفره، هذا هو الذي ندين اللهبه، أما ما يفتريه علينا المفترون الكذابون فهذا يعني افتروا على الأنبياء وافترواعلى الصحابة...) اهـ ([82]).
ولكنه يتراجع عن ذلك إذا كان الأمر متعلقا بالأستاذسيد قطب -رحمه الله- فيرى أن تكفيره لا يحتاج إلى إقامة الحجة، ثم يؤصل لما ذهبإليه، بأنه لا يشترط إقامة الحجة إلا في الأمور التي تخفى، أما المعلوم من الدينبالضرورة فلا يشترط فيه إقامة الحجة، فقال في سياق كلامه على سيد قطب: (أما قضيةطعنه [يعني: سيد قطب رحمه الله] في نبي الله موسى والقول بخلق القرآن فهذه لا تحتاجفي نظري إلى إقامة حجة، لأن الحجة فيها قائمة بذاتها، فعند المسلمين وعند اليهودوعند النصارى وحتى يمكن عند الهنادك، يعني يعرفون مقام موسى عليه الصلاة والسلام،ويعرفون أنه نبي كريم، وما أظنهم يسخرون به كما سخر منه سيد قطب عامله الله بمايستحق، والسلف كفّروا من ينتقص نبياً من الأنبياء ولا يقبلون له عذراً أبداً، فإنهذا من البدهيات التي يعرفها حتى أجهل الناس فكيف بسيد قطب، فلا يشترط أن تقام عليهالحجة، الحجة في الأمور التي تخفى، أما إذا كان أمراً معلوماً من الدين بالضرورةفيجحده أو يخدش فيه ويسخر منه فهذا الحجة قائمة فيها ولا تحتاج إلى من يقيم على منيخدش فيها إلى إقامة حجة) اهـ([83]).
وأمر الشيخ عجيب في تكفير سيد قطب، فبينماتراه هنا يكفره تكفيرا صريحا لا يحتاج معه إلى إقامة الحجة، إلا أنه يقول: (لم أكفرسيد قطب لا من قريب ولا من بعيد)! ([84])، وسيأتي مزيد من التوضيح لموقفه من سيدقطب([85])، ولكن المراد هنا هو معرفة معنى التكفير وضوابطه عند الشيخ ربيع؟ فأماضوابطه فقد تقدم اضطرابه فيها، وأما معناه عنده فكأنه لا يكون إلا بإطلاق اللفظالصريح، وهو قول: (كافر) أو (مرتد) فقط، وأما غيرهما من الألفاظ، كقوله: اليهودوالنصارى إخوانه، الجعد أحسن منه ألف مرة، فكره علماني ماسوني، اشتراكي، رافضي،باطني، يسب الأنبياء، ويطعن في الصحابة، يقول بخلق القرآن، وبوحدة الوجود، واجتمعتفيه بدع الثلاث والسبعين فرقة، الخ... فلا يفهم منها التكفير أبداً عند الشيخ، بللو جمع هذه الألفاظ كلها في شخص واحد، كسيد قطب، فلا تكون تكفيرا له، إلا إذا نصعلى الكفر، فقال: (كافر) أو (مرتد)! لعل هذا هو معنى التكفير عند الشيخ ربيع، لأنهوصف سيدا بتلك الألفاظ وأكثر منها إلا هذين اللفظين ثم قال بعد ذلك إنه لم يكفره لامن قريب ولا بعيد! فتأمل!
كما أنه كفّر حكومة السودان عندما أعلنت تطبيق الشريعةالإسلامية، ووصفها بأنها حكومة طاغوتية، وقوله: طاغوتية، من ألفاظ التكفير، ولميشترط إقامة الحجة عليها، فقال:
(
لماذا ما يتكلمون في حكومة السودان، وهيطاغوتية الآن، لماذا لا يتكلمون في حكومة اليمن، لماذا لا يتكلمون في حكومة إيران،لماذا لا يتكلمون في حكومة أفغانستان) اهـ([86]).
والخلاصة أن الشيخ -عفا اللهعنا وعنه- يطلق لسانه وقلمه في تكفير الأعيان والجماعات والدول، لا يتورع عن نعتهمبألفاظ الكفر، ومنهجه هذا خطير جداً لأن له تلاميذ وأتباعا متعصبين، ولا تؤمنعواقبهم في المستقبل.
والعجيب أن الشيخ يشنع على بعض مخالفيه من الدعاة السلفيينلأنهم في نظره تكفيريون، وهو أولى بهذا الوصف منهم، بل يصدق عليه القول: (رمتنيبدائها وانسلت)!

9 -
فصل في التبديعيسير الشيخ ربيع في التبديع علىقاعدة: (من وقع في البدعة فهو مبتدع)، ويشترط أن تكون البدعة ظاهرة، كالمشاركة فيالموالد والدخول في التصوف، فمن وقع في شيء من ذلك فهو مبتدع، ولا يشترِط إقامةالحجة في تبديع المعين مطلقا، سواء كانت البدعة مكفرة أو مفسقة، وذلك لتعذر إقامةالحجة على كل الناس، ولأن اشتراط إقامة الحجة إنما هو في التكفير فقط، فالقاعدةعنده أن من قال بالبدعة أو وقع فيها فهو مبتدع، ولكنه لا يُكَفِّره بالبدعة المكفرةإلا بعد إقامة الحجة.
قال الشيخ:
(
من قال بالرفض أو رأي الخوارج أو قالبخلق القرآن فهذا يُبَدَّع لاشك)، فسأله أحد الحاضرين: من غير قيام الحجة؟ فأجاب: (من غير قيام الحجة، يشترط في هذه الأمور قيام الحجة يشترط في التكفير، هو مبتدع فيهذه الحال لكن لا تكفره إلا بعد قيام الحجة)، فسأله السائل: لكن تبديع يُبَدَّع إذاكانت البدعة مكفرة؟ فأجاب الشيخ: (يُبَدَّع)، فسئل: وإذا كانت غير مكفرة فلا يبدع؟فأجاب الشيخ: (حتى لو غير مكفرة، إذا كانت بدعة ظاهرة شارك في الموالد، دخل فيالتصوف، يُعد من المبتدعين، ولا نقدر نقول روافض ولا صوفية ولا... لأنا ما نقدرنقيم الحجة على كل الناس فهم مبتدعة) اهـ([87]).
قلت: قوله هذا صريح في أن كل مندخل أو شارك في بدعة ظاهرة فهو مبتدع! ويحشر في زمرة المبتدعين! وهذا القول علىإطلاقه ظاهر البطلان، فللعلماء تفصيل مهم في هذه المسألة، لا أدري كيف غفل عنهالشيخ؟ فقد فرق العلماء بين رمي المعين بالبدعة، وبين وصفه بالمبتدع، فلا يلزم منالتبديع ببدعة وإن كانت ظاهرة أن يوصف صاحبها بأنه مبتدع، فضلا عن إجراء أحكامالمبتدعة عليه كالتعزير والهجر والحكم عليه بالكفر أو الفسق على حسب بدعته، وإلالزم منه أن يُصَنَّفَ كثيرٌ من علماء السلف والخلف وحملة السنة ورواتها ممن رميبنوع بدعة في المبتدعة! والذي قرره شيخ الإسلام ابن تيمية والشاطبي وغيرهما -رحمهمالله- هو التفريق بين من خالف في المعاني الكلية للدين وقواعد الشريعة وأصولهاالعظيمة، فهذا مبتدع، وبين من كان على مذهب أهل السنة والجماعة في الجملة إلا أنهخالف في جزئيات أو فرعيات، ولم يفرق بها جماعة المسلمين ولا داعيا إليها ولم يوالِويعادِ عليها، فهذا من نوع الخطأ، ولا يُبَدَّع، فإذا كان مع ذلك جاهلا أو مقلدافالله تعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك، وإذا كان عالما مجتهدا فإنه متأولمأجور على اجتهاده، لأن الظن به أنه يقصد الحق، ولم يتعمد البدعة، فلا يليق أن يسمىمبتدعا([88]).
قال شيخ الإسلام في شرح حديث الافتراق: (... وَمِمَّا يَنْبَغِيأَيْضًا أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الطَّوَائِفَ الْمُنْتَسِبَةَ إلَى مَتْبُوعِينَ فِيأُصُولِ الدِّينِ وَالْكَلامِ عَلَى دَرَجَاتٍ: مِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ قَدْ خَالَفَالسُّنَّةَ فِي أُصُولٍ عَظِيمَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إنَّمَا خَالَفَالسُّنَّةَ فِي أُمُورٍ دَقِيقَةٍ، وَمَنْ يَكُونُ قَدْ رَدَّ عَلَى غَيْرِهِ مِنْالطَّوَائِفِ الَّذِينَ هُمْ أَبْعَدُ عَنْ السُّنَّةِ مِنْهُ ; فَيَكُونُمَحْمُودًا فِيمَا رَدَّهُ مِنْ الْبَاطِلِ وَقَالَهُ مِنْ الْحَقِّ... - إلى أنقال رحمه الله: -... وَمِثْلُ هَؤُلاءِ إذَا لَمْ يَجْعَلُوا مَا ابْتَدَعُوهُقَوْلا يُفَارِقُونَ بِهِ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ، يُوَالُونَ عَلَيْهِوَيُعَادُونَ، كَانَ مِنْ نَوْعِ الْخَطَأِ، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ خَطَأَهُمْ فِي مِثْلِ ذَلِكَ، ولهذا وَقَعَ فِي مِثْلِهَذَا كَثِيرٌ مِنْ سَلَفِ الأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا، لَهُمْ مَقَالاتٌ قَالُوهَابِاجْتِهَاد وَهِيَ تُخَالِفُ مَا ثَبَتَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، بِخِلافِمَنْ وَالَى مُوَافِقَهُ وَعَادَى مُخَالِفَهُ وَفَرَّقَ بَيْنَ جَمَاعَةِالْمُسْلِمِينَ وَكَفَّرَ وَفَسَّقَ مُخَالِفَهُ دُونَ مُوَافِقِهِ فِي مَسَائِلِالآرَاءِ وَالاجْتِهَادَاتِ، وَاسْتَحَلَّ قِتَالَ مُخَالِفِهِ دُونَ مُوَافِقِهِفَهَؤُلاءِ مِنْ أَهْلِ التَّفَرُّقِ وَالاخْتِلافَاتِ...) إلى آخر ما قاله رحمهالله فليراجع ([89]).
أما اشتراط الشيخ قيام الحجة في التكفير بالبدعة المكفرةفقط، فمفهومه عدم اشتراطها في تفسيق المبتدع بالبدعة المفسقة، وهذا غير صحيح، إذ لابد فيهما من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، لا فرق بينهما في ذلك ([90]).
ومنطريقة الشيخ في التبديع أنه لا يقتصر فيه على البدع المعروفة المخالفة للسنة، بليعدّ من خالفه في مسألة من المسائل مبتدعا! وهذا واضح في موقفه من الشيخ بكر أبوزيد، لأنه لم يوافقه على كتاب (الأضواء)، فما كان من الشيخ إلا أن عدّه في أنصارالبدع وحماتها، فقال:
(
لكن للأسف لم يفاجأ أهل السنة به [أي: الشيخ بكر أبوزيد] إلا وهو في الضفة الأخرى، ضفة أنصار البدع وحماتها والذابين عن زعمائهاومناهجهم وأفكارهم) اهـ([91])، فانظر كيف بدّعه وعاداه وجعله من رؤوس البدعوأنصارها، فإلى الله المشتكى!
كما أن من طريقته -عفا الله عنه- أنه يكيلبمكيالين، فيبدع سيد قطب ولا يبدع غيره ممن وقع في جنس ما أخطأ فيه سيد، وقد أدتطريقته هذه إلى ظهور من هو أشد خطرا منه في باب التبديع، إذ انشق عنه محمود الحدادوأتباعه الذين ساروا على منهج مضطرد في تبديع كل من قال بالبدعة أو وقع فيها،فبدّعوا النووي وابن حجر وغيرهما من العلماء، نسأل الله العافية والسلامة! ([92])
ومن أخطر الأمور التي ذهب إليها الشيخ ربيع في هذا الباب أنه يرى بغض أهل البدعمطلقا بلا تفصيل، ويزعم أن هذا هو مذهب السلف، ويرد كلام شيخ الإسلام ابن تيميةوأقواله المشهورة في محبة أهل البدع بقدر ما فيهم من خير، وبغضهم بقدر ما فيهم منشر، ويزعم أن شيخ الإسلام مخالف لأئمة السلف في هذا الباب! ويتهم الإمام الذهبيبالتساهل مع أهل البدع، ويتجاوز في عباراته حدود الأدب مع العلماء، كما سيأتي مفصلا ([93]).
والخلاصة أن الشيخ ربيعا على طريقة الغلاة في بغض أهل البدع وتفسيقهمبالبدعة مطلقا بلا تفصيل.


10 -
فصل في الإنكار على الولاةسئل الشيخربيع المدخلي فقيل له:
في حديث من أراد أن ينصح لذي سلطان فليأخذ بيده يعنيوينصحه سراً، نجد فعل بعض الصحابة الإنكار على الوالي علناً؟فأجاب الشيخ:
(...
كان معظم الصحابة لا ينصحون إلا سراً، فهذا صحابي واحد بارك الله فيك رأىهذا الأمير وقع في مخالفة السنة فنصحه، شفت كيف؟ وأما بارك الله فيك غالباً نصائحالصحابة فكانت في السر، منهم أسامةبن زيد كما في البخاري) -إلى أن قال- (فعملهؤلاء مثل عمل جماعة ابن سبأ فهؤلاء أسوة ابن سبأ كان هو وأصحابه يتحركون علىالمنابر للفتن فحصلت الفتن فهؤلاء يشبه عملهم عمل ابن سبأ وجماعته لا عمل أبي سعيدومن معه، فهمتم هذا...)، فقال السائل: إذاً النصيحة سراً، يعني واجبة؟ فقال الشيخ: (سر، نعم، هي سر، واجبة على من يقدر)اهـ ([94]).
قلت: الذي أشكل على ذلك السائلفي نصيحة الولاة سرا وبين ما ثبت عنtهو التعارض -في ظنه- بين حديث عياض بن غَنْمبعض الصحابة أنه أنكر على بعض الولاة علنا، والواقع أنه لا تعارض بينهما كما سيأتي،ولكن الشيخ لم يفقه الفرق بين الحديثين، ولا بين النصيحة وإنكار المنكر، فأجاب بأنالإنكار على الولاة يتعين أن يكون سرا، لفعل أكثر الصحابة، وأنه لا حجة في مخالفةصحابي واحد! بل صرح الشيخ أن من جاهر بالإنكار على الولاة فإنه على طريقة ابن سبأوأهل الفتن!
وقد أخطأ الشيخ في جوابه هذا من وجوه كثيرة، منها: عدم تفريقه بينفي إنكار المنكر، وعدم تفريقهtفي النصيحة وحديث أبي سعيدtحديث عياض بن غَنْمبين ولاة العدل وولاة الجور، وإبطاله الإنكار العلني على الولاة، وجعل ذلك من عملابن سبأ اليهودي وأهل الفتن، والاحتجاج بحديثٍ في غير موضعه، وعدم الجمع بينالنصوص، وعدم اعتباره اختلاف الصحابة رضي الله عنهم، وزعمه أن أكثر الصحابة رضيالله عنهم تركوا الإنكار على الولاة، ودعواه أن المخالف لمعظمهم صحابي واحد فقط،وجهله بإنكار كثير من أئمة السلف على ولاة الجوروالرد عليه من اثني عشر وجها:
الأول: إن بين النصيحة وإنكار المنكر عموما وخصوصا وجهيا، فالنصيحة أعم منالإنكار، وذلك أنه يدخل في النصيحة عموم الأمر والنهي من مسائل الاجتهاد وغيرها،أما الإنكار فقد اختلف أهل العلم فيمن قلده السلطان الحِسبة في ذلك، هل يحمل الناسعلى رأيه ومذهبه أم لا؟ على قولين ([95])، أرجحهما أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد،ورجحه النووي حتى لو كان المحتسب من أهل الاجتهاد، فليس له أن يلزم الناس بمذهبه،لكنه استثنى ما خالف النص أو الإجماع أو القياس الجلي، وعزاه إلى أكثر المحققين منأهل العلم، فقال: (... وكذلك قالوا: ليس للمفتى ولا القاضي أن يعترض على من خالفهإذا لم يخالف نصا أو إجماعا أو قياسا جليا) اهـ ([96]).
وإنكار المنكر أعم منالنصيحة من جهة أن الإنكار قد يكون بتغييره باليد، أما النصيحة فهي تذكير وموعظة،ولا تكون باليد وإلا كانت إنكارا.
والأصل في النصيحة أن تكون سرا، لأنها أدعىtللقبول، لاسيما إذا كان المنصوح من الولاة، دلّ على ذلك حديث عياض بن غَنْممرفوعا: (من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده فيخلوبه، فإن قَبِل منه فذاك، وإلا كان قد أدّى الذي عليه له) رواه أحمد ([97])، ولأنالإعلان بها على رؤوس الناس يخرجها عن النصيحة لتصبح تشهيرا وفضيحة، وغالبا مايترتب على ذلك من المفاسد أكثر من المصالح.
أما الإنكار فالأصل فيه أن المنكرالظاهر ينكر علنا إلا إذا ترتب على الإنكار فتنة أعظم لما سيأتي، أما المنكر الخفيفلا يبحث عنه المحتسب وإن غلب على ظنه وقوعه، أو ظهرت له أماراته وآثاره، إلا فيانتهاك حرمة يفوت استدراكها، كأن يبلغه أن رجلا خلا برجل ليقتله، أو بامرأة ليزنيبها، فله في مثل هذه الحال أن يتجسس ويقدم على الكشف والبحث حذرا من فوات ما لايستدرك([98]).
في الإسرار بالنصيحة للسلطانtالثاني: ظاهر حديث عياض بن غَنْمأنه في ولاة العدل، وكذا أثر أسامة بن زيد في إسراره بالنصيحة للخليفة الراشد عثمانبن عفان رضي الله عنهما، فينبغي حمل هذين الخبرين على ولاة العدل([99])، ولا حجة فيالاستدلال بهما على منع الجهر بالإنكار على ولاة الجور، وقد ورد في السنة ما يدلعلى التفريق بين ولاة العدل الذين يدعى لهم ويستغفر لهم، وبين ولاة الجور الذينقال: (ألاr، عن النبيtيلعنون ويدعى عليهم ويؤخذ على أيديهم، فعن عمر بن الخطابأخبركم بخيار أمرائكم وشرارهم: خيارهم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعونلكم، وشرار أمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) رواهالترمذي([100]).
الثالث: حديث: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطعفبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم ([101])، استدل بهعلى إنكار الرجل على الأميرtالراوي، وهو أعلم بما يروي، وهو أبو سعيد الخدريمروان بن الحكم عندما بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة، ففي صحيح مسلم عن طارق بنشهاب قال: أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان، فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة، فقال: قد تُرِك ما هنالك، فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى مايقول: فذكر الحديث... ([102]).rعليه، سمعت رسول اللهالرابع: هناك نصوص ثابتةrتدل على وجوب الإنكار على ولاة الجور، فعن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول اللهقال: (إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلمولكن من رضي وتابع قالوا: يا رسول الله ألا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا) رواه مسلميقول: (إنr، سمعت رسول اللهt([103])، قلت: فكيف بمن داهنهم وأعانهم؟ وعن أبي بكرالناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقابه) رواهأحمد([104])، والإنكار على مراتب، فأما بالقلب فواجب على كل حال، وأما الوجوب : (من رأى منكم منكرا فليغيرهrباللسان أو اليد فمقيدان في الحديث بالاستطاعة، قالبيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم ([105]).
الخامس: الإنكار في هذه النصوص عام، فيشمل الإنكار العلني، وهو المشهورمن فعل السلف، قال إمام الحرمين: (إن غير الولاة في الصدر الأول والعصر الذي يليهكَانُوا يَأْمُرُونَ الْوُلاة بِالْمَعْرُوفِ , وَيَنْهَوْنَهُمْ عَنْ الْمُنْكَر , مَعَ تَقْرِير الْمُسْلِمِينَ إِيَّاهُمْ , وَتَرْكِ تَوْبِيخهمْ عَلَى التَّشَاغُلبِالأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر مِنْ غَيْر وِلايَة) اهـ ([106]).
السادس: إنكار المنكر له شروط، منها: مراعاة المصالح والمفاسد وألايفضي إنكار المنكر إلى منكر أعظم منه، ولذا كان الأصل الذي عليه أهل السنة هوالإسرار بالإنكار على ولاة العدل، والتلطف بهم لأنه أجدر بالقبول، ولا ينكر عليهمعلانية خشية افتراق الكلمة وفتح أبواب الشر والفتنة، قال الإمام ابن القيم رحمهالله: (ومن دقيق الفطنة أنك لا ترد على المطاع خطأه بين الملأ، فتحمله رتبته علىنصرة الخطأ وذلك خطأ ثان، ولكن تلطف في إعلامه به حيث لا يشعر به غيره) اهـ([107])، ([109])، لكن هل يلزمt ([108])، وأثر أسامة بن زيدtويدل عليه حديث عياض بن غَنْممن هذا ترك الإنكار العلني مطلقا؟ الصحيح أنه لا يلزم، قال النووي في شرح أثر أسامة : (فيه الأدب مع الأمراء واللطف بهم ووعظهم سرا وتبليغهم ما يقول الناسtبن زيدفيهم لينكفوا عنه، وهذا كله إذا أمكن ذلك، فإن لم يمكن الوعظ سرا والإنكار فليفعلهعلانية لئلا يضيع أصل الحق)اهـ([110]).
السابع: من جهر بالإنكار على إمام جائروتحمل الأذى في سبيل ذلك، لم يكن مخالفا للسنة البتة، بل هو متبع لها، وجعله النبيقال: (سيدr، أن النبيtمن أفضل المجاهدين، وسادات الشهداء، والدليل حديث جابرrالشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله) رواه الحاكم ([111])، وعنفقال: أي الجهاد أفضل؟ قال (كلمة حق عند إمامrطارق بن شهاب أن رجلا جاء إلى النبيجائر) رواه أحمد([112])، وهذا نص صريح يدل على استحباب الجهر بالإنكار على ولاةالجور، فكيف يصح أن يكون سادة الشهداء وأفضل المجاهدين مخالفين للسنة، فضلا عن أنيكونوا على طريقة ابن سبأ وأهل الفتن؟الثامن: قياس الشيخ عمل المنكرين علىالولاة على طريقة ابن سبأ وأهل الفتن من أبطل القياس وأفسده، فطريقة ابن سبأاليهودي وأهل الفتن أنهم يؤلبون الناس على الولاة بطريقة سرية باطنية جبانة انطلاقامن عداوتهم للإسلام وأهله فشتان بينهم وبين أهل الصدق والنصيحة لأئمة المسلمينوعامتهم الذين يصدعون بالحق لا يخافون لومة لائم، فيؤدون ما عليهم، ويقومونبالكفاية، ويسقطون الإثم عن عموم الأمة، ويدفع الله تعالى بهم عذابه عنها.
التاسع: ذهب بعض السلف إلى أنه لا غيبة للإمام الجائر، والمعلن بفسقه، وصاحبالبدعة، قال عيسى بن دينار رحمه الله ([113]): (لا غيبة في ثلاثة: إمام جائر، وفاسقمعلن بفسقه، وصاحب بدعة) اهـ ([114])، قلت: قد جمع ولاة الجور في زماننا هذهالثلاثة وزيادة.
العاشر: أما قول الشيخ إنه صحابي واحد -يعني الذي أعلنبالإنكار على الأمراء- وأنه خالف معظم الصحابة، فهذا قول غير صحيح، فالحديث مخرج فيأنكر على مروان بن الحكم وهو أمير المدينة عندماtالصحيحين، أن أبا سعيد الخدريقدم الخطبة على صلاة العيد، ففي رواية البخاري أن أبا سعيد جذبه بثوبه، وقال له: غيّرتم والله... ([115])، وفي رواية مسلم أن رجلا قام إليه فقال: الصلاة قبليقول: (من رأىrالخطبة... فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه، سمعت رسول اللهمنكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفالإيمان) ([116])، قال الحافظ ابن حجر: (يحتمل أن يكون هو أبا مسعود الذي وقع فيرواية عبد الرزاق فإنه كان معهما)([117])، قلت: أبو مسعود هو البدري الأنصاري،قال: (...tصحابي جليل، واسمه عقبة بن عمرو، وجاء في مصنف عبد الرزاق أن أبا سعيدخرجت مع مروان في يوم عيد فطر أو أضحى، هو بيني وبين أبي مسعود...) ([118])، قلت: فهذان اثنان وليس واحداً.
ثم إن الإنكار العلني على الولاة ثابت عن غير واحد منالصحابة، منهم ابن عمر، وأبو جحيفة، وعبدالرحمن بن أبى بكر، وعائشة، وأسماء رضيالله عنهم:
1 -
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قام والحجاج يخطب، فقال: (عدوالله، استحل حرم الله، وخرب بيت الله وقتل أولياء الله)، فقال الحجاج: من هذا؟فقيل: عبد الله بن عمر، فقال الحجاج: اسكت يا شيخاً قد خرف، فلما صدر الحجاج أمربعض الأعوان فأخذ حربة مسمومة فضرب بها رجل عبد الله بن عمر فمرض ومات منها، ودخلعليه الحجاج عائدا فسلم، ولم يرد عليه، وكلمه فلم يجبه، أخرجه البخاري مختصرا ([119]).
قال الحافظ: كان ابن عمر يصلي مع الحجاج فلما أخر الصلاة ترك أن يشهدهامعه ([120]).
على الحجاج تأخير الصلاة، ثم قام أبو جحيفةt2 - وأنكر أبو جحيفةوصلى ([121]).
3 -
وعن يوسف بن ماهك قال: كان مروان على الحجاز، استعمله معاويةفخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبيبكر شيئا، فقال: خذوه فدخل بيت عائشة، فلم يقدروا... رواه البخاري ([122]).
قالالحافظ ابن حجر: (قَوْلُه: "فَقَالَ لَهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْرrشَيْئًا"، قِيلَ: قَالَ لَهُ: بَيْننَا وَبَيْنكُمْ ثَلاث , مَاتَ رَسُول اللَّهوَأَبُو بَكْر وَعُمَر وَلَمْ يَعْهَدُوا، كَذَا قَالَ بَعْض الشُّرَّاح وَقَدْاِخْتَصَرَهُ فَأَفْسَدَهُ , وَاَلَّذِي فِي رِوَايَة الإِسْمَاعِيلِيّ: فَقَالَعَبْد الرَّحْمَن مَا هِيَ إِلا هِرَقْلِيَّة، وَلَهُ مِنْ طَرِيق شُعْبَة عَنْمُحَمَّد بْن زِيَاد، فَقَالَ مَرْوَان: سُنَّة أَبِي بَكْر وَعُمَر، فَقَالَ عَبْدالرَّحْمَن: سُنَّة هِرَقْل وَقَيْصَر، وَلابْنِ الْمُنْذِر مِنْ هَذَا الْوَجْه: أَجِئْتُمْ بِهَا هِرَقْلِيَّة تُبَايِعُونَ لأَبْنَائِكُمْ؟ وَلأَبِي يَعْلَى،وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، حَدَّثَنِي عَبْداللَّه الْمَدَنِيّ قَالَ: كُنْت فِي الْمَسْجِد حِين خَطَبَ مَرْوَان فَقَالَ: إِنَّ اللَّه قَدْ أَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأْيًا حَسَنًا فِي يَزِيد , وَإِنْ يَسْتَخْلِفهُ فَقَدْ اِسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْر وَعُمَر , فَقَالَ عَبْدالرَّحْمَن: هِرَقْلِيَّة إِنَّ أَبَا بَكْر وَاَللَّه مَا جَعَلَهَا فِي أَحَدٍمِنْ وَلَده ولا فِي أَهْل بَيْته , وَمَا جَعَلَهَا مُعَاوِيَة إِلا كَرَامَةلِوَلَدِهِ، فقال مروان: الست الذي قال لوالديه أف لكما؟ فقال عبد الرحمن: الست ابنأباك؟ قال: وسمعتهما عائشة فقالت: يا مروان أنت القائلrاللعين الذي لعن رسول اللهلعبد الرحمن كذا وكذا؟ كذبتَ، ما فيه نزلت، ولكن نزلت في فلان بن فلان...) الخ ([123]).
قلت: فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ردت على مروان وهو وليالأمر آنذاك، ثم آوت عبد الرحمن في بيتها، ومنعته من ولي الأمر، وحاشاها أن تفعلذلك لو كان عبد الرحمن محدثا مبتدعا مخالفا للسنة، وحاشاه هو من مخالفة السنةوالسعي في الفتنة، رضي الله عنهم جميعا.
3 -
أما أسماء بنت أبي بكر رضي اللهأرسل إليهاtعنها فقصتها مع الحجاج مشهورة، وذلك أنه لما قتل عبد الله بن الزبير (فأبت أن تأتيه، فأعاد عليها الرسول لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، فأبتوقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني، فقال:... فأخذ نعليه ثم انطلقيتوذف حتى دخل عليها، فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليهدنياه، وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يا ابن ذات النطاقين، أنا والله ذاتوطعام أبي بكر من الدواب، وأماrالنطاقين، أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول اللهحدثنا أن في ثقيف كذاباrالآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه، أما إن رسول اللهومبيرا، فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه، قال: فقام عنها ولميراجعها) رواه مسلم ([124]).
قلت: لم يظهر ولاة الجور إلا بعد الخلافة الراشدة،، ولعل ابتداء ظهورهم كان سنة 60 هـ، فعن سعيد بن عمرو بن سعيد، قال:tوبعد معاوية :tبالمدينة ومعنا مروان، قال أبو هريرةrفي مسجد النبيtكنت جالسا مع أبي هريرةسمعت الصادق المصدوق يقول: (هَلَكةُ أمتي على يدَيْ غِلْمَةٍ من قريش)، فقال مروان: لعنة الله عليهم غِلْمةً، رواه البخاري ([125])، قال الحافظ: (وفي رواية ابن أبيكان يمشي في السوق ويقول: "اللهم لا تدركني سنة ستين، ولاtشيبة أن أبا هريرةإمارة الصبيان"، وفي هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان في سنة ستين، وهو كذلك فإنيزيد بن معاوية استخلف فيها...) اهـ ([126]).
وكان يزيد بن معاوية ينتزع الشيوخمن إمارة البلدان الكبار ويوليها الأصاغر من أقاربه، واتخذ عمالاً فيهم ظلم وجور،، واختتمها بواقعة الحرة، فمقتهtقال الذهبي: (افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسينالناس، ولم يبارك في عمره) اهـ ([127]).
قلت: ولذلك كثر واشتهر الاحتساب العلنيعلى الولاة بعد الستين، لأن ولاة الجور أخذوا في الظهور شيئا فشيئا بعد ذلك، وقدتقدم نقل كلام إمام الحرمين أن السلف كانوا ينكرون على ولاة الجور ([128])، أما قبلالستين فلم يكن في المسلمين ولاة جور، بل كانوا ولاة عدلٍ وخيرٍ، يأمرون بالمعروفوينهون عن المنكر، وإن وقع من أحدهم شيء فهو من الخطأ الذي لا يسلم منه البشر، فكانالإسرار بالنصح هو المتبع فيما بينهم، كما كان أسامة بن زيد ينصح للخليفة الراشدعثمان بن عفان رضي الله عنهم.
الحادي عشر: قول الشيخ: (وقع في مخالفة السنةفنصحه)، قلت: الصواب: أنه أنكر عليه علنا، فقد جذبه بيده وقال له: غيرتم والله،فيrوقال للرجل الذي أنكر عليه: (أما هذا فقد أدى الذي عليه)، واستدل بحديث النبيتغيير المنكر، فأين هذا من قوله: (فلا يبد له علانية، وليأخذ بيده، ويخلو به)؟وإذا كان الأمر مجرد نصيحة لأنه خالف السنة -على حد قول الشيخ- فكيف إذا تمادىولاة الجور في مخالفة الشرع، والطعن في الشريعة، وموالاة الكفار، والمجاهرة بالكفروالظلم والكبائر والفساد؟!
الثاني عشر: إذا كان الشيخ مُصِرّاً على أن الإنكارالعلني على المنابر من منهج ابن سبأ اليهودي وأهل الفتن، فقد اعترف على نفسه بأنهعلى طريقتهم، حيث قال الشيخ عن نفسه: (الحمد لله، نخطب، ونتكلم، ونقول: هذا منكر،وهذا بدعة، وهذا شرك، وهذا غلط، وهذا على الدولة يجب أن تصححه، وهكذا، والحمد للهموجود، موجود ولله الحمد) اهـ([129]).
قلت: وهو كما ترى يحمد الله على ذلك، وأننصيبه منه كثير، والمعروف عن الشيخ أنه كان ممن شارك في إنكار المنكر باليد، فيحادثة إزالة الصور من المحلات التجارية حول المسجد النبوي عام 1385هـ.
فإذا كانالشيخ يعتقد أنه كان على خلاف السنة، أو على طريقة ابن سبأ وأهل الفتن، عندما كانينكر على دولة الحرمين في خطبه، وعندما احتسب بلسانه ويده على المحلات التجارية فيالمدينة، فإنه يجب عليه الآن أن يعلن توبته الصريحة في الخطب على رؤوس الناس،ويعتذر علناً إلى ولاة الأمر، ولا يقبل منه الاعتذار الخفي بحال من الأحوال، لأن مافعله كان علنيا ظاهرا!
11 - فصل في الخروج على الحاكم الكافر
قال الشيخ ربيع: (يا أخي عرِّف المسلم بالذي له وبالذي عليه، يا أخي إذا رأيت كفراً بواحاً فاخرج على الحاكم، إذا رأيته يحارب من يصلي، ولا يصلي، فكفّره وقاتله..) اهـ ([130]).
قلت: الخروج على الحاكم الكافر مشروط بالاستطاعة وألا يترتب على الخروج عليه مفسدة أعظم من مفسدة عدم الخروج، ولكن الشيخ يطلق الأحكام على عادته دون تفصيل.
وينبغي أن يؤاخذ الشيخ بكلامه هذا وإن لم يكن في معرض بيان الشروط، وذلك على طريقته في معاملة خصومه، ولا أدري ماذا سيقول لو قال هذا الكلام أحد الدعاة؟ أو الأستاذ سيد قطب رحمه الله!؟
12 - فصل في الأدب مع الصحابة رضي الله عنهم
للشيخ ربيع المدخلي ألفاظ وعبارات لم يتأدب فيها مع الصحابة رضي الله عنهم، فقال الشيخ: (والله لو كان الصحابة فقهاء في أمور السياسة ما ينجحون وما يستطيعوا يستنبطون، الإذاعة والإشاعة يقعون في الفتنة، قضية الإفك طاح فيها كثير من الصحابة) اهـ ([131])، وقال في شريط آخر: (قضية الإفك طاح فيها كثير من الصحابة) اهـ ([132]).
قلت: لا أدري هل يقصد بكلامه هذا الوقيعة في الصحابة رضي الله عنهم بعدم الفقه في السياسة، وعدم القدرة على الاستنباط، والوقوع في الفتنة؟ وماذا كان سيفعل لو قال الأستاذ سيد قطب بعض قوله هذا؟ ولا أدري ما دليله على اتهام كثير منهم بالسقوط في قضية الإفك؟ ولا أظنه يخفى عليه أن الذين جاؤوا بالإفك عصبة -كما قال الله تعالى- أي جماعة، وأن الذي تولى كبره رأس المنافقين: عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه، وليس كثيرا من الصحابة كما زعم، بل لم يقع فيه من الصحابة إلا أفراد قلائل ورد ذكر أسمائهم في كتب السنة والسيرة، فلم يجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.
وربما تناول الشيخ مسألة من المسائل، فأقحم ذكر الصحابة فيها بعبارات وألفاظ فيها إسفاف ينافي التأدب معهم رضي الله عنهم، كقول الشيخ عندما رد على الذين يستعملون التمثيليات والأناشيد في الدعوة: (لكن الرقص والتمثيل والأناشيد هذه يقولون أنها وسائل دعوة، فهل كان الصحابة يرقصون ويمثلون؟ هذه الوسائل فاسدة، لنقل باطله وما تجوز) اهـ([133]).
قلت: لا أعلم أحدا من أهل السنة يقول إن الرقص من وسائل الدعوة، ولا أن الصحابة كانوا يرقصون ويمثلون! فلماذا يقحم الشيخ ذكرهم رضي الله عنهم في هذه المسألة بهذا الأسلوب الرديء؟
وقد تقدم في الفصل الثالث ما يبين رداءة أسلوب الشيخ ربيع وعدم مراعاته للأدب في الألفاظ مع الصحابة والسلف
أما حكم الأناشيد والتمثيليات الإسلامية فسيأتي نقل كلام أهل العلم والفتوى فيها، في فصل قادم ([134]).

13 - فصل في الفرقة الناجية والطائفة المنصورة
ذهب الشيخ سلمان العودة إلى التفريق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وبين وجه العموم والخصوص بينهما، وأن الطائفة المنصورة جزء من الفرقة الناجية ولا يلزم أن تكون جميعها، وذكر أدلته على ذلك بالتفصيل ([135])، ولكن الشيخ ربيعا المدخلي لم يوافقه على ذلك، فصنف كتابا كبيرا بعنوان: (أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية، حوار مع سلمان العودة) ([136])، زاعما أن ما ذهب إليه الشيخ سلمان العودة مخالف للإجماع! ([137])... وأكثر في التشنيع عليه...
أما في الأشرطة فقد خرج علينا الشيخ ربيع بشيء جديد في هذه المسألة! حيث قال:
(الدوافع إلى التفريق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، إنها دوافع سياسية ماكرة) اهـ ([138]).
قلت: لم يكن الشيخ -هداه الله- بحاجة لأن يقول مثل هذا الكلام، وكان يكفيه أن يذكر ما ترجح عنده بالأدلة وأن يتسع صدره لمخالفه، وأن يتجنب أسلوب التهويل والطعن في النوايا، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في نحو هذه الأساليب من الردود إنه: (ليس فيه من الحجة والدليل أن يخاطب به أهل العلم، فإن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه، والباطل الذي معهم) اهـ ([139]).
أما الشيخ الألباني رحمه الله فقد انتصر لما ذهب إليه الشيخ سلمان، وقال إنه ليس بعيدا عن الصواب، وأن بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية عموما وخصوصا ظاهرين، ولكنه آثر عدم الأخذ والرد في هذه القضية درءا للفتنة التي أثارها الشيخ ربيع وأتباعه، فقال رحمه الله: (وأما ما أثاره بعض إخواننا الدعاة من التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية فهو رأي له، لا أراه بعيدا عن الصواب... -إلى أن قال-... فبين الطائفة والفرقة عموم وخصوص ظاهران، ولكني مع ذلك لا أرى كبير فائدة من الأخذ والرد في هذه القضية حرصا على الدعوة ووحدة الكلمة) اهـ ([140]).
وسئل الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هل التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية تفريق بدعي؟ وهل الخلاف فيه خلاف في الأصول؟
فأجاب قائلا: (التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، أرى أن الطائفة المنصورة أرفع من الفرقة الناجية، لأن الفرقة الناجية ليس لها إلا النجاة، أما تلك فتلك طائفة منصورة يقاتلون من قاتلهم، ولا يزالون ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك، فأوصاف الطائفة المنصور أرفع من أوصاف الفرقة الناجية، فالفرقة الناجية ليس لها إلا النجاة، ثم إن أهل الحديث داخلون دخولاً أولياً في الطائفة المنصورة، وقد تكلمنا على هذا في بعض الأشرطة، وأنا أعرف أن بعض إخواننا في الله لا يرتضي هذا لكن أقول: ليس هناك آية قرآنية، ولا حديث نبوي أنهما مفترقتان، فما أخذناه إلا من ألفاظ وأوصاف الطائفة المنصورة) اهـ ([141]).
فلماذا لم يرد ربيع على الشيخ الألباني والشيخ مقبل رحمهما الله؟

r14 - فصل في معنى رؤية النبي القلبية لربه تعالى
سئل الشيخ ربيع ع لربه؟ فكان جوابه:
rن رؤية النبي

(ابن عباس يقول رآه بقلبه، وعائشة تقول أنه ما رآه، فهم متفقون أنه لم يره بعينه، أما الرؤية بالقلب؟ أنا أرى الله بقلبي، أنت ما ترى الله بقلبك)؟ فقال السائل: نعم يا شيخ، فقال الشيخ: (تؤمن بالله وعارف أنه فوق السماء وعارفه تعبد الله كأنك تراه، هذه رؤيا قلبية) اهـ ([142]).
قلت: أخطأ الشيخ هنا في مسألتين:
الأولى: في قوله: (فهم متفقون أنه لم يره بعينه)، وهذا غير صحيح، بل فيه خلاف، فقد تنازع لربه في الدنيا على ثلاثة أقوال:
rالعلماء في رؤية النبي
1 - الإنكار، وهو قول عائشة وابن مسعود رضي الله عنهما.
2 - الإثبات، وهو قول جماعة، منهم ابن عباس، وأبو ذر رضي الله عنهم، وكان الحسن يحلف بالله لقد رأى محمد ربه، وعن كعب: رآه محمد مرتين وكلم موسى مرتين، ثم اختلف في المراد بالرؤية عند من أثبتها، هل هي بالعين أو بالقلب؟ فرجح ابن خزيمة أن الرؤية وقعت مرتين مرة بعينه ومرة بقلبه ([143])، ورجح ابن تيمية أنها بالقلب([144]).
3 - التوقف، رجحه القرطبي وطائفة([145]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وقد ثبت بالنصوص الصحيحة واتفاق سلف الأمة
rأنه لا يرى الله أحد في الدنيا بعينه إلا ما نازع فيه بعضهم من رؤية نبينا محمد خاصة، واتفقوا على أن المؤمنين يرون الله يوم القيامة عيانا كما يرون الشمس والقمر) اهـ ([146])، وقال أيضاً: (أجمع سلف الأمة وأئمتها على أن المؤمنين يرون الله بأبصارهم في الآخرة، وأجمعوا على أنهم لا يرونه في الدنيا بأبصارهم، ولم يتنازعوا ) اهـ ([147])، وقال: (وما زال السلف يتنازعون في كثير من المسائل،rإلا في النبي ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية...) ثم أورد أمثلة لما اختلف ربه سبحانه، وفي سماع الميت كلام الحي،rفيه بعض الصحابة، كاختلافهم في رؤية النبي وفي تعذيب الميت ببكاء أهله عليه ([148]).
وبهذا ينتفي ما ادعاه الشيخ من الاتفاق، وأما الأرجح من هذه الأقوال فأنقل هنا ما قرره شيخ الإسلام رحمه الله إذ قال:
(أما الرؤية فالذي ثبت في الصحيح عن ابن عباس أنه قال: رأى محمد ربه بفؤاده مرتين، وعائشة أنكرت الرؤية، فمن الناس من جمع بينهما فقال: عائشة أنكرت رؤية العين، وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد، والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هي مطلقة، أو مقيدة بالفؤاد، تارة يقول: رأى محمد ربه، وتارة يقول رآه محمد، ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأنه رآه بعينه، وكذلك الإمام أحمد، تارة يطلق الرؤية، وتارة يقول: رآه بفؤاده، ولم يقل أحد إنه سمع أحمد يقول رآه بعينه، لكن طائفة من أصحابه سمعوا بعض كلامه المطلق ففهموا منه رؤية العين، كما سمع بعض الناس مطلق كلام ابن عباس ففهم منه رؤية العين، وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدلّ) اهـ ([149]).
والخطأ الثاني: هو تأويله لرؤية الله تعالى القلبية بمعنى الإيمان به ومعرفته وعبادته ومراقبته، وهذا مخالف لما قرره أهل السنة من أن الرؤية القلبية رؤية حقيقية، كالرؤية بالعين، وليست مجرد حصول العلم، فتفسير الشيخ للرؤية القلبية من جنس تأويل أهل الكلام! كالذين يفسرون الرؤية بزيادة كشف أو علم أو جعلها حاسّة سادسة ونحو ذلك من الأقوال التي ذهب إليها طوائف من أهل الكلام المنتسبين إلى نصر أهل السنة في مسألة الرؤية، قال شيخ الإسلام: (وإن كان ما يثبتونه من جنس ما تنفيه المعتزلة والضرارية، والنزاع بينهم لفظي ونزاعهم مع أهل السنة معنوي، ولهذا كان بشر وأمثاله يفسرون الرؤية بنحو من تفسير هؤلاء) اهـ ([150])، وقال الحافظ ابن حجر: كان عالما بالله على
r(المراد برؤية الفؤاد رؤية القلب لا مجرد حصول العلم لأنه الدوام، بل مراد من أثبت له أنه رآه بقلبه أن الرؤية التي حصلت له خلقت في قلبه كما يخلق الرؤية بالعين لغيره، والرؤية لا يشترط لها شيء مخصوص عقلا، ولو جرت العادة بخلقها في العين) اهـ ([151]).


15 - فصل في الرد على أهل البدع
قال الشيخ ربيع:
(وسموا الرد على أهل البدع جهاد بل فضلوه على الجهاد لأنه جهاد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهذا لا يقوله ولا يدركه إلا من فقه دين الله وعرف قدر التوحيد وعرف قدر السنة) اهـ ([152]).
قلت: لا شك أن الرادَّ على أهل البدع مجاهد، وورد عن بعض السلف أن الذب عن السنة أفضل من الجهاد، أي القتال، ولكن هذا التفضيل ليس على إطلاقه، بل هو مقيد بظهور البدع وأهلها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كانت البدع في القرون الثلاثة الفاضلة مقموعة وكانت الشريعة أعز وأظهر وكان القيام بجهاد أعداء الدين من الكافرين والمنافقين أعظم) اهـ ([153])، وقال ابن دقيق العيد: (الْقِيَاس يَقْتَضِي أَنْ يَكُون الْجِهَاد أَفْضَل الأَعْمَال الَّتِي هِيَ وَسَائِل، لأَنَّ الْجِهَاد وَسِيلَة إِلَى إِعْلان الدِّين وَنَشْره وَإِخْمَاد الْكُفْر وَدَحْضه , فَفَضِيلَته بِحَسْب فَضِيلَة ذَلِكَ)اهـ([154]).
وأما قوله إنه جهاد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهذا يحتاج إلى تفصيل، فإن ، وأما إذا كان
r ذم البدع والمحدثات وحذر منها، فهذا ثابت عنه rأراد أن النبي حارب البدع وردّ على أهلها -كما هو ظاهر كلامه- فهذا غير صحيح، لأنrمراده أنه كانت خالية من البدع وأهلها، ولم يظهر شيء منها إلا بعدrالأمة الإسلامية في زمنه ، فقد كان ابتداء ظهور البدع في زمن الصحابة رضي الله عنهم، كالخوارجrوفاته
والسبئية والرافضة والقدرية وغيرهم، وهذا واضح من تعريف العلماء للبدعة بأنها (طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية... على غير مثال تقدمها من الشارع)([155]).
جاهد الكفرة والمشركين والمنافقين وأهل
rولا نعلم إلا أنه الكتاب، فإذا كان الشيخ يعلم طائفة من أهل الأهواء والبدع ظهرت في هذه الأمة ، فليسمها وليبينها لنا!rوقاتلها النبي
وأما قوله: (وهذا لا يقوله ولا يدركه إلا من فقه دين الله وعرف قدر التوحيد) اهـ، فلا أعلق عليه بشيء إلا أني أطالب الشيخ بذكر العلماء والفقهاء الذين نصوا على أن الرد على أهل البدع هو جهاد النبي !
r


16 - فصل في الخوارج
الخوارج، ونعتهم بأنهم سفهاء
rلقد ذم النبي الأحلام، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، ولا صلاتهم تراقيهم، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، ووصفهم بالمروق من الدين، وأنهم شر الخلق والخليقة ([156])، والخوارج فرقة ضالة، شرها عظيم، يكفرون الصحابة والتابعين الذين اقتتلوا في الفتنة، ويستبيحون دماءهم وأموالهم وأعراضهم، ويجرحونهم في عدالتهم، ويردون روايتهم، ويكفرون أصحاب الكبائر من المسلمين، وهم أول أهل الأهواء ظهورا في هذه الأمة، وأول من أحدث البدعة في مسائل الأسماء والأحكام ونصوص الوعيد...
ولكن العجيب أن الشيخ يتغافل عن أصل ضلالهم، فيثني عليهم في عقيدتهم، ويصرح بأن عقيدتهم سلفية! وأنهم على التوحيد بأنواعه الثلاثة، وليس فيهم شرك ولا قبور ولا تجهم، ويهون من أمر بدعتهم فيحصر انحرافهم في الحاكمية بالمعنى السياسي! ويرى أن الخوارج أحسن من التبليغيين والإخوانيين، ويحلف بالله على ذلك! بل يبالغ الشيخ فيفضل الخوارج على المنتسبين إلى المذاهب الأربعة في توحيد العبادة! ولم يستثن أحدا حتى الحنابلة!
قال الشيخ ربيع:
(الخوارج في توحيد العبادة أحسن من المنتسبين إلى المذاهب)اهـ ([157]).
وقال: (الخوارج كانت عقيدتهم سلفية في العبادة وفي الأسماء والصفات وكان عندهم انحراف في المنهج.) اهـ ([158]).
وسئل عن الحداديين؟ فأجاب:
(الذين قاتلهم عليّ [أي: الخوارج] كانوا، والله، عقائدهم سلفية، يا إخوتاه، ما كان عندهم عبادة قبور، ولا كان عندهم تعطيل جهمية، كان عندهم انحراف سياسي في )
rالحاكمية... فالعقيدة ما تكفي.. لابد عقيدة عمل التزام كتاب الله وسنة رسوله اهـ([159]).
وذكر الشيخ حديث الخوارج، ثم قال:
(وهم، والله، خير من هذه الأحزاب التي تألبت على السلفية فسحقتها، والله، أصح عقيدة، وأصدق ديناً من هؤلاء، ما كان عندهم شرك في الربوبية، ولا كان عندهم شرك في الإلهية، ولا عندهم شرك في الأسماء والصفات، عندهم انحراف في الحاكمية) اهـ ([160]).
وقال أيضاً:
(ثم
rإن الفصل بين العقيدة والمنهج، أنا أقول غير مرة أن الخوارج الذين أمر رسول الله بقتلهم وقال: "هم شر الخلق والخليقة وشر من تحت أديم السماء ولو أدركتهم لقتلتهم قتل عاد وإرم"، كان عندهم عقائد سلفية، يعني يؤمنون بتوحيد العبادة، وبتوحيد الأسماء والصفات، ما عندهم شرك، ما عندهم قبور، ما عندهم تجهم، كان عندهم فساد في الحاكمية، مثل ما حصل لشبابنا الآن، اعتبرهم الرسول شر الخلق والخليقة، وأمر بقتلهم والتشريد بهم، وفعلاً، اتفق الصحابة على قتالهم، اختلفوا في وقعة الجمل، واختلفوا في وقعة صفين، ورأوا ذلك فتنة، ولكن لمّا برز هؤلاء الخوارج الذين تعتبر عقيدتهم سلفية، أحسن من عقائد هؤلاء الذين يتبعون سيد قطب ويتبعون الإمام حسن، التبليغيين والإخوانيين، والله عقائدهم أسلم من عقائد هؤلاء، وكان ضلالهم في الحاكمية، لا حكم "كلمة حق أريد بها باطل"، وسلّ عليهم سيفه، وقتلهم كما أمر رسولtإلا لله، قال علي ، فوا الله، إن هؤلاء أكذب من الخوارج، وأشد خصومة للعقيدة السلفية ولأهلهاrالله من الخوارج والروافض)اهـ([161]).
وقال أيضاً:
(سيد قطب مجدد! البنا مجدد! المودودي مجدد! وهم أهل بدع وضلال، والله، والله، الخوارج ما يصلوا إلى شيء مما وصل إليه هؤلاء من البدع والضلالات، وهذا كتبهم، وهذا الميدان نتحداهم، الذين قتلهم عليّ، حتى الخوارج الموجودين الآن، لا توجد عندهم البدع التي توجد عند سيد قطب، الخوارج، الموجودين الآن، لو أحصيت بدعهم لا تجدها شيء إلى جانب بدع سيد قطب الذي جمع البدع من كل أكنافها وأطرافها، وصبها في كتبه، ويتظاهر بالحماس إلى الإسلام، وهو يكفر الأمة بدءاً من الصحابة إلى يومك هذا، الخوارج ما فعلوا هذا، الخوارج ما فعلوا هذا، ونقول مجدد! وإمام! ونستميت في الدفاع عنه وعن كتبه!) اهـ([162]).
قلت: هذا الكلام الكثير فيه شطحات ومؤاخذات على الشيخ، نقتصر منها على خمس:
الأولى: يرى الشيخ أن انحراف الخوارج سياسي فقط وليس في العقيدة، وهذا يدل على جهله بأصل ضلالهم في تكفير الصحابة، ورد السنة، والغلو في نصوص الوعيد، وتكفير مرتكب الكبيرة! صحيح أن الخوارج في زمن الصحابة لم يكونوا قبوريين ولا جهمية -كما ذكر الشيخ- ولكن هل الانحراف في العقيدة يقتصر على هذه المسائل؟
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلام نفيس في الخوارج، بين فيه أن أصل ضلالهم في العقيدة، قال رحمه الله: (أول البدع ظهورا في الإسلام وأظهرها ذما في السنة والآثار: بدعة الحرورية المارقة... ولهم خاصتان مشهورتان فارقوا بهما جماعة المسلمين وأئمتهم:
أحدهما: خروجهم عن السنة وجعلهم ما ليس بسيئة سيئة، أو ما ليس بحسنة حسنة... وهذا الوصف تشترك فيه البدع المخالفة للسنة فقائلها لابد أن يثبت ما نفته السنة وينفي ما أثبتته السنة ويحسن ما قبحته السنة أو يقبح ما حسنت السنة، وإلا لم يكن بدعة، وهذا القدر قد يقع من بعض أهل العلم خطأ في بعض المسائل، لكن أهل البدع نفسه أن يجور ويضل في
rيخالفون السنة الظاهرة المعلومة، والخوارج جوزوا على الرسول سنته ولم يوجبوا طاعته ومتابعته وإنما صدقوه فيما بلغه من القرآن دون ما شرعه من السنة التي تخالف -بزعمهم- ظاهر القرآن، وغالب أهل البدع غير الخوارج يتابعونهم في لو قال بخلاف مقالتهم لما اتبعوه... وإنماrالحقيقة على هذا، فإنهم يرون أن الرسول يدفعون عن نفوسهم الحجة: إما برد النقل، وإما بتأويل المنقول، فيطعنون تارة في الإسناد وتارة في المتن، وإلا فهم ليسوا متبعين ولا مؤتمين بحقيقة السنة التي جاء بها الرسول بل ولا بحقيقة القرآن.
الفرق الثاني في الخوارج وأهل البدع: أنهم يكفرون بالذنوب والسيئات، ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم وأن دار الإسلام دار حرب ودارهم هي دار الإيمان، وكذلك يقول جمهور الرافضة، وجمهور المعتزلة، والجهمية، وطائفة من غلاة المنتسبة إلى أهل الحديث وإجماع السلف أنها
rوالفقه ومتكلميهم، فهذا أصل البدع التي ثبت بنص سنة رسول الله بدعة، وهو جعل العفو سيئة، وجعل السيئة كفرا، فينبغي للمسلم أن يحذر من هذين الأصلين الخبيثين وما يتولد عنهما من بغض المسلمين وذمهم ولعنهم واستحلال دمائهم وأموالهم، وهذان الأصلان هما خلاف السنة والجماعة: فمن خالف السنة فيما أتت به أو شرعته فهو مبتدع خارج عن السنة، ومن كفر المسلمين بما رآه ذنبا سواء كان دينا أو لم يكن دينا وعاملهم معاملة الكفار فهو مفارق للجماعة، وعامة البدع والأهواء إنما تنشأ من هذين الأصلين...) اهـ ([163]).
المؤاخذة الثانية: تناقض الشيخ مع نفسه في منهج الموازنات في تقييم أهل البدع، وذلك أنه يرفضه ويعتبره منهجا إجراميا خبيثا يقصد به هدم السنة ورفع البدعة ([164])، ولكنه إذا تكلم عن الخوارج فإنه يذكر محاسنهم، وبُعدَهم عن الشرك والقبور والتجهم، ويغالط فيشيد بسلامة معتقدهم، مع أن عقيدتهم فاسدة ([165])، ويفضلهم على التبليغيين والإخوانيين، ويقول إنهم أحسن من المنتسبين إلى المذاهب في التوحيد!
فهل تخلى الشيخ عن موقفه الرافض لمنهج الموازنات؟ أو يفهم من هذا المديح والثناء أن في رأي الشيخ ميلا إلى الخوارج؟ أو يفهم منه أنه لو تحول التبليغيون والإخوانيون والمنتسبون إلى المذاهب إلى فرقة الخوارج لكانوا خيرا مما هم عليه؟ لا أظن ذلك، ولكني مقتنع بأن الشيخ يجهل حقيقة الخوارج، كما تقدم، ويُخشى على من جهل الشر أن يقع فيه، أو يوقع غيره فيه، وقد قيل:
(عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه... ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه)
الثالثة: ظلم الشيخ للتبليغيين والإخوانيين بوصفهم أنهم في البدع والضلالات شر من الخوارج، ومهما قيل في أخطائهم وانحرافاتهم فلا يجوز ظلمهم بتفضيل الخوارج عليهم؟ ([166]).
وأما ظلم الشيخ للمنتسبين إلى المذاهب فهو أعظم، فقد فضل الخوارج عليهم في التوحيد! ولم يستثن الحنابلة الذين اشتهروا بنصرة التوحيد وعقيدة السلف، وحسبك بهذا بغيا وعدوانا، ولا يخفى على الشيخ أن في المنتسبين إلى المذاهب علماء وفقهاء وقضاة وولاة عدل وعبادا وزهادا ومجاهدين وأدباء ومعلمين وأطباء وتجارا وأخيارا؟ فالمنتسبون إلى المذاهب هم من أهل السنة في الجملة، ومنهم من هو على منهج السلف، فلا يجوز إطلاق تفضيل الخوارج عليهم في توحيد العبادة فضلا عن غيره، لأن الخوارج فرقة ضالة مارقة من الدين([167]).
الرابعة: كيف يمكن أن يفسر كلام الشيخ ربيع في مدح الخوارج بأن عقيدتهم سلفية، وأنهم على التوحيد بأنواعه الثلاثة، وما عندهم شرك ولا قبور ولا تجهم، ويقول إن انحرافهم سياسي في الحاكمية! وقد ذمهم ووصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة، وأنهم يمرقون من الدين... (إلى آخر ما ورد
rالنبي وسوء أدب مع ما ثبت فيrفي ذمهم)؟ أليس في ثنائه على الخوارج مشاقّة لرسول الله من ذمهم بأسوأ الأوصاف؟ وأين تعظيم وتوقير نصوص السنة المطهرة؟rحديثه
الخامسة: إساءته للعقيدة السلفية والتوحيد، حيث جعلها عقيدة الخوارج، وحسبك بهذا تشويها للدعوة السلفية القائمة على تعظيم السنة والذب عنها، وتحقيق التوحيد بموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، ويبرأ السلفيون من الخوارج ومذهبهم الفاسد القائم على رد السنة، ومناقضة التوحيد بالتألي على الله تعالى، ومعاداة أوليائه، : (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان) متفق
rومعاملتهم معاملة أعدائه، كما قال عليه.









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-31, 23:46   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










B9

فصل في الروافضلقد أقام الشيخ ربيع المدخلي في المدينةسنوات طويلة، ويعلم أن عدد الروافض فيها ليس بقليل، ولا يخفى على مثله نشاطهموتحركاتهم في نشر مذهبهم لاسيما بين بادية المدينة وما حولها، وعاصر الشيخ المدالرافضي المتنامي بعد ثورة الخميني الذي أقلق أهل السنة ودعاتها، ومع أن الشيخمعروف بغيرته الشديدة على السنة، ويرى أن الرد على أهل البدع من الجهاد، إلا أنموقف الشيخ تجاه الروافض ضعيف جدا! فإنه لا يُعرف له رد عليهم، ولا أدنى جهدلمقاومتهم، مع ظهور بدعتهم وتعاظم خطرهم، مما أثار الدهشة والتساؤلات حوله، فقد سئلفي إحدى محاضراته: لماذا لا ترد على الروافض؟ فأجاب:
(
ردي مطاعن سيد قطب علىأصحاب رسول الله رد على الروافض، فاقرؤوه أولاً، فإذا بقي عليكم شيء فطالبونياقرؤوه وافهموه وأنصفوه، وبعد ذلك طالبوني بما شئتم فيما يتعلق بالروافض، عرفتم،كتابي مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله بناها على روايات الروافض، وزاد من عندهأخبث من كلامهم فرددت عليه، فردي على هذا الرجل رد عليهم … أنا واحد الآن أواجه سيدقطب وأنتم واجهوا الروافض، يا الله، يعني ما في العالم إلا ربيع يرد على الناسكلهم، أنا خلوني أتخصص لسيد قطب، وأنتم ردوا على الروافض ردوا على الخوارج، نحننتعاون على البر والتقوى)اهـ([168]).
فهذا مبلغ ما عند الشيخ تجاهالروافض!


18 -
فصل في الصوفيةقال الشيخ ربيع:
(
تجد عند النصرانيواليهودي والهندوكي تجد عنده عقيدة أحسن من الصوفية وغيرهم، يعني في هنادك تقول لهأين الله؟ يقول في السماء، هذا من توحيد الأسماء والصفات)اهـ([169]).
قلت: ليتالشيخ قال بعض قوله هذا في الروافض!
أما تعميمه هذا الحكم على الصوفية فهو جوروظلم، لأنهم على طبقات، فكثير منهم ينتسب إلى السنة، فكيف يصح عند الشيخ أن تكونعقيدة اليهود والنصارى والهنادك أحسن من عقيدة الصوفية هؤلاء؟أما الصوفيةالغلاة الذين دخلوا في البدع والزندقة فهؤلاء يصدق قول الشيخ ربيع فيهم، فلو قيدكلامه فقال: (بعض الصوفية) لما كان مجانبا للصواب.
ولكن الشيخ أطلق ولم يقيد،وقد ذكر أهل العلم أن من الصوفية من هو مجتهد في طاعة الله تعالى كما اجتهد غيرهممن أهل طاعة الله، ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهلاليمين، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب، ومنالمنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه، عاص لربه ([170]).
ومما يدعو إلى العجب قولهإن اليهود والنصارى يثبتون صفة العلو لله تعالى، وأن هذا من توحيد الأسماء والصفات،وأن عقيدتهم في هذا أحسن من عقيدة الصوفية!
هل نسي الشيخ ربيع أن اليهودوالنصارى ينسبون إلى الله الولد؟ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وماذا عساهم أنيستفيدوا من إثبات صفة العلو إذا كانوا كفارا مشركين بالله؟ وما هو رأي الشيخ فيعقيدة إبليس، وقد أقسم بعزة الله تعالى؟ وهل نفعته هذه العقيدة؟ وهل يصح أن يوصفالإنسان بأنه موحد أو عنده توحيد إذا أثبت صفة من صفات الله تعالى وهو كافر مشركبالله؟وأما زعمه أن الهنادكة يؤمنون بعلو الله تعالى! وأن هذا من توحيدالأسماء والصفات! فهذا من أغرب ما سمعت! لأن الهندوسية ديانة وثنية تؤمن بتعددالآلهة وحلولها في الإنسان والتماثيل، وأكثرهم يعبدون البقرة ويعظمونها ([171])،فلا أدري كيف وجد الشيخ ربيع عندهم عقيدة العلو؟!


19 -
فصل في المطلقوالمقيديرى الشيخ ربيع المدخلي أن حمل المطلق على المقيد، والمجمل على المفسر،، وأنه لمrوالمتشابه على المحكم، لم يوضع إلا لكلام الله تعالى وكلام رسول اللهيوضع لكلام البشر، فقد سئل مرة:
هل من أصول أهل السنة أن لا يحمل المطلق علىالمقيد ولا المجمل على المفسر ولا المتشابه على المحكم إلا في كلام الله تعالى؟فأجاب الشيخ قائلا:
(
والله، نحن ما نعرف ما وضعت هذه الأصول إلا لكتاب اللهوسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولم توضع لكلام البشر، فالرجل إذا كان له قولانقالوا: له قولان، القول الأول كذا، والقول الثاني بخلافه، ما قالوا يحمل المطلق علىالمقيد، في المذهب الواحد خمسة أقوال، يختار منها الذي يريد الحق ما يوافق الكتابوالسنة، والبقية يقول: أقوال، ما يقول: يحمل المطلق على المقيد) اهـ ([172]).
قلت: لعل سبب نفيه هذه الدلالات عن الألفاظ في كلام الناس أنه تمسك في ردودهعلى سيد قطب بكلام مجمل أو مطلق أو مشتبه في عدد من المسائل التي أخذها عليه فيمواضع من كتبه، فلما واجهه بعض طلبة العلم بكلام آخر لسيد قطب في مواضع أخرى،يُبَيِّنُ ما أُجمل، أو يُقيد ما أُطلق، أو يوضح المشتبه، أو ينسخ ما قبله، زعم مازعمه من أن هذه الدلالات خاصة بالكتاب والسنة ولم توضع لكلام البشر ليُثَبِّتَمآخذه على سيد قطب! ويسد الباب في وجه المدافعين عنه، فنعوذ بالله تعالى من اتباعالهوى!
أما إذا كان الشيخ لا يعرف إلا هذا الذي ذهب إليه في الأصول فهذه مصيبة! لأنه يدل على جهله بلسان العرب والفقه والإجماع وأصول أهل السنة! وهذه المسألة منالبدهيات عند العقلاء! لأنها مقتضى اللسان العربي، وقد نص أهل العلم على أن لسانالعرب يقتضي حمل المطلق على المقيد، والعام على الخاص، والمجمل على المفسر... الخ،وأنّ عُرْفَ الشارع حُمِلَ على مقتضى لسانهم ([173]).
حتى إن شيخ الإسلام ابنتيمية رحمه الله نص على أن (تنوع دلالة اللفظ بالإطلاق والتقييد في كلام اللهورسوله وكلامِ كلِّ أحدٍ بيِّنٌ ظاهرٌ لا يمكن دفعه)اهـ([174]).
وقال أيضاً فيجواب مسألة تتعلق بأوقاف الناس ووصاياهم: (لا يجوز اعتبار الكلام المقيد دون مطلقه،وهذا مما اضطر الله العقلاء إلى معرفته! إلا أن يحول بين البصيرة وبين الإدراكمانع! فيفعل الله ما يشاء)! اهـ([175]).
وكنت أظن أن الشيخ ربيعا لم يسبق إلىهذا الذي ذهب إليه حتى وجدت كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يدل على أن لهسلفا في هذا الباب، وأن قولهم هذا محدث، قال شيخ الإسلام: (ومما يقضي منه العجب ظنبعض الناس أن دلالة المفهوم حجة في كلام الشارع دون كلام الناس، بمنزلة القياس،وهذا خلاف إجماع الناس، فإن الناس إما قائل بأن المفهوم من جملة دلالات الألفاظ، أوقائل أنه ليس من جملتها، أما هذا التفصيل فمحدث)اهـ ([176]).
وقد أعمل الفقهاءوالقضاة هذه الأصول في شروط الناس وعقودهم، والنكاح والطلاق والبيوع والوصاياوالأوقاف وغيرها([177])، وفي الأسماء والمعاني والألفاظ([178])، بحمل المطلق منهاعلى المقيد، والعام منها على الخاص، على التفصيل المذكور في كتب الأصول، لأن لسانالعرب يقتضيه.
ويقول النحاة: الصفات في المعارف للتوضيح لا للتخصيص، أي المعارفالتي لا تحتاج إلى تخصيص، وفي النكرات للتخصيص، وتكون الصفات في النكرات للتوضيحأيضاً إذا تميزت ([179])... إلى آخر ما ذكروا في هذا الباب.
قال الإمام الشافعيرحمه الله: (فإنما خاطب الله بكتابه العربَ بلسانها، على ما تعرف من معانيها، وكانمما تعرف من معانيها اتساع لسانها، وأن فطرته أن يخاطب بالشيء منه عاما ظاهرا يرادبه العام الظاهر، ويستغنى بأول هذا منه عن آخره، وعاما ظاهرا يراد به العام ويدخلهالخاص، فيُستدل على هذا ببعض ما خوطب به فيه، وعاما ظاهرا يراد به الخاص، وظاهرايعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره، فكل هذا موجود علمه في أول الكلام أو وسطه أوآخره، وتبتدئُ الشيء من كلامها يبين أولُ لفظها فيه عن آخره، وتبتدئُ الشيء يبينآخر لفظها منه عن أوله، وتَكلَّمُ بالشيء تُعَرِّفُهُ بالمعنى دون الإيضاح باللفظ،كما تُعَرِّفُ الإشارة، ثم يكون هذا عندها من أعلا كلامها لانفراد أهل علمها به دونأهل جهالتها، وتسمي الشيء الواحد بالأسماء الكثيرة، وتسمي بالاسم الواحد المعانيالكثيرة...) اهـ ([180])، ثم ذكر جملة نفيسة من الأمثلة من الكتاب والسنة وبين وجهفهمها على مقتضى لسان العرب في الدلالة على العام أو الخاص ليستدل بها علىنظائرها([181])، ولذا قال الشافعي رحمه الله: (فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العربما بلغه جهدُهُ... وما ازداد من العلم باللسان الذي جعله الله لسان من ختم به نبوتهوأنزل به آخر كتبه كان خيرا له) اهـ ([182]).
وقال الشيخ ربيع:
(...
فالرجلإذا كان له قولان قالوا: له قولان، القول الأول كذا، والقول الثاني بخلافه، ماقالوا يحمل المطلق على المقيد، في المذهب الواحد خمسة أقوال...) اهـ.
قلت: هذايدل على جهله بمذاهب أئمة أهل السنة والأدلة الشرعية ([183])، قال شيخ الإسلام ابنتيمية رحمه الله: (والذي تدل عليه الأدلة الشرعية أن نحمل المطلق من كلام العلماءعلى المقيد)اهـ ([184]).
وقد تقدم نقل كلام شيخ الإسلام في مسألة رؤية اللهتعالى القلبية، حيث نص على أن ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما والإمام أحمد منالروايات الواردة فيها، منها ما هو مطلق، ومنها ما هو مقيد، ثم رجح حمل المطلق منهاعلى المقيد ([185])، ونص على ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال: (جاءت عن ابن عباسأخبار مطلقة وأخرى مقيدة، فيجب حمل مطلقها على مقيدها)([186]).
وقال شمس الدينابن مفلح المقدسي الحنبلي في مقدمته النفيسة للفروع في مذهب الإمام أحمد: (وإذا نقلعن الإمام في مسألة قولان، فإن أمكن الجمع -وفي الأصح - ولو بحمل عام على خاص،ومطلق على مقيد، فهما مذهبه، وإن تعذر وعلم التاريخ، فقيل: الثاني مذهبه، وقيل: الأول، وقيل: ولو رجع عنه، وإن جهل فمذهبه أقربهما إلى الأدلة أو قواعده، ويخص عامكلامه بخاصه في مسألة واحدة في الأصح...) الخ([187]).
وقال شيخ الإسلام: (إنالناس في نقل مذاهب الأئمة قد يكونون بمنزلتهم في نقل الشريعة... ولهذا قد تختلف، ولكنrالرواية في النقل عن الأئمة، كما يختلف بعض أهل الحديث في النقل عن النبيفليس بمعصوم)اهـ ([188]).rمعصوم... وأما غير النبيrالنبي
20 -
فصل فيالمذاهب الأربعةقال الشيخ ربيع المدخلي:
(
ونحن طلاب الشيخ عبد اللهالقرعاوي عندنا سلفية أقوى من سلفية الألباني، والله، الشيخ عبد الله تعلم المنهجالسلفي تماماً حتى ما عرفنا المذاهب أبداً، ما عرفنا إلا كتاب الله وسنة الرسولومنهج السلف الصالح...)اهـ([189]).
قلت: هذا اعتراف من الشيخ على نفسه بعدممعرفة مذاهب الأئمة الفقهاء الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد -رحمهم الله-،وحسبك بهذا ذما من الشيخ لنفسه، والعجيب أنه يقول هذا الكلام على أنه من صميمالسلفية! معتدا ومفتخرا به، وهذا من الجهل المركب، إذ لا يكون الجهل بمذاهبهم منقبةولا فضيلة عند العقلاء، فضلا عمن أكرمه الله تعالى باتباع منهج السلف!
أما نسبةذلك إلى الشيخ عبد الله القرعاوي -رحمه الله -، فهذا لا يوافق عليه البتة، لأنالشيخ عبد الله القرعاوي -رحمه الله- كان قد تفقه على المذهب الحنبلي، وقرر متونهعلى الطلاب في مدارسه.
ولا أدري لماذا يجعل الشيخُ ربيع التفقه على المذاهب نداومنهج السلف؟ فليس هذا من الأدب تجاهrمقابلا ومضادا لكتاب الله تعالى وسنة رسولهالأئمة الفقهاء الأربعة ومذاهبهم، فالأئمة الأربعة من أئمة السلف، ومذاهبهم الفقهيةترجع في مناهجها وأصولها وقواعدها وكثير من فروعها إلى الكتاب والسنة وآثار الصحابةوالتابعين وأتباعهم وثلاثة منهم من أئمة الحديث، وهم مالك والشافعي وأحمد وتنتظمهممدرسة واحدة، وهي مدرسة أهل الحديث، أما أبو حنيفة، فهو إمام مدرسة أهل الرأي، وقدظهر فيها محدثون كبار، ولم يزل السلفيون قديما وحديثا يتفقهون على كتب المذاهب منغير تعصب، وإذا تبين لهم أن المذهب مرجوح في مسألة من المسائل، تركوا المذهب وأخذوابالراجح، وإنما ذم العلماء الجمود والتعصب على المذهب إذا خالف الدليل، وكانوايجمعون بين الحديث والفقه.
وأما كلام العلماء في حث طلاب العلم على حفظ المتونوالتفقه والتدرج في الفقه فهو أشهر من أن يذكر.
أما موقف الشيخ ربيع منالمنتسبين إلى المذاهب فقد صرح به عندما قال:
(
الخوارج في توحيد العبادة أحسنمن المنتسبين إلى المذاهب)اهـ([190]).
هكذا يعمم حكمه الجائر، ولم يستثنالحنابلة السلفيين، ولا غيرهم من السلفيين المنتسبين إلى المذاهب الفقهية الأخرى،وقد تقدم الرد على الشيخ في هذه المسألة([191]).
r21 - فصل في دفن النبيكانالشيخ ربيع المدخلي يتحدث عن النهي عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد، فتكلم عن قبروعن تشاور الصحابة في دفنه، فقال:rالرسول
(...
فاجتهدوا فين يدفنوه؟ إذادفنوه بالبقيع يتخذ قبره مسجد، أين يذهبوا؟ إذاً قالوا: ندسّه في بيته، اهتدوا إلىهذه، هذه فيها نظر أيضاً لكنها أدنى المفاسد لأن الرسول كان قد نهى عن البناء علىالقبور ونهى عن تجصيص القبور عليه الصلاة والسلام ونهى عن الصلاة إلى القبور،فوجدوا أحسن شيء من فتنة الأمة أن يدفن في هذا البيت) اهـ ([192]).
قلت: أمابالدَّسّ، فقد تقدم التعليق عليه ([193]).rتعبيره عن دفنهوأما ما ذهب إليهفي بيته كان باجتهاد من الصحابة فهذا غير صحيح، فقد ثبت عن عائشة رضيrمن كون دفنه : سمعت منtاختلفوا في دفنه، فقال أبو بكرrالله عنها قالت: لما قبض رَسُول اللَّهشيئا ما نسيته، قال: (ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أنrرسول اللَّهيدفن فيه) ادفنوه في موضع فراشه، رواه الترمذي وابن ماجه ([194]).





22 -
فصل في التمثيل والأناشيديرى الشيخ ربيعتحريم استعمال التمثيل والأناشيد في البرامج الدعوية التي يمارسها الشباب، وينكرهاأشد الإنكار، فيقول: (لكن الرقص والتمثيل والأناشيد هذه يقولون أنها وسائل دعوة،فهل كان الصحابة يرقصونويمثلون؟ هذه الوسائل فاسدة، لنقل باطله وما تجوز) اهـ([195]).
قلت: أما الرقص فلا أدري لأي غرض ذكره؟ وهل يقصد لمز شباب ودعاةالصحوة بأنهم يرون مشروعية الرقص في البرامج الدعوية؟ فهذا لا يقول به أحد من طلبةالعلم فيما أعلم! ويتنـزه شباب الصحوة المستقيمون المهتدون عن القول به فضلا عنفعله وممارسته.
وأما الأناشيد الإسلامية الحماسية، الخالية من المعازف، كالتيتحث على النشاط والعمل والجهاد، فنعم، فقد كان الصحابة ينشدون الأشعار الطيبة،r، أن النبيtويرتجزون بها على صفة جماعية، فقد ثبت في الصحيحين من حديث أنسوأصحابه رضي الله عنهم كانوا ينقلون الصخر عند بناء المسجد، وهم يرتجزون ورسول اللهمعهم وهم يقولون:rاللهم لا خير إلا خير الآخره فانصر الأنصار والمهاجره ([196])
في بعض أسفاره، وغلام أسود يقال لهrقال: كان رسول اللهtوعن أنس : (يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير) متفق عليهrأنجشة يحدو، فقال له رسول اللهواللفظ لمسلم ([197]).
فللأناشيد الإسلامية أصل يدل على جوازها، وإذا كان الشيخمصرا على القطع بأن الأناشيد باطلة ولا تجوز مطلقا، فهذا رأيه واجتهاده، وليس له أنيلزم الناس بما ذهب إليه، ولا أن ينكر عليهم إذا خالفوه، فضلا عن أن يذمهم أويبدعهم.
وإذا كانت المخالفة في مسألة الأناشيد تقتضي الإنكار على من خالف فيهاأو ذمه، فهو به أولى، لأنه حرم ما دل الدليل على جوازه، وخالف ما أفتى به كبارالعلماء الذين نصبهم ولاة الأمر للفتوى:
فقد سئل مفتى المملكة العربية السعوديةالشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله في الجامع الكبير بالرياض هذا السؤال:
اختلفت أقوال العلماء في هذا البلد في حكم استماع الأناشيد الإسلامية، فمنهم منيقول بمنعها وعدم استماعها لأنها تشبه السماع الصوفي، ومنهم من يقول بجواز استماعهاوأنه لا بأس بذلك، فما وجه الحق والصواب في هذه المسألة لأنها انتشرت عند الشبابالمستقيم الصالح المهتدي، وكذلك التمثيليات والمسرحيات الإسلامية هل هي جائزة أملا؟ نرجو إفادتنا والتفضل بالحكم مع بيان الأدلة وجزاكم الله خيرا.


فأجاب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بجواب طويل مفصل، جاء فيهقوله:
(
الأناشيد الإسلامية مثل الأشعار، إن كانت سليمة فهي سليمة، وإن كانتفيها منكر فهي [منكر]([198])... فالشعر فيه الطيب والخبيث،... وهكذا الأناشيد، إذاكان الأناشيد فيها الدعوة إلى الخير، والتشجيع على الخير، والالتزام بالإسلام،وحماية الأوطان من شر الأعداء، ونحو ذلك، فلا بأس بها، وإن كانت أناشيد فيها دعوةإلى الباطل، أو تحبيذ الباطل، أو تحبيذ الأخلاق الرذيلة، منعت مثل بقية الشعرالممنوع، فالحاصل أن البت فيها مطلقا ليس بسديد، ينظر فيها فالأناشيد السليمة لابأس بها، والأناشيد التي فيها منكر، أو دعوة إلى منكر منكرة...) اهـ ([199]).
وقال في حكم التمثيل: (أما التمثيل فالذي يظهر لنا أن التمثيل من باب الكذب،تمثيل أنه يمثل عمر، أو يمثل أبو جهل، أو يمثل فرعون، أو يمثل النبي، كلها، كلهافيما نعلم، وفيما نفتي به أنها من الكذب) اهـ ([200]).
وقال في حكم المسرحيات:
(
المسرحيات إن كان مجرد اجتماع على أشعار، أو على كلمات أدبية، أو على مقابلاتبين شخص وآخر، هذا يقول كذا، وهذا يقول كذا، فإن كان ما يقولونه طيبا فهو طيب، وإنكان ما يقولونه رديء فهو رديء، فالمسرحيات مجملة، لا نعرف ما تحتها، فإن كانالمقصود بالمسرحيات التمثيل، فالتمثيل مثل ما تقدم: كذب، فإن كانت المسرحيات أنهمجماعة، هذا يقول كلمة، وهذا يقول كلمة، أو هذا يقول أبيات، وهذا يقول أبيات، أو هذايدعو إلى كذا، وهذا يدعوا إلى كذا، يتعاونون، هذا له حكمه، إن كان ما يفعلونه فيمايرضي الله، وفيما أباح الله فلا بأس، فإن كان فيما يسخط الله فهي منكر ومحرم) اهـ ([201]).
قلت: ينبغي ملاحظة تفريق الشيخ في فتواه بين التمثيل والمسرحيات،فالتمثيل أن ينتحل الممثل شخصا بعينه ويتكلم بلسانه، وهذا حرام لأنه كذب، وربما نسبإليه ما لم يقل، كما بين الشيخ رحمه الله، أما المسرحيات الهادفة التي لا يكون فيهاانتحال أشخاص معينين، وإنما يكون فيها حوار مفيد في أمور مباحة، ولا يكون فيهامنكر، فلا بأس بها.
أما الشيخ ابن عثيمين رحمه الله -وهو من أعضاء هيئة كبارالعلماء بالمملكة- فقد أفتى بأن الأناشيد الإسلامية جائزة إذا خلت من الدفوف،والأصوات الجميلة الفاتنة، ولم تكن على صفة الأغاني الهابطة المحرمة، ولا ديدنالسامعها ([202]) .
ولم يزل طلبة العلم والدعاة والقضاة والعلماء -وعلى رأسهمالشيخان عبد العزيز بن باز، ومحمد بن عثيمين -رحمهما الله- يحضرون احتفالات شبابالصحوة في المدارس والمعاهد والجامعات والمراكز الصيفية، ولا يجد الشباب منهم إلاالتأييد والتشجيع والدعاء الصالح، ولذا لم يلتفت أولئك الشباب الصالحون إلى رأي منخالفهما!
وإذا كان قد توسع بعض الشباب في هذا الباب توسعا غير مرضي فيجبمناصحتهم بالحكمة والموعظة الحسنة، والإنكار عليهم باعتدال، ولا يجوز أن يحكم عليهمبحكم الشيخ ربيع لما فيه من الغلو الظاهر.



الباب الثالثآراؤه فيالقضايا والأحوال المعاصرةوفيه تسعة فصول:
23 -
فصل في منهج الموازنات.
24 -
فصل في فقه الواقع.
25 -
فصل في المجالس النيابية (البرلمانات).
26 -
فصل في المجلات الإسلامية.
27 -
فصل في الجامعات.
28 -
فصل فيموظفي الحرم المكي.
29 -
فصل في السياسة ورجالاتها.
30 -
فصل في حكام العرب.
31 -
فصل في الكويت وما يجرى فيها.


23 -
فصل في منهج الموازناتلقد صُنِّفت عدة رسائل في مسألة الموازنة بين الحسنات والسيئات عند تقويمالرجال والجماعات والمؤلفات، ولست هنا بصدد تأليف رسالة إضافية في هذا الموضوع،ولكن حسبي أن أنقل فتوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في التفريق بين الردوالتقويم، وهي في غاية الوضوح والبيان، فقد سئل رحمه الله بتاريخ 16/12/1416 هـ:
قال السائل: يقول بعض الشباب إن من الإنصاف ومن التجرد ومن أن يكون الإنسانيعني قريبا إلى ربه أنه إذا ذكر رجلا وهو صاحب بدعة ألا يذكره بمجرد بدعته فقط، بللا بد أن يذكر بدعته، ويذكر ما عنده من الحسنات، حتى يكون منصفا، فهل منهج السلفأني إذا ذكرت مبتدعا شيعيا قدريا معتزليا أو مخالفا لدعوة أهل السنة أن أقول: وهويحافظ على صلاته، وعابد وزاهد ويحسن إلى الجار و... و... الخ، هل من المنهج السلفيهذا؟ أو أنها كما سمعت منكم قبل قليل: البلاء في الإطلاق موضع التقييد، أو التقييدموضع الإطلاق؟فأجاب الشيخ ابن عثيمين:
(
الواقع أن هذا سؤال غريب! إذا تكلمإنسان في شخص فإنما يريد تقويمه، فهذا لا بد أن يذكر محاسنه ومساوئه، ثم يحكم بماتقتضيه الحال، فإن غلبت المحاسن أثنى عليه، وإن غلبت المساوئ أثنى عليه شرا، أماإذا كان يريد أن يرد بدعته فلا وجه لكونه يذكر المحاسن، لأن ذكر المحاسن في مقامالرد عليه يعني أن الرد يكون ضعيفا وغير مقبول، فالمسألة تحتاج إلى تفصيل: عندماأريد أن أقوم هذا الشخص، أذكر حياته مثلا، أترجم له لا بد أن أذكر المحاسنوالمساوئ، ثم أحكم عليه بما تقتضيه الحال، أما إذا كنت أريد أن أرد بدعته فلا حاجةلذكر المحاسن، بل ذكر المحاسن يوهن الرد ويشكك السامع أو القارئ في صحة ردك عليه،فلكل مقام مقال).
فقال السائل: صحيح أنكم استغربتم السؤال بالرغم أن هذا السؤالقد ألفت فيه كتب، هذه المسألة: مسألة الحسنات والسيئات، ومنهج أهل السنة في نقدالجماعات أو الفرق، ألفت فيه كتب، هناك من ألف الكتب بأنك لا بد تذكر حسنة وسيئة،واستدل بقول الله سبحانه وتعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليكومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت قائما} {يسألونك عن الخمروالميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس} هذا وهذا يقول لك: الله ذكر خير الخمرعن الشيطان: ((صدقك وهو كذوب)) فيقولون: إن هذا يدل على أنك لاrوشرها، وقال النبيتذكر خبيثا أو مبتدعا إلا إذا ذكرت حسنتهم؟فقال الشيخ ابن عثيمين:
(
هذاعند التقويم يا أخي، هذا عند التقويم، لابد أن تذكر هذا وهذا، وقبول الحق منالإنسان لا بد منه حتى من اليهودي، ومن الشيطان، ومن المشركين، أليس الرسول قبل أوصدق قول الشيطان: ((من قرأ آية الكرسي في ليلة إلا نزل عليه من الله حافظ ولم يقربهشيطان حتى يصبح))؟ أليس صدق قول الحبر: ((إن الله يجعل السموات على إصبع والأرضينعلى إصبع))؟ أليس الله تعالى أقر المشركين {إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليهاآباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء} وسكت عن قولهم {وجدنا عليهاآباءنا} لأنه حق؟ فالمسألة فيها تفصيل، وأنا استغربت هذا لأن هناك فرقا بين الردوبين التقويم) اهـ ([203]).
أما الشيخ ربيع فقد أبطل منهجَ الموازنات في النقدجملة وتفصيلا في كتابه (منهج أهل السنة في النقد...).
وقد تمادى الشيخ ربيعواعتدى فجعل كتابه ردا على الأستاذ أحمد الصويان مع أن عنوان كتاب الصويان واضحوصريح بأنه في تقويم الرجال ومؤلفاتهم، وقد تقدم تفريق الشيخ ابن عثيمين رحمه اللهبين النقد والتقويم! وبهذا يتبين أن كتاب الشيخ ربيع ردٌ في غير موضعه، وحجته داحضةفي رده على الأستاذ الصويان، وكما قيل:
سارت مشرقة وسرت مغربا شتان بين مشرقومغربوإذا كان الشيخ يرى أن منهج الموزنات باطل مطلقا، بلا تفصيل! فيرد عليهبكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
قلت: ومما ينبغي توضيحه في (منهج الموازنات) أنه لا يلزم ذكر الحسنات عند النقد، وإنما يرجع ذلك إلى المصالح والمفاسد، فقد يردالعالم على شخص ويرى أن المصلحة تقتضي ذكر حسناته أو بعضها، وقد يرد على آخر ولايذكر شيئا من حسناته، ولكن الشيخ ربيعا يرى عدم الموازنة بين الحسنات والسيئات عندالنقد مطلقا.
أما ما صرح به الشيخ ربيع في الأشرطة حول منهج الموازنات ففيهعجائب! وإليك نصوص كلامه في ذلك، قال:
(
منهج الموازنات، والذي أنشأه القطبيونالسروريون فإن الإخوان ما أوصلهم ولا التبليغ ولا أهل البدع جميعاً ما أوصلهمالشيطان إلى هذه المكيدة وإلى هذا التفكير الخبيث، فأنشؤوا منهج الموازنات بينالحسنات والسيئات، لماذا؟ لحماية سيد قطب وحماية قيادات الإخوان المسلمين... فإذاكان هذا المنهج حق فإن أفجر الناس وأظلمهم على هذا المنهج: مالك، وسعيد بن المسيب -وقبله: ابن عباس- وأحمد بن حنبل، والثوري وابن عيينة، والحمادان، والبخاري، ومسلم،وابن حبان، إلى آخره، كلهم أفجر الناس، وكتب الستة كلها قامت على الفجور والكذبوالظلم، أنا ما أعرف مكيدة أخبث من هذه المكيدة على الإسلام، بل إن رسول الله علىرأس هؤلاء، فرأس الظالمين رسول الله لأنه ما عنده ميزان هذا الميزان الذي اخترعهالشيطان للقطبيين السروريين، ما فكر فيه فاجر على وجه الأرض لامن اليهود ولا منالنصارى ولا من أهل بدع وجاؤوا يضربون به المنهج السلفي) اهـ ([204]).
وقال:
(
سئلوا عن منهج النقد والموازنات أجابوا، أجاب ابن باز، أجاب ابن عثيمين، أجاباللحيدان، أجاب الفوزان، أجاب الشيخ النجمي، أجاب زيد محمد هادي، الشيخ الألباني،كلهم قال: هذا مبتدع، هذا مذهب ضال، منهج الموازنات، منهج الموازنات، يا أخوة، مااخترع إلا لحماية البدع وأهلها، ففضحهم الله وكشف عوارهم، فكل علماء السنة الآن فيالعالم، إن شاء الله، يدينون هذا المذهب الباطل) اهـ ([205]).
وقال:
(
في ضوءمنهج الموازنات أئمة السنة كلهم ظلمة خونة غشاشين، وعلى رأسهم أحمد بن حنبل، ويحيبن معين، والبخاري، وخلاص، يسقط البخاري في ضوء هذا المنهج، ويسقط مسند أحمد بنحنبل، وتسقط كل كتب السنة، وكتب الجرح والتعديل، كلها كذب في كذب في ضوء كتاب اسمهمنهج الموازنات، إذن يا أخوة هذا منهج باطل، منهج باطل) اهـ ([206]).
وقال:
(
تجيبوا يخدم لك منهج الموازنات الباطل وتخلّي مشجب لكل باطل، بارك الله فيك منأباطيل منهج الموازنات، ما عندهم إلا ابن تيمية والذهبي، لا يقولك أحمد بن حنبل،ولا ابن حبان، ولا الشافعي، ولا مالك، ولا أحمد، ما يستطيعون أن يأتوا بدليل،فتتبعوا هؤلاء الذين لهم كتابات كثيرة، وجمّعوا منها شبهات أضعف ملايين المرات منشبهات الجهمية والمعتزلة والروافض والخوارج الذين يقول الله فيهم: {فأما الذين فيقلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}) اهـ ([207]).
وقال:
(
فهؤلاء يفسدون في الأرض ولا يصلحون، {وإذا قيل لهم لاتفسدوا فيالأرض قالوا إنما نحن مصلحون} فإفسادهم لعقول الشباب هنا وفتنتهم التي جعلتهميحتقرون العلماء علماء السنة والتوحيد ويحاربونهم ويسيئون بهم الظن ويعتبرونهمعملاء وجواسيس إلى آخر الاتهامات التي تعلمها الإخوان المسلمون من الشيوعيةوالماسونية والمخابرات الأمريكية والمخابرات الروسية والموساد اليهودي... لأنهمعندهم من البغض والجرأة على أعراض المسلمين شيئ لايتصور له قلب البشر فشوهوا صورةالعلماء، ومن زمان: فقه الواقع، فقه الواقع، ليش يا إخوان؟ فقه الواقع لإسقاطالعلماء، وإسقاط المنهج السلفي، ومنهج الموازنات، منهج الموازنات هذا منهج خبيث،منهج إجرامي لهدم السنة ورفع البدع... مما يدل على أن هذين المنهجين: فقه الواقع،ومنهج الموازنات، إنما أريد بها تدمير السنة وأهلها وإقامة البدع الكبرى علىأنقاضها، وإن كان بعض شبابنا يرددها كالببغاوات لايدرك مغازيها ولا مراميها، يرددهاكالببغاء من حيث لايدري، وهي -والله- في غاية الخبث، لأنها تهدم السنة، وتصادمالقرآن، وتهدم منهج الجرح والتعديل) اهـ ([208]).
قلت: تضمن هذا الكلام الكثيرللشيخ ربيع ما يلي:
1-
منهج الموزانات بين الحسنات والسيئات أنشأه القطبيونالسروريون.
2-
أنه مكيدة أوصلها الشيطان إلى الإخوان، والتبليغ، وأهل البدعجميعا!
3-
أنه تفكير خبيث!
4-
أنه لحماية سيد قطب وقيادات الإخوانالمسلمين!
5-
لو كان حقا لكان السلف أفجر الناس وأظلمهم! كابن عباس، وسعيد بنالمسيب، ومالك، والثوري، وابن عيينة، والحمادين، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ومسلم،وابن حبان!
6-
لا يعرف مكيدة أخبث منها على الإسلام!
7-
لو كان منهجرأس الظالمين!rالموازنات حقا لكان رَسُول اللَّه
8-
اخترعه الشيطان للقطبيينالسروريين ليضربوا به المنهج السلفي!
9-
ما فكر فيه فاجر على وجه الأرض لا يهوديولا نصراني ولا أهل البدع!
10-
أن العلماء ابن باز وابن عثيمين والألبانيوالفوزان قالوا: إنه مبتدع!
11-
منهج مبتدع ضال باطل! لحماية البدعوأهلها!
12-
منهج خبيث إجرامي لهدم السنة ورفع البدع!
13-
منهج أريد به تدميرالسنة وأهلها وإقامة البدع الكبرى على أنقاضها!
14-
في ضوئه أئمة السنة كلهمظلمة خونة غشاشين، وعلى رأسهم أحمد بن حنبل، ويحي بن معين، والبخاري!
15-
لو كانحقا لكانت الكتب الستة قائمة على الفجور والكذب والظلم!
16-
في ضوئه يسقط صحيحالبخاري ومسند أحمد وكل كتب السنة، وكتب الجرح والتعديل، كلها كذب في كذب!
17-
مشجب لكل باطل!
18-
منهج في غاية الخبث، لأنه يهدم السنة، ويصادم القرآن، ويهدممنهج الجرح والتعديل!









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-31, 23:48   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

قلت: هذه مجازفات باطلة، وعبارات رديئة سافلة، ووقاحةوالصحابة رضي الله عنهم والسلف وكتب السنة.rبالغة، وسوء أدب تجاه النبيفرسولأعدل الناس وأبرهم، وأتقاهم لله تعالى وأخشاهم له، سواء كان منهج الموازناتrاللهحقا، أم كان باطلا!
وصحيح البخاري وسائر الكتب الستة ومسند أحمد وسائر كتبالسنة كلها حق وقائمة على أساس الصدق والعدل، سواء كان منهج الموازنات حقا أمباطلا!
والصحابة الكرام والسلف الصالح، ومنهم ابن عباس، وسعيد بن المسيب، ومالك،والثوري، وابن عيينة، والحمادان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والبخاري، ومسلم،وابن حبان، كلهم من أئمة أهل السنة، ومن أبر الناس، وأنصحهم للأمة، سواء كان منهجالموازنات حقا أم باطلا!
وما وجه الارتباط بينهم وبين صحة منهج الموازنات أوبطلانه؟ثم إن هذا القطع الجازم من الشيخ ربيع بأن منهج الموازنات باطل وضلالrوخبث وإجرام بلا تفصيل، وقوله: (لو كان منهج الموازنات حقا لكان رَسُول اللَّهرأس الظالمين...) إلخ، جرأة قبيحة من الشيخ، وينبغي الاحتساب عليه فيه، وتعزيره علىكلامه هذا واستتابته منه، وهل يجهل الشيخ أن بعض العلماء يكفر من يتلفظ بنحو هذهالألفاظ ودونها؟إن أصل هذه المسألة ليست من القطعيات، بل الآراء فيها محتملةللخطأ والصواب، وفيها تفصيل لأهل العلم كما تقدم، ولا تستدعي هذا التطرف والغلو منالشيخ ربيع في إبطاله.


والصحابة الكرام والسلف الصالح، ومنهم ابن عباس، وسعيد بن المسيب، ومالك،والثوري، وابن عيينة، والحمادان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والبخاري، ومسلم،وابن حبان، كلهم من أئمة أهل السنة، ومن أبر الناس، وأنصحهم للأمة، سواء كان منهجالموازنات حقا أم باطلا!
وما وجه الارتباط بينهم وبين صحة منهج الموازنات أوبطلانه؟ثم إن هذا القطع الجازم من الشيخ ربيع بأن منهج الموازنات باطل وضلالrوخبث وإجرام بلا تفصيل، وقوله: (لو كان منهج الموازنات حقا لكان رَسُول اللَّهرأس الظالمين...) إلخ، جرأة قبيحة من الشيخ، وينبغي الاحتساب عليه فيه، وتعزيره علىكلامه هذا واستتابته منه، وهل يجهل الشيخ أن بعض العلماء يكفر من يتلفظ بنحو هذهالألفاظ ودونها؟إن أصل هذه المسألة ليست من القطعيات، بل الآراء فيها محتملةللخطأ والصواب، وفيها تفصيل لأهل العلم كما تقدم، ولا تستدعي هذا التطرف والغلو منالشيخ ربيع في إبطاله.
بل إن الأدلة من الكتاب والسنة تدل على صحة منهجالموازنات، فقد أخبر الله تبارك وتعالى عن الميزان يوم القيامة، وأنه ميزان القسطوالعدل، وأنه دقيق لا يزيد ولا ينقص، وإن كان مثقال حبة من خردل، قال تبارك وتعالى: **وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌشَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىبِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47]، وقال تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومنيعمل مثقال ذرة شرا يره} [القدر: 7-8].
قلت: وهذه الآيات عامة تشمل جميع الناسمن المؤمنين والكفار، وتشمل أهل البدع والكبائر، فإذا كان الله تبارك وتعالى يحفظللكفار حسناتهم ويجزيهم بها في الدنيا، فالقول بإهدار حسنات أهل البدع -فضلا عن سيدقطب رحمه الله! وقيادات جماعة الإخوان المسلمين!- قول ظاهر البطلان والفساد، وهوظلم يتنـزه عنه الله تبارك وتعالى، ودين الإسلام بريء منه.
وقد ثبت في الحديثعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ : (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَخْلِصُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي عَلَىrاللَّهِرُؤوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَسِجِلا -[أي: من الذنوب]-، كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ قَالَ: لايَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ أَوْ حَسَنَةٌ؟ فَيُبْهَتُ الرَّجُلُ،فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةًوَاحِدَةً، لا ظُلْمَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،فَيَقُولُ: أَحْضِرُوهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَهَذِهِ السِّجِلاتِ؟ فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلاتُفِي كَفَّةٍ، قَالَ: فَطَاشَتْ السِّجِلاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ، وَلا يَثْقُلُشَيْءٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) رواه أحمد بإسناد صحيح ([209]).
أما زعمه أن العلماء ابن باز وابن عثيمين والألباني والفوزان يرون أنمنهج الموازنات مبتدع، فهذا افتراء عليهم، بل المعروف والمشهور عنهم في العملوالفتوى أنهم على منهج الموازنات، فكلام الشيخ ابن باز رحمه الله في جماعتي التبليغوالإخوان وقياداتهم مشهور ([210])، وتقدم نقل كلام ابن عثيمين في أول هذا الفصل،وقد ثبت ثناء الألباني على بعض من يبدعهم الشيخ ربيع!
ثم إن في إبطال منهجالموازنات نفثة خارجية حرورية لا يؤمَنُ خطرُها وضررُها على الأمة، ولا يخفىتأثيرها السيء لا سيما على بعض الشباب المتهورين الذين عندهم قابلية للغلو،ويتوسعون في تبديع وتضليل مخالفيهم.



24 -
فصل في فقه الواقعللشيخ ناصر العمر رسالة مختصرة ومفيدة بعنوان (فقه الواقع مقوماته وآثارهومصادره) ([211])، عرّف فيها فقه الواقع بقوله: (هو علم يبحث في فقه الأحوالالمعاصرة، من العوامل المؤثرة في المجتمعات، والقوى المهيمنة على الدول، والأفكارالموجهة لزعزعة العقيدة، والسبل المشروعة لحماية الأمة ورقيها في الحاضر والمستقبل) اهـ ([212])، ثم ذكر أدلته، ونقل أقوال أهل العلم في أهميته لكل مسلم فضلا عنالمفتين والدعاة، وذكر آثاره الإيجابية لعموم الأمة، وبعض الضوابط المهمة فيه، وبينمصادره من الكتاب والسنة وسير السلف وكتب العقيدة والفقه والتاريخ.
والشيخ ربيعنفسه اعتذر عن ضعف حفظه بجملة من الأسباب منها أنه اشتغل بشيء من علم الواقع، قالالشيخ ربيع:
(
أنا يسهل عليّ حفظ الحديث أكثر من القرآن، ولله الحمد، وإن كنتلست بحافظ، ما أحفظ شيء، لكن ما أعطيها عناية، مشغول، عوائل، وأحداث الساعةوالمشاكل والابتلاء بشيء من علم الواقع، كما يقال...) اهـ ([213]) .
ولكنه -بعدذلك- يرى أن منهج فقه الواقع من الإفساد في الأرض! وأنه يراد به إسقاط العلماء! وإسقاط المنهج السلفي! وتدمير السنة وأهلها! وإقامة البدع الكبرى على أنقاضها! وأنهفي غاية الخبث! لأنه يهدم السنة! ويصادم القرآن! فيقول:
(
فهؤلاء يفسدون فيالأرض ولا يصلحون {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون}،فإفسادهم لعقول الشباب هنا وفتنتهم التي جعلتهم يحتقرون العلماء علماء السنةوالتوحيد ويحاربونهم ويسيئون بهم الظن ويعتبرونهم عملاء وجواسيس إلى آخر الاتهاماتالتي تعلمها الإخوان المسلمون من الشيوعية والماسونية والمخابرات الأمريكيةوالمخابرات الروسية والموساد اليهودي... لأنهم عندهم من البغض والجرأة على أعراضالمسلمين شيء لا يتصور لهقلب البشر، فشوهوا صورة العلماء، ومن زمان: فقه الواقع،فقه الواقع، ليش يا إخوان؟ فقه الواقع لإسقاط العلماء، وإسقاط المنهج السلفي، ومنهجالموازنات، منهج الموازنات هذا منهج خبيث، منهج إجرامي لهدم السنة ورفع البدع... مما يدل على أن هذين المنهجين: فقه الواقع، ومنهج الموازنات، إنما أريد بها تدميرالسنة وأهلها وإقامة البدع الكبرى على أنقاضها، وإن كان بعض شبابنا يرددهاكالببغاوات لا يدرك مغازيها ولا مراميها، يرددها كالببغاء من حيث لا يدري، وهي -والله- في غاية الخبث، لأنها تهدم السنة، وتصادم القرآن، وتهدم منهج الجرحوالتعديل)اهـ ([214]).
قلت: لا يُقبل هذا الكلام من الشيخ ربيع لأنه عار عن أيدليل، بل كلامه باطل مردود عليه لأنه مصادم للأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وإجماعالأمة.
كان أفقه الناس بالواقع، وأعرفهم بأحوال الناس والقبائل وملوكrفالنبيالبلدان المجاورة، والصحابة رضي الله عنهم كانوا يفقهون واقعهم، وأورد الشيخ محمدبن عبد الوهاب في كتاب التوحيد قول ابن عباس رضي الله عنهما: (... وقد صارت عامةمؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئا)، ثم قال -رحمه الله- فيمسائل الباب: (السابعة: فهم الصحابي للواقع أن عامة المؤاخاة على أمر الدنيا) اهـ ([215]).
وللإمام ابن القيم رحمه الله كلام نفيس في فقه الواقع وأهميته للمفتيوالقاضي وكل مسلم، فقال:
(
الحاكم إذا لم يكن فقيه النفس في الأمارات ودلائلالحال كفقهه في كليات الأحكام ضيع الحقوق، فهاهنا فقهان لا بد للحاكم منهما: فقه فيأحكام الحوادث الكلية، وفقه في الوقائع وأحوال الناس يميز به بين الصادق والكاذبوالمحق والمبطل، ثم يطبق بين هذا وهذا، بين الواقع والواجب، فيعطي الواقع حكمه منالواجب، ولا يجعل الواجب مخالفا للواقع) اهـ ([216]).
وقال أيضاً:
(
ولايتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم: أحدهما فهمالواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتىيحيط به علما، والنوع الثاني فهم الواجب في الواقع) اهـ ([217]).
وقال أيضاً:
(
وقال رجل لإياس بن معاوية: علمني القضاء، فقال: إن القضاء لا يعلم، إنماالقضاء فهم، ولكن قل علمني من العلم، وهذا هو سر المسألة، فإن الله سبحانه وتعالىيقول: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدينففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما}، فخص سليمان بفهم القضية وعمهما بالعلم،وكذلك كتب عمر إلى قاضيه أبي موسى في كتابه المشهور: والفهم الفهم فيما أدلي إليك،والذي اختص به إياس وشريح مع مشاركتهما لأهل عصرهما في العلم هو الفهم في الواقعوالاستدلال بالأمارات وشواهد الحال وهذا الذي فات كثيرا من الحكام فأضاعوا كثيرا منالحقوق) اهـ ([218]).
وبين رحمه الله أثر العلم بالواقع في فهم كلام الله، وعلاقة ذلك بالتوحيد، فقال في تفسير قوله تعالى: {قل ادعواrتعالى، وكلام رسولهالذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهمفيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأ: 22] فالمشرك إنما يتخذ معبوده لما يعتقد أنه يحصل له به من النفع، والنفع لا يكون إلاممن فيه خصلة من هذه الأربع: إما مالك لما يريده عابده منه فإن لم يكن مالكا كانشريكا للمالك، فإن لم يكن شريكا له كان معينا له وظهيرا، فإن لم يكن معينا ولاظهيرا، كان شفيعا عنده، فنفى سبحانه المراتب الأربع نفيا مترتبا متنقلا من الأعلىإلى ما دونه، فنفى الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يظنها المشرك، وأثبتشفاعة لا نصيب فيها لمشرك، وهي الشفاعة بإذنه، فكفى بهذه الآية نورا وبرهانا ونجاةوتجريدا للتوحيد، وقطعا لأصول الشرك ومواداه لمن عقلها، والقرآن مملوء من أمثالهاونظائرها ولكن أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته وتضمنه له، ويظنونه في نوع،وفي قوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا، وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهمالقرآن، ولعمر الله إن كان أولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم أو شر منهم أودونهم وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك، ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب رضيالله عنه: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرفالجاهلية) اهـ ([219]).
وذكر ابن القيم الآيات من سورة المؤمنون: {ولو اتبعالحق أهواءهم -إلى قوله- لناكبون} [المؤمنون: 71-74]، ثم قال:
(
والناصح لنفسهالعامل على نجاتها يتدبر هذه الآيات حق تدبرها، ويتأملها حق تأملها، وينزلها علىالواقع فيرى العجب، ولا يظنها اختصت بقوم كانوا فبانوا، فالحديث لك واسمعي يا جارة،والله المستعان) ([220])، وقال أيضاً:
(
ومن نظر في الواقع وأحاط به علما فهممراد الرسول من كلامه ونزله عليه)اهـ ([221]).
قلت: هكذا بين العلماء أهمية فقهالواقع وضرورته لفهم الكتاب والسنة وتنزيل أحكامهما على النوازل.
أما فقهالواقع حسب التعريف الذي ذكره الشيخ ناصر العمر، فهو داخل في الجهاد في سبيل اللهتعالى، فللشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله كلام نفيس في هذا المعنى، فقدبين أنه لا يمكن التحرز من خطر الأمم الأجنبية إلا بمعرفة أحوالهم، والوقوف علىمقاصدهم وغاياتهم وسياساتهم الموجهة ضد المسلمين، وبذلك يعرف المسلمون كيف يقابلونمكرهم ويدفعون أو يخففون شرورهم، واستدل لهذا بقواعد الشريعة، وأن ما لا يتم الواجبإلا به فهو واجب ([222]).
ولعل في هذا القدر الكفاية لمعرفة براءة شريعةالإسلام المطهرة من مذهب الشيخ ربيع في فقه الواقع!


25 -
فصل في المجالسالنيابية (البرلمانات)
يزعم الشيخ ربيع أن الشيخين عبد العزيز بن باز، ومحمد بنعثيمين -رحمهما الله- يحرمان الدخول في البرلمانات إلا للضرورة، وأنه إذا لم يتحققمن دخولها مصالح، ولا درء مفاسد، فينبغي على الشيخ ابن باز أن يعيد النظر في فتواه! فقد سئل الشيخ ربيع: شيخ -عفا الله عنك- الشيخ ابن باز -حفظه الله- أفتى بجواز دخولالبرلمان بضوابط شرعية، هلاّ استحضرت بعض الضوابط هذي يا شيخ؟ فأجاب الشيخ:
(
أظن للضرورة -والله أعلم- ما أعرف الضوابط هذه، لكن من تلبيسات هؤلاء: يلبسوا،يلبسوا، حتى يجيب العالم في ضوء هذه الأسئلة، ويكون الأمر الواقع خلاف هذا، لايحققون مصالح، ولا يدرؤون مفاسد، ولكن يزعمون له أنهم يدرؤون مفاسد خطيرة جداً، لولم يدخلوا لذهب الإسلام، وذهب أهله، وفعل كذا، وفعل كذا، وفي هذه الحال يعني منباب، يعني إلاّ ما اضطررتم إليه، يأتي المفتي ويقول مثل هذا الكلام ويفتي مثل هذهالفتوى، فيقول: ضرورة، ويفتي بالجواز، وإلا الأصل عند الشيخ محرم، والأصل عند ابنعثيمين محرم، إلاّ للضرورة، فهؤلاء يصورون الأوضاع التي هم يعيشونها كأنها حالةضرورة لابد من علاجها فيقولون عادي …)، فقال السائل: وإذا ثبت عدم وجود هذه المصالحالكبرى ولا درء المفاسد؟ فأجاب الشيخ:
(
إذا ما تحقق شيء فخلاص، يكون وينبغيللشيخ ابن باز أن يعيد النظر في فتواه) اهـ ([223]).
ويزعم الشيخ ربيع أنالشيخين ابن باز وابن عثيمين يجيبان على أسئلة فيها تلبيس وحيل! ومن ذلك أجوبتهم فيجواز دخول البرلمانات!
فقد سئل الشيخ ربيع في إحدى محاضراته: بعض العلماء الذينيقولون وسائل الدعوة توقيفية يفتون بجواز دخول البرلمان مثل الشيخ ابن باز -حفظهالله- فمن أي باب يجوزون دخول البرلمان؟ فأجاب الشيخ قائلا:
(
ابن باز وابنعثيمين حفظهم الله يجيبون على أسئلة فيها تلبيس وفيها حيل، انطلاقاً من ثقتهمبهؤلاء السائلين، هناك مصالح وهناك مفاسد، وهذا يحقق مصالح كذا وكذا وكذا، ويدرأ منالمفاسد كذا وكذا وكذا - يقول إذا كان كذلك فلا بأس من باب الضرورة، من باب ارتكابأدنى المفاسد لدفع أكبرها، لكن أن الأمر الواقع - وكذلك المشاركة في البرلماناتتحقق للأمة خيراً كبيراً وكثيراً ويدرء عنها مفاسد كبيرة وعظيمة - الواقع بخلافهذا، الحافز الحقيقي لهؤلاء أنهم غربوا الإسلام ومبهورين بأعمال الغرب) اهـ ([224]).
قلت: ما زعمه السائل أن الشيخ ابن باز يقول إن وسائل الدعوة توقيفية،وإقرار الشيخ ربيع إياه، فلا نعلم أن الشيخ ابن باز قال ذلك، بل هو كذب وافتراءعليه، لأن فتاواه تدل على أن وسائل الدعوة ليست توقيفية، قال الشيخ ابن باز رحمهالله:
(
في وقتنا الحاضر يسر الله عز وجل أمر الدعوة أكثر، بطرق لم تحصل لمنقبلنا، فأمور الدعوة اليوم متيسرة أكثر، وذلك بواسطة طرق كثيرة، وإقامة الحجة علىالناس اليوم ممكنة بطرق متنوعة، مثلا عن طريق الإذاعة، وعن طريق التلفزة، وعن طريقالصحافة، وهناك طرق شتى...) اهـ ([225]).
أما مسألة البرلمانات، فقد حُررت بحوثورسائل وفتاوى في حكم دخولها من حيث الجواز والمنع ومن حيث المصالح والمفاسد،فلتراجع ([226]).
أما الشيخ ربيع فهو ناقم جدا على بعض إخواننا السلفيين فيالكويت الذين رأوا أن دخول بعض دعاتهم في مجلس الأمة قد يحقق للمسلمين هناك كثيرامن المصالح، ويدرأ عنهم كثيرا من المفاسد، فاتهمهم الشيخ بالخروج عن المنهج السلفي،وأن الحافز الحقيقي لهم هو أنهم غربوا الإسلام وانبهروا بأعمال الغرب! وأن الفتاوىالتي استندوا إليها مخالفة للواقع! لقد كان الأولى بالشيخ ربيع -إذا كان لديه علموبصيرة في هذه المسألة- أن يدلي بحجته فيها ويعتذر لمن خالفه، كما كان ينبغي عليهأن يكف عن وصف الشيخين ابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله- بما يتضمن رميهمابالسذاجة والغفلة والجهل بالواقع، وكان الواجب عليه أن يحسن ظنه بهما، فلم يُعرفعنهما الجرأة في إباحة الحرام -حاشاهما من ذلك- بل إنهما من أشد الناس ورعا،وأكثرهم تثبتا في الفتوى، ولا يُنكِرُ هذا، ولا يُشكِّكُ فيه إلا من كان جاهلابحالهما، وأما قول الشيخ ربيع عن العلماء: إنهم يجيبون على أسئلة فيها تلبيس! وأنفتاواهم على خلاف الواقع! فهذا يفتح الباب على مصراعيه في رد فتاوى أهل العلم،وإبطال مصداقيتهم.
وأما قوله: (... ينبغي على الشيخ ابن باز أن يعيد النظر فيفتواه)!!! فهذا دليل على غرور الشيخ ربيع بنفسه! ويدل على منزلة الشيخ ابن باز رحمهالله عنده.
وأختم هذا الفصل بذكر موقف أحد كبار ولاة الأمر في الكويت من دخولالإسلاميين في مجلس الأمة، فقد أشاد بهم وزير الخارجية الأمير صباح السالم، فقال: (لقد جربنا الإسلاميين وتعاملنا معهم كوزراء في الحكومة وأعضاء في مجلس الأمة، ولمنر فيهم ما يكتبه البعض في الصحف، بل الإسلاميون يقومون بدور إيجابي في تأمينالتوازن الاجتماعي في الكويت، وأستغرب من الصحف الليبرالية التي تؤذي الإسلاميينوتشتمهم دون وجه حق...) اهـ ([227]).


26 -
فصل في المجلاتالإسلاميةيزعم الشيخ ربيع أن مجلة البيان مجلة فتنة! وأن مجلتي السنة والمجتمعمجلتا فتنة وبدع، وأن الإخوان أخذوا مجلة الدعوة التي أنشأها الشيخ محمد بن إبراهيمرحمه الله، وأنهم ابتزوها كما ابتزوا الجامعات! وأن المجلات تشغل عن كتب الحديثوالتفسير، ويغني عنها الكتاب والسنة، فقد سئل الشيخ عن تلك المجلات، وطلب منهالسائل بيان المجلات السلفية.
فأجاب الشيخ:
(
أنتم تعرفون أن مجلة البيانمجلة فتنة، ومجلة السنة مجلة فتنة وبدع، والمجتمع مجلة بدعة وفتن نعوذ بالله،ومنهج السلف الصالح، كتب السنة، كتبrيغنينا عن المجلات كتاب الله وسنة الرسولالحديث، كتب التفسير، كل هذه تغنينا عن هذه الأشياء، بل هذه تشغلنا عنها، وعندكممجلة البحوث العلمية، مجلة الدعوة أظنها تدور في فلك الإخوان، صراحة الدعوة من زماننحن والإخوان، أنشأها -مع الأسف- محمد بن إبراهيم، وأخذها الإخوان المسلمون،ابتزّوها كما ابتزّوا الجامعات، هناك مجلة سلفية للإخوان في الهند -صوت الأمة- هذهمجلة سلفية، الأصالة يعني لا بأس بها، ويغني كما قلت لكم كتاب الله وسنةالرسول)اهـ([228]).
قلت: الذي أسس مجلة (الدعوة) السعودية هو الإمام العلامةالمفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ولا ينبغي الالتفات إلى مزاعمالشيخ ربيع حولها، وقد أثنى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، على مجلتي الدعوةوالمجتمع والبلاغ، ووصفها بأنها نافعة ومفيدة، وحث على شرائها وتوزيعها، فقد قرأالشيخ سليمان بن محمد الشبانة رحمه الله في برنامج نور على الدرب على الشيخ ابن بازرحمه الله هذا السؤال: (هناك مجلات دينية مشهود لها بالأمانة والإصلاح ولكن عيبهاأنها تحتوي على صور، وقد فتح الله عليّ بمبلغ وفير فأحببت أن أحصل على أعداد وفيرةمنها، ولكن تذكرت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة، وأنا الآن في حيرة من أمري،فأرشدوني وفقكم الله)؟فأجاب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بما نصه:
(
الذي يظهر أن المجلات المفيدة ينبغي أن تشترى وتوزع بين الناس لعظم فائدتها،ولا يمنع من ذلك ما فيها من الصور، مثل مجلة المجتمع، مثل مجلة الدعوة، وأشباهها،ومجلة البلاغ، هذه مجلات نافعة ومفيدة، فلا ينبغي أن يتوقف في شرائها من أجل الصور،بل يشريها ويوزعها على المحتاجين لها ويستفيد منها، والصور لا تمنع دخول الملائكةفي مثل هذا، فإنها مغطاة، هذه صور مغطاة تغطى بالأوراق التي عليها، وهي تشبه الصورالتي تغطى بخرقة فوقها، وتشبه الصور التي في الفراش الذي يوطأ ويمتهن والوسائد فلاتمنع إن شاء الله من دخول الملائكة لكن على سبيل الاحتياط ينبغي له أن يضع علىالرؤوس البوية، يعني يمسحها بالبوية، حتى تزول أحكام الصور، يعني إذا زال الرأس زالحكم الصورة، ولا سيما إذا كانت على الغلاف، هذه مكفوفة، لكن إذا كانت على الغلافينبغي طمسها، يجعل فوقها قرطاسة بالشمع، أو فوق الرأس قرطاسة بالشمع، أو يزيل الرأسبالحبر الذي يزيل معالم الرأس، أو بشيء من البوية، ويزول الحكم...) الخ... ثم وجهالشيخ ابن باز نصيحته إلى هذه المجلات بعدم وضع الصور فيها... اهـ ([229]).
قلت: فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله مقدمة عند عامة الناس وخاصتهم على رأي الشيخربيع وأضرابه، لأن الشيخ ابن باز رحمه الله على حق في هذه الفتوى وليس على باطل.
وأما مجلة البيان التي تصدر عن (المنتدى الإسلامي) في لندن، فقد زكاها الشيخعبد العزيز بن باز -رحمه الله-، وأفتى بجواز صرف الزكاة للمنتدى الإسلامي الذييصدرها، فكان مما قال: (المنتدى يخدم منهج أهل السنة والجماعة في بريطانيا، كمايقوم بإصدار مجلة البيان ذات النهج الإسلامي السليم)اهـ([230])، وزكاه أيضاً الشيخمحمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- فقال: (لقد علمت من عادل بن محمد بن خالدالسليم، وهو أحد طلبتنا الموثوقين النشيطين، ويحضر لنيل درجة الدكتوراة فيبريطانيا، بأنه وزملاءه قد أسسوا مركزا إسلاميا في لندن المنتدى الإسلامي... وحيثإن مشروعه عمل خيري يرجى له مستقبل طيب، وسيكون -بإذن الله- دائما سببا في نشرالإسلام في تلك الديار، فإني أرجو احتساب الأجر في مساعدتهم)اهـ([231])، وممن زكاهمن أهل العلم: الشيخ عبد الله بن قعود، والشيخ عبد الله بن جبرين، والشيخ عبد اللهبن منيع، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل والشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين،والشيخ عبد الله بن حمد الجلالي، ورئيس المحاكم الشرعية في قطر الشيخ عبد الله بنزيد آل محمود رحمه الله ([232]).
قلت: ولا يدعي أحد أن هذه المجلات معصومة، بلهي جهد بشري غير معصوم عن الخطأ والزلل، ولا يزال العلماء وطلبة العلم ينشرون فيهامقالاتهم، ويتداولونها.
ولكن ما هي حقيقة الفتنة التي يلصقها الشيخ ربيع بهذهالمجلات؟ ولماذا لا يبين الشيخ ما فيها من الفتنة حتى يحذر أهل السنة منها؟والجواب: أن الفتنة ليست في هذه المجلات، ولكنها في مرض عضال يعاني منه الشيخ، وهوظنونه السيئة في نوايا وأهداف الناشطين في حقل الدعوة، وازدراؤه لأعمالهموجهودهم.
ولا أدري ماذا يقصد الشيخ ربيع بقوله إنه يغني عن هذه المجلات كتاب؟ فهل قال أحد ممن يصدر تلك المجلات شيئا من ذلك؟ أو أرادواrالله تعالى وسنة رسولهبها مضارة الكتاب والسنة أو مضاهاتهما؟ ولا أدري ماذا يفهم الشيخ ربيع من قيامالعلماء والدعاة بإصدار مثل هذه المجلات الإسلامية النافعة؟ ولماذا ينشرون فيهاالمقالات، والبحوث الرصينة، والفتاوى، والكتابات الأدبية، والتحقيقات، والتراجم،والتخريجات، والمقابلات، والردود، وأخبار المسلمين وهمومهم، وما يفضح مخططاتالأعداء؟وماذا يقصد الشيخ بقوله إنها تشغل عن قراءة كتب السنة والحديثوالتفسير؟ أليست هذه المجلات وسيلة مهمة من وسائل نشر العلم والدعوة والجهاد فيعصرنا الحاضر؟


27 -
فصل في الجامعاتللشيخ ربيع المدخلي قولان فيموقفه من الجامعات في المملكة العربية السعودية، فتارة يصرح بأنها مشيدة علىالتوحيد والعقيدة، ولا مجال فيها لخرافات علوي مالكي ولا الروافض ولا غيرهم، فيقول:
(
هذه الحكومة عندها أخطاء ولكن من فضل الله أنها قائمة على الجامعات والمدارس،تشيد الجامعات والمدارس والمساجد بالتوحيد والعقيدة، والله ما تترك مجال للخرافة لاعلوي مالكي ولا الروافض ولا غيرهم يستطيعون أن ينشئوا مدارس على منهجهم)اهـ ([233]).
وتارة يقول ما ينقض قوله السابق، ويزعم أن فيها حركات سرية سياسية،وأنها تحجب أنوار الإسلام! فيقسم بالله ويقول:
(
والله، لو سلمت الجامعاتالموجودة من هذه الحركات السرية السياسية لرأيت أنوار الإسلام) اهـ ([234])
قلت: تذكر ما تقدم نقله عن الشيخ في المطلق والمقيد والخاص والعام! ([235])


28 -
فصل في موظفي الحرميزعم الشيخ ربيع المدخلي أن موظفيالحرم من الصوفية القطبيين من أتباع علوي مالكي الصوفي، وأنهم يقرونه وجماعته على، ويهيئون ذلك لهم، ويطردونrقراءة المولد واستقبال القبر والاستغاثة بالرسولالسلفيين، ويشجعون المنكرات، كل ذلك رغبة منهم في إثارة العلماء وتهييج الناس علىالدولة!
يقول الشيخ ربيع:
(
علوي مالكي وموظفي الحرم كلهم منهم وإذا دخلسلفي غريب يطردوه، الآن الموظفين في الحرم كلهم منهم، ويأتي علوي مالكي ويقرأالمولد ويقوم يستقبل القبر هو وجماعته ويستغيثون بالرسول عليه الصلاة والسلام، شفت؟من أقر لهم هذا؟ القطبيون، شفت؟ وبعدين يلصقوها في الدولة هذه، وفي هذه البلاد،والناس ما عندهم خبر، والعلماء ما يرضون، ما يوافق على هذا ويهيئ له ويحب وقوعه إلاهم، عرفتم، ولا رأيت أحد منهم يغير المنكر إلا للتهييج والإثارة، وإلا والله يشجعونالمنكرات) اهـ ([236]).
قلت: هذه جرأة بالغة وتجن ظاهر من الشيخ على المشايخالمشرفين على الحرمين، وعلى جميع موظفي الحرم! وظاهر سياق كلامه أنه يقصد المسجدالنبوي! ولكن هل يدخل موظفوا الحرم المكي في هذا الحكم الجائر؟ الجواب عند الشيخربيع!

29 -
فصل في السياسة والسياسيقال الشيخ ربيع المدخلي:
(
أناراجعت السياسة، من هو السياسي؟ والله، قالوا: الحمار وظهر الحمار، في اللغة مايعرفون رجل سياسي، ما يعرفون هذا السياسي، الحمار وظهر الحمار) اهـ ([237]).
وقال أيضا:
(
السياسة في هذا العصر كلها كذب في كذب ودجل في دجل)اهـ ([238]).
قلت: وهذا يقتضي الطعن في جميع الحكام ورجال السياسة بلا استثناء!
وقال أيضا:
(
لكن يا إخوتاه السياسة، السياسة خطيرة جدا، السياسة تقوم علىالكذب والمغالطات، كما قال مصطفى السباعي: "ما عرفت سياسيا لا يكذب"، يعني: الكذبقاعدة من قواعد السياسة، خصوصا في هذا الوقت يدرسون مذهب ميكافيللي، ميكافيلليتعرفونه يدرسونه سياسيا، كل سياسي الآن يدرسه، يتعلم كيف يراوغ الناس، كيف (...)([239]) الناس، كيف يضحك على الناس، كيف يقلب الحقائق، الحق باطل، الباطل حق،وهكذا)اهـ([240]).
وقال أيضا:
(...
السياسة ليس لها دين، السياسة لا دينلها...) اهـ ([241]).
قلت: هكذا يعمم الشيخ حكمه على السياسة والسياسيين فيالعصر الحاضر بالكذب والدجل والعلمنة!
ويزعم الشيخ أن الصحابة لا يفقهون في أمورالسياسة، فقال:
(
والله، لو كان الصحابة فقهاء في أمور السياسة ما ينجحون ومايستطيعوا يستنبطون، الإذاعة والإشاعة يقعون في الفتنة، قضية الإفك طاح فيها كثير منالصحابة) اهـ ([242]).
قوله إن الصحابة لا يفقهون في أمور السياسة قول باطل،فيه ما فيه من الطعن في مقام الصحابة رضي الله عنهم، فقد تولى الخلفاء الراشدون أبوبكر وعمر وعثمان وعلي والحسن، ومن بعدهم معاوية، وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهم،واتخذوا ولاة وأمراء لهم في مختلف الأقاليم، فكانت سياستهم سياسة شرعية قائمة علىأسوة لهذه الأمة، وحققوا من النجاح ما لمrالعدل والبر والجهاد، وجعلهم النبييحققه من أتى بعدهم من الأمراء الخلفاء، فكيف يجرؤ الشيخ ربيع على الطعن فيهم بأنهملا يفقهون في أمور السياسة؟ثم نقول: ما الفرق بين طعن الشيخ ربيع هنا فيالصحابة رضي الله عنهم، وما زعمه من طعن سيد قطب -رحمه الله- فيهم ([243])؟


30 -
فصل في حكام العربصرح الشيخ ربيع المدخلي بتكفير عددمن حكام وحكومات العرب، لأنهم علمانيون زنادقة لا يعرفون التوحيد، فقال:
(...
ومن الخطأ الآن تأتي لواحد علماني ملحد زنديق تجي تصارعه على الكرسي، أولاً ادعهإلى التوحيد كدعوة موسى فرعون إلى توحيد الله تبارك وتعالى {وهل ([244]) أتاك حديثموسى. إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى، اذهب إلى فرعون فإنه ([245]) طغى. فقل هل لكإلى أن تزكى. وأهديك إلى ربك فتخشى. فأراه الآية الكبرى فكذب وعصى....} إلى آخرالآيات، دعاه إلى توحيد الله تبارك وتعالى، فهذا الطاغية الخبيث المنحرف تدعوه إلىتوحيد الله، إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وعرف معناها، قل له: تعال أحكم بماأنزل الله، وإلا أنت لا تزال في دائرة الكفر ما خرجت إلى الآن، لكن من الخطأ أنتسدل الستار على كل هذه الأشياء، وتأتي تناوش القذافي ولا صدام ولا الأسد علىالحاكمية، وتطالبه بدستور، وتأتي مع حكومة عدن الشيوعية وتطالبها بدستور قبل أنتبين لها التوحيد الإسلام، هذه صراعات سياسية لها أهواء وأغراض فقط للوصول إلىالعرش) اهـ ([246]).
قلت: هذا كلام صريح للشيخ في تكفير من لم يحكم بما أنزلالله، مع أمثلة واقعية في تعيين العلمانيين الملاحدة الزنادقة، فتأمل!
ويكفرأيضا حكومة السودان التي أعلنت عزمها على تطبيق الشريعة الإسلامية، فيقول:
(
لماذا ما يتكلمون في حكومة السودان وهي طاغوتية الآن، لماذا لا يتكلمون فيحكومة اليمن، لماذا لا يتكلمون في حكومة إيران، لماذا لا يتكلمون في حكومةأفغانستان)اهـ ([247]).
قلت: هكذا ينكر الشيخ على من لا يتكلم في حكوماتالسودان واليمن وإيران وأفغانستان، علما بأن الشيخ ينكر أشد النكير على من يكفرالحكام الذين لا يحكمون بالشريعة، ويشنع أشد التشنيع على من يطالب الحكوماتالعلمانية بتحكيم الشريعة، ويصف من يكفرهم بالتكفيريين! وأنهم يناطحون الحكام!
ونسي الشيخ نفسه هنا، فأظهر قرونه ليناطح ويناوش حكام السودان واليمن وإيرانوأفغانستان وليبيا وسوريا... الخ.


31 -
فصل في الكويت وما يجري فيها
1 -
قيمة الكويت عند الشيخ ربيع:
قال الشيخ ربيع المدخلي بعد سقوط إمارةكُنَر في أفغانستان ومقتل الشيخ جميل الرحمن رحمه الله:
(
هذه، والله، خسارةأكبر من خسارة الكويت ألف مرة، ما هي الكويت؟ إيش فيها؟ فيها دنيا لا تزن عند اللهجناح بعوضة، والله مدرسة واحدة تقدم على منهج الله خير من الكويت كله) اهـ ([248]).
وقال أيضا:
(
والله، سقوط كُنر عندي كارثة أكبر من كارثة الكويت، ماقيمة الكويت؟ لكن كُنر إمارة إسلامية قامت على التوحيد، وعلى منهج السلف الصالح،وطبقت شريعة الله تبارك وتعالى التي يهتم بها جل شباب العالم الإسلامي...) الخ ([249]).
قلت: هل يصح أن يقارن غزو الطاغية المجرم صدام للكويت، واستباحته دماءوأموال وأعراض الآلاف من إخواننا المسلمين الكويتيين، بسقوط إمارة كنر؟ثم لايجوز احتقار بلد مسلم بأكمله، فالكويت فيها خير كثير، فأكثر أهلها مسلمون سنة،وفيها مساجد، وطلبة علم، ودعوة سلفية قوية.
وإذا كانت الكويت لا قيمة لها عندالشيخ فلماذا سافر إليها في المخيم الربيعي عام 1416 هـ؟
2 -
موقف حكام الكويتوالإسلاميين من مجلس الأمة:
يزعم الشيخ أن ولاة الأمر في الكويت لما رجعوا إلىبلدهم بعد التحرير لم يكونوا راغبين في إعادة مجلس الأمة ولكن الإسلاميين أجبروهمعلى إعادته! ودستور 64! ويزعم أنهم لم يطالبوه بتحكيم الشريعة! وأنهم لو صمدوا لما !rكانت مجالس نيابية ولا دستور! ولما كان إلا كتاب الله وسنة الرسولقال الشيخربيع:
(...
لما راح حاكم الكويت في أيام الأزمة إلى المملكة ترددوا عليه،الظاهر إحياء التراث والإصلاح ومن كان غيرهم ويطلبون من الحاكم تطبيق الشريعة،يقولون: مستعد مستعد، لما جاء ما خلوه يجلس يستريح إلا وهم يطالبون بمجلس شورى،ويطالبون هذا مجلس الأمة وبدستور 64، ما طالبوه بتطبيق الشريعة، فلما أجبروه علىالإعادة، وهو ما يبغاه مجلس الأمة، ما يبغاه، لأن ما فيه مصلحة، أجبروه على إعادةدستور 64 لما عاد المجلس وعاد الدستور أصدروا أسئلة لابن باز وابن عثيمين يقولون: ما رأيكم هل ندخل في مجلس الأمة؟ إذا ما دخلناه يحصل مفاسد ويستغله الشيوعيونوالشيعة والعلمانيون وإلى آخره، وهم، هم اللي جابوها، يعني لو صمدوا ما فيش مجالسنيابية ولا دستور ما فيه إلا كتاب الله وسنة الرسول) اهـ ([250]).
قلت: المعروفأن بداية مجلس الأمة أول مرة، وما نشأ عنه من ظهور دستور 64، ثم إعادته بعدالتحرير، يرجع إلى ضغوط الدول الغربية الكبرى على حكام الكويت، ليكون النظامالسياسي فيها على النمط الديمقراطي الغربي، كما يرجع أيضا إلى مطالب أطراف داخليةأخرى علمانية ويسارية وقومية، ولا علاقة للإسلاميين بإنشاء مجلس الأمة الكويتي ولاإعادته، كما أنهم لا يملكون القوة والتأثير لفرضه على الدولة وإلزامها به.
وأمادخول بعض الإسلاميين في مجلس الأمة فله ما يبرره في نظرهم، وعندهم فتاوى من أهلالعلم في ذلك، كما أنه بمعرفة وموافقة ولاة الأمر هناك، وقد تقدم نقل كلام وزيرالخارجية الكويتي الشيخ صباح السالم في الثناء على الإسلاميين ([251]).
ثم أيكتب وسنة يتحدث عنه الشيخ ربيع في حكم الكويت؟ ولولا مطالب الإسلاميين بتحكيمالشريعة في مجلس الأمة وغيره لما كان لها قضية في الكويت.
فتصور الشيخ ربيع لمايجري في الكويت غريب للغاية، وبعيد جدا عن الحقيقة!



البابالرابعأقواله في العلماء والدعاة وطلبة العلموفيه خمسة فصول:
32 -
فصلفي أقواله في بعض العلماء المتقدمين.
(
ابن تيمية، الذهبي، النووي، ابن حجر)
33 -
فصل في أقواله في بعض كبار العلماء المعاصرين.
(
محمد بن إبراهيم،عبدالعزيز بن باز، محمد بن عثيمين، ناصر الدين الألباني، بكر أبو زيد)
34 -
فصلفي موقفه من مخالفيه من المشايخ والدعاة.
(
عبد الرحمن بن عبد الخالق، عبدالرزاق الشايجي، محمد سرور زين العابدين، عبد الله عزام)
35 -
فصل في حكمه علىالدعاة وطلبة العلم في بعض البلدان.
(
أهل المدينة، أهل نجد، أهل أريتريا)
36 -
فصل في موقفه من شباب الصحوة والمحتسبين على الولاة.


32 -
فصل فيأقواله في بعض العلماء المتقدمينأولا - التعريض بشيخ الإسلام ابن تيميةوالإمام الذهبي رحمهما الله:
قال الشيخ ربيع المدخلي:
(
وفي كلام شيخالإسلام ابن تيمية رحمه الله أننا نحب أهل البدع، يعني نحب منهم على قدر ما فيهم منالخير، ونكرههم بقدر ما فيهم من الشر، هذا الكلام لشيخ الإسلام رحمه الله، وجدنا فيكلام السلف ما يخالفه، فقد نقل البغوي رحمه الله أن السلف اتفقوا من الصحابةوالتابعين وتابعيهم وأئمة الإسلام على بغض أهل البدع وهجرانهم ومنابذتهم، عرفتمهذا، فالأمر يحتاج إلى نظر، ولا ينبغي لمسلم أن يتعلق بكلام إمام لنصرة ما فيه منباطل، فكثير من أهل الأهواء يتعلقون بكلام شيخ الإسلام هذا، ويشهرونه سلاحاً في وجهمن يدعوا إلى السنة...) اهـ ([252]).
وقال أيضا:
(
تجيبوا يخدم لك منهجالموازنات الباطل، وتخلّي مشجب لكل باطل، بارك الله فيك، من أباطيل منهج الموازنات،ما عندهم إلا ابن تيمية والذهبي، لا يقولك أحمد بن حنبل ولا ابن حبان ولا الشافعيولا مالك ولا أحمد، ما يستطيعون أن يأتوا بدليل، فتتبعوا هؤلاء الذين لهم كتاباتكثيرة، وجمّعوا منها شبهات أضعاف ملايين المرات من شبهات الجهمية والمعتزلةوالروافض والخوارج، الذين يقول الله فيهم {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}) اهـ ([253]).
وقال أيضا:
(
الذهبي،هذا المتسامح، والذي يتعلق فيه الآن أهل الأهواء) اهـ ([254]).
قلت: تضمنالكلام السابق للشيخ ربيع جملة من المزاعم الباطلة، منها:
1.
زعمه أن كلام شيخالإسلام ابن تيمية في محبة أهل البدع بقدر ما فيهم من الخير، وبغضهم على قدر مافيهم من الشر، مخالف لما اتفق عليه السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم وأئمةالإسلام!
2.
ويزعم أن كلام شيخ الإسلام هذا باطل! وأن أهل الأهواء يتعلقونبكلامه هذا ويشهرونه سلاحا في وجه من يدعو إلى السنة!
3.
ويزعم أن أصحاب منهجالموازنات ما عندهم دليل لما ذهبوا إليه إلا أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية والإمامالذهبي!
4.
ويزعم أن لهذين الإمامين كتابات كثيرة في هذا الباب، تجمعت منهاشبهات كثيرة أضعاف ملايين المرات من شبهات الجهمية والمعتزلة والخوارج والروافض!
5.
ويزعم أن الإمام الذهبي متسامح! -يعني مع أهل البدع- ويتعلق به الآن أهلالأهواء!
قلت: الرد على هذه المزاعم من خمسة أوجه:
الأول: لا خلاف بينعلماء الدعوة السلفية أن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- من أشد الناس اتباعاللسلف، وأنه إمام لا ينازع في معرفة أقوال السلف ومذاهبهم، لا سيما في هذا الباب،وكلامه في محبة أهل البدع بقدر ما فيهم من الخير، وبغضهم على قدر ما فيهم من الشر،هو عين الحق والصواب، بلا ريب، وهو مذهب السلف، وهو التفسير الصحيح لما ورد عنهم فيذم البدع وأهلها، وذلك أن صاحب البدعة المفسقة ليس كافرا حتى يُبغض ولا يُحب، بل هومسلم فاسق ببدعته، فيُحَبُّ لما فيه من إسلام وخير، ويُبغَضُ بقدر ما عنده منالبدعة، وأما الشيخ ربيع فقد نادى على نفسه بالجهل بمذهب السلف في هذا الباب،والعجيب أنه بدلا من أن يتهم نفسه بعدم الفهم، إذا به يتجرأ على شيخ الإسلام ويزعمأن قوله باطل، بلا حجة ولا برهان، وكما قيل:
وكم من عائب قولا صحيحا وآفتـه منالفهم السـقيمالثاني: الذين قالوا بصحة منهج الموازنات استدلوا بالكتاب والسنةوأقوال أئمة أهل السنة، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام الذهبي، وقد تقدمالإشارة إلى شيء من ذلك ([255]).
الثالث: أن رأي الشيخ ربيع في هذا الباب موافقلمذهب الغلاة، لأنه يرى بغض أهل البدع مطلقا بلا تفصيل ولازم ذلك عدم التفريق بينهموبين الكفار، وتزداد الخطورة في نسبته ذلك إلى السلف! وقد تقدم ذكر شيء من منهجهالغالي في الموقف من أهل البدع ([256]).
الرابع -وهو موضع الشاهد في هذاالفصل-: أن ربيعا تجاوز حدود الأدب تجاه هذين الإمامين، وأظهر موقفه الحقيقيتجاههما، عندما زعم أنه تجمّع من كتاباتهما في هذا الباب شبهات كثيرة أضعاف ملايينالمرات من شبهات الجهمية والمعتزلة والخوارج والروافض! وهذا محضُ افتراءٍ عليهما! بل هو طعنٌ فيهما! أما ما صرح به ربيع من أن الإمام الذهبي متساهل مع أهل البدع! وأن أهل الأهواء يتعلقون به الآن! فهذا مبني على فهمه السقيم في الموقف من أهلالبدع، أما الإمام الذهبي -رحمه الله- فهو من أكثر أئمة السنة اعتدالا وإنصافا فيالحكم على الرواة جرحا وتعديلا، وقوله مقدم على من خالفه بغير حجة.
الخامس: أماما زعمه الشيخ ربيع أن أهل الأهواء -في نظره- يتعلقون بكلام هذين الإمامين في هذاالباب فالجواب عليه أنه إذا كان صحيحا -وهو كذلك- ذلك الذي تعلق به أهل الأهواء (على حد زعمه) في هذا الباب ثم أرادوا به الحق، فهذا هو الواجب عليهم وعلى كل أحد،وكان الواجب على الشيخ أن يذعن للحق لا أن يكابر في رده بحجة باطلة.
وأما إذاأرادوا به الباطل، فما ذنب هذين الإمامين الجليلين حتى يجعلهما الشيخ مطية لأهلrالأهواء، فقد تعلق الكفار فضلا عن أهل الأهواء بكلام الله تعالى وكلام رسولهلترويج أباطيلهم، وأضل الله تعالى أقواما بالقرآن، قال تبارك وتعالى: {وَأَمَّاالَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّبِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26]، وقال تبارك وتعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْيَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوافَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ فِيقُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْكَافِرُونَ} [التوبة: 124-125].
وأما إذا كان ما تعلقوا به باطلا، فكان ينبغيعلى الشيخ أن يبينه بالحجة والدليل في حدود الأدب الشرعي دون أن يتعرض لمقام هذينالإمامين الجليلين بجرأة مذمومة تفتح الباب على مصراعيه للطعن فيهما ورد أقوالهمابغير حجة.
ثانيا - زعمه أن بدع النووي وابن حجر رحمهما الله ميتة لا تضر:
قال الشيخ ربيع:
(
جاء ابن تيمية ورد على أساطين الأشاعرة كالرازي والآمديوالباقلاني والجويني وابنه و.. و.. إلى آخره، ولم يتعرض للنووي، لماذا؟ لأن هؤلاءبدعهم منتشرة وهم أئمة فيها، فالناس يخدعون بهم ويأخذون عنهم، أما النووي فبدعتهميتة، ها، لم تضر أهل السنة ولم يستفد منها ولم يأخذ بها أهل البدع، ولا يعولواعليها، ها، فهي في حكم البدع الميتة، فنأخذ من كتابه ما احل لنا منها، نأخذ منهاالحق الذي نقل عنه سلفنا الصالح من الفقه والعقائد الطيبة والخير الكثير واللغاتالتي نقلها، نأخذ منه هذا لأنه ثقة عندنا ولو كان عنده هذا البلاء ...)اهـ([257]).
وقال أيضا:
(...
جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه، ها، وأخذوا الفتحوكتب ابن حجر، وقال الحافظ وقال الحافظ، وهم يعرفون ماذا عنده، وتلاميذهم يعرفونماذا عنده، والآن السلفيون في العالم يعرفون ماذا عند ابن حجر في فتحه من المخالفاتللمنهج السلفي، فما رأينا أحد تضرر، لو رأينا كتبه تضر بالناس والله نحذر منها،والله لأقف أنا على المنابر أحذر منها، لكن حيث إنها لم تضر فهي في حكم البدعالميتة فنتركها، نتركها لا نتكلم على ابن حجر، قال الحافظ ابن حجر ونمشي، إذا سألناعن ابن حجر نقول (كلمة غير واضحة)، شفت كيف، أما بدع سيد قطب فقامت أجيال عليها،وجعلوه إماماً في هذه الضلالات، فبدعه ضرت فنحذر منها، لو كان ماتت بدع سيد قطب وماأحد تأثر بها ما تعرضنا له، لكنها انتشرت وانتشرت وأصبح إمام وأصبحت كتبه مقدسة و وإلى آخره، فمن هنا رأينا وجوب التحذير منه ومن كتبه، وشتان شتان من الناحية العلميةومن الناحية العقائدية ومن الناحية الأخلاقية ومن كل النواحي بين ابن حجر والنووي،ابن حجر والنووي جندوا حياتهم لخدمة السنة ووقعوا في هذه الأشياء، أما سيد قطب جندحياته لخدمة فكره، أفكار فلسفية ليست من الإسلام في شيء لبسها لباس الإسلام...) اهـ ([258]).
قلت: تضمن كلام الشيخ ربيع هذا ثلاث مسائل:
1 -
أنه يأخذ من كتبالنووي وابن حجر -رحمهما الله- ما فيهما من الحق، ويترك ما يخالف المنهج السلفي،ولا يتكلم عليهما لأنهما من الثقات ولأنهما جندا أنفسهما لخدمة السنة ولو كان عندهمذلك البلاء -يعني البدعة-، ولا يتكلم عليهما إلا إذا سئل عن شيء مما خالفوا فيه،فيقول: أخطأ ابن حجر والنووي.
2 -
أن بدع النووي وابن حجر -رحمهما الله- ميتةلا تضر أهل السنة، ولا يتأثر بها أحد، ولا يأخذ بها أهل البدع، ولا يعولون عليها.
3 -
أن لسيد قطب بدعا وأفكارا فلسفية ليست من الإسلام، فيجب التحذير منها لأنهالم تمت.
وقبل التعليق على هذه المسائل الثلاث، ينبغي تأكيد مكانة الإمامينالنووي وابن حجر -رحمهما الله- وعظيم منزلتهما، وجلالة قدرهما في العلم والفضل،فكلاهما من كبار علماء الأمة، وما خالفا فيه منهج السلف في بعض المسائل العقدية، لايعدو أن يكون من قبيل الخطأ والغلط، والسبب في ذلك كما قال الشيخ عبد الله بن عبدالعزيز بن عقيل أنهما عاشا في عصر اختلطت فيه المفاهيم، وكان للأشاعرة ومن شاكلهمنفوذ ولمذاهبهم رواج ([259]).
قلت: إلا أن هناك فرقا بين النووي وابن حجر، فقدقال الشيخ سفر الحوالي: إن الحافظ ابن حجر أقرب ما يكون إلى عقيدة مفوضة الحنابلةكأبي يعلى ونحوه، وأنه نقد الأشاعرة باسمهم الصريح، وخالفهم فيما هو من خصائصمذهبهم، ونقد ابن فورك شيخهم في التأويل ([260]).
وأما التعليق فهو علىالمسألتين الأولى والثانية، أما الثالثة فسيأتي التعليق عليها في موضعها ([261]):
فالتعليق الأول: أن ما ذهب إليه الشيخ ربيع في المسألة الأولى صحيح لا غبارعليه في الجملة، فيؤخذ من كتب العلماء ما فيها من الحق والعلم والفوائد، ويترك مافيها من الخطأ، مع الأدب في رد أخطاء العلماء، والكف عن تبديعهم من غير موجب، ولكنلا بد من بعض التفصيل والتوضيح لأمرين اثنين:
أ- إن أراد الاقتصار على كتب هذينالإمامين دون غيرهما فهو تحكم لا دليل عليه، إذ لم يزل علماء أهل السنة يستفيدون منكتب كثير من العلماء المنتسبين إلى الأشعرية والصوفية ونحوهما في التفسير والحديثوالفقه واللغة والأدب وغيرها، وهم مع ذلك يدعون لهم ويترحمون عليهم.
ب - وأماأنه لا يبين أخطاءهما إلا إذا سئل عنها، فهذا غير صحيح، إذ لم يزل العلماء يصوبونالأخطاء في الكتب وإن لم يسألوا عنها، ومنهجهم في ذلك علمي موضوعي، مع كامل الأدب،وحسن الظن، والاعتذار لأصحابها.
والتعليق الثاني: أن ما زعمه الشيخ في المسألةالثانية ليس بصحيح، فأكثر ما يحتج به أهل البدع على أهل السنة -لا سيما في العصرالحاضر- هو أقوال الإمامين النووي وابن حجر -رحمهما الله- لعلمهم بمكانتهما الرفيعةلدى السلفيين، فيحتجون بأقوالهما لأنهما تبعا المتكلمين من الأشاعرة في بعض مسائلالعقيدة وتأويل الصفات.
كما أن علماء أهل السنة لم يسكتوا عن بدعهما للحجةالباطلة التي يزعمها الشيخ ربيع -أنها بدع ميتة- بل بينوها وصنفوا فيها، فقد صنفالشيخ عليّ الشبل كتابا عنوانه (التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري) ([262]) قرظه كبار العلماء كالشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، والشيخ صالحالفوزان، والشيخ عبد الله العقيل، والشيخ عبد الله المنيع، والشيخ عبد اللهالغنيمان، كما صنف الأستاذ مشهور بن حسن كتاب (الردود والتعقبات على ما وقع للإمامالنووي في شرح صحيح مسلم) ([263])، ولم يقل أحد منهم إن بدع المتكلمين من الأشاعرةومن شابههم قد ماتت، وإني لأعجب حقا من الشيخ ربيع حين يزعم إن البدع التي وردت فيكتب النووي وابن حجر قد ماتت! ولم يتضرر بها أحد! إذ لا يخفى ما فيه من المغالطةوالمخالفة للواقع، بل والتناقض فيما يدعيه الشيخ ربيع نفسه، فإنه إذا كان ينقم علىسيد قطب -رحمه الله- الأخطاء العقدية التي وقع فيها، فلا يعدو أن يكون نقلها من كتبأمثالهما من العلماء الذين تأثروا بعقائد أهل الكلام أو المتصوفة، والله أعلم ([264]).


33 -
فصل في أقواله في بعض كبار العلماء المعاصرينوجدتعبارات غير موفقة للشيخ ربيع تكلم فيها على عدد من كبار العلماء المعاصرين، ربما لوقال بعض الدعاة الذين يخالفهم بعض قوله في أولئك العلماء لأقام الدنيا عليهم ولميقعدها.
فمن العلماء الذين تكلم فيهم الشيخ ربيع:
1 -
الشيخ محمد بنإبراهيم آل الشيخ رحمه الله:
الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله من أفذاذ العلماءالكبار الربانيين المحققين في هذا العصر، وله مواقف مشهودةٌ في حماية التوحيد،ومقاومة القوانين والتشريعات الوضعية المستوردة من بلاد الغرب، وله تاريخٌ حافلٌ فيالدفاع عن سيادة الشريعة الإسلامية، وألف في ذلك رسالته المشهورة في تحريم تحكيمالقوانين، وبين فيها أن مضاهاة القوانين الوضعية بالشريعة الإسلامية من الكفرالأكبر المستبين، المخرج من الدين، وكلامه رحمه الله واضحٌ وصريحٌ جداً في هذهالمسألة، لا سيما وأنه كان على درايةٍ تامةٍ بما يجرى في الأوساط القانونيةوالتشريعية في العالم الإسلامي، وله مكاتبات غير قليلةٍ تدل على إدراكه العميقلخطورة الاتجاهات التشريعية الوضعية على سيادة الشريعة وحمى التوحيد ولكن الشيخربيعاً أبى إلا أن يرمى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله بالتشدد والمبالغة، فقالبالحرف الواحد:
(
قد يكون تشدد من محمد بن إبراهيم رحمه الله لما رأى بعضالبلدان ارتموا في أحضان الغرب وحكموا القوانين فيريد بذلك الزجر كما يبالغ الرسولعليه الصلاة والسلام لا ترجعوا بعدي كفاراً) اهـ([265]).
قلت: هل يقصد الشيخبالغ في حديثه: «لا ترجعوا بعدي كفارا»؟rربيع أن الرسولوتخيل لو أن بعضالدعاة المعروفين الذين يخالفهم الشيخ ربيع قال نحو هذا الكلام في حق الشيخ محمد بنإبراهيم، كيف سيكون موقفه منهم؟
2 -
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
لاتخفى مكانة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ومنزلته الرفيعة بين المسلمين خاصتهموعامتهم، فهو الإمام العلامة الذي لا ينازع في هذا العصر، لا سيما في الفتوى ومسائلالخلاف، فاختياراته موفقة سديدة، وآراؤه متوازنة مَرْضية، قد آتاه الله الحكمة، ومنيؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، رحمه الله رحمة واسعة وجزاه خيرا عن الإسلاموالمسلمين.
إلا أن الشيخ ربيعا لا يقبل فتاواه في بعض القضايا المعاصرة، ولايقبل ثناءه على بعض الدعاة والكتاب المشهورين بالخير والفضل، بل يرد عليه بأسلوبيُفهمُ منه وصفُهُ بالغفلة والجهل بالواقع وتلاعب الناس به، أو عدم التثبت فيالفتوى([266])! مما يفتح الباب على مصراعيه للتشيك في مصداقية فتاوى هذا الإمامالجليل.
فمن ذلك: الموقف المعتدل المنصف الذي كان عليه الشيخ ابن باز رحمه اللهتجاه الجماعات الإسلامية، كالإخوان المسلمين، والتبليغ، والجماعة الإسلامية فيباكستان، وغيرها، فقد كان رحمه الله يثني على جهودها في الخير، ويوصي بالتعاون معهاوتأييدها في البر، ونصحها فيما أخطأت فيه دون تشهير، بينما يرى الشيخ ربيع نقيضذلك، ويصرح بأنها فرق ضالة هالكة! ([267])
ومن ذلك: فتوى الشيخ ابن باز في جوازدخول الإسلاميين في البرلمانات، بينما يردها الشيخ ربيع بحجة أن الشيخ ابن باز يجيبعلى أسئلة فيها تلبيس وحيل([268])، لدرجة أنه تلفظ على الشيخ ابن باز رحمه اللهبعبارات لا تليق، تدل على قلة تقديره لمنزلته، وعدم احترامه له، كقوله: (ينبغي علىالشيخ ابن باز أن يعيد النظر في فتواه) ([269]) أي في جواز دخول الإسلاميين فيالبرلمانات.
ومن ذلك: ثناء الشيخ ابن باز على الأساتذة حسن البنا والمودوديوسيد قطب رحمهم الله، ولكن الشيخ ربيعا لا يقبل هذا منه بحجة أن الشيخ ابن باز لميقرأ كتبهم، فقد سئل عن ذلك فقال:
(
أقول كذبت والله ابن باز نفسه يعترف بأنه ماقرأ كتب سيد قطب ولا كتب البنا ولا كتب التبليغ فابن باز عالم فاضل ولكنه إنسانمشغول ما يعرف كل شيء على وجه الأرض، هذا تشبيه لابن باز بالله عز وجل أنه يعلم كلشيء هذا غلو كاذب دافعه الفجور والتملق حتى يقال أنه يحب ابن باز وهم والله لايحبونه ولا يعتبرون أقواله الصحيحة في الجماعات)، فقيل للشيخ ربيع: بل أنت يا شيخحفظك الله تثني على الشيخ ابن باز حيث لك كلام أن تقول... فقال الشيخ ربيع:
(
هوبنفسه هذا كلام مسجل، أنا ما قرأت للبنا ولا لسيد ولا للمودودي ولا شيء وسنقرأ لأنوقته كله مشغول بقضايا الأمة ما عنده وقت فراغ للهراءات هذه، نحن عندنا وقت فراغنتابع هذه البلايا، هو تشغله أعباء عن ترهات هؤلاء)، فقيل للشيخ: يا شيخ سيقولونكأنك تقول أن الشيخ ابن باز لا يفقه الواقع؟ فقال الشيخ (ابن باز يفقه الواقع، لكنيفقه واقع الدنيا كلها مثل الله؟ وهم يعرفون الواقع الكذابين اسألوهم عن جزيرة حنيشليش خلوا أرتريا تحتلها؟ ليش سكتوا عنهم حتى أحبطوا خططها؟ اسألوهم وليش سكتوا عنصدام حتى يحتل الكويت ويغزو السعودية؟ وهم يعرفون الواقع هل هم متآمرون معه علىالكويت و...) اهـ ([270]).
قلت: هكذا يخرج الشيخ ربيع عن طوره، ويتخبط في كلامهفي كل اتجاه، لأنه لا حجة له، فالموضوع محدد، وهو ثناء الشيخ ابن باز على قياداتالجماعات الإسلامية: حسن البنا والمودودي وسيد قطب وكتبهم، فإذا قيل لربيع كيف أفتىالشيخ ابن باز فيما يجهله؟ فإنه يجيب قائلا: (ابن باز مشغول بأعباء الأمة... ابنباز لا يعلم كل شيء على وجه الأرض...)، لقد كان الأولى بالشيخ ربيع أن يقنع برأيالشيخ ابن باز، أو يعتبره مرجوحا على أقل الأحوال، ولكنه للأسف يتهم الشيخ ابن بازبأنه يفتي ويتكلم في الجماعات الإسلامية وقياداتها وهو لا يعرف حقيقتهم، وحسبك بهذاطعنا وتجريحا فيه.
ومن آراء الشيخ ربيع في الشيخ ابن باز أنه لم يقاوم البدعمثل الشيخ الألباني، قال ربيع:
(
والله ابن باز مشغول بأعباء الأمة والله ماقاوم البدع مثل الألباني)اهـ([271]).
قلت: في هذا تعريض بالشيخ ابن باز رحمهالله، وكأنه لم يكن مدركا لخطورة البدع التي تعصف بالأمة ولذلك انشغل بغيرها منالأمور، وفيه أيضاً انتقاص من منزلته رحمه الله في هذا الجانب المهم الذي تتميز بهالدعوة السلفية وأئمتها، ألا وهو مقاومة البدع، وهو يعلم قبل غيره الجهود الكبيرةوالمشهورة لهذا الإمام في إنكار البدع ومقاومتها بشتى الوسائل من كتب ورسائلومحاضرات وفتاوى ومكاتبات واتصالات، على كافة المستويات، ولست هنا بصدد الموازنةبين منهج الشيخين ابن باز والألباني رحمهما الله وأسلوبهما في مقارعة البدع، ولكنينبغي معرفة المراد من (البدع) عند الشيخ ربيع، فهو يرى أن أخطر البدع المعاصرةالتي تهدد الأمة الإسلامية على الإطلاق هي بدعة الجماعات الإسلامية، وعداوته لهاأشهر من أن تُذْكَر، فهو في هذا على النقيض من موقف الشيخ ابن باز رحمه الله ([272]).
أما مسألة منهج الموازنات فلقد تَقَوَّلَ الشيخ ربيع على المشايخ ابنباز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله فيها، فقال:
(
سئلوا عن منهج النقدوالموازنات أجابوا، أجاب ابن باز أجاب ابن عثيمين أجاب اللحيدان أجاب الفوزان أجابالشيخ النجمي أجاب زيد محمد هادي الشيخ الألباني كلهم قال هذا مبتدع هذا مذهب ضال،منهج الموازنات منهج الموازنات يا أخوة ما اخترع إلا لحماية البدع وأهلها ففضحهمالله وكشف عوارهم فكل علماء السنة الآن في العالم إن شاء الله يدينون هذا المذهبالباطل)اهـ ([273]).
قلت: المعروف والمشهور عن المشايخ ابن باز وابن عثيمينوالألباني خلاف ما نسبه الشيخ ربيع إليهم، فلم أجد في رسائلهم وفتاويهم وأشرطتهمشيئا من ذلك ولا قريبا منه، فهذا كذب وافتراء عليهم يبوء بإثمه من يفتريعليهم.
ويزعم ربيع أن الشيخ ابن باز أيده في كتابه "منهج أهل السنة والجماعة فينقد الرجال والكتب والطوائف"، وأنه لا يمكن أن يتخلف عن تأييده! فقال:
(
هذاالكتاب وغيره ما من كتاب ألفته إلا وأعطيت منه نسخاً لكبار العلماء ولزملائيولتلاميذي هذي عادتي منذ بدأت أكتب يعني بعد الماجستير والدكتوراه، الرد علىالغزالي والرد على أبي غدة والرد على المودودي والرد على سيد قطب إلى آخره ومنهامنهج النقد، أرسله إلى العلماء إذا عندي أخطاء لست معصوماً فيصححوا أخطائي فما أجدمنهم إلا الموافقة ولله الحمد، فلما ألفت هذا الكتاب أرسلته إلى الشيخ ابن بازوالفوزان والألباني والعباد ومحمد أمان، وما أدري أظن أعطيت المشايخ الذين معي، لاأذكر الآن، أعطيتهم، والذي ما أعطيته قبل أن يطبع وصله بعد أن طبع، وما نرى منهمإلا التأييد، وكيف لا يؤيدونه وهو منهج أهل السنة والجماعة، وهو منهج الله الحق؟وكيف يتخلف ابن باز عن تأييده، أو الفوزان، أو الألباني، أو غيره؟ كيف يتخلف عنكتاب هو منهج أهل السنة والجماعة الحق؟ هذا منهج أهل السنة والجماعة في النقد هوالجرح والتعديل نفسه) اهـ ([274]).
قلت: أين تأييدهم لهذا الكتاب؟ إذ لو كانعنده تأييدا منهم لذكره في تقاريظ الكتاب.
ومن تعريض ربيع بالشيخ ابن باز قوله:
(
يتعاون -[أي بن باز]- مع الفقراء مع المساكين مع الحركات مع الدعوات الحقةوالباطلة يأتوا باسم الإسلام دعوات والله أهلها كذابين يقولوا إحنا سلفيين وباسمالسلفية والله يعطي بسخاء ويؤيد ويساند ويتابع مشاكل المسلمين في العالم ما حركة فيالعالم الإسلامي في الشرق والغرب إلا وتمتد يد ابن باز إليها بالخير والفضل) اهـ([275]).
قلت: هذه وقيعة مبطنة في عِرض الشيخ ابن باز رحمه الله! واتهام لهبأنه يساند الحركات الباطلة والكذابين!
3 -
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
لقد أفنى الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- عمره في العلم والتعليم والدعوة،وملأ عصره علما وفقها، ولا يخفى على طلبة العلم تميزه -رحمه الله- في الفتوى.
ولكن الشيخ ربيعا يرد بعض فتاويه في النوازل بحجة أنه يجيب على أسئلة فيهاتلبيس وحيل، وكأن الشيخ لا يفقه ما يجرى في الواقع، ولا يتثبت في إصدار الفتاوى! وقد تقدم نقل كلامه في رد فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في جواز دخولالإسلاميين في البرلمانات ([276] )
4 - الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
لا تخفى المكانة الرفيعة للشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في العالم الإسلامي اليوم، لا سيما بين أنصار الدعوة السلفية، لما له من جهود عظيمة في الدعوة إلى التوحيد، ونشر السنة، والذب عنها، ولا يحصى من انتفع به وبمؤلفاته ومحاضراته ودروسه ومناظراته، وكل سلفي مخلص متجرد عن الهوى يعترف له بالفضل ويدعو الله تعالى أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يجزل له عظيم الأجر والثواب.
ولكن الشيخ ربيعا يرى أنه في السلفية أقوى من الشيخ الألباني رحمه الله، إذ قال:
(ونحن طلاب الشيخ عبدالله القرعاوي عندنا سلفية أقوى من سلفية الألباني، والله...)([277])، وقال: (... فالتقينا بالألباني فإذا نحن في السلفية أقوى منه، علم الله...)اهـ ([278]).
قلت: سبب طعنه في سلفية الألباني -والله أعلم- هو مسألة الاستعانة بالمشركين، وكان ذلك بعد صدور فتوى كبار العلماء بجواز الاستعانة بهم على العراق في حرب تحرير الكويت، بينما قال الشيخ الألباني وغيره بعدم الجواز مطلقا، مما أدى إلى حدوث كثير من البلبلة والاختلاف بين طلبة العلم السلفيين داخل المملكة وخارجها، فألف الشيخ ربيع رسالة في جواز الاستعانة بالمشركين عند الحاجة، وكان من أكثر المتحمسين للترويج لما ذهب إليه وكان يطوف مختلف مناطق المملكة يدندن حول معنى الطاغوت والولاء والبراء والاتباع، وعدم تعظيم الأشخاص، والنهي عن تقليد الألباني وغيره، حتى صرح في أحد المجالس فتكلم عليه، واحتج بأنه أقوى في السلفية منه! ([279])
ويستخدم الشيخ ربيع أسلوب التهييج والإثارة ضده، فيقول: (الشيخ الألباني له أخطاء نبرأ إلى الله منها) ([280]) اهـ!
قلت: من المعلوم أن شأن الشيخ الألباني رحمه الله كشأن غيره من العلماء، ولا أعلم أحدا ادعى العصمة له أو لغيره من العلماء المعاصرين، وقد صرح -رحمه الله- في مناسبات كثيرة بأنه يخطئ كغيره من أهل العلم، وكان الأولى بربيع أن ينتقد أخطاء الشيخ الألباني رحمه الله بأسلوب علمي سلفي، فيبين وجه الخطأ بالحجة والدليل بلا غلو ولا إثارة.
أما أن يتكلم ربيع هكذا في المجالس العامة، فهذا لا يفهم منه إلا إرادة الطعن في منزلة الشيخ الألباني رحمه الله وإذا كان هذا التعميم هو منهج ربيع في النقد فيستطيع أي شخص أن يقول: (الشيخ ربيع له أخطاء نبرأ إلى الله منها)؟ أو (فلان له أخطاء نعوذ بالله منها)؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-31, 23:54   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










Exclamation

-
الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد:
قام الشيخ بكر أبوزيد حفظه الله بجهود مباركة في الرد على أهل البدع ومقاومة مخططات أعداء الإسلام،ورفع لواء السنة، وأسأل الله تعالى أن يتقبل جهاده، وأن يزيده ثباتا وتوفيقا،ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
ولم أكن أتصور أن يجرؤ أحد من طلبةالعلم السلفيين على التشكيك في سلفية الشيخ بكر أبو زيد وفضله، ولقد كان الشيخ ربيعيكيل الكثير من الثناء والمديح للشيخ بكر، ولكن تغير موقف الشيخ ربيع منه لأنه لميوافقه على كتبه في (سيد قطب)، فأصبح عنده متهما بالوقوع في شراك الإخوان المسلمينوالسروريين، ولم يتورع عن الطعن فيه في مجالسه العامة، بمناسبة وبدون مناسبة! فقدسأله سائل فقال: يا شيخ حكم دعاء ختم القرآن هل ورد؟ فأجاب الشيخ:
(
ليس منالسنة هذا الذي يلتزمونه بالطريقة هذه، ما هو من السنة)، فقال السائل: كيف التزام؟فأجاب الشيخ: (الآن في المساجد يلتزمونه خاصة في الحرمين وبعدين بشكل يعني غريبجداً، ويعني قد يكون منهم اعتداء في الدعاء أظن بكر أبو زيد أيام ما كان صاحي كتبفيه رسالة، أما بعد اللخبطة ما أدري وش حالة مسكين، هذا يعني من فساد الإخوانالمسلمين والسرورين، يعني أفسدوا الشباب حتى بعض الشيوخ مال إليهم)، فقال السائل: نعم بعض المشايخ الكبار أسقطوهم في شباكهم؟ فقال الشيخ: (نعم) اهـ ([281]).
وهذاغيض من فيض، فقد تكلم عليه بأعظم من هذا ([282]).


34 -
فصل في موقفه منالمشايخ والدعاة الذين يخالفهمإذا كان رأي الشيخ ربيع في مسألة من المسائل لايتفق مع غيره من الدعاة السلفيين فإنه لا يكتفي بتوضيح وجهة نظره، ومناصحة إخوانهبالتي هي أحسن، بل يتخذهم خصوما لأدنى مخالفة، ويقسو عليهم في عباراته، ويتهمهم فينواياهم، ويحكم على سرائرهم وما تكِنُّ صدورهم، ويتجاوز الحدود الشرعية في النيلمنهم وتجريحهم بأشد الألفاظ، ناسفا وراءه أدنى مراتب الأدب الشرعي، ولا يتورع عنإطلاق عبارات شديدة قد تصل إلى حد التفسيق والتبديع.
وسأكتفي هنا بذكر أربعة منالدعاة السلفيين المشهورين، اتخذهم الشيخ خصوما له، وأطلق عليهم عبارات غالية فيالتجريح:
1 -
الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق:
يعتبر الشيخ عبد الرحمن بنعبد الخالق من أبرز المشايخ والدعاة السلفيين لا سيما في بلد الكويت، وإذا سئل عنأهل العلم في الكويت فإنه يذكر في الطبقة العليا منهم، وقد أثمرت جهوده المباركة فيالتعليم والتأليف والدعوة ثمارا طيبة في ذلك البلد خاصة، وفي مختلف بلدان العالمعموما، وله الفضل -بعد فضل الله تعالى- في انتشار الدعوة السلفية في الكويت، وقدامتحن وأوذي في ذات الله تعالى فصبر، ونسأل الله تعالى أن يتقبل جهاده، وأن يثبتهعلى الحق.
لقد كانت علاقة الشيخ ربيع بالشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق حميمةووثيقة جدا، ولكن لما اختلف الشيخ ربيع معه في عدد من المسائل الدعوية تغير موقفهمنه، وصنفه في المدافعين عن أهل البدع، فقال:
(
من أين أخذ عبد الرحمن هذا؟ منسيد قطب ومن الإخوان المسلمين، وطعن وطعن وطعن وطعن قال: هذه سلفية تقليدية لاتساوي شيئاً وشوه وطعن وطعن وكتب الكتب في تشويه السلفيين وفي مدح أهل البدعوالأحزاب والدفاع عنهم، كتب هو وتلاميذه كتب في الطعن في السلفيين وفي الدفاعالمستميت عن أهل البدع) اهـ([283]).
وقال أيضا:
(
أساس هذا البلاء والله سيدقطب الطعن في العلماء وأنا ناقشته في هذا الكتاب في اثني عشر فصلاً تشويه للعلموالعلماء تشويه للعلم والعلماء فتربى الشباب على هذه الكتب وهذا من ثمار سيد قطبوأمثاله وعبد الرحمن عبد الخالق من هذه الثمار) اهـ([284]).


2 -
الشيخد. عبد الرزاق الشايجي:
أما الشيخ د. عبد الرزاق الشايجي فهو من طلبة العلمالسلفيين البارزين في الكويت، ولكنه لما رد على الشيخ ربيع في بعض المسائل العلميةوالدعوية، جعله مبتدعا ضالا عدوا للسنة وأهلها، فقال:
(
كانوا أشد علينا -والله- من أهل البدع جميعاً، وآذونا أكثر وأكذب وأفجر من أهل البدع، شفت، كما يحصل معالشايجي الآن، يكذب، كل كلامه هراء وكذب وفجور، ويقول سلفي، وهو مبتدع شاب مبتدعضال وعدو للسنة وأهلها صراحة … قلت هذا مبتدع ضال... فهذا طعن أنجس طعن عرف فيالتاريخ، طعن الشايجي، ما مبتدع خبيث طعن في السلفية مثل ما طعن هذا الشايجي، هذامبتدع ضال بارك الله فيكم)اهـ([285])
قلت: لا أدري ماذا فعل الشيخ عبد الرزاقالشايجي بالشيخ ربيع حتى يثور كالبركان ويقول فيه هذا القول الجائر؟
3 -
الشيخمحمد سرور زين العابدين:
لهذا الشيخ الجليل جهود مباركة في نشر الدعوة السلفيةفي هذا العصر، وتأثير كبير في ساحة الدعوة الإسلامية المعاصرة، ودراسات رصينة فيرصد وفضح مخططات أعداء الأمة من اليهود والنصارى والعلمانيين وأهل البدع لاسيما أهلالغلو والروافض، ولكنه لما صدع بالإنكار على بعض الحكومات، وبين ما ظهر له منانحرافاتها، اتهم ظلما وعدوانا بأنه من الخوارج والتكفيريين، علما بأنه معروفبردوده عليهم، وله عدد من الرسائل في الرد على أهل العنف والغلو، الذين لا يؤمنخطرهم عليه!
وقد نال منه الشيخ ربيع بالباطل، فقال:
(
محمد سرور زينالعابدين، وألف كتاب منهج الأنبياء يمسخ الإسلام مسخاً، ويحول صراع الأنبياء معالكفار إلى صراع سياسي) اهـ ([286]).
4 -
الأستاذ عبد الله عزام رحمه الله:
المعروف أن الأستاذ عبد الله عزام -رحمه الله- سلفي المعتقد، ونحسبه قتل شهيدا،وكان قد سار منذ أمد في فلك جماعة الإخوان المسلمين، ثم تركهم لأنه اختار طريقالجهاد والقتال في سبيل الله، ولكن الشيخ ربيعا يتهمه بأنه عدو للسلفية، وأنه يحاربالمنهج السلفي، وأنه مستعد أن يتعايش مع كل أهل البدع إلا السلفيين! قال الشيخربيع:
(...
وعبد الله عزام وغيره من الإخوان مستعد يعيش مع الروافض مع الخوارجمع كل أهل البدع وما يستطيع يسكت عن السلفية، يستطيع يسكت عن الرفض وأهل الحلول وعنوحدة الوجود وعن كل شيء لكن لا يستطيعون أن [يقام] ([287]) للسلفية، عبدالله عزامولا غيره، وهذا شيء ملموس، وهذا شيء أنا أعرفه وعايشته من الداخلوالخارج)اهـ([288]).
وقال أيضاً:
(
عبد الله عزام أبعد عن المنهج السلفيوأعدى عدو له، كوثري([289]) هالك، عبد الله عزام، وما كان تقر عينه إلا بمحاربةالمنهج السلفي، أبو غدّه([290]) يقول: أنا سلفي، وهو أكبر عدو للسلفية، وعبد اللهعزام يحارب الألباني ويدافع عن أبي غدّة، ويقول: أنا أستطيع أن أدرّس التوحيد فيلحظة واحدة في نص ساعة، أدرّس التوحيد في نص ساعة: الله فوق، وكذا، خلاص أنا موحد،وكان شغله الشاغل محاربة السلفية)اهـ([291]).
قلت: لا يوافق الشيخ في حمل كلامالداعية عبد الله عزام -إن ثبت عنه- على أنه يستهين بأمر التوحيد، أو لا تقرّ عينهإلا بمحاربة المنهج السلفي، لأنه يلزم منه تكفيره، لاسيما وأنه يمكن حمل مراده علىالمحمل حسن وهو سهولة تعلم التوحيد والعقيدة السلفية، وهذا حق بلا ريب.
ولو أننالو أطلقنا نحو عبارات الشيخ القاسية على كل من نافس السلفيين في ولاية أو نفوذ أونشاط لما بقي أحد إلا وناله نصيبه من التبديع أو التكفير.


35 -
فصل فيحكمه على طلبة العلم في بعض البلدانأصدر الشيخ ربيع أحكاما عامة على الدعاةوطلبة العلم وشباب الصحوة في بعض البلدان، فمن ذلك:
1 -
أهل نجد:
قال الشيخربيع:
(
واليوم كثير من أبناء نجد يحاربون أهل التوحيد، ويوالون أهل البدع،ويغيظهم أن يقول إنسان كلمة الحق، ويدافعون عن ضلالات سيد قطب وعن ضلالة البناوالمودودي والتبليغ وكل أهل البدع) اهـ ([292]).
قلت: من المعروف والمشهور أنأشد الناس حقدا وكرها وذما لأهل نجد هم أهل البدع والقبوريون المشركون، وذلك لشدةتمسك أهل نجد بالتوحيد، وشدة محاربتهم للشرك ووسائله، وشدة نفورهم من البدع وأهلها،حتى إن كثيرا من فساقهم ينفرون من أيسر البدع، ولا يرضون بالشرك ولو كان بالألفاظ،ولا أظن هذا خافيا على الشيخ ربيع، فكيف رضي لنفسه أن يتهم أبناء نجد بذلك الكلامالساقط؟ وما هي المصلحة من هذا الطعن الجائر في أبناء نجد؟أما سيد قطب وحسنالبنا وأبي الأعلى المودودي -رحمهم الله- وجماعة التبليغ فإنهم إذا كانوا عند الشيخربيع وأضرابه من أهل البدع والضلال، فإنهم عند العلماء كالشيخ ابن باز -رحمه الله- من الدعاة الأخيار، وسيأتي نقل ثنائه العاطر عليهم في موضعه ([293]).
2 -
أهلالمدينة:
قال الشيخ ربيع:
(
والله ما أحد واجه أهل البدع مثل أهل المدينة فيكتاباتهم ومحاضراتهم من خمس عشرة سنة فوجدوا أن أشد الناس على أهل البدع هم أهلالمدينة)اهـ([294]).
وقال:
(
الحمد لله أهل المدينة من فضل الله واجهوا البدعأكثر من غيرهم مئات المرات) اهـ ([295]).
قلت: كلامه صحيح إذا كان يقصد بأهلالبدع: الدعاة والجماعات الإسلامية، وسيأتي نقل كلامه في الجماعات الإسلاميةودعاتها وأنهم -عنده- أخطر أهل البدع على الإطلاق في هذا الزمان([296])، أما المرادبأهل المدينة فهو واضح بطبيعة الحال: هم الشيخ ربيع وأتباعه، وتأمل قوله: (أكثر منغيرهم مئات المرات)! وقارن بين هذا وبين ما قاله في أهل نجد!
3 -
أهل أرتريا:
توجد في أرتريا دعوة سلفية قوية، وحركة جهادية متميزة، ويغلب على أصحابهاالتوجه السلفي، ولهم صلات وثيقة بأهل العلم في المملكة العربية السعودية، ثم إنهميواجهون عدوا صليبيا حاقدا، ولكن الشيخ ربيعا له رأي فيهم، ويرى التريث في الحكمعليهم، فقد سئل عن الإرتريين، فقال:
(
اتركوهم الآن، فيه علاقات بيننا وبينهم،ونحن ندرس أوضاعهم الآن حتى يتبين لنا فلا نستطيع أن نعطي فيهم رأياً حتى نصل إنشاء الله إلى نتيجة، هم يقولون أنهم سلفيون وينكرون أي ارتباط بغير السلفيةوالسلفيين لكن فيه بعض الأشياء تشوش عليهم فنحن الآن لا نستطيع أن نعطي فيهم رأياًحاسماً حتى (...)([297]) العلاقة بنا، ويزورونا ويشعرونا بأنهم سلفيون وكذا وكذا،ولكن فيه بعض الأمور التي تشوش علينا ونريد أن نتثبت في أمرهم فإذا تبينت لناالأمور أنهم سلفيون خلص قلنا لهم سلفيون، وإذا وجدنا فيهم شبهاً أو ثبت عليهم شيءمن التحزب قد يكون الرأي فيهم بعدين) اهـ([298]).
قلت: انظر كيف نصب نفسه حكمافي تصنيف الناس، فهذه هي منزلة أهل أرتريا -أعانهم الله- عند الشيخ ربيع وأتباعه،وهذا هو فهمه الضيق المحدود للمنهج السلفي والدعوة السلفية، وأنه لا يثبت لهم وصفالسلفية إلا بعد أن يزوروه ويشعروه بسلفيتهم! وألا يجد فيهم أي شبهة! وألا يثبتعليهم شيء من التحزب! فهل يريد بهذه الطريقة المتعنتة أن لا يُحكم لأحد بالدخول فيالسلفية إلا بعد أن يحصل على صك مصدق بختم الشيخ ربيع؟ ألا يشبه هذا صكوك الغفرانعند النصارى؟


36 -
فصل في موقفه من شباب الصحوةأصدر الشيخ ربيعأحكاما عامة وقاسية على شباب الصحوة، فمن ذلك:
1 -
أنهم يطعنون في العلماء!
يتهم الشيخ ربيع شباب الصحوة بأنهم يطعنون في العلماء، لأنهم تربوا على كتب سيدقطب التي هي أساس البلاء على حد زعمه، قال الشيخ ربيع:
(
أساس هذا البلاء واللهسيد قطب الطعن في العلماء وقد ناقشت هذا الكتاب في اثني عشر فصلاً تشويه للعلموالعلماء فتربى الشباب على مثل هذه الكتب وهذا من ثمار سيد قطب وأمثاله وعبد الرحمنعبد الخالق من هذه الثمار) اهـ ([299]).
قلت: هذا افتراء من الشيخ ربيع علىجماهير شباب الصحوة، وتشويه لسمعتهم الطيبة، فقوله هذا فيهم مخالف للواقع، إذ هم منأكثر الناس حضورا لمجالس العلماء، ومن أشدهم عناية بأشرطتهم وكتبهم ودروسهم، ولهمفضل كبير في نشر علومهم وفتاويهم في هذا العصر، ولا تكاد تجالس شابا من طلبة العلمإلا وتسمع منه: قال الشيخ ابن باز كذا وكذا، وسألت الشيخ ابن عثيمين عن كذا وكذا،ووجدت حديثا صححه الألباني، وقال الشيخ الفوزان كذا، وأفتى الشيخ ابن جبرين بكذا،ونحو ذلك... فقد تربى كثير من شباب الصحوة على توقير العلماء، والأخذ منهم، والرجوعإليهم، ولله الحمد.
ولكن الشيخ ربيعا لا يتحمل أن يرد عليه أحد من طلاب العلمفي أي مسألة، ولا يفهم من رده عليه إلا أنه يطعن في العلماء!
2 -
أن عقيدةالولاء والبراء انتهت عندهم!
يزعم الشيخ ربيع أن عقيد الولاء والبراء قد انتهتعند شباب الجزيرة العربية، فيقول:
(
عقيدة الولاء والبراء انتهت الآن عندشبابنا) اهـ ([300]).
قلت: هذا افتراء شنيع آخر على شباب الجزيرة العربية الآن،فكثير منهم -ولله الحمد- من أكثر الناس فهما للتوحيد، وهم من أكثر الشباب توسطاواعتدالا في الولاء والبراء، ومن أبعد الناس عن الإفراط والتفريط في هذا الباب.
ولكني أرى أن المراد من الولاء والبراء الذي يتحدث عنه الشيخ ربيع هنا هوالولاء للشيخ ربيع وأفكاره الشاذة، والبراء من سيد قطب والجماعات الإسلامية! واللهأعلم.
3 -
أنهم ينكرون المنكر على طريقة ابن سبأ اليهودي!
يوجد -وللهالحمد- عدد كبير من شباب الصحوة ممن لديه غيرة على الدين ومحارمه، وحب للإصلاح ونشرالخير، وجهود طيبة في رصد المنكرات وإنكارها، ومناصحة المسؤولين وولاة الأمربشأنها، وتحذير عامة الناس منها بالوسائل المشروعة، كالخطب والمحاضرات والكتبوالأشرطة ونحوها، فهؤلاء الشباب الصالحون هم الكنز الثمين والثروة العظيمة في هذهالبلاد، ويدفع الله تعالى بهم العذاب والفتن عن الأمة، ولكن الشيخ ربيعا يقلب الأمررأسا على عقب! فيرى أن إنكار المنكرات على المنابر من الفتن! ويشبهه بعمل ابن سبأاليهودي! فيقول:
(...
فعمل هؤلاء مثل عمل جماعة ابن سبأ فهؤلاء أسوة ابن سبأ كانهو وأصحابه يتحركون على المنابر للفتن فحصلت الفتن فهؤلاء يشبه عملهم عمل ابن سبأوجماعته...) اهـ ([301]).
قلت: ابن سبأ وجماعته كفار باطنيون، كانوا يُذْكونالفتن في السر والخفاء، وكانوا أجبن وأحقر من أن يجاهروا بما عندهم من الباطلوالزندقة، فكيف يجيز الشيخ ربيع لنفسه تشبيه شباب الصحوة المصلحين بأولئك الزنادقةالباطنيين المفسدين؟ أليس هذا من الظلم والبغي والعدوان الشنيع؟ أليس هذا من التطرفوالغلو المذموم؟أما الخطب على المنابر يوم الجمعة والعيدين وغيرهما فإنما شرعتلتعليم الناس الخير، وتحذيرهم من الشر، فإذا لم يكن فيها أمر بالمعروف، ولا إنكارللمنكر، فكيف يعرف المسلمون دينهم؟ وماذا يريد الشيخ ربيع من الخطباء؟ هل يريد منهمأن تكون خطبهم في تبديع سيد قطب والجماعات الإسلامية؟!





البابالخامسموقفه من الجماعات الإسلامية وقادتها ومفكريهاوفيه ثلاثة فصول:
37 -
فصل في الجماعات الإسلامية.
38 -
فصل في تبديعه الأستاذين حسن البناوالمودودي رحمهما الله.
39 -
فصل في تبديعه وتكفيره الأستاذ سيد قطب رحمه الله.


37 -
فصل في الجماعات الإسلاميةانتقد الشيخ ربيع المدخلي سكوتالعلماء عن الجماعات الإسلامية، وأشار إلى أن السكوت عنها ليس من الحكمة، فقال: (... المطلوب من العلماء أن يواجهوا مثل هذه الفتنة [أي فتنة الجماعات] بالبيانوالتوضيح، لا يجوز أن تأخذهم في الله لومة لائم، وليست الحكمة دائما السكوت...)اهـ ([302]).
قلت: لقد أفتى العلماء في جماعات الدعوة الإسلامية كالإخوان المسلمينوالتبليغ والسلفيين وأنصار السنة وغيرهم، ولم يسكتوا، بل صدعوا بالحق في هذا الأمر،ولم تأخذهم في الله لومة لائم -إن شاء الله-، وبينوا ما يجب على المسلم تجاهها منالتعاون معها في الحق، ونصحها فيما تخطئ فيه، فقد صدرت فتاوى رسمية من اللجنةالدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، منها الفتوى رقم 6250،والفتوى رقم 7122، وقّع عليهما المشايخ الأربعة: عبد الله بن قعود، وعبد الله بنغديان، وعبد الرزاق عفيفي، وعبد العزيز بن باز -رحمهما الله-.
نص فتوى اللجنةالدائمة رقم 6250:
السؤال: في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق وطرق صوفية، مثلاهناك جماعة التبليغ، الإخوان المسلمون، السنيين، الشيعة، فما هي الجماعة التي تطبق؟rكتاب الله وسنة رسولهجواب اللجنة:
(
الحمد لله وحده، والصلاة والسلامعلى رسوله وآله وصحبه، وبعد:
أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأصرحها علىتطبيقه أهل السنة، وهم أهل الحديث، وجماعة أنصار السنة، ثم الإخوان المسلمون،وبالجملة فكل فرقة من هؤلاء فيها خطأ وصواب، فعليك بالتعاون معها فيما عندها منالصواب، واجتناب ما وقعت فيه من أخطاء، مع التناصح والتعاون على البر والتقوى،وبالله والتوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) اهـ([303]).
نصفتوى اللجنة الدائمة رقم 7122:
السؤال: في هذا الزمان عديد من الجماعاتوالتفريعات، وكل منها يدعي الانضواء تحت الفرقة الناجية، ولا ندري أيهما على حقفنتبعه، ونرجو من سيادتكم أن تدلونا على أفضل هذه الجماعات وأخيرها فنتبع الحق فيهامع إبراز الأدلة؟جواب اللجنة:
(
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسولهوآله وصحبه، وبعد:
كل من هذه الجماعات تدخل في الفرقة الناجية إلا من أتى منهمبمكفر يخرج عن أصل الإيمان، لكنهم تتفاوت درجاتهم قوة وضعفا بقدر إصابتهم للحقوعملهم به وخطئهم في فهم الأدلة والعمل، فأهداهم أسعدهم بالدليل فهما وعملا، فاعرفوجهات نظرهم وكن مع أتبعهم للحق وألزمهم له، ولا تبخس الآخرين إخوتهم في الإسلامفترد عليهم ما أصابوا فيه من الحق، بل اتبع الحق حيثما كان ولو ظهر على لسان منيخالفك في بعض المسائل، فالحق رائد المؤمن، وقوة الدليل من الكتاب والسنة هي الفيصلبين الحق والباطل، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) اهـ([304]).
وكان الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- ممن أفتى بجوازتعدد الجماعات الدعوية، وأن وجودها ضروري في هذا العصر، وأن كل جماعة تكمل النقصالموجود في غيرها، وأنه هو نفسه لا يعادي أي جماعة منها إطلاقا، فقد سأله أحد كبارجماعة الإخوان في الأردن عن موقفه من حركة الإخوان المسلمين فكان مما قال في جوابه:
(
أنا أقول وأتمنى أن يقول مثل قولي كل الجماعات الإسلامية، أنا أقول: الإخوانالمسلمون لا يستطيعون أن يقوموا بواجب الإسلام، السلفيون كذلك، حزب التحرير كذلك،شباب محمد، وما أدري أيش في جمعيات إسلامية أخرى، هؤلاء جمعيات أعتقد وجودهم ضروريلأن جماعة واحدة منهم لا تستطيع أن تقوم بكل واجب يفرضه الإسلام على الجماعةالإسلامية، وإنما هذه الجماعات يجب أن تقوم كل منها بواجبها، ولكن بشرط واحد وهو أنيكونوا جميعا في دائرة واحدة، متفقون على الأسس وعلى القواعد التي ينبغي أن ينطلقوامنها ليتفاهموا ويتقاربوا... أنا على يقين لا السلفيون وحدهم يستطيعون ولا الإخوانوحدهم يستطيعون، ولا، ولا، عد ما شئت من جماعات وأحزاب، ولكن هذه الجماعات إذاتوحدت في دائرة واحدة وتعاونوا كل منهم في حدود اختصاصه فحينئذ أو فيومئذ يفرحالمؤمنون بنصر الله، وعلى ذلك نحن ماضون لا نعادي طائفة أو جماعة من الجماعاتالإسلامية إطلاقا، لأن كل جماعة كما صرحت آنفا تكمل النقص الذي يوجد عند الجماعةالأخرى...) اهـ ([305]).
وقد قام الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بزيارةجمعية الإصلاح الكويتية عندما زار الكويت عام 1423 هـ، وهي جمعية مشهورة بأنها علىمنهج جماعة الإخوان المسلمين، وألقى كلمة في تلك المناسبة فكان مما قال:
(
إنهدفنا جميعا واحد، ورسالتنا واحدة، ولا ينبغي أن يعطل مسيرتنا أي عائق، وإن أكثر مايغيظ العدو دائما هو اتحادنا) اهـ ([306]).
وقال أيضا: (وكما قلت دائما، وأؤكدذلك، فإنه لا مجال اليوم بأي حال من الأحوال للعمل الفردي سواء كان ذلك انفرادالأشخاص، أو انفراد الجمعيات، أو انفراد الوزارات، أو انفراد الدول، لابد من جمعالكلمة، ولابد من التكتل والتعاون في جميع المجالات، تحقيقا لقول الله تعالى **وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2]) اهـ ([307]).
قلت: لا يخفى على الشيخربيع حال جمعية الإصلاح الكويتية، ولا أن الشيخ صالح آل الشيخ مسؤول كبير في حكومةالمملكة العربية السعودية، وكلامه وموقفه هذا منسجم ومتفق مع ما عليه كبارالعلماء.
فهذا هو الأصل الذي عليه فتاوى وعمل أكثر العلماء([308]).
ولكنربيعا يرفض فتاوى كبار العلماء، ولا يرفع لها رأسا، بل يذهب إلى نقيض ما يفتي بهأهل العلم، فيصرح بأن جماعات الدعوة الإسلامية فرق ضالة هالكة مصيرها إلى النار،وأن من يجيز وجودها وتعددها يدعوا إلى ضلالة...
وأما موقفه من جماعة التبليغفهو مقارب من موقفه من الإخوان المسلمين، وعندما يتكلم الشيخ على الإخوان فإنه يحشرالتبليغيين معهم في كثير من الأحيان، وأما القطبية السرورية -كما يعبر هو وأصحابهعنهم- فقد سئل عنها الشيخ ربيع في إحدى محاضراته هذا السؤال: ما رأيكم في فرقةالسرورية وهي تكثر في مدينة جدة؟فأجاب الشيخ قائلا: (أنا لا أعرف هذه الفرقة،لا أعرفها، وليس لي فيها رأي، ونحن نسأل، نتمنى إن كان لها وجود أن ترجع إلى اللهتبارك وتعالى، وإلى الصف الصحيح، حتى تتوحد صفوف الشباب، وتتوحد كلمتهم، كما أمرالله تبارك وتعالى، وأنا أرجو ألا وجود لها، وأرجو أن يكون هذا أوهام من بعض الناس) اهـ ([309]).
هكذا قال مع أن له قول آخر فيهم، كما تقدم في بعض المواضع، وكماسيأتي.
ومن الجدير بالذكر أن للشيخ ربيع المدخلي تاريخ مع جماعة الإخوانالمسلمين، ويذكر في بعض المناسبات ما يشير إلى ذلك، كقوله:
(
ولقنونا لما كنامعهم أن أعداء الإسلام إذا استهدفوا مبدءاً أسقطوا رموزه) اهـ ([310]).
وقداعترف الشيخ صراحة بأنه دخل في تنظيم الإخوان المسلمين ليبث فيهم منهج السلف، فقال:
(...
وأنا أمشي في تنظيم الإخوان المسلمين لكني والله دخلت فيهم لأبث فيهم منهجالسلف...) اهـ ([311]).
ولكنه تركهم بعد ذلك، وانقلب عليهم فجند نفسه لمحاربتهممنذ أكثر من عشرين سنة! وصار ديدنه الكلام عليهم، قال الشيخ ربيع:
(
كان عنديطالب متحزب، وأنا أتكلم أحياناً إذا وجدت فرصة في بيان منهج الإخوان المسلمين، أناسائر على هذا المنهج منذ عام 1400هـ تقريباً، لا بد أن أبين للناس ضلال هؤلاءالقوم...) اهـ ([312]).
وقد أسرف الشيخ ربيع كثيرا في تجريح جماعة الإخوانالمسلمين.
ولكثرة كلام الشيخ ربيع في تجريح هذه الجماعات الإسلامية، فإني قدجعلت له عناوين مختصرة لتلخيص آراءه الشاذة تجاه هذه الجماعات، وقد رقمتها كما يلي:
1 -
الجماعات الإسلامية فرق ضالة هالكة مصيرها إلى النار!
سئل الشيخ ربيع: إنني أسألك عن ظاهرة كثرة الجماعات القائمة بالدعوة إلى الله، هل هذه ظاهرة صحية أممرضية؟ وهل تنصحنا بالخروج مع جماعة التبليغ من أجل تقوية الإيمان وتزكية النفوسوكثرة الاتباع؟ نرجو التفصيل في ذلك؟ فأجاب الشيخ قائلا:
(
يعني ظاهرة هذهالجماعات وأنا لا أسميها جماعات فأعتبر هذا من المغالطات إنه ليس للأمة الإسلاميةإلا جماعة واحدة كما في الحديث كما جاء فيه الحديث أحد تفسيرات حديث الفرق من هي يارسول الله قال الجماعة ما قال الجماعات، هذه فرق وعلماء الإسلام اصطلحوا علىتسميتها فرق منذ وجدت هذه الفرق وأخذا من قول الله (ولا تفرقوا) أخذوها وسموهافرقاً كانوا الناس وإن كان عندهم بدع وضلالات لكن أقرب إلى الفطرة من المغالطاتالسياسية الموجودة في هذا العصر أقرب من السياسيين المغالطين في هذا العصر، هذه فرقوضالة ومصيرها إلى النار كما توعدها الرسول عليه الصلاة والسلام إلا أن تحدث لهمتوبة ينجون بها من النار أو تدرك بعضهم رحمة الله لعذر من الأعذار) اهـ ([313]).
سماهاrوقال الشيخ ربيع: (كلمة الجماعات الإسلامية هذه من المغالطات، الرسولفرق …) اهـ ([314]).
وإليك هذا الحوار مع الشيخ ربيع:
السائل: الجماعاتالقائمة الآن جماعة الإخوان جماعة التبليغ هل هي معدودة من الثنتين والسبعين فرقالهالكة أم من الفرقة الناجية؟الشيخ ربيع: (لا، من الفرق الهالكة، من فرقالضلال، بارك الله فيك).
السائل: الذي يجيز تعددها ووجودها إذا كان يعلمعقائدها ويعلم مناهجها ما حكمه؟ إذا كان يعلم مناهجها ويعلم عقائدها ويعلم غاياتهاوأهدافها؟الشيخ ربيع: (الذي يجيز هذا يدعو إلى تفرق الأمة وإلى الفسادالعظيم).
السائل: (هل الخلاف في وجودها وتعددها هذا هل هو مما يسوغ فيه الخلاففيه بين أهل السنة والجماعة وإلا كيف؟الشيخ ربيع: (استغفر الله العظيم، الخلاففي وجودها نعم الذي يخالف لا عبرة به ولا قيمة له لأن هذا خالف الكتاب والسنةوالإجماع) اهـ ([315]).
2 -
جماعات الدعوة مخالفة لدين الأنبياء ومنهجهم!
قال الشيخ ربيع: (ومن السفه ومن مخالفة دين الأنبياء ومنهجهم أن تقفز إلىالحاكمية وتترك كل هذه الأشياء([316]) كما تفعل كثير من الدعوات) اهـ ([317]).
3 -
جماعات الدعوة نكبت الأمة الإسلامية مثل الدجال!
قال الشيخ ربيع: (... هذه الدعوات نكبت الأمة الإسلامية، فقر وجهل ودمار مثل الدجال ينزل بالأرض فيصبحأهلها ممحلون، فأين ما حلّوا وما نزلوا أمحلت البلدان وامتلأت بالفقر والجهلوالضلال والضياع، هؤلاء أصبحوا يدعون إلى وحدة الأديان وإلى أخوة النصارى) اهـ ([318]).
5 -
لو سلمت الجامعات منها لرأيت أنوار الإسلام!
قال الشيخ ربيع: (والله لو سلمت الجامعات الموجودة من هذه الحركات السرية السياسية لرأيت أنوارالإسلام) اهـ ([319]).
6 -
الطمع في إصلاحها هوس كبير!
سئل الشيخ ربيع: بعضالإخوة ممن فتح الله عليه وعرف الحق وكان في الجماعات المتعددة التي عندها أخطاء فيالعقيدة وغيرها يقول أبقى على ما أنا عليه بين صفوفهم حتى أصلح فيهم فما رأيفضيلتكم؟ فأجاب الشيخ ربيع قائلا:
(
أنا أشكر هذا على فهمه للحق وأنصحه بكل ماأملك من النصيحة أنه يترك هذا الهوس وقد كان عندنا هوس كبـير نحن، ودخلنا في جماعةما، لا باختيارنا ([320])، وإنما هم طلبوا منا الدخول واشترطنا عليهم شروطاً، منهاأن نربي حركاتهم في العالم على المنهج السلفي، ومنها أن يطرد المبتدعون من صفوفهمخصوصاً إذا كانوا أهل البدع الكبرى أو ممن قامت عليه الحجة، وبذلنا كل الجهودلإصلاحهم نحن وغيرنا فمنا من عرف النتيجة فخرج ومنا من فسد واستمر في هذه الجماعةإلى يومك هذا) اهـ ([321]).
قلت: اعترف هنا بأنه دخل في (جماعة ما)! لأجلإصلاحها، ولم يفصح عنها، ولعلها جماعة الإخوان المسلمين.


7 -
يتهم منيدافع عن الجماعات الإسلامية بأنه يضلل الناس!
قال الشيخ ربيع:
(
فالذييدافع عن هذه الجماعات ويقول فيها خير وفيها إيجابيات هذا يضلل الناس ويدعو إلىالضلالة) اهـ ([322]).
قلت: سيأتي في الفقرة التالية كلام للشيخ ربيع أن الشيخعبد العزيز بن باز -رحمه الله- كان يتعاون ويؤيد ويساند الجماعات الإسلامية الحقةوالباطلة والكذابين، فتأمل!
8 -
افتراؤه على الشيخ ابن باز بأنه لا يساندالجماعات الإسلامية إلا إذا زعموا أنهم سلفيون!
قال الشيخ ربيع:
(
يتعاون -[أي الشيخ عبد العزيز بن باز]- مع الفقراء مع المساكين مع الحركات مع الدعواتالحقة والباطلة، يأتوا باسم الإسلام، دعوات والله أهلها كذابين، يقولوا حنّا سلفيينوباسم السلفية والله يعطي بسخاء ويؤيد ويساند ويتابع مشاكل المسلمين في العالم ماحركة في العالم الإسلامي في الشرق والغرب إلا وتمتد يد ابن باز إليها بالخيروالفضل) اهـ([323]).
قلت: ليس صحيحا أن الشيخ ابن باز -رحمه الله- لم يكن يساندويؤيد الجماعات الإسلامية إلا إذا قالوا له إنهم سلفيون، وقد سبق نقل ما يدل علىمساندته لهم وتعاونه معهم ودفاعه عنهم وهو يعلم أنهم ليسوا سلفيين، سواء كانوا منالتبليغ أو من الإخوان.
ويلزم من كلام الشيخ ربيع السابق أحد أمرين:
1 -
إما أن الشيخ ابن باز -رحمه الله- كان يساند التبليغ والإخوان لأنه يرى أنهمسلفيون.
2 -
أو كان -رحمه الله- يرى مساندتهم والتعاون معهم وإن لم يكونواسلفيين.
فليختر الشيخ ربيع أحدهما!
9 -
الخوارج خير من هذه الجماعات!
ذكر الشيخ ربيع حديث الخوارج، ثم قال:
(...
وهم [أي الخوارج] والله خير منهذه الأحزاب التي تألبت على السلفية فسحقتها، والله أصح عقيدة وأصدق ديناً منهؤلاء، ما كان عندهم شرك في الربوبية ولا كان عندهم شرك في الإلهية ولا عندهم شركفي الأسماء والصفات، عندهم انحراف في الحاكمية)اهـ([324]).
قلت: بقي أن تتأملفي أي وجه من وجوه الجمع يمكن به التقريب بين فتاوى أئمة الدعوة السلفية في هذاالعصر في الجماعات الإسلامية، وبين مواقف وآراء الشيخ ربيع الشاذةتجاهها!


38 -
فصل في الإخوان والتبليغ والقطبية السرورية
1 -
الإخوانوالتبليغ مبتدعة ظهر ضلالهم!
قال الشيخ ربيع:
(
أما الحكم على كل هذهالجماعات فأنا صراحة صدعت بتبديع الإخوان المسلمين وتبديع جماعات التبليغ ويمكن أننضم إليهم حزب التحرير وبعض هذه الجماعات التي ظهر ضلالها ظهوراً واضحاً) اهـ([325]).
2 -
الإخوان أخبث أهل البدع وليسوا من أهل السنة!
قال الشيخربيع:
(
أما الحكم على كل هذه الجماعات فأنا صراحة صدعت بتبديع الإخوانالمسلمين...) اهـ ([326]).
وقال أيضا:
(
وأنا أقول الإخوان المسلمين أخبث أهلالبدع عندنا، وأنا أقول الإخوان المسلمين أخبث أهل البدع ولا يجوز أن نسميهم أهلسنة، لماذا؟ لأنهم تربوا على منهج الخوارج والروافض، وهم يتعاطفون مع هذه الفرقكلها مع الصوفية الباطنية مع الروافض الباطنية مع الخوارج مع كل الفرق ولا يتعاطفونمع السلفيين) اهـ ([327]).
وقال:
(
وقد قلتها من زمان أن بدعة الإخوانالمسلمين أخبث بدعة) اهـ ([328]).
3 -
انتعشت مذاهب أهل البدع بفتنة الإخوان!
قال الشيخ ربيع:
(
مذاهب الروافض والخوارج انتعشت بفتنة الإخوان المسلمين،وقد كان الروافض يائسين من إقامة دولة منتظرين المهدي فنفخ فيهم الإخوان المسلمونلمّا يعني دخلوا في تنظيمهم وتدربوا في ميادين التدريب على أيدي الإخوان المسلمينالتدريبات العسكرية وغيرها، يعني نفخوا في أنفسهم وفي مشاعرهم لابد من إقامة دولةوقامت دولتهم، الخوارج هذه النائمين أباضية منذ قاموا، قام هذا عبد الله بن أباضبمذهبه الأباضي كان يرى القعود وسموهم القعدة حتى جاء فكر الإخوان المسلمون وتغلغلفي الخوارج فحركوهم فمذهب الإخوان المسلمون حرّك البدع وحرّك الرفض وحرّك منهجالخوارج، الخوارج والروافض الأصلاء، وامتد هذا الفكر إلى أبناء العالم الإسلامي،فكر الروافض وفكر الخوارج وفكر الصوفية وهم متعاونون متعاضدون فيما بينهم) اهـ ([329]).
وقال:
(...
الحقد الرافضي والخارجي والصوفي تجمّع في هذهالجماعة)اهـ ([330]).
وقال:
(...
دعوة الإخوان المسلمين دعوة قامت على تجميعالناس على الباطل وعلى العقائد الفاسدة وعلى المناهج الخبيثة، فمنذ أول يوم فتحتمراكزها فتحتها للروافض والخوارج وغلاة الصوفية وللنصارى، ومنذ نشأتها كذلك واستمرتإلى يومك هذا، الارتباط الوثيق بالروافض، وروادها صوفية، وعلى أخوة ومحبة للنصارى،ويصرحون بهذا في كتبهم وفي مجلاتهم، فهؤلاء شهدوا على أنفسهم، نحن ما نعرف هذاوالله إلا من كتبهم وعن طريقهم، فهل ترضى أيها المسلم أن تكون واحداً من هذهالجماعة التائهة المتحيرة الضالة التي هي مجمع كبير للضلالات والمناهج الفاسدةوالعقائد الضالة، هذه حقيقتها وهذا ما صرحوا به في كتبهم ومجلاتهم) اهـ ([331]).
4 -
ما عندهم منهج، ولا عقيدة واحدة تجمعهم!
قال الشيخ ربيع:
(
الاخوانالمسلمين يجمعون الروافض والخوارج ما عندهم منهج ما عندهم الا راية يلتفون حولهايأتي الرافضي يأتي النصراني يأتي الخارجي يأتي المبتدع الصوفي الغالي: اخونا اخوناويقدموا اخوة هذا الرافضي وهذا الاخ الذي يستظل بهذه الراية على المؤمن الموحدالصادق وما عندهم منهج ما عندهم عقيدة واحدة تجمعهم أبدا كل واحد له مشربه وكل واحدله دينه بس انت اخدم هذا التنظيم وقدم مالك وجودك في خدمته وكن ما شئت رافضي صوفيغالي من عباد القبور من اهل وحدة الوجود، كن ما شئت.) اهـ ([332]).
5 -
عقيدةالخوارج أحسن من عقيدة من يتبع الإخوان المسلمين!
قال الشيخ ربيع:
(
أنابقتلهم وقال هم شر الخلق والخليقةrأقول غير مرة إن الخوارج الذين أمر رسول اللهوشر من تحت أديم السماء ولو أدركتهم لقتلتهم قتل عاد وإرم، كان عندهم عقائد سلفيةيعني يؤمنون بتوحيد العبادة وبتوحيد الأسماء والصفات ما عندهم شرك ما عندهم قبور ماعندهم تجهم كان عندهم فسادفي الحاكمية مثل ما حصل لشبابنا الآن اعتبرهم الرسول شرالخلق والخليقة وأمر بقتلهم والتشريد بهم، وفعلاً اتفق الصحابة على قتالهم، اختلفوافي وقعة الجمل، واختلفوا في وقعة صفين، ورأوا ذلك فتنة، ولكن لمّا برز هؤلاءالخوارج الذين تعتبر عقيدتهم سلفية أحسن من عقائد هؤلاء الذين يتبعون سيد قطبويتبعون الإمام حسن، التبليغيين والإخوانيين، والله عقائدهم أسلم من عقائد هؤلاء،وكان ضلالهم في الحاكمية، لا حكم إلا لله، قال علي رضي الله عنه كلمة حق أريد بها، فوا الله إن هؤلاء أكذب منrباطل وسلّ عليهم سيفه وقتلهم كما أمر رسول اللهالخوارج وأشد خصومة للعقيدة السلفية ولأهلها من الخوارج والروافض) اهـ ([333]).
6 -
الجعد بن درهم أحسن من الإخوان المسلمين!
قال الشيخ ربيع:
(...
الجعد بن درهم أحسن من جماعة التبليغ وأحسن من الإخوان المسلمين وأحسن من سيد قطبألف مرة) اهـ ([334]).
7 -
الإخوان تكفيريون متسترون!
قال الشيخ ربيع:
(...
جماعة الإخوان تكفيريون متسترين) اهـ ([335]).
8 -
دوافعهم ونواياهمغير صحيحة!
قال الشيخ ربيع:
(
لا أعرف جهاداً خاضه الإخوان المسلمين إلاوكان نتيجته الفساد والخسارة والضياع في كل مكان لأنهم يدخلون الجهاد بدوافع غيرصحيحة وبنوايا غير صحيحة فتكون النتيجة أنك لا تجني من الشوك العنب)اهـ([336]).
قلت: هل شققت عن قلوبهم فعرفت نواياهم ودوافعهم يا شيخ ربيع؟
9 -
الروافضيؤيدون حركة حماس لأنها ليست على الكتاب والسنة!
قال الشيخ ربيع:
(
إذا قامتمعركة بين اليهود وحركة حماس، حركة حماس يؤيدها الروافض، لو كان حركة حماس على كتابالله وسنة الرسول أيدعمها الروافض؟) اهـ ([337]).
قلت: أليس هذا موقفا مخزياللشيخ ربيع؟ وطعنا جائرا في حركة حماس التي رفعت لواء الجهاد ضد اليهود؟
10 -
الإخوان ينشرون الرفض ويمجدون الروافض!
قال الشيخ ربيع:
(
كم انتشر الرفضعلى أيدي الإخوان المسلمين في السودان وفي شرق آسيا وفي أوربا وفي أمريكا، ألفواالكتب وعقدوا المؤتمرات في تمجيد الروافض، وكفر الروافض عندنا أنجس من كفر اليهودأوسخ) اهـ ([338]).
وقال أيضا:
(
اليهود ما يستطيعون أن ينشروا الرفض فيبلادنا، ولا يستطيعون أن ينشروا الخرافات في بلادنا، والنصارى كذلك، والإخوانالمسلمين تمكنوا، فمن أضر علينا؟) اهـ ([339]).
11 -
إذا خاطبوا اليهودوالنصارى فهم إخوانهم!
قال الشيخ ربيع:
(
سيد قطب له أسلوبان وله منطقان هووالإخوان المسلمين، إذا خاطبوا اليهود والنصارى فهم إخوانهم، ولكن يثيرون ويهيجونالشباب على المسلمين وفي بلدان المسلمين...) اهـ ([340]).
12 -
الحرب بينهموبين اليهود وطنية!
قال الشيخ ربيع:
(
لأن الحرب بين الإخوان المسلمين وبيناليهود حرب وطنية ما هي حرب إسلامية، هذا قرروه في كتبهم وفي مقالاتهم حديثاًوقديماً، الحرب بيننا وبين اليهود يقولون هي من أجل الوطن ما هو من أجل الإسلام ولامن أجل عقيدة، ليه لأنهم إذا قالوا الجهاد عقائدي حا يقولوا هؤلاء متعصبين متعصبينللإسلام إذاً ما فيه عصبية علمنة لابد أن نكون علمانيين ووطنيين ونذهب نجاهد عنأوطاننا...) اهـ ([341]).
13 -
العلمانية والماسونية وما شئت من البلايا موجودةفي فكر الإخوان!
قال الشيخ ربيع:
(...
العلمانية تغلغلت يا أخوة، العلمانيةوالماسونية والله تغلغلت، هذا كتاب أنا بينت فيه الماسونية والعلمانية من فكر سيدقطب والإخوان المسلمين، والله، والله، موجودون في كتبهم واقرؤوا، العلمانيةوالماسونية وقل ما شئت من البلايا موجودة في هذا الفكر...) اهـ ([342]).
وقالأيضا:
(...
والماسونية والعلمانية والله موجودة عندهم، والله الماسونية موجودةفي أفعالهم وفي كتبهم وفي دعوتهم والعلمانية موجودة...) اهـ([343]).
14 -
الإخوان جندوا أنفسهم لحرب دعوة التوحيد ومحاربة السلفية، وجمع الناس على البدع!
قال الشيخ ربيع:
(...
هؤلاء [أي الإخوان] جندوا أنفسهم للحرب لدعوةالتوحيد...) اهـ([344]).
وقال:
(
فمنهج الإخوان المسلمين، عندهم منهج، منمناهجهم محاربة السلفية، محاربة العقيدة، البعد بأتباعهم عن العقيدة الصحيحة، جمعالناس على مختلف البدع والضلالات، هذا منهجهم، أو من منهجهم الفاسد) اهـ([345]).
وقال:
(
فنحن عرفنا الإخوان المسلمين أنهم أشد الناس على السلف والسلفية) اهـ([346]).
وقال:
(
يعني أشد خصوم السلفية الاخوان والتبليغ لأنهم غزوها فيعقر دارها، التيجانية والمرغنية والروافض كل هؤلاء يائسين من السلفية ما طمعوافيها، ما طمع فيها الا هؤلاء المنافقين، لبسوا لباس السلفية ونـزلوا يكتسحونها فيالساحة السلفية حتى استولوا على كثير من أبنائها، فما أحد خطط للسلفية ولتدميرهامثل هاتين الطائفتين وفصائلهما هم أضر الناس على السلفية ويجب الحذر منهم، ثمالسلفية يجب أن تنـزع منهم ويوصفون بما هم أهل له وحقيقون به وهي الحزبيةوالاخوانية والتبليغية ولا يجوز أن يقال عنهم سلفيون ولو ادعوا السلفية.) اهـ([347]).
15 -
ضرر الإخوان في المملكة ما فكر فيه الروافض ولا الخوارج ولااليهود ولا النصارى ولا الماسونيين!
قال الشيخ ربيع:
(
الآن ضرر الإخوانالمسلمين في هذا البلد والتبليغ والله ما فكر فيه روافض ولا خوارج ولا يهود ولانصارى) اهـ ([348]).
وقال أيضا:
(
ولجأوا -[يعني الإخوان المسلمين]- إلى هذهالبلاد وآوتهم وأكرمتهم وأعطتهم الجنسيات وسلمتهم مناصب في الجامعات وبدءوا يكيدونللدعوة السلفية مكائد لا نظير لها، لأنهم درسوا خطط اليهود وخطط النصارى وخططالماسونيين وخطط الميكافيليين، يقولون: نرد مكائد أعداء الإسلام، وهم لا يريدون إلاالكيد لهذه البلاد، فكادوا لها مكائد يعجز عنها كل أعداء الإسلام، الماسونيةواليهود لو فكروا في أخبث الخطط وأرادوا تنفيذها في بلد إسلامي يعجزون أن يصلوا إلىعشر معشار ما وصل إليه الإخوان المسلمين لأنهم لبسوا لباس السلفية، ما يدعواالإسلام بس، وجاءوا يتظاهرون بالسلفية) اهـ ([349]).
16 -
أسقطوا كبار العلماءفي شباكهم!
سئل الشيخ ربيع عن حكم دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح في الحرم،فكان من جوابه أنه قال:
(..
هذا يعني من فساد الإخوان المسلمين والسرورين، يعنيأفسدوا الشباب، وحتى بعض الشيوخ مال لهم)
فقال السائل: نعم، بعض المشايخ الكبارأسقطوهم في شباكهم.
فأجاب الشيخ: (نعم) اهـ ([350]).
وقال الشيخ ربيع:
(
أما في هذا الوقت فلا يزال العلماء والحمد لله يحذرون من أهل البدع لكن تأتيتلبيسات خاصة من جماعة التبليغ والاخوان المسلمين، يأتي الاخواني ويقول أنا سلفيولكن أرى وعندي كذا وكذا وكذا ويأتي التبليغي ويقول أنا سلفي ولكن عندي كذا وكذاوكذا، تلبيسات تطرح الأسئلة بهذا الشكل فيأتي الجواب نتعاون معهم فلو اتضحت الأمورلهؤلاء الذين أفتوا بالتعاون مع هؤلاء ما رأوا التعاون معهم، والدليل أن الشيخ ابنباز قد يكون ممن يتساهل معهم أحياناً فيرى التعاون معهم على البر والتقوى ولكن فيالأخير اتضح له بعض الشيء لا كل الشيء فحذر من جماعة التبليغ) اهـ ([351]).
قلت: ما زعمه أن الشيخ ابن باز -رحمه الله- حذر من جماعة التبليغ إنما هو افتراء محض، بلفتاواه -رحمه الله- مطردة في الثناء عليهم والتعاون معهم في الخير مع مناصحتهمبالحكمة والموعظة الحسنة.
17 -
يجوز الكذب في شريعتهم!
سئل الشيخ ربيع: هليجوز الكذب لصالح الدعوة؟ فأجاب:
(
في شريعة الإخوان المسلمين نعم، في شريعةميكافيلي يجوز، لكن في شريعة محمد بن عبد الله لا يجوز الكذب أبداً …) اهـ ([352]).
18 -
الإخوان المسلمون العدو اللدود للدعوة السلفية!
قال الشيخ ربيع:
(
الإخوان يقولها لك أنا سلفي وهم يقدمون الرفض، أهل الرفض على السلفيين ويتعاطفمعهم ومع الخوارج، مع الصوفية، مع كل أعداء السلفية ولا يستريح إلى السلفية ولا إلىأهلها، معروفين، الإخوان المسلمين قامت على تربية الخوارج والروافض والمعتزلة،...،الإخوان المسلمون العدو اللدود للسلفية أينما وجدت في أمريكا في أوربا في آسيا فيالسعودية في أفغانستان لا أعرف خصماً للسلفية مثل الإخوان المسلمين، ويقولون نحنسلفيون … الروافض أصدقاؤهم وأصلهم في راحة منهم الصوفية شيوخهم وهم في راحة منهم،والله ما يقضون إلا مضاجع السلفية، يأكلون أموالها ويلعنونها)اهـ([353]).
وقال:
(
التبليغ والإخوان المسلمين ما دخلوا في هذه البلد إلا كيداً لعقيدة التوحيد،ويريدون الإطاحة بها ولهذا يساندون كل عدو يقصد بلاد التوحيد)اهـ([354]).
وقال:
(
فهؤلاء يفسدون في الأرض ولا يصلحون {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالواإنما نحن مصلحون} فإفسادهم لعقول الشباب، هنا وفتنتهم التي جعلتهم يحتقرون العلماءعلماء السنة والتوحيد ويحاربونهم ويسيئون بهم الظن ويعتبرونهم عملاء وجواسيس إلىآخر الاتهامات التي تعلمها الإخوان المسلمون من الشيوعية والماسونية والمخابراتالأمريكية والمخابرات الروسية والموساد اليهودي … لأنهم عندهم من البغض والجرأة علىأعراض المسلمين شيء لا يتصور له قلب البشر...) اهـ ([355]).
19 -
عندهم شيء لايتصور من الجرأة على أعراض المسلمين!
قال الشيخ ربيع:
(
عندهم [أي الإخوانالمسلمين] من البغض والجرأة على أعراض المسلمين شيء لا يتصور له قلب البشر...) اهـ ([356]).
20 -
من العبث والهوس الطمع في إعادتهم إلى منهج السلف!
قال الشيخربيع:
(
وأنا أمشي في تنظيم الإخوان المسلمين لكن والله دخلت فيهم لأبث منهجالسلف، فوجدت لا سبيل لنشر السلف في صفوف هؤلاء القوم أبداً، وأنه من العبث الطمعفي إعادتهم إلى منهج السلف، من العبث أن تضيع جهداً في هؤلاء تظن أنك تعيدهم إلىالمنهج الحق، والعياذ بالله يصدق عليهم قول الله {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}،يصدق عليهم قول الله {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه}) اهـ ([357]).
21 -
آوتهم الدولة وأكرمتهم وسلمتهم المناصب في الجامعات!
قالالشيخ ربيع:
(
ولجئوا -[يعني الإخوان المسلمين]- إلى هذه البلاد وآوتهم وأكرمتهموأعطتهم الجنسيات وسلمتهم مناصب في الجامعات وبدءوا يكيدون للدعوة السلفية مكائد لانظير لها، لأنهم درسوا خطط اليهود وخطط النصارى وخطط الماسونيين وخطط الميكافيليين،يقولون: نرد مكائد أعداء الإسلام وهم لا يريدون إلا الكيد لهذه البلاد، فكادوا لهامكائد يعجز عنها كل أعداء الإسلام، الماسونية واليهود لو فكروا في أخبث الخططوأرادوا تنفيذها في بلد إسلامي يعجزون أن يصلوا إلى عشر معشار ما وصل إليه الإخوانالمسلمين لأنهم لبسوا لباس السلفية، ما يدعوا الإسلام بس وجاءوا يتظاهرون بالسلفية) اهـ ([358]).
22 -
أطلقهم السادات على السلفيين كالذئاب!
قال الشيخ ربيع:
(
الشباب في مصر نشأ على كتب ابن تيمية وابن عبدالوهاب ودرسها أنصار السنةوامتلأت الجامعات بالسلفيات والسلفيين وانتشر الحجاب، فأطلق السادات الإخوانالمسلمين كالذئاب من السجون وهجموا هجوماً شرساً على هذا الاتجاه السلفي ومسخوه،واستأنف الدعاة السلفية مرة أخرى في الإسكندرية الدعوة السلفية فسلطوا عليها ذئابجديدة ذئاب السرورية وهجموا هجمة شرسة والآن يفعلون الأفاعيل في من تربى على المنهجالسلفي يصرفونه عنه) اهـ ([359]).
23 -
أصبح 70% من أبناء التوحيد أتباعاللإخوان!
قال الشيخ ربيع:
(
ضيعوا الأمة في دينهم ودنياهم، والله، واللهجنوا على الإسلام والمسلمين جناية لا نظير لها أبداً، وكادوا للدعوة السلفية وبلادالتوحيد مكيدة ما عرف التاريخ مثلها أبداً، أصبح 60%، 70% من أبناء التوحيد أتباعوأذناب للإخوان المسلمين) اهـ ([360]).
قلت: لك أن تقارن بين آراء الشيخ ربيعفي جماعة الإخوان ومواقفه المتشددة تجاهها وبين فتاوى أئمة الدعوة السلفية في هذاالعصر -التي سقناها في الفصل الذي قبل هذا- ومواقفهم منها، فشتان بينه وبينهم، بلهو على نقيض ما عليه أهل العلم!
وبقي أن نتساءل: هل يمكن أن يقال في طائفة أكثرمن هذا؟










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-31, 23:55   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










Thumbs up



39 -
فصل في التبليغموقف الشيخ ربيع من جماعة التبليغمقارب من موقفه المعروف ضد الإخوان المسلمين، وعندما يتكلم الشيخ على الإخوان فإنهيحشر التبليغيين معهم في كثير من الأحيان، وخلاصة رأيه في هذه الجماعة فيما يلي:
1 -
جماعة التبليغ جماعة مبتدعة ضالة!
قال الشيخ ربيع: (أما الحكم على كلهذه الجماعات فأنا صراحة صدعت بتبديع الإخوان المسلمين وتبديع جماعات التبليغ ويمكنأن نضم إليهم حزب التحرير وبعض هذه الجماعات التي ظهر ضلالها ظهوراً واضحاً) اهـ([361]).
2 -
عقيدة الخوارج أحسن منهم!
قال الشيخ ربيع: (... الخوارج -الذين تعتبر عقيدتهم سلفية- أحسن من عقائد هؤلاء الذين يتبعون سيد قطب ويتبعونالإمام حسن، التبليغيين والإخوانيين والله عقائدهم أسلم من عقائد هؤلاء...) اهـ([362]).
3 -
جماعة التبليغ تكيد لعقيدة التوحيد وتريد الإطاحة بهذا البلد!
قال الشيخ ربيع: (التبليغ والإخوان المسلمين ما دخلوا في هذه البلد إلا كيداًلعقيدة التوحيد ويريدون الإطاحة بها، ولهذا يساندون كل عدو يقصد بلاد التوحيد) اهـ([363]).
4 -
الجعد بن درهم أحسن من جماعة التبليغ!
قال الشيخ ربيع: (... الجعد بن درهم أحسن من جماعة التبليغ وأحسن من الإخوان المسلمين وأحسن من سيدقطب ألف مرة) اهـ([364]).
5 -
الإخوان والتبليغ منافقون، وهم أشد خصوم الدعوةالسلفية، ولا يجوز أن يقال عنهم سلفيون ولو ادعوا السلفية!
قال الشيخ ربيع: (الآن أشد خصوم السلفية الإخوان والتبليغ لأنهم غزوها في عقر دارها، التيجانيةوالمرغنية والروافض كل هؤلاء يائسين من السلفية ما طمعوا فيها، ما طمع فيها إلاهؤلاء المنافقين، لبسوا لباس السلفية ونـزلوا يكتسحونها في ساحة السلفية حتىاستولوا على كثير من أبنائها، ما أحد خطط للسلفية وتدميرها مثل هاتين الطائفتينوفصائلهما هم أضر الناس على السلفية ويجب الحذر منهم، ثم السلفية يجب أن تنـزع منهمويوصفون بما هو أهل له وحقيقون به وهي الحزبية والإخوانية والتبليغية، ولا يجوز أنيقال عنهم سلفيون ولو ادعوا السلفية) اهـ([365]).
6 -
الشيخ ابن باز يتساهلمعهم!
قال الشيخ ربيع: (... يأتي التبليغي ويقول أنا سلفي ولكن أرى وعندي كذاوكذا وكذا، تطرح الأسئلة بهذا الشكل فيأتي الجواب نتعاون معهم فلو اتضحت الأمور مارأوا التعاون معهم، والدليل أن الشيخ ابن باز قد يكون ممن يتساهل معهم فيرى التعاونمعهم على البر والتقوى ولكن في الأخير اتضح له بعض الشيء لا كل الشيء فحذر من جماعةالتبليغ...) اهـ([366]).
قلت: قوله إن الشيخ ابن باز -رحمه الله- حذر من جماعةالتبليغ آخر الأمر ليس بصحيح، بل هو محض كذب وافتراء عليه، وفتاواه ورسائله الأخيرةتؤكد فتاواه السابقة في الحث على التعاون معهم في الخير، ونصحهم بالحكمة والموعظةالحسنة، ولعلي أنقل رسالته القيمة -رحمه الله- الصادرة منه، من مكتب الرئاسة العامةللبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض، برقم 414/ج، المؤرخة في 11/4/1408 هـ، الموجهة إلى الشيخ سعد بن عبدالرحمن الحصين -عفا الله عنا وعنه-:
رسالة الشيخ ابن باز إلى الشيخ سعد الحصين
(
من عبد العزيز العزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة المكرم فضيلة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين، وفقه اللهلكلمة الحق في الغضب والرضا، وأعاذنا وإياه من شرور النفس والهوى، آمين.
سلامعليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد وصلني كتابك المؤرخ 3/3/1408 هـومشفوعاته؛ كتابك لفضيلة الشيخ أبى بكر الجزائري، وفضيلة الشيخ يوسف الملاحي، وماأرفقت بهما، واطلعت عليها كلها، ولا أكتمك سرا إذا قلت: إني لم أرتح لها، ولم ينشرحلها صدري، لأن هذه الطريقة التي سلك لا تفيد الدعوة شيئا، لأنها تهدم ولا تبني،وتفسد ولا تصلح، وضرها أقرب من نفعها، ولم يعد ضررها إلا على الدعوة وعلى إخوانك فيالله من خيرة المشايخ وطلبة العلم، نشؤوا على التوحيد والعقيدة الصحيحة علماوتعليما ودعوة وإرشادا، وقد استغلها من لا بصيرة له في مناصبتهم العداء، وتكفيربعضهم لهم، واستباحة بعضهم لدمائهم، والعياذ بالله، مع الوشاية بهم، واستعداءالمسؤولين عليهم وتهويل أمرهم عندهم، وتخويفهم منهم، ورميهم بالعظائم، وإلصاق التهمبهم مما هم برءاء منه، حتى حصل على الدعوة والدعاة من الضرر ما الله به عليم، أماأقمتم الدنيا وأقعدتموها من أجلهم فينطبق عليكم قول الشاعر:
وناطح صخرة يوماليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعللكونهم بمنأى عنكم في بلادهم سائرين فيدعوتهم في حماية من دولتهم لاحترامها لهم، لأنك ذكرت في بعض كتاباتك لنا أن رئيسالحكومة يحضر اجتماعاتهم ويشجعهم، كما ذكر لنا هذه الأيام بعض أبنائنا المتخرجين منكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية ممن شاركهم في الدعوة سنين طويلة، أن مركزهم فيراوندي مفتوح 24 ساعة، وجماعات تخرج في سبيل الله، وجماعات ترجع، فما دام الأمرهكذا فلن تخضعهم كتاباتك وكتابات أمثالك المشتملة على الفظاظة والغلظة والسبوالشتم، بل إن هذه الكتابات ستكون سببا في نفرتهم من الحق وبعدهم عنه لقول اللهالذي أدبه ربه فأحسن تأديبه: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولوrسبحانه لنبيه محمد : ((إن الله رفيق يحب الرفق فيrكنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}، وقول النبيالأمر كله، وإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، وإن اللهيعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ولا على ما سواه))، والله سبحانه وتعالى نهىعن سب الكفار إذا كان يفضي إلى تنفيرهم من الحق وبعدهم عنه وعن الداعين إليه،فالواجب أن تسعوا في الإصلاح لا في الإفساد وأن تخالطوهم وتنبهوهم على ما قد يقع منبعضهم من الخطأ بالرفق واللين لا بالعنف والقسوة، أما تشديدك في إنكار البيعة علىالتوبة فقد اقترحت على قادتهم لما اجتمعت بهم في موسم الحج الماضي بمكة، وحصل بينيوبينهم من التفاهم ما نرجو فيه الفائدة أن يكون عهد بدل بيعة فقبلوا ذلك، ولعلهمتعلقوا بما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أجزاء 28 ص 21 من الفتاوى منعدم إنكار ذلك.
وكذلك تشديدك النكير عليهم في إبقائهم أحد الدعاة في المسجدحين بقي في العريش يوم بدر مع الصديقrللدعاء لهم، ولعل قصدهم الاقتداء بالنبييناشد ربه النصر حتى سقط رداؤه عن منكبيه فرده الصديق وقال: يا رسول الله بعضمناشدتك ربك فإن الله منجز لك ما وعدك، ولا يوجب هذا العمل هذا التشنيع الفظيع -هدانا الله وإياك- وقد تمنيت أنك قبلت نصيحتي المتكررة لك، وما أشرت به عليك سابقاولاحقا في كتبي المرفق بعضها مع بعض صور مما صدر منك في الموضوع لأني كتبتها عنبصيرة وتأنٍ ونظر في العواقب وموازنة بين جلب المصالح ودفع المضار، وخبرة تامة بهملتكرر اجتماعي بهم في مكة والمدينة والرياض مع ما استفدته من ثقات المشايخ الذينسافروا إليهم وحضروا اجتماعاتهم واطلعوا عليها عن كثب وأعجبوا بها، وكنت نصحتُك بمانصحتَ به محمود استانبولي لما تهجم عليهم على غير بصيرة، كحال أكثر من شن عليهمالغارة في هذا الوقت بدافع الجهل والهوى -نعوذ بالله من ذلك- وقد قلتَ في رسالتكالمذكورة لمحمود:
((
وصلتني رسالة منك حول جماعة التبيلغ ويؤسفني أن ينهج أحدالدعاة إلى الله هذا المنهج المخالف لشرع الله في سب أقرانه في الدعوة إلى اللهوشتمهم وتضليلهم واتهامهم بتنفيذ مخططات أعداء اللهفي الكيد للإسلام والمسلمين، كلما في الأمر أن جماعة التبليغ نهجت في الدعوة إلى الله منهجا أخطأت -فيا نرى- فيبعض جوانب منه، ونرى من الواجب أن ننبههم على هذا الخطأ، كما نرى من الواجبالاعتراف بما في منهجهم من صواب وليت أخي يخرج معهم ليتعلم منهم اللين بدل القسوة،والدعاء للمسلمين بدل الدعاء عليهم، والجدل بالتي هي أحسن بدل الجهر بالسوء، وكلنامحتاج لتفقد نفسه وتصحيح منهجه والرجوع إلى الله وإلى سنة رسوله في طاعة اللهوالدعوة إليه)) انتهى كتابك بحروفه.
وقد كتبتَه بعد اختلافك معهم في الرأي ولكنالله أنطقك بالحق، فاحمد الله على ذلك، وإليك رسالتك المذكورة مع شكرنا لك عليهابرفقه.
وربما اغتر بكتاباتك القاسية -ثقة بك- من لم يخالطهم في عمره ولم يخرجمعهم ولم يعرف عنهم شيئا من كلامك فيكون عليك وزرك ومثل أوزار من انخدع بما كتبتَإلى يوم القيامة، فاتهم الرأي -يا بني- واعلم أن الله عند لسان كل قائل وقلبه، وأنالله سيحاسب الإنسان عما يلفظ به أو يعمله، والجأ إلى ربك واضرع إليه أن لا يجعلكسببا في الصد عن سبيله وأذية المسلمين، واسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك لما هوالأحب إليه والأنفع لعباده وأن يختم لي ولك بالخاتمة الحسنة، إنه جواد كريم،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلميةوالإفتاء والدعوة والإرشاد
11/4/1408
هـ - رقم 414/جـ) اهـ.


40 -
فصلفي القطبية السروريةالذي فهمته من كلام الشيخ ربيع عن القطبية السرورية أنهاجماعة من الجماعات الإسلامية التي تدعو إلى آراء الأستاذ سيد قطب -رحمه الله-،وأخيه الأستاذ الداعية محمد قطب -حفظه الله-، والشيخ الداعية المعروف محمد سرور بننايف زين العابدين -حفظه الله- مؤلف كتاب (منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله)،وصاحب مجلة السنة، ومدير مركز الدراسات الإسلامية في بريطانيا.
ولكني لا أعرفجماعة تتسمى باسم القطبية أو السرورية، فالقطبية أو السرورية -إن وجدت- ليست جماعةدعوية منظمة كالإخوان والتبليغ، بل هم -فيما أعلم- دعاة سلفيون يجمعهم المنهجالسلفي وعقيدة وفكر أهل السنة والجماعة، وقد بلغني أن الإخوان المسلمين هم أول منأطلق هذين الاسمين على أولئك الدعاة السلفيين تنفيرا منهم لأنهم تركوا الإخوان أوخالفوهم في المنهج وطريقة الدعوة، ونافسوهم في ساحة الدعوة، فنبزهم الإخوانبالسرورية ونسبوهم إلى الشيخ محمد سرور زين العابدين لأنه ممن خالف الإخوان وتركهم،ومقالاته صريحة في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية على أساس الكتاب والسنة ومنهج السلفالصالح، ونبذ الأطر الحزبية الضيقة التي ابتليت بها كثير من الجماعات الإسلامية.
أما الشيخ ربيع فقد تلقف هذين الاسمين من الإخوان، ووقف في صفهم في محاربة منيسمونهم بالقطبيين أو السروريين، ووصف من خالفه من السلفيين في بعض المسائلبالسرورية، ومن أهم تلك المسائل مسألة الاستعانة بالكفار، ومسألة الإنكار علىالولاة، ومنهج الموازنات، وفقه الواقع، والمجالس النيابية (البرلمانات)، والحكمبغير ما أنزل الله.
وتتلخص آراء الشيخ ربيع تجاه هذه الجماعة التي يزعمها فيمايلي:
1 -
اخترعت القطبية السرورية منهج الموازنات لحماية سيد قطب وقياداتالإخوان المسلمين، وضرب المنهج السلفي!
قال الشيخ ربيع:
(...
منهج الموازناتوالذي أنشأه القطبيون السروريون، فإن الإخوان ما أوصلهم ولا التبليغ ولا أهل البدعجميعاً ما أوصلهم الشيطان إلى هذه المكيدة وإلى هذا التفكير الخبيث، فأنشؤوا منهجالموازنات بين الحسنات والسيئات، لماذا؟ لحماية سيد قطب وحماية قيادات الإخوانالمسلمين …) اهـ ([367]).
وقال: (... هذا الميزان الذي اخترعه الشيطان للقطبيينالسروريين ما فكر فيه فاجر على وجه الأرض لا من اليهود ولا من النصارى ولا من أهلبدع وجاؤوا يضربون به المنهج السلفي) اهـ ([368]).
2 -
القطبية يطردون السلفيينمن الحرم، ويشجعون المنكرات وأهل البدع لغرض التهييج على الحكومات! ولا ينكرونالمنكر إلا لأجل الإثارة!
قال الشيخ ربيع:
(
علوي مالكي وموظفي الحرم كلهممنهم وإذا دخل سلفي غريب يطردوه، الآن الموظفين في الحرم كلهم منهم ويأتي علويمالكي ويقرأ المولد ويقوم يستقبل القبر هو وجماعته ويستغيثون بالرسول عليه الصلاةوالسلام من أقر لهم هذا؟ القطبيون، وبعدين يلصقوا في الدولة هذه وفي هذه البلاد،والناس ما عندهم خبر، والعلماء ما يرضون، ما يوافق على هذا ويهيئ له ويحب وقوعه إلاهم، عرفتم، ولا رأيت أحد منهم يغير إلا للتهييج والإثارة، وإلا والله يشجعونالمنكرات) اهـ ([369]).
3 -
أنها جماعة تكفيرية متسترة كشأن جماعة الإخوان!
قال الشيخ ربيع:
(
الذي يتولى سيد قطب تكفيري، الذي يربي الناس على كتب سيدقطب يقول أنا تكفيري، إما أن يعلن كجماعة التكفير وجماعة الجهاد، وإما أن يتستركالسروريين وجماعة عبدالرحمن، تكفيريون متسترين) اهـ ([370])
قلت: لا يخفى علىالشيخ ربيع أن الشيخ محمد سرور بن نايف زين العابدين من ألد أعداء أهل الغلو منالتكفيريين وأهل التوقف والتَبَيُّن، وله رسائل مطبوعة ومقالات منشورة في مجلةالسنة في الرد عليهم، فكيف يجيز الشيخ ربيع لنفسه أن يصنفه في التكفيريين؟
4 -
يصفهم بأنهم ذئاب! وأن الحكومة المصرية استعانت بهم للهجوم على الدعوة السلفيةومسخها!
قال الشيخ ربيع:
(
الشباب في مصر نشأ على كتب ابن تيمية وابن عبدالوهاب ودرسها أنصار السنة وامتلأت الجامعات بالسلفيات والسلفيين وانتشر الحجاب،فأطلق السادات الإخوان المسلمين كالذئاب من السجون وهجموا هجوماً شرساً على هذاالاتجاه السلفي ومسخوه، واستأنف الدعاة السلفية مرة أخرى في الإسكندرية الدعوةالسلفية فسلطوا عليها ذئاب جديدة ذئاب السرورية وهجموا هجمة شرسة والآن يفعلونالأفاعيل في من تربى على المنهج السلفي يصرفونه عنه) اهـ ([371]).
5 -
أنهمأفسدوا الشباب وأسقطوا كبار العلماء في شباكهم!
قال الشيخ ربيع في جواب له علىأحد الأسئلة: (... من فساد الإخوان المسلمين والسرورين يعني أفسدوا الشباب وحتى بعضالشيوخ مال لهم) فقال له السائل: نعم بعض المشايخ الكبار أسقطوهم في شباكهم؟ فردالشيخ قائلا: (نعم) اهـ ([372]).


41 -
فصل في تبديعه الأستاذين حسنالبنا والمودودي رحمهما اللهصرح الشيخ ربيع بأن الأستاذ حسن البنا، والأستاذالمودودي -رحمهما الله- من أهل البدع والضلال، وأن الخوارج لم يصلوا إلى شيء مماوصلا إليه من البدع والضلالات!
فقد وُصف الأساتذة سيد قطب وحسن البنا والمودودي -رحمهم الله- بالتجديد في بعض جوانب الدين، وهذا قد يتنازع فيه الناس، ولكن الشيخربيعا ذهب إلى تبديعهم عندما قال متعجبا ومتحديا: (... سيد قطب مجدد! البنا مجدد! المودودي مجدد! وهم أهل بدع وضلال، والله، والله الخوارج ما يصلوا إلى شيء مما وصلإليه هؤلاء من البدع والضلالات، وهذا كتبهم، وهذا الميدان نتحداهم...) اهـ ([373]).
قلت: نسأل الله العافية والسلامة، ونعوذ به من هذا الظلم والتجني،والله تعالى يحاسبه على هذا الطعن الجائر يوم القيامة.


42 -
فصل فيتبديعه وتكفيره سيد قطب رحمه اللهلعل هذا الفصل هو أطول الفصول لكثرة كلاموطعون الشيخ ربيع في الأستاذ سيد قطب -رحمه الله-، وقد وضعت عناوين لكلامه الذينقلته بحروفه من الأشرطة:
1 -
الشيخ ربيع متخصص في الرد على سيد قطب رحمهالله!
سئل الشيخ ربيع في إحدى محاضراته: لماذا لا ترد على الروافض؟فأجاب بمانصه: (ردي مطاعن سيد قطب على أصحاب رسول الله رد على الروافض، فاقرؤوه أولاً فإذابقي عليكم شيء فطالبوني، اقرؤوه وافهموه وأنصفوه وبعد ذلك طالبوني بما شئتم فيمايتعلق بالروافض، عرفتم، كتابي مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله بناها على رواياتالروافض وزاد من عنده أخبث من كلامهم فرددت عليه، فردي على هذا الرجل رد عليهم، أناواحد الآن أواجه سيد قطب، وأنتم واجهوا الروافض، يا الله يعني ما في العالم إلاربيع يرد على الناس كلهم، أنا خلوني أتخصص لسيد قطب، وأنتم ردوا على الروافض، ردواعلى الخوارج، نحن نتعاون على البر والتقوى) اهـ ([374]).
2 -
تربية سيد قطبأوجدت جيلا من الأوغاد الكذابين الفجرة!
قال الشيخ ربيع: (… كتبه لماذا تنشر وهيمليئة بالضلال، ضلال كفر؟ … لأن وراءه أوغاد يكذبون ويقولونه ما لم يقل، ما وجدناأكذب على وجه الأرض من أتباع سيد، ما أكذب منهم ولا أجرأ منهم على هتك أعراضالأنبياء، والله أكثر من الروافض تقية وكذباً، هذه ثمار تربية سيد قطب، أوجدت لناجيلاً كذابين فجرة سياستهم قامت على الفجور والإفك والكذب والدفاع بالباطل عن أهلالباطل ورمي أهل الحق بالافتراءات الكاذبة …) اهـ ([375]).
3 -
قامت أجيال علىكتب سيد قطب وجعلوه إماما في الضلالات!
قال الشيخ ربيع: (... أما بدع سيد قطبفقامت أجيال عليها، وجعلوه إماماً في هذه الضلالات، فبدعه ضرت فنحذر منها، لو كانماتت بدع سيد قطب وما أحد تأثر بها ما تعرضنا لها، لكنها انتشرت وانتشرت، وأصبحإمام، وأصبحت كتبه مقدسة، وإلى آخره، فمن هنا رأينا وجوب التحذير منه ومن كتبه،وشتات شتان من الناحية العلمية والناحية العقائدية ومن الناحية الأخلاقية ومن كلالنواحي بين ابن حجر والنووي، أخطأ ابن حجر والنووي، جندوا حياتهم لخدمة السنةووقعوا في هذه الأشياء، أما سيد قطب جند حياته لخدمة فكره) اهـ ([376]).
4 -
الذين يتبعون سيد قطب أشد خصومة للعقيدة السلفية وأهلها من الخوارج والروافض! وتعتبر عقيدة الخوارج سلفية أحسن من عقائد هؤلاء!
قال الشيخ ربيع: (... هؤلاءالخوارج الذين تعتبر عقيدتهم سلفية أحسن من عقائد هؤلاء الذين يتبعون سيد قطبويتبعون الإمام حسن التبليغيين والإخوانيين، والله عقائدهم أسلم من عقائد هؤلاء،وكان ضلالهم في الحاكمية لا حكم إلا لله، قال علي رضي الله عنه كلمة حق أريد بهاباطل وسلّ عليهم سيفه وقتلهم كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوا الله إنهؤلاء أكذب من الخوارج وأشد خصومة للعقيدة السلفية ولأهلها من الخوارجوالروافض)اهـ([377]).
5 -
الذي يتولى سيد قطب تكفيري!
قال الشيخ ربيع: (الذييتولى سيد قطب تكفيري، الذي يربي الناس على كتب سيد قطب يقول أنا تكفيري إما أنيعلن كجماعة التكفير وجماعة الجهاد، وإما أن يتستر كالسروريين وجماعة الإخوان،تكفيريون متسترين) اهـ ([378]).
6 -
يتظاهر بالحماس إلى الإسلام!
قال الشيخربيع: (... سيد قطب الذي جمع البدع من كل أكنافها وأطرافها وصبها في كتبه، ويتظاهربالحماس إلى الإسلام...) اهـ ([379]).
قلت: أطلعت على الغيب يا شيخ ربيع؟ وهلاشققت عن قلبه، وقد أفضى سيد -رحمه الله- إلى ربه؟
7 -
إذا خاطب اليهود والنصارىفهم إخوانه!
قال الشيخ ربيع: (سيد قطب له أسلوبان وله منطقان هو والإخوانالمسلمين، إذا خاطبوا اليهود والنصارى فهم إخوانهم، ولكن يثيرون ويهيجون الشباب علىالمسلمين، وفي بلدان المسلمين إذا تكلموا لا بد من العزلة الشعورية لا بد من الهجرةلا بد كفر كفر كفار...) اهـ ([380]).
8 -
عضو بارز في النوادي الكنسية!
قالالشيخ ربيع: (… ما فيه نادي كنسي إلا وسيد قطب عضو بارز فيه)اهـ([381]).
9 -
اقتباسات سيد قطب من منهج ابن عربي، والجهم بن صفوان، وماركس، والماسونية والماديةوالعلمانية!
قال الشيخ ربيع: (... وإذا تبين أن سيد قطب على منهج ابن عربي فيتقرير مبدأ وحدة الوجود، وعلى منهج الجهم بن صفوان في تعطيل الصفات والقول بخلقالقرآن، وعلى منهج ماركس في الاشتراكية، وعلى منهج الماسونية في حرية الأديان، يدعوإلى حرية الأديان ويقول إن الإسلام جاء لحرية الأديان والقضاء على التعصب الدينيويقول إن العبادة ليست وظيفة حياة، ويقول أفكار مادية علمانية ماسونية وتقدملشبابنا أنها الإسلام، وبعدين يقولون أنا أسّبه، والله ما أسّبه، ولكن هذا الذيوجدناه في كتبه، هل يجوز لمسلم يحترم الإسلام ويحترم الحق أن يرى هذا الضلال الكبيرالعريض ثم يسكت عنه خوفاً أو مجاملة أو نفاقاً أو تقية؟) اهـ ([382]).
10 -
العلمانية والماسونية وما شئت من البلايا موجودة في فكر سيد قطب!
قال الشيخربيع: (يا أخوة العلمانية والماسونية والله تغلغلت، هذا كتاب أنا بينت فيهالماسونية والعلمانية من فكر سيد قطب والإخوان المسلمين، والله، والله موجودون فيكتبهم، واقرؤوا العلمانية والماسونية وقل ما شئت من البلايا موجودة في هذاالفكر...) اهـ ([383]).
وقرأ مرة من كتاب لسيد قطب يقول فيه: (إن حرية الاعتقادهي أول حقوق الإنسان التي يثبت له بها وصف الإنسان، فالذي يسلب إنسانا حريةالاعتقاد إنما يسلبه إنسانيته ابتداءً، ومع حرية الاعتقاد، حرية الدعوة للعقيدة...) الخ كلام سيد، فعلق الشيخ ربيع قائلا: (إذا سللت عليه السيف وقتلته من أجل عقيدتهالفاسدة أكون سلبته حرية الاعتقاد وأخص خصائص الإنسانية؟ هذا ميزان إسلامي؟ أوميزان جاهلي؟ هذا ميزان ماسوني... منطلق ماسوني أعرفه)اهـ([384]).
11 -
أفكارهفلسفية ليست من الإسلام في شيء!
قال الشيخ ربيع: (... أما سيد قطب جند حياتهلخدمة فكره، أفكار فلسفية ليست من الإسلام في شيء، لبسها لباس الإسلام) اهـ ([385]).
12 -
لو أحصيت بدع الخوارج لم تكن شيئا إلى جانب بدع سيد!
قالالشيخ ربيع: (سيد قطب مجدد، البنا مجدد، المودودي مجدد، وهم أهل بدع وضلال، والله،والله الخوارج ما يصلوا إلى شيء مما وصل إليه هؤلاء من البدع والضلالات، وهذاكتبهم، وهذا الميدان نتحداهم، الذين قتلهم عليّ، حتى الخوارج الموجودين الآن، لاتوجد عندهم البدع التي توجد عند سيد قطب، الخوارج الموجودين الآن لو أحصيت بدعهم لاتجدها شيء إلى جانب بدع سيد قطب الذي جمع البدع من كل أكنافها وأطرافها وصبها فيكتبه، ويتظاهر بالحماس إلى الإسلام، وهو يكفر الأمة بدءاً من الصحابة إلى يومك هذا،الخوارج ما فعلوا هذا، الخوارج ما فعلوا هذا، ونقول مجدد وإمام، ونستميت في الدفاععنه وعن كتبه) اهـ ([386]).
13 -
الجعد بن درهم أحسن من سيد قطب ألفمرة!
قال الشيخ ربيع: (... الجعد بن درهم أحسن من جماعة التبليغ، وأحسن منالإخوان المسلمين، وأحسن من سيد قطب ألف مرة) اهـ ([387]).
14 -
منهجه رافضيلأنه يهتف بالإمامة!
قال الشيخ ربيع: (ثم جاء سيد قطب وحولها إلى الحاكمية، بدلمن أن يقول الإمامة الإمامة ويكون رافضي ها، قال الحاكمية الحاكمية الحاكمية هو،أخذ الدعوة إلى الحاكمية من المودودي، المودودي يقول الإمامة وأنها أصل من أصولالإسلام عنده، فهذا لو جاء قال الإمامة أصل من أصول الإسلام، أنهم سيدرسون وسيعرفونأن هذا منهج الروافض، فحولها إلى الحاكمية، فهذه لعبة سياسية، الهتاف الآن باسمالحاكمية، وأصلها منهج الروافض إلى ما زعموه أنه الإمامة، وأنه أصل من أصولالإسلام) اهـ ([388]).
15 -
رافضي، يقول بوحدة الوجود، وخلق القرآن، وأزليةالروح، ويدعو إلى الاشتراكية، وعنده سبعين بدعة كبرى!
قال الشيخ ربيع: (سيد قطبالرافضي، الذي دعا إلى وحدة الوجود، وقال بخلق القرآن، ودعا إلى الاشتراكية، وقالبأزلية الروح، عنده سبعين بدعة كبرى... ما ترك أصلاً من أصول الإسلام إلا دمرهوزلزله) اهـ ([389]).
16 -
لا يخالف الروافض، وأسلوبه لا يختلف أبدا عن أسلوبالخميني وخامنئي!
قال الشيخ ربيع: (وإذا قارنت بين أسلوب الخميني وخامنئيوالرافضي تجده لا يختلف عن أسلوب سيد قطب أبداً، وأنا أتحدى يأتون بشيء يخالف فيهسيد قطب الروافض في تفسيره للتوحيد وتفسيره للشرك، أتحدى بمن يأتي لي بما يخالفالروافض) اهـ ([390]).
17 -
سيد قطب والروافض دينه ودينهم واحد!
قال الشيخربيع: (الروافض يطبعون كتب سيد قطب ويقدسونه، ليه، لأن دينه ودينهم واحد) اهـ ([391]).
18 -
الروافض يحبون سيد قطب ويقدسونه!
قال الشيخ ربيع: (الطواغيتعند الخميني وخامنئي هي نفسها الطواغيت عند سيد قطب، ولهذا تجد الروافض يحبون سيدقطب ويقدسونه ويترجمون كتبه وينشرونها، وهذا مما نشهد أنهم يطبعون ويروجون في بلادالأكراد كتب سيد قطب، عرفتم، فالروافض يحبون سيد قطب، ليه، لأنه ما تكلم علىعقائدهم ولا انتقدهم في ذرة من أول حياته إلى أن مات، بل مدح ثورة القرامطة والثورةالتي قادها ابن سبأ وانبثق عنها الروافض، ها، لهذا هم يترجمون كتبه ويمجدونه) اهـ ([392]).
19 -
رافضي، باطني، عنده سبعين بدعة كبرى، دمر أصول الإسلام، كتبهمليئة بالضلال والكفر!
قال الشيخ ربيع: (سيد قطب الرافضي الباطني … عنده سبعينبدعة كبرى … الذي ما ترك أصلاً من أصول الإسلام إلا دمره وزلزله … ويقر بالبدع لاأول لها ولا آخر … كتبه لماذا تنشر وهي مليئة بالضلال، ضلال كفر؟) اهـ ([393]).
19 -
جمع البدع من كل أطرافها وصبها في كتبه!
قال الشيخ ربيع: (...سيد قطبالذي جمع البدع من كل أكنافها وأطرافها وصبها في كتبه...) اهـ ([394])
20 -
جدَّد البدع والضلالات وأضاف إليها أشياء من عنده، وليس في فرق الضلال أضلمنه!
قال الشيخ ربيع: (لا أعرف في فرق الضلال أضل من سيد قطب ولا من منهجه، وربالسماء، الخوارج عندهم خروج وبعض البدع القليلة، والروافض عندهم رفض وبعض البدع،أما سيد قطب فجمع كل هذه الأشياء واحتواها وضمها في منهجه، الرفض خذ ما شئت، سوبرماركت! شفت؟ أطلب كل ما تريد، من يريد شيء يأتي إلى سوبر ماركت سيد قطب، والله سوبرماركت! شفتم؟ يقولك: جدَّد! جدَّد إيه؟ جدّد البدع والضلالات، وأضاف إليها أشياء منعنده) اهـ ([395]).
21 -
كتبه ضالة مضلة قامت على تحريف دين الله وتحريفالتوحيد!
قال الشيخ ربيع: (فاني أدعوا بحرارة إلى حماية الشباب من كتبه الضالةالمضلة -يقصد سيد قطب- فإنها قامت على تحريف دين الله قامت على تحريف التوحيد، قامتعلى تحريف لا إله إلا الله، لا تجد في كتاب من كتبه المعنى الصحيح لـ لا إله إلاالله، بل تفسير أهل البدع وزاد عليها من كيسه بدعاً أخرى في تفسير التوحيد وتفسيرلا إله إلا الله، وإن شهد له حملة الدكتوراة من أذنابه بأنه ما أحد بين حقائقالتوحيد مثله فان هذه الشهادة نقول فيها (ستكتب شهادتهم ويسألون) اهـ ([396]).
22 -
لا أضل ولا أخطر من كتب سيد!
قال الشيخ ربيع: (أنا أرى ما في أضل ولاأخطر من كتب سيد قطب) اهـ ([397]).
23 -
جمع كل البدع ودونها في كتبه!
قالالشيخ ربيع: (... سيد قطب الذي جمع كل البدع، ما ترك بدعة إلا دونها في كتبه) اهـ ([398]).
24 -
سيد قطب ضال كل الضلال، لا يعرف من الشريعة شيئا، وإمامالتكفيريين في الدنيا الآن!
قال الشيخ ربيع: (لأن في قضية التكفير الإمام سيدقطب رجل ضال، إمام التكفيريين الآن في الدنيا هو سيد قطب، عرفتم، وهو لا يعرف منالشريعة شيئاً، وضال كل الضلال، هو إمامهم الآن) اهـ ([399]).
25 -
يكفر الأمةبدءاً من الصحابة إلى يومنا هذا!
قال الشيخ ربيع: (... وملأ سيد قطب كتبهبالتكفير، وخاصة الظلال والمعالم، تكفير تكفير بما لا يجوز أن يكفر به، تكفيرللأمة، ظلم لا نظير له، وبدأ بسب الصحابة، وتكفير بني أمية، وأطلق على بني أميةوبني العباس أوصافاً يكفر بها، فقال: قد خرجتا من دائرة الإسلام في سياسة الحكموالمال، وهو يكفر بسياسة الحكم وحدها فهو يكفرهم، ثم مر على أجيال الأمة كلهايكفرها بما لا يكفر به ولا يوافقه عالم على التكفير به) اهـ ([400]).
وقال فيشريط آخر: (... سيد قطب الذي جمع البدع من كل أكنافها وأطرافها وصبها في كتبه،ويتظاهر بالحماس إلى الإسلام، وهو يكفر الأمة بدءاً من الصحابة إلى يومك هذا،الخوارج ما فعلوا هذا...) اهـ ([401]).
وقال أيضا: (سيد قطب له أسلوبان ولهمنطقان هو والإخوان المسلمين، إذا خاطبوا اليهود والنصارى فهم إخوانهم، ولكن يثيرونويهيجون الشباب على المسلمين، وفي بلدان المسلمين إذا تكلموا لا بد من العزلةالشعورية لا بد من الهجرة لا بد كفر كفر كفار، ولو يعني أذّنوا بلا إله إلا الله،المآذن، فانهم كفار مرتدون أشد عذاباً عند الله من الكفار الأصليين) اهـ ([402]).
26 -
يُكَّفِّر بالحاكمية، شَتَّام للصحابة، مُكَفِّر لهم وللأمة!
قال الشيخربيع: (... الحاكمية عند سيد قطب، هو يكفّر بالحاكمية، الذي يخالف الحاكمية يكفّربه، لكن تعال اسأله ما هي الحاكمية عندك يا سيد قطب؟ ما هي الحاكمية عندك أيهاالشتّام لأصحاب رسول الله والمكّفر لهم والمكّفر للأمة؟ هات، ما هي الحاكمية؟ …) اهـ ([403]).
27 -
يتهمه بأن الجهاد عنده لحماية معابد اليهود وكنائسالنصارى!
الشيخ ربيع يتهم سيدا بأنه يقول: حكمة الجهاد الذي من أجله شرع هوحماية معابد اليهود وكنائس النصارى، كما في تفسير قوله تعالى: (أذن للذين يقاتلونبأنهم ظلموا) ([404]). ......... [يراجع الشريط].
28 -
معنى الحاكمية ألا يحكمإلا سيد قطب!
قال الشيخ ربيع: (فهؤلاء "لا حكم إلا الله" يعني لا حاكم إلا سيدقطب لأنهم متسترين يريدون أن يحكموا هم) اهـ ([405]).
29 -
سيد قطب أساسالبلاء، يربي الشباب على الطعن في العلماء!
قال الشيخ ربيع: (أساس هذا البلاء -والله- سيد قطب، الطعن في العلماء، وقد ناقشت هذا الكتاب في اثني عشر فصلاً تشويهللعلم والعلماء فتربى الشباب على مثل هذه الكتب، وهذا من ثمار سيد قطب...) اهـ ([406]).
30 -
ما أحد اعتدى على التوحيد مثل سيد قطب!
قال الشيخ ربيع: (والله ما رأيت أحد اعتدى على التوحيد وعلى لا إله إلا الله مثل سيد قطب) اهـ ([407]).
31 -
تفسير الظلال تحريف لدين الله ومقاصد كتاب الله!
قال الشيخربيع: (وعلى ذكر التحريف أقول -والله- إن الظلال تحريف لدين الله -والله- كتابالظلال تحريف لكتاب الله، ومقاصد كتاب الله، لأنك إذا جئت تبحث عن معنى لا إله إلاالله الحقيقي في هذا الكتاب لا تجده أبداً) اهـ ([408]).
32 -
الذي يقرأ الظلالوالمعالم يطلع تكفيري 150%!
قال الشيخ ربيع: (... الذي يقرأ الظلال والمعالميطلع تكفيري 150%) اهـ ([409]).
33 -
تفسير الزمخشري كأنه سلفي إلى جانب تفسيرالظلال!
قال الشيخ ربيع: (والله أقرأ في كتاب الزمخشري المعتزلي الغالي وأقرأالظلال فأجد كتاب الزمخشري كأنه سلفي إلى جانب كتاب سيد قطب) اهـ([410]).
34 -
وجدوا عنده مخطط إجرامي فذبحوه كالدجاجة، وجعله الناس شهيدا!
قال الشيخ ربيع: (... وبعدين سيد قطب حطوه في قفص مثل الدجاجة لمّا أرادوا أن يذبحوه، راحوا ذبحوه -والله- ما أخذ السيف مثل عليّ وخالد وراح يخوض المعارك، حطوه عشر سنوات مثلالدجاجة في قفص وراحوا ذبحوه، إيش سوّى؟ شفت، والله، لا ليش ذبحوه، والله، وجدواعنده مخطط لنسف الجسور والإذاعات وقتل الشخصيات، مخطط إجرامي ذبحوه، لكن الناسطلّعوه شهيد) اهـ ([411]).
35 -
تكفير سيد قطب لطعنه في موسى عليه السلام لايحتاج إلى إقامة حجة! والسلف لا يقبلون له عذرا أبداً!
قال الشيخ ربيع: (أماقضية طعنه -[يعني سيداً]- في نبي الله موسى والقول بخلق القرآن فهذه لا تحتاج فينظري إلى إقامة حجة، لأن الحجة فيها قائمة بذاتها، فعند المسلمين وعند اليهود وعندالنصارى وحتى يمكن عند الهنادك، يعني يعرفون مقام موسى عليه الصلاة والسلام،ويعرفون أنه نبي كريم، وما أظنهم يسخرون به كما سخر منه سيد قطب، عامله الله بمايستحق، والسلف كفروا من ينتقص نبياً من الأنبياء، ولا يقبلون له عذراً أبداً، فإنهذا من البدهيات التي يعرفها حتى أجهل الناس فكيف بسيد قطب؟ فلا يشترط أن تقام عليهالحجة، الحجة في الأمور التي تخفى، أما إذا كان أمراً معلوماً من الدين بالضرورةفيجحده أو يخدش فيه ويسخر منه فهذا الحجة قائمة فيها ولا تحتاج إلى من يقيم على منيخدش فيها إلى إقامة حجة) اهـ ([412]).
وقال الشيخ ربيع: (أجمعت الأمة على أنمن انتقص نبياً كفر، وأنا ما كفرته، أبغي العلماء يكفروه، وفي العلماء الآن منيكفره) اهـ ([413]).
قلت: إذا كان الشيخ ربيع يعتقد أن سيد قطب طعن في موسى عليهالسلام، ويرى أنه لا عذر له في ذلك، ولا يحتاج إلى إقامة الحجة عليه، وأن السلفأجمعوا على تكفير من انتقص نبيا، ثم يقول بعد هذا كله: إنه لا يكفر سيدا، وأنه يريدالعلماء أن يكفروه، فنقول ما يلي:
الأول: أن الشيخ ربيعا خالف إجماع السلف، فلميكفر من طعن في النبي موسى عليه الصلاة والسلام، وقال بخلق القرآن.
الثاني: أنالشيخ ربيعا يعلم أنه مخالف لأهل العلم الذين لم يكفروا سيدا، لأنهم لم يجدوا فيكتبه ما يوجب تبديعه فضلا عن تكفيره! ولا يخفى على الشيخ ربيع أن منهم من أثنى عليهثناء عاطرا!
الثالث: لم يفصح الشيخ ربيع عن المبهمين المجاهيل الذين كفروا سيدا! وكان الأولى به أن يسمي لنا رجاله!
الرابع: إذا كان الشيخ ربيع يعتقد ما يقولهفي الأستاذ سيد قطب -رحمه الله- من أنه:
1.
على منهج ابن عربي في وحدة الوجود!
2.
وعلى منهج الجهم بن صفوان في تعطيل الصفات والقول بخلق القرآن!
3.
وعلىمنهج ماركس في الاشتراكية!
4.
وأن اليهود والنصارى إخوانه!
5.
وأنالعلمانية والماسونية وما شئت من البلايا موجودة في فكره!
6.
وأنه يقول بأزليةالروح!
7.
وأنه باطني!
8.
وأن دينه ودين الروافض واحد!
9.
وأن كل بدعالخوارج لا تعد شيئا إلى جانب بدعه!
10.
وأنه ما ترك أصلا من أصول الإسلام إلازلزله ودمره!
11.
وأن الجعد بن درهم أحسن منه ألف مرة!
12.
وأن كتبه مليئةبالضلال والكفر!
13.
وأن عنده سبعين بدعة كبرى!
14.
وأنه جمع البدع من كلأكنافها وأطرافها!
15.
وأنه يطعن في نبي الله موسى عليه السلام!
16.
ويسبالصحابة!
17.
ويكفر الأمة!
18.
وأنه ضال كل الضلال!
19.
ويقسم الشيخربيع برب السماء أنه لا يعرف في فرق الضلال أضل من سيد قطب ولا منهجه!
ثم يقولبعد هذا كله: (أنا ما كفرته)!
فأقول إذا لم يكن كل هذا تكفيرا، فما هو التكفيرعند الشيخ ربيع؟([414])
ومن التناقضات العجيبة أن الشيخ ربيعا ينفي عن نفسهتكفير سيد قطب من قريب أو بعيد -ولا أظن لهذا النفي أي معنى لما تقدم-، ويريد فيالوقت ذاته من العلماء أن يكفروه! فكيف يريد من العلماء ما يبرئ نفسه منه وهوالمتخصص في سيد قطب؟وإذا كان الشيخ ربيع يزعم أن من العلماء (المبهمين) منكفره! فلا أفهم من هذا إلا أنه يؤيدهم ويوافقهم على ذلك؟ولا أقول إلا: (اللهمإني أعوذ بك من الجبن)!
ويجب على الشيخ ربيع ألا ينسى أمرين اثنين:
الأول: أن من نواقض الإسلام عدم تكفير الكافر أو الشك في كفره أو التوقف فيتكفيره!
قال: (من قال لأخيه يا كافر فقد باء بهاrوالثاني: حديث رسول اللهأحدهما) رواه أحمد.
فليختر الشيخ لنفسه أحدهما!
الخاتمة
لقد كشفت فصول هذا الكتاب حقيقة كثير من المسائل التي أثارها الشيخ ربيع، وجعلها سببا للفرقة والاختلاف بين السلفيين، واتضح بجلاء أن آراءه في أشرطته أشد غلواً، وأكثر تطرفاً مما هي في كتبه، وأنها بالغة الخطورة على الشباب السلفي وعلى الدعوة السلفية، فخطورتها على الشباب من جهة تسميم أفكارهم وتمزيق صفوفهم وإشغالهم بأمور لا ينبغي لهم أن يشتغلوا بها، وخطورتها على الدعوة من جهة تشويه سمعتها وصفائها واعتدالها ومقاصدها، وإذا كانت فتنة الشيخ قد نشأت وأخذت شيئا من مداها ثم فترت إلى حد ما في المملكة العربية السعودية، إلا أن خطورتها تتعاظم خارجها حيث يقل العلم وتتضارب المرجعيات الشرعية.
ولعل هذا الكتاب يصل إلى الشيخ فيقف عليه، ويتدارك نفسه، ويرجع عن أخطائه، ويصلح ما أفسد في صف الدعوة السلفية، وهذا ما نرجوه للشيخ، وهو في آخر عمره الآن -ختم الله لنا وله بالحسنى-، أو يكون حجة عليه وعلى أتباعه، فإن هذا الأمر دِين، والبيان والبلاغ واجب، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيّ عن بينة.
والله أعلم
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}
[آل عمران: 8]










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-01, 00:00   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










Lightbulb

المصادربيان بأشرطة الشيخ ربيعالمدخلي مرتبة هجائيام عنوان الشريط مصدره ملحوظات
1
أثر المعاصي على هذهالأمة - جدة تسجيلات سبيل المؤمنين - الدمام
2
أهل الحديث هم الفرقة الناجيةتسجيلات منهاج السنة - الرياض
3
أهمية التوحيد 1/2 جامع قرطبة - عنيزة تسجيلاتمنهاج السنة - الرياض 18/11/1417
4
الاعتصام بالكتاب والسنة - الرياض تسجيلاتسبيل المؤمنين - الدمام
5
الاعتصام بالكتاب والسنة - جدة تسجيلات سبيل المؤمنين - الدمام
6
الاعتصام بالكتاب والسنة - جيزان تسجيلات سبيل المؤمنين - الدمام
7
الاعتصام بالكتاب والسنة 1/2 تسجيلات منهاج السنة - الرياض 15/5/1417
8
الاعتصام بحبل الله تسجيلات ابن تيمية - الخبر
9
التحذير من الفتن 1/2 تسجيلاتمنهاج السنة - الرياض
10
تقوى الله وآثارها الطيبة في... 1/2 تسجيلات منهاجالسنة - الرياض
11
توجيهات عامة
12
توجيهات عامة - أبو عريش تسجيلات منهاجالسنة - الرياض
13
جلسة في الرياض تسجيلات منهاج السنة - الرياض 14/5/1417
14
جلسة في الطائف تسجيلات سبيل المؤمنين - الدمام 3/1/1416
15
الحث علىالاجتماع والائتلاف تسجيلات منهاج السنة - الرياض
17
الرد على جماعة التبليغتسجيلات منهاج السنة - الرياض
18
السنة بين الغلو والتقصير 1/2 تسجيلات منهاجالسنة - الرياض
19
الشباب ومشكلاته تسجيلات منهاج السنة - الرياض
20
صدعدوان الملحدين 1/2
21
صفات الأبرار 1/2 تسجيلات منهاج السنة - الرياض
22
العقيدة أولاً تسجيلات سبيل المؤمنين - الدمام
23
غربة التوحيد والسنة - الرياضتسجيلات منهاج السنة - الرياض 12/7/1415
24
الفرقة الناجية أصولها ووسائلها 1/2تسجيلات سبيل المؤمنين - الدمام
25
فضل العلم وأهله 1/2 تسجيلات منهاج السنة - الرياض
26
فضل العلم وأهميته - جيزان تسجيلات منهاج السنة - الرياض
27
كلمةفي المعهد العلمي بالرس تسجيلات منهاج السنة - الرياض 17/11/1417
28
لقاءالشيخين العثيمين وربيع - عنيزة تسجيلات منهاج السنة - الرياض 18/11/1417
29
اللقاء المفتوح الثاني بين العثيمين والمدخلي تسجيلات سبيل المؤمنين - الدمام
30
لقاء بين الشيخين العثيمين والمدخلي-جدة تسجيلات منهاج السنة - الرياض
31
لقاء مع طلبة العلم بالرس تسجيلات منهاج السنة - الرياض 17/11/1417
32
لقاء مع طلبة العلم بعنيزة تسجيلات منهاج السنة - الرياض 18/11/1417
33
لقاءمفتوح مع فضيلته في جدة تسجيلات سبيل المؤمنين - الدمام
34
محاضرة في الجبيل 25/6/1416
35
المخرج من الفتن 1/2 تسجيلات منهاج السنة - الرياض
36
مخيمالربيع بالكويت 1/5 1416
37
مرحبا يا طالب العلم 1/2 - الجبيل تسجيلات سبيلالمؤمنين - الدمام
38
من القلب إلى القلب 1/2 تسجيلات منهاج السنة - الرياض
39
من هم المرجئة؟ تسجيلات منهاج السنة - الرياض
41
مناظرة عن أفغانستانتسجيلات منهاج السنة - الرياض (سلفية الألباني)
42
منهج الأنبياء في الدعوة 1/2تسجيلات منهاج السنة - الرياض
43
منهج السلف في الدعوة إلى الله - جيزانتسجيلات منهاج السنة - الرياض
44
ندوة: أثر الكتاب والسنة (الجبرين وربيع) تسجيلات منهاج السنة - الرياض
45
ندوة: حول التنظيمات ربيع والعسكر 1/2
46
ندوة: عن الجهاد 1/2 (ابن جبرين وربيع)
47
ندوة: وقفات في المنهج ربيع وحمدالعثمان 1/2 (الكويت)
48
النقد منهج شرعي 1/2 تسجيلات منهاج السنة - الرياض
49
وجوب الاتباع لا الابتداع تسجيلات سبيل المؤمنين - الدمام
50
وجوبالاعتصام بالكتاب والسنة 1/2 -الرس تسجيلات منهاج السنة - الرياض 17/11/1417




([1])
الطبعة الأولى 1419 هـ، توزيع: دار الطيب - القاهرة.
([2])
انظر: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) ص 9.
([3])
كما سيأتي في: 23-فصلفي منهج الموازنات.
([4])
كما سيأتي في البابين الثالث والرابع.
([5])
شريط: (التحذير من الفتن) الجزء 2.
([6])
شريط: (الاعتصام بالكتاب والسنة - جيزان).
([7])
انظر على سبيل المثال: شريط (توجيهات عامة).
([8])
شريط: (أهل الحديثهم الفرقة الناجية).
([9])
شريط: (أهل الحديث هم الفرقة الناجية).
([10])
شريط: (أهل الحديث هم الفرقة الناجية).
([11])
شريط: (أهل الحديث هم الفرقةالناجية).
([12])
شريط: (مناظرة عن أفغانستان).
([13])
سيأتي في 20- فصل فيالمذاهب الأربعة.
([14])
كان ذلك في حياة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
([15])
شريط: (صفات الأبرار).
([16])
شريط: (صفات الأبرار).
([17])
شريط: (غربة التوحيد والسنة).
([18])
انظر: الباب الخامس.
([19])
شريط: (ندوة حولالتنظيمات والجماعات).
([20])
هل يفهم منه أن الأخذ بالسنة وإنكار الكتابة علىالقبر تشدد؟ وأن الألباني متساهل؟
([21])
وهذا دليل على أن الشيخ الألباني أقوىفي السلفية من الشيخ ربيع.
([22])
تكلم الشيخ ربيع بهذا الكلام في أوائل شريط: (مناظرة عن أفغانستان)، ويباع هذا الشريط لدى تسجيلات منهاج السنة بالرياض، وقدقامت بحذف هذا المقطع من الشريط مؤخرا! وعندي كلا النسختين الكاملة والناقصة منالتسجيلات نفسها.
([23])
انظر: (أحكام الجنائز) ص 260.
([24])
شريط: (مرحبايا طالب العلم).
([25])
شريط: (من هم المرجئة).
([26])
كلمة غير واضحة.
([27])
شريط: (مناظرة عن أفغانستان).
([28])
شريط: (وجوب الاتباع لاالابتداع).
([29])
انظر: المقاييس في اللغة لابن فارس 2/277، واللسان،والقاموس.
([30])
انظر: تفسير ابن كثير، وتفسير الجلالين، واللسان.
([31]) .
rفي 21-فصل في دفن النبي
([32])
شريط: المخرج من الفتن (1).
([33])
شريط: المخرج من الفتن (1).
([34])
شريط: (لقاء طلبة العلم في الرس).
([35])
شريط: (مرحبا يا طالب العلم).
([36])
انظر: الخطاب الذهبي للشيخ بكر أبو زيد ص 10.
([37])
مكتوب بخط اليد في 107 صحيفة من القطع الكبير، يصور ويباع.
([38])
مكتوب بخط اليد في 24 صحيفة من القطع الكبير، يصور ويباع.
([39])
في 86 صحيفة منالقطع المتوسط، نشر دار الفتح، الشارقة، الامارات، ط1 عام 1414هـ.
([40])
شريط: (غربة التوحيد والسنة).
([41])
شريط: (جلسة في الطائف).
([42])
انظر: الأبواب الرابع والخامس والسادس.
([43])
انظر: العقيدة في الله للدكتور عمرالأشقر ص 9-18، والوجير في عقيدة السلف لعبدالله الأثري ص 17-19، والتعريفاتللجرجاني ص 196، والكليات للكفوي ص 151، ولسان العرب، والقاموس.
([44])
انظر: تفسير الطبري (المائدة 48)، ولسان العرب، والقاموس المحيط.
([45])
انظر: تفسيرالطبري (المائدة 48)، وتفسير القاسمي 6/233.
([46])
انظر: تفسير الطبري (المائدة 48) رقم 12137 شاكر، وتفسير عبدالرزاق 1/192، وتفسير ابن أبى حاتم 4/1152، وتفسيرابن كثير 3/129.
([47])
انظر: تفسير ابن كثير 3/129.
([48])
انظر: تفسيرالطبري (المائدة 48) رقم 12130 و12140 شاكر، وتفسير ابن أبى حاتم 4/1152.
([49])
كما في زاد المسير لابن الجوزي 2/372.
([50])
شريط: (ندوة حول التنظيمات).
([51])
شريط: (مخيم الربيع بالكويت - الجلسة الخامسة).
([52])
ما زعمهالشيخ أن عقائد الخوارج سلفية غير صحيح، انظر في الرد عليه الفصل الآتي برقم 16-فصلفي الخوارج، بالإضافة إلى أنه يخالف منهجه في الموازنات، انظر: 23-فصل في منهجالموازنات.
([53])
شريط: (لقاء مفتوح مع فضيلته في جدة).
([54])
شريط: (لقاء مفتوح مع فضيلته في جدة).
([55])
شريط: (مخيم الربيع بالكويت - الجلسةالثانية).
([56])
مجموع الفتاوى 4/50.
([57])
شريط: (أهمية التوحيد).
([58])
تفسير ابن كثير (الروم: 30) 6/313، ط: دار طيبة.
([59])
انظر (التحفة المهدية شرح التدمرية) للشيخ فالح بن مهدي رحمه الله ص 29-30.
([60])
انظر هذه الروايات في تفسير الطبري: (سورة الأعراف: 180).
([61])
انظر: كتابالتوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: باب: {ولله الأسماء الحسنى}، ومعارجالقبول للشيخ حافظ الحكمي رحمه الله 1/88-89، والتحفة المهدية شرح التدمرية للشيخفالح بن مهدي رحمه الله ص 33.
([62])
كذا قال بالنص، وكأنه أراد أن يقتصر على (قضايا المسلمين الدينية) فقط، فاستدرك نفسه فقال (ال، أو، كلها) أي الدينيةوالدنيوية.
([63])
شريط: المخرج من الفتن (2).
([64])
شريط: المخيم الربيعيبالكويت - الجلسة الثالثة.
([65])
انظر: مجموع الفتاوى 10/278.
([66])
انظر: القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين 2/263-264.
([67])
انظر: أضواءالبيان للشنقيطي في تفسير قوله تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} [الشورى: 10] 7/162-173.
([68])
انظر: تيسير العزيز الحميد: باب من أطاعالعلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله... ص 550-553، وباب احترام أسماء الله تعالىوتغيير الاسم لأجل ذلك، ص 615-616، ورسالة تحكيم القوانين للشيخ محمد بن إبراهيم آلالشيخ، والقول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين 2/154-163، و2/261-262.
([69])
الشيخ حافظ الحكمي في معارج القبول 1/350 و 359 و 435، وانظر: مدارجالسالكين 1/32-33.
([70])
انظر: تطهير الاعتقاد للصنعاني ص 16.
([71])
انظر: مجموع الفتاوى 10/255 و284، وشرح الطحاوية ص 79 - 87 (ط 5 - المكتبالإسلامي)، وحقيقة التوحيد للعلياني ص 96-115، والمدخل لدراسة العقيدة الإسلاميةللبريكان ص 96.
([72])
انظر: دعوة التوحيد للهراس ص 96.
([73])
انظر: فيمعنى توحيد الحاكمية - بالإضافة إلى المواضع المذكورة في التعليقات السابقة -: مجموع فتاوى شيخ الإسلام 1/97-98، 7/70، 12/339-340، 14/328-329، 27/58-59، 35/362-363 و387 و407-408، ومنهاج السنة 5/128-132، وإعلام الموقعين 1/49-51،وتفسير المنار 6/404-409، وأضواء البيان للشنقيطي 2/101-104، و3/409-457، و4/82-85،وتعليق أحمد شاكر على المسند 6/303، وعمدة التفسير 4/155-158 و 171-174.
([74])
شريط: أهمية التوحيد.
([75])
شريط: المخرج من الفتن 2.
([76])
شريط: (ندوةعن الجهاد).
([77])
انظر: 17-فصل في الخوارج.
([78])
شريط: (مناظرة عنأفغانستان).
([79])
شريط: أهمية التوحيد.
([80])
شريط: (من القلب إلىالقلب).
([81])
انظر: تفسير الظلال 2/826 (مقدمة تفسير سورة المائدة).
([82])
شريط: (صفات الأبرار).
([83])
شريط: (ندوة حول التنظيمات).
([84])
حاشية كتابه (الحد الفاصل) ص 39.
([85])
انظر: 47-فصل في تكفير سيدقطب.
([86])
شريط: (غربة التوحيد والسنة).
([87])
شريط: (مخيم الربيعبالكويت - الجلسة الرابعة).
([88])
انظر: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 1/348-349، 3/347-349، 7/394 و684-686، 10/363-366 و 370-372، والاستقامة 1/162-165، والاعتصام للشاطبي 2/200-202 و256-258، والجرح والتعديل للقاسمي ص 3
([89])
مجموع الفتاوى: 3/349.
([90])
انظر: مجموع الفتاوى 10/373.
([91])
الحد الفاصل ص 5.
([92])
انظر في العفو عن العلماء لتأويلهمواجتهادهم مجموع الفتاوى 4/195.
([93])
في الفصل رقم 32 (فصل في أقواله في بعضالعلماء المتقدمين).
([94])
شريط: (مخيم الربيع بالكويت - الجلسة الثالثة).
([95])
انظر المفهم للقرطبي 1/233.
([96])
شرح النووي على مسلم 2/24.
([97])
المسند 3/404، قال الأرنؤوط: حسن لغيره 24/49، ورواه ابن أبى عاصمفي السنة رقم 1096، وقال الألباني: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
([98])
انظر: شرحالنووي على مسلم 2/26
([99])
قلت: أنى لك أن تصل إلى السلطان الجائر فضلا عن أنتأخذ بيده وتخلو به!؟ وقد تواتر عند عوام الناس فضلا عن عقلائهم أن من نصح سلطاناجائرا، ولو سرا، فإنه لا يسلم من شره وأذاه غالبا!
([100])
رقم 2264 وصححهالألباني في صحيح الجامع 2599.
([101])
رواه مسلم في الإيمان حديث رقم 49.
([102])
انظر: شرح النووي على مسلم 2/21-22.
([103])
رواه مسلم 12/242 نووي.
([104])
أول حديث في المسند 1/2، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (1/153).
([105])
رواه مسلم في الإيمان حديث رقم 49.
([106])
كما في شرحالنووي على مسلم 2/23
([107])
الطرق الحكمية ص 39.
([108])
حديث صحيح رواهأحمد وغيره كما تقدم.
([109])
وهو في الصحيحين: البخاري رقم 7098 (الفتح)،ومسلم 18/117 (نووي).
([110])
شرح مسلم 18/118.
([111])
المستدرك 3/195،ورواه الخطيب في تاريخه 6/377 و 11/302، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 374.
([112])
المسند 4/314، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجالالشيخين 31/125 (طبعة خادم الحرمين الشريفين 1420 هـ)
([113])
قال الحافظ فيالتقريب: ثقة من السابعة.
([114])
انظر المنتقى شرح الموطأ للباجي 7/312.
([115])
الفتح رقم 952.
([116])
شرح النووي 2/21.
([117])
الفتح 2/522. ورواية عبد الرزاق المشار إليها في المصنف برقم 5648.
([118])
مصنف عبدالرزاق 5648.
([119])
الفتح 530، وانظر تذكرة الحفاظ 1/37.
([120])
الفتح 530
([121])
انظر: الفتح 530
([122])
رقم 4827.
([123])
انظر: الفتح: تفسير سورة الأحقاف 8/440، وتفسير ابن كثير [الأحقاف: 17].
([124])
رقم 2545
([125]) 7058
([126])
الفتح 13/12.
([127])
سير أعلام النبلاء 4/38.
([128])
وانظر كتاب (الحسبة والمحتسبون في الإسلام) للشيخ د. طارق الطواري.
([129])
شريط: (الشباب ومشكلاته).
([130])
شريط: (المخرج من الفتن-1).
([131])
شريط: (الشباب ومشكلاته).
([132])
شريط: (من القلب إلى القلب).
([133])
شريط: (المخيم الربيعي بالكويت - الجلسة الثانية).
([134])
الفصل 23.
([135])
انظر (رسائل الغرباء 2 - صفة الغرباء) ص 235-252.
([136])
لهطبعتان: الطبعة الأولى عام 1992م نشر مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة المنورة،والطبعة الثانية 1413 هـ نشر دار المنار، الرياض.
([137])
انظر مقدمة الكتاب (أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية...).
([138])
شريط (غربة التوحيدوالسنة).
([139])
مجموع الفتاوى 4/186.
([140])
سلسلة الأحاديث الصحيحةالمجلد الأول القسم الثاني ص 932.
([141])
غارة الأشرطة 1/9.
([142])
شريطمخيم الربيع بالكويت - الجلسة الرابعة.
([143])
انظر التوحيد لابن خزيمه 1/477-547، وفتح الباري 8/475.
([144])
انظر مجموع الفتاوى 6/509.
([145])
انظر فتح الباري 8/474.
([146])
مجموع الفتاوى 6/510.
([147])
مجموعالفتاوى 6/512.
([148])
مجموع الفتاوى 3/229.
([149])
مجموع الفتاوى 6/509.
([150])
انظر مجموع الفتاوى 10/684.
([151])
فتح الباري 8/474.
([152])
شريط (أهمية التوحيد).
([153])
مجموع الفتاوى 4/21 0
([154])
فتح الباري 6/8
([155])
انظر الاعتصام للشاطبي 1/37.
t([156]) انظر حديث علي بن أبي طالبفي البخاري 3344 وtفي البخاري 6930 ومسلم 7/169 نووي، وحديث أبي سعيد الخدريفيtفي صحيح مسلم 7/159 نووي، وحديث أبي ذرt6931، وصحيح مسلم 1064، وحديث جابرمسلم 7/174 نووي.
([157])
شريط (مخيم الكويت الجلسة الخامسة).
([158])
شريط (مخيم الكويت الجلسة الخامسة).
([159])
شريط (لقاء مفتوح في جدة).
([160])
شريط (ندوة عن الجهاد).
([161])
شريط (ندوة حول التنظيماتوالجماعات).
([162])
شريط (الفرقة الناجية أصولها ووسائلها).
([163])
انظرمجموع الفتاوى 19/71-75.
([164])
انظر: الفصل الاتي برقم 23-فصل في منهجالموازنات .
([165])
لا أظنه خافياً على الشيخ أن عقيدة الإباضية (خوارج العصرالحاضر) على طريقة المعتزلة.
([166])
سيأتي الكلام عن الإخوان والتبليغ فيالفصلين 40 و 41.
([167])
انظر فصل 21.
([168])
شريط (من القلب إلى القلب).
([169])
شريط (مخيم الكويت - الجلسة الخامسة).
([170])
مقتبس من كلام شيخالإسلام ابن تيمية رحمه الله، انظر مجموع الفتاوى 11/18.
([171])
انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، الطبعة الأولى (الهندوسية) ص 531-539، والموسوعة العربية العالمية، الطبعة الثانية 26/186-190.
([172])
شريط: (وقفات في المنهج).
([173])
انظر زاد المعاد 5/341
([174])
مجموعالفتاوى 7/87
([175])
مجموع الفتاوى 31/136
([176])
مجموع الفتاوى 31/114
([177])
انظر إعلام الموقعين 2/30، 3/64 و 237 و 369، وأحكام أهل الذمة 2/756،والجواب الكافي 1/174، والتحفة العراقية 1/64، مجموع الفتاوى 29/155، و31/112.
([178])
انظر إعلام الموقعين 3/ 369، والجواب الكافي 1/174، والتحفة العراقية 1/64، وبغية المرتاد 1/417و434، ودرء التعارض 5/92 و170 و 178، وبيان تلبيس الجهمية 2/356، والنبوات 1/88، والصفدية 1/307، والفتاوى الكبرى 5/232
([179])
انظرمجموع الفتاوى 7/61
([180])
الرسالة ص 51-52.
([181])
انظر الرسالة ص 53-73.
([182])
الرسالة ص 48-49.
([183])
انظر الفصل الآتي بعد هذا: فصل 21.
([184])
مجموع الفتاوى 27/381
([185])
الفصل 15
([186])
فتح الباري 8/474
([187])
الفروع 1/64-65
([188])
مجموع الفتاوى 4/168
([189])
شريط: (مناظرة عن أفغانستان).
([190])
شريط: مخيم الربيع بالكويت - الجلسةالخامسة.
([191])
الفصل 16.
([192])
شريط: وجوب الاتباع لا الابتداع.
([193]) 3-
فصل في رداءة أسلوبه.
([194])
الترمذي 1018، وابن ماجه 1627،وصححه الألباني بمجموع طرقه وشواهده في أحكام الجنائز ص 137
([195])
شريط: (المخيم الربيعي بالكويت - الجلسة الثانية).
([196])
البخاري 428، مسلم 524.
([197])
البخاري 6149، مسلم 3232.
([198])
كلمة غير واضحة، ولعلها كماأثبتنا، ومراد الشيخ رحمه الله واضح.
([199])
شريط: أسئلة وأجوبة الجامع الكبيربالرياض رقم 5.
([200])
شريط: أسئلة وأجوبة الجامع الكبير بالرياض رقم 5.
([201])
شريط: أسئلة وأجوبة الجامع الكبير بالرياض رقم 5.
([202])
انظر: اللقاء الشهري س 246، والصحوة الإسلامية ص 123.
([203])
انظر مقدمة الطبعةالثانية لكتاب (منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم) لأحمد الصويانص 8-9
([204])
شريط (من هم المرجئة).
([205])
شريط (لقاء مع طلبة العلمبالرس).
([206])
شريط (لقاء مع طلبة العلم بالرس).
([207])
شريط (لقاء معطلبة العلم بالرس).
([208])
شريط (من القلب إلى القلب).
([209])
المسند 2/213.
([210])
سيأتي نقل كلامه رحمه الله في جماعتي التبليغ والإخوان وقادتهمفي البابين الخامس والسادس.
([211])
الطبعة الأولى 1412 هـ، دار الوطن، الرياض.
([212])
فقه الواقع ص 10
([213])
شريط: (أهل الحديث هم الفرقة الناجية).
([214])
شريط (من القلب إلى القلب).
([215])
باب قول الله تعالى: (ومنالناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله).
([216])
بدائع الفوائد ج: 3 ص: 634، والطرق الحكمية ج: 1 ص: 5
([217])
إعلام الموقعين ج: 1 ص: 87
([218])
الطرق الحكمية ج: 1 ص: 49
([219])
مدارج السالكين ج: 1 ص: 343
([220])
مدارج السالكين ج: 2 ص: 389، وشرح النونية 2/267.
([221])
حاشيةابن القيم ج: 9 ص: 296
([222])
انظر (وجوب التعاون بين المسلمين) للشيخعبدالرحمن بن ناصر السعدي ص 19
([223])
شريط مخيم الربيع بالكويت - الجلسةالثالثة.
([224])
شريط: صفات الأبرار
([225])
مجموع فتاوى ومقالات متنوعةلابن باز 5/256، وانظر أيضا 6/415.
([226])
منها: (الإسلاميون وسرابالديمقراطية) لعبدالغني الرحال.
([227])
مجلة الأسرة العدد 99 ص 12.
([228])
شريط: ندوة حول التنظيمات والجماعات
([229])
شريط: برنامج نور علىالدرب رقم 5 الوجه (أ) - توزيع مركز الشريط الإسلامي بقسم العلاقات العامة والإعلامبالرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
([230])
خطاب صادر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشادبرقم 2455/ع خ في 7/9/1408 هـ، بتوقيع الرئيس العام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهالله، وصورة الخصاب منشورة في تقرير المنتدى السنوي عام 1420 هـ.
([231])
خطابللشيخ ابن عثيمين موقع في 16/9/1407 هـ، وصورة الخطاب منشورة في تقرير المنتدىالسنوي عام 1420 هـ.
([232])
انظر تقارير المنتدى الإسلامي الأعوام 1415 - 1419- 1420 هـ.
([233])
شريط (فضل العلم وأهميته).
([234])
شريط (أهميةالتوحيد).
([235])
الفصل 19-المطلق والمقيد.
([236])
شريط (من هم المرجئة).
([237])
شريط (الشباب ومشكلاته).
([238])
شريط (فضل العلم وأهله)
([239])
كلمة غير واضحة.
([240])
شريط (مناظرة عن أفغانستان)
([241])
شريط (ندوة أثر الكتاب والسنة) للشيخين عبدالله بن جبرين وربيع المدخلي.
([242])
شريط (الشباب ومشكلاته)
([243])
انظر: ما تقدم 12-فصل في الأدب معالصحابة رضي الله عنهم.
([244])
كذا قرأها {وهل}، والصواب: {هل}.
([245])
كذا قرأها {فإنه}، والصواب: {إنه}.
([246])
شريط (مناظرة عن أفغانستان).
([247])
شريط (غربة التوحيد والسنة)
([248])
شريط (أهل الحديث هم الفرقةالناجية).
([249])
شريط (مناظرة عن أفغانستان)
([250])
شريط مخيم الربيعبالكويت - الجلسة الثانية.
([251])
انظر 25-فصل في المجالس النيابية.
([252])
شريط (ندوة وقفات في المنهج) للشيخ ربيع وحمد العثمان
([253])
شريط (لقاء طلبة العلم بالرس)
([254])
شريط (مخيم الربيع بالكويت) الجلسة الخامسة.
([255])
انظر: الفصل 24.
([256])
انظر الفصل 9 (فصل في التبديع).
([257])
شريط (مخيم الربيع بالكويت) الجلسة الثالثة
([258])
شريط (مخيمالربيع بالكويت) الجلسة الثالثة.
([259])
انظر تقريظه كتاب (التنبيه علىالمخالفات العقدية في فتح الباري) لعلي الشبل ص 23
([260])
انظر (منهج الأشاعرةفي العقيدة) للشيخ سفر ص 27-28.
([261])
الفصل 47.
([262])
نشر دار الوطن،ودار الشبل، الرياض، الطبعة الأولى 1421 هـ.
([263])
نشر دار الهجرة، الثقبة،السعودية، الطبعة الأولى 1413 هـ.
([264])
سيأتي مزيد من التفصيل في كلامه فيسيد قطب في فصل مستقل (فصل 40).
([265])
شريط (صفات الأبرار).
([266])
تقدمنقل كلام الشيخ ربيع في الشيخ ابن باز في الفصل رقم 25 (المجالس النيابية - البرلمانات).
([267])
انظر ما سيأتي في الفصل الآتي برقم 40 حول موقف الشيخ ربيعمن الجماعات الإسلامية.
([268])
انظر ما تقدم في الفصل 26 في المجالس النيابية (البرلمانات) ص 121-122.
([269])
تقدم نقل نص كلام الشيخ ربيع في الفصل 26 فيالمجالس النيابية (البرلمانات) ص 120.
([270])
شريط (المخيم الربيعي بالكويت) الجلسة الثالثة.
([271])
شريط (غربة التوحيد والسنة).
([272])
انظر الفصلالآتي برقم 37 حول موقف الشيخ ربيع من الجماعات الإسلامية.
([273])
شريط (لقاءطلبة العلم بالرس).
([274])
شريط (صفات الأبرار).
([275])
شريط (الاعتصامبالكتاب والسنة - جدة).
([276])
انظر ما تقدم في الفصل 25 في المجالس النيابية (البرلمانات).
([277])
شريط: (مناظرة عن أفغانستان) القديم، وانظر ما تقدم فيالفصل الثاني.
([278])
شريط: (مناظرة عن أفغانستان) القديم، وانظر ما تقدم فيالفصل الثاني.
([279])
اسمع أول شريط (مناظرة عن أفغانستان) - النسخة الأصليةالقديمة.
([280])
شريط: (جلسة في الطائف).
([281])
شريط: (مخيم الربيعبالكويت) الجلسة الرابعة.
([282])
انظر: كتاب (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) ص 5-10.
([283])
شريط (التحذير من أهل الفتن) رقم 2.
([284])
شريط (التحذير منأهل الفتن) رقم 2.
([285])
شريط (مخيم الربيع بالكويت) الجلسة الثانية.
([286])
شريط: (من هم المرجئة).
([287])
كلمة غير واضحة في الشريط ولعلها: (يقام).
([288])
شريط: (مناظرة عن أفغانستان).
([289])
نسبة إلى محمد زاهدالكوثري، جركسي الأصل، فقيه حنفي متعصب ومعادي للدعوة السلفية وأئمتها، مات سنة 1371 هـ بالقاهرة. انظر "الإعلام" 6/129.
([290])
هو الشيخ عبد الفتاح أبو غدة،تلميذ محمد زاهد الكوثري، وزعيم جماعة الإخوان المسلمين في سورية، توفي بالرياضسنة... هـ.
([291])
شريط: (مناظرة عن أفغانستان).
([292])
شريط (من همالمرجئة).
([293])
الفصل 37 وما بعده.
([294])
شريط (غربة التوحيد والسنة).
([295])
شريط (جلسة في الطائف).
([296])
الفصل 37 وما بعده.
([297])
كلمة غير واضحة.
([298])
شريط (مخيم الربيع بالكويت) الجلسة الرابعة.
([299])
شريط (التحذير من الفتن- 2).
([300])
شريط (ندوة عنالجهاد).
([301])
شريط (مخيم الربيع بالكويت) الجلسة الثالثة.
([302])
شريط: (ندوة حول التنظيمات والجماعات-1).
([303])
انظر: فتاوى وكلمات في الموقف منالجماعات للشايجي ص 191-192.
([304])
انظر: فتاوى وكلمات في الموقف من الجماعاتللشايجي ص 199-200.
([305])
انظر: فتاوى وكلمات في الموقف من الجماعات للشايجيص 159-160.
([306])
مجلة المجتمع الكويتية - العدد 1533 - 1 ذو القعدة 1423 هـ - ص 13.
([307])
مجلة المجتمع الكويتية - العدد 1533 - 1 ذو القعدة 1423 هـ - ص 13.
([308])
انظر: فتاوى وكلمات في الموقف من الجماعات للشايجي.
([309])
شريط (المخرج من الفتن - 2).
([310])
شريط (ندوة عن الجهاد).
([311])
شريط (ندوة عن الجهاد مع ابن جبرين).
([312])
شريط (ندوة حول التنظيماتوالجماعات).
([313])
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة).
([314])
شريط (العقيدةأولا).
([315])
شريط (مخيم الربيع بالكويت) الجلسة الثانية.
([316])
أيالدعوة إلى التوحيد.
([317])
شريط (أهمية التوحيد).
([318])
شريط (التحذيرمن الفتن - 2).
([319])
شريط (أهمية التوحيد).
([320])
يعني: هل يفهم من هذاأنه دخلها مكرها؟
([321])
شريط (وقفات في المنهج).
([322])
شريط (مخيمالربيع بالكويت) الجلسة الثانية.
([323])
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة - جدة).
([324])
شريط (ندوة عن الجهاد).
([325])
شريط (أهمية التوحيد).
([326])
شريط (أهمية التوحيد).
([327])
شريط (ندوة عن الجهاد مع الشيخ ابنجبرين).
([328])
شريط (لقاء طلبة العلم بعنيزة).
([329])
شريط (ندوة حولالتنظيمات والجماعات).
([330])
شريط (ندوة عن الجهاد مع ابن جبرين).
([331])
شريط (توجيهات لطالب العلم).
([332])
شريط (تقوى الله وآثارها الطيبة في الدنياوالآخرة).
([333])
شريط (ندوة حول التنظيمات والجماعات).
([334])
شريط (مخيمالربيع بالكويت) الجلسة الثانية.
([335])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسةالثانية).
([336])
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة).
([337])
شريط (الاعتصامبالكتاب والسنة).
([338])
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة).
([339])
شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة).
([340])
شريط (التحذير من الفتن - 2).
([341])
شريط (التحذير من الفتن - 2).
([342])
شريط (التحذير من الفتن - 2).
([343])
شريط (من القلب إلى القلب).
([344])
شريط (التحذير من الفتن - 2).
([345])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسة الثانية).
([346])
شريط (مخيم الربيعبالكويت - الجلسة الخامسة).
([347])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسةالخامسة).
([348])
شريط (جلسة في الطائف).
([349])
شريط (من همالمرجئة).
([350])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسة الرابعة).
([351])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسة الخامسة).
([352])
شريط (الاعتصام بالكتابوالسنة - الرياض).
([353])
شريط (مناظرة عن أفغانستان).
([354])
شريط (غربةالتوحيد والسنة).
([355])
شريط (من القلب إلى القلب).
([356])
شريط (من القلبإلى القلب).
([357])
شريط (ندوة عن الجهاد).
([358])
شريط (من همالمرجئة).
([359])
شريط (من هم المرجئة).
([360])
شريط (الاعتصام بالكتابوالسنة - الرياض).
([361])
شريط (أهمية التوحيد).
([362])
شريط (ندوة حولالتنظيمات والجماعات).
([363])
شريط (غربة التوجيد والسنة).
([364])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسة الثانية).
([365])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسة الخامسة).
([366])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسةالخامسة).
([367])
شريط (من هم المرجئة).
([368])
شريط (من هم المرجئة).
([369])
شريط (من هم المرجئة).
([370])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسةالثانية).
([371])
شريط (من هم المرجئة).
([372])
شريط (مخيم الربيعبالكويت - الجلسة الرابعة).
([373])
شريط (الفرقة الناجية أصولها ووسائلها).
([374])
شريط (من القلب إلى القلب).
([375])
شريط (توجيهات لطالب العلم).
([376])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسة الثالثة).
([377])
شريط (ندوةحول التنظيمات والجماعات).
([378])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسةالثانية).
([379])
شريط (الفرقة الناجية أصولها ووسائلها).
([380])
شريط (التحذير من الفتن - 2).
([381])
شريط (توجيهات لطالب العلم).
([382])
شريط (الفرقة الناجية أصولها ووسائلها).
([383])
شريط (التحذير من الفتن - 2).
([384])
شريط (ندوة حول التنظيمات والجماعات).
([385])
شريط (مخيم الربيعبالكويت - الجلسة الثالثة).
([386])
شريط (الفرقة الناجية أصولها ووسائلها).
([387])
شريط (مخيم الربيع بالكويت - الجلسة الثانية).
([388])
شريط (أهميةالتوحيد).
([389])
شريط (مرحبا يا طالب العلم).
([390])
شريط (من همالمرجئة).
([391])
شريط (مرحبا يا طالب العلم).
([392])
شريط (لقاء طلبةالعلم في عنيزة).
([393])
شريط (توجيهات لطالب العلم).
([394])
شريط (الفرقة الناجية أصولها ووسائلها).
([395])
شريط (من هم المرجئة؟).
([396])
شريط (التحذير من الفتن - 2).
([397])
شريط (مرحبا يا طالب العلم).
([398])
شريط (منهج السلف في الدعوة إلى الله).
([399])
شريط (من القلب إلى القلب).
([400])
شريط (التحذير من الفتن - 2).
([401])
شريط (الفرقة الناجية أصولهاووسائلها).
([402])
شريط (التحذير من الفتن - 2).
([403])
شريط (من القلبإلى القلب).
([404])
شريط (ندوة حول التنظيمات والجماعات).
([405])
شريط (العقيدة أولا).
([406])
شريط (التحذير من الفتن - 2).
([407])
شريط (جلسةفي الطائف).
([408])
شريط (من القلب إلى القلب).
([409])
شريط (من القلبإلى القلب).
([410])
شريط (الفرقة الناجية أصولها ووسائلها).
([411])
شريط (مرحبا يا طالب العلم).
([412])
شريط (ندوة حول التنظيمات والجماعات).
([413])
شريط (مرحبا يا طالب العلم).
([414])
انظر: 8- فصل في التكفير









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-01, 15:27   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
لقاء الجنة
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية لقاء الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-02, 11:04   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الفاضل روميوا وفقك الله لكل خير:
لست أدري ما سبب إدراجك للكتاب فكلامنا ليس عن نهج العلامة ربيع بن هادي المدخلي إنما عن مسألة(هل انتهى زمن الجرح والتعديل) أما الشيخ ربيع فلم أتكلم عنه بشيء أصلا حتى تأتيتي بذاك الكتاب.
على كل حال لقد رد على كتابك فضيلة الشيخ أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان الـمصري
الكتاب: دفع بغي الجائر الصائل على العلامة ربيع بن هادي والمنهج السلفي بالباطل
نبذة عن الكتاب: دفاع عن الشيخ ربيع المدخلي ورد على كتاب "انصر أخاك ظالما أومظلوماً"
تحميل الكتاب:من هنا










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-02, 11:10   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

للفائدة فقط:
فتوى العلامة الفقيه ابن عثيمين:

اقتباس:
قد اطلعت على الكتاب القيم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً: نظرات سلفية في آراء الشيخ ربيع المدخلي) لمؤلفه صالح بن عبد
جاء جواب الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ بعد محاضرةٍ له عبر الهاتف إلى الدُّعاة في الجزائر ، بتاريخ : (23 صفر 1421هـ).

قال السائل: فضيلة الشيخ يوزع عندنا كتاب عنوانه ‘‘ الرد الجليّ على ربيع المدخلي ’’(1) لمؤلف اسمه : صالح بن عبد اللطيف النجدي ، يقول مصنِّفه أنَّ سبب الفتنة في العالم الإسلامي حالياًّ هو الشيخ ربيع، فما رأيكم في هذا ؟ و هل يجوز توزيع مثل هذا الكتاب؟

فأجاب الشيخ ـ رحمه الله ـ بقوله :

(( رأيي أنَّ هذا ليس بصوابٍ، الشيخ ربيع ـ وفَّقه الله ـ رجلٌ معروفٌ، سلفيُّ المنهج، سنيُّ العقيدة، و لا أعلم عنه إلاّ خيراً، و لكنِّي لا أقول إنَّ أحداً من الناس يَسلَم من الخطأ إلاّ من عصمه الله ـ عزَّ وجلَّ ـ ، و لا عصمة إلاّ للرَّسول ـ صلَّى الله عليه و على آله و سلَّم ـ ، و لا أرى أن يُوزَّع هذا الكتاب ؛ لأنَّ هذا لا يزيد الشرَّ إلاَّ شراًّ، و إنِّي أنصح إخواني في الجزائر و غير الجزائر عن هذه الخطوة التي بدأ البعض يخطوها ليفرِّق بين المسلمين، فتجد هذا يؤلِّف للقدح في ربيع و الثاني للقدح في فلان أو فلان، هذا لا يجوز، فأرى أن يدعو الإنسان لإخوانه بالائتلاف و الاجتماع على كلمة الحقِّ، و أن لا يكون داعيةً للتفرُّق و الاختلاف، و أن يدع الشباب هذه الفتنة؛ فتنة الانتصار لشخصٍ دون الآخر، يَدَعُوا هذا حتى يَسلموا من الشرِّ و التفرُّق، و والله إنَّ أعين الأعداء لتقرُّ بمثل هذا الاختلاف، دعوا هذا أيُّها الشباب ، اتركوا هذا ، أقبلوا على فهم كتاب الله و العمل به، و على فهم ما صحَّ عن رسول الله ـ صلَّى الله عليه و على آله و سلَّم ـ و العمل به، و دعوا هذه النِّزاعات الباطلة، التي لا تزيد الأمَّة إلاَّ(2) ...)).


-----------


(1) و قد طبع أيضا بعنوان ’’ انصر أخاك ظالما أو مظلوما: نظرات سلفية في آراء الشيخ ربيع المدخلي ‘‘ ، و مثله ـ أو أسوأ منه ـ الكتاب الآخر ’’ الجامع في الرد على المدخلي من خلال أشرطته ‘‘ لأبي عبد الله النجدي.

(2)حصل هنا انقطاع في التسجيل، ورسالة الشيخ وصلت ـ كما هو ظاهر ـ.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الجرح


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc