بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
كنت قد اطلعت على موضوع له صلة بموضوعك فأحببت أن أنقله :
للسعادة في حياة الإنسان أهمية عظيمة . فهي أساس إستقراره و طمأنينته . وهي
ليست شيئا ماديا يمكن أن يحصل عليها المرء من سوق الأحاسيس . و لكنها شعور داخلي خاص بالأمن و السلام
و الطمأنينة . و في عالم يهيج و يموج بالضغوط المادية و الدنيوية على الأرواح و الأنفس و القلوب تبرز الحاجة في
معرفة الطريق الموصل إلى السعادة و الطمانينة و السلام .
و لست أرى السعادة جمع مال *** و لكن التقي هو السعيد .
ففي ظل الله. و في رعاية الله و كنفة. و في لحظات التضرع له و الإستسلام بين يديه تعالى و في لحظات الخضوع
و السجود له و في مناجاته و الإتصال به في جوف الليل البهيم و حين التفكر في خلقه و استشعار عظمته تناجيه
و تقول : يارب . فيجيبك : عبدي . . تناديه و هو السميع البصير . . فيجيبك : لبيك عبدي لبيك . إنه معك يراك
و يسمعك و يعلم قدر تذللك بين يديه و خضوعك و استسلامك له. . فكيف لا تشعر بالأمن و الإطمئنان؟
( يعلم مايلج فى الأرض ومايخرج منها وما ينزل من السماء ومايعرج فيها وهو معكم أين ماكنتم والله بما تعملون بصير)
"جاء فى الحديث: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصي، فيقول يارب، فتحجب الملائكة صوته، فيكررها يارب، فتحجب الملائكة صوته، فيكررها يارب، فتحجب الملائكة صوته، فيكررها في الرابعة، فيقول الله عز وجل: إلى متى تحجبون صوت عبدي عني؟؟؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي).
يقول الكريم الحليم ( من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا
يعملون )
حين تحيا في كنف الله تشعر بعظمته . . و تعلم ضعف ما سواه . . و من قوته تستمد قوة غير قوتك البدنية ( و من يتوكل
عليه فهو حسبه. . ) ( إن معي ربي سيهدين . . ) . كيف تضل و الله معك ؟
يقول المصطفى صلى عليه ربي تعالى و سلم موجها كلامه ل عبدالله بن عباس رضي الله و كان غلاما ( ( يا غلام ، إني
أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم
أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك
بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) .
أخي الحبيب / إعلم لو أن أمة الأرض بخزائنها و أموالها و أطبائها . سعوا لك في السعادة . فلن تنالها مالم يرد الله
لك ذلك . و اعلم أنك تستطيع أن تعالج نفسك من هموم الدنيا و ضغوط الحياة بلحظة صدق تلجأ فيها إلى الله . فتبكي
بين يديه و تدعوه أن يفرج همك و غمك و ما كدر عليك صفو عيشك .
يقول الله تعالى : إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع الي يديه يقول: يارب يارب، فأردهما