لقد اصبح العلم لا يفارق التلميذ طول اليوم. ففى صباح كل يوم يرفعه وينزعه عند نهايته . وفى القسم معلق امامه بجانب السبورة. وفى مدخل المدرسة يرفرف فوق الباب الرئيسى. لقد اصبح المسكين يلازمه فى كل مكان وربما حتى فى احلامه حتى بات مملا ليس فقط من طرف التلاميذ بل حتى المعلمين والاساتذة والاداريين على السواء.هل هكذا يا السى بن بوزيد نغرس الوطنية عند ابنائنا ؟ ان " حب الوطن من الايمان " كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. اننا نرى العكس اليوم بحيث كان ذو قيمة فى بداية الامر لما كان يرفع فى بداية الاسبوع وبنزل فى اخره. اما اليوم فاصبح الجميع معقدين عند رؤيتة مثل الثور الهائج فى حلبة المصارعة. المصارعة. ان هذه الطريقة المقلدة بدات فى استعمالها امريكا لان الشعب الامريكى يدرك تمام الادراك ما معنى العلم والوطنية وانتم قلدتموهم لترضى عليكم امريكا والعم سام والا ما الفائدة من هذا التقليد ؟ لماذا لم تقلدوهم فى اور اخرى بدءا بالديموقراطية مرورا بالاصلاحات الجيدة للمنضومة التربوية وانتهاء بالعلم والتكنولوجيا... ؟ هل الموظفين فى وزارة التربية الوطنية يرفعونه يا سيادة الوزير مثل باقى المؤسسات التعليمية التى فرضت بها ؟ ام الوطنية توجد سوى فى المدرسة التى تكون " الوطنيين " كما تفكرون !!! ان كان بالفعل رمزا للوطنية كما تزعمون فلماذا لا نرفعه فى كل مؤسسات الدولة فى الصباح وننزله عند نهاية العمل فى المساء ؟ ولماذا لا نرفعه فوق اسطح كل البيوت لاننا بالفعل وطنيين. ان الوطنية تربية قبل كل شىء ويكتسبها الطفل فى بيته اولا. هل يرفع العالم هناك ؟ والله ان جل البيوت لا تملك هذا العالم. واذا كان بالفعل هذا رمز الوطنية فما على الدولة الا ان توزع على جميع المواطنين هذه الاعلام وتفرضها عليهم بحكم القانون كالضريبة. هل الوطنيين المخلصين الذين ماتوا على الجزائر كانوا يرفعون العلم كما يفعلوه ابناؤنا اليوم فى مدارسهم ؟ هل تعتقدون ان هذا الجيل الجديد سيحب وطنه اكثر من اسلافه ؟ اننا نقول وبحكم ما نشاهده ونعيشه اليوم لا والف لا فاتركوهم لاحوالهم لعل الله يهديهم قبل ان ينفلتوا باتجاه الغرب الذى يفتح لهم صدره ويغر بهم ليبعدهم عن اوطانهم. ان العلم يبقى رمزا من رموز كل دولة ولا ينبغى لنا ان نجعل منه لعبة بين ايدى العابثين. ان الكثير من المؤسسات العمومية يرفرف فوقها علم ممزق موسخ سوء المنظر... لماذا ؟ اليست هذه مذلة لهذه الراية ؟ لقد اصبح مملا وهذه هى حالة الروتين فى كل شىء. لقد يئس الجميع من هذه السياسات الجوفاء التى لا تهدف لشىء سوى الى كسر رؤوس الناس وانشغالهم حتى لا يفكرون فى امور اخرى. بارك الله فيكم والسلام عليكم.