شكرا لكم أخواتي وإخوتي فردا فردا لردودكم وشعوركم النبيل.
أنا ما كنت لأكتب هذا الموضوع لولا شعوري بالضيق لأنه عندما يعيش الإنسان وهو يشتاق لكل شيء حتى الأمور التافهة تخيلوا مثلا أنا ولا مرة في حياتي تبللت بماء المطر,فعندما كنت أدرس في الإبتدائية كنت في بعض أيام فصل الشتاء لا آخذ معي للمدرسة معطف أو حتى مظلة لكي أتبلل إذا هطلت الأمطار وعندما تهطل الأمطار وأنا في الفصل أفرح كثيرا لأني كنت ومازلت أتمنى المشي تحت المطر,ولا أدري إن كان لحسن حظي أو لسوء حظي ولكن عند خروجي أجد أبي في مكتب المدير ينتظرني بما أنه صديقه فيأتي مبكرا ويجلس في مكتبه ينتظرني,تصوروا يلبسني معطفا من الحجم الكبير,أكمام تغطي كل يداي وطويل يصل حتى الكعبين والقبعة تغطي ليس رأسي فقط وإنما نصف وجهي والمظلة فوق رأسي ويمسكني من يدي ونوعا ما يجرني للبيت لأني لا أرى الطريق بفضل القبعة.
تصوروا أن تتمنو الشعور بالمطر,تتمنو ركوب القطار,لمس الثلج,البكاء دون أن يسألكم أحد ما بكم,تصوروا كيف تكون حياتكم دون ذكريات,دون أخطاء,دون هفوات لأنه لم يسمح لكم أن تخطؤوا,أن يكون جسمكم دون خدش لأنه لم يسمح لكم بالوقوع أو لعب أي ألعاب خطرة أو شبه عنيفة تصوروا أن يكون تاريخ حياتكم مكونا من مرحلتين فقط(رضيع حتى سن 11 ثم بالغ حتى الآن)لا طفولة ولا مراهقة ولا ذكريات.
أتصدقون في بعض الأحيان أتمنى لو كنت أخطأت في حياتي حتى تكون لي ذكرى فأنا حياتي دون ذكريات,فعندما تحاولون تذكر حياتكم ولا تجدون فيها سوى بعض الفلاشات تشعرون بأن حياتكم بدون جدوى وكأنكم لم تعيشوها وكأن عمركم سرق منكم وأنتم تنظرون ولم تفعلوا شيئا وتجدون أنفسكم تسبحون في فراغ فراغ كبييييييييييييييييييييير في ذاكرتكم وروحكم وكل شيء حولكم,إنه شعور رهيب لا أتمناه حتى لألد أعدائي وليس لدي لأنه لم يسمح لي حتى بالأعداء هههههه هههههه ههههه إن شر البلية ما يضحك والسلام عليكم
أختكم في الله إكرام