اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام البرايجي
الإجماع على حرمة الخروج على الحاكم الظالم
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في كتاب منهاج السنة : ( ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة
أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة
المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون
قتال ولا فتنة ، فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا
وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي إزالته )
قال الإمام النووي :
(وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الأحاديث
على ماذكرته وأجمع أهل السنة أنه لاينعزل السلطان بالفسق....) شرح النووي 12/229
الأحاديث
أخرج البخاري في(( صحيحه )) – كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية – ومسلم في
(( صحيحه)) كتاب الإمارة (119)، عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال :
(( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أُمر بمعصية
فلا سمع ولا طاعة )).
أخرج الإمام مسلم في (( صحيحه )) – كتاب الإمارة (123) - عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عليك السمع والطاعة، في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثره عليك ))
أخرج مسلم في (( صحيحه )) (126) – وبوب عليه النووي فقال - : باب في طاعة الأمراء وأن منعوا الحقوق، `
عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال :
سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ! أرأيت أ، قامت علينا أمراء يسألونا
حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ثم سأله ؟ فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية – أو في الثالثة - ؟ فجذبه
الأشعث بن قيس، وقال :
(( أسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ))
وفي رواية لمسلم – أيضاً : فجذبه الأشعث بن قيس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( أسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ))
عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتى وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين فى جثمان إنس ) قلت : كيف أصنع إن أدركت ذلك ؟ قال : ( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ) ( رواه مسلم في صحيحه (127) )
أخرج مسلم في (( صحيحه )) (128) عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال :
(( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم
وتلعنونهم ويلعنونكم ))
قيل : يا رسول الله ! أفلا ننابذهم بالسيف ؟ فقال :
( لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة )
وفي لفظ أخر له :
(( ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعة ))
عن أنس رضى الله عنه قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) قالوا: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب) (حديث صحيح رواه ابن أبى عاصم وصححه الألبانى ) .
عن عرفجة ألا شجعي رضى الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ( من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه ) ( رواه مسلم فى صحيحه )
أخرج البخاري ومسلم في (( صحيحيهما )) (129) عن أبي هريرة رضي الله عنه -، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : (( من أطاعني، فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصي الله، ومن أطاع أميري، فقد أطاعني، ومن عصي
أميري فقد عصاني ))
وفي لفظ لمسلم : (( ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعصى الأمير، فقد عصاني ))
وقد بوب البخاري – رحمه الله – على هذا الحديث في كتاب الأحكام من (( صحيحه ))، فقال : باب قول الله –
تعالي – ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ( (130)
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
(( وفي الحديث وجوب طاعة ولاة الأمور، وهي مقيدة بغير الأمر بالمعصية، والحكمة في الأمر بطاعتهم : المحافظة
على اتفاق الكلمة، لما في الافتراق من الفساد )) ا هـ.
أخرج البخاري في ( صحيحه )) – كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة – للإمام ما لم تكن معصية -،
عن أنس ابن مالك – رضي الله عنه -، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( أسمعوا وأطيعوا، وأن أستعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ))
أخرج البخاري ومسلم في (( صحيحيهما )) (131)، عن عبادة ابن الصامت – رضي الله عنه -، قال :
دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعناه، فكان فيما أخد علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا
ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأسره علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال :
(( إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ))
هذا لفظ لمسلم.
وقد أخرجه ابن حبان في (( صحيحه )) (132) بلفظ :
(( أسمع وأطع في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك وأثره عليك، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك إلا أن يكون معصية ))
أخرج ابن حبان في (( صحيحه )) (136)، عن عبد الله ابن الصامت، قال : قدم أبو ذر على عثمان من
الشام، فقال :
يا أمير المؤمنين ! أفتح الباب حتى يدخل الناس، أتحسبني من قوم يقرأ ون القرآن لا يجاوز حناجرهم،
يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، ثم لا يعدون فيه، حتى يعود السهم على فوقه، وهم شر الخلق والخليقة. والذي نفسي بيده لو أمرتني أن أقعد لما قمت ،ولو أمرتني أن أكون قائماً لقمت ما أمكنني رجلاي، ولو ربطتني على بعير لم أطلق نفسي حتى تكون أنت الذي تطلقني . ثم أستأذنه يأتي الربذة، فأذن له فأتاها ،فإذا عبد يؤمهم فقالوا :أبو ذر فنكص العبد، فقيل له : تقدم، فقال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث :
((أن أسمع وأطيع، ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف ...))الحديث .
عن العرباض بن سارية رضى الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اتقوا الله وعليكم بالسمع والطاعة وان كان عبداً حبشياً وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى ) ( حديث صحيح روته أحمد وأبو داود والترمذى وصححه ابن حبان ) .
عن عدى بن حاتم رضى الله عنه قال : قلنا يا رسول الله لا نسألك عن طاعة التقى. ولكن من فعل وفعل ( وذكر الشر ) ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا) (حديث صحيح رواه ابن أبى عاصم وصححه الألبانى)
عن عياض بن غنم رضى الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (من أراد أن ينصح لذى سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذى عليه (حديث صحيح رواه أحمد وابن أبى عاصم والحاكم والبيهقي وصححه الألباني) .
عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)( ستلقون بعدى أثرة فاصبروا حتى تلقونى ) ( حديث صحيح رواه الشيخان )
أخرج ابن أبي عاصم في (( السنة )) (138) عن أبي امامة الباهلي، قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول :
(( أنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم وصلوا خمسكم ،وصوموا شهركم، وأد رأوا
زكاة أموالكم، طيبة بها نفوسكم وأطيعوا أمرائكم، تدخلوا جنة ربكم )). إسناده صحيح.
أقوال أهل العلم
قال شيخ الإسلام – رحمه الله - :
((وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهي الله عنه من معصية ولاة الأمور وغشهم ،والخروج عليهم
– بوجه من الوجوه -، كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديماً وحديثاً، ومن سيرة غيرهم )) (141)
وقال الفضيل: لو كانت لى دعوة مستجابة لم أجعلها إلا فى إمام لأنه إذا صلح الإمام أمن البلاد والعباد . أ.هـ . (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللاكائى جـ1) .
قال الأشعرى( ) فى كتاب مقالات الإسلاميين 2 ـ 451 ط استنبول: إن أهل الحديث اتفقوا على أن السيف ( استخدام السلاح فى تغير السلطة ) باطل ولو قتلت الرجال وسبيت الذرية وان الإمام قد يكون عادلا ويكون غير ذلك وليس لنا إزالته وان كان فاسقا وأنكروا الخروج على السلطان ولم يروه .
قال الطحاوى( )رحمه اللهء: ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وان جارو ، ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية ، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة ( العقيدة الطحاوية ـ 428 منشورات المكتب الاسلامى )
قال القرطبى( )ءرحمه اللهء: والذى عليه الأكثر من العلماء أن الصبر على طاعة الإمام الجائر أولا من الخروج عليه لان فى منازعاته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف ، وإراقة الدماء وانطلاق أيدى السفهاء ، وشن الغارات على المسلمين والفساد فى الأرض (انظر: تفسير القرطبى / 2/108ـ109 )
قال الحافظ ابن كثير( )ءرحمه اللهء: والإمام إذا فسق لا يعزل بمجرد فسقه على أصح قول العلماء ولا يجوز الخروج عليه لما فى ذلك من إثارة الفتنة ووقوع الهرج وسفك الدماء الحرام ونهب الأموال وفعل الفواحش مع النساء وغيرهن وغير ذلك مما كل واحدة فيها من الفساد أضعاف فسقه كما جرى مما أتقدم إلى يومنا هذا (ابن كثير/ البداية والنهاية / 8 / 223 ـ
224 )
قال أبو زرعة( ) –رحمه اللهء: ولا نكفر أهل القبلة بذنوبهم ونكل أسرارهم إلى الله عز وجل ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين فى كل دهر وزمان ، ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال فى الفتنة ، ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يداً من طاعة ونتبع السنة والجماعة . أ.هـ . (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللاكائى جـ1) .
قال الثورى( ) –رحمه اللهء يا شعيب لا ينفعك ما كتبت حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد ماض إلى يوم القيامة والصبر تحت لواء السلطان جار أم عدل. أ.هـ (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللاكائى جـ1) .
|
والله أنا أتعجب منكم كأنكم لا تعيشون بيننا .
تقولون لا يجوز الخروج على الحاكم إلا إذا أمر بمعصية طيب :
ماذا تقول في حاكمك الذي أصدر قرارا بالنسبة للمرأة التي تريد استخراج بطاقة الهوية أن تأخذ لها صورة منزوعة الخمار ثم بعد أن ضغط عليه الشعب وهو لم يكن يتوقع هذا الرفض والإعراض عن هذا المنكر تنازل وطلب فقط أن تعري المرأة أذناها وبالطبع جزء كبير من الوجه وكذلك بعض الشعر حتى يعرف لون شعرها بالنسبة لجواز السفر.أليس هذا أمر بمعصية أم ماذا تسميه؟هل ترضى هذا لأهلك إن هؤلاء الحكام سوف يكونون أسعد مايكون لو يروا إماء الله متبرجة وما هذا القانون الخبيث الذي سنه حاكمك إلا بداية في هذا الطريق ولسنا ندري ما هو القادم .
في تونس أخي الكريم هناك بعض المناطق لا يرفع فيها الأذان اطلاقا وكأنك لست في بلد مسلم .
كذلك يمنع على المرأة أن تلبس الحجاب الشرعي وكل من تلبس الحجاب تدفغ غرامة وهذه القصة جرت مع زوجة عمي وبناته كن في تونس ذات عام وهن متحجبات استوقفتهن الشرطة وطلبت وثائقهن ولما سألتهم زوجة عمي لماذا قال لها الشرطي هذا اللباس ممنوع ولما اطلع على بطاقة الهوية وجدهن انهن سائحات وجنسيتهن ليست تونسية فاعتذر الشرطي وأطلق سراحهن.عجيب أمر حاكمك حتى في فرنسا أو في بلاد الكفر لا تتضايق النساء بسبب الحجاب أبدا بل يلقين الإحترام كل الإحترام.
حاكمك في تونس يمنع اطلاق اللحى الا برخصة محددة الزمن والله عجيب عجيب كيف تدافع عن حاكم ليس يأمر بمعصية فقط بل يحارب الاسلام والمسلمين.
تعرف أخي اكريم ماذا قالت إحدى النائبات في البرلمان التونسي وعلنا في القنوات التونسية والتسجيل موجود ان أردت الرجوع اليه قالت :إن هذا الأذان يلوث السمع....ولاحول ولا قوة الا بالله كل هذا الجرم العلني ولم يحاسبها حاكمك.
وهذا جزء يسير من جرائم حاكمك تجاه الشعب والدين ولا الوقت ولا المكان يكفي للسرد.
تلاحظأخي الكريم أني ركزت كثيرا على تونس فلا تظن أن المجرمين هم في تونس بل كل حكام الأمة الإسلامية دون استثناء يشملهم هذا الكلام والوصف.