ان الاسباب الحقيقية التي جعلت من الشباب الجزائري و بكل الاعمار يفعل ما فعله من تخريب و تكسير و حرق لكل ما هو امامه ، تعبير منه عن قهر و حرمان و عدم الاكتراث به من دولته ، فهو يلفت انتباه الدولة و المسؤولين بانه فرد له حقوق في هاته البلاد و الريع له حق فيه ، له حق في الدراسة كغيره من ابناء الشعب ، لهه الحق في التكوين في الشغل في الزواج في العيش الكريم ، ماذا تنتظر من مراهق يرى اباه و هو يصارع الحياة من اجل لقمة العيش فلا يراه تقريبا الا يوم الجمعة ليعيش ابنائه ، او يرى اخاه الذي درس و تخرج من الجامعة و هو ينتظر حصوله على اي منصب شغل و لسنوات ، او يرى وضعه في كل هذه الضروف المحيطة به ، شخص غير مرغوب به في العائلة لانه لا يشتغل، فيخرج صباحا باكرا لكي لا يتعرض لاي اهانات من عائلته ، يترك البيت يعيش مع اهاته و هو يرى انداده من الشباب من يفتح دكانه ، و من يذهب الى الدراسة سواء في الجامعة او الثانوي ، و هو قابع بين قوسين حياته متوقفة الى حين معدومة ، فماذا تنتظر من شخص يرى نفسه محطم من كل النواحي ، اجتماعيا اسريا و ماديا ، يبحث عن اي شغل لايجد حتى و ان وجد ، فاصحاب العمل في الجزائر ان لم اقل كلهم مصاصي دماء ، يكره الشغل لانه يرهقه و لا يوفر له ما يتمنى ان يصل و يثبو اليه ، حياة عادية كاي شاب له امكانات لا نقل ممتازة بل في المستوى ، يفكر في الرحيل لانه يرى لا طائل من بقائه هنا ، لا ينجح لانه سمع و راى شباب حيه ذهبو فمنهم من قضى نحبه في بحر و منهم من هو داخل السجون سواء ايطاليا او غيرها من دول الضفة الاخرى التي يحلم شبابنا دخولها لانها الجنة ، رغم يقينهم بان امر صعب و يكاد يكون مستحيل ان تنجح بطريقة كهذه ، لكنه يهوى ان يجرب لانه الحظ الاخير و يجب المغامرة ، انا لا اتكلم عن من ليس لهم مستويات علمية بل حتى اصحاب الشهادات الجامعية من رمو بانفسهم في قوارب الموت علهم يجدو من يحقق لهم و لو حلمهم بان يشتغلوا ، كل هذا يجعل من كل هذه الضروف وقودا حيا صالح للتاجج في اي وقت ، لست ادري ما هو السبب الذي جعل كل هذه الافواج تتجمهر و بشكل جماعي بشكل مفاجيء ، لكن كل الضروف مهياة لذلك ، كل التخريب و الحرق و التكسير هو تعبير من شبابنا عن اهاته و كل ما يعاني ، الذي كان ينتظر بفارق الصبر حلول عام جديد يرى وجها مشرقا يوما في هذه السنة ، لكن يابى مسؤولونا ان يكون دلك .
عوض ان تهتم الدولة بالشباب و ترعى اكبادها ، تقوم بتهميشهم ، و لاجل غير معلوم ، عوض ان تهتم بكل المشاكل التي يعاني منها الشباب ليس الشغل فحسب بل هناك مشاكل اكبر ، كعالم الادمان على المخدرات و الكحول ، عالم الفقر المدقع ، اللصوصية التي استفحلت في بلادنا في السنوات الاخيرة حتى اصبحنا نحسب الف حساب قبل الخروج من البيت ، تترك دولتنا كل هذا يسير عادي كان الامر لايعنيها كان الشباب هذا صنعته ضروفا ليست في الجزائر ، يجب من وضع استراتجية علمية دقيقة و مدروسة و الاكثر انها تكون صادقة لخدمة الشباب ، لان مشكلتنا اننا لا نعمل بوطنية و الا فلن تجد دولتنا شبابا يوما ، بل سترى اكثر من هذا ، يجب النظر في كل الميادين و المجالات ، يجب تنظيم و تاطير الاشياء حتى ياخذ كل من له حق حقه ، يجب ان نتطور ، يجب توجيه شبابنا توجيها حضاريا ، يكون في تفكيره و عيشه ، لا ان يشتغل بالسرقة و يسير اموره بالرشوة و ان يحصل على لقمة عيشه بالمحسوبية و غيرها من الامور التي متفشية في بلاد الى نخاعها ، لم يترك مجالا في حياتنا الا و اصبح مسوسا بكل انواع السوس ، اكيد سوف ياتي يوما تنهار ليست الجدران فحسب بل حت الاسس اذا بقينا بل بقيتم تفكرون بمصلحتكم فقط .