أرجوكم من لديه هذا الكتاب - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أرجوكم من لديه هذا الكتاب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-26, 23:10   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يرغب دون جشع، وأن يكون مهيباً دون عنف أو شراسة. وأن يؤيد القضايا والمبادئ السامية دون كبرياء أو غرور. وأن يكل تصريف الأمور إلى الشعب دون تذمر، وبذلك يمكننا أن نقر أن تفكير كونفوشيوس انطوى على المبدأ السياسي الهام، ألا وهو سيادة الشعب في نظره يجب أن يكون المصدر الحقيقي للسلطة السياسية، وندد بالحكام الذين يغفلون هذا المبدأ، بل إنه برر عن طريق تحمسه لهذه القاعدة السياسية الكبرى، الثورات التي زخر بها التاريخ القديم للصين ضد بعض الأباطرة الظالمين.
ويبدو أن كونفوشيوس لم يتحرر مع ذلك من الآراء الثيوقراطية إذ أنه كان يرى أن الحاكم إنما يستمد سلطته المطلقة من الآلهة، فيجب أن يعمل وفق مشيئتها، غير أن الحكم ليس حكماً مطلقاً لأن الآلهة إنما يمنحون سلطة الحكم لمن يرضى الشعب عن ولايته له، ولا يعطي الشعب ولايته إلا لحاكم عالم عادل، وإلا سقطت ولايته وجاز عزله ( ).
التاوية:
التاوية من المدارس الفلسفية المعارضة للكونفوشيسية رأسها لاو- تسي أو المعلم العجوز حيث أن (لاو) تعني العجوز و(تسي) (المعلم) وولد لاو- تسي حوالي عام 604 ق. م وتشير كلمة (تاو) إلى الدرب أو الطريق وهي تعني في التاوية المصدر أو المبدأ الذي يعمل على أساسه كل ما هو موجود وكلمة (تاو) عرقت بمعاني متعددة منها (الصراة السوى)، (واجب الإنسان) أو (الفضيلة العليا) أو (الغاية المثلى) والتاوية (الطاوية) هي فلسفات دعاة السكينة والطمأنينة، وانصب اهتمام هذه الفلسفات على (العالم الآخر) وسعت إلى إدراك الذات وتهذيب النفس من خلال تمرينات (اليوجا) للوصول إلى أقصى درجات العلو. وهم يرون في العلو تلك الواحدية الثابتة التي تكمن خلف عالم التغير وتعطي في نفس الوقت كلاً من (1 ) أحمد الخشاب، ص353.









 


قديم 2010-11-26, 23:12   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قوة الدفع وحركة الحياة، وهذه الواحدية التي يسمونها تاو Tao.
وكانت أفكار هؤلاء التاويين هي التي أوحت في النهاية بالديانة التاوية وذلك جانب من الحياة الدينية الصينية يمكن أن نقول عنه إنه جانب صوفي.
لقد الهمت الكونفوشوسية ديانة الأخلاق والسلوك الاجتماعي، وكانت لها جذور في ديانة القدماء الأرستقراطية. أما التاوية فقد ألهمت ديانة التصوف، وأصولها أقرب إلى الديانة الشعبية عند القدماء ( ).
فقد دعا (لاوتسو) الذي ولد في أواخر القرن السادس قبل الميلاد، إلى حياة بسيطة ومتناسقة حينما يتم التخلي فيها عن دافع الربح، وتنحية الحذق جانباً، والتخلص من الأنانية، وتقليل الرغبات.
وقد ذهب يانج تشو Yang Chua حوالي 440 – 366 ق. م إلى القول بأنه لا يعطي شعرة واحدة لقاء أرباح العالم بأسره، وقد ذهب إلى أنه مادام الطمع وحب اكتساب المال يشكلان دوافع الأفعال الإنسانية، فليس هناك أمل في تحقيق السلام والرضا، وبناء على هذا فقد دعا إلى المبدأ القائل بأنه لا ينبغي القيام إلا بتلك الأفعال التي تتسق مع الطبيعة ( ).
وتنشد التاوية خلافاً للكونفوشوسية، مبادئها وقواعدها الخاصة بالحياة الإنسانية في الطبيعة لا في الإنسان، ومن هنا فإن هذه الفلسفة تؤكد على الأسس الميتافيزيقية للطبيعة بدلاً من التشديد على المجتمع الإنساني.
وبينما شددت الكونفوشسية على خير البشر الأخلاقي باعتباره مفتاحاً للسعادة، أكد التاويون على تناسق الطبيعة وكمالها. وقوام الموقف التاوي هو أن حيل البشر وأفاعليهم تفضي إلى الشر والتعاسة.
ويرى لاوتسو Lao Tzu أن الحياة المثالية هي الحياة البسيطة التي يتم فيها ( ) جفري بارندر، ص300.
( ) جون كولر، الفكر الشرقي القديم، ص336.










قديم 2010-11-26, 23:14   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تجاهل الربح والتخلي عن الحذق والتقليل من الأنانية إلى حدها الأدنى، وكبح جماح الرغبات، ويمكن تلخيص تعاليم لاوتسو للحفاظ على الحياة الإنسانية ورفع مستواها فيما يلي:
- يتحرك الناس بصفة عامة لتحقيق رغباتهم.
- ينتج عن محاولات الأفراد العديدة لإشباع رغباتهم حدوث التنافس والصراع.
- لإقرار السلام والتناسق بين الأفراد الذين يكافحون لإشباع رغباتهم يتم التوصل إلى معايير للاستقامة والأخلاق الإنسانية.
- من الواضح أن وضع المعايير الأخلاقية لا يحل المشكلات، ذلك أن التنافس والصراع يبقيان على حالهما، والقواعد تنتهك، ويتم إقرار قواعد جديدة لحماية القواعد القديمة، ولكن القواعد القديمة والجديدة تنتهك وتظل الرغبات دونما إشباع بينما يتدعم الشر واقتراف الخطأ.
- بما أن التوصل إلى معايير أخلاقية لا يحل المشكلة، فإن الحل يكمن في التخلي عن هذه المعايير
- لا يمكن التخلي عن الأفعال الصادرة من الرغبات إلا عندما يتبنى الناس (الطريق السهل) للفعل.
- الطريق السهل في الفعل يفترض مقدماً التناغم مع الكون والتصرف وفقاً للنظام الكوني الشامل.
- ينبغي أن يكون تنظيم المجتمع وحكم الناس وفقاً للطريق الطبيعي السهل، كما ينبغي أن يدعم الطريق الطبيعي في نفوس الناس.
- ويشير شوانج تسو Chuang Tzu 369 – 286 ق. م إلى أن السعادة الحقيقية تعتمد على تجاوز عالم التجربة العادية ومعرفة ذات المرء وتوحيدها مع لا تناهي الكون ( ).
وتقوم التاوية Taoism على مبدأين الأول (Tao) ومعناه القانون السماوي الأعظم، وهو أصل الحياة والنشاط والحركة لجميع الموجودات في السماء والأرض، ولكنه ليس متعالياً على الموجودات، بل هو فيها نفسها. والمبدأ الثاني (Te) ومعناها الاستقبال أي أن الأشياء تستقبل حياتها ونشاطتها وشكلها ولونها بفضل (التاو)، وعلى هذا النحو يمكن فهم التاويه على أنها قريبة الشبه بمذهب وحدة الوجود Pantheism الذي يوحد بين الخالق والمخلوق من جهة، وأيضاً قريبة الشبه من مذهب الحلول الذي يذهب إلى أن الخالق حال في كل الموجودات.
وقد استخدم لاو – تسي الطاو بمعنى المطلق The absolute فهي مادة أساسية تصنع منها كل الأشياء.
ويرى لاو تسو أن (التاو) هو المبدأ الذي يعمل على أساسه كل موجود، والحقيقة أو المعرفة عند التاويين لا يمكن الوصول إليها بالعقل أو المنطق، ولا بالمعرفة التحليلية بل بالكشف الصوفي أو بالاستشراق، فالمعرفة لا تحصل بالعلم والاستدلال وإنما هي إلهام وكشف، فهي معرفة صوفية.
وبينما دعت الكونفوشية إلى العمل والاجتهاد اتخذت الطاوية موقفاً سلبياً فلم تشجع على العمل واقتصرت على التأمل والتجربة الصوفية ( ).
وبينما اعترفت الكونفوشية بنظام الطبقات ووجدت في هذا النظام أساساً هاماً للاجتماع، رفضت التاوية الاعتراف بالنظام الطبقي، فالجميع في نظرهم متساوون لأن السماء لا تفرق بين شخص وآخر.
وقد رفض لاو تسي التمايز الاجتماعي ولذلك نصح الحكام بالامتناع عن ألقاب الشرف التي تميز بعض الناس وتلحق أبلغ الأضرار بالمجتمع.
( ) جون كولر، ص378.
( ) حربي عباس عطيتو، الفكر الشرقي القديم، ص226.










قديم 2010-11-26, 23:15   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ويرى لاو – تسي أن الحاكم ينكر ذاته في علاقته بالشعب، يقول (على الحاكم أن يتواضع أمام رعاياه، ومن يتصدى لقيادة شعب فمكانه آخر الصفوف)( ).
منشيوس 371-289 ق. م
ولد منشيوس بعد وفاة كونفوشيوس بقرن، وقد ولد عام 390 ق. م، وتوفي عام 305 ق. م. وكان مثل كونفوشيوس سليل طبقة أرستقراطية.
وقد جمع أتباعه أقواله وتعاليمه في كتاب بعنوان (أعمال) وهو يسير على غرار كتاب (المختارات) لكونفوشيوس، فهو يحتوي على أقوال للمعلم على شكل جمل وفقرات وحكايات توضيحية وحكم وأمثال سائرة وما شابه ذلك.
اهتم منشيوس بالعدالة، الاهتمام بالناس العاديين أو الشعب في مقابل الأرستقراطية واهتم بضمان وصول الشعب إلى حقوقه، وهذا هو واجب الأمير، ثم إن السماء هي حارسة الشعب، وهي تبدي استياءها و غضبها عندما يعاني الناس.
ولقد كان لدى منشيوس الشيء الكثير ليقوله عن الاقتصاد، وعنده أن حلقة الاتصال بين الاقتصاد والأخلاق حلقة محكمة: فالذهن الثابت بلا معيشة ثابتة أمر مستحيل، وهكذا يصبح هدف الحكومة هو توفير ضرورات الحياة بكميات كافية).
والرجل المهذب عند منشيوس (هو الذي يكون مهذباً بحق) فلا يكفي أن يكون قادراً على تحقيق الخير، بل يجب أن يكافح لتحقيقها بالفعل. والأمير الذي تتحقق فيه هذه الصفات هو الذي يحقق أهداف الحكم الملكي الصحيح، وهي رفاهية الدولة.
ورأى أن الحكم ينبغي أن يعتمد على المصداقية وليس القوة البدنية أو الإكراه أو القوة، أي الحكم عن طريق فضيلة علياً بدلاً من الحكم عن طريق القوة.
( ) حربي عباس عطيتو، مرجع سابق، ص226.
مزيد من التفاصيل انظر هـ. ج كريل، الفكر الصيني من كونفوشيوس إلى ماوتسي تونج، ترجمة عبد الحليم سليم، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، القاهرة، 1971.










قديم 2010-11-26, 23:16   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أما التزامات الطاعة والولاء البنوي فهو يلقي تأييداً خاصاً عند منشيوس، وإذا كانت إحدى الفلسفات المعارضة تذهب إلى (أن الناس ينبغي أن يحبوا بعضهم بعضاً على قدم المساواة، فإن منشيوس يرى تعارضاً بين (الواجب الأسري الخاص) وتدرج العواطف بأولياتها من حيث كبر السن، والتماسك الاجتماعي الذي يكفل ذلك، وبين (حب البشرية بأسرها) وهو الحب الذي رأى أنه يدير التنظيم الاجتماعي للأسرة والدولة ( ).
كانت الطبيعة البشرية عند منشيوس خيرة بفطرتها فيشد على صدق خيريتها الفطرية وجود إحساس عام شامل عند الناس بالتقارب وبالصواب والخطأ، ووجود هذا الإحساس يجعل الموجودات البشرية مختلفة عن غيرها من الكائنات الحية الأخرى، بيد أن الطبيعة البشرية يمكن أن تشوه أو تصاب بالضمور والاختفاء ما لم ترب على نحو قويم. وتعتمد تربية الطبيعة البشرية على حماية الذهن، وذلك لأن العقل هو مستقبل العدالة الإنسانية والطبيعية.
والطبيعة والعقل يحددان من نحن وماذا نكون. فقدرنا هو الذي يتحكم في خطنا ويحد فرصنا في الحياة. ولقد كان القدر أو المصير في يد صاحب الإقطاعية، وكان منحة من ابن السماء بوصفه نائباً عن السماء في حكم الإقطاعية. ثم أصبح في الاستخدامات الأوسع هو نصيبنا في الحياة أو المصير الذي رسمته السماء. وإذا كان الناس قادرين على حماية عقولهم وتحديد سلوكهم، فإنهم لا يستطيعون تحديد مصيرهم الذي هو بين يدي السماء. وهكذا اعتقد منشيوس أنه على الرغم من أن جميع البشر بفطرتهم خيرون، فإن حقيقة هذا الخير يرتبط بمعرفة الذات وتهذيب النفس ( ).
يرى منشيوس أن الاستقامة هي قبل كل شيء آخر تحتوي المفتاح المفضي ( ) جفري بارندر، المعتقدات الدينية، ص292.
( ) جفري بارندر، ص292.










قديم 2010-11-26, 23:21   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إلى تنمية الخير، فالخير هو أساس الطبيعة الإنسانية. والاستقامة أي صحة الأفعال تخلص العالم من الشرور.
ويختلف منشيوس مع كونفوشيوس فيما يتعلق بالطبيعة البشرية والعلاقة بين الخير والصواب، فقد ذهب كونفوشيوس إلى القول بأن الناس لديهم (إمكانية) بالنسبة للخير، أما كنفوشيوس فذهب إلى أنهم يحظون بـ (خير فعلي) كجزء من طبيعتهم. ونظر كونفوشيوس إلى الخير والصواب على أنهما شيء واحد، بينما ميز منشيوس بينهما ولم يذكر منشيوس فحسب أن الناس يحظون بخير فطري، وإنما طرح حججاً لتأييد وجهة النظر.
فالبشر أخلاقيون بالفطرة، وبسبب هذا الخير الفطري، فإنهم يعرفون الصواب والخطأ، ويستشعرون الشفقة والتوقير والتواضع، ويعرفون الشعور بالخجل، وهذا يعني أن بمقدورهم التمييز بين الصواب والخطأ، وتلك ناصية أساس الحكم الأخلاقي والشخصية الأخلاقية ( ).
هسون تو: 312 – 238 ق. م:
أصبحت الكونفوشية عند (هسون تو) في مثل هذا الجو العقلي الصارم أكثر عقلانية وأكثر مادية، صارت السماء غير مشخصة، وغدت هي الطبيعة، والطبيعة البشرية التي هي أبعد من أن تكون خيرة بالفطرة كما ذهب إلى ذلك متشيوس، كانت في أساسها شريرة في رأي هسون تو.
وربما كانت كونفوشية (هسون تو) أقل من غيرها تعالياً (ترنسندنتالية) وأكثر تركيزاً على الجانب الإنساني، فقد بدأ من مقدمة قاسية تقول إن البشر ولدوا شريرين لكنه في الوقت نفسه يؤكد بقوة عن اعتقاد بأنه في استطاعتهم أن يصبحوا أخياراً بالتربية والتهذيب الأخلاقي، وتستمد التربية والتهذيب الأخلاقي من النصوص الكلاسيكية ومن النظر إلى حكماء الماضي باعتباره قدوة، وهؤلاء ) جون كولر، ص368.










قديم 2010-11-26, 23:27   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحكماء لا يختلفون عن سائر البشر في طبيعتهم ومواهبهم الأساسية، وإنما هم نماذج لما يمكن للمرء بلوغه بالفهم والبصيرة الأخلاقية، إذ هو استخدم العقل استخداماً سليماً.
ومادام النظام الأخلاقي والكمال البشري يبدآن من العقل، فإن العقل البشري يصبح في نظر (هسون تو) مركزاً للكون، ولقد قادته هذه الفكرة إلى نظرة إنسانية وعقلانية للدين، فأدان بغير تحفظ بعض الممارسات الدينية واعتبرها من قبل الخرافات، ومن ذلك الصلاة استجلاباً للمطر، وطرد المرضى بالرقى والتعاويذ، وقراءة بخت المرأ من ملامح وجهه. لكنه أباح غير ذلك من أمور كالتنبؤ بالغيب، شريطة أن تقوم التأويلات على ضوء العقل البشري، كما أنكر وجود الأرواح الشريرة والأشباح الضارة وأصحبت أرواح الأسلاف وقوى الطبيعة عند (هسون تو) تجليات للسمو الخلقي وبالفهم الكامل للطبيعة يستطيع الناس في رأيه أن يسيطروا على الكون وعلى بيئتهم ( ).
وعارض هسون تو آراء منشيوس وقال إن الطبيعة الإنسانية شريرة أصلاً، ومن خلال المؤسسات الاجتماعية والثقافية يصبح الناس أخياراً، فالبشر يمتلكون فعلاً بدايات الشر في رغبتهم الكامنة في الربح والمتع. ومع ذلك فإنه من الممكن لكل شخص أن يصبح حكيماً، ذلك أن كل شخص يحظى بالعمل ومن خلال إعمال العقل يظهر الخير، فيما يقول هسون تسو. وقد قال منشيوس إن البشر يولدون أخياراً، ويقول هسون تسو إنهم يولدون أشراراً، وقال منشيوس إن المجتمع والثقافة يجلبان الشر، يقول هسون تسو إن المجتمع والثقافة يجلبان الخير، بينما يقول منشيوس إن أي شخص يمكن أن يصبح حكيماً بسبب خيره الأصلي، فإن هسون تسو يقول إن أي شخص يمكن أن يصبح حكيماً بسبب عقله الأصلي وقابليته للتربية.
( ) جفري بارندر، ص295.










قديم 2010-11-26, 23:29   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقد أوضح هسون تو إنه إذا كان البشر يولدون أخياراً، فإن بمقدورهم أن يصبحوا أخياراً، وهو يذهب إلى القول بأن الخير يجيء كنتيجة للتنظيم الاجتماعي والثقافي وكيف يجلب التنظيم الاجتماعي الخير؟ يجيب هون تسو إن التنظيم الاجتماعي يقتضي قواعد للسلوك وأتباع هذه القواعد من شأنه أن يجلب الخير. ونظريته هي أن الناس يولدون برغبات لا يتم إشباع بعضها عادة. وعندما تظل الرغبات غير مشبعة، فإن الناس يبذلون قصارى جهدهم لإشباعها، وعندما يقوم عدد كبير من الأشخاص ببذل قصارى جهدهم لإشباع رغباتهم المتضاربة دون قواعد أو قيود ينشأ تنافس وصراع يجلبان الفوضى، الأمر الذي يضر بالجميع، ومن هنا فقد قام الملوك الأوائل بوضع قواعد للسلوك تضم الأنشطة المتضمنة، وفي محاولة إشباع الرغبات، وبهذه الطريقة استخدمت القواعد المختلفة المطلوبة للحياة الاجتماعية، وبمقتضى هذه الطريقة في التفكير فإن الخير الأخلاقي قد تم جلبه نتيجة لتنظيم السلوك الإنساني الذي تقتضيه الحياة الاجتماعية ( ).

( ) جون كولر، ص370، 371.










قديم 2010-11-26, 23:34   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الفكر الاجتماعي في حوض نهر السند Indus Valley
الهند أو شبه القارة الهندية هي موطن الهندوكية Hinduism ثالثة أكبر الديانات التي عرفها العالم، كما تحتل في الوقت نفسه موقع القلب بالنسبة إلى الديانة الرابعة ونعني بها البوذية Buddhism.
ويقسم علماء الأديان الديانات الهندية القديمة إلى ثلاثة أقسام هي: الفيدية Vedism والبارهمية Brahmanism والهندوكية Hinduism ويؤكد العلماء أن أفضل المصادر التي تمكن من الوقوف على ملامح الفكر الاجتماعي والديني في الهند هي نصوص وترانيم الفيدا Vedas التي تعتبر أول كتب الهندوس وأقدسها لدرجة أن وصفها البعض بأنها إنجيل الهند. والفيدا بحكم تعريفها أو معناها الذي يعني المعرفة القدسية التي يفترض أنه يوحى بها إلى نفر متميز من البشر الموهوبين ليقوموا بنقلها إلى الأفراد العاديين.
وتتكون الفيدا من أربعة كتب أساسية:
1- الرجفيدا Rig – Veda والتي تعني أغنية المعرفة.
2- ياجور فيدا Yajur Veda أو معرفة الطقوس.
3- ساونا فيدا Sawna Veda الأناشيد الخاصة التي يلقيها الكهنة في الاحتفالات المقدسة.
4- آثارفا فيدا Atharva Veda يحتوي على الأدعية والطقوس التي تقام داخل البيوت.
والرجفيدا تشرح دقائق الشعائر والقرابين البراهمية، وتشمل أناشيد وترانيم مرفوعة إلى إله المطر أندرا Andra الذي يعتبر أعظم( ).
( ) محمود أبو زيد، ص168.
مزيد من التفاصيل انظر:
Schweitzer, A; Indian Thought and Development, New York: Henry Holt and Company, 1949.










قديم 2010-11-26, 23:37   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفي الرجفيدا يتصور مجتمع الآلهة على أنهم أسرة واحدة، فهم جميعاً أطفال الدايوس Dyaus فهو إله السماء الذي أصبح رباً للأرباب. ويعتبر دايوس هو الخالق للكون، وقد كون اتحاداً مع باراتيفي Prathive الأرضي فأنجبا أندرا Indra إله العواصف والمطر الذي يحطم بقوته الخارقة وبسيطرته على الرعد والبرق أعداء الآريين.
ثم هناك أيضاً آلهة السماء مارونا التي تبث روح النظام، وأجني Agni النار أو إله النار بكافة صورها.
أما الكتاب الثاني ياجورفيدا فهو عبارة عن مجموعة من الأناشيد والأغنيات التي يتعين إنشاءها والتغني بها عند تقديم القرابين والأضحيات للآلهة.
ويتضمن الكتاب الثالث الذي يعرف باسم ساونا فيدا Sawna Veda تلك الأناشيد الخاصة التي يلقيها الكهنة في الاحتفالات المقدسة. وهي أناشيد على قدر من السرية، ولذا فهي لا تخرج عن طائفة الكهنة وتلقن ترانيما للتلاميذ الذين يعدون للانخراط في الطبقة المغلقة.
أما الكتاب الرابع آثارفا فيدا Atharva Veda وهو يحتوي على الأدعية والطقوس التي يقيمها ويؤديها الأفراد في داخل بيوتهم أثناء صلواتهم وتقربهم إلى الآلهة، وكذا أدعيتهم والتي يستهدفون بها إبعاد الشياطين أو الأرواح الشريرة التي تؤتمر بأوامر سيفا Siva أوتشيفا Shiva الذي يرمز إلىالموت والمعارك والقوة المدمرة ويرتبط على أية حال بإله الشمس فيشنو Vishnu حيث يتصل اتصالاً مباشراً ببراهما Brahma.
ومن الواضح أن دور الدين كان متعاظماً في المجتمع الهندوسي، ويظهر في حقيقة أن هذه التصورات العقيدية والأفكار المرتبطة بالآلهة التي تعتبر في مجملها من أبعاد الديانة البراهيمية إنما تتصل اتصالاً مباشراً بقانون مانو Manu وهو القانون المدني (الوضعي) الذي ينظم حياة الأفراد والجماعات على أساس نظام الطوائف والطبقات الاجتماعية الذي وإن كانت العوامل الاقتصادية والقرابية تقوم بدور كبير إلا أنه يقوم أصلاً على أساس ديني هو بلا شك الذي يعطي نظام الطوائف ما نراه فيها من طابع الصرامة والجمود، فالإله براهما نفسه هو مصدر كل هذه القوانين وقد سعت جماعة من أئمة البراهمة إلى وضع مجموعة من التشريعات الوضعية للحفاظ على الأوضاع الاجتماعية التي كانت سائدة في صورة تحوطها القداسة والتبجيل ( ).
النظام الطبقي في الهند:
ميز الآريين أنفسهم في أربع طوائف رئيسية هي:
- رجال الدين الذين يحتلون قمة الهرم ويصيرون بذلك أكثر أفراد المجتمع امتيازاً، حيث لهم وحدهم حق السلطة، وعلى الآخرين واجب التقديس والاحترام.
- طبقة الحكام والجند وهؤلاء أقل من سابقيهم في المنزلة الاجتماعية.
- المزارعين والجند تأتي بعد الطبقتين المتميزتين إلى ابعد الحدود طبقة المزارعين والجند، وهاتان تمثلان في الحقيقة عصب الحياة الاقتصادية في المجتمع الهندي حيث يعمل أفرادها في التجارة والصناعة وفلاحة الأرض وتربية الماشية.
- المنبوذون: وهم الأفراد الذين يحرمون من ممارسة أي حق من الحقوق المدنية والسياسية.
ولا شك أن نظام الطوائف في الهند إنما يعكس في آخر الأمر جوهر الفلسفة الهندية ذاتها التي تؤمن بالقدر والمصير باعتبار أن الآلهة أدرى بما هو في صالح البشر، ولهذا وضعت كل إنسان في المكان الصحيح الذي يتعين عليه الرضا تحقيقاً لانسجام المجتمع( ).
( ) محمود أبو زيد، ص 168.
( ) محمود أبو زيد، ص170.










قديم 2010-11-26, 23:38   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وتعتبر الحياة في الهند القديمة ربيبة البراهمية، بمعنى أن الاعتقاد الذي ساد في تلك الحقبة الموغلة في القدم هو أن مصدر هذه القوانين المنظومة في قصائد وأشعار كان الإله براهما نفسه، وإن كان من المحقق أن هذه المجموعة التشريعية الوضعية كانت من صنع جماعة من أئمة البراهمة حاولوا الحفاظ على الأوضاع الاجتماعية التي كانت سائدة في صورة جامدة مقدسة، وكان أهم ما يميز البناء الاجتماعي في المجتمع الهندي القديم ارتكازه على النظام الطائفي المغلق، وهذا النظام يدعمه الدين البراهمي، فقد شاءت الإرادة البراهمية أن يوضع سلم طبقي للناس، في قمة الهرم يتربع رجال الدين من البراهمة وهم أكثر أفراد المجتمع امتيازاً ولهم وحدهم حق السلطة وواجب التقديس والاحترام. وهم يعتمدون على من يليهم في المنزلة الاجتماعية من طبقة الجند المعروفة باسم الكشائرين، وهؤلاء وأولئك يعيشون على ما تنتجه الطبقة الأدنى من التجارة والصناعة وفلاحة الأرض وتربية الماشية، ويأتي في الدرك الأسفل من السلم الطبقي طائفة المنبوذين المعروفين باسم السودرا وهم الأفراد المحرومون من ممارسة أي حق من الحقوق المدنية أو السياسية( ).
وبالرعم من صرامة هذا التسلسل الطبقي نجد أن المنزلة الاجتماعية لكل طائفة قد تطورت تبعاً للظروف السياسية، فنجد مثلاً أن الزعامة كانت لطبقة الكشائرين المحاربة، أثناء اشتعال الحروب الوطنية التي نشأت بين السكان الأصليين والنازحين المهاجرين، ومن المحتمل أن يكون خوف الأجناس النازحة إلى الهند على خصائصهم السلالية وثقافتهم الراقية، كان من أهم الحوافز لهم على وضع نظم المحرمات المقدسة Tabao التي تحرم عليهم التزاوج أو الاختلاط مزيد من التفاصيل انظر سرنبالي راد كراشنا وشارلز مور، الفكر الفلسفي الهندي، ترجمة ندره اليازجي، دار اليقظة العربية، 1967.
( ) أحمد الخشاب، مرجع سابق، ص343.










قديم 2010-11-26, 23:40   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بغيرهم من السلالات الأخرى وخاصة من القبائل الوطنية التي كانت تسكن الهند. وبهذا استطاعت الطبقات البراهمية الدينية والغازية صاحبة السيادة والسلطة في عزلة أرستقراطية عن بقية قطاعات البنية الاجتماعية الأمر الذي أظهر النظام الطائفي على أنه أداة تعويق للتطور الاجتماعي، ووسيلة جمود في المجال الحضاري ( ).
الهندوسية:
الهندوسية هي اتباع أو عبادة الإله فيشنو Vishnu أو شيفا Shiva أو الآلهة شاكتي Shakti أو تجسيداتهم أو مظاهرهم أو ازواجهم أو ذريتهم. وهكذا يندرج ضمن الهندوسيين عدد كبير من اتباع عبادة راما وكرشنا Rama & Krishna (وهما تجسيدان لفشنو) واتباع عبادة درجا Darga وسكاندا Skanda وجانيشا Ganesha وهم على الترتيب زوجة شيفا وابناه.
إشعال النار المقدسة: يوجد في البيت الأري نار مقدسة تشتعل منذ بداية إنشائه، أعني خلال حفل الزواج وهي ليست ناراً عادية، ينبغي ألا تستخدم في إعداد الطعام أو الأغراض المنزلية الأخرى، وكذلك ينبغي إشعالها بأنواع خاصة من الخشب، وبطريقة معينة هي حك العصى ببعضها، وينبغي ألا تترك حتى تخمد. ولابد أنه يتقدم رب الأسرة لهذه النار يومياً بقرابين للآلهة بل إنه في الواقع ملزم بالقيام ثلاث مرات في اليوم.
عبادة البراهمان Brahman روح العالم وقوامها تعاليم الفيدا أو تلاوتها، وعبادة آباء بتقديم الطعام والماء لتغذيتهم، وعبادة الآلهة بإحراق القرابين، وعبادة بهوتاس Bhutas (وهي الموجودات الحية أو الأرواح) بنشر الحبوب في الجهات الأربع والمركز وفي الهواء، وعلى أواني المنزل، ووضع الطعام على عتبة الدار للمنبوذين والحيوانات والطيور والحشرات.
( ) أحمد الخشاب، مرجع سابق، ص343.










قديم 2010-11-26, 23:42   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وأهم الواجبات التي يلتزم بها رب الأسرة فهي واجبات نحو الآباء أو الأسلاف، فهو ليس ملزماً فقط بأن يقدم القرابين من الماء أوالطعام يومياً إليهم، وإلى روح البيت التي تسكن الركن الشمالي الشرقي من المنزل، بل إن عليه أيضاً أن يقدم لهم البندا Pinda أي كره الأرز Rice – Ball في يوم ظهور القمر الجديد من كل شهر.
وتسمى العناصر الرئيسية في هذا الاحتفال شراذا Shradha ويجلس فقهاء البراهمة في مكان مكشوف. ويفتتح رب الأسرة الاحتفال وينهيه بحرق قرابين للآلهة في النار المقدسة. لكن الحدث الرئيسي هو التقرب للآباء، فهو يصنع ثلاث كرات أرز وتذهب هذه إلى الموتى الثلاثة من أسلافه الأب، الجد، وأب الجد.
وهذه النظرية الخاصة بالشراذا Shradha هي أن يقدم الأحياء الطعام إلى الأسلاف الذين يقطنون (عالم الآباء) ويضفي الأسلاف النعم على أحفادهم الأحياء بمنحهم إياهم النجاح والازدهار والذرية ( ).
وهكذا تكون (شراذا) هذه هي همزة الوصل بين الأحياء والأموات، وهي التعبير عن التعاون المتبادل بينهم. غير أن هذه العلاقة يمكن أن تنقلب رأساً على عقب إذا لم تؤد الطقوس الجنائزية المناسبة للميت، فما لم يستقر أرواح الموتى في عالم الآباء تظل عرضة لأن تصب البلاء على رؤوس نسلها الذين لم يقوموا بإطعامها عن طريق القرابين، أو ضمان انتقالها إلى عالمها المناسب.
قوانين الزواج: ليس الزواج ضرورة مقتصرة على عبادة الأسلاف، بحيث ينبغي على الرجل أن يتزوج لينجب ابناً يواصل العبادة، ويقدم البندا (أقراص الأرز) لكي تستريح روح ابنه، وإنما الزواج ضرورة مطلوبة لذاتها أيضاً، فليس ثمة ما يبرر ( ) جفري بارندر، ص140، 141.
مزيد من التفاصيل انظر فؤاد محمد شبل، البوذية، دار المعارف، مصر، 1977.










قديم 2010-11-26, 23:44   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الاعتقاد بأن الرجل المتزوج هو وحدة القادر على تقديم قرابين الطعام للأسلاف، وعندما يصبح أرملاً فإنه يتخلى لابنه عن رئاسة الأسرة، وعن القيام بدور الكاهن المسئول عن نارها المقدسة ويقرر التقاعد.
فالزواج في النظام الهندي إجباري للجميع، والرجل الأعزب طريد الطبقات ليس له في المجتمع مكانة ولا اعتبار، وكذلك الفتاة إن طال بها الأمد وظلت عذراء بغير زواج على أن الزواج لم يكن يترك لأهواء الفرد يختار من يشاء، فهو لا يستطيع أن يتزوج كيفما اتفق، لأن الزوجة الكفء المساوية في المولد والمنحدرة من أسرة أرية أتمت عملية الترسيم وغيرها من الطقوس، هي وحدها القادرة على ممارسة الطقوس المنزلية دون أن تدنسها، وهي وحدها القادرة على إنجاب الابن الطاهر النقي المؤهل لمواصلة عبادة الأسلاف بعد والده.
قانون الأسرة الهندوسية: رب الأسرة هو كاهن دينها وهذا المنصب وراثي –عبادة الأسلاف فيها- وهذه الخاصية تؤول إلى أولئك الأكفاء القادرين على تقديم القرابين إليه بعد الموت وإلى أسلافه، أي إلى أبنائه المتزوجين قبل غيرهم. وفي حالة نقص النسل في نوع الذكور يؤول الإرث إلى أولئك الذين قدموا (البندا) إلى واحداً أو أكثر من الأسلاف، ذلك لأن الإرث يحمل معه الالتزام بتقديم البندا.
ولهذا السبب فإن البنت لا يمكن أن ترث مادام الذكور وحدهم قادرين على تقديم القرابين ( ).
الأهداف الإنسانية: يتعين على المرء لكي يتم تنظيم حياة الفرد ومؤسسات المجتمع، أن يكون في المقام الأول واضحاً فيما يتعلق بالأغراض الأساسية للحياة. وقد تم إنجاز ذلك في الهند، من خلال بحث الأهداف الرئيسية في الحياة، التي من شأنها أن تسهم في كل من رخاء المجتمع أو تحقق سعادة الفرد.
ولكل إنسان أربعة أهداف أساسية في الحياة (العيش الفاضل، وسائل الحياة( ) جفري بارندر، ص146.










قديم 2010-11-26, 23:46   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المتعة، تحرير النفس) وهذه الأهداف يكافح للوصول إليها، لأن الإنسان مركب من وجود عضوي وروحي، فإن من الضروري إشباع الحاجات العضوية والروحية.
اليوجا: الطريق إلى ضبط النفس: أساليب ضبط النفس المعروفة باسم اليوجا Yoga وهي ممارسة مطلوبة لتحقيق الحكمة التي من خلالها يمكن القضاء على الجهل الذي يتسبب في الخلط بين الروح والمادة، ويمكن إدراك الطبيعة الجوهرية للذات باعتبارها (الروح).
وتبدأ اليوجا بمجموعة من الأوامر الأخلاقية يقصد بها إعادة توجيه إرادة الشخص وأعماله، فبدلاً من التصرف انطلاقاً من قوى الأنا العمياء، فإن الشخص يتصرف انطلاقاً من التعاطف حيال رضاء الآخرين.
ويستبعد كافة التصرفات التي تؤذي الكائنات الأخرى، وكل الأعمال التي تقوم على أساس الكراهية وسوء النية. والتخلص من النوازع الأنانية للأنا.
وكذلك يتعين تجنب الكلمات التي تؤذي الآخرين والحديث الأجوف والثرثرة الخرقاء، كما يستبعد ما هو ملك الآخر أي لا ترغب فيما يملكه شخص آخر، بل ينبغي القضاء على الرغبة بأسرها في امتلاك الخيرات، حتى ما يدعى بـ (الملكية المشروعة) ويقضي هذا المبدأ بأنه بينما يجوز استخدام كل ما هو ضروري للحياة من قبل أي شخص يحتاجه، فإن مبدأ الملكية نفسه هو تعبير عن الطمع.
كما أن من يمارس اليوجا ينبغي أن يلتزم العفة ولا يمارس النشاط الجنسي، لأن ممارسة الجنس يمثل لوناً من القيد والعبودية.
فممارسة اليوجا تقضي على الدوافع التي تؤدي إلى النشاط المحرم وتقوم بإحلال الحب المفعم بالتعاطف محل الرغبة والكراهية كمنبع أساسي للفعل، فإن من يمارس اليوجا يخطو خطوة أولى رائقة نحو التحرر.
وكذلك فإن ممارسة اليوجا تدفع المرء لأن يكون أكثر روحانية والنقاء الداخلي، فمن يمارس اليوجا يقضي على كل الآثار المترتبة على الأفكار والأفعال السابقة. وكذلك تؤدي ممارسة اليوجا إلى الرضا والقناعة والزهد والتقشف وكبح جماح الشهوات ونكران الذات ( ).
وقد ساد التفكير الهندوسي نزعتان فيما يتعلق بالألوهية، وهما نزعة التعدد أي تعدد الآلهة في المرحلة الأولى حيث عبدوا مظاهر الطبيعة من جبال وأنهار وحيوانات ونار، واعتقدوا أن لهذه المظاهر الطبيعية أرواحاً فجعلوا لكل مظهر من مظاهرها إلهاً يعبدونه، نزعة أخرى مقابلة للنزعة الأولى وهي نزعة الوحدانية، وتلك كانت في المرحلة الثانية من حياتهم، فقد تخلوا عن عبادة الآلهة المتعددة ليعبدوا إلهاً واحداً. أي أنهم جمعوا الآلهة المتعددة في إله واحد ورأوا فيه خالق للعالم وحافظ له ثم يهلكه ويرده إليه في نهاية المطاف، وأطلقوا عليه ثلاثة أسماء فهو (براهما) من حيث هو خالق أو موجود، وهو (فشنو) من حيث هو حافظ، وأخيراً هو (سيفا) من حيث هو مهلك.
فكأن الهندوس قد آمنوا بثالوث مقدس مؤلف من:
براهما: سيد جميع الآلهة وهو القوة الخالقة في الطبيعة.
فشنو: إله الحب ويعاون المصابين ويذود عن الفقراء ويبعث الموتى من القبور.
وسيفا أو شيو: فهو إله الإرادة ولا تظهر عادة إلا في ميادين القتال والمنازعات، فهو يمثل الدمار ويضع نهاية لكل شيء ( ).
الكرما: Karma كلمة سنسكريتية معناها الحرفي (الفعل) وهو من أهم العقائد في الديانة الهندوسية، قانون الجزاء المسيطر على حياة سائر الأحياء، في الكون، ليس لأحد أن يتخلص منه، فالحياة بمثابة حلقة في سلسلة حياة يحياها المرء يحددها فعله في الحياة السابقة.
وهذا القانون هو المسئول عن الثواب والعقاب وإليه يرجع اختيار الصورة ( ) جون كولر، ص102.
( ) حربي عباس عطيتو، الفكر الشرقي الدقيم، ص132.
مزيد من التفاصيل انظر محمد غلاب، الفلسفة الشرقية، مكتبة الأنجلو المصرية، 1950.










 

الكلمات الدلالية (Tags)
لديه, أرجوكم, الكتاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc