بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شىء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ترددت في مناقشة هذا الموضوع لعدة اسباب موضوعية بالأساس, اولها الهدف و النتيجة المرجوة و ليس آخرها طريقة النقاش السائدة و طبيعة الردود و بخاصة ردود صاحب الموضوع , فهل هذا نقاش جاد أم جدال و سجالات عقيمة ...
السؤال المطروح أو اشكالية البحث (حسب ابجديات منهجية البحث العلمي) : هل ان ايران دولة اسلامية او قومية فارسية ؟
فرضيات البحث هنا واضحة جلية :
- ايران دولة اسلامية ( او غير اسلامية) . الاختيار يرجع للباحث حسب مرجعيته و معرفته العلمية السابقة للبحث .
- ايران دولة قومية فارسية ( او ليست كذلك) . نفس الشىء مرجعية الباحث .
- ايران دولة اسلامية بابعاد فارسية .
- ايران دولة فارسية بوجه و قناع اسلامي .
قبل محاولة بحث الفرضيات السابقة يشار الى ان معالجتها و دراستها لا تعتمد على آراء و اهواء شخصية بقدر ما تحتاج الى مصادر علمية بنوعيها الأولية ( التاريخية) و الثانوية ( الميدانية) سواء انتهجنا التجريد او الاستنباط .
نقطة أخرى هامة كذلك و هو تحديد المفاهيم ما المقصود بالدولة الاسلامية ؟ هل هي التي تطبق و تعتمد الاسلام في تشريعاتها و قوانينها ؟ او هل هي الدولة التي يدين اغلب سكانها بالاسلام ؟
و السؤال الأهم هنا : ما هو تعريفنا الاسلام ؟ و مفهومنا لمن يوصف بالاسلام أي من هو المسلم ؟
الفرضية الأولى : ايران دولة اسلامية ( او غير اسلامية) . ايران دولة ينص دستورها على انها جمهورية اسلامية تتبع المذهب الجعفري الاثني عشري في تشريعاتها , تسمى بجمهورية ايران الاسلامية , اغلب سكانها يتبعون المذهب الجعفري مع وجود طائفة سنية كبيرة متعددة الأعراق و اقليات مسيحية و يهودية و طوائف صغيرة أخرى . جل الدراسات الأكاديمية السابقة التي تناولت ايران لا تنفي صفة الاسلام عليها مع تاكيد اغلبها على نوعية مذهبها .
خلاصة الفرضية ( هذه للباحث) ايران اسلامية(اثني عشرية جعفرية) الا اذا اراد البعض منا اسقاط صفة الاسلام عنها فما هي اثباتاته العلمية؟ , و السؤال هنا هل هذا راجع لمذهب اغلب سكانها الشيعة ؟ و على هذا الأساس هل كل دولة أغلب سكانها شيعة غير اسلامية ( العراق و البحرين نموذجا) ؟ و ما هو تعريف الشيعة ؟ و هل هم مسلمون ؟ و هل اسباب عدم اسلامهم متوفرة في غيرهم ؟ ماذا عن التجانية ؟ القادرية ؟ الرحمانية ؟ .....و الصوفية عموما هل هم مسلمون ؟ ...و ماذا عن الاباضية ؟ .....ماذا عن الأشاعرة ؟ ......ماذا عن العلمانيين ( لأي مذهب انتمو) ؟
الفرضية الثانية : ايران دولة قومية فارسية ايران دولة متعددة العراق و الثقافات( مع اختلاف الاحصائيات) :
1. الفرس 63%
2. الأتراك (الأذر والتركمان) 20%
3. العرب 8%
4. الأكراد 6%
5. البلوش 2%
6. جماعات أخرى 1%
الملاحظ هنا ان ايران فسيفساء عرقية يغلب عليها الجنس الفارسي, لكن هل ايران الدولة طروحاتها فارسية ؟ و هل الدعوة الى الفارسية لشعب أغلب سكانه فرس خطيئة ؟ و حتى ان جزمنا ان لايران قومية فارسية , فما الضير في ذلك ؟ و هل مجرد اعتزاز و اهتمام شعب بقوميته تهمة ؟ و هل يتنافى هذا مع اسلامية (الشيعية الاثني عشرية) هذه الدولة ؟ و هل الاسلام يحارب القوميات و اللغات الأخرى , و هل هو دعوة للعربية و التعريب ؟ اضافة الى أن ايران من اكثر الدول اهتماما و احتراما اللغة العربية , للعلم فقط الخميني مؤسس الجمهورية ذو اصول عربية و الخميني ذو اصول اذرية ( ليسا بفرس ) .
ان نظرة البعض بريبة لايران لمجرد انها فارسية يطرح اكثر من علامة استفهام , فقد اتهم الامازيغ السكان الأصليين لشمال افريقيا في وطنيتهم و اسلامهم لا لشىء سوى لمطالبتهم الطبيعية بحفظ هويتهم و التحدث بلغتهم , فعد ذلك عند البعض خيانة و مشروع استعمار و اننا امازيغ عربنا الاسلام ....فهل مهمة الاسلام تعريب القوميات الأخرى؟ ان اتهام ايران في قوميتها الفارسية يبعث بالريبة عند باقي القوميات الاسلامية غير العربية كونها شعوبية قبيحة توحي و كأن الجنس العربي افضل و اعلى من غيره و هذا ما عرفه بكل اسف التاريخ الاسلامي في بعض مراحله, و لعلى بواعث الخلاف المعروف بين موسى بن نصير و طارق بن زياد اقرب مثال , حتى ان بعض القومين العرب يرجعون كل الفضل لفتح الأندلس الى القائد العربي موسى بن نصير و ان طارق بن زياد لم يكن الا مجرد جندي عادي في جيشه , و حتى الموضوعيين الذين ينسبون الفتح الى طارق بن زياد يعتبرونه قائدا عربيا متجاهلين تماما نسبة الأمازيغي . و رغم ان اغلب أعلام الاسلام و المسلمين عبر التاريخ ليسوا بعرب بل و الكثير منهم فرسا , فان الكثير ما زال يعتبر الفارسية تهمة ؟؟؟....شىء آخر الفارسية ليست قومية ايران فقط , افغانسان و طجاكستان كذلك .
الفرضية الثالثة و الرابعة اتركها (حتى لا اطيل) لأنه يمكن اشتقاقها من الفرضية الأولى و الثانية .
الخلاصة العامة :
لا اعتقد ان هذا الطرح ذو أهمية و هدف ذو فائدة مرجوة , فسواء كانت ايران اسلامية كما تدعي او قومية فارسية او الاثنين معا, فاين المشكل؟ ادعت و اخلفت ؟ ابطنت عكس ما اظهرت ؟ .....فماذا عنا نحن ؟ و على نفس المقياس , فهل نحن مسلمين حقا؟ , و لماذا لا نعلن ذلك صراحة في عناونينا و دساتيرنا و لا نترك الساحة لايران لتدعي .....و مقارنة بسيطة كفيلة بذلك :
ايران السعودية
جمهورية مملكة
اسلامية عربية
مملكة حكم اتوقراطي شمولي ...........جمهورية ديموقراطية بمنظور اسلامي شيعي جعفري
عربية ( السؤال يطرح نفسه لماذا عربية و ليست اسلامية؟) .........اسلامية اثني عشرية جعفرية
سعودية ( دولة بكل اعراقها و كل تاريخها الحافل تنسب الى أسرة آل سعود؟؟؟؟).........ايران ( رغم انها عرفت عبر التاريخ ببلاد فارس) .
فاذا كنا نقييم ايران ( و كل شخص حر في ذلك) , اليس حريا بنا ان نقييم انفسنا اولا؟ اليس ذلك أجدى و انفع؟
المعلوم و الظاهر ( بكل المعايير الأكاديمية الموضوعية و المحايدة) ان هناك صراعا مريرا و حربا شرسة( سياسية بامتياز) بين النظامين السعودي و الايراني بغطاء طائفي مذهبي تارة و قومي شعوبي تارة أخرى , تستخدم فيه كل اساليب و اشكال التحريض و التضليل و التدليس و حتى الاستخفاف بعقول الناس , اعتمادا على نظرية شيطنة الآخر . و يدخل البعض من حيث يشعرون او لا يدركون ( و هذا جدير ببحث مستقل ) في هذا الصراع .
ملاحظات حوارية موضوعية :
يستنتج ان صاحب الموضوع( لست بصدد نقد صاحب الموضوع في شخصه بل افكاره و كتاباته) ناقل للطرح , فلغة ردوده تختلف عن لغة الطرح ؟ اضافة الى غرابة ردوده على مخالفيه و حقيقة مقصده من الموضوع و تناقضه الصارخ في عدة مواقع :
كاعتماده على معلومات لا ادري من اين اتى بها و مدى صدقيتها ؟ "ايران دولة متخلفة مثل اثيوبيا والصومال ...السعودية اكثر تقدما في جميع المجالات الف مرة على ايران" ,"كيف تفسرون حذف القومية العربية من الدستور العراقي وتعويضها بالقومية الفارسية"..هذه غربية حقا ...."لاتوجد خطبة جمعة واحدة في ايران الا احتوت سبا وشتيمة للعرب"...."ايران تحتفل باعيادها الفارسية القومية بشكل طبيعي دون اي مستنكر" .......... ؟؟؟
الى خروجه عن صلب الموضوع تماما ....فهل يريد اقامة حفلة شتائم ضد ايران ؟ ام ضد الشيعة عموما ؟ و هل هذا من اخلاق الاسلام ؟؟ ام انها حملة مبيتة و احكام جاهزة ؟ : "تكشف الكذب ونواجه اباطيل الفرس المجوس" , "هناك عدوا اخطر من اسرائيل لايعرفه الكثير وهو ايران المجوسية" , "الكوارث الفكرية التي غزت بلادنا جاءت بعد قيام الثورة الشيطانية الايرانية" , "نحن لانستحي ان نفضح الجمهورية الايرانية. واحباب الخميني الهالك تماما كما نفضح الكياني الصهيوني الذي انشأها" .
اضافة الى استخدامه الفاظا اقل ما يقال عنها انها غير لائقة اتجاه محاوريه : "اما ان تقول خليجا فارسيا فانت مدان وعار عليك"....فهل من العار و الجرم الذي يستحق الادانة مخالفتك الراي في مسمى ؟؟؟ ..." كلامك لامعنى له" .."بمجرد انك اكتشفت انك ربما من اصول غير عربية هرولت الى احبابك العنصريين المعادين للعرب واصبحت تشارك في المعركة معهم بدون بصيرة"...." الاغبياء فقط يصدقون هذه الديماغوجيات"..."ماهذه العمالة والتملق لهؤلاء الاوغلد"....."انت بمجرد انك اكتشفت انك ممكن ان تكون من اصول غير عربية التحقت باخوانك العنصريين من الاقليات الموجودة في الوطن العربي"....هذا كلام خطير حقا ؟؟؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته