بورك فيك على إثارة الموضوع الآن ففعلا شباب الامة ـ طبعا بعضهم ـ يتبع أعداء دينه وأمته فيقلدهم في إحياء البدع والضلالات والتي منها عيد الحب في 14فيفري
وبحكم مهنتي كأستاذ لحوالي ربع قرن فقد أثارني موضوع الحب والعشق بين الطلبة والطالبات فدفعني لكتابة كتيب عنوانه [ نصيحتي إلى تلميذتي العاشقة ] أتمنى أن يتيسّر لي طبعه وتوزيعه
ومساهمة مني أضيف لما قالت الأخت الكريمة
عيدُ الْحُبّ
اشْتُهِرَ بَينَ شَبَابِ المُسلِمِينَ في هَذا العَصْرِ الحَزِينِ عِيدٌ نَصْرَانِيٌّ يُسَمَّى " عيد الحب " حيْثُ يَتَبَادَلُ فِيهِ العُشَّاقُ الهَدَايَا وَ عِبَارَاتِ الحُبِّ والغَزَلِ، فَمَا حَقِيقَةُ هَذا العِيدِ وَما حُكْمُهُ ؟ يُرْوَى أَنّ الإِمْبَرَاطُورُ الرُومَانِي [ كلاوديس ] أصْدَرَ في أَوَاخِرِ القَرْنِ الثَالِثِ المِيلادِي أمْرًا يَمْنَعُ جُنُودَهُ مِنْ الزَوَاِج كَيْ لاَ يَنْشَغِلُوا بِغَيْرِ الحُرُوبِ ،لَكِنَّ القِسَّ [ فالنتن] كانَ ضِدَّ هذا القَرَارِ التَعَسُّفِي المُخَالِفِ لِلْفِطْرَةِ والدِّيـنِ ِ والأَعْرافِ لِذَا كَان يَعْقِدُ عُقُودَ الزَّوَاِج لِلْمُحِبِينَ سِرًا إلى أَنْ افْتَضَحَ أَمْرُهُ لَدَى الإِمْبَرَاطُورِ فَسَجَنَهُ وحَكَمَ علَيهِ بِالإِعْدامِ ونفّذ فِيهِ الحُكْمُ يوم 14/02/270م . فَصَاَر يَوْمَ إِعْدَامِهِ ذِكْرَى لِأَتْبَاعِهِ يَحْتَفِلُونَ بِهَا كُلَّ سَنَةٍ وَتَحَوَّلَ بَعْدَ ذَلِكَ إلى عِيدٍ يُحْيِّيِه كُلُّ العُشَّاقِ فِي كُلِّ مكَانٍ تَقْرِيبًا ،يَتَبَادَلُونَ فِيهِ الوُرُودَ الحَمْرَاءَ والهَدَايَا وَعِبَارَاتِ الحُبِّ والغَزَلِ مِمَّا يَنْجُمُ عَنْ هَذا وَذَاكَ ارْتِكَابُ الفَاحِشَةِ في هَذا اليَومِ بِشَكْلٍ فَضِيعٍ . ولِلْأسَفِ الشديد انْتَشَرَت هذِهِ البِدْعَةُ المَسِيحِيةُ بيْنَ المُسْلِمِينَ وَكَأَنَّهَا سُنَّةٌ مَوْرُوثةٌ عنِ النَّبِي r إِنَّهُ التَّقْلِيدُ الأعْمى لليهودِ والنّصَارَى وَإتِّبَاعٌ لِلْهَوَى الذِي تَنَبَّأَ بِهِ المُصْطَفَىr فقال : ( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ أَوْ ذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ ، قَالُوا اليَهُودُ والنَّصَارَى ؟ قال فمن ؟) [1].وَوَرَدَ في رِوَايَةٍ (لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ جَامَعَ أُمَّهُ( وفي رِوايَة زَوجَتهُ) بِالطَّرِيقِ لَفَعَلْتُمُوه) )[2]( . فَلْيَعْلَمْ كُلُّ مُسْلِمٍ صَادْقٍ فِي إِسْلاَمِهِ أَنْ دِينَهُ حَرَّمَ عَلَيْهِ التَّشَبُّهَ بِالكُفَّارِ وَمَحَبَتِهِمْ قال: رسولُ اللهِ r
من تشبّه بقوم فهو منهم ) )[3](وَلاَ يَخْفَى على العُقَلاَءِ مَا يَحْدُثُ في هَذا اليَومِ من فَوَاِحشَ يَنْدَى لَهَا الجَبِينُ، فَتُذْبَحُ فِيهِ الفَضِيلَةُ شَرَّ ذَبْحَةٍ جِهَارًا نَهَارًا منْ غَيْرِ أَنْ تَجِدَ لَهَا رَادِعًا وَلاَ حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ ..
2 / رواه الشيخان وابن ماجه وأحمد .عن أبي هريرة .
[2] / الحاكم عن بن عباس وصحّحه الألباني ( صحيح الجامع الصغير( 4943)
[3] / أبو داود / كتاب اللباس .