ملك التعسـاء
عدّل كما تشاء
عجّل على البلاد بالفناء
عطل وتيرة البناء
عوّل على الأقوياء
عزل بقايا الضعفاء
عقل مجانين قصر البلهاء
علل وصولك إلى مصاف الأغنياء
حلل وناقش يا من تبغي الفهم و الإيفاء ؟؟؟
يا " مليكي " ... غير حتى في الأهواء
خِلْت الرعية سفهاء
بدل حتى الطبوع و الأزياء
قد سُلطت عليك الأضواء
أو لعلّي بك أخترت من علياء
و صرت في جملة الملوك و الأمراء
لكن ... على الأقل هم أعلنوها منذ الابتداء
أما أنت يا " مليكي " ... فقد حبا ك المولى بجلد حرباء
تتلون على حسب الأهواء
في حلتك المتغيرة على السواء
مرة بيضاء و أخرى حمراء و تارة خضراء
قد توجوك ملكا على الدهماء
و منحوك لقب صاحب الفخامة و سيد الفصحاء
و كللوك بإكليل الغار و زادوا الهندباء
و أعطوك بدل الصولجان سوطا و قباء
رقعة مُلكك من الماء إلى الماء
فحق لهم بأن يكونا بطانة الشرفاء
الأتقياء الأنقياء البلغاء الفقهاء العمداء وحتى العلماء
هم لن يظهروا ... لأنهم لا يحبون الأضواء
بل هم في الظل ... و يعيشون في الظلماء
***
من أعوام خَلَتْ تسابق أرانب ضعفاء
قيل أول مرة أنهم ستة " فرسان أقوياء "
لكن !!! يا للشقاء
فقد إنسحبوا إلى الوراء
و كانت لك الغلبة والبقاء
و دام حكمك سنينا من القحط والجفاء
حتى تكرر الأمر بأربعة أرانب تعساء
صدقوا حالهم و راموا الفوز و النجلاء
هم يمثلون كل الأطياف على السواء
لكن ... هيهات ... فأنت رمز الخلود و النصر على الأشقياء
رمت الملك في استحياء
و أن تتوج ملكا على التعساء
و وسوست لك النفس و البطانة على السواء
بأن تغير و تعدل ، كره من كره و شاء من شاء
و أن تسطو على أرزاق الأجراء
فقد خاطوا لك لباسا على المقاس سواء
لك الخلود " مليكي " والبقاء
و لعلك تملك حتى الأجواء
و تتبوأ عرش السماء
عدل كما تشاء ، اعبث في البلاد كما الصبيان و الأبناء
عدل كما تشاء ... فكأني بك خلقت كما تشاء !!!
من مجموعتي ** عناقيد النقمة **