الأولى :
خرافة موعدالولادة
يوم ميلادي أُنكره..
ففي ساعة الولادة كِدتُ ألاَّ أُولد ..ولكن .... كادَ عليَّ القدر فوُلدت ..
ولدت لحظة احتضار أمّي..
ولدت على تُربة قبرها..وخرجتُ إلى الدنيا من دنيا الأموات.
خرجتُ مشتاقًا لأمّي.. فاستقبلتني جثتّها مستلقية على جانب القبر واستقبلني الدافنون والمُعزّون.
ودفنوا أمّي تحت التُّراب ...و دفنوني فوق التُّراب !!
وأخذوني إلى البيت رضيعًا وضيعًا ملفوفا في جزءٍ من كفنِ أمِّي و رائحةِ الحزنِ والموت..
و أحسستُ بالبكاء......و بكيتْ ..
بكاءَ اليتامى و بكاءَ الحزانى ..
وأحسست في بكائي بالبكاء.. و بكيتْ.....
بكاء لأجْل أمّي وبكاء لِأَجَلي الذي سبق مولدي..
وما أحسست بالجُوع ْ...
أحسست بالرجوع ... إلى أسئلتي التي أسالت الدموع
لماذا ولدت..؟ و لماذا تتركني أمّي لحظة ولادتي ..؟
لماذا تثقلني الأقدار بهذا الدين الكبير لهذا الطفل الصغيرالذي بداخلي..
هدا الطفل الذي رسم خطّة عيشه الموت و الحزن و لونّها فنانٌ مهزوزٌ مهزوم...
هذا الطفل الذي حظّه من الدنيا أنّه لا يظمأ أبداً لأنّه لا يبتعد عن البحيرة.... أمّا ما يصيبه الناس في أيّامهم و لياليهم فتبقى عنده أحلام يحتضنها.. و اخرى يحلم أن يحتضنها... و لكن....
دون أن تتحقق الأحلام الى أحلام !!