![]() |
|
خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الضحية المنفلوطي تبكي من يقراها
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() سلاااااااااااام
اولا اشكر الاخ الكريم ال\ي انتبه له\ه القصة و اراد نشرها هنا انها اروع قصة قرئتها في حيات ي فاسلوب المنفلوطي الرائع و نقاء افكاره هما ما يجعلان كتاباته قوية ه\ه القصة ابكتني حقا فنهايته اكانت محزنة للغاية اعني ان مارغريت فضلت الموت على ان تحطم حياة ارمان وااااااااااااااو ه\ه القصة كانت شغفي و قد كتبتها بيدي في اوراق و استمريت اقراها دوما انها رائعة
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() تتبع الرواية لا حقا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() معاناة حقيقية للمسكينة مرغريت التي كانت ضحية مجتمع وضحية سوء حكم على أفعالها التي كتمتها تضحية لارمان مشكور مرة أخرى أخي امبراطور البحر على مجهودك وسعدت بتكملة الرواية الاكثر من رائعة وفي إنتظارالجزء الاخير إن شاء الله
![]() ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]()
لا شكر اختي حسناء العابدة واسعدني انها اعجبتك لكن نهايتها حزينة فلم يكتب لها ان تعيش حياة كريمة لكنها امراة عظيمة رغم ماضيها وهذا ماستبينه بقية الرواية
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() جزاك الله خيرا قصتها فيها الكثير من العبر |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]()
نعم الحمد لله على نعمة الاسلام الذي خصنا بها من دون الامم .
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() ماذا يكون مصيري غدا اذا اصبحت وحيدة منقطعة في هذا العالم لا صديق ولا معين ؟ ااعود الى حياتي الاولى التي ابغضها واخشاها فاعود الى جرائمي واثامي ؟ ام اقتل نفسي بيدي فرارا من شقاء الدنيا وبلا ئها فاختم حياتي باقبح ما ختم امرؤ به حياته ؟ لا استطيع واحدة من هاتين فامدد الي يدك البيضاء وانقذني من هذه الهوة العميقة التي لا يستطيع احد ان ينقذني منها سواك . انا اعلم انك في حاجة الى ولدك وانك اولى به من كل مخلوق على وجه الارض ولكني انك شفوق رحيم لا تابى ان تتصدق على امراة مريضة يائسة مثلي بساعات من السعادة تتعلل بها في مرضها الذي تكابده حتى يوافيها اجلها . لا اسالك يا سيدي مالا ولا نبشا ولا عرضا من اعراض الحياة بل اسالك ان تاذن لارمان بالبقاء معي فان في بقائه بقاء حياتي وسعادتي فتصدق بهما علي انك من المحسنين . وهنا شعر كانه يتحرك في كرسيه فخفق قلبها خفقانا شديدا ثم رفع راسه ونظر الي نظرة اهدا نارا واقصر شعاعا من نظرته الاولى وقال :ومن اين تعيشان . قلت عندي بقة من جواهري وحلاي سابيعها واعيش بثمنها معه في زاوية من زوايا باريس عيش الفقراء المقلين لا يرانا احد ولا يشعر بوجودنا شاعر وحسبنا الحب سعادة نستغني بها عن كل سعادة في هذا العالم وهناء . قال ذلك هو الشقاء بعينه فان الحب نبات ظلي تقتله شمس الحارة وكل السعادة في العالم غير مستمد من سعادة المال او لاجئة الى ظلاله فهي كاذبة لا وجود لها الا في سوانح الخيال . انتما اليوم سعيدان لان في يديكما مالا تعيشان به ولانكما تسكنان هذا المنزل البديع فوق هذه الهضبة العالية بجانب هذه البحيرة الجميلة فاذا خلت يدكما من المال وحرمتما هذا النعيم الذي تنعمان به شقيتما وشغلكما شان نفسكما عن شان الحب ولذائذه وسرى الى نفسيكما الضجر والملل وربما امتدت تلك السامة بينكما الى ابعد غايتها .ان للحب فنون من الجنون واقبح فنونه ان يعتقد المتحابان ان حبهما لا تغيره حوادث الايام ولا تنال منه الظروف ولو عقلا لعلما ان الحب لون من الوان النفس وتاتي به شهوة وتذهب به اخرى ولا يذهب به مثل الفاقة اذا اشتدت واستحكمت حلقاتها فان النفس تطلب حياتها وبقائها قبل ان تطلب لذائذها وشهواتها . انا اعلم من شان ولدي مالا تعلمين واعلم انه لا يستطيع ان يعيش هذه العيشة النكداء التي تظنين وهوفتى فقير لا يملك من الدنيا الا قطعة صغيرة من الارض ورثها عن امه لا تغني عنه وعنك شيئا وما انا بذي ثروة طائلة استطيع ان احفظ له زمنا طويلا هذا العيش السعيد الرغيد الذي يعيشه اليوم في باريس فلم يبقى بين يديه الا ان يعيش بمالك وهومالا ارضاه له ولا ارضاه لنفسه واسمحيلي يا سيدتي ان اقول لك: ان جميع مصائب الدنيا واوزالرها اهون علي وعليه من ان يقول الناس ان خليلة ارمان دوفال قد باعت جواهرها حلا ها التي اهداها اليها عشاقها الماضون لتنفق ثمنها عليه. سامحيني يا ابنتي واغفري لي حدتي وخشونتي فان شديد على والد شيخ مثلي ان يرى ولده الذي وضع فيه كل امال بيته يهوي امام عينيه في هذه الهوة السحيقة التي قرار لها دون ان يطير قلبه خوفا وهلعا . انه مذ علرفك نسيني ونسي اخته فلا يذكرني ولا يذكرها وقد مرضت منذ شهور مرضا مشرفا فكتبة اليه ليعودني فلم يفعل ولم يرد على كتابي اي اني كنت على وشك ان اموت ولا اراه ولو تم ذلك لذهبت الى قبري بحسرة لم يحمل مثلها في صدري راحل عن هذه الدنيا . مرغريت : انت اعظم في عيني مما كنت اظن واكرم نفسا من اولئك النساء اللواتي يزعمن انك واحدة منهن وقد وجدت فيك من فضائل النفس ومزاياها مالم اجده في افذاذ الرجال واقل من القليل في فضليات النساء ولو قسم الشرف بين الناس على مقدار فضائلهم وصفاتهم لكان نصيبك منه اوفر الانصبة واوفاها. لا انسى لك يا مرغريت مادمت حيا كتمانك امر الكتاب الذي ارسلته اليك واحتفاظك بسره في ساعة تنفرج فيها الصدور عن مكنوناتها ولا سكونك واغضاضك وانت في منزلك وموضع امرك ونهيك امام حدتي وخشونتي وجنون غضبي ولا بذلك ما بذلت من ذات نفسك وذات يدك لولدي من حيث لا يعلم وفاء وابقاء على عزة نفسه وكرامتها . لقد كانت تضحيتك التي قدمتها لولدي بالامس عظيمة جدا واليوم جئت اطلب اليك ان تقدمي تضحية اعظم منها الى ابنتي ولا معتمد اعتمد عليه في تلبية رجائي عندك الا شرف نفسك وفضيلتها
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]()
وعليكم السلام وفيك بركة اختي ميكرو سيستام وشكرا لمروركي الكريم
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() لقد تركت ورائي سوسان ورائي تتقلب على فراش المرض وتكابد منه فوق ما يحتمل جسمها الناشئ الغض لان خطيبها التي تحبه حبا جما قد هجرها منذ شهرين فلا تزوره ولا يزورها وكنت اجهل قبل اليوم سبب مرضها الا الظن والتقدير حتى سهرت بجانب فراشها ليلة كانت الحمى قد نالت منها منلا عظيما ووصل بها الى درجة الخبل والهذيان فسمعتها تهتف باسم خطيبها مرات عديدة وتبكي كلما ذكرته على لسانها كانها حاضرة مستفيقة فعلمت موضع دائها وذهبت في اليوم الثاني الى والد ذلك الخطيب اساله عما راب ولده من امر ابنتي وقطعه عن زيارتها فذكر لي سبب غريبا لك فيه يا سيدتي بعض الشان فاذا ذنت لي حدثتك حديثه فخفق قلبي خفقانا شديدا واحسست بالشر يدنوا مني رويدا رويدا ولكني تماسكت وقلت له نعم اذن لك ياسيدي . ذلك ما حملني الى المجيئ الى باريس وهذه هي قصتي التي جئت اعرضها عليك وانتظر حكمك فيها وقد كتمتها عن الناس جميعا حتى ارمان فانظري ماذا تامرين ؟ وهنا اطرق براسه طويلا ثم رفعه فاذا عبرة تترقرق في عينيه واذا هو يحاول الكلام فلا يستطيع فرحمته مما به واعظمت مصابه حتى نسيت مصابي بجانبه وساد السكون بيننا ساعة لا يقول شيئا ولا ادري ماذا اقول له حتى هدا ثاره قليلا فمد يده الى يدي فاخذها الى ذراعيه وعاد الى حديثه يقول :مرغريت:ان حياة ابنتي بين يديك فامنحني اياها تتخذي عندي يدا لا انساها لك حتى الموت .انني لا استطيع ان اراها تموت بين يدي ولو تم ذلك لمت على اثرها حزنا وكمدا وضمنا في يوم واحد قبرا واحدا . لقد رايت مصرع امها منذ خمس سنين ولا يزال اثره باقا في نفسي حتى اليوم ولا اريد ان ارى هذا المشهد مرة اخرى في ابنتها. انني احبها حبا جما ولا استطيع ان اراها في ساعة من ساعاتها حزينة كئيبة فكيف اراها تعالج سكرات الموت انك لا تعرفينها يامرغريت واعتقد انك لو رايتها لاحببتها كما حبها ولرحمتها كما ارحمها ولفديتها بما تستطيعين رافة بها واشفاقا عليها . انها جميلة جدا وبيضاء مثل الكواكب وطاهرة طهارة الملك وغريرة غرارة الطفل فاسمحي لهذه الحياة الغضة الزاهرة بالبقاء والسعادة فانها لا تستحق الشقاء . انها اليوم تعيش بالامل الذي اودعته قلبها يوم سفري فان عدت اليها بالياس القاتل والقضاء النازل . انك تحبين ارمان يا مرغريت وقد اصبحت اعتقد انك مخلصة في حبه اخلاصا عظيما فاصنعي ما يصنع المحبون المخلصون وضحي بحبك من اجله ومن اجل مستقبله فان لم تفعلي ذلك من اجله افعليه من اجلي. لقد قلت لي انه الرجل الوحيد الذي احبك لنفسهك اكثر مما احبك لنفسه فبادليه هذا الحب بل كوني خيرا منه فيه وليكن عزاؤك بعد فراقه انه اصبح سعيدا بصنيعك هذا وانك انقذت من الموت فتاة مسكينة ومن يد الشقاء شيخا حزينا. وهنا اختنق صوته بالبكاء فهبط عن كرسيه وجثا بين يدي وقال بنعمة المشرف المحتضر . ارحميني يامرغريت واشفقي على ضعفي وشيخوختي وتصدقي علي بمستقبل ولدي وحياة ابنتي . ثم لم يستطع ان يقول بعد ذلك شيئا فالقى راسه على كرسيه وانفجر باكيا . اه لو رايتني يا ارمان في موقفي هذا ورايت لوعتي وفجعتي ودموعي النهمرة على خدي انهمار ا رحمة بابيك واشفاقا عليه كان يتكلم فتسيل مدامعي مع حروف كلماته كانما ينشد مرثية محزنة انا المبكية عليها فيها . ان العظيم عظيم كل شيء حتى في احزانه والا مه قلقد كان يخيل الي وابوك يبكي بين يدي وينتحب ان كل دمعة من دموعه تستنزل غضبا الله على الارض وكل زفرة من زفراته تلتهب بها افاق السماء . لقد اكبرت في نفسي جدا ان يجثوا مثل هذا الشيخ الشريف الطاهر بين يدي فتاة ساقطة مثلي واستحيت من ذلك حياء تمنيت لو انشقت الارض تحت قدمي فسخت فيها ابد الدهر . وبينما هو مطرق صامت اخذت افكر فيه وفي مصابه وفي قصته التي قصها علي وفي الشان الذي لي فيها فعلمت اني اصبحت شؤما على هذه الاسرة السعيدة جميعها ابيها وابنها وابنتها فثقلت نفسي علي وسمج منظرها في عيني حتى خيل الي انها لو كنت حاضرة بين يدي لرميت بها حالق الى حيث لا يجمعني واياها مكان بعد اليوم ثم قلت في نفسي ان حياتي الماضية التي قضيتها في الشرور والاثام قد قطعت علي طريق الشرف فلا حق لي في ان اطمع في حياة الشرفاء ولا ان انازعهم سعادتهم وهناءهم وان الاثم الذي اقترفته في الماضي قد اثمته وحدي فلا بد ان استقبل بعباه دون ان القيه على عاتق احد غيري فان كان مقدرا لي ان اموت حياة النساء الساقطات فذلك لاني امراة ساقطة ا وان الاقي في مستقبل ايامي شقاء والا ما فلأن المستقبل ثمرة الماضي وثمرته الطبيعية . هناك ذكرتك يا ارمان وذكرت فراقك وكيف استطعته وذكرت اني انا التي قتلت نفسي بيدي ا لان الطريق الذي لا طريق غيرها لبلوغ رضا ابيك وموافقته ان اقاطعك واغاضبك واظهر امامك بمظهر الخائنة الغادرة وربما اضطررت الى التصال بغيرك على مراى منك ومسمع حتى تنصرف عني انصراف يائس مغلوب على امره من حيث لا يكون لابيك مدخل في ذلك فاكون قد جمعت على نفسي بين فراقك وغضبك في ان واحد وذكرت اني لابد لي متى فارقتك ان اعود الى حياتي الاولى التي امقتها وامعتها لان الدوق موهان لم يستطع ان ينسى ذنبي الذي اذنبته اليه حتى اليوم ولاني في حاجة الى بسطة من العيش استعين بها على معالجة مرضي ووفاء ديني فدارت هذه الخواطر في راسي ساعة وطالت دورتها حتى كادت تغلبني على امري ثم وقعت نظري على وجه ابيك المخضل بالدموع فتجلدت وجمعت امري ومضيت قدما لا الوي على شيء من ورائي . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() ضعفي وشبابي فاجد لكلماتها من الاثر في نفسي ما يستطيع ان يشعر ب ه الا من كان له شان مثل شاني . انني حرمت في مبدا حياتي سعادة الزوجية وهناءها ولقيت بسبب ذلك من الشقاء ما لاازال ابكيه حتى اليوم فلا يهيج حزني ولا يستثير كامن لوعتي مثل ان ارى بين الناس فتاة محرومة من السعادة مثلي . انني احب وهي تحب ولا بد لواحدة منا ان تموت فداء عن الاخرى فلامت انا فداء عنها لانها اختك ولانها لم ترتكب ذنبا تستحق ب بسببه الشقاء . وكنت كلما ذكرت انها ستصبح سعيدة هانئة من بعدي وتراءى لي شبحها وهي لابسة ثوب عرسها الجميل وسائرة الى جانب خطيبها طار قلبي فرحا وسرورا . وهان علي امر نفسي ثم ان الضربة التي ساستقبلها شديدة جدا لا يقوى عليها قلبي ولكني ساتحملها بصبر وسكون لان اباك سيصبح راضيا عني ولانك في المستقبل ستعرف سر تضحيتي فتحبني فوق ما احببتني وسيكون اسمي بين الاسماء التي تدعوا لها الله في صلواتها بالرحمة والرضوان . جاءت الساعة التي ساقول فيها لابيك كلمتي الاخيرة ولقد كانت شديدة هائلة اسال الله ان يغفر لي بما لقيت فيها من الالام ماضي ذنوبي واتيها كما اساله الا يذيق مرارتها قلب امراة على وجه الارض من بعديقمت من مكاني كانني انتزع نفسي من الارض انتزاعا ومشيت الى ابيك كما يمشي الخائن الى مصرعه حيث جثوت بين يديه فاستفاق من غشيته ونظر الي مدهوشا فقلت: اتعتقد يا سيدي اني احب ولدك؟قال نعم حبا هوماتستطيع امراة تحمله؟ قال نعم قلت ضحيته من اجل ابنتك فعد اليها وبشرها بسعادت المستقبل وهنائه وقل لها : ان امراة لا تعرفك ولم ترك في يوم من ايام حياتها ولكنها تحبك وتشفق عليك تموت الان من اجلك فاسال الله لها الرحمة والغفران . فتهلل وجهه بشرى وسرورا ولم يدع كلمة من كلمات الشكر والثناء الا افضى بها الي فانساني سروره واغتباطه الم الضربة التي اصابت كبدي واستحال حزني الى فرح وسرور فحمد الله انه لم يرى في تلك الساعة ما ينغص عليه سروره واغتباطه. شعرت بحركة عند الباب فالتفت فاذا برودنس الخادمة تشير الي بيدها فذهبت اليها فاعطتني كتابا جاء به البريد فقرات عنوانه فاذا هو بخط المركيز فليب فعلمت مايتضمنه قبل ان اراه ووقع في نفسي ان الله اوحى لي ما افعل فذهبت مسرعة الى غرفة مكتبي كاني اخاف في الطريق مايعترض ويزعزع عزيمتي وهناك قرات الكتاب وكتببت لصاحبه ساعيش عندك الليلة ثم اعطتها برودنس لتلقيها في الصندوق . ثم عدت الى ابيك فوجدته حيث تركته فقلت له: ان ارمان لا يعلم شيئا من امر زيارتك هذه فاكتمها عنه حتى تلقاه وساكتب اليه كتاب مقاطعة لا يشك في ان ي صاحبة الراي فيه وان لا بد لك في ما كان وسيعلم اليوم او غدا اني اتصلت برجل غيره فيرى اني قد خنته وغدرت به فلا يجد بد من ان يسافر معك قاطعا رجاءه مني وربما تالم لهذه الصدمة بضعة ايام او بضع اسابيع فلا تحفل بذلك فسبيلي حبي في قليه كما يبلى كل حب في كل قلب غير اني لديك طلب واحد لا اريد منك سواه فهل تسمح لي بها قال : اسمح لكي بكل شيء قلت انا مريضة مشرفة وان العلة التي اكابدها كثيرا مايتحدث الناس انها لا تترك صاحبها طالت ام قصرت حتى تذهب به الى القبر فكل ما اساله اياه ان تاذن لارمان في اليوم الذي تعلم فيه انني اصبحت على حافة قبري ان ياتيني لاراه واودعه الوداع الاخير واعتذر له عن ذنبي الذي اذنبته حتى لا اخسر احترامه وحبه مبتة اوحية فنظر الي نظرة دامعة وقال :وارحمتاه لك يا بنيتي : انني اعدك بما اردت واسال الله لك الشفاء والعزاء ثم حاول ان يعرض علي شيئا من المؤونة فابيت ذلك اباء شديدا وقلت له: انني لم ابع نفسي يا سيدي بيعا بل وهبتها هبة فاخذ راسي بين يديه وقبلني في جبيني قبلة كانت خير جزاء لي على ضحيتي التي ضحيت بها وودعني ومضى. فما ابعد الا قليلا حتى قمت الى خزانتي فجمعت ثيابي وما بقي لي من حلي ووضعتها في حقيبتي وسافرت مع برودنس الى باريس وذهبت الى منزلي هناك فكتبت اليك فيه هذا الكتاب الذي تعلمه والله يعلم كم سكبت من الدموع وكم وقف قلمي بين كل كلمة ومايليها كتابته حتى اتممته واودعته عند الحارس ليسلمك اياه عند قدومك للبحث عني . اما حياتي مع ذلك الرجل فلا استطيع ا ن اقص عليك شيا واقول لك: لنه لم ير المراة التي كان ينتظرها ويمني نفسه بها ولم ارى فيه الرجل الذي يانسني ويخلط نفسه بنفسي فافترقنا فاصبحت لا اعرف في العالم لي صديقا صادقا او كاذبا . هذه قصتي يا ارمان كما هي فهل ترى بعد اني خائنة او خادعة . قلبي يحدثني اني ساموت قبل ان اراك واملي يخيل الى ان مافي نفسك من الموجدة علي لا يستمر الى مابعد الموت وانك ستعود الى باريس في الساعة التي ينعاني لك الناعي لتزور قبر تلك المراة المسكينة التي تولت سعادة قلبك وهناءه حقبة من ايام حياتك ثم خرجت من الدنيا فارغت حتى من حبك وحنانك ربما بلغ بك الاهتمام ان تعرف ماتم لها من بعدك فها نذا اكتب هذه المذكرات واتركها عند برودنس لعلك تقرؤها في مستقبل الايام. 3 يناير 1851 اين انت ياارمان ؟ انت بعيد عني جدا بعيد بجسمك وبقلبك لانك لم تهمل كتابي الذي كتبته ودعوتك فيه لزيارتي وسماع اعترافي الاخير اليك لان ما كان في نفسك من التعب والموجدة علي قد استطال الى نسيان واغفال فاصبحت لا تذكرني كما يذكر المحب حبيبه ولا تعطف علي كما يعطف الصديق عن صديقه فليكن ما اراد الله ولتقدم لك تلك السعادة التي تنعم بها بين اهلك وقومك فاني واجدة عليك وناقمة منك شيئا ولا حاملة في نفسي الا الحب والاخلاص والرضا بكل ماتاتي وتدع. لي عدة ايام لم ارى فيها احد من الناس لان الطبيب منعني من الخروج ولان اصدقائي الذين كانوا يعرفونني فيما مضى قد اصبحوا يقنعون من زيارتي بارسال بطاقاتهم الي مع خادمتي ثم ينصرفون مسرعين كانما يفرون من امر يخيفهم . ولا ادري لم لا يقطعون بطاقاتهم كما قطعوا زياراتهم فانهم يظنون انهم سيروني بينهم في مستقبل الا يام صحيحة الجسم اصلح للمعاشرة والمخادنة كما عهدوني من قبل فهم في ظنهم مخطئون. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() تتبع الرواية لا حقا . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() ضحت بسعادتها من أجل أخت ارمان بيد ان لا أحد فهمها انها إنزلقت في هذا الطريق لأن ظروف الحياة القاسية أرغمتها على هذا ونفسها تأبى أن تكون على هذا النحو ويكفي تأنيب ضميرها ومع هذا هي طيبة رغم ما لاقته من معاملة
بارك الله فيك اخي امبراطور البحر وفي إنتظار الباقي إن شاء الله ![]() ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | ||||
|
![]() اقتباس:
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() خسرت يدي ماكنت ياارمان اظن ان جسم الانسان يحتمل كل هذه الآلام التي اكابدها فلقد تمر بي ساعات اعتقد فيها ان الالم الذي اكابده انما هو الم النزع وانني في الساعة الاخيرة من ساعات حياتي فاذا استفقت قلت في نفسي هذا الم المرض قد عجزت عنه فمن لي باحتمال الم الموت . على ان نفسي تحدثني انه قدر لي ان اراك بجانبي في يوم من الايام برئت من مرضي وتراجعت نفسي وعدت الى راحتي وسكوني فهل يقدر الله لي ذلك ؟ لا اعلم فالمستقبل بيدي الله فليقدر الله ما يشاء وليفعل ما يريد. 24 يناير 1851 لم افارق سريري منذ ايام طويلة الا صباح هذا اليوم فجلست قليلا بجانبي نافذتي واشرفت منها على الحياة العامة فوقع نظري على كثيرين ممن كنت اعرفهم من قبل سائرين في طريقهم لا هين مغتبطين ولم ار بينهم من رفع نظره الى نوافذ غرفتي مرة واحدة كانما يمرون ببيت لا يعرفونه ولا عهد لهم به من قبل .ما اشد وحشتي واضيق صدري وما اثقل هذا الجدار الذي يدور حولي . لا اطيق النظر الى سريري لان نفسي تحدثني ان سيكون عما قليل قبري ولا وقوف امام مراتي لانها تحدثني عن نفسي اسوا الاحاديث واشامها ولا الشراف من نافذتي لانها تفكرني بحياتي الماضية السعيدة التي حيل بيني وبينها فاين اذهب واين اعيش ؟ لا اكل الا طعاما واحدا ولا ارى الا منظرا متكررا ولا اسمع سوى صوت طبيبي وخادمتي حتى مللت واصبحت ان نفسي سجينة في صدري سجن جسمي في غرفتي ربما مرت بي ساعات يقف ذهني عن التفكير وخاطري عن الحركة وينقطع مابيني وبين يومي وامسي وغدي وكل شيء في الحياة حتى نفسي . السعال يهدم اركان صدري هدما والنوم لايلم بعيني الا قليلا والطبيب يعذبني بمشارطه وضماداته عذابا اليما وكل يوم اشعر ان نفسي يزداد ضيقا وبصري يزداد ظلمة وان الحياة تبعد عن ناظري شيئا فشيئا حتى اكاد احسبها شبحا من الاشباح النائية فمتى ينقضي عذابي؟ 30يناير 1851 سمعت صباح اليوم لجبا شديدا في فناء المنزل فسالت برودنس ما الخبر؟ فذهبت وعادت الي تبكي وتقول انهم يحجزون اثاث المنزل يا سيدتي فقلت دعيهم يفعلوا ما يشائون وما هي الا لحضات قليلة حتى دخلوا غرفتي متدافعين متصايحين ولم يمر بخاطر احد منهم ان يرفع قبعته احتراما لصاحب المنزل او يخفض صوته اشفاقا على المريضة المعذبة فمشو يسجلون كل ما وقع على ناظرهم وخفت ان يسجلوا دفتر مذكراتي فاشرت الى برودنس ان تخفيه عنهم ففعلت فحمدت الله على ذلك ثم وصلوا الى سريري فطلب احد الدائنين حجزه وقال انه ثمين سيكون له يوم البيع شان عظيم فافهمه ان القانون يستثني الاسرة وافرشها والقى في اذنه كلمة انك تستطيع ان تفعل بعد موتها ثم ذهبوا وتركوا على باب بيتي حارسا لا يفارقه نهارا ولا ليلا فكتبت الى الدوق موهان وهي اول مرة كتبت اليه استغفر ه في ذنبي الذي اذنبته اليه واشكوا له مانالته يد الايام مني واستحلفه بذكرى ابنته الكريمة ا نياتي لزيارتي ففعل فبكى عندما راني ثم قضى بجانب فراشي ساعة مطرقا صامة لا يحدثني الا قليلا ولا يذكر الماضي بكلمة واحدة ثم ذهب وترك في يد برودنس ضمة اوراق استبقيت بعضها للنفقة واستعنت بباقيها على تاجيل بيع الاثاث بضع اشهر . لا استطيع ان اكتب اليك اليوم اكثر مما متبت فان الطبيب يلح على جسمي باصفد حتى اوهاه واستنزف دمه فاصبحت لا اتحرك حركة الا اشعر بالم عظيم. 2 فبراير 1851 ان هذا اليوم اسعد ايامي واهنؤها فقد وصل الي من ابيك هذا الكتاب هذا نصه: سيدتي اني اتوجع اليك توجعا شديدا فقد علمت بالامس من بعض الوافدين الى نيس انك مريضة مرضا شديدا منذ شهرين وانك لا تخرجين من منزلك الا قليلا فاسال الله لك الشفاء والعزاء واتضرع ان يجازيك خيرا بما قاسيت من الالام والاوجاع في سبيلي وسبيل ابنتي وابشر كان الله تقبل قربانك الذي قدمته اليه فان سوسان قد تزوجت من خطيبها منذ عشرين يوما واصبحت هانئتا بحبها وعيشها كما اردت لها وانها وان لم تكن تعلم من امر تلك القصة التي نعلمها شيئا فقد قلت لها : ان بعض الناس ولم اسمه لها قد ضحى بنفسه وسعادته في سبيل سعادتك وهنائك فلا تتركي له الدعاء في جميع صلواتك . اما الكتاب الذي ارسلته الى ارمان في اوائل الشهر الماضي فلم يصل اليه الا اليوم لانه منذ ان فارقته لم يستطع البقاء في نيس الا بضع ايام ثم رحل عنها الى الشرق حزنا مهموما من اجلك وكنت لا اعرف الجهة التي يقيم فيها فلم استطع ان ارسله اليه حتى عرفتها منذ ايام قلائل فارسلته وارسلة معه كتابة اطلعه فيه على قصتك واقول له انه لا مانع لدي من ان اذن له بالسفر الى باريس والبقاء فيها ماشاء ان يبقى واحسب انه يصل اليك في عهد قريب.ارسلت اليك مع كتابي هذا عشرة الا ف فرنك ارجوا ان تقبليها مني وان تنظر اليها بالعين التي تنظر بها الفتاة الى هدية ابيها الذي يحبها ويجلها فان فعلت احسنت الي بذلك احسانا عظيما لي امل ان اسمع عما قليل خبر شفاؤك وارجوا ان اراك في مستقبل الايام ناعمة بصحتك وسعادتك . (دوفال ) فلما قراته حتى شعرت بهزة من السرور في قلبي لم اشعر بها مذ ان فارقتك حتى اليوم .فقد علمت انس وسان قد تزوجت وذلك ما كنت ارجوا لها وانك لا تزال تحبني وقد اخاف نسيانك اكثر مما اخاف عتابك وانني ساراك عما قريب وتلك كل امالي في الحياة . اما الهدية التي ارسلها الي ابوك فقد نظرت اليها بالعين التي ارادها فقبلتها شاكرة له حامدة احسن الله اليه كما احسن الي . 3فبراير 1851 استطعت ان انام ليلة امس اكثر من اي ليلة لان السرور الذي شغلني عن كل شيء حتى المي وفي الصباح قال لي الطبيب انك اليوم خير من كل يوم وان الشمس مشرقة والهواء فاتر عليل فاخرجي في مركبك الى بعض المنتزهات ساعة ثم عودي فخرجت الى غابات الشانزيلزيه فرايتها زاهرة بالحياة والجمال ورايت الناس ضاحكين متهللين مغتبطين بسعادة لا يعرفون قيمتها كما تعرفها امراة محرومة منها مثلي فلم احسدهم على نعمتهم التي اتاهم الله بل دعوت لهم ببقائها ودوانها الاانني حزنت على نفسي حزنا شديدا حينما رايت ان كثيرا من معارفي الماضين قد مروا على مقربة مني ولم يعرفونيى وقد رايت احدهم ينظر الي وقد مر بجانبي نظر المتخيل المتوهم ثم لم يلب ثان لوى وجهه ومضى لسبيله وقد استقر في نفسه انه يرى امراة غير المراة التي يعرفها فعلمت اني تغيرت تغيرا عظيما وان مراتي ما كانت تكذبني حينما كانت تحدثني عن نحولي واصفراري واستحالة صورتي بل صدقتني كما صدقني الناس . ثم عدت الى المنزل وقد زال ذلك الخاطر الذ ياحزنني وحل محله خاطر اخر خير منه وهو انني ساراك عما قريب .وسينقضي بلقائك عهد بؤسي وشقائي. 7 فبراير 1851 ما احسب انك مدركي يا ارمان فقد بلغت بي العلة منتهاها واصبحت لا اجد الراحة في قيام او قعود ولا نوم ولا يقضة وانتشرت الالام والاوجاع في جميع اعضائي ومفاصلي وكان حجرا من الاحجار العاتية يمتد على صدري يمنعني التنفس والحركة وقد عجزت اليوم على التنقل من سريري الى مكتب يفامرت برودنس ان تاتيني بمحبري ودفتري حيث انا فجائت بهما فانا اكتب اليك وانا في فراشي فمتى اراك يا ارمان لا حيا برؤيتك واودعك قبل ان اموت . 10فبراير1851 |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المنفلوطي, الضحية, تبكي, يقراها |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc