❉ لَحْظة مَع مِرْآَتهَا ❉ (خاطرة مختارة لتكون وردة في الروض)

[هبة الله الرحمن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر القلب

السلام عليكم

قد أهلتنا أمور وأمور ...

على العموم قد عدنا ولا نحمل في اليد منشارا

ولا مشرطا و لا نريد جراحة ولا ان نعمل نجارا

أما بعد

ملاحظة أولية في طريقة بناء الخاطرة ... شكلاً وعرضًا وجماليةً ...

فالكتابة الشعورية تتركز على البوح النابع من الداخل وإخراجه للعلن،

وكان هنا المهم إخراج هذا البوح الخام - إن صح التعبير -

لذا وجب الإهمتام بهذا المولود الشعوري في طريقة الكتابة وشكلها

ليفهم القارئ التركيز الذي أبداه الكاتب للغة داخله المتكلم ...

أي القصد

أنّ الخاطرة تكتب على شكل خاص، سلس، مرتب الألفاظ والجمل والأفكار

بشكل يجعل القارئ يتمعن الفكرة من الفكرة، وذلك اللّفظ الذي يكون بعد اللفظ الذي كان

وهكذا يتم السير في بناء شكل الخاطرة

إلى أن تنتهى بمخرج قوي بعدما أتت بمدخل قوي

تقديري

وَعَليكم السَلام ورحَمة الله وبَركاته

شُكْرا لِذائقَتكم..
وبَارك الله فِي مَجْهُوداتكم ومَسْعاكم النَبيل...
تَقْدِيري

[صَمْـتْــــ~]

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الفاضلة / هبة الله الرحمن

يشرّفني أن توكل إليّ مهمّة إضافة بعض اللّمسات البسيطة لنصّك
الذي تضمّن قيمةً جماليّةً تمثّلت في
مغزاه التّوجيهي الأخلاقي

وما غايتُنا إلاّ ضبط بنائِه بما يُضاعِفُ رونَقَه
-تكريما منّا لكلماتِكم النّبيلة وفكرِكم الرّاقي-

*/*/*

â‌‰ لَحْظة مَع مِرْآَتهَا â‌‰

*/*/*
يُرْهِقُها النَظَرُ مُطَوّلا فيِ المِرآة..
خوفا من استكشافِ تِلك المَاثِلة أمَامها..
تلك التي تصطنعُ البهاء..
وتزيّفُ ملامِحها بألوانٍ تبرز شكلها المغشوش
الملتحِفِ لثِيابِ المَهانةِ والعَار..

مُؤسِفٌ امتثالها لما يُناقض عَقْلها..
أن تعتكِف على رغبتها في لفتِ الأنظار..
وداخلها يستنكر فعلها..
تَتقلّب فِي صَمتٍ أمَام مرآتها..
بأفكارٍ تجعلها عالقة بين أمواجِ المَدّ والجَزر..
فيشرد فكرها المُنْهَك.. مستسلما لمغرياتِ نفسها..
دُون حياءٍ ممّ اقترفته فِي حَقّ أمانةٍ..
أودَعها الله لَديْها..
أمانة لَم تصُنها.. وتَحْفَظ حقّها مِن رِيَاحِ الفِتَن
رَغْم علمِها بأنّها تنتهِجُ مسالك الإجْرام..
مؤسفٌ أن تتناسى أنّ كُلّ شَيءٍ إلى زوال..
وأنّ الله لَيْسَ غافلا عن سوءِ الأفعال..
و تمسّكها بالقُشور دُون اللُبّ..
سَيُغْرقُها بَين أمْواج الضّياع..
ويُلحفها ثوب ذُلٍّ وأوجاع..
ليمُرَّ عمرها دونَ انتفاع..
لحظات مَع مرآتِها..
تَجْعل مِنها شَمعة تَحتَرق بِبُطىء..
فتَنسَحب مِن أمَامها.. مُمَزّقةَ الفِكرِ والقَلْب..
مُكَدّرةَ المَشَاعِر...
لا ينفعها النّدم بعد سوءِ المآل

====
ا.س.و

ملْحوظة/
سيتم إدراج خاطرتك بالصّفحة الأولى
وسيتم إدراج نسخة منها بفضاء ديباج الرّوض