اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشكلتي
طالبة جامعية اعاني من التلعثم في الكلام منذ سن صغيرة كنت اظن انها ستختفي مع مضي العمر لكنها تزداد سوءا و لم يعد بإمكاني التحمل اكثر كرهت وحدتي و انعزالي عن العالم كرهت نظرة الناس المتهكمة و المشفقة احيانا الي اصبحت حياتي جحيما لا يطاق حتى الصديقات ينفرن مني بسبب صمتي و عقدتي هل من حل ام اترك دراستي و كل شيء و انتظر الموت ؟
|
أختي الكريمة
طريق الحياة ليس دائمًا مفروشًا بالورود ، و حمد و شكر الخالق سبحانه و تعالى يجب ألاّ يفارق لسانك ، كيف لا و أنت في قمّة التميّز و النجاح بوصولك للمرحلة الجامعية رغم هذه المشكلة التي تعانينا منها ، فكم من صحيح اللسان و القول لم يحظى بهذه الفرصة ، و كم من آلاف الأشخاص مثل حالتك لم يتمكنو من الوصول لمستواك الدراسي ، الحمد للّه و الشّكر للّه على هذه النعمة
كوني على يقين أنّ المشكلة ليست مشكلتك أنت أو رغبة منك أن تكوني هكذا ، إنها حكمة الخالق أرادها فيك ليمتحنك و يمتحن من حولك ، فإن شكرتي و صبرتي و قبلتي بما شاء اللّه سبحانه و تعالى ستزول كل التّبعات و الوساوس الشيطانية من مخيّلتك و ستشقّين طريق الحياة بشكل طبيعي و ستؤثّرين فيما حولك بإيمانك ب اللّه سبحانه و تعالى .
لكل أنسان مشكلة تؤرقه و الكمال للّه الواحد الأحد ، فإذا كان التلعثم في اللّسان تعتبرينه مشكلة فما رأيك فيمن له رجل واحدة يتمشى بها أو إنسان لا يبصر أو إنسان لا ينطق و لا بكلمة أو إنسان لا يسمع نهائيًا ، أو إنسان يعيش على أدوية ليلاً و نهارًا أو إنسان له كل أطرافه و صحيح البدن و لكنه منبود لسوء خلقه ........اللّه سبحانه و تعالى لم و لن يظلم أحدًا من خلقه ، لقد خلق و عدل في الخلق ، و منح لكل مخلوق ميزة يحتاجها غيره ، و هكذا الحياة هي حلقة متكاملة من إبداع الخالق عزّ وجل ، فإبحثي أيتها الأخت عن ميزة منحها اللّه لكي و أخصّكي بها عن غيرك و إستثمري فيها و احمديه على هذه النعمة لتتفتّح لك الأبواب من كل حدب وصوب
و ما يعجبني في الشعوب الغربية أنهم يستثمرون في كل ميزة يمتازون بها عن غيرهم و ينجحون ، كأن تجدين شخص لا يستطيع الكلام و يستثمر في هذا و ينشئ ابحاث و إختراعات لتسهيل الأمور لغيره الذين يعانون مثل ما يعاني ، و تجدين شخص لا يستطيع المشي و لكن يستثمر حالته لإنشاء جمعية خيرية تحتويهم ، و هكذا أمثلة كثيرة
لذلك يا اختي لعلّ اللّه سبحانه و تعالى منحكي القدرة على التعلّم رغم التلعثم في اللسان لتكوني ميزة فريدة لو إستثمرت سكون قفزة في حياتك و يُسر لغيرك ، كأن تتخصصي في علم النفس أو أن تنشئي جمعية خيرية لمساعدة من يشكون من مثل حالتك و توعيتهم و إدماجهم في الحياة الطبيعية ، أو تكونين مخترعة لجهاز يصحّح النّطق .......