اوك هاهي مقالتي :
منذ ان نشأ الانسان البدائي و هو يتسائل و يشعر بالفضول و الاستفهام اتجاه كل ما هو موجود و معقول حوله ! فاصدر احكاما و استدل و طرح أسئلة انقسمت الى أسئلة مبتذلة لا تحتاج الى جهد فكري للإجابة عنها و أسئلة انفعالية تثير فينا الدهشة و الاحراج و ايضا أسئلة تعتمد على المكتسبات و المعلومات السابقة .. و صنفت الأسئلة ايضا نوعين : السؤال الفلسفي و السؤال العلمي فما هو الفرق بينهما و العلاقة الموجودة بينهما ؟
يختلف السؤال العلمي عن السؤال الفلسفي في عدة نقاط نميز منها :
السؤال العلمي سؤال يطرحه العالم و يوجه الى عقل واعي و ومفكر لا الى ابله ، غير مؤهل ، مفتقر الى المكتسبات العلمية و هو سؤال يدرس الظواهر الطبيعية و الماديات و يتبع في ذلك منهجا تجريبي فمثلا : العالم نيوتن لاحظ سقوط التفاحة فافترض عامل الثقل ثم قام بعدة تجارب لإثبات صحة فرضيته الى ان وصل الى قانون الثقل . و يتميز السؤال العلمي بانه سؤال يسعى العالم من خلاله الى إيجاد مخرج و حل و الوصول الى الحقيقة العلمية المطلقة و الخروج بنتيجة صحيحة نسبية يمكن ان تتغير مع مرور الزمن . و كذلك يمكن القول بأن السؤال العلمي يدرس مجال ضيق و محدود و يثير فينا الدهشة و يقوم على مبدأ الاجماع على عكس السؤال الفلسفي الذي يدرس ما وراء الطبيعة و يتميز بمجال واسع و غير محدود يثير فينا الانفعال و الحرج و الغموض و الإبهام و الحيرة و التوتر و يصدر هذا السؤال عن الفيلسوف الذي يتمتع بمخزون علمي و فلسفي في العديد من المجالات فمثلا عن طرح السؤال : هل الانسان مخير ام مسير ؟ فإن الفيلسوف قد يأخذ الجانب الديني و كذلك علم النفس و علم الاجتماع و كافة العلوم الانسانية للإجابة عن هذا السؤال و كذلك يمكن ان تختلف الاّراء من فيلسوف الى اخر فمنهم من يعتقد ان الانسان مخير و منهم من يعتقد انه مسير و منهم من يظن ايضا انه مسير و مقيد في ان واحد ! لذا فان السؤال الفلسفي يقوم على تعدد الاّراء و اختلافها .. و يمكن ان نجد له حل و مخرج كما يمكن الا نجد له . و يتبع الفيلسوف من خلاله منهجا استنباطيا تأمليا استنتاجيا استقرائيا تفكريا .. ( يتبع )