حسن عريبي
النائب حسن عريبي الجزائر في 22 أوت 2015
الموضوع : سؤال: كتابي حول اقتراحات من أجل بناء مدرسة جزائريـة نوعيـــة تلتزم بثوابت الشعب وأصالته مع التفتح على اللغات الأجنبية الحية التي يتعامل بها العالم.
- بناء على المادة 134 من الدستور يسعدني سيادة الوزير الأول المحترم أن أتوجه إليكم بهذا السؤال الكتابي راجيا منكم أن يجد في نفسكم صدا إيجابيا، كونه يتعلق بمصير الأمة الجزائرية ومستقبلها التعليمي الذي يعتبر الركيزة ألأساس في بناء مجتمع مدني متحضر متعايش.
معالي السيد الوزير الأول
بـدايـــــة أتقدم إليكم بجزيل الشر على ما تبذلونه من جهد في سبيل تحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين، وعلى إصغائكم لكل ما نطرحه عليكم من مشاكل وانشغالات واقتراحات، وفي هذا الصدد ولأن قطاع التربية يغلي على صفيح ساخن لسببين هما:
01- الأوضاع الاجتماعية للمربين .
02- السياسات الارتجالية المتبعة في الإصلاحات، هذه السياسات المتبعة في الإصلاحات, والتي منها ما سمعنا وقرأنا مؤخرا حول نية وزارة التربية في التدريس بالعامية في المناهج الدراسية، حيث نعتبر هذه النية إن ثبتت لاقدر الله فهي من صميم أوامر وإملاءات استعمارية صهيونية وجدت من يسمع لها في بلادنا على شاكلة السيدة وزير التربية ومن يقف خلفها وهي اقتراحات سببت فتنة ليس في أوساط النخبة فقط بل في أوساط المجتمع أيضا، بل وتسبب في تجاذبات اجتماعية خطيرة تهدد بقلاقل وانعكاسات لايعلم تبعاتها إلا الله, وهذه الاقتراحات ذكرت المواطن الجزائري(خاضه الطبقة المثقفة)بماحدث بعد أحداث 11سبتمبر, حيث قررت الإدارة الأميركية الشروع في تنفيذ المشروع الصهيوني الجاهز لإعادة رسم خارطة العالم, وهذه الخارطة لاوجود فيها للدول العربية والإسلامية بالشكل القائم حاليا, بل تقسيم هذه الدول إلى دويلات وطوائف متناحرة, لتسهيل وتسريع وتيرة قيام دولة إسرائيل الكبرى. وقد رأت القوى الصهيوأمريكية أن أقصر طريق لتمزيق الجسد العربي الإسلامي هي استهداف الهوية والمرجعية التاريخية لخلق جيل مفصوم الشخصية مقطوع الصلة بدينه وتاريخ اجداده,فأمرت حلفائها آنذاك بحذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتحدث عن الجهاد وعن انتصارات المسلمين من المناهج الدراسية, فاستجاب لهذا الأمر حينها كل من نظام حسني مبارك والحكومة الباكستانية, ولا نريد لحكومتنا الوطنية أن تسير على نهج الغابر حسني مبارك. كما لانريد لها أن تتخلى عن الإنجازات الهوياتية التي كللتها تضحيات قوافل الملايين من الشهداء.
ومنعا لهذه الارتجالية وتحصينا للمدرسة الجزائرية من الاملاءات الشخصية والضغوط الخارجية، ودعما لكل نقاش بناء يكون مصدره الأسرة التربوية وكل فعاليات المجتمع، أقدم بين يديكم دولة الوزير الأول هذه المقترحات التي أراها كفيلة بان تكون أرضية حوار ونقاش ينطلق من المدرسة ويعود بالفائدة عليها.
1- الجانب الهيكلي والقانوني:
-ضرورة إنشاء كتابة دولة للتعليم الابتدائي نظرا للتعداد الكبير للأطفال المتمدرسين في هذا المستوى، ونظرا أيضا لحساسية هذا السن في حياة الطفل وحاجته إلى عناية خاصة يقدمها المربون والنفسانيون على عكس ما يحتاجه طلاب المستويات الأخرى.
-2 تعديل قانون البلدية :
- بسحب صلاحيات تسيير المدارس الابتدائية من البلديات، والتي أصبحت تسير المدارس مثلما تسير "ناد كوم" مع احترامنا لكل مؤسسات الدولة، نظرا لافتقار بلدياتنا للإمانيات من جهة وافتقارها الى المختصين القادرين على الاهتمام بحاجيات المتمدرسين..
3-فصل قطاع التربية الوطنية عن الوظيفة العمومية، ومعاملة القطاع والمنتسبين إليه معاملة خاصة تليق بمستواهم وبالأمانة الموكلة إليهم، وليس معاملتهم كأرقام وموظفين وحسابات منطق الخسارة والربح الذي يخضع إليها منتسبي الوظيفة العمومية في سياستها العامة، فقطاع التربية لديه خصوصيته وحاجته إلى المتقاعدين فيه ربما تفوق حاجة القطاعات الأخرى وحاجة أجياله الجديدة إلى التكوين والتكفل الاجتماعي هي أولى أولويات تطوير التربية والتعليم.
4- تعديل القانون التوجيهي للتربية الوطنية :
بتوسيع صلاحيات الإدارة المدرسية وعلاقتها بشركائها الاجتماعيين خاصة جمعيات الأولياء، وتوسيع دائرة التشاور لمصلحة القطاع مع إعطاء أولوية قصوى لأبنائه في مناقشة أي إصلاحات.
الجانب البيداغوجي: -
1-الجمع بين مقاربة الكفاءات و التربية الشمولية والأهداف الإجرائية حسب كل نشاط. وإرساء بطاقة تركيبية للمتعلم من التحضيري الى السنة الخامسة ابتدائي, ومتابعة التوجهات المعرفية للتلميذ.
2- الرفع من الحجم الساعي والمعامل لمواد الهوية (التربية الإسلامية والتاريخ)، لضمان تفادي الانحرافات الفكرية والدينية لشبابنا من خلال ترسيخ المبادئ السمحة لديننا ,وربطهم بتاريخ وطنهم العزيز وأمتهم المجيدة لغرس قيم الوطنية الصادقة في هذه الفئة الاستراتيجية من تركيبة مجتمعنا.
3-- اعتماد نصوص ملامسة للتطور النفسي والوجداني للمتعلم تحوي عنصري التشويق و تنمية الرصيد اللغوي كتابة ومشافهة.
4-- اعتماد مادة الحساب في س 1+س 2+س 3 وتأجيل تدريس مادة الرياضيات إلى س 4 ثم س 5.
5- التفكير في تدريس اللغة الانجليزية بداية من السنة الرابعة ابتدائي كون هذه اللغة باتت لغة عالمية معتمدة في أكثر المدارس عراقة, وفي أكبر المعاهد الدولية, ومنها معهد باستور في باريس الذي يعتمد اللغة الانجليزية بدلا عن اللغة الفرنسية.
-5- إعادة النظر في طريقة تدريس اللغة الفرنسية خاصة المقاربة النصية والعودة لمنح المتعلم أبجديات تعلم الحروف قبل الجمل والنصوص
6-- دعم النشاط الترفيهي والرياضي بتوظيف ممرنين ومنشطين ثقافيين متخصصين ومؤهلين.
7- تنظيم مسابقة وطنية سنوية, وتقديم جائزة لأحسن إبداع مدرسي في الميدان الثقافي, يكرم فيها المبدع ومدرسته معا,على أن يكون الإبداع الثقافي موضوع المنافسة مرتبط بالهوية الوطنية والتاريخ الوطني معا.
معالي السيد الوزير الأول
إن الغرض من هذه الاقتراحات ليس حل جميع معضلات قطاع التربية فحلها نضال طويل يتطلب تكاتف كل الجهود, ولكن هدفنا من هذه الاقتراحات هو المساهمة في خلق نقاش حقيقي وفق أطره الحقيقية لأية إصلاحات يرجى منها الخير لقطاع التربية بعيدا عن أية مخططات لا نعلم وجهتها .
رجائي معالي الوزير الأول أن تجد هذه الاقتراحات لديكم العناية اللازمة لتكون أرضية نقاش يشارك فيها الجميع لان موضوع التربية يهم كل الجزائريين دون استثناء ولا مجال فيه للارتجال أو استفزاز عامة الشعب باقتراحات استعمارية صهيونية أريد من خلالها تمزيق الجزائر ، وكلنا ثقة في أن حرصكم كبير على تطوير قطاع التربية وإشراك كل المهتمين في بناء مصjير الأجيال .
وعليه ماهي الإجراءات التي تبادرون بها من أجل تحقيق هذ المطلب الشعبي الجزائري العام
وتقبلوا منا فائق التقدير والاحترام
النائب حسن عضو لجنة الدفاع الوطني
جبهة العدالة والتنمية