الصلاة على الراحلة من السنن التي قد هجرت عند كثير من المسلمين إلا من رحم الله وقد ثبت في أحاديث صحيحة أن رسول الله كان يصلي على راحلته حيث توجهت ومن بعده صحابته الكرام و كانت الرواحل إبل وخيل وحمير و الركوب على هذه الدواب شاق ويحتاج إلى جهد أثناء السير إلا أنهم كانوا يصلون عليها، و روى مجاهد أنه قال : صحبت ابن عمر في السفر فكان يحيى الليل صلاة على ظهر الدابة ،أما في هذا العصر مع تقدم وسائل النقل و الركوب التي قال العلماء أنها تحل محل الراحلة إلا أنك قل من تجده يصلي فيها ،وقد ثبت أن للمسافر دعوة لاترد كما في حديث أبى هريرة عن النبي قال : ثلاث دعوات مستجابات دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده.لأنها ثابتة في السفر لا الحضر وقال الشيخ ابن عثيمين ( رحمه الله ) وأما في الحضر فلا يجوز19.
فحري بالمسافر أن يستغل لحظات السفر لعل الله أن يوفقه إلى مايحبه ويرضاه .
ـ أدلة مشروعيتها :
الحديث الأول: عن ابن عمر قال رأيت رسول الله يصلي على حماره وهو متوجه إلى خيبر . (رواه مسلم)
الحديث الثاني : عن ابن عمر قال : كان رسول الله يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه قال وفيه نزلت { فأينما تولوا فثم وجه الله } ( رواه مسلم )
الحديث الثالث : عن ابْنِ عُمَر َ قَالَ : ( كَانَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَم يُصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ ، حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ ، يُومِئُ إِيمَاءً صَلاةَ اللَّيْلِ ، إِلا الْفَرَائِضَ ، وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ ) (البخاري)
الحديث الرابع : عن عامر بن ربيعة قال ( رأيت رسول الله يصلي على راحلته حيث توجهت به يومئ برأسه ) ( متفق عليه)
الحديث الخامس : عن جابر قال كان رسول الله يصلي على راحلته حيث توجهت به أي في جهة مقصده فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة ( رواه البخاري)
الحكمة من مشروعيتها :
ولعل الحكمة من مشروعية الصلاة على الراحلة تيسير تحصيل النوافل على المسافر وتكثيرها فاقتضت رحمة الله تعالى بالعباد أن قلل الفرائض عليهم تسهيلا للكلفة وفتح لهم طريقة تكثير النوافل تعظيما للأجور.