لمّا تعلّقت قلوب البشر بالرقاة

[مُحمد رازي]

فكرت أن أسلط الضوء اليوم على ظاهرة قد تفشّت في مجتمعنا
و المتمثلة في انتشار الرقاة بكثرة في مناطق الوطن
متسترين تحت غطاء الدين و الطب
لهم عيادات خاصة تشدّ إليها الرحال ذاع صيتهم في كل مكان حتّى عرفهم الصغير قبل الكبير

فلا يصاب شخص بمرض من مسّ أو سحر أو عين
إلا و تهافتت عليه الإقتراحات :
الراقي فلان لم يقصده أي مريض إلا و شفي عنده
الراقي فلان استطاع أن يعالج مريض عجز الأطباء عن علاجه
الراقي فلان عالج مرض شخص قد لازمه طيلة 40 سنة

و إننّا لنتعجب من بعض الناس من يقطع مئات الكيلومترات فقط ليشكو و يبث ما أصابه لهذا الراقي
في حين أنه لو وقف بين يدي ربّه و دعاه بصدق لربما عافاه عند أول دمعة
فتقدّس عند الناس هذا الراقي و نسوا في غمرة هذا أن الشفاء هو من عند الله وحده

و الخطير اليوم في مجتمعنا أن الناس تعلقت قلوبهم بالأسباب و نسوا مسبب الأسباب
ما يصيب من شخص من مرض إلا و هرع إلى الأدوية
و أول ما يتبادر إلى ذهنه الطبيب أو الراقي

طبعا لست أقول للناس لا تتداوا و لا تذهبوا لطبيب أو لراق و لا تعملوا بالأسباب
و لكن الأصّح في الأول أن يتعلق قلبنا بالله و نهرع إليه بالدعاء ثم بعد ذلك
نعمل بالأسباب و نحن موقنين أن الدواء أو الطبيب أو الراقي
ما هو إلا سبب يجعل الله من خلاله الشفاء

فما رأيكم في ظاهرة الرقاة المنتشرين بكثرة حتّى أصبح الساحر و المشعوذ و الدجال كلهم رقاة
و أنتم ما أول ما يتبادر إلى ذهنكم إذا أحسستم بمرض هل تعرعون مباشرة إلى الأدوية و الطبيب أو الراقي

شاركونا أفكاركم و أسعد كثيرا بتدخلاتكم
دمتم في رعاية الله و حفظه