الظاهر أن لك نية طيبة تجاه قريباتك
فأنت منذ سنتين كما ذكرت بدأت تصلحين ما بنفسك من اعوجاج وتقومينه
وتتلمسين بذلك بركة الله عليك ورحمته وهي أمور طيبة يود الواحد لو يشاركه فيها من يحب
فرحت في حماس تحاولين جذب قريباتك إلى ما أنعم الله به عليك
ونسيتي أن عليك النصح وأن الله جل وعلا هو الذي يهدي القلوب إلى ذكره
يعني لا يمكنك أن تهدي من تحبين إلى الصراط المستقيم ولكن الله يهدي إليه من يشاء
والمعروف أن الأشخاص المتحمسين للدين فوق اللازم ينفرون عن الدين أكثر مما يجذبون
وذلك أن الحماس عكس الصبر، ولا دعوة لله دون صبر وطول نفس
ثم هناك أمر عليك أن تفهميه جيدا وهو أنه قد كسبت الاستقامة وفقدت صديقات كانت تربطك بهن علاقة حميمية
يعني حاولي أن تقنعني نفسك بأنك فقدت شيئا ربما لا يمكنك استرجاعه
فلا تحاولي استرجاع ما فقدت بدعوى الدعوة إلى الله
بل أخلصي الدعوة إلى الله لله وحده
وانسي ما تريده نفسك وما لا تريد أن تحرم منه
من يدري ربما يجعل الله أمرا فيجمعكم على طريقه المستقيم من جديد
وقد تكون طريقهن غير طريقك فالله وحده يعلم إن كن صالحات أم لا
هكذا هو حال المؤمن في هذه الأيام
يرى أقرب الناس إليه على ضلال ولا يجد وسيلة لثنيه عن ذلك سوى تسليم أمره لله
وفي ذلك ابتلاء كبير وبه يميز الله عز وجل عباده المخلصين ممن هم دونهم
أسأل الله عز وجل أن يثبتك على صراطه المستقيم ويزرع الإخلاص في قلبك