شبكة "سرية" لأجورهم وامتيازات خارج المألوف
10 آلاف أورو للقناصلة و20 ألف أورو للسفراء شهريا!
نظام تعويضي بعيدا عن الرسميات للسلك الدبلوماسي
تبقى أجور وامتيازات الدبلوماسيين من سفراء وقناصلة وموظفين بسفارات الجزائر وتمثيلياتها بالخارج، من المواضيع المسكوت عنها، والمدرجة في خانة "السري للغاية" رغم أن هذه الأجور والامتيازات تعد من أكثر العوامل التي تستقطب الراغبين في الانتساب إلى هذا السلك، وحسب مصادر دبلوماسية فمتوسط أجور سفراء الجزائر المعتمدين بالخارج يتجاوز10 آلاف أورو، في وقت يكلف التمثيل الدبلوماسي في عدد من الدول الخزينة العمومية ما بين 20 ألفا و30 ألف أورو.
على نقيض العديد من الدول الغربية وحتى العربية، أين نجد سندا قانونيا واضحا لمنظومة أجور الإطارات العليا في الدولة من وزراء وسفراء ونواب، تغيب هذه الشفافية بصفة كلية عن منظومة أجور السفراء المعتمدين وممثلي الدبلوماسية، وهذا التعتيم لا يلف الأجور والإمتيازات فقط، بل يتعداه إلى هذا السلك و"الكادر" بصفة كلية، لدرجة تكاد معها رتب السلكالدبلوماسي وعددها مجهولا ليس لدى العامة، بل حتى على مستوى النخبة، ففي الأردن مثلا تعتمد المملكة نظاما خاصا للسلك الدبلوماسي، يحدد بوضوح كادر السلك الدبلوماسي ورواتبه وأجوره وامتيازاته.
ففي فرنسا النظام يعلن تخصيصاته المالية لهذا القطاع، وتحت عنوان الاستثمار، يعلن أنه يستثمر ما نسبته 1.8 بالمائة، من ناتج فرنسا المحلي الإجمالي في دبلوماسيته، وألمانيا تخصص ما نسبته 1.1 بالمائة من ناتجها المحلي لخدمة الدبلوماسية، أما في الجزائر وعدا ما يتسرب من هنا وهناك عن امتيازات السفراء والقناصلة والأجور الخيالية، كلما حلت مناسبةالحركة في سلك الدبلوماسيين، تبقى أجور المكلفين والمسؤولين على تبييض أو تسويد صورة الجزائر بالخارج مدرجة في خانة السري للغاية.
منظومة الأجور الخاصة بالدبلوماسية المعتمدين بالخارج، تبقى سرا كذلك حتى على المنتسبين لنفس السلك حسب مصادرنا، كونها تخضع لمجموعة من الاعتبارات، منها الدولة ودرجة أهمية التمثيل لديها، ورهانات الجزائر لدى دولة التمثيل ومجموعة من المعايير والعوامل الأخرى، والأكيد حسب مصادرنا أن الدبلوماسيين الجزائريين يتقاضون أجورهم بالعملةالصعبة، كما أن العديد من الخدمات كالنقل والإتصال وغيرها تحسب على عاتق ميزانية السفارة، ويتقاضى القناصلة أجورا تصل 10 آلاف أورو أي حوالي 150 مليون سنتيم، فيما تتراوح أجور السفراء بين 20 ألفا إلى 30 ألف أورو، أي ما بين 300 و450 مليون سنتيم بالعملة الوطنية، ناهيك عن تذاكر سفر له، وللعائلة وغير ذلك من الامتيازات.
هذه أجور السفراء والقناصلة التي عرفت مراجعة وزيادات حسب مصادرنا سنة 2008، والتي تجعل عددا كبيرا منهم بما فيها الموظفين الصغار بالسفارات لا يستسيغون تحويلهم للخدمة بوزارة الشؤون الخارجية، ويشتكي عدد كبير منهم فقدانه للأجر بالعملة الصعبة، وصعوبة العيش عندما يلتحق بالخدمة في الجزائر.
هذه هي الأجور والامتيازات التي يتلقاها المسؤولون عن ضمان أمن وكرامة الجالية بالخارج، ولا يفعلون، ومسؤولون على استقطاب الاستثمار ويعجزون، ومسؤولون على تبييض صورة الجزائر والترويج لصورتها، ولا يستطيعون، وحتى عندما تحتجز طائرة جزائرية تحتجز برعاياها.