أُنثى الغيابْ - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أُنثى الغيابْ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-10-02, 15:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عطرُ القوافي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عطرُ القوافي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي أُنثى الغيابْ


هي امرأة ككلّ نساء زمانها بل ربّما أكثرهنّ جنونا ، يوم آخر من أيام حياتها يبدأ كالعادة بصباح مملّ تراها ترتشف قهوتها ببطء ملحوظ وبين الرشفة والرشفة

وقت لا صدى فيه إلاّ للصمت، تجمع أغراضها المبعثرة في كلّ زاوية تحملها وتمشي مهرولة للخارج وقبل ثانية من خروجها تكتفي بكلمة "وداعاً" التي في

الغالب لا يسمعها أحد و كأنّها تلفظها فقط مجاراة للضمير .

في الشارع هي امرأة أخرى عيناها تفحصان كلّ شئ وخطواتها المتسارعة ما تنفكّ تتباطؤ وفي كلّ خطوة كأنّها تحاول أن توقف صخب الصمت الذي يتبعها ،

طريقها ينتهي عند وصولها بوابة مكتبها ، خطواتها المتذبذبة بين السرعة والبطء توصلها في الوقت تماما .

تدخل مرتدية رداء الصمت لتبدو جادة بالقدر الذي تحبّ، لا تكلف نفسها عناء النظر إلى الوجوه فهي هناك امرأة ثالثة لا توزّع النظرات مجاناٌ، وفي المساء

تخرج من مكتبها وحيدة كما دخلته بذات الخطوات الرشيقة المتمايلة تترك المرأة الثالثة هناك وترتدي رداء المرأة الثانية وطريق عودتها إلى البيت كما

طريق الصباح وما إن تصل أمام الباب .حتى تصبح من جديد امرأة الصباح ذاتها تفتش عن المفتاح في جيوب معطفها الكثيرة وعندما لاتجده تطرق الباب في

عجل وما إن يفتح حتى ترمي الجميع ب "مرحبا" الجافة من أيّ معنى بعد دقائق معدودات، تجلس على طاولة المطبخ ترتشف قهوتها المسائية كما تحبها

مسكّرة جدا وتجيب عن أيّ سؤال بأنّ يومها كان مملّا وكأنّها تحاول الهرب من أيّ حصار مفترض بالشكوى تسأل بجمل مختصرة وتجيب بذات النبرة

المملّة ومع آخر قطرة في فنجانها تصعد إلى غرفتها التي طمست الفوضى معالمها تقف في البدء عند النافذة موجهة بصرها نحو زهور الحديقة البديعة ثمّ ما

تلبث أن تغرق في بحر شرودها وفوضى تساؤلاتها والتي لا تقطعها إلاّ رنّة الهاتف المزعجة تلك تنظر إلى اسم المتصل إنها إحدى الصديقات القديمات ،

تشرع في حديثها المختصر ، لا تتكلم إلاّ عن البديهيات خوفا من أن يتهاوى لغز صمتها على جسد الكلمات تبادر بإنهاء المكالمة بحجة التعب ترمي ذاك

الهاتف اللعين الذي قطع سكون تأملها جانبا وتعود لبحر شرودها كأنّ شيئا لم يكن وبعد أن تكتفي تجلس على الكرسيّ الأحمر وتسحب من درج الطاولة

دفترا وقلما يبدو أنّها سئمت الصمت والكلام المختصر فقررت أن تختبئ خلف مفردات اللغة فاللغة وجدت أصلا لنختبئ خلفها ....،،



يُتبعْ








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لسنتي, الغيابْ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc