غَزَّة ..
يَا طِفْلَةً ..
فِي الْجُرْحِ تَرْسُمُ زُخْرُفَا
أَ بِرَغْمِ جُرْحَكِ تَبْسُمِينَ
تَلَطُّفَا ..!
قَالَتْ بِيَأْسٍ يَا أَخِِي :
مَا بِيَّدِي ..
وَالحُزْنُ أَيْضًا ، كُفْكِفَا ..!
لَا تُخْبِرِ الذِّئْبَ اللَّئِيمَ
بِحُرْقَتِي ..
وَبِأَنَّ صُبْحِيَ قَدْ جَفَا ..!
أَنَا طِفْلَةٌ ..
قَدَرٌ عَلَيَّ تَيَتُّمِي ..
سَأَظَلُّ حَتَّى أَلْتَقِي
بِالْمُصْطَفَى ..
" أَبَصَرْتَ عَيْنَهَا هَكَذَا : مُتَأَسِّفَا ..! "
:
الصَّبْرُ
ضَجَّ مِنَ التَّصَبُّرِ ، فَانْزَوَى
وَالْمَوْتُ ..
يَصْرُخُ فِي العُيُونِ
تَلَهُّفَا ..
وَالدَّمْعُ ..
جَفَّ بِهَدْبِهَا ، فَتَكَتَّمَتْ
عَجِفَتْ عَنِ الدُّنْيَا جَمِيعًا
أَعْجَفَا ..!
فَاسْتَيْقَظَ الْوَجَعُ الدَّفِينُ
بِدَاخِلِي
يَا طِفْلَتِي ..
أَنَا جِذْعُ نَخْلٍ أَجْوَفَا ..!
إِنِّي زَرَعْتُ الذُّلَّ
فَاكِهَةً لَكِ
وَقَطَفْتُ مِنْ زَهْرِ التَّخَاذُلِ
أَحْرُفَا ..!
لِأَصُبَّ خَوْفِي
فِِي كُؤُوسِ صَبَابَتِي
فَتَقُولُ يُسْرَايَ
لِيُمْنَايَ ..
كَفَى ..!
يَا طِفْلَتِِي ..
لَا تَنْظُرِي لِلسَّعْفِ
فِي جِذْعِ النَّخِيلْ
سَيَظَلُّ جِذْعُ النَّخْلِ خَاوٍ
أَجْنَفَا ..!