السلام عليكم
أخي الكنتي ..
في مسامرة مع صديق لي هو من دفعتكم ، سألتُه عن شخصك الكريم فأخبرني بأنّك دَمثُ الخلق ، مرحٌ ، محبوبٌ ..
أخي .. عادة و نحن على أعتاب أية تجربة جديدة يساورنا ذلك التوجّس من عدم التّوفيق ، فترانا نستزيد من نصح العارفين المجرّبين و توجيههم من أجل إرساء منظومة معرفيّة من شأنها أن تكون قاعدةً صلبةً نؤسس عليها تجربتَنا ، نستجير بها من شرّ ما يواجهنا من إشكالاتٍ أثناء الممارسة ، الأمرُ الذي يجعل الأخطاءَ تنحسر بشكل كبير إن شاء الله .
سيدي .. اسمح لي أن أسوق لك بعضًا ممّا يراه عددٌ من الممارسين سببًا في سؤدد كلّ مدير :
- إخلاص العمل لله وحده لا الوصاية ؛
- التواضع في غير ابتذال و لا اسفاف ؛
- الحزم مع النّفس و الغير ؛
- لا تظلمَنَّ إذا ما كنت مقتدرا ؛
- سعة الإطلاع ؛
- التّقرب من ذوي الخبرة الموثوقة و الاقتباس من تجاربهم ؛
- عدم الاعتداد بالنّفس ، فنصف عقلك عند أخيك ؛
- الابتعاد عن المزاح و المرح مع من تشرف عليهم إلّا ما ندر ، فأنت مصدرُ السلطة لديهم ؛
- تنشيط الحياة المدرسيّة ؛
- متابعة تمدرس التّلاميذ في الحجرات ، و مراقبة إنتاجهم ؛
- حصر الحاجات التّكوينيّة للأساتذة و السّعي الجاد لتلبيتها إن شخصيًّا لو كان ذلك بالوسع ،أو إسنادها إلى أقدر الأساتذة أو المفتّش ( أتْعِبِ المفتّشَ و ضعْه أمام مسؤولياته ) ؛
- مبادرة الكلًّ بالتّحيّة و السؤال عن أحوالهم ؛
- الإقلال من الإجتماعات ما أمكن، و إن كان و لا بدّ فبجدول أعمال ملزم للجميع ؛
- المدير أوّلَ من يدخل إلى المؤسسة و آخرَ من يخرج ؛
- تجنب إبداء المفاضلة بين الأساتذة ؛
- لا تكن مهذارا ... كن كتومًا فليس كلّ ما يعرف يقال ؛
- تبن ّ الرّأي السّديدَ و أَثْنِ على صاحبه ؛
- وجّه المخطئ على انفراد و لا تفش له سرّا ديدنُك في ذلك إنزال الآخر عند رؤيتك بــِ " جادلهم بالّتي هي أحسن " ؛
- الوقوف إلى جانب الأستاذ في مواجهة شطط أولياء التلاميذ ؛
- تشجيع المبادرات مهما كانت بسيطة و أسنادها ....
[/b]
كلامي هذا سيجلُبُ سخطًا لدى بعض القرّاء بدعوى أنّه مدعاةٌ إلى التّكبر و التّجبر ، كلّا و الله ، لكنّ المسؤوليّة ، كانت قبلاً محدودةً و أضحت الآن عظيمةً ما يستلزم تعاملاً واعيًا مبنيًّا على إنزال الأمور منازلها دون علوّ أو ابتذال .
أخي الكنتي .. أدري أنّك تعلم الكثيرَ ممّا عرضتُ ، و لكنّها للذكرى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ} [سورة الذاريات: 55]
تقبّل تمنيّاتي لك و لجميع أفراد منتوج التّكوين بالتّوفيق في وظيفتكم الصّعبة .