تصنيف الناس بين الظن واليقين - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تصنيف الناس بين الظن واليقين

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-03-25, 08:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومحمد17 مشاهدة المشاركة
:
* حينئذ يأتي السؤال: ما هي الأسباب الداعية إلى شهوة التجريح بلا دليل؟
والجواب: أن الدافع لا يخلو:
* إما أن يكون الدافع "عداوة عقدية في حسبانه" فهذا لأرباب التوجهات الفكرية، والعقدية المخالفة للإسلام الصحيح في إطار السلف.
وهؤلاء هم الذين ألقوا بذور هذه الظاهرة في ناشئتنا.
* أو يكون الدافع من تلبيس إبليس، وتلاعبه في بعض العباد بداء الوسواس، وكثيرا ما يكون في هؤلاء الصالحين من نفث فيهم أهل الأهواء نفثة، فتمكنت من قلوبهم، وحسبوها زيادة في التقي والورع، فطاروا بها كل مطار حتى أكلت أوقاتهم، واستلهمت جهودهم، وصدتهم عما هم بحاجة إليه من التحصيل، والوقوف على حقائق العلم والإيمان.
ولهذا كثرت أسئلتهم عن فلان، وفلان، ثم تنزلت بهم الحال إلى الوقوع فيهم.
وكأن ابن القيم -رحمه الله تعالى- شاهد عيان لما يجري في عصرنا إذ يقول (الداء والدواء: ص/187): (ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك.
ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين، والزهد، والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب.
وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول) انتهى.
*
وكل هذا من عمل الشيطان.
السلام عليكم..
والله إن الشيخ لأصاب وضع الأصبع على الجرح...فلله درّه..


...








 


قديم 2014-03-27, 08:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
02dallal
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا ابو محمد
وأقول ان الحق يتقبله العقل ويوده القلب فيجد المؤمن التقي نفسه معلقة بالحق الذي أودعه الله في القلب










قديم 2014-03-27, 11:26   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 02dallal مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا ابو محمد
وأقول ان الحق يتقبله العقل ويوده القلب فيجد المؤمن التقي نفسه معلقة بالحق الذي أودعه الله في القلب
إنه لقول الحق ما أتيت به يا أستاذتنا..
وصدقت..الحق ينزل في العقل وفي القلب منزل الماء في الأرض العطشى ...وإن الباطل تنفر منه النفوس الصافية التي لم تشبها شوائب الإنتصار للنفس أو لجهة أو تيار ...بارك الله فيك ..









قديم 2014-03-27, 12:15   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
هاشم الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُمر مشاهدة المشاركة
إنه لقول الحق ما أتيت به يا أستاذتنا..
وصدقت..الحق ينزل في العقل وفي القلب منزل الماء في الأرض العطشى ...وإن الباطل تنفر منه النفوس الصافية التي لم تشبها شوائب الإنتصار للنفس أو لجهة أو تيار ...بارك الله فيك ..


السلام عليكم......


تذكروا جيدا ما اقوله لكم الى اخ عمر و ابا محمد و باهي جمال..هداكم الله


مما لا شك وباعتراف العلماء ان الامة قد اصيبت في عقيدتها

فاذا اخذنا بقولكما عمر و الاستاذة

ما هي النتيجة ؟

تارة تفهمون النصوص بمذهبكم الذي نشاتم فيه و تعلمتموه (مذهب الهوى و الظن = لاتتبعون طريق السلف في اخذ الدين بل تاخذوه كما فهمته اهوائكم ورتاحت لكم نفوسكم)

و تارة وما أقله يغلب عليكم التجرد و الاخذ بالحديث فتقولوا بمذهب السلف



فيجب أن يكون عمدة الإنسان هو الدليل والحق
الدليل فوق كل شيء

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
























قديم 2014-03-31, 12:47   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم جميعا
الاخ هاشم
من الذي يضمن لك الصواب والسلامة من الهوى في كل ما تقول وتعتقد
فدعك حفظك الله من مخاطبة الناس من العلو
وكانك تملك الحق المطلق
او لا تتكلم الا عن وحي

قال ابن تيمية في كتاب منهاج السنة ج4/543 : ((ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة، أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي، فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه، وإن كان من أولياء الله المتقين.
ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين، طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه، وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه، بل في بره وكونه من أهل الجنة، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان، وكلا هذين الطرفين فاسد










قديم 2014-03-31, 14:52   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
02dallal
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا أبو محمد










قديم 2014-03-01, 16:27   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وكل هذا من عمل الشيطان.
ومن هنا تبتهج النفس بدقة نظر النقاد؛ إذ صرفوا النظر عما سبيله كذلك من تقادح الأقران.
ولهذا تتابعت كلمات السلف كما روى بعضا منها ابن عبد البر -رحمه الله تعالى- بأسانيده في (جامعه) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- ومالك بن دينار، وأبي حازم، -رحمهم الله تعالى- ومنها: "خذوا العلم حيث وجدتم، ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض، فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة ".
وعن أبي حازم: "العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه حتى كان هذا الزمان، فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويزهى على من هو دونه، فهلك الناس".
وصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه حواري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابن عمته: الزبير بن العوام -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: [دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد، والبغضاء، البغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم: أفشوا السلام بينكم].
أو الدافع: "عداوة دنيوية" فكم أثارت من تباغض وشحناء، ونكد، ومكابدة. فهؤلاء دائما في غصة من حياتهم، وتحرق على حظوظهم، ولا ينالون شيئا..
"وإنما أهلك الناس الدرهم والدينار".
واللبيب يعرف شرح ذلك.
وعلى كل حال فإن الهوى هو الذي يحمل الفريقين على هذه الموبقات، وقد يجتمع في الإنسان أكثر من دافع.

وأشدهم طوعا للهوى، أكثرهم إغراقا في هذه الدوافع؛ إذ إن إصدار أي حكم لا يخلو من واحد من مأخذين لا ثالث لهما:
1- 1- الشريعة: وهي المستند الحق وموئل "العدل"، وماذا بعد الحق إلا الضلال.
2- 2- الهوى: وهو المأخذ الواهي الباطل المذموم، ولا يترتب عليه حق أبدا.
والهوى -نعوذ بالله منه- هو أول فتنة طرقت العالم، وباتباع الهوى ضل إبليس، وبه ضل كثير من الأمم عن اتباع رسلهم وأنبيائهم كما في قصص القرآن العظيم، ولهذا حكم الله -وهو أعدل الحاكمين- أنه لا أحد أضل ممن اتبع هواه، فقال سبحانه:
{ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}.
وقال تعالى:
{ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب} (ص:26).
ولذلك قيل للمائلين عن سبيل القصد: "أهل الأهواء"؛ وذلك لاتباعهم الهوى، أو لأنها تهوي بأهلها في النار.
* وإذا كان أهل الأهواء قد نجحوا في نفثتهم المحمومة هذه، ففتح الأغرار بها كوة على علمائهم، فإن اللادينيين قد حولوها إلى باب مفتوح على مصراعيه، فألحقوا كل نقيصة، وسخرية في كل متدين وعبد صالح، وأما العلماء فقد جعلوهم "وقود البلبلة وحطب الاضطراب".









قديم 2014-03-01, 16:28   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

صالح، وأما العلماء فقد جعلوهم "وقود البلبلة وحطب الاضطراب".
الانشقاق بها:
* وإذا كانت هذه الظاهرة مع شيوعها، وانتشارها، واهية السند، معدومة البينة، فمن هو الذي تولى كبرها، ونفخ في كيرها، وسعى في الأرض فسادا بنشرها، وتحريك الفتن بها، والتحريش بواسطتها؟؟؟
والجواب: هم أرباب تلك الدوافع، ولا تبتعد فتبتئس وخل عنك التحذلق والفجور، نعوذ بالله من أمراض القلوب.
والنفس لا تتقطع حسرات هنا، فإن من في قلبه نوع هوى وبدعة، قد عرفت هذه الفعلات من جادتهم التي يتوارثونها على مدى التاريخ، وتوالي العصر، وقد نبه على مكايدهم العلماء، وحذروا الأغرار من الاغترار..
لكن بلية لا لَعاً لها، وفتنة وقى الله شرها حين سرت في عصرنا - ظاهرة الشغب هذه إلى من شاء الله من المنتسبين إلى السنة، ودعوى نصرتها، فاتخذوا "التصنيف بالتجريح" ديناً وديدناً، فصاروا إلباً على أقرانهم من أهل السنة، وحرباً على رؤوسهم وعظمائهم، يلحقونهم الأوصاف المرذولة، وينبزونهم بالألقاب المستشنعة المهزولة، حتى بلغت بهم الحال أن فاهوا بقولتهم عن إخوانهم في الاعتقاد، والسنة، والأثر: "هم أضر من اليهود والنصارى" و "فلان زنديق"؟؟
وتعاموا عن كل ما يجتاب ديار المسلمين، ويخترق آفاقهم، من الكفر، والشرك، والزندقة، والإلحاد، وفتح سبل الإفساد والفساد، وما يفد في كل صباح ومساء من مغريات وشهوات، وأدواء وشبهات، تنتج تكفير الأمة، وتفسيقها، وإخراجها نشأ آخر منسلخا من دينه، وخلقه.
وهنا، ومن هذا "الانشقاق" تشفى المخالف بواسطة "المنشقين" ووصل العدو من طريقهم، وجندوهم للتفريق من حيث يعلمون أو لا يعلمون، وانفض بعض عن العلماء، والالتفاف حولهم، ووهنوا حالهم، وزهدوا الناس في علمهم.
وبهؤلاء "المنشقين" آل أمر طلائع الأمة، وشبابها إلى أوزاع، وأشتات، وفرق، وأحزاب، وركض وراء السراب، وضياع في المنهج، والقدوة، وما نجا من غمرتها إلا من صحبه التوفيق، وعمر الإيمان قلبه.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهذا "الانشقاق" في صف أهل السنة لأول مرة -حسبما نعلم- يوجد في المنتسبين إليهم من يشاقهم، ويجند نفسه لمثافنتهم، ويتوسد ذراع الهم لإطفاء جذوتهم، والوقوف في طريق دعوتهم، وإطلاق العنان للسان يفري في أعراض الدعاة ويلقي في طريقهم العوائق في: "عصبية طائشة".
فلو رأيتهم -مساكين يرثى لحالهم وضياعهم - وهم يتواثبون، ويقفزون، والله أعلم بما يوعون، لأدركت فيهم الخفة والطيش في أحلام طير. وهذا شأن من يخفق على غير قاعدة ولو حاججت الواحد منهم لما رأيت عنده إلا قطعة من الحماس يتدثر بها على غير بصيرة، فيصل إلى عقول السذج من باب هذه الظاهرة: الغيرة. نصرة السنة. وحدة الأمة. وهم أول من يضع رأس المعول لهدمها، وتمزيق شملها..
لكن مما يطمئن أن هذه: "وعكة" مصيرها إلى الاضمحلال و "لوثة وافدة" تنطفي عن قريب، وعودة "المنشقين" إلى جماعة المسلمين أن تعلم:
* أن هذا التبدد يعيش في أفراد بلا اتباع، وصدق الله:
{وما للظالمين من أنصار} (البقرة:270).
ومن صالح الدعاء:
{ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} (الأعراف:47).
وقوله تعالى:
{رب فلا تجعلني في القوم الظالمين} (المؤمنون:94).
* وأن هؤلاء الأفراد يسيرون بلا قضية.
* وأن جولانهم: هو من فزع وثبة الإنشاق: ولهذا تلمس فيهم زعارة، وقلة توفيق.
فلا بد -بإذن الله تعالى- أن تخبوا هذه اللوثة، ويتقلص ظلها، وتنكتم أنفاسها، ويعود "المنشق" تائباً إلى صف جماعة المسلمين، تالياً قول الله تعالى: {رب نجني من القوم الظالمين} (القصص:21).










قديم 2014-03-01, 16:29   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تَبِعَة فُشُوِّها:
* ثم يأتي سؤال ثان:
من الذي يحمل تبعة فشوِ "ظاهرة التصنيف" فالانشاق عن "أهل السنة"؟؟
يحمل تبعتها فريقان:
الأول: الغافلون عن تنفس التوجهات الفكرية، والعقدية، والمادية، وزرعها في أفئدة الناشئة.
وأصله: التفريط في الغيرة على الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومد بساط: عسى، ولعل.
الثاني: غياب العالم القدوة عن القيام بدوره الجهادي التربوي -بلا تذبذب- كل بما فتح الله عليه حسب وسعه وطاقته.
لهذين الأثر العظيم في تنفس هذه الظاهرة.










قديم 2014-03-01, 16:30   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لهذين الأثر العظيم في تنفس هذه الظاهرة.
العمل لمواجهتها:
هذه هي حقيقة هذه الظاهرة، وآثارها، ومستندها، ودوافعها، ومتولي كبرها، وأسباب فشوها، وتفنيدها.
حينئذ يأتي سؤال يفرض نفسه: ما العمل لمواجهتها، وكف بأسها عن المسلمين؟
فأقول:
العمل في أصول إلى ثلاث فئات:
1- 1- إلى "الجراح" المتلبس بظاهرة التصنيف.
2- 2- إلى الذي وُجِّهَ إليه التصنيف.
3- 3- أصول لهما، ولكل مسلم يريد الله والدار الآخرة.
فإلى بيانها:
إلى محترف التصنيف
قدر لرجلك قبل الخطو موضعها فمن علا زلقا عن غرة زلجا

كانت العرب في جاهليتها تعاقب الشاعر الهجاء بشد لسانه بنسعة -سير من جلد مفتول- أو يشترون منه لسانه بان يفعلوا به خيرا، فينطلق لسانه بشكرهم، فكأنما ربط لسانه بنسعة .
قال عبد يغوث بن الحارث لما أسرته "تيم": يوم الكلاب الثاني (عقوبات العرب على المعاصي - للألوسي -رحمه الله تعالى-):
أقول وقد شدوا لساني بنسعة أمعشر تيم أطلقوا لي لسانيا

وقد أقرت الشريعة هذه العقوبة بالمعنى الثاني، منذ أن أمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزاة حنين، يوم توزيع الغنائم فقال -صلى الله عليه وسلم-: [اقطعوا عني لسانه].
وهذه سنة ماضية في مواجهة من يمس الأخوة الإسلامية بسوء من القول.
ولهذا أنفذها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في الحطيئة: جرول بن أوس العبسي المتوفي سنة 45هـ. لما أكثر من هجاء الزبرقان بن بدر التميمي -رضي الله عنه- فشكاه إلى عمر -رضي الله عنه- فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبياته المشهورة، فأخرجه، ونهاه عن هجاء الناس، فقال: إذاً تموت عيالي جوعاً.. فاشترى عمر -رضي الله عنه- منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم.
فأوقع عمر -رضي الله عنه- بالحطيئة عقوبتين: حبس الأبدان، وحبس اللسان.
ثم ترى هذه في تاريخ المسلمين الطويل، يبذلون العطاء، لقطع ألسنة اللسن، وكف بذاءتهم عن أعراض المسلمين.










قديم 2014-03-01, 16:31   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وإذا كانت هذه عوامل دفع للأذى، وتطهير للساحة الإسلامية من البذاء، فقد حفلت الشريعة بنصوص الوعيد لمن ظلم، واعتدى، تنذر بعمومها محترفي التصنيف ظلماً وعدواناً، وظناً وبهتاناً، وتحريشاً وإيذاءً.
فالظالم: قد ظلم نفسه، وخسرها، متبع لهواه، قد بدل الحق إلى الباطل، يحول القول إلى غيره، مفتر، كذاب، حجته أبداً: الهوى، متعد لحدود الله، ولهذا استحق هذا الوصف البشع: "الظالم" كما قال الله تعالى: {ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون} (البقرة:229).
* ومحاصرة للظلم وأهله، فقد جاءت النصوص ناهية عن معاشرة الظالم، والركون إليه، وتوليه، والقعود معه، {فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} (الأنعام :68). والنهي عن السكن في مسكنه، ويخاطب بغير التي هي أحسن، وأن السبيل عليه: {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس} (الروم:42).
والظالم: لا يفلح. وليس له من أنصار. والله لا يحب الظالمين ولا يهديهم. وليس للظالم من ولي ولا نصير. ودائماً في ضلال مبين. وفي زيادة خسار وتباب. وعليه اللعنة. وللظالم سوء العاقبة، وقطع دابره. والظالم وإن قوي فإن القوة لله جميعا. ولا عدوان إلى على الظالمين.
وقد تنوعت عقوبات الظلمة والظالمين في هذه الدنيا: برجز من السماء. والأخذ بالصاعقة، وبالطوفان. وتدمير بيوتهم، وخوائها. وأخذ الظالم بعذاب بئيس، وأن عقوبة جرمه تعم. وحاله شديدة في غمرات الموت.
وللظالم من الوعيد يوم القيامة: الوعيد بالنار، وبويل، وبعذاب كبير، وسيعض على يديه. وسيجد ما عمل حاضراً ولا يظلم ربك أحداً.
* وتجريح الناس وتصنيفهم بغير حق، شعبة من شعب الظلم، فهو من كبائر الذنوب والمعاصي، فاحذر سلوك جادة يَمَسُّكَ منها عذاب.
وقد ثبت من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: [لتؤدن الحقوق يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من القرناء]. (رواه أحمد، ومسلم).
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أفضل؟ قال: [إيمان بالله وجهاد في سبيله]، قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: [أعلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها]، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: [تعين ضائعا، أو تصنع لأخرق] قال: فإن لم أفعل؟ قال: [تدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك] (متفق عليه).
وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
[المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده].
وثبت أيضا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
[لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله التقوى ههنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه].
وثبت أيضا من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
[أتدرون ما المفلس؟] قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: [إن المفلس من أمتي، من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته. فغن فنيت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار] (رواه مسلم).










قديم 2014-03-01, 16:32   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وساق الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- في "الإصابة" عن أم الغادية -رضي الله عنها- قالت: خرجت مع رهط من قومي إلى النبي -صلي الله عليه وسلم- فلما أردت الانصراف، قلت: يا رسول الله أوصني، قال:
[إياك وما يسوء الأذن]
رواه ابن منده، والخطيب في "المؤتلف والمختلف".
وساق أيضاً عن عمر -رضي الله عنه-: "لا يعجبكم طنطنة الرجل، ولكن من أدي الأمانة، وكف عن أعراض الناس فهو الرجل"
رواه أحمد في "الزهد".
وساق أيضاً من محاسن شعر أبي الأسود الدؤلي:
لا ترسلن مقالة مشهورة لا تستطيع إذا مضت إدراكها

لا تبدين نميمة نبئتهــا وتحفظن من الذي أنباكهـا
والنصوص الواردة وفيها بيان أنواع العقوبات على هذا في الدارين، أكثر من أن تحصر، وربما يبتلى "الجراح" بمن يشينه بأسوأ مما رمى به غيره، مع ما يلحقه من سوء الذكر حياً وميتاً، فنعوذ بالله من سوء المنقلب.
فيا محترف الوقيعة في أعراض العلماء، اعلم أنك بهذه المشاقة قد خرقت حرمة الاعتقاد الواجب في مولاة علماء الإسلام.
قال الطحاوي -رحمه الله تعالى- في بيان معتقد أهل السنة في ذلك (العقيدة الطحاوية مع شرحها ص/491):
"وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين -أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر- لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل".
قال شارحه -رحمه الله تعالى-:
"قال تعالى: { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً} (النساء:115)"










قديم 2014-03-01, 16:33   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فيجب على كل مسلم بعد موالاة الله، ورسوله، موالاة المؤمنين، كما نطق به القرآن، خصوصاً الذين هم ورثة الأنبياء، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم، يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر، وقد أجمع المسلمون على هدايتهم، ودرايتهم؛ إذ كل أمة قبل مبعث محمد -صلي الله عليه وسلم- علماؤها شرارها، إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم، فإنهم خلفاء الرسول من أمته، والمحيون لما مات من سنته، فبهم قام الكتاب، وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، وكلهم متفقون اتفاقاً يقينياً على وجوب اتباع الرسول -صلي الله عليه وسلم- ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه، فلابد له في تركه من عذر ثم ذكرها" انتهى.
وأني أقول: إن تحرك هؤلاء الذين يجولون في أعراض العلماء اليوم سوف يجرون -غداً- شباب الأمة إلى مرحلتهم الثانية (وهي نتيجة حتمية لمنهجهم، فلهم بالأمس أسلاف في حادثة الحرم "السوداء" عام 1400هـ.. اختلفت الأساليب والغاية واحدة): الوقيعة في أعراض الولاة من أهل السنة، وقد قيل: "الحركة ولود، والسكون عاقر". وهو أسوأ أثر يجره المنشقون وهذا خرق آخر لجانب الاعتقاد الواجب في مولاة ولي أمر المسلمين منهم. "وسوف يحصد الزوبعة من حرك الريح".
قال الطحاوي -رحمه الله تعالى- (شرح الطحاوية: (ص /379-382)): "ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله -عز وجل- فريضة ما لم يأمروا بمعصية.
وندعو لهم بالصلاح والمعافاة. ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ، والخلاف، والفرقة" انتهى.










قديم 2014-03-01, 16:34   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فاتق الله أيها الجراح، واعلم أن احترافك التجريح بالتصنيف مختبر ينفذ منه الناس باليقين غلي وصف منك لدخائل نفسك، وما تحمله من ميول، ودوافع، فتقيم الشاهد عليك من فلتات لسانك، وإدانة المرء من فيه أقوى، فأحكم -رحمك الله- الرقابة على اللسان لا يوردك موارد الهلكة، ولا تمش براحلة العمر -الوقت- وأنت تثقلها بهذه الظاهرة الفتاكة "ظاهرة الهدم والتدمير" فتحرق في غمرتها: الجهد، والنشاط، وبواكير الحياة، ومقتبل العمر، بل وربما خاتمته، أعاذنا الله وإياك من سوء الخاتمة.
والزم -عافاك الله- تقوى الله، ومراقبته، والإنابة إليه، واستغفاره، واحذر صنعة المفاليس هذه، وتدبر هذه الآية:
{ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً} (النساء:40).
وقوله تعالى:
{فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم} (المائدة:39).
فبادر -يا عبد الله- إلى التوبة، وأداء الحقوق إلى أهلها، والتحلل منهم، فقد ثبت عن نبي الهدى -صلي الله عليه وسلم- أنه قال:
[من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه، أو ماله، فليؤدها إليه، قبل أن يأتي يوم القيامة لا يقبل فيه دينار ولا درهم.. ] الحديث. (رواه البخاري).
ولعلي بهذا كما قال صخر:
لعمري لقد نبهت من كان نائماً وأسمعت من كانت له أذنان

وكل عبد صالح يسمع الخير، سماع استجابة، وهذا شأن المؤمن أواه منيب، ومن لحقه الإدبار فأبى، فإليه:
{إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور} (فاطر:22).
وأنشد ابن الشجري:
إذا نهي السفيه جرى إليه وخالف والسفيه إلى خلاف
وهذا يعاني: "أزمة الضمير" و "ذبحة في الصدر"؛ إذ تمكن منه الداء، وللميؤس أحكام بينها الفقهاء، نعوذ بالله من الشقاء.
وما بقي لمن أبى إلا الحجر على لسانه لصالح الديانة.
أما من كانت وقيعته ظلماً فيمن عظم شأنه في المسلمين بحق، فينبغي تغليظ عقوبة الواقع، إضافة إلى الحجر على لسانه، ولهذا نظائر في الشريعة، كوقوع الظلم في الأشهر الأربعة الحرم، والرفث والفسوق والجدال في الحج، وتغليظ الدية في النفس وفي الجراح في الشهر الحرام، وفي البلد الحرام، وفي ذوي الرحم، كما هو مذهب الشافعي، فهذه وأمثالها محرمات على كل مسلم في كل زمان، ومكان، ولكن لما عظم الجرم بتعدد جهات الانتهاك، عظم الإثم، والجزاء.
ولمثل هؤلاء - كما قال عبد الله بن المبارك -رحمه الله تعالى-: (تُقَشَرُ العَصِي).
والله اعلم.










قديم 2014-03-01, 16:35   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

إلي من رمي بالتصنيف ظلماً

اتل ما أوحي إلى نبيك -صلي الله عليه وسلم-:{ما يقال لك ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم} (فصلت:43).
والقرآن العظيم قد حوى قصص أنبياء الله ورسله مع أممهم وما ينالهم من الأذايا والبلايا في سبيل الدعوة؛ ولهذا فقد وفق من أفراد قصصهم وشرحها، وأحسن كل الإحسان من ألف باسم: "دعوة الرسل".
وهذه سنة من الله ماضية لكل من سلك سبيلهم، واقتفي أثرهم.
ألم تر سير الصحابة والتابعين وأتباعهم في كل عصر ومصر إلى عصرنا الحزين، كيف يقاومهم المبطلون، ويشنع عليهم المبطلون.
وفي هذا مواقف لا تحصى، وقصص لا تنسى، وإذا قرأت كتاب: "من أخلاق العلماء" رأيت من ذلك عجباً.
فكم في سيرهم الشريفة من إمام ضرب بل قتل، وإمام سجن، وإمام نفي، وإمام عزل وأهين، بل فيهم الملبسون، وأرجف به المرجفون، وهم منها براء، والمرجفون في قرارة أنفسهم عليها شهداء.
وخذ أمثلة على هذا فيمن رمي بشناعة وهو منها برئ:
فرمي جماعة من فحول العلماء بالتشيع، وآخرون بالنصب، وآخرون بالتجهم، وغير ذلك، وهم من هذه النحل الفاسدة براء.
ومنهم -أجزل الله مثوبتهم- من حكي ما وقع له على سبيل ما من الله به عليه من لزوم السنة، ونصرتها، والدعوة إليها، ورجاء مضاعفة الأجر بما يصنعه الأضداد البؤساء.
وفي حياة الأمام أحمد -رحمه الله تعالى- وهو يعيش بين محنة الدنيا والدين، وعبرة للمعتبرين.
وخذ على سبيل المثال: ابن العربي المالكي المتوفي سنة 543هـ -رحمة الله تعالى- إذ يقول في فاتحة كتابه: "عارضة الأحوذي".
"فإن طائفة من الطلبة عرضوا على رغبة صادقة في صرف الهمة إلى شرح كتاب أبي عيس الترمذي، فصادف مني تبعاداً عن أمثال ذي، وفي علم علام الغيوب أني أحرص الناس على أن تكون أوقاتي مستغرقة في باب العلم، إلا أني منيت بحسدة لا يفتنون؟ ومبتدعة لا يفهمون، قد قعدوا مني مزجر الكلب يبصبصون، والله أعلم بما يتربصون:{قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون} (التوبة:52).
بيد أن الامتناع عن التصريح بفوائد الملة، والتبرع بفوائد الرحلة لعدم المنصف، أو مخافة المتعسف، ليس من شأن العالمين، أو لم يسمعن قول رب العالمين لنبيه الكريم: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين} (الانعام:89)." انتهى.
وحياة بطل الإصلاح الديني بالمشرق شيخ الإسـلام ابن تيمية المتوفي سنة 728هـ -رحمه الله تعالى- مثل أعلى للعلماء العاملين، والدعاة المصلحين من أتباع خاتم الأنبياء والمرسلين -صلي الله عليه وسلم-.










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
الظن, الناس, تصنيف, واليقين


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc