بسم الله الرحمن الرحيم
أولا كان عليك أن لا تنشر مثل هذا الموضوع لأن قراءه سيتصورون أن بلاد القبائل غابة عدائية لا يمكن الدخول إليها ، وهذا ليس صحيحا ، فبجاية مثلا يدخل إليها الآلاف من الزوار ويخرجون وهم في أفضل درجات السعادة والرضا .
ثانيا أريد أن تعرف أنني ضد مثل هذه التصرفات ، سواء أصدرت من أحد سكان بجاية أو وهران أو تمنراست ، لا يهم . لأنني أؤمن بأن الأوطان والدول القوية لا تبنى بهذه الطريقة .
ولكن ...
أريد أن أسألك سؤالا : ألم تسأل نفسك يوما عن السبب الذي جعل هؤلاء يقدمون على مثل هذه التصرفات ؟
أنا لست منهم ولست أدافع عنهم ، ولكن لعلاج أية مشكلة لابد من العودة إلى أسبابها ، أليس كذلك ؟
أمريكا دائما تسأل : لماذا يكرهنا العرب ؟ وأنتم دائما عندما تتكلمون عنها تقولون إنها هي السبب في ذلك ، فهي تريد أن تفرض نموذجها الغربي على العرب والمسلمين ، تريد ان تفرض عليهم ثقافتها التي تختلف عن ثقافة العرب ، ولكن المشكلة أنكم أنتم أنفسكم تقومون بذلك ، وهذا يعني أنكم تمارسون السياسة الأمريكية نفسها ، أي سياسة الكيل بمكيالين : حلال علينا حرام عليكم .
أي فبائلي عندما يرى ثقافته مهمشة في عقر دارها ، ويرى لغته بائسة في وسط أرضها ، لا بد أنه سيتساءل : ماالسبب ومن السبب في ذلك ؟
لقد تم إدراج القبائلية في الدستور وأصبحت لغة وطنية ، ولكن بعد ماذا ؟ بعد أن قتل 126 شخصا من أبناء القبائل ؟ أتعرف هذا ؟ هذا دون أن أذكر الذين قتلوا منذ 62 إلى الآن .
لقد تم إدراج اللغة الأمازيغية في برامج التدريس ، ولكن بعد ماذا ؟ بعد إضراب طويل أدى إلى سنة بيضاء دفع ثمنها تلاميذ القبائل في موسم 94/95 .
أنا شاب قبائلي درست اللغة العربية من العام 1988 حتى العام 2004 ، يعني لمدة ستة عشر عاما ، ولم أدرس اللغة الأمازيغية ليوم واحد على الرغم من أنها لغتي الأم ، لغتي التي أتحدث بها كل يوم ، أول لغة نطقت بها واللغة التي رضعتها مع حليب أمي .
أنتم دائما تدافعون عن العربية ، تدافعون عنها بشراسة ضد الفرنسية ، ولا تتركون لنا الفرصة لكي ندافع عن لغتنا ؟
أنتم دائما تريدون أن تستعمل لغتكم العربية دائما ، وأن تكون قوية وراقية ، لديكم الحق في ذلك ، فكل واحد يدافع عن لغته ، وتتهمون الذين يستعملون الفرنسية بالخيانة ، فلماذا تتهموننا بالعنصرية كلما دافعنا عن لغتنا ؟
أنا لست عنصريا ولا أريد أن أكون كذلك ، ولكنني فقط أريد أن تُمنح لي حقوقي الثقافية واللغوية دون أن تنزف دماء قبائلية أخرى أكثر مما نزفت ، هذا دون ان أتحدث عن الحقوق السياسية و ...
أنا أريد أن نبني بلدا قويا ، بلدا مستقرا ، عصريا ، متطورا ... ولكن ليس على حساب ثقافتي ولغتي .
قد تقول لي إنك لم تكن يوما ضد الثقافة واللغة الأمازيغية ، قد يكون هذا صحيحا وقد لا يكون ، ولكن أريد أن أخبرك أن هناك أناسا يتشدقون ويقولون إن إن الأمازيغية لهجة وليست لغة ؟؟ أتصدق ذلك ؟؟ والمشكلة أن هؤلاء الناس لا يفرقون حتى بين الباء والتاء وليس بإمكانهم إنشاء جملة صحيحة بأية لغة من اللغات حتى العربية ؟؟ أليس هذا القول أشنع من قول أصحابك هؤلاء الذين شتموا العرب والإسلام .