السلام عليكم من جهتي أحلم أن أتزوج برجل ملتزم وعندما نقول ملتزما فيجب أن نفهم معنى هذه الكلمة فالإلتزام يشمل المظهر الخارجي والداخلي أي أن يكون مؤمنا والإيمان هو تصديق بالجنان و نطق باللسان وعمل بالجوارح والأركان
أي يكون محبا لله مقتديا لنبيه في قوله ومظهره ومعاملاته وهذا ما اظنه المقصود من الأخت رباب أما بالنسبة لمن يلتزم بالشكل فقط أو لا يعمل بأسباب الرزق ويكتفي بالتوكل على الله فهذا قد خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعتقد أنه هو المقصود بقولنا ملتزم
ومما نراه من الواقع المعاش فإننا نجد أن الملتزمين الحقيقين من النساء والرجال قليلون جدا ويعدون على الأصابع وفقط ذات الحظ الكبير أو ذو الحظ الكبير من يوفقه الله من الزواج بإنسان له نفس الهدف ألا وهو طاعة الله والفوز بالجنان
أما بالنسبة للأخت azertee والاخ سليم فإليكما الإستشارة التالية :
أحب فتاة ذات خلق، لكنها في نفس عمري، مع العلم أني لا أملك وظيفة، ولا دخل لي.
أرجو نصحكم.
الجـــواببسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علوي عدنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كون هذه الفتاة التي تميل إليها في نفس عمرك لا يعد أبداً مانعاً من الزواج بها طالما أنها بحمد الله على قدر من الدين والخلق كما أشرت إلى ذلك في كلامك، ومن المعلوم المشاهد أن كثيراً من الحالات التي تكون فيها الزوجة قريبة من سن زوجها أو في مثل عمره، تتم بحمد الله على وجه حسن لا يؤثر في علاقة الزوجين ببعضهما البعض شيء، بل إن بعض الحالات يكون فيها عمر الزوجة أكبر من عمر الزوج وتكون هي أيضا بنجاح، ومع أن الأفضل في سن الزوجة أن لا يكون أكبر من سن الزوج إلا أن هذا لا يؤثر على سير العلاقة الزوجية متى توفر الدين والخلق والود بينهما.
وأيضاً فإن هذه الأفضلية التي أشرنا إليها إنما هي بحسب أوضاع الناس وعاداتهم، وأما من جهة الحكم الشرعي، فلا ريب أن هذا لا يعد مذموماً بل المستحب في الزوجة أن تكون مرغوبة للزوج قادرة على غض بصره وإعفافه عن الحرام، ولذلك فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وعمرها أربعون سنة، بينما كان عمره صلوات الله وسلامه عليه خمساً وعشرين سنة.
وأما عن موضوع عدم قدرتك المالية بسبب عدم وجود وظيفة لك فبداية نقول لك: أبشر بقرب فرج الله، وبقرب رحمته، فإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشاب المسلم الذي يريد الزواج ليعف نفسه عن الحرام أنه سوف يجد المعونة والتيسير من الله تعالى، كما أخرجه الإمام الترمذي في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله أن يعينهم ... وذكر منهم الناكح يريد العفاف).
والمقصود أن الله جل وعلا ييسر الأمور لمن نوى العفاف وأراد الزواج بهذه النية، وهذا أمر أشار الله تعالى إليه بقوله: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم}.
فأخبر تعالى أن المتزوج إذا كان فقيراً فإن الله سوف يغنيه إن شاء الله جل وعلا من فضله حتى قال بعض الصحابة رضوان الله عليهم _وهو عبد الله بن مسعود_
التمسوا الغنى في النكاح)، وتلا هذه الآية، وقال عمر _رضي الله عنه_
عجبي ممن لا يطلب الغنى في النكاح)، وقد قال الله تعالى:{إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
والمقصود أن من أسباب حصول الرزق بل وسعته أيضاً هو الزواج بنية الاستعفاف عن الحرام وتحصين الفرج والبصر، غير أن هذا لا يعني أبداً ترك الأخذ بالأسباب في تحصيل الرزق، بل لا بد لك من سعي في تحصيل رزقك من الوجه الحلال الذي يرضاه الله، فإن التوكل على الله لا يعني أبداً ترك الأخذ بالأسباب، بل التوكل السليم أن يعتمد القلب على الله في تحصيل المطلوب مع السعي في الأخذ بالأسباب التي توصل إلى المراد.
وأيضاً لا بد من النظر في الطرق الممكنة لطلب الحلال، فليست الوظائف فقط هي السبيل الوحيد، فهنالك مثلا جانب تعلم بعض الحرف المهنية المناسبة التي تليق بحالك وتدر عليك رزقاً مناسباً إن شاء الله، وكذلك هنالك جانب التجارة بالبضائع الممكن تحصيلها والاستفادة من أرباحها، فلا بد إذن من المحاولة وعدم الركون إلى الوظيفة فقط، بل أبواب الرزق ممكنة في غير هذا المجال كما هو معلوم لديك وظاهر.
وأيضاً فإن من الخطوات المناسبة أن تقوم بالتقدم لخطبة هذا الفتاة من أهلها وذلك لثلاثة أسباب معتبرة :
الأول: أن ذلك سيريحك نفسياً، وسوف تجد فيه طمأنينة إلى أن هذه الفتاة لن تفوتك إن شاء الله تعالى.
والثاني: أن ذلك سيكون داعياً لك للمثابرة في تحصيل الرزق وتهيئة النفس والإعداد للزواج.
والثالث: أن ذلك سوف يعين الفتاة على الاستقرار وعدم القلق من مصيرها معك إذا كانت تنتظرك في الحين.
فهذه خطوة لو استطعت القيام بها، فإنها من الخطوات الحسنة التي ربما تتلوها خطوات أخرى لإتمام أمر زواجك بمن تحب وترغب.
ونوصيك بالتوكل على الله وطلب المعونة منه، والاستنصار به فإن من يتق الله يجعل له _جل وعلا_ من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً.
ونسأله تعالى بمنه وكرمه أن ييسر لك جميع أمورك وأن يفرج كربك.
والله الموفق.
المجيب أ. هنداوي منقول من موقع الشبكة الإسلامية
ويقول الإمام أحمد: "ليست العزوبة من أمر الإسلام في شيء، ومن دعاك إلى غير الزواج دعاك إلى غير الإسلام". ولذلك قال عمر لرجل لم يتزوج: "ما يمنع الرجل عن الزواج إلا عجز أو فجور".
أسأل الله العظيم أن ينفعنا بما تعلمنا وأن يعلمنا ما جهلنا ونعود ونذكر أهم شيء هو الإيمان الصادق وحسن التوكل على الله أي أن يكون الإنسان متأكد وعلى يقين أن الله تعالى سيعينه وييسر له أموره ولا يهمل أهم شيء وهو الأخذ بالأسباب بارك الله في الجميع ورزقني وإياكم حب الإسلام والمسلمين ونور بيوتنا بأزواج ملتزمين وأبناء صالحين يعملون على نصرة الدين