اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fakakir
الكلام واضح لا إشكال و لا هم يحزنون .... !!!
كلام خطير
|
ليس عيبا أن تنتقد - بحق - كلام مخالفيك , مبينا وجه مخالفة كلامهم للنصوص الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين ..
المشكلة أنك وأمثالك لا تعرفون حقيقة مذهبكم ومدى مخالفته للأدلة ثمّ تهجمون بغير وعي وعن غير هدى بكل ما تقف عليه أعينكم في النت ولو كان كذبا وزورا وتلبيسا وتدليسا وبترا لكلام المخالفين ..
فالكلام الذي نقلته يا فقاقير ليس سوى فقاقيع ..
الدليل هو وقوعك - تبعا لمن نسخت عنه - في بتر كلام الشيخ وتغيير معناه .. أنقل الكلام كاملا من مصدره في تراث الشيخ وستقف بنفسك على حقيقة البتر ..
فالشيخ رحمه الله لا يثبت لفظ الجسم - وقد حقق بعض الإخوة مفهومه عند الشيخ - بل يحاكم اللفظ والمعنى الذي أحدثه المتكلمون لصريح القرآن والسنة ..
فهو نسب القول للمتكلمين أولا ثمّ ألزمهم بإثبات الرؤية ثانيا فهم متفقون مع أهل السنة على قاعدة : أنّ لازم الحق لا بد أن يكون حقا
لكنهم يتصرفون بطريقة عكسية لهذه القاعدة فهم يحاولون إيهام المتلقي بأن لازم الإثبات باطل وينتقلون منه إلى رفض الإثبات بدعةى أن من لازمه باطل لا يكون إلا باطلا فأراد الشيخ أن يقطع عليهم الطريق إنطلاقا من قاعدة متفق عليها وهي أن لازم الحق لا يكون إلا حقا فما توهمتموه من باطل لا يصلح لرد الحق بل الأصا خو أن تتهموا آراءكم وتوهماتكم وتحكموا بالإثبات لأنه هو الحق وأما ما توهمتموه فهو ليس بلازم للحق بل هو مجرّد تخرصات لا تقوم للإعتراض فوجب تركها وهذا أسلوب قرآني فقد قال ربنا عز وجل : (( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ( 81 ) سبحان رب السموات والأرض رب العرش عما يصفون ( 82 )) (سورة الزخرف)
قال ابن كثير رحمه الله - سأقتصر على موضع الشاهد - : (أي : لو فرض هذا لعبدته [ ص: 242 ] على ذلك لأني عبد من عبيده ، مطيع لجميع ما يأمرني به ، ليس عندي استكبار ولا إباء عن عبادته ، فلو فرض كان هذا ، ولكن هذا ممتنع في حقه تعالى ، والشرط لا يلزم منه الوقوع ولا الجواز أيضا ، كما قال تعالى : ( لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار ) [ الزمر : 4 ] .....)
وقال القرطبي - سأقتصر على موضع الشاهد - : (وقيل : المعنى قل يا محمد إن ثبت لله ولد فأنا أول من يعبد ولده ، ولكن يستحيل أن يكون له ولد ، وهو كما تقول لمن تناظره : إن ثبت بالدليل فأنا أول من يعتقده ، وهذا مبالغة في الاستبعاد ، أي : لا سبيل إلى اعتقاده . وهذا ترقيق في الكلام ... )
قال الطبري رحمه الله : (وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال : معنى : ( إن ) الشرط الذي يقتضي الجزاء على ما ذكرناه عن السدي ، وذلك أن " إن " لا تعدو في هذا الموضع أحد معنيين : إما أن يكون الحرف الذي هو بمعنى الشرط الذي يطلب الجزاء ، أو تكون بمعنى الجحد . وهب إذا وجهت إلى الجحد لم يكن للكلام كبير معنى ؛ لأنه يصير بمعنى : قل ما كان للرحمن ولد ، وإذا صار بذلك المعنى أوهم أهل الجهل من أهل الشرك بالله أنه إنما نفى بذلك عن الله - عز وجل - أن يكون له ولد قبل بعض الأوقات ، ثم أحدث له الولد بعد أن لم يكن ، مع أنه لو كان ذلك معناه لقدر الذين أمر الله نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - أن يقول لهم : ما كان للرحمن ولد ، فأنا أول العابدين أن يقولوا له صدقت ، وهو كما قلت ، ونحن لم نزعم أنه لم يزل له ولد . وإنما قلنا : لم يكن له ولد ، ثم خلق الجن فصاهرهم ، فحدث له منهم ولد ، كما أخبر الله عنهم أنهم كانوا يقولونه ، ولم يكن الله - تعالى ذكره - ليحتج لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وعلى مكذبيه من الحجة بما يقدرون على الطعن فيه . وإذ كان في توجيهنا " إن " إلى معنى الجحد ما ذكرنا ، فالذي هو أشبه المعنيين بها الشرط . وإذ كان ذلك كذلك ، فبينة صحة ما نقول من أن معنى الكلام : قل يا محمد لمشركي قومك الزاعمين أن الملائكة بنات الله : إن كان للرحمن ولد فأنا أول عابديه بذلك منكم ، ولكنه لا ولد له ، فأنا أعبده بأنه لا ولد له ، ولا ينبغي أن يكون له .
وإذا وجه الكلام إلى ما قلنا من هذا الوجه لم يكن على وجه الشك ، ولكن على وجه الإلطاف من الكلام وحسن الخطاب كما قال - جل ثناؤه - ( قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) .
وقد علم أن الحق معه ، وأن مخالفيه في الضلال المبين )
وفي هذا كفاية لطالب الحق والله أعلم