رمضانيات 2013 - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الإبتدائي > قسم الأرشيف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رمضانيات 2013

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-10, 09:35   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

حكمة اليوم
قال صلى الله عليه وسلم : من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يترك طعامه وشرابه.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم









 


قديم 2013-07-10, 19:04   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
محمدفارس4726
مشرف قسم رئيس المؤسسة التعليمية
 
الصورة الرمزية محمدفارس4726
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الدعوة مفتوحة لكل الزملاء للمشاركة في هذا الموضوع لتعم الفائدة صح فطوركم










قديم 2013-07-11, 09:25   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحكمة أعظم عطاء إلهي ، إنها جائزة الطاعة، والحكمة أيضا هي الإصابة في القول والفعل ، أن تقول الكلمة المناسبة للرجل المناسب في الوقت المناسب بالقدر المناسب ، وأن تفعل الفعل المناسب بالقدر المناسب في الوقت المناسب في الظرف المناسب










قديم 2013-07-12, 10:18   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ﴾
الصبر ضبط للشهوات ، وتحمل للمكاره ، وصبر على قضاء الله وقدره .
الصبر ثمن الجنَّة . .
هذه الجنة التي خُلقنا من أجلها ثمنها الصبر ، فالإيمان هو الصبر ، بقية المخلوقات ليسوا مكلفين ، ولم يعطوا حرية الاختيار ، كسائق القطار يمشي على سكة ، لكن الإنسان لكرامته عند الله عز وجل ، ولأنه قَبِل حمل الأمانة التي أشفق من حملها السموات والأرض ، سخر الله له الكون كله تسخيرين ، تسخير تعريف وتسخير تكريم ، وأودع فيه العقل ، ومنحه حرية الاختيار ، وأودع فيه الشهوات ، قال تعالى :
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ ﴾
[سورة آل عمران : 14]
ليرقى بها صابراً أو شاكراً إلى رب الأرض والسموات ، فثمن الجنة ضبط الشهوات، قال تعالى :
﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾
[سورة النازعات : 40-41]
الصبر هو الإيمان ، أشدُّ شيءٍ في حياة المؤمن أنه صابر ، صابر على ما أُمر به، صابر عما نهي عنه ، وصابر على قضاء الله وقدره ، فالسِّمة الصارخة في حياة المؤمن هي الصبر .
ورود الصبر في القرآن الكريم :
الله جل جلاله أمر بالصبر ، و ورد الصبر في تسعين موضعاً في كتاب الله ، هذه المواضع وزعت على ستة عشر باباً ، الباب الأول أن الله سبحانه وتعالى أمر بالصبر ، وكل أمر في القرآن الكريم ما لم تقم قرينة على عكس ذلك ، كل أمر يقتضي الوجوب ، قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾
[سورة البقرة : 153]
وقال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
[سورة آل عمران : 200]
وقال تعالى :
﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾
[سورة النحل : 127]
إذا قلنا ما الكلمة التي تقابل الإيمان ؟ إنَّها الصبر ، الصبر ثمن الجنة ، الصبر علامة محبة الله ، الصبر علامة ابتغاء رضوان الله ، الصبر علامة السعي للجنة ، الصبر علامة الخوف من النار ، إنَّ الصبر أساسي في حياة المؤمن بنص الأوامر القرآنية .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾
[سورة البقرة : 153]
يجب أن تصبر ، وينبغي أن تحمل أخاك على الصبر ، يجب أن تصبر وتعتقد أن الصبر من نعم الله الكبرى .
سيدنا عمر كان إذا أصابته مصيبة يقول : الحمد لله ثلاثاً ، الحمد لله إذ لم تكن في ديني ، والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها ، والحمد لله إذ أُعنت على الصبر عليها . .
الأمر بالصبر و النهي عن الضجر :
وكما أن الله جلّ جلاله أمرنا بالصبر ، نهانا عن ضدِّه وهو الضَّجر قال :
﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴾
[سورة الأحقاف : 35]
الاستعجال دليل نفاذ الصبر ، قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾
[سورة النساء : 59]
إنسان خدم أمه المريضة قعيدة الفراش أعواماً طويلة ، تزيد عن عشرة أعوام ، ثم نفذ صبره ، فعلا صوته ، وتأفف من وجودها في بيته فجاء أخوه ، ونقلها إلى بيته ، وبعد يومين توفيت ، أبطل عمله كله ، لا تبطلوا أعمالكم ، تابع الصبر إلى نهايته ، لأن جزاء الصبر بغير حساب ، يقول الله عز وجل :
﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾
[سورة آل عمران : 139]
أي إن تكونوا تألمون أيها المؤمنون فإن هؤلاء الكفار يألمون كما تألمون ، وترجون من الله ما لا يرجون . . إذا كنت في نفق مظلم ، والكافر في نفق ، الكافر في نفق مسدود لكن النفق الذي أنت فيه نافذ إلى الجنة ، فيه أمل ، قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
[سورة القصص : 61]
إذا كنت في شدة أو في ضيق فأنت موعود بالجنَّة . . .
قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار . . كما قيل عقب معركة أحد . . فأنت إن كنت في نفقٍ ضيِّق ، إن كنت في ضائقة ، وعدك الله بالجنة قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
[سورة القصص : 61]
الثناء على أهل الصبر :
أيها الأخوة الكرام ، ربنا عزَّ وجل خالق الكون أثنى على أهل الصبر ، قال :
﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾
[سورة آل عمران : 17]
هؤلاء أثنى الله عليهم ، إذا أثنى الله عليك فأنت في مرتبة عالية عنده :
﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾
[سورة البقرة : 177]
لابد من الابتلاء ، وطِّن نفسك أن هذه الجنة التي وُعدنا بها ، قال تعالى :
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾
[سورة آل عمران : 142]
﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾
[سورة العنكبوت : 2-3]
يا إمام أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ؟ فقال الإمام الشافعي : " لن تمكن قبل أن تُبتلى"
جنة عرضها السموات والأرض تريدها بلا امتحان ؟ بلا جهد ؟ هذا مستحيل ، من أجل أن تضيف إلى اسمك كلمة دكتور ، تدرس ثلاثةً وثلاثين عاماً ، د . فقط على الكرت ، تدرس دراسات طويلة من أجل أن تهيئ نفسك لحرفة راقية ، تستعد لها ضعف العمر ، أربعون سنة استعداداً لعشر سنوات أو عشرين ، وهذه الجنة التي عرضها السموات والأرض إلى أبد الآبدين ، هذه من دون صبر ؟ من دون جهد ؟ من دون ثمن ؟ ألا إن سلعة الله غالية . .
" طلب الجنة من غير عمل ذنب من الذنوب " .
﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾
[سورة آل عمران : 17]
الصبر سبب محبة الله عز وجل :
أيها الأخ الكريم ، ألا تحب أن يحبك الله عز وجل ؟ إن محبة الله أثمن شيء في حياتك ، ما من مرتبة تصل إليها أعلى من أن يحبك الله والصبر سبب محبَّة الله ، قال تعالى :
﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾
[سورة آل عمران : 146]
إن أردت أن يحبك الله عز وجل فاصبر ، اصبر على طاعته ، واصبر عما نهاك عنه ، واصبر على قضائه وقدره .
الإنسان أحياناً يقيم علاقة طيبة مع إنسان قوي ، يمتلئ طمأنينة ، يمتلئ قلبه أمناً، يقول لك : صديقي ، هاتفه معي . . . ألا تحب أن يكون الله معك ؟ وإذا كان معك فمن عليك؟ من يستطيع في الأرض كلها أن ينالك بسوء إذا كان الله معك ؟ إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ألا تحب أن يكون الصبر سبباً لمعية الله ؟
قال بعض العلماء : معية الله معيتان ، معية عامة ومعية خاصة ، المعية العامة هو مع كل خلقه بعلمه وإحاطته ، مع الكافر ، مع الملحد ، مع المجرم ، مع أي مخلوق ، قال تعالى : وهو معكم أينما كنتم ، المعية الخاصة ، الله مع المؤمنين ، معهم حافظاً ، معهم مؤيداً، معهم ناصراً ، معهم موفقاً ، معهم مسدداً ، قال تعالى :
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾
[سورة الأنفال : 46]
ألا تكفي هذه أن يكون الله معك ، إن الله مع الصابرين . .
وإن أردت توجيه الله لك ، يقول الله عزَّ وجل :
﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾
[سورة النحل : 126]
خير لك أن تصبر ، خير لك أن ترضى بقضاء الله وقدره ، حينما تسعى وتسعى ، وينتهي بك السعي إلى هذا المكان ، الآن اصبر ، أما إذا كان عندك مدخر من الجهد ، والوقت، عندك حيلة تصل بها إلى هدفك .
((إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ))
[ أبو داودعن عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ]
حينما تُغلب اصبر ، أما . .
﴿ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾
[سورة الشورى : 39]
﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾
[سورة الشورى : 40]
مأمورون أن نسعى . .
من أنتم ؟ قالوا : نحن المتوكلون ، قال عمر : كذبتم ، المتوكل الذي ألقى حبةً في الأرض ثم توكل على الله . أنا أصبر حينما أُغلب .










قديم 2013-07-12, 10:21   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ﴾
الصبر ضبط للشهوات ، وتحمل للمكاره ، وصبر على قضاء الله وقدره .
الصبر ثمن الجنَّة . .
هذه الجنة التي خُلقنا من أجلها ثمنها الصبر ، فالإيمان هو الصبر ، بقية المخلوقات ليسوا مكلفين ، ولم يعطوا حرية الاختيار ، كسائق القطار يمشي على سكة ، لكن الإنسان لكرامته عند الله عز وجل ، ولأنه قَبِل حمل الأمانة التي أشفق من حملها السموات والأرض ، سخر الله له الكون كله تسخيرين ، تسخير تعريف وتسخير تكريم ، وأودع فيه العقل ، ومنحه حرية الاختيار ، وأودع فيه الشهوات ، قال تعالى :
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ ﴾
[سورة آل عمران : 14]
ليرقى بها صابراً أو شاكراً إلى رب الأرض والسموات ، فثمن الجنة ضبط الشهوات، قال تعالى :
﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾
[سورة النازعات : 40-41]
الصبر هو الإيمان ، أشدُّ شيءٍ في حياة المؤمن أنه صابر ، صابر على ما أُمر به، صابر عما نهي عنه ، وصابر على قضاء الله وقدره ، فالسِّمة الصارخة في حياة المؤمن هي الصبر .
ورود الصبر في القرآن الكريم :
الله جل جلاله أمر بالصبر ، و ورد الصبر في تسعين موضعاً في كتاب الله ، هذه المواضع وزعت على ستة عشر باباً ، الباب الأول أن الله سبحانه وتعالى أمر بالصبر ، وكل أمر في القرآن الكريم ما لم تقم قرينة على عكس ذلك ، كل أمر يقتضي الوجوب ، قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾
[سورة البقرة : 153]
وقال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
[سورة آل عمران : 200]
وقال تعالى :
﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾
[سورة النحل : 127]
إذا قلنا ما الكلمة التي تقابل الإيمان ؟ إنَّها الصبر ، الصبر ثمن الجنة ، الصبر علامة محبة الله ، الصبر علامة ابتغاء رضوان الله ، الصبر علامة السعي للجنة ، الصبر علامة الخوف من النار ، إنَّ الصبر أساسي في حياة المؤمن بنص الأوامر القرآنية .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾
[سورة البقرة : 153]
يجب أن تصبر ، وينبغي أن تحمل أخاك على الصبر ، يجب أن تصبر وتعتقد أن الصبر من نعم الله الكبرى .
سيدنا عمر كان إذا أصابته مصيبة يقول : الحمد لله ثلاثاً ، الحمد لله إذ لم تكن في ديني ، والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها ، والحمد لله إذ أُعنت على الصبر عليها . .
الأمر بالصبر و النهي عن الضجر :
وكما أن الله جلّ جلاله أمرنا بالصبر ، نهانا عن ضدِّه وهو الضَّجر قال :
﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴾
[سورة الأحقاف : 35]
الاستعجال دليل نفاذ الصبر ، قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾
[سورة النساء : 59]
إنسان خدم أمه المريضة قعيدة الفراش أعواماً طويلة ، تزيد عن عشرة أعوام ، ثم نفذ صبره ، فعلا صوته ، وتأفف من وجودها في بيته فجاء أخوه ، ونقلها إلى بيته ، وبعد يومين توفيت ، أبطل عمله كله ، لا تبطلوا أعمالكم ، تابع الصبر إلى نهايته ، لأن جزاء الصبر بغير حساب ، يقول الله عز وجل :
﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾
[سورة آل عمران : 139]
أي إن تكونوا تألمون أيها المؤمنون فإن هؤلاء الكفار يألمون كما تألمون ، وترجون من الله ما لا يرجون . . إذا كنت في نفق مظلم ، والكافر في نفق ، الكافر في نفق مسدود لكن النفق الذي أنت فيه نافذ إلى الجنة ، فيه أمل ، قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
[سورة القصص : 61]
إذا كنت في شدة أو في ضيق فأنت موعود بالجنَّة . . .
قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار . . كما قيل عقب معركة أحد . . فأنت إن كنت في نفقٍ ضيِّق ، إن كنت في ضائقة ، وعدك الله بالجنة قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
[سورة القصص : 61]
الثناء على أهل الصبر :
أيها الأخوة الكرام ، ربنا عزَّ وجل خالق الكون أثنى على أهل الصبر ، قال :
﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾
[سورة آل عمران : 17]
هؤلاء أثنى الله عليهم ، إذا أثنى الله عليك فأنت في مرتبة عالية عنده :
﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾
[سورة البقرة : 177]
لابد من الابتلاء ، وطِّن نفسك أن هذه الجنة التي وُعدنا بها ، قال تعالى :
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾
[سورة آل عمران : 142]
﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾
[سورة العنكبوت : 2-3]
يا إمام أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ؟ فقال الإمام الشافعي : " لن تمكن قبل أن تُبتلى"
جنة عرضها السموات والأرض تريدها بلا امتحان ؟ بلا جهد ؟ هذا مستحيل ، من أجل أن تضيف إلى اسمك كلمة دكتور ، تدرس ثلاثةً وثلاثين عاماً ، د . فقط على الكرت ، تدرس دراسات طويلة من أجل أن تهيئ نفسك لحرفة راقية ، تستعد لها ضعف العمر ، أربعون سنة استعداداً لعشر سنوات أو عشرين ، وهذه الجنة التي عرضها السموات والأرض إلى أبد الآبدين ، هذه من دون صبر ؟ من دون جهد ؟ من دون ثمن ؟ ألا إن سلعة الله غالية . .
" طلب الجنة من غير عمل ذنب من الذنوب " .
﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾
[سورة آل عمران : 17]
الصبر سبب محبة الله عز وجل :
أيها الأخ الكريم ، ألا تحب أن يحبك الله عز وجل ؟ إن محبة الله أثمن شيء في حياتك ، ما من مرتبة تصل إليها أعلى من أن يحبك الله والصبر سبب محبَّة الله ، قال تعالى :
﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾
[سورة آل عمران : 146]
إن أردت أن يحبك الله عز وجل فاصبر ، اصبر على طاعته ، واصبر عما نهاك عنه ، واصبر على قضائه وقدره .
الإنسان أحياناً يقيم علاقة طيبة مع إنسان قوي ، يمتلئ طمأنينة ، يمتلئ قلبه أمناً، يقول لك : صديقي ، هاتفه معي . . . ألا تحب أن يكون الله معك ؟ وإذا كان معك فمن عليك؟ من يستطيع في الأرض كلها أن ينالك بسوء إذا كان الله معك ؟ إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ألا تحب أن يكون الصبر سبباً لمعية الله ؟
قال بعض العلماء : معية الله معيتان ، معية عامة ومعية خاصة ، المعية العامة هو مع كل خلقه بعلمه وإحاطته ، مع الكافر ، مع الملحد ، مع المجرم ، مع أي مخلوق ، قال تعالى : وهو معكم أينما كنتم ، المعية الخاصة ، الله مع المؤمنين ، معهم حافظاً ، معهم مؤيداً، معهم ناصراً ، معهم موفقاً ، معهم مسدداً ، قال تعالى :
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾
[سورة الأنفال : 46]
ألا تكفي هذه أن يكون الله معك ، إن الله مع الصابرين . .
وإن أردت توجيه الله لك ، يقول الله عزَّ وجل :
﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾
[سورة النحل : 126]
خير لك أن تصبر ، خير لك أن ترضى بقضاء الله وقدره ، حينما تسعى وتسعى ، وينتهي بك السعي إلى هذا المكان ، الآن اصبر ، أما إذا كان عندك مدخر من الجهد ، والوقت، عندك حيلة تصل بها إلى هدفك .
((إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ))
[ أبو داودعن عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ]
حينما تُغلب اصبر ، أما . .
﴿ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾
[سورة الشورى : 39]
﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾
[سورة الشورى : 40]
مأمورون أن نسعى . .
من أنتم ؟ قالوا : نحن المتوكلون ، قال عمر : كذبتم ، المتوكل الذي ألقى حبةً في الأرض ثم توكل على الله . أنا أصبر حينما أُغلب .










قديم 2013-07-13, 09:54   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحرف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، الحرف، هو أصغر وحدة بنائية في القرآن العظيم، بل في لغة العرب كلها ما هو الحرف؟ عرف العلماء الحرف بقولهم: هو صوت يعتمد على مخرج معين.
يعني صوت يعتمد على مكان معين في الفم من ذلك المكان يخرج ذلك الحرف، طالما بأننا قلنا في تعريف الحرف بأنه صوت، فما هو الصوت؟ لا بد أن نعرف الصوت، الصوت في الطبيعة هو كما اصطلح عليه بنو البشر اهتزاز طبقات الهواء المجاورة للأذن البشرية اهتزازاً تدركه تلك الأذن، الأذن البشرية التي زودنا الله تعالى بها تدرك الاهتزازات المجاورة لها إذا كانت من عشرين إلى عشرين ألف ذبذبة في الثانية الواحدة، هذا هو ما يسمى بالمجال السمعي لبني الإنسان، من عشرين إلى عشرين ألف ذبذبة في الثانية، إذا زادت الذبذبات عن عشرين ألفاً لا يسمع الإنسان شيئاً وهو ما يسمى الآن بالاهتزازات فوق الصوتية، أو ما يسمى الآن بالإنتراساوند، موجات فوق الصوتية يكون هناك اهتزاز لكنه اهتزاز عال جداً، فلو سألنا الإنسان يقول لا أسمع شيئاً، لأنها خارج المجال السمعي للإنسان فهذا الهواء المجاور للأذن البشرية إذا تردد بهذا المجال يسمعه الإنسان ويقول هناك صوت إذاً هذا هو الصوت، إذاً كيف يحدث الصوت في الطبيعة؟ في الطبيعة هناك وسائل كثيرة الصوت منها تصادم جسمين إذا تصادم جسمان، أظنكم سمعتم الآن لما قرعت يدي الأولى بالأخرى هذا التصادم بين كفي أحدث تخلخلاً لطبقات الهواء وصل إلى آذانكم عبر اللاقط، كذلك تباعد جسمين بينهما قوى ترابط، يعني لو عندنا ورقة ومزقت هذه الورقة تستطيعوا أن تسمعوا أظن أنكم سمعتم هذا الصوت، هذا الصوت كيف حدث؟ هناك قوى تربط أجزاء المادة التي تتألف منها هذه الورقة، فعندما قمت بتحطيم القوى الرابطة بين جزيئات المادة تخلخل الهواء المجاور وانتقل إلى آذاننا.
إذاً تباعد جسمين بينهما قوى ترابط يعطي خلخلة في الصوت، اهتزاز جسم خشن على آخر أيضاً إذا احتك جسم خشن على جسم خشن آخر أيضاً هذا الاحتكاك يعطي صوتاً وهذا مشاهد بأي شيء خشن نستعمله فإنه يحدث صوتاً، اهتزاز جسم ما اهتزازاً شديداً كاهتزاز الوتر في الآلات الوترية التي تُستخدم، الوتر عندما يهتز ويضطرب اضطراباً شديداً فإنه يخلخل طبقات الهواء المجاورة، فندرك صوت ذلك الوتر كذلك ما يعرف بالفيزياء بالشوكة الرنانة، وهي عبارة عن قطعة معدنية على شكل الحرف ( يو ) أو حدوة حصان ولها مقبض خشبي فإذا أمسكها الإنسان ونقرها هكذا وقربها من أذنه فإنه يسمع لها طنيناً ورنيناً، بسبب أن هذا الاهتزاز الذي يحدث في ضلعيها المعدنيين ينتقل ويخلخل طبقات الهواء المجاورة للأذن.
هذا هو الصوت في الطبيعة فكيف يحدث الصوت في جهاز النطق الإنساني هذا لب موضوعنا؟ جهاز النطق الذي زودنا الله تعالى به يحدث الصوت بطرق مشابهة لما في الطبيعة، لكن كما نعلم يا أخوة كلام العرب يتألف من حروف ساكنة أو متحركة، فإذا كان الحرف ساكناً خرج من مخرجه الأصلي بالتصادم بين طرفي عضو النطق، انظروا إلى شَفَتيَّ ( أَمْ )، كيف خرجت هذه الميم الساكنة؟ بتصادم الشفة العليا مع الشفة السفلى ( أنْ )، كيف خرجت هذه النون الساكنة؟ خرجت بقرع طرف اللسان بما يحاذيه من غار الحنك الأعلى.
إذاً نخلص إلى نتيجة: الحرف الساكن يخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق، أما الحرف المتحرك بالعكس يخرج يا أخوة، بالتباعد بين طرفي عضو النطق،قلت منذ قليل (أمْ )، فاصطدمت الشفتان، لكن لو طلب مني أحد أن أنطق ميماً مفتوحة فأنا أقول هكذا ( مَا)، فألاحظ بأن الشفتين تكونا ملتصقتين ثم تبتعدان عن بعضهما، ويصاحب ذلك مخرج أصل الفتحة أي مخرج الألف، ( مَ )،نلاحظ يا أخوة، أن الشفتين والفكين ابتعدا، بينما لو كانت الميم مضمومة أيضاً تبتعد الشفتان عن بعضهما ويصاحب ذلك مخرج أم الضمة وهي الواو، (مُ)،وإذا أردت أن أنطق بميم مكسورة فإنني أبعد الشفتين عن بعضهما كما فعلت في المفتوح والمضموم ولكن يصاحب ذلك مخرج أصل الكسرة وهي الياء، بخفض الفك السفلي، (مِ).
إذاً الحرف العربي إن كان ساكناً خرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق، إن كان متحركا خرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق ويصاحب ذلك انفتاح للفم إن كان الحرف مفتوحاً وانضمام للشفتين إن كان الحرف مضموماً وانخفاض للفك السفلي إن كان الحرف مكسوراً، أما حروف المد واللين الألفات والواوات والياءات، فإنها تخرج باهتزاز الحبال الصوتية في الحنجرة كاهتزاز الوتر في الآلات الوترية تماماً، انظروا:
﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾
[ سورة الفجر: 22 ]
الحبال الصوتية في الحنجرة عند نطقي بألف تهتز وترتجف كارتجاف واهتزاز الوتر في الآلات الوترية، ينتج عن هذا الاهتزاز خروج صوت الألف، كذلك الواو:
﴿ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ﴾
[ سورة التوبة: 37 ]
ترتجف الحبال الصوتية في الحنجرة مع انضمام الشفتين، مجموع هذا العمل يؤدي إلى خروج صوت الواو:
﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ﴾
[ سورة الفجر: 23 ]
لاحظوا عند النطق بالياء الحبال الصوتية في الحنجرة ترتجف ويصاحب ذلك انخفاض للفك السفلي، مجموع هذا العمل يعطينا صوت الياء.
نبدأ من الحرف، الحرف: هو صوت يعتمد على مخرج معين، يعني من مكان محدد وقد تكلمنا على مخارج الحروف في دروسنا الأولى حرفاً حرفاً، إذاً قلنا في تعريفه هو صوت؟ ما هو الصوت؟ الصوت هو تخلخل، ( اهتزاز )، طبقات الهواء بشكل تدركه الأذن البشرية.
طيب ما هي حالات الحرف العربي وكيف يحدث الحرف العربي؟ كيفية حدوث الحروف في جهاز النطق الإنساني، أولاً الحرف الساكن، يخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق ومثلنا له بحرف الميم ( أَمْ )، وكان يمكن أن نمثل بأي حرف آخر.
أيضاً أن يكون الحرف متحركاً، إن كان الحرف متحركاً فإنه يخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق كما قلت منذ قليل ( مَ – مُ – مِ ).
أما حروف المد واللين، اللوحة التي بعدها، فإنها تخرج باهتزاز الحبال الصوتية في الحنجرة:
﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾
[ سورة الفجر: 22 ]
﴿ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ﴾
[ سورة التوبة: 37 ]
﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ﴾
[ سورة الفجر: 23 ]
بهذا نكون قد بينا كيف يحدث الحرف العربي، ما سميناه نحن التصادم سماه ابن سينا القرع وما سميناه بالتباعد بين طرفي عضو النطق سماه ابن سينا القلع، باللام، قال ابن سينا: الحرف الساكن يخرج بالقرع والحرف المتحرك يخرج بالقلع وذلك في رسالة له سماها أسباب حدوث الحروف، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين










قديم 2013-07-14, 09:41   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحكمة من كون النبي الكريم يتيماً :
قد يسأل سائل لماذا كان النبي يتيماً؟ لأنه لو كان له أب كبير، مربٍّ كبير، تعزى كل فضائل النبي لأبيه، أراد الله عز وجل أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام في علمه منه مباشرة، وفي فضله من الله مباشرة، ما من أحد له على النبي الكريم يد، بمعنى أنه هو الذي صنعه، أحياناً تجد ابناً من أرقى الأبناء، له أب كبير، يقولون: هذا صنيعة أبيه، هذه الأخلاق من توجيه والده، هذا الانضباط من توجيه أمه، لا أم ولا أب، فعلمه من الله مباشرة، وخلقه أيضاً وإنجازه من الله مباشرة، ولم يكن له ذرية من الذكور، هذا ابن النبي! فإن لم يكن على المستوى انتقلت البغضاء إلى النبي، وهذه مشكلة كبيرة.
(( يَا سَلْمَانُ لاَ تُبْغِضْنِي فَتُفَارِقَ دِينَكَ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللّهِ: كَيْفَ أُبْغِضُكَ وَبِكَ هَدَانَا اللّهُ؟ قَالَ: تُبْغِضُ الْعَرَبَ فَتُبْغِضُنِي))
[ الترمذي عن سلمان]
تنتقل العداوة، فالحكمة بالغة لم يكن للنبي ذرية ذكور إطلاقاً، لأن هذا يتمتع بميزة ما بعدها ميزة، ابن رسول الله، وقد لا يكون في المستوى المطلوب، فيسبب للمسلمين متاعب كثيرة جداً.
هذه حكمة أنه كان يتيم الأم والأب، ولم يكن من ذريته ذكور، ولم يتعلم علوم الأرض، فعلمه من الله، وإنجازه من الله، وذريته لصالح الدعوة.
منقول عن نشرة موسوعة الدكتور راتب النابلسي










قديم 2013-07-15, 09:25   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوعات متنوعة - مقالات - المقالة 02 : القضاء والقدر .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2008-01-15
بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت في مجلة نهج الإسلام، عدد (32) الإيمان بالقضاء والقدر، من العقائد التي يجب أن تعلم بالضرورة.
أشار إلى هذا صاحب الجوهرة :
وواجب إيماننا بالقدر و بالقضاء كما أتى في الخبر
لقوله صلى الله عليه وسلم :
(( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره ))
(رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي)
والقضاء تعلق علم الله وإرادته بإيجاد الأشياء على وجه مخصوص والقدر إيجادها فعلاً على هذا النحو.
تعلق القضاء بالعلم، وتعلقت الإرادة بالقدرة والفعل وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك علاقة بين توحيد الألوهية وبين القضاء والقدر، فقال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الديلمي بمسند الفردوس :
" الإيمان بالقدر نظام التوحيد "
النتائج النفسية التي يحققها الإيمان بالقضاء والقدر فيما رواه الحاكم في تاريخه : " الإيمان بالقدر يُذهب الهم والحزن ".
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الخوض في موضوع القضاء والقدر، والبحث في مكنون أسرارهما، لأن المخلوق الحادث لا يستطيع أن يدرك علم الخالق القديم، فقال صلى الله عليه وسلم :
(( إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا، وغذا ذُكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذُكر القدر فأمسكوا ))
[رواه الطبراني وابن عدي بسند حسن]
والمؤمن يجب أن يعتقد أن جميع أفعال العباد، وكل حادث في الكون إنا هو بقضاء الله وقدره، ولكنَّ مشيئة الله شاءت أن يكون للإنسان مشيئة حرة، هي أساس التكليف، والابتلاء، ومناط الثواب والعقاب، وبسببها يكسب الإنسان الخير، أو الشر، فيُثاب على الخير، ويُعاقب على الشر قال تعالى:
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾
[سورة البقرة الآية 286]
والقضاء والقدر نوعان : نوع لا كسب فيه للإنسان ؛ لأنه لا إرادة له فيه ولا يؤاخذ عليه، كحركة الأفلاك والأنواء، ونزول المطر، ونمو النبات، واختلاف أحوال الناس من صحة ومرض، وقوة وضعف وغنى وفقر، وحياة وموت، وبما أن من لوازم الحكيم، أن تكون أفعاله حكيمة، والقضاء والقدر من أفعاله، فالقضاء والقدر الذي لا كسب للإنسان فيه متعلق بالحكمة، والحكمة متعلقة بالخير المحض، قال تعالى مشيراً إلى هذا النوع من القضاء والقدر :
﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)﴾
[سورة آل عمران الآية 26]
والنوع الثاني من القضاء والقدر متصل بأفعال العباد، فالإنسان مُنح إرادة حرة هي أساس التكليف، والابتلاء، وقد منحه الله أيضاً مقومات التكليف، والابتلاء، فسخر له ما في السماوات والأرض تسخير تعريف وتكريم، ليؤمن به ويشكره، ومنحه العقل قوةً إداركية يتعرف به إلى الله خلال الكون المسخر، قال تعالى :
﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) ﴾
[سورة الرحمن]
وبعث الأنبياء والرسل، وأنزل معهم الكتاب بالحق، ليكون منهجاً للإنسان يهتدي به.. قال تعالى :
﴿ فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾
[سورة طه الآية 123]
وأودع الله في الإنسان الشهوات، ليرقى بها صابراً أو شاكراً إلى رب الأرض والسماوات، قال تعالى :
﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)﴾
[سورة النازعات]
لقد منح الإنسان إرادة حرة، لتكون أساس التكليف والابتلاء، وليكون النجاح بها ثمن العطاء، ومادام الإنسان قد مُنح هذه الإرادة الحرة ليكسب بها أعماله الاختيارية، وليكون مسؤولاً في حدود ما منحه الله إمكانات، فلن تُسلب منه هذه الإرادة الحرة ؛ لأنه يستحيل أن تتناقض إرادات الله، ومتى توجهت إرادة الإنسان إلى فعل شيء، في الدائرة التي هي مناط اختياره، تعلقت إرادة الله فأمدته بالقدرة على تحقيقها وسيَّرت الفعل الاختياري الكسبي للإنسان إلى الجهة التي تستحق الخير أو الشر، وهكذا تُوظَّف مشيئة الإنسان الحرة الخيِّرة، أو الشريرة للخير المطلق. قال تعالى:
﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)﴾
[سورة الأنعام الآية 129]
وهنا محل الإشارة إلى مقولة : " إن الله خالق لفعل الإنسان " فهذا لا يعني أنه أجبره عليه، ولا يعني أيضاً أنه رضيه منه، ومقولة : " إن الله علم ما كان وما سيكون " لا يعني أن علم الله هو إلغاء لاختيار الإنسان، إنه علم كشف وليس جبراً، فالجبر يتناقض مع التكليف.
(ويضيف بعض العلماء على مقومات التكليف، القدرة الظاهرة على تنفيذ مشيئة الإنسان، وهي في حقيقتها قدرة الله التي تتحقق بها مشيئة الإنسان)
والابتلاء والمسؤولية والجزاء والثواب والعقاب.. لقول الله عز وجل :
﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)﴾
[سورة الأنعام الآية 148-149]
وهذه آية محكمة هي أصل في نفي الجبرية، وتُحمل الآيات المتشابهة كما هو رأي علماء الأصول على الآيات المحكمة.
ولعل في قول سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما
((الحسن بن علي رضي الله عنهما : هو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته، وأشبه خلق الله به في وجهه، ولد في سنة 3هـ. كان يحبه صلى الله عليه وسلم، وكان أكثر دهره صامتاً، فلا يدخل في مراء، ولا يُدلي بحجة حتى يرى قاضياً، توفي بعد وفاة والده بستة أشهر. وصالح معاوية سنة 41هـ وسُمي ذلك العام عام الصلح، ورُفع مقامه فهو وأخوه سيدا شباب أهل الجنة.(سير الأعلام 3/245)(البداية والنهاية 8/42))
تلخيصاً لعقيدة القضاء والقدر عند أهل السنة والجماعة : من لم يؤمن بقضاء الله فقد كفر، ومن حمل ذنبه على الله فقد فجر، وإن الله تعالى لا يُطاع استكراهاً، ولا يُعصى بغلبة، لأنه تعالى مالكٌ لما ملَّكهم، وقادرٌ على ما أقدرهم، فإن عملوا بالطاعة لم يحل بينهم وبين ما عملوا وإن عملوا بالمعصية فليس هو الذي أجبرهم على ذلك، ولو أجبر الخلق على الطاعة لأسقط الثواب، ولو أجبرهم على المعصية لأسقط العقاب، ولو أهملهم كان ذلك عجزاً في القدرة، فإن عملوا بالطاعة فله المنَّة عليهم، وإن عملوا بالمعصية فله الحجة عليهم ".
انظر (المرقاة 1/52) نقلاً عن تائية القضاء والقدر وشرحها
وللحسن البصري رضي الله عنه أجوبة شافية في القضاء والقدر، فعندما قيل له : إن الله أجبر عباده ؟ قال : الله أعدل من ذلك، فلمَّا قيل له : أفوض إليهم ؟ قال : هو أعزُّ من ذلك، ثم قال : لو أجبرهم لما عذبهم، ولو فوَّض إليهم لما كان للأمر معنى.
وهناك من يعتذر بالقضاء والقدر ليتنصل من المسؤولية، وهذا عذرٌ واهٍ وحجة باطلة.
فتجاهل الإرادة الحرة التي منحها الله للإنسان، وكذلك الفكر الذي يميز به الخير من الشر، والشرع الذي فيه تبيان لكل شيء، فإن هذا التجاهل لا يُعفي صاحبه من المسؤولية.
(( أتي برجل سارق إلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال له عمر : ما حملك على السرقة ؟ فقال : قضاء الله وقدره يا أمير المؤمنين فأمر عمر بقطع يده ثم حسمت، ثم جلده ثمانين جلدة،

وقال له : إنما قطعت يدك لسرقتك، وإنما جلدتك لكذبك على الله واحتجاجك بالقضاء والقدر، فقضاء الله تعالى لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار ))
(من كتاب شرح الطريقة المحمدية للشيخ عبد الغني النابلسي)
* * *
وعند أهل السنة والجماعة هناك فرق بين القضاء والمقضي، فالقضاء فعل الله تعالى وإرادته ومشيئته، وقضاء الله تعالى كلّه حق، وكله للعباد، وكله حسن، والمقضي هو كسب العبد وفعله ظاهراً، وفيه العدل والجور، والخير والشر، والحسن والقبح، ويجب على المسلم بناء على هذا ـ أن يقاوم المقضي إذا كان جوراً، أو شراً، أو قبحاً لا أن يستسلم له ؛ لأن الرضا بالكفر كفر، والرضا بالظلم ظلم، وهكذا قال تعالى :
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39)﴾
[سورة الشورى]
فإن عجز المسلم عن إزالة المقضي، أو مقاومته، فعليه أن يضرع إلى الله أن ينجيه منه، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)﴾
[سورة الأنعام الآية 42-43]
وللدعاء أثر في رد القضاء، فقد قال صلى الله عليه وسلم :
(( الدعاء يردُّ القضاء )).
[رواه الحاكم في صحيحه عن ثوبان]
وقال أيضاً :
(( لا يردُّ القدر إلا الدعاء ))
[رواه الترمذي والحاكم عن سلمان بسند صحيح]
(( فالدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه، ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن ))
[انظر الطب النبوي لابن قيم الجوزية]
وقد أشار العلامة البيجوري في حاشيته على جوهرة التوحيد عند قول الناظم :
وعندنا أن الدعاء ينفع كما من القرآن وعداً يُسمع
لقد أشار إلى أن الدعاء ينفع في القضاء المبرم، فيكون اللطف، وفي القضاء المعلق فيكون الدفع.
لذلك لا يُجدي الذكاء، والحيطة، والحذر، في ردِّ القضاء، ولكن الدعاء المخلص، عقب التوبة الصادقة، ينفع في ردِّ القضاء، أو اللطف به.. قال صلى الله عليه وسلم :
(( لا يُغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ))
[رواه الحاكم في صحيحه عن عائشة]
والإيمان بالقضاء والقدر لا يتناقض مع الأخذ بالأسباب، فلا تتم مصالح العباد في معاشهم إلا بدفع الأقدار بعضها ببعض، فكيف بمعادهم، فإن الله أمرنا أن ندفع السيئة وهي من قضائه وقدره، بالحسنة وهي من قضائه وقدره، فقد روى الإمام البخاري عن عمر بن الخطاب وعن الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، أنهم لما قصدوا الشام وانتهوا إلى الجابية، بلغهم أن بها موتاً عظيماً، ووباءً ذريعاً، فافترق الناس فرقتين، فقال بعضهم : لا ندخل على الوباء، فنلقي بأيدينا إلى التهلكة، وقالت طائفة أخرى : بل ندخل ونتوكل، ولا نهرب من قدر الله، ولا نفر من الموت، فرجعوا إلى عمر فسألوه عن رأيه فقال : نرجع ولا ندخل على الوباء، فقال له المخالفون لرأيه : أنفرُّ من قدر الله ؟ فقال عمر : نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله !، أرأيتم لو كان لأحدكم غنم فهبط وادياً له شعبتان، إحداهما مخصبة، والأخرى مجدبة، أليس إن رعى المخصبة رعاها بقدر الله تعالى، وإن رعى المجدبة رعاها بقدر الله ؟ ".
* * *
ومن ثمرات الإيمان الصحيح المتوازن بالقضاء والقدر ؛ الاستقامةُ على أمر الله، والعمل بما يرضيه لأنه
(( إليه يُرجعُ الأمرُ كُلُهُ ))
[سورة هود الآية 123]
﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)﴾
[سورة فاطر]
ومن ثمرات الإيمان الصحيح : الشجاعة، والإقدام، فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفون جبناً، ولا إحجاماً، ففي آذانهم دويُّ التوجيه الإلهي، قوله تعالى :
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)﴾
[سورة التوبة]
ومن ثمرات الإيمان الصحيح : التحلي بالصبر الجميل، والرضا والتسليم، فعندما تنزل المصائب، يذكر المؤمن عند الصدمة الأولى قوله تعالى :
﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)﴾
[سورة البقرة]
وهكذا نجد أن الإيمان بالقضاء والقدر ركن خطير من أركان الإيمان وهو من العقائد الأساسية التي يجب أن تُعلم بالضرورة.
والحمد لله رب العالمين










قديم 2013-07-16, 11:13   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

دعاء الإيواء إلى الفراش
أيها الأخوة الكرام: الناس ينامون يشعرون بالتعب فينامون فقط، لكن الليل عند رسول الله عباد:
((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَأَمُوتُ وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ))
[ صحيح البخاري عن حذيفة]
أدرك أن الإنسان في الليل يموت موتاً مؤقتاً، ولعله يموت فلا يستيقظ.
(( إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَأَمُوتُ ))
لكن الدعاء الطويل:
((قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ ))
[صحيح البخاري عن أبي هريرة]










قديم 2013-07-17, 09:04   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

يؤكد الأطباء والاختصاصيون في الدراسات العلمية على أهمية تناول وجبة السحور لما لها من فوائد كثيرة منها: تقلل من الإصابة بالصداع والإعياء والتعب أثناء الصيام في نهار شهر رمضان، وتقلل من الشعور بالجوع والعطش. تمنع الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، وتمنع فقد الخلايا الأساسية للجسم.

تنشط الجهاز الهضمي.

تحافظ على التوازن النفسي والاطمئنان الغذائي وسريان الدورة الدموية في جسم الإنسان كالمعتاد.

تحافظ على مستوى السكر في الدم فترة الصيام.

تحافظ على التوازن الجسدي، حيث أنه من خلال تناول الكمية المطلوبة من الطعام والشراب يستطيع الجسم المحافظة على توازنه العام. تعوّد الإنسان على النظام والانتظام في الحياة العامة والحياة الإسلامية خاصة.

مواد غذائية من الضروري توافرها في وجية السحور:

النشويات المعقدة: كالخبز الأسمر، حيث أنه يعمل على تحسين نسب السكر في الدم ويقلل من الشعور بالإعياء.

الخضروات المليئة بالألياف: وذلك لزيادة الشعور بالشبع مثل الجرجير والخس والفلفل الرومي وأيضاً الفواكه، خاصة التفاح والبرتقال والجوافة والكمّثرى، حيث تعمل على منح الجسم كمية كبيرة من المياه وتعطيه الشعور بالارتواء وتقلل من شعوره بالعطش، بالإضافة الى إمداده بالفيتامينات المفيدة.

خليط متوازن من الكربوهيدرات والدهون والبروتين:حيث تعتبر مصادر الطاقة الأساسية، وتوفر هذه الوجبة للجسم أثناء الصيام الطاقة اللازمة للنشاط اليومي.

نصائح الطبية لاعداد وجبة سحور ذات فائدة متكاملة للصائم:

أعدّي المأكولات بطيئة الهضم، بدلاً من المأكولات التي يتم هضمها بسرعة.

احرصي على توفير منتوجات الألبان، كالزبادي، واللبن الرائب.

توفير الخضراوات في وجبة السحور.

التقليل من نسبة الكافيين في الجسم قبل دخول شهر رمضان.

ضرورة الابتعاد عن الوجبة المالحة في السحور.

تقديم السوائل سواء من الماء أو العصائر الطازجة معتدلة البرودة، وغير المعلبة، أو الغازية.

ابتعدي عن المأكولات الغنية بالسعرات الحرارية مثل المأكولات المقلية.

احرصي على تأخير وقت تناول السحور لأسرتك، حيث إن التأخير يمكّن الجسم من الاستفادة من المواد الغذائية لأكبر فترة ممكنة من ساعات النهار.

التمر من العناصر الغذائية التي ينصح بها الأطباء، فاحرصي على تقديم أنواع مختلفة من التمر في وجبة السحور.










قديم 2013-07-18, 09:39   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تلاوة القارئ ماهر المعيقلي

استمع، حمل، ثم شارك و أبشر بأجر عظيم

https://www.tvquran.com/maher.htm










قديم 2013-07-19, 09:43   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أنواع الصوم :
عندنا صوم الفم صوم العوام ، وعندنا صيام المؤمنين صيام الجوارح ، وصيام المتقين عما سوى الله ، فإذا كان يمضى من وقتك اثنتا عشرة ساعة لا يأتيك من الخواطر إلا عن الله عز وجل فأنت من هؤلاء ، مشغول بالله ، قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾
[ سورة الأحزاب : 41]
الإنسان إذا ما تكلم بصوت عال يتكلم في نفسه ، اركب إلى حلب ، لا تعرف أحداً وأنت ساكت ، لست ساكتاً تقول في بالك مليون قصة سوف أعمل كذا وكذا ، سوف أشتري بيتاً ، وأتزوج ، تتكلم ولست ساكتاً ، راقب نفسك ماذا تقول طوال الطريق ، ليس في السفر ، في الشام من الشيخ محي الدين إلى المرجة اركب الباص وانظر ماذا تقول ، تتكلم مليون قصة ، في المساء افحص هذه القصص هل كلها متعلقة بالدنيا والله مشكلة .
من أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه ، وشتت عليه شمله ، ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له ، راقب نفسك تأتيك خواطر متعلقة بالآخرة ، هل تخاف ألا تكون في الآخرة من الفالحين ؟ هل أنت قلق على إيمانك ؟ قلق على استقامتك ؟ قلق على صلاتك ؟ هل ترى نفسك لست جيداً ؟ هل تخاف أن يكون فيك طرف من نفاق ؟ إذا سمعت قصة عن رسول الله هل تبكي ؟ إذا قرأت كتاب الله هل تتأثر ؟ هل تتفاعل معه ؟ هل تعرف مقامك عند الله ؟ إذا خواطرك من هذا النوع هنيئاً لك ، هذا صيام القلب عما سوى الله عز وجل .
وعندنا صيام الجوارح ، وعندنا صيام الفم ، عامة الناس صيامهم صيام الفم كالناقة عقلها أهلها فلا تدري لا لم عقلت ؟ ولا لم أطلقت ؟ لماذا صام ؟ لا يدري يقول لك ثبتوها ، كل عام وأنتم بخير ، ثم ثبتوا العيد إلى أين ؟ إلى اللاذقية نأخذ شاليه على البحر ، أخذ معه أجهزة ستريو إلى البحر وعيّد ، المنافق كالناقة لا تدري لا لم عقلت ؟ ولا لم أطلقت؟ هذا صيام الجهلاء صيام العامة ، نعوذ بالله أن نكون منهم ، إن شاء الله الدرس القادم نبدأ أحكام الصيام حكماً حكماً تمهيداً لشهر رمضان المبارك .
* * *










قديم 2013-07-20, 09:58   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوعات علمية من خطب الجمعة - الموضوع 362 : الساعة البيولوجية .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1998-09-04
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
إليكم ما اكتشفه العلماء:
أيها الأخوة الكرام, اكتشف أحد العلماء الفرنسيين أن في مقدور النبات حساب الزمن, إذ أن بعض أوراق بعض النباتات تؤدي حركات معينة في وقت محدد من اليوم، إذاً: هذا النبات عنده ما يسميه العلماء: ساعة بيولوجية، تحسب له الزمن.
واكتشف العلماء أيضاً أن في الحيوان ما يشبه ما في النبات، فهناك حيوانات تعرف بدقة بالغة مرور الزمن، فتتجه إلى مكان سباتها في الشتاء، لو تأخرت قليلاً لماتت، لو بكرت أو تأخرت لماتت، بحساب دقيق تؤوي بعض الحيوانات إلى أوكارها, لترقد طيلة فصل الشتاء, ولولا أنها تعرف كيف يمر الزمن لما أمكنها ذلك، قال تعالى:
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾
[سورة طه الآية: 49-50]
إليكم تفسير هذه الظاهرة العجيبة والغريبة في جسم الإنسان:
أيها الأخوة, لكن الحديث عن الإنسان، وفي الإنسان ساعة بيولوجية مدهشة، أنت بقواك الإدراكية تعرف أن اليوم نهار، والليل ليل، هذا في القوة الإدراكية، أما الأجهزة المعقدة في الجسم, والغدد الصماء كيف تعرف أن هذا الوقت نهار، من أجل أن تضع برنامج خاص للنهار؟ هذا ما يسميه العلماء: بالساعة البيولوجية.
في جسم الإنسان إحساس بالزمن غير القوة الإدراكية، غير العقل في جسم الإنسان، يعني في خلاياه، في أجهزته إحساس بالزمن، لأن خمسين وظيفة حيوية تتعاقب بحسب الليل والنهار.
يؤدي الضوء إلى انتقال السيالات العصبية من الشبكية عبر العصب البصري إلى الغدة النخامية و الغدة الصنوبرية التي تفرز الهرمونات الخاصة بالاستقلاب , و تكون ذروة الإفراز بالصباح الباكر و أدناها خلال الليل
بعض العلماء فسر هذه الظاهرة بالشكل التالي: أن سقوط الضوء فوق الشبكية، ينتقل بوساطة سيالات عصبية عبر أعصاب البصر إلى الغدة النخامية، وهي ملكة الغدد، والتي تؤمن التكامل والتكيف بين وظائف الأجهزة الداخلية، والنشاط العام للجسم يرتبط بالغدة الدرقية، فالغدة الدرقية التي فيها الاستقلاب, تحول الغذاء إلى طاقة، فهذا الغذاء يتحول إلى طاقة عالية في النهار، وطاقة متدنية في الليل مع الغدة النخامية تتأثر بالزمن، بل هناك ساعة تحسب تعاقب الليل والنهار.
أوضح شيء في جسم الإنسان؛ أن كميات الهرمونات في الدم تتبدل من النور إلى الظلام, الهرمونات لها نسب في الليل، ولها نسب في النهار, لأن الله جعل النهار معاشاً وجعل الليل لباساً، هذا التبدل يحدد مستوى حيوية وظائف الجسم التي تزداد نهاراً، وتتدنى ليلاً، فالحرارة مثلاً تصل في الجسم الإنساني إلى أدنى مستوى خلال الليل، وتأخذ بالارتفاع إلى أقصى درجة في الساعة السادسة صباحاً، والنبض يتبدل، نبض القلب يتبدل من الليل إلى النهار، والضغط الشرياني يتبدل من الليل إلى النهار، والضغط التنفسي يتبدل من الليل إلى النهار.
جسم الإنسان مبرمج داخلياً ليميز الليل و النهار و هذا يدعى الساعة البيولوجية
قال العلماء: مع الاستيقاظ تتراكم في الدم مادة تؤدي إلى تسارع النبض, وارتفاع ضغط الدم، وهذا يؤدي إلى نشاط الجسم، لذلك هناك عند معظم الناس ذروتان للعمل؛ من التاسعة حتى الثانية عشرة ظهراً, ومن الرابعة حتى السادسة، في هذه الساعات التي هي ذروة النشاط تزداد قدرة الحواس الخمس، ويُنصح ببذل الجهد في هاتين الذروتين والخلود إلى الراحة في أوقات انخفاض مستوى النشاط البشري، لذلك قال عليه الصلاة والسلام: عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا))
ما تفعله في النهار لن تستطيع أن تفعله في الليل.
قال بعض العلماء: هذا الذي يعمل ليلاً ونهاراً بنوبات سريعة, هذا تضطرب عنده الساعة البيولوجية في جسمه، والمعدة تكون قدراتها الإفرازية، وقدراتها على هضم الطعام قليلة أثناء الليل، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
((أذيبوا طعامكم بذكر الله, ولا تناموا عليه, فتقسو قلوبكم))
اكتشف العلماء مرضاً عند رجال الأعمال، هؤلاء الذين يتنقلون سريعاً من مدينة إلى أخرى، هؤلاء الذين يتنقلون بهذه السرعة تضطرب عندهم الساعة البيولوجية، هذا من أدق صنعة الله عز وجل:
﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾
[سورة النمل الآية: 88]
عندك ساعة، تبرمج الهرمونات، والنبض، والضغط، والحرارة, والقدرة على الهضم، وهذه الساعة تدرك إذا كنت في النهار أم في الليل دون أن يكون لها علاقة بقوتك الإدراكية، هذا صنع الله الذي أتقن كل شيء, قال تعالى:
﴿وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾
[سورة الذاريات الآية: 20-21]
الدعاء:
اللهمَّ اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولَّنا فيمن توليت، وبارِك اللهمَّ لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت ولا يعزُّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا, اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردُّنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر, مولانا رب العالمين.
اللهمَّ اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمَّن سواك.
اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين.
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلكنا بالسنين، ولا تؤاخذنا بفعل المسيئين يا رب العالمين, اسق عبادك العطشى يا رب العالمين، اسقنا سُقيا رحمة ولا تجعلها سقيا عذاب يا أكرم الأكرمين.
اللهمَّ بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعزَّ المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى إنه على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.
والحمد لله رب العالمين
الموضوع منقول من النشرة النابلسية










قديم 2013-07-21, 08:42   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مرّت العشر الأوائل من شهر رمضان كلمح البصر، ومضى يومان من العشر الثانية، إلاّ أنّ الكثيرين منّا يتساءلون: هل قمنا باغتنامها؟ فإن كانت الإجابة بلا.. فمازالت الفرصة أمامنا فيما بقي من العشر الثانية والثالثة، دون أن ننسى أنّ في العشر الأواخر ليلة جعلها الله سبحانه وتعالى بألف شهر وهي ”ليلة القدر”.
إنّ شهر رمضان الفضيل فرصة عظيمة لترك المنكرات والابتعاد عن المحرّمات، كما أنّه فرصة لإعادة تقويم السلوكيات الخاطئة الّتي ترتكب ليلاً ونهارًا، وهو أيضًا فرصة للتزوّد بالخيرات والتقرّب إلى ربّ العباد سبحانه وتعالى. ففي الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رَقَى المنبر، فلمّا رَقَى الدّرجة الأولى، قال: ”آمين”، ثمّ رَقَى الثانية، فقال: ”آمين”، ثمّ رَقَى الثالثة، فقال: ”آمين”، فقالوا: يا رسول الله، سَمِعْنَاكَ تقول: آمين ثلاث مرّات، قال: ”لمّا رَقِيتُ الدّرجة الأولى جاءني جبريل صلّى الله عليه وسلّم، فقال: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فقُلت: آمين، ثمّ قال: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلاهُ الْجَنَّةَ، فقُلت: آمين، ثمّ قال: شَقِيَ عَبْدٌ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فقُلت: آمين”.
وينبغي على المسلم ألاّ يفرّط في اغتنام أيّام وليالي رمضان في التقرّب إلى الله عزّ وجلّ والاستزادة من موسم الخيرات والطّاعات، وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها، قال الله عزّ وجلّ: {وفي ذلك فليَتَنَافس المُتنافِسون}، ويشكروا الله تعالى أن بلّغَهُم هذه الأيّام من الشّهر الفضيل، لأنّ أناسًا أدركوا رمضان الفارط ولم يدركوا هذا الشّهر في هذا العام، بل إنّ أناسًا أدركوا بعض أيّام هذا الشّهر الكريم وباغتهم الموت ليقطع عنهم إكمال بقية الشّهر، وقد لا يدري أحدنا هل يكمل أيّام وليالي الشّهر الكريم أم لا.
وأوصي إخواني الصّائمين بتجديد التوبة إلى الله عزّ وجلّ، فقد ثبت في الصّحيحين عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ”لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلّها، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثمّ قال من شدّة الفرح اللّهمّ أنت عبدي وأنا ربُّك” أخطأ من شدّة الفرح. فكيف فرحة الله بتوبة عبده؟ تخيَّل ذلك في نفسك.
كما أنّه تنتظرك العشر الأواخر وما أدراك ما هي؟ فقد كان مولانا وسيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجتهد بالطاعات والقُربات في هذه العشر ما لا يجتهده في غيرها من الأيّام، فعن أم المؤمنين عَائشة رضي الله عنها قالت: ”كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يَجْتَهِدُ في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”، وكان صلّى الله عليه وسلّم في هذه العشر يُحيي ليله ويوقظ أهله لينالوا من رحمات الله وبركاته، فقد روت السيّدة عائشة رضي الله عنها: ”كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل العشر شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ”.
المصدر جريدة الخبر ليوم21/07/2013










قديم 2013-07-22, 09:23   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تتضاعف الحسنات في هذا الشهر المبارَك ويُضاعف الله فيه الأجر والمثوبة على الأعمال الصّالحة ويجزل سبحانه العطاء للصّائمين القائمين القانتين، وإنّ العمل الصّالح يتضاعف ثوابه ويعظم أجره بشرف المكان كما يتضاعف بشرف الزّمان، فإنّ الصّلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد النّبويّ، وإنّ العمل الصّالح في ليلة القدر خير من العمل الصّالح في ألف شهر.
من الأعمال المباركة الّتي يُجمع فيها بين شرف الزّمان وشرف المكان ”العمرة” في رمضان، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”عمرة في رمضان تعدل حجة -أو قال-: حجة معي” رواه البخاري، فقد بيَّن هذا الحديث المبارك أنّ العمرة في رمضان أدركت منزلة الحجّ في الأجر والثّواب، لكنّها لا تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أنّ الاعتمار لا يجزئ عن حجّ الفرض.
والمضاعفة الحاصلة للأجر سببها كما يقول الإمام ابن الجوزي: ”ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت”، ولذلك كان للعمرة في رمضان ثوابٌ مضاعف كما لغيرها من الحسنات. وللحديث السابق روايةٌ أخرى أكثر تفصيلاً، وتعطينا بُعدًا آخر من فضائل العُمرة الرمضانيّة وتعلّقها بشقائق الرّجال، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لامرأة من الأنصار: ”ما منعك أن تحجّين معنا؟” قالت: كان لنا ناضح، فركبه أبو فلان وابنه -زوجها وابنها-، وترك ناضحًا (البعير الذي يُستقى عليه) ننضح عليه، فقال له عليه الصّلاة والسّلام: ”فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإنّ عمرةً في رمضان حجة” رواه البخاري، وفي هذا الحديث نرى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أرشد المرأة الّتي فاتها الحجّ إلى القيام بعمرةٍ في رمضان، كي تتحصّل على أجرٍ يُضاهي أجر تلك الحجّة التي فاتتها.وإذا كان الرّجال يطرقون أبوابًا للأجر لا يمكن للنّساء أن ينشدونها كباب الجهاد مثلاً، فقد جعل الله عزّ وجلّ لهنّ جهادًا لا قِتَالا فيه. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله! هل على النّساء من جهاد؟ فقال لها: ”نعم، عليهنّ جهادٌ لا قتال فيه: الحجّ والعُمرة” رواه أحمد وابن ماجه.ولا شكّ أنّ الأحاديث الّتي تبيّن فضائل العمرة على وجه العموم تدلّ كذلك على فضلها في رمضان وتشملها، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما” رواه البخاري ومسلم، فقد بيَّن الحديث فضيلة العمرة وما تُحْدِثُه من تكفيرٍ للخطايا والذنوب الواقعة بين العمرتين.وتتضمّن العمرة جملةً من الأعمال الصّالحة الّتي ورد بخصوصها الأجر، فمن ذلك أجر الطّواف، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”مَن طاف بالبيت أسبوعًا لا يضع قدمًا، ولا يرفع أخرى إلاّ حطّ الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة، ورفع له بها درجة” أخرجه ابن حبان، وفي رواية أخرى: ”مَن طاف سبعًا، فهو كعِدْل رقبة” رواه النسائي.ودلّت السُّنّة أنّ النّفقة الّتي يتكلّفها المرء لأداء هذه المناسك له فيها أجر، فعن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال لها في عمرتها: ”إنّ لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك” رواه الحاكم.وكذلك للمعتمر في رمضان فضل الصّلاة في المسجد المكّي والمسجد النّبويّ، روى الإمام أحمد وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”صلاة في مسجدي -أي المسجد النّبويّ- أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلاّ المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه”.

جريدة الخبر










 

الكلمات الدلالية (Tags)
2014, رمضانيات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc