الموقف الروسي كان منذ بداية الازمة السورية واضح وجلي والرسالة التي بعثت بها روسيا والصين للغرب - باستعمال الفيتو - كانت قوية واضحة لاتقبل اي تأويل ومفادها ان المعسكر الشرقي لن يقبل بتكرار السيناريو الليبي واسقاط النظام وهذا طبعا ليس حبا في النظام السوري بل لمصلحة استراتيجية محضة ...
الغرب كذلك ادار اللعبة بامتياز فهو لم يصطدم مباشرة بالمصالح الشرقية بل فوض من ينوب عنه فكانت تركيا حمالة الحطب وقطرومن ورائها جامعة العرب...
الا ان التقارب الاخير بين روسيا وامريكا يعلل بتحقيق هذه الاخيرة لاغلب ماخططت له من هاته المسرحية ...
مماهو معروف ان امن الكيان الصهيوني وضمان تفوقه في المنطقة هو امر مقدس بالنسبة لامريكا بل هذا مفتاح النجاح لاي مترشح في رئاسياتها . وهذا الامر قد تحقق الان فسوريا محطمة البنى التحتية وقد فقدت الكثيرمن مقومات اقتصادها ومن نسيجها الاجتماعي الذي كان نموذجا في التعايش والتسامح وفقدت الكثير من قدراتها العسكرية واعادة بناءها من جديد قد تتطلب كثيرا من المال والجهد والوقت الذي قد يمتد لسنوات وسنوات
وهناك امر اخر قد تحقق لامريكا والكيان الصهيوني وهو اختراق سوريا استخباراتيا فما سمي بالمقاتلين او المجاهدين الذين دخلوا من تركيا والاردن الكثير منهم يعمل لدى اجهزة استخبارات اجنبية ومااسهل اختراق جماعة اسلامية باطلاق اللحية ولبس قصير الثياب والتكبير بين الفينة والاخرى ! وطالما ان المقاتلين من جنسيات مختلفة سيجعل الامر اكثرسهولة واكاد اجزم بان الضربة الصهيونية الاخيرة على سوريا هي اختبار - ناجح - لمعلومات استخبارية قد زود بها العملاء الجدد الكيان الصهيوني...
امر اخر نجح فيه الغرب ومن ورائه الكيان وهو تحييد حماس - طوعا - من سوريا والحاقها بقطر والاردن حتى يمكن التحكم فيها بسهولة بل وتقديم التنازلات تلو التنازلات ...
اذا المشهد واضح سوريا اليوم ليست سوريا الامس - مع الاسف -
طائفية ستقضي على النسيج الاجتماعي وارهاب سيرهق كاهل الدولة والمواطن وسيجعلها تنعزل ولاتهتم الا بالداخل ...
اما السيناريو القادم فسيشهد لامحالة دعوات دولية لانهاء العمل المسلح وتسليم المعارضة السورية السلاح للدولة وتشكيل حكومة من النظام والمعارضة وسيتم مباركة هذا الاتفاق دينيا وقوميا وليس بمستغرب ان تدعو قطر - بتوجبه من امريكا كالعادة - من جديد الاخوة الاعداء! الى طاولة المفاوضات ونبذ العنف وتقوم الفضائيات بتلطيف الاجواء والبعد عن التحريض وتنعقد منظمة المؤتمر الاسلامي لتبارك حقن الدماء وتغليب لغة الحوار ؟؟
الغرب حافظ على علاقاته مع المعسكر الشرقي وحقق غاياته ...
اما النعاج فسوف تذهب للزريبة لموعد اخر في مكان اخر ؟؟؟