هل يمكن أن نكون بهذا الطمع لا يختلف اثنان أن الإنسان بطبعه يحب المال بل حبا جما ولا يعرف هذا إلا الذي خلقه حيث قال في محكم التنزيل {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً }الفجر20 وقال أيضا {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ }العاديات8 والمعنى في هذه الآية أنه لحب المال لشديد . لكن هذا الحب لا يمكن أن يتعد الحدود ويتجاوز حقوق الغير ؛ فهذا إن كان ولا بد كائن فلا يعقل أن يكون شيمة أو خصلة من خصال المربي والمكون والذي يهدي العلم لغيره ويقوم السلوك إلى جادة الطريق ، فهذا هو المعلم الذي نحسبه القدوة في المجتمع والمربي ، بل الذي يعلم مبادئ في القيم والنضال والصبر والخصال الحميدة ، فلا نختلف أن المعلم اليوم مهضوم الحقوق ولا ينظر إليه كبناء للأجيال الصاعدة حيث يجب مراعاته وتزكيته وتغيير حاله حتى لا ينشغل بالنقائص وسوء الحال في المال ومعاناة حاجيات أولاده ؛ وإذا سلب منه هذا الحق في العيش الكريم كان لزاما أن يتحد ويدافع عن حقه المغتصب بالطرق القانونية لجوءا إلى الحق بالاحتجاج والضغط على مستخدميه لنيل هذا الحق كما اتخذ هذا السبيل لذلك .
جميل ... فإذا تعرضت لسطو على مالك وأنت في حالة هوان فسلبك 1000 دج على سبيل المثال ، ثم مرت الأيام حيث جمعت قوتك وصارت لديك قبضة من حديد وأوقعت باللص الذي سلبك مالك وأمسكت به وهددته تهديدا شديدا فراح يخرج لك كل ما في جيبه خشية منك ومن تهديدك هنا يكون السؤال : فهل لك أن تقبل بأخذ كل المال الذي أخرجه من جيبه وتقول هذا حقي ؟ أم أنك تأخذ 1000 دج التي هي من حقك وترشده أن يرجع مال الغير لأصحابه ؟ هذا ما تعلمناه منك أيها المعلم والأستاذ والأخ الأكبر والصاحب والزميل والأب المثالي ... الرسالة واضحة لا يعرفها إلا أولوا الألباب .