[align=justify]يبدو انك ياعشور لم تفهم الكلام الذي نقلته لك أو لم تقرأه كله
وهنا أعيد لك بعض منه بيانا لما أشكلا عليك والله الموفق , بخصوص الخلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم فقد تكلم عنه بن حزم رحمه الله كما ذكرته لك واعيده هنا :"
و هنا قد يرد سؤال و هو : إن الصحابة قد اختلفوا و هم أفاضل الناس ، أفيلحقهم الذم المذكور ؟ .
و قد أجاب عنه ابن حزم رحمه الله تعالى فقال ( 5 / 67 - 68 ) : كلا ما يلحق أولئك شيء من هذا ، لأن كل امرئ منهم تحرى سبيل الله ، و وجهته الحق ، فالمخطئ منهم مأجور أجرا واحدا لنيته الجميلة في إرادة الخير ، و قد رفع عنهم الإثم في خطئهم لأنهم لم يتعمدوه و لا قصدوه و لا استهانوا بطلبهم ، و المصيب منهم مأجور أجرين ، و هكذا كل مسلم إلى يوم القيامة فيما خفي عليه من الدين و لم يبلغه ، و إنما الذم المذكور و الوعيد المنصوص ، لمن ترك التعلق بحبل الله تعالى و هو القرآن ، و كلام النبي صلى الله عليه وسلم بعد بلوغ النص إليه و قيام الحجة به عليه ، و تعلق بفلان و فلان ، مقلدا عامدا للاختلاف ، داعيا إلى عصبية و حمية الجاهلية ، قاصدا للفرقة ، متحريا في دعواه برد القرآن و السنة إليها ، فإن وافقها النص أخذ به ، و إن خالفها تعلق بجاهليته ، و ترك القرآن و كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فهؤلاء هم المختلفون المذمومون .
و طبقة أخرى و هم قوم بلغت بهم رقة الدين و قلة التقوى إلى طلب ما وافق أهواءهم في قول كل قائل ، فهم يأخذون ما كان رخصة في قول كل عالم ، مقلدين له غير طالبين ما أوجبه النص عن الله و عن رسوله صلى الله عليه وسلم .
و يشير في آخر كلامه إلى " التلفيق " المعروف عند الفقهاء ، و هو أخذ قول العالم بدون دليل ، و إنما اتباعا للهوى أو الرخص ، و قد اختلفوا في جوازه ، و الحق تحريمه لوجوه لا مجال الآن لبيانها ، و تجويزه مستوحى من هذا الحديث و عليه استند من قال : " من قلد عالما لقي الله سالما " ! و كل هذا من آثار الأحاديث الضعيفة ، فكن في حذر منها إن كنت ترجو النجاة *( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ).اهـ
فالكلام واضح الصحابة اختلفوا فيما اختلفوا فيه عن اجتهاد منهم وكل من يطلب الحق ولو ظهر الحق في خلاف قوله لتركه كذلك هم لا يتعصبون لأقوال الرجال تقليدا منهم وإنما حجتهم الكتاب والسنة وهكذا من صار على نهجهم وهذا الأمر على عكس كثير من الناس في هذا الزمان فأنت تعطيه القول بالدليل من الكتاب والسنة وعمل السلف ولكنه مع ذلك لا يلقي له بالا ولا حو ولا قوة إلا بالله ومنهم من يتبع الرخص في قول كل عالم ما يوافق هواء فهذا من جاء الأمر بذمه وتأمل الكلام الذي نقلته لك : " و إنما الذم المذكور و الوعيد المنصوص ، لمن ترك التعلق بحبل الله تعالى و هو القرآن ، و كلام النبي صلى الله عليه وسلم بعد بلوغ النص إليه و قيام الحجة به عليه ، و تعلق بفلان و فلان ، مقلدا عامدا للاختلاف ، داعيا إلى عصبية و حمية الجاهلية ، قاصدا للفرقة ، متحريا في دعواه برد القرآن و السنة إليها ، فإن وافقها النص أخذ به ، و إن خالفها تعلق بجاهليته ، و ترك القرآن و كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فهؤلاء هم المختلفون المذمومون .
و طبقة أخرى و هم قوم بلغت بهم رقة الدين و قلة التقوى إلى طلب ما وافق أهواءهم في قول كل قائل ، فهم يأخذون ما كان رخصة في قول كل عالم ، مقلدين له غير طالبين ما أوجبه النص عن الله و عن رسوله صلى الله عليه وسلم "اهـ[/align]