المطلوب هو تركيز الأضواء على الموقف الجزائري .. لغاية في نفس يعقوب .. لا اكثر.
كنا نحن الجزائريون دوما ننتقد موقف بعض الدول العربية المتعاونة عسكريا مع الولايات المتحدة الإمريكية و مع حلف شمال الأطلسي ... و كانت سياسة الجزائر دوما مدعاة للفخر بالنسبة لنا و كانت في الوقت نفسه غصة في حلق البعض الذين لم يجدوا سابقا ما يردون به علينا ...
و اليوم وجد العرب في هذا الموضوع فرصة للرد على إنتقاداتنا ... و لا غرابة في أن تراهم متلهفين على الحديث في الموضوع أكثر من حرصهم على غيره.
بعضهم يعرف حقائق الصراع في مالي و لكنه يتجاهله حتى لا يفقد مبررات الحديث عن موقف الجزائر ... و تجده يصر على القول بأن الجزائر تتخذ موقفا عدائيا من الحركات الإسلامية .. و يتناسون أن الجزائر كانت البلد العربي و السلم الوحيد الذي أجبر الجميع على الإعتراف بحركة أنصار الدين كطرف مفاوض ... و أن الجزائر قد بذلت جهدا دبلوماسيا خارقا لتجنيب مالي شر الحروب منذ أزيد من 20 سنة من عمر الخلاف و أن مساهمتها لم تكن دبلوماسية فقط بل مالية و إقتصادية و عسكرية ... و أن الماليين أنفسهم هم من أجهضوا الإتفاق الموقع في العاصمة الجزائرية و أعطوا للغرب مبررات التدخل.
رغم أننا لا ننكر ان الجزائر قد فتحت مجالها الجوي ... إلا ان هذا لا يجعلنا في نفس مستوى العمالة .. فالعمالة عندنا ليست نهجا و عقيدة ... هي إستجابة لضغوط دولية عندنا ... أما عند بعض العرب فهي تطوع و مبادرة .. على الأقل نحن لم نتآمر على مالي ... .
لم أكن أريد الحديث بهذا المنطق غير العلمي ... و لكن أستغرب ممن يفترض أنهم أشقائنا أن نرى منهم الحرص على مسلمي مالي و لا نرى منهم أي حرص على مسلمي القاعدية الغازية في صحرائنا ....؟
شمال مالي ليس مجالا جغرافيا لنشاط حركة تحرير الأزواد و حركة أنصار الدين فقط ... إنه نواة إمارة إرهابية ترمي الجماعات الإرهابية الجزائرية إلى السيطرة عليها و إتخاذها منطلقا لتهديد الجزائر و ليبيا و تونس و المغرب ... و هو ما يبرر " عمالتنا " ....
سأل الأخ " صقر العرب " لماذا ينصب اللوم على الجزائر وحدها رغما انهاالبلد الوحيد والاكثر تضررا من هذه المجموعات ومصلحتها في ابادتهم فلقد اذاقوا الجزائر الويلات .
الجواب حسب رأيي المتواضع ...يعتقدون أن " الجزائري " جاهز للربيع العربي و ينتظر الإشارة............