عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: « إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ، أَلاَ وَإِنَّ الإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتَنُ بِالشَّامِ » رواه الحاكم . وبمعناه عن عبد الله بن عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنَّهُمْ أَخَذُوا عَمُودَ الْكِتَابِ فَعَمَدُوا بِهِ إِلَى الشَّامِ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ فَالأَمْنُ بِالشَّامِ». رواه الطبراني في الكبير ، وللحديث طرق أوردها الحافظ في الفتح وقال : "وهذه طرق يقوي بعضها بعضا وقد جمعها ابن عساكر في مقدمة تاريخ دمشق" .
(5) عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عليه وسلم: «سَتَخْرُجُ نَارٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ ، أَوْ مِنْ حَضْرَمَوْتَ تَحْشُرُ النَّاسَ . قَالُوا : فَبِمَ تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ». رواه أحمد . وعن بهز بن حيكم بن معاوية القشيري, عن أبيه, عن جده قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أين تأمرني؟ فقال: ها هنا، وأومأ بيده نحو الشامِ، قال: إنكم محشورون رجالاً وركبانًا، ومُجْرَون على وجوهِكم».رواه الرَّبعي في فضائل الشام.
(6) إشارة إلى قوله تعالى: ? فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ? ، قال الحسن البصري : " كانوا يقولون: لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين ".
قال ابن كثير : "ومعنى هذا: أن العسر معرف في الحالين، فهو مفرد، واليسر منكر فتعدد؛ ولهذا قال: "لن يغلب عسر يسرين" ، يعني قوله: ? فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ? فالعسر الأول عين الثاني ، واليسر تعدد ".
روى الحاكم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه بلغه أن أبا عبيدة حصر بالشام وقد تألب عليه القوم فكتب إليه عمر : سلام عليك أما بعد فإنه ما ينزل بعبد مؤمن من منزلة شدة إلا يجعل الله له بعدها فرجا ولن يغلب عسر يسرين .
اللهم انصر إخوننا المسلمين في سبيلك في أرض الشام ، اللهم الطف لهم بتيسير كلِّ عسير، وأيدهم بتأييدك ، واحقن دماءهم ، واحفظهم في أنفسهم وأعراضهم وأموالهم ، وجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم ، أنت المستعان وعليك التكلان وأنت حسبنا ونعم الوكيل .