روائع نزار قباني - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

روائع نزار قباني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-03-25, 22:57   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
عبد الحليم القليعي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الحليم القليعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خمس رسائل إلى أمي

صباحُ الخيرِ يا حلوه..
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه
وخبَّأ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأ ُ ﻧﻬرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابينًا منَ النعناعِ والزعتر
وليلكًة دمشقية..
أنا وحدي..
دخا ُ ن سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا..
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارَة التعبِ..
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العا َ لم الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّ ُ ط شعريَ الأشقر
وتحم ُ ل في حقيبتها..
إليَّ عرائسَ الس ّ كر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعَثر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسُة الس ّ كر
فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أبًا..
ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفّلة؟
ﺑﻬا أوصيكِ يا أمّاهُ..
تلكَ الطفلُة الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
يدّللها كطفلتهِ
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها..
ويطعمها..
ويغمرها برحمتهِ..
.. وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبح ُ ث عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسأ ُ ل عن عباءتهِ..
وتسأ ُ ل عن جريدتهِ..
وتسأ ُ ل –حينَ يأتي الصيفُ-
عن فيروزِ عينيه..
لتنثرَ فوقَ كّفيهِ..
دنانيرًا منَ الذهبِ..
سلاماتٌ..
سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
إلى تحتي..
إلى كتبي..
إلى أطفالِ حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ.. يا أمي
ووجهُ دمشقَ،
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا..
وينقرنا..
برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامانِ يا أمي
ولي ُ ل دمشقَ
فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذﻧﻬا.. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذ َ ن الأمويِّ..
قد زُرعت بداخلنا..
كأنَّ مشات َ ل التفاحِ..
تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
جاءت كّلها معنا..
أتى أيلو ُ ل يا أماهُ..
وجاء الحز ُ ن يحم ُ ل لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلو ُ ل.. أينَ دمشقُ؟
أينَ أبي وعيناهُ
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
سقى الرحمنُ مثواهُ..
وأينَ رحابُ مترلنا الكبيرِ..
وأين نُعماه؟
وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟
أجرجرُ ذي َ ل ق ّ طتهِ
وآك ُ ل من عريشتهِ
وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ..
يا شعرًا
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
ويا طف ً لا جمي ً لا..
من ضفائرنا صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ..
وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ...









 


رد مع اقتباس
قديم 2009-03-26, 16:20   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
تارقية
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تارقية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
مشكور اخي على هذه القاصائد الرائعة
تحياتي










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-27, 14:37   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عبد الحليم القليعي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الحليم القليعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أنا أيضا أشكر زيارتك ، تشرفت بك ، أتمنى أن تكون قد نالت اعجابك










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-27, 22:05   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
ratibal
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ratibal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووور
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ر
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووور
ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااولدي مشكوووور.
انا كذالك احب اشعار نزار.










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-28, 12:16   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
عبد الحليم القليعي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الحليم القليعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أنت أيضا مشكووووووووووووووووووووووووووورة
نورتينا بوجودك










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-28, 21:04   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
عبد الحليم القليعي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الحليم القليعي
 

 

 
إحصائية العضو










Post

دعوة اصطياف للخامس من حزيران
في ذآرى مرور خمس سنوات على نكسة حزيران ١٩٦

سنةٌ خامسةٌ.. تأتي إلينا
حام ً لا كيسكَ فوقَ الظهرِ، حافي القدمينْ
وعلى وجهكَ أحزا ُ ن السماواتِ، وأوجاعُ الحسينْ
سنلاقيكَ على كلِّ المطاراتِ.. بباقاتِ الزهورْ
وسنحسو –نخبَ تشريفكَ- أﻧﻬارَ الخمورْ
سنغنّيكَ أغانينا..
ونُلقي أكذبَ الأشعارِ ما بينَ يديكْ
وستعتادُ علينا.. مثلما اعتدنا عليكْ
نحنُ ندعوكَ لتصطافَ لدينا
مث َ ل كلِّ السائحينْ
وسنعطيكَ جناحًا ملكيًا
لكَ جهزناهُ من خمسِ سنينْ
سوفَ تستمتعُ بالليلِ.. وأضواء النيو ْ ن
وبرقصِ الجيركِ..
والجازِ..
وأفلامِ الشذو ْ ذ..
فهُنا.. لا نعرفُ الحز َ ن.. ولا من يحزنو ْ ن
سوفَ تلقى في بلاديَ ما يسرُّكْ:
شققًا مفروشًة للعاشقينْ
وكؤوسًا نُضّدت للشاربينْ
وحريمًا لأميرِ المؤمنين..
فلماذا أنتَ مكسورُ الجناحْ؟
أيها الزائرُ ذو الوجهِ الحزينْ
ولدينا الماءُ.. والخضرُة.. والبيضُ الملاحْ
ونوادي الليلِ تبقى عندنا مفتوحًة حتى الصباحْ..
فلماذا تتردّد؟
سوفَ ننسيكَ فلسطينَ..
ونستأص ُ ل من عينيكَ أشجارَ الدموعْ
وسنُلغي سورَة (الرحمن).. و(الفتح)..
ونغتا ُ ل يسوعْ..
وسنُعطيكَ جوازًا عربيًا..
شُطبتْ منهُ عباراتُ الرجوعْ
سنةٌ خامسةٌ..
سادسةٌ..
عاشرةٌ..
ما ﺗﻬمُّ السنواتْ؟
إنَّ كلَّ المدنِ الكبرى من النيلِ.. إلى شطِّ الفراتْ
ما لها ذاكرةٌ.. أو ذكرياتْ
كلُّ من سافرَ في التيهِ نسيناهُ..
ومن قدْ ماتَ ماتْ..
ما ﺗﻬمُّ السنواتْ؟
نحنُ أعددنا المنادي َ ل، وهيأنا الأكالي َ ل،
وألفنا جميعَ الكلماتْ
ونحتنا، قب َ ل أسبوعٍ، رخامَ الشاهداتْ
أيها الشرقُ الذي يأك ُ ل أوراقَ البلاغاتْ..
ويمشي –كخروفٍ- خلفَ كلِّ اللافتاتْ
أيها الشرقُ الذي يكتبُ أسماءَ ضحاياهْ..
على وجهِ المرايا..
وبطونِ الراقصاتْ..
ما ﺗﻬمُّ السنوات؟
ما ﺗﻬمُّ السنوات؟










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc