و تثير ممارساتها بهذا الاتجاه كثيرا من الظلال و الأسئلة في ضوء تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
.........
فتح حوار مع طالبان.
جاء الإعلان عن فتح حركة طالبان الأفغانية مكاتب لها في قطر مطلع كانون الثاني 2012 ليثير الكثير من الجدل و علامات الاستفهام حول الأهداف التي تبتغيها جميع الأطراف من وراءهذا الإجراء،و لاسيما أنها تضمنت الولايات المتحدة و أفغانستان و حركة طالبان و دولة قطر .
و يرى الخبراء أن هذه الخطوة جاءت من اجل احتواء حركة طالبان سياسياً،و بدء مفاوضات غير مباشرة بينها و بين أميركا على إلقاء السلاح،و الانخراط في الحياة السياسية .
حيث تبذل أميركا جهودا لاحتواء المجموعات الإسلامية الأصولية الجهادية في المنطقة بهدف تغيير مسارات تلك المجموعات بعد ان عجزت عن تحجيمها،و هي سياسة أميركية جديدة باحتواء المجموعات الأصولية الجهادية الأقل تشددا من أيدلوجية القاعدة و تقليلا لخصوم و تخفيض ميزانية الدفاع و سحب القوات الأميركية و محاولة الفصل مابين القاعدة و طالبان .
كذلك تاتي هذه الخطوة ضمن استعدادات الإدارة الأميركية بسحب قواتها من أفغانستان2014،هذه السياسة لا يمكن اختصارها بالانتخابات الأميركية بقدر ما هي إستراتيجية أميركية جديدة بسحب قواتها و إبدالها بالجهد الاستخباري المبرمج لوكالة المخابرات المركزية و اصطياد أهدافها بعمليات طائرة بدون طيار و مجموعات النخبة القتالية ( الكومندوز) لتقليل الخسائر و تجنب استفزاز مشاعر الشعوب.
........
تبادل ادوار مع السعودية.
دولة قطر باتت تلعب دوراً كبيراً في السنوات الأخيرة رغم أنها دولة صغيرة،فقوة الدولة و قدرتها في التأثير على السلوك السائد لم يعد وفقا للتقاليدالكلاسيكية القديمة ، فقد تغيرت قواعد اللعبة جذريا و أصبحت هنالك دول صغيرة الحجم و السكان تحتل مكانة هامة .
أن دولة قطر هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتمتع بدرجات مختلفة من العلاقة مع الولايات المتحدة و ايران و حزب الله و إسرائيل .
و يرى المراقبون،أن افتتاح الجامع جاء في سياق تبني قطر بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كخطوة لسحب البساط من الدور السعودي في زعامة الوهابية /السلفية التكقيرية .
و ان عرض وكالة الأنباء القطرية لنسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب مشيرة إلى انتمائه إلى قبيلة بني تميم التي تنتمي إليها الأسرة الحاكمة في قطر،و هو أمر يعتقد بأنه لإضفاء المزيد من الشرعية على تسميته .
و ممكن تفسير الخطوة القطرية هذه هي لمواجهة و المد الاخواني في مصر في إعقاب الثورات العربية .
و يرى مراقبون في الخطوة القطرية رغبة لاستقطاب السلفيين و الحركات الجهادية ، و ان واشنطن تستخدم قطر للتأثير على السلفيين بعد أن نجحت ـ أميركا ـ في احتواء الإخوان تحت مظلتها .
أن الموقف القطري جاء منسجما مع الموقف السعودي لغرض استخدام التيارات السلفية في مواجه التمدد ألإيراني و مواجهة الحراك الشيعي في دول الخليج العربية و لغرض محاربة الإرهاب.
هذه التطورات لا يمكن أن تكون بعيدة في جهود قطر و السعودية مع المعارضة السورية،فهنالك تقسيم الأدوار فاحدهما يمول الجيش السوري الحر و الأخرى تمول الحركات السلفية التكفيرية داخل سوريا.
السياسة القطرية و السعودية تتماشى مع السياسة الأميركية في المنطقة التي تهدف إلى تحجيم إيران في المنطقة و تفكيك المثلث السوري الإيراني و حزب الله .
أميركا و الدول الداعمة تستخدم السلفية في سوريا و المنطقة حزام آمان ضد إيران و التمدد الشيعي في المنطقة،و يبدو أنها إستراتيجية أميركية للمستقبل البعيد لتحجيم إيران.
هذه السياسة قد لا تكون مستبعدة عن ما يجري في سوريا. فقد أمسى الوضع في سوريا معقدا و ما يحدث هناك من مجازر تعدى كل معدلات القتل و العنف.
........
08.11.2012
dw arabic website