لأمن التونسي يقمع بالقوة تظاهرة في سيدي بوزيد
أبناء سيدي بوزيد يهتفون : وكلاء الاستعمار.. نهضاوي رجعي سمسار
سيدي بوزيد (تونس)- ا ف ب, يو بي آي: أطلقت الشرطة التونسية, أمس, الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المتظاهرين طالبوا برحيل محافظ سيدي بوزيد (وسط غرب) التي انطلقت منها شرارة الثورة.
وقال شاهد عيان إن نحو ألف شخص تظاهروا أمام مقر الولاية للمطالبة برحيل المحافظ ورئيس منطقة الحرس والنائب العام, وإطلاق سراح محتجين من منطقة العمران, اعتقلتهم الشرطة أخيرا خلال احتجاجات على تردي ظروف المعيشة.
وردد المتظاهرون الذين قدموا من مناطق منزل بوزيان والعمران والمكناسي شعارات من قبيل "ارحل" و"يا والي (محافظ) يا حقير..هذا عصر الجماهير" و"وزارة الداخلية وزارة ارهابية" و"الشوارع والصدام حتى يسقط النظام" وأخرى معادية لحزب "النهضة" الاسلامي الحاكم مثل "وكلاء الاستعمار.. نهضاوي رجعي سمسار".
وحاول بعض المتظاهرين اقتحام مقر المحافظة لطرد المحافظ فأطلقت الشرطة الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع, ثم أجلت قوات الامن المحافظ من مكتبه تحسبا من تعرضه لاعتداء.
إلى ذلك, شل إضراب عام منطقة المكناسي من محافظة سيدي بوزيد التي تشهد وقراها حالة احتقان شديد منذ نحو أسبوعين على خلفية مطالبتها بالتنمية وفرص العمل ورفضاً للحلول الأمنية التي تعتمدها السلطات.
وقال الأمين العام للاتحاد المحلي للشغل بالمكناسي (منظمة نقابية) زهير خصخوصي, إن الإضراب العام الذي شل المدينة يأتي تلبية لدعوة أطلقها الاتحاد المحلي للشغل احتجاجا على تجاهل السلطات لمطالب المحافظة في التنمية, وللتعبير عن رفض أهالي المكناسي للحلول الأمنية في معالجة التحركات الاحتجاجية الاجتماعية.
من جهة أخرى, قدم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي, "اعتذار الدولة" لفتاة اغتصبها شرطيان في 3 سبتمبر الماضي, في حادثة هزت الرأي العام في تونس التي تحظى فيها المرأة بحقوق فريدة من نوعها في العالم العربي.
والتقى المرزوقي, أول من أمس, الفتاة التي كانت برفقة خطيبها وبالناشطة الحقوقية سهام بن سدرين رئيسة المجلس الوطني للحريات (مستقل).
وذكرت الرئاسة التونسية في بيان, أن المرزوقي "عبر للشابين عن تعاطفه الكامل معهما وقدم اعتذار الدولة جراء ما تعرضا له من أذى بالغ الخطورة مس كل التونسيين والتونسيات".
وأشارت إلى أن المرزوقي "أبدى أسفه البالغ وإدانته الشديدة لتصرفات لم تمس إلا من شرف مرتكبيها, وحيا أعوان الأمن الأمناء الذين رفضوا التستر على زملائهم ما يعتبر دليلا على أن الخلل ليس في المؤسسة الأمنية وإنما في عقلية بعض أفرادها الذين لم ينتبهوا إلى أنه قد حصلت ثورة في البلاد من أجل أن يعيش كل أبناء وبنات تونس أحرارا ومكفولي الكرامة".
وأضافت أنه "وإن كانت مثل هذه الأحداث المشينة تقع في كل بلدان الأرض, فإنه لم يعد هناك في بلادنا من مجال للتسامح لا مع المغتصبين ولا مع من يتسترون عليهم أو من يريدون قلب الحقائق".
ولفتت الرئاسة إلى أنها ستتابع "هذه القضية عن كثب حتى لا تطغى أي اعتبارات سياسية فوق اعتبار سيادة القانون ورد الحق لأصحابه وثقة التونسيين في مؤسسات دولتهم".
على صعيد آخر, اعقلت السلطات الأمنية شخصا مغاربيا وبحوزته 431 كيلوغراما من المخدرات من نوع القنب الهندي, تُقدر قيمتها بنحو مليوني دينار(1.282 مليون دولار), كان يسعى لتهريبها إلى دولة أوروبية انطلاقا من ميناء حلق الوادي بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة.
من جهة ثانية وصف حزب "التحرير الإسلامي" في تونس تصريحات سابقة للمرزوقي تطرق فيها إلى السلفيين, بأنها "مخزية".
وذكر الحزب في بيان حمل توقيع رئيس مكتبه الإعلامي رضا بالحاج, أمس, أنه من "العيب والعار أن يتكلم المرزوقي عن أبناء شعبه وبلده (إسلاميين أو سلفيين أو غيرهم) عند الخصم والعدو بتلك الطريقة الفاضحة", وذلك في إشارة إلى تصريحات صدرت عن المرزوقي في الولايات المتحدة.
واعتبر تلك التصريحات "مخزية إلى درجة تقتضي الإدانة والمحاسبة", ذلك أن "الرؤساء الذين يحترمون بلدانهم لا يبيعون قضاياها ومشكلاتها إلى الأجنبي, لا مقابل مال ولا مقابل مغانم سياسية".
ورأى أن "تقديم المرزوقي نفسه للغرب كمسؤول يعادي البديل الإسلامي, ويضمن عدم إقرار الشريعة الإسلامية في دستور البلاد وقوانينها هو أمر فوق كونه يصنف كفرا أو فسقا أو ظلما, فإنه بمقياس الحضارة التي ينتمي إليها جينياً على الأقل هو موقف مقرف مخزٍ يجعله في أحسن الأحوال مثل الرويبضات الذين سبقوا وحكموا البلاد!"