لطالما ارقني وقض مضجعي ما آل حالنا اليه من وضع سيئ على جميع الأصعدة..تواصلت مع غيري في هذا الشأن لسنوات مناقشات لا تنتهي ولم يكن الامر مجديا في شيئ..فعزمت على تغيير دفة البحث وجهة الماضي ..اعني للأسباب التي اوصلتنا الى ما نحن عليه..نعم يقول الكثير ان لمشاكلنا جذور تغوص في ماضينا..لا اتحدث هنا عن منطقة معينة او بلد معين او قوم بعينهم بل اقصد ان كل مسلم هو اخي وبلده بلد ثان لي وهمنا واحد...
ولأماطة اللثام عن ذلك...عزمت وابتداء من اليوم البحث..والتقصي في البذور التي انبتت تخلفنا فجعلتنا قتلى نتحرك بين احياء....ولأخوتي المنة والفضل الكبير ان اثروا او صوبوا..او حتى اطلعوا ومروا مرور الكرام..
سابدا اليوم ببذور الفسق والرذيلة..
ما وجدته اننا نزرع فعلا بذورا للفسق والرذيلة ..كلنا ادلى بدلوه في ذلك الزرع..
الوالدين : واتساءل هنا اليس زرعا منهما حين يسمحان للأبناء بمشاهدة برامج لا تخلو من الرقص والغناء والمجون والأثارة..والطامة الكبرى ان المراهقة والمراهق يتابعان نفس المشاهد ..دون حرج.. ناهيك في مشاركة الأم والأب لهما المادبة وفي كثير من الأحيان التنافس بينهم في توصيف الخلاعة بما تجود به قريحتهم من فنون في ذلك...
اليس زرعا منهما حين يريان باعينهما البنت المراهقة وهي تغادر المنزل الى مدرستها او عملها.. في افضع صورة للأغراء واثارة الشهوة البهيمية للرجال ..يكاد لحمها يتفجر من بين شبه اثواب ضاقت باحتوائها ذلك الجسد .. وسيكون غير مؤدب وغير متحضر ودون اخلاق ذلك الشاب الذي يعاكس بخشونة..وسيكون مجرما ذلك الذي طاش عقله لهول المشهد فاعتدى واغتصب....
اليس زرعا منهما حين ترى الأم صغيرتها التي لم تتعد السابعة من عمرها تلون وجهها بمختلف المساحيق فتضحك لحذاقتها..بل تزيد الجرعة بالباسها اثوابا لا تختلف كثيرا عن ما تلبسه الراقصات..ولا ينتهي بها الحد هنا فتقوم بتصويرها... لتبقى ذكرى لها لتذكرها حين يحين موعد تفجير انوثتها في وجوه الجياع من ذئاب الطريق..
في المدرسة...
مؤلف الكتاب المدرسي :
اليس زرعا من واضع البرنامج المدرسي لأطفال لم يتجاوزا العاشرة حين يقدم لهم درسا عن الجهاز البولي ..مقدما لهم صورة ذلك الجهاز وعليها بيانات لأعضائه بدءا من الكليتين وانتهاء بالأحليل ..اهناك حاجة لتعليمهم ذلك..؟ في مادة تسمى التربية العلمية..
اليس من العيب والعار ان تقدم دروس تخدش الحياء في مادة العلوم الطبيعية لبنات في سن النساء واولاد في سن الرجال ولا يفصلهم في الجلوس الا اشبار بثانوياتنا...
اليس ما نراه في شوارعنا من بذل للأجساد مقابل الدنانير الوسخة المسروقة من افواه الجياع..سوى حصادا لذلك الزرع الخبيث...
اتوقف عند هذا الحد .. وفي مرة قادمة ساقدم بذرة اخرى من بذور تخلفنا وانحطاطنا والله المستعان...