مناقب التاريخ الاسلامي - الصفحة 19 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقب التاريخ الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-12-16, 15:06   رقم المشاركة : 271
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثالثاً:

وقد نزَّه الله تعالى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون أحد منهم مشاركاً في قتل عثمان رضي الله عنه

بل لم يكن أحدٌ من أبناء الصحابة مشاركاً ، ولا معيناً لأولئك الخوارج المعتدين ، وكل ما ورد في مشاركة أحد من الصحابة – كعبد الرحمن بن عديس ، وعمرو بن الحمِق - : فمما لم يصح إسناده .

1. قال ابن كثير – رحمه الله -
:
وروى الحافظ ابن عساكر أن عثمان لما عزم على أهل الدار في الانصراف ، ولم يبق عنده سوى أهله : تسوروا عليه الدار وأحرقوا الباب ودخلوا عليه

وليس فيهم أحد من الصحابة ولا أبنائهم ، إلا محمد بن أبي بكر "

انتهى من " البداية والنهاية " ( 7 / 207 ) .

وسيأتي التنبيه على عدم صحة مشاركة محمد بن أبي بكر بقتل عثمان رضي الله عنه .

2. وقال النووي – رحمه الله - :

" ولم يشارك في قتله أحد من الصحابة "

انتهى من " شرح مسلم " ( 15 / 148 ) .

3. وقال ابن كثير – رحمه الله - :

" وأما ما يذكره بعض الناس من أن بعض الصحابة أسلمه ورضي بقتله : فهذا لا يصح عن أحد من الصحابة أنه رضي بقتل عثمان رضي الله عنه ، بل كلهم كرهه ، ومقته ، وسبَّ من فعله ".

انتهى من " البداية والنهاية " ( 7 / 221 ) .

4. وسئل الشيخ عبد المحسن العبَّاد – حفظه الله - :

هل كان في الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه أحدٌ من الصحابة ؟

فأجاب :

" لا نعلم أحداً من الصحابة شارك في قتل عثمان " .

انتهى من " شرح سنن الترمذي " ( شريط رقم 239 ) .

5. وقال الأستاذ محمد بن عبد الله غبان الصبحي – حفظه الله - :

" إنه لم يشترك في التحريض على عثمان رضي الله عنه ، فضلاً عن قتله ، أحد من الصحابة رضي الله عنهم ، وأن كل ما رُوي في ذلك ضعيف الإسناد " .

انتهى من " فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه " ( 1 / 289 ) .

وهذا الكتاب من منشورات عمادة " البحث العلمي بالجامعة الإسلامية ، المدينة المنورة

في المملكة العربية السعودية " ، وهو كتاب قائم على تحقيق الروايات الواردة في كل صغيرة وكبيرة في فتنة قتل عثمان رضي الله عنه

، وقد قام مؤلفه بحوار علمي حول الكتاب مع الشيخ الألباني رحمه الله كما تجده في أشرطة " سلسلة الهدى والنور " تحت رقم ( 404 ) .

رابعاً:

أما محمد بن أبي بكر : فليس هو من الصحابة أصلاً ، ثم إنه لم يصح اشتراكه في قتل عثمان ، ولا في التحريض عليه ، وقد أثبت بعض العلماء روايات تبين تراجعه عن المشاركة في قتل عثمان .

1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

" ليس له صحبة ولا سابقة ولا فضيلة ... فهو ليس من الصحابة ، لا من المهاجرين ولا الأنصار ... وليس هو معدودا من أعيان العلماء والصالحين الذين في طبقته ... "
.
ثم قال : " وأما محمد بن أبي بكر فليس له ذكر في الكتب المعتمدة في الحديث والفقه .

انتهى من " منهاج السنة النبوية " ( 4 / 375 – 377 ) باختصار .

2. وقال ابن كثير – رحمه الله - :

" ويروى أن محمد بن أبي بكر طعنه بمشاقص في أذنه حتى دخلت في حلقه .

والصحيح : أن الذي فعل ذلك غيره ، وأنه استحى ورجع حين قال له عثمان :

لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها .

فتذمم من ذلك ، وغطى وجهه ، ورجع وحاجز دونه ، فلم يُفِد ، وكان أمر الله قدراً مقدوراً ، وكان ذلك في الكتاب مسطوراً "

انتهى من " البداية والنهاية "( 7 / 207 ) .

3. وقال الأستاذ محمد بن عبد الله غبان الصبحي – حفظه الله - :

" محمد بن أبي بكر لم يشترك في التحريض على قتل عثمان رضي الله عنه ، ولا في قتله ، وكل ما روي في اتهامه بذلك : باطل لا صحة له "
.
انتهى من " فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه " ( 1 / 290 ) .

خامساً:

ولأجل ما تقرر من براءة الصحابة ـ قاطبة ـ من قتل عثمان ، مشاركة ، أو تسببا ، أو رضى ؛ فقد ثبت أن طائفة من الصحابة الأجلاء لعنت قتلة عثمان رضي الله عنه ، ووصفهم العلماء بما يليق بهم .

1. روى الإمام أحمد في " فضائل الصحابة " ( 1 / 455 ) بإسناد صحيح من طريق محمد بن الحنفية قال :

" بلغ عليّاً أن عائشة تلعن قتلة عثمان في " المربد " ، قال : فرفع يديه حتى بلغ بهما وجهه فقال : وأنا ألعن قتلة عثمان ، لعنهم الله في السهل والجبل .

قال مرتين أو ثلاثاً " .

2. وقال النووي – رحمه الله - :

" وأما عثمان رضي الله عنه : فخلافته صحيحة بالإجماع ، وقُتل مظلوماً ، وقتلته فسقة ؛ لأن موجبات القتل مضبوطة ، ولم يجر منه رضي الله عنه ما يقتضيه ...
.
وإنما قتله همج ورعاع من غوغاء القبائل ، وسفلة الأطراف ، والأرذال ، تحزبوا وقصدوه من مصر فعجزت الصحابة الحاضرون عن دفعهم ، فحصروه حتى قتلوه رضي الله عنه " .

انتهى من " شرح مسلم " ( 15 / 148 ، 149 ) .

3. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

" وأما الساعون في قتله – يعني : عثمان - رضي الله عنه : فكلهم مخطئون ، بل ظالمون ، باغون ، معتدون ، وإن قُدِّر أن فيهم من قد يغفر الله له : فهذا لا يمنع كون عثمان قُتل مظلوماً "

انتهى من " منهاج أهل السنَّة " ( 6 / 297 ) .

وقال – رحمه الله - :

" والذين خرجوا على عثمان : طائفة من أوباش الناس " .

انتهى من " منهاج السنة النبوية " ( 8 / 164 ) .

فتبين مما سبق : عدم مشاركة أحد من الصحابة رضي الله عنهم في قتل عثمان رضي الله عنه ، وأن من فعل ذلك فهو يستحق اللعن والسب ، وقد قتلوا جميعاً شر قتلة .

روى أحمد في " فضائل الصحابة " ( 1 / 501 ) بإسناد صحيح عن عَمْرة بنت أرطأة العدوية قالت :

" خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان إلى مكة ، فمررنا بالمدينة ، ورأينا المصحف الذي قتل وهو في حَجره ، فكانت أول قطرة من دمه على هذه الآية ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم )

قالت عمرة : فما مات منهم رجل سويّاً " انتهى .

وبذلك تعلم أنه يبقى الفضل الثابت للصحابة عموماً ، ولأهل بيعة الرضوان خصوصاً ، على ما هو عليه

واستحقوا قول الله تعالى: ( لقد رَضيَ اللهُ عَن المُؤمنينَ إذ يُبَايعونَك تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلوبِهم فأنزَلَ السَّكينةَ عَليهم وأثَابَهم فَتحًا قَريبًا ) الفتح/ 18 .

وبه يتبين كذب ذلك الرافضي ، وإنما أتي من اغتراره بما يوجد في بعض كتب أهل السنَّة من مشاركة بعض الصحابة من أهل بيعة الرضوان في قتل عثمان رضي الله عنه ، وإنما هي من طرق ضعيفة أو باطلة :

أو يكون من روي عنه ذلك : لم تثبت صحبته – مثل كنانة بن بشر وحكيم بن جبَلة – أو لم تثبت مشاركته في قتل عثمان – كعمرو بن الحمِق وعبد الرحمن بن عُديس

والخبر عنهما أنهما مشاركان في قتل عثمان جاء من طريق " الواقدي " المتروك - .

ولمن أراد مزيداً من التفاصيل فليرجع لكتاب ابن العربي " العواصم من القواصم " ، وكتاب ابن غبان الصبحي " فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه " ، وكتاب " حقبة من التاريخ " للشيخ عثمان الخميس .

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 15:13   رقم المشاركة : 272
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة شداد بن عاد ، وبيان بطلانها .

السؤال

ورد في الأثر أنّ شداد مات قبل أن يدخل جنته ، فهل يعرف الآن مكان هذه الجنة ؟

الجواب

الحمد لله

ذكر بعض المفسرين عند تفسير قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) الفجر/ 6 - 8

أن شداد بن عاد كان ملكا ذا بأس شديد ، ولما سمع بذكر جنة عدن التي وعد الله عباده المؤمنين قال : أبني في الأرض مثلها ، فبنى مدينة عظيمة هائلة

فلما أتم بناءها ، وسار إليها بأهل مملكته بعث الله عليها صيحة من السماء فهلكوا أجمعين ، ولم يدخلها شداد بن عاد هذا ولا من معه ، وصار خبر هذه المدينة وخبر هذا الملك من آيات الله في عباده وبلاده .

قال القرطبي رحمه الله :

" وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ لِعَادٍ ابْنَانِ: شَدَّادٌ وَشَدِيدٌ، فَمَلَكَا وَقَهَرَا، ثُمَّ مَاتَ شَدِيدٌ، وَخَلَصَ الْأَمْرُ لِشَدَّادٍ فَمَلَكَ الدُّنْيَا، وَدَانَتْ لَهُ مُلُوكُهَا، فَسَمِعَ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ

فَقَالَ: أَبْنِي مِثْلَهَا. فَبَنَى إِرَمَ في بعض صحاري عدن ، في ثلاثمائة سَنَةٍ

وَكَانَ عُمُرُهُ تِسْعَمِائَةِ سَنَةٍ. وَهِيَ مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ، قُصُورُهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ

وَأَسَاطِينُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ وَالْيَاقُوتِ، وَفِيهَا أَصْنَافُ الْأَشْجَارِ وَالْأَنْهَارِ الْمُطَّرِدَةِ. وَلَمَّا تَمَّ بِنَاؤُهَا سَارَ إِلَيْهَا بِأَهْلِ مَمْلَكَتِهِ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْهَا عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ صَيْحَةً مِنَ السَّمَاءِ فَهَلَكُوا.

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قِلَابَةَ : أَنَّهُ خَرَجَ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ مِمَّا ثَمَّ، وَبَلَغَ خَبَرُهُ مُعَاوِيَةَ

فَاسْتَحْضَرَهُ، فَقَصَّ عَلَيْهِ، فَبَعَثَ إِلَى كَعْبٍ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: هِيَ إِرَمُ ذَاتُ الْعِمَادِ، وَسَيَدْخُلُهَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي زَمَانِكَ، أَحْمَرُ أَشْقَرُ قَصِيرٌ،

عَلَى حَاجِبِهِ خَالٌ، وَعَلَى عَقِبِهِ خَالٌ، يَخْرُجُ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَأَبْصَرَ ابْنَ قِلَابَةَ، وَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ " .

انتهى من "تفسير القرطبي" (20/ 47)

وقد أنكر العلماء المحققون هذه القصة ، وعدوها من خرافات القصاصين والمفسرين، ومما أخذوه عن كَذَبة بني إسرائيل .

قال ابن كثير رحمه الله :

" الْمُرَادُ إِنَّمَا هُوَ الْإِخْبَارُ عَنْ إِهْلَاكِ الْقَبِيلَةِ الْمُسَمَّاةِ بِعَادٍ، وَمَا أَحَلَّ اللَّهُ بِهِمْ مِنْ بَأْسِهِ الَّذِي لَا يُرَد، لَا أَنَّ المراد الإخبار عن مدينة أو إقليم.

وَإِنَّمَا نَبَّهْتُ عَلَى ذَلِكَ لِئَلَّا يُغْتَرَّ بِكَثِيرٍ مِمَّا ذَكَرَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ، مِنْ ذِكْرِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا: (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ) مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، قُصُورُهَا وَدَوْرُهَا وَبَسَاتِينُهَا

وَإِنَّ حَصْبَاءَهَا لَآلِئٌ وَجَوَاهِرُ، وَتُرَابُهَا بَنَادِقُ الْمِسْكِ، وَأَنْهَارُهَا سَارِحَةٌ، وَثِمَارُهَا سَاقِطَةٌ، وَدُورُهَا لَا أَنِيسَ بِهَا، وَسُورُهَا وَأَبْوَابُهَا تَصْفَرُّ، لَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلَا مُجِيبٍ.

وَأَنَّهَا تَنْتَقِلُ فَتَارَةٌ تَكُونُ بِأَرْضِ الشَّامِ، وَتَارَةٌ بِالْيَمَنِ، وَتَارَةٌ بِالْعِرَاقِ، وَتَارَةٌ بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْبِلَادِ -فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ مِنْ خُرَافَاتِ الْإِسْرَائِيلِيِّينَ

مِنْ وَضْعِ بَعْضِ زَنَادِقَتِهِمْ، لِيَخْتَبِرُوا بِذَلِكَ عُقُولَ الْجَهَلَةِ مِنَ النَّاسِ أَنْ تُصَدِّقَهُمْ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ.

وَذَكَرَ الثَّعْلَبِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ -وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قِلابة-فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ ذَهَبَ فِي طَلَبِ أَبَاعِرَ لَهُ شَرَدَتْ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَتِيهُ فِي ابْتِغَائِهَا، إِذْ طَلَعَ عَلَى مَدِينَةٍ عَظِيمَةٍ لَهَا سُورٌ وَأَبْوَابٌ، فَدَخَلَهَا

فَوَجَدَ فِيهَا قَرِيبًا مِمَّا ذَكَرْنَاهُ مِنْ صِفَاتِ الْمَدِينَةِ الذَّهَبِيَّةِ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا، وَأَنَّهُ رَجَعَ فَأَخْبَرَ النَّاسَ، فَذَهَبُوا مَعَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي قَالَ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا.

وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ قِصَّةَ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ هَاهُنَا مُطَوَّلَةً جِدًّا !!

فَهَذِهِ الْحِكَايَةُ لَيْسَ يَصِحُّ إِسْنَادُهَا، وَلَوْ صَحَّ إِلَى ذَلِكَ الْأَعْرَابِيِّ ، فَقَدْ يَكُونُ اخْتَلَقَ ذَلِكَ، أَوْ أَنَّهُ أَصَابَهُ نَوْعٌ مِنَ الهَوَس وَالْخَبَالِ ، فَاعْتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ لَهُ حَقِيقَةٌ فِي الْخَارِجِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ.

وَهَذَا مِمَّا يُقْطَعُ بِعَدَمِ صِحَّتِهِ.

وَهَذَا قَرِيبٌ مِمَّا يُخْبِرُ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ الْجَهَلَةِ وَالطَّامِعِينَ وَالْمُتَحَيِّلِينَ، مِنْ وُجُودِ مَطَالِبَ تَحْتَ الْأَرْضِ، فِيهَا قَنَاطِيرُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَلْوَانِ الْجَوَاهِرِ وَالْيَوَاقِيتِ وَاللَّآلِئِ وَالْإِكْسِيرِ الْكَبِيرِ،

لَكِنْ عَلَيْهَا مَوَانِعُ تَمْنَعُ مِنَ الْوُصُولِ إِلَيْهَا وَالْأَخْذِ مِنْهَا، فَيَحْتَالُونَ عَلَى أَمْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ وَالضَّعَفَةِ وَالسُّفَهَاءِ، فَيَأْكُلُونَهَا بِالْبَاطِلِ ، فِي صَرْفِهَا فِي بَخَاخِيرَ وَعَقَاقِيرَ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْهَذَيَانَاتِ

ويَطْنزون بِهِمْ [أي يسخرون ويستهزؤون بهم] .

وَالَّذِي يُجْزَمُ بِهِ أَنَّ فِي الْأَرْضِ دَفَائِنَ جَاهِلِيَّةً وَإِسْلَامِيَّةً ، وَكُنُوزًا كَثِيرَةً، مَنْ ظَفَرَ بِشَيْءٍ مِنْهَا أَمْكَنَهُ تَحْوِيلُهُ .

فَأَمَّا عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي زَعَمُوهَا : فَكَذِبٌ وَافْتِرَاءٌ وَبُهْتٌ، وَلَمْ يَصِحَّ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ مِمَّا يَقُولُونَ إِلَّا عَنْ نَقْلِهِمْ ، أَوْ نَقْلِ مَنْ أَخَذَ عَنْهُمْ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْهَادِي لِلصَّوَابِ " .

انتهى من "تفسير ابن كثير" (8/ 395-396) .

وقال ابن خلدون رحمه الله :

" وأبعد من ذلك وأعرق في الوهم ما يتناقله المفسّرون في تفسير سورة والفجر

في قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ) فيجعلون لفظة إرم اسما لمدينة وصفت بأنّها ذات عماد أي أساطين ...
. " .
وذكر مثل ما ذكره القرطبي ، ثم قال : " وهذه المدينة لم يسمع لها خبر من يومئذ في شيء من بقاع الأرض .

وصحارى عدن الّتي زعموا أنّها بنيت فيها : هي في وسط اليمن، وما زال عمرانه متعاقبا، والأدلّاء تقصّ طرقه من كلّ وجه، ولم ينقل عن هذه المدينة خبر، ولا ذكرها أحد من الأخباريـّين ولا من الأمم .

ولو قالوا إنّها درست فيما درس من الآثار لكان أشبه ، إلّا أنّ ظاهر كلامهم أنّها موجودة، وبعضهم يقول إنّها دمشق ، بناء على أنّ قوم عاد ملكوها

وقد ينتهي الهذيان ببعضهم إلى أنّها غائبة ، وإنّما يعثر عليها أهل الرّياضة والسّحر، مزاعم كلّها أشبه بالخرافات "
.
انتهى من "تاريخ ابن خلدون" (1/ 18-19) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 15:28   رقم المشاركة : 273
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل هناك علاقة للحافظ ابن حجر بالصوفية ؟

السؤال

ذُكر في مقدمة فتح الباري أن ابن حجر العسقلاني درَّس في مدرسة صوفية ، وذكرت مصادر أخرى أنه كان ينتمي إلى إحدى الطرق الصوفية ، فهل كان صوفياً حقاً، وما مدى صحة هذه المعلومة ؟


الجواب

الحمد لله


أولا :

بعض المصطلحات تحمل في معانيها حقا وباطلا ، فلا ينبغي أن نسارع إلى الإنكار على أصحابها إلا بعد الاستفصال عن مقصدهم منها هل هو المعنى الحق ؟ أم الباطل؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" وأما الألفاظ التي ليست في الكتاب والسنة ولا اتفق السلف على نفيها أو إثباتها فهذه ليس على أحد أن يوافق من نفاها أو أثبتها حتى يستفسر عن مراده

فإن أراد بها معنى يوافق خبر الرسول أقر به ، وإن أراد بها معنى يخالف خبر الرسول أنكره ... " .

انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 12 / 114 ) .

ومن هذه الألفاظ التصوف ؛ فأحيانا يطلق التصوف والصوفية ويراد بها الزهد والإعراض عن الدنيا

وملازمة ذكر الله تعالى ، كما كان حال الزهاد من السلف الصالح الذين ينسبون إلى التصوف

وإن وجدت عندهم بعض المخالفات اليسيرة فهي مغمورة بجانب ما أصابوا فيه الحق. وكثيرا ما يستعمل التصوف والصوفية ويراد بها هذه الطرق البدعية التي نراها في زمننا

وما فيها من منكرات كالرقص والغناء والشعوذة ، وبعض الاعتقادات الكفرية والشركية كالحلول والاتحاد وعبادة القبور والتوسل بالأموات ونحو هذا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" والتحقيق فيه – أي في التصوف - : أنه مشتمل على الممدوح والمذموم ، كغيره من الطرق

وأن المذموم منه قد يكون اجتهاديا ، وقد لا يكون ، وأنهم في ذلك بمنزلة الفقهاء في " الرأي " فإنه قد ذم الرأي من العلماء والعباد طوائف كثيرة

و" القاعدة " التي قدمتها تجمع ذلك كله ، وفي المتسمين بذلك من أولياء الله وصفوته وخيار عباده : ما لا يحصى عده . كما في أهل " الرأي " من أهل العلم والإيمان من لا يحصي عدده إلا الله . والله سبحانه أعلم " .

انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 10 / 370 ) .

ثانيا :

أكثر أهل العلم الذين اشتهر علمهم وفضلهم : إذا ثبت عن بعضهم ثناء على بعض الصوفية ، أو مخالطته لهم ، فالمقصود بهم النوع الأول وليس أولئك الصوفية المتلبسين بالبدع والشركيات .

وهذا هو الظاهر من حال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ، وهو اللائق بالمعروف من حياته وسيرته ، فقد كان محبا للصالحين ، مبغضا منكرا على المبتدعة الضالين .

قال السخاوي رحمه الله تعالى :

" وكذا كان يجهر بالإنكار على ابن عربي ومن نحا نحوه ...
" .
انتهى من " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( 3 / 1046 – 1047 ) .

وقال السخاوي أيضا :

" ومع وفور علمه ـ يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ وعدم سرعة غضبه

فكان سريع الغضب في الله ورسوله ... إلى أن قال: واتفق كما سمعته منه مراراً أنه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي

أدت إلى أن نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته ، فلم يسهل بالرجل المنازع له في أمره ، وهدَّده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده

ليذكر للسلطان أن جماعة بمصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك

فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل ، لكن تعالَ نتباهل ؛ فقلما تباهل اثنان ، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب ، فأجاب لذلك، وعلَّمه شيخنا أن يقول: اللهم إن كان ابن عربي على ضلال، فالعَنِّي بلعنتك ، فقال ذلك .

وقال شيخنا: اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعنِّي بلعنتك ، وافترقا.

قال: وكان المعاند يسكن الروضة ، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة ، ثم بدا له أن يتركهم ، وخرج في أول الليل مصمماً على عدم المبيت

فخرجوا يشيعونه إلى الشختور، فلما رجع أحسَّ بشيءٍ مرَّ على رجله ، فقال لأصحابه: مرَّ على رجلي شيء ناعم فانظروا ، فنظروا فلم يروا شيئاً. وما رجع إلى منزله إلا وقد عمي ، وما أصبح إلا ميتاً.

وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين (وسبع مئة)، وكانت المباهلة في رمضان منها. وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرَّف من حضر أن من كان مبطلاً في المباهلة لا تمضي عليه سنة "

انتهى من " الجواهر والدرر" (3/1001-1002) .

وقد احتوت مؤلفاته كفتح الباري ، مواضع ينكر فيها على بعض منكرات الطرق الصوفية .

قال الحافظ ابن حجر "رحمه الله" نقلاً عن القرطبي "رحمه الله"

: " وأما ما ابتدعه الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه ، لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير ، حتى لقد ظهرت من كثير منهم فعلات المجانين والصبيان

حتى رقصوا بحركات متطابقة وتقطيعات متلاحقة

وانتهى التواقح بقوم منهم ، إلى أن جعلوها من باب القرب ، وصالح الأعمال ، وأن ذلك يثمر سني الأحوال ، وهذا على التحقيق من آثار الزندقة ، وقول أهل المخرفة ، والله المستعان" .

قال ابن حجر رحمه الله تعليقا على ذلك :

" وينبغي أن يعكس مرادهم ، ويقرأ : ( سَيِّءَ ..)"

انتهى من " فتح الباري " (2/442) .

وقال السخاوي في حديث : لبس الخرقة الصوفية ، وكون الحسن البصري لبسها من علي :

" قال ابن دحية وابن الصلاح: إنه باطل ، وكذا قال شيخنا - أي الحافظ ابن حجر -

: إنه ليس في شيء من طرقها ما يثبت ، ولم يرد في خبر صحيح ولا حسن ولا ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية

لأحد من أصحابه ، ولا أمر أحداً من أصحابه بفعل ذلك ، وكل ما يروى في ذلك صريحاً فباطل .

قال: ثم إن من الكذب المفترى قول من قال: إن علياً ألبس الخرقة الحسن البصري ؛ فإن أئمة الحديث لم يثبتوا للحسن من علي سماعاً ، فضلاً عن أن يلبسه الخرقة ".

انتهى من " المقاصد الحسنة " ، للسخاوي (1/176) .










رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 15:29   رقم المشاركة : 274
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

ثالثا :

الأصل هجر أهل البدع من الصوفية وغيرهم لكن هذا الهجر ليس على إطلاقه بل مضبوط بوجود المصلحة الشرعية من الهجر وغياب المفسدة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" فالهجران قد يكون مقصوده ترك سيئة البدعة التي هي ظلم وذنب وإثم وفساد ، وقد يكون مقصوده فعل حسنة الجهاد والنهي عن المنكر وعقوبة الظالمين لينزجروا ويرتدعوا

وليقوى الإيمان والعمل الصالح عند أهله . فإن عقوبة الظالم تمنع النفوس عن ظلمه

وتحضها على فعل ضد ظلمه : من الإيمان والسنة ونحو ذلك . فإذا لم يكن في هجرانه انزجار أحد ولا انتهاء أحد ؛ بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرة مأمورا بها

كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك: أنهم لم يكونوا يقوون بالجهمية .

فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة

وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف ، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي . وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة ، فلو ترك رواية الحديث عنهم لا ندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم ...

فإن أقواما جعلوا ذلك عاما ، فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به ، فلا يجب ولا يستحب ، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات . وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية

فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية ؛ بل تركوها ترك المعرض ؛ لا ترك المنتهي الكاره ، أو وقعوا فيها ، وقد يتركونها ترك المنتهي الكاره

ولا ينهون عنها غيرهم ، ولا يعاقبون بالهجرة ونحوها من يستحق العقوبة عليها ، فيكونون قد ضيعوا من النهي عن المنكر ما أمروا به إيجابا أو استحبابا ، فهم بين فعل المنكر أو ترك النهي عنه

وذلك فعل ما نهوا عنه وترك ما أمروا به . فهذا هذا . ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه . والله سبحانه أعلم "

انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 28 / 212 - 213 ) .

والذي يظهر ، والله أعلم ، أن ابن حجر رحمه الله في تدريسه في بعض المدارس التي كان فيها تصوف أو بعض الصوفية ، كان يزن بذلك الميزان ؛ ميزان تحقيق المصلحة الشرعية

فقد كانت دروسه رحمه الله تعالى في نشر السنة وقراءة كتب الحديث

فيكون نشره للحديث والسنة ، وتعليم الناس العلم ، ولو في مدرسة للصوفية ، نوعا من الدعوة ، وتحصيلا لخير ، فواته أعظم من هجران تلك المدارس ، أو الربط .

وقد حكى تلميذه السخاوي ما كان عليه رحمه الله تعالى من الدعوة للسنة ؛ قال رحمه الله تعالى :

" وأما اتباعه للسنة في جميع أحواله ، فشيء لا يسأل عنه ، لأنها عنه تؤخذ ، ومنه تعرف ، ويحرص بلسانه وقلمه على جذب الناس إليها ، وتحذيرهم من مخالفتها ، حتى كان يتأثر من تأخير الفطر وتقديم السحور ... "

انتهى من " الجواهر والدرر " ( 3 / 1049 ) .

رابعا :

يوجد من الأعلام المشهورين من تتشابه أسمائهم فعندما ينسب إلى أحدهم قول أو موقف قد يخطئ القارئ فيظن أنه الشخص الآخر ، فيجب الاعتناء بهذا والانتباه له .

ومن هذا اسم " ابن حجر " فقد اشتهر به عالمان ؛ الأول هو الحافظ ابن حجر العسقلاني ، والثاني هو ابن حجر الهيتمي الفقيه الشافعي ، وهو متأخر عن الحافظ ابن حجر العسقلاني ، صاحب فتح الباري .

فأحيانا لا تذكر النسبة فيجهل المقصود .

وما ذكر في السؤال : ( وذكرت مصادر أخرى أنه كان ينتمي إلى إحدى الطرق الصوفية )

قد يكون المقصود به الفقيه ابن حجر الهيتمي ، فهو الذي اشتهر بدفاعه عن الصوفية ومخالطته لأصحابها ، أما ابن حجر العسقلاني فلا يعرف انه انتسب إلى طريقة من الطرق الصوفية .

خاصة وأن شمس الدين السخاوي رحمه الله تعالى ذكر سيرة شيخه الحافظ ابن حجر الشخصية والعلمية ، وقد طبعت في ثلاث مجلدات باسم " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر "

ولا يظهر منها ما يدل على انتماء الحافظ لأي طريق من طرق الصوفية .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 15:36   رقم المشاركة : 275
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هل كان العثمانيون خلفاء كالعباسيين والأمويين ؟


السؤال

هل كان العثمانيون خلفاء كالعباسيين والأمويين ؟ فالبعض يقول: إنهم لم يكونوا خلفاء لأنهم ليسوا قرشيين.

الجواب :

الحمد لله

أولا :

ذهب جمهور أهل العلم - وحكي إجماعا - إلى أن خليفة المسلمين يشترط أن يكون قرشيا ، لما روى أحمد (12307) عن أَنَس بْن مَالِكٍ: أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ ) .

وهو حديث صحيح متواتر كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ، كما في "شرح نخبة الفكر" للقاري (ص 190) .

جاء في "الموسوعة الفقهية" (6/ 219): " يُشْتَرَطُ عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ أَنْ يَكُونَ الإْمَامُ قُرَشِيًّا لِحَدِيثِ: ( الأْئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ ) وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ

مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ الْبَاقِلاَّنِيُّ، وَاحْتَجُّوا بِقَوْل عُمَرَ: (لَوْ كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ حَيًّا لَوَلَّيْتُهُ ) " انتهى .

ثانيا :

الخلافة في قريش ، لا يجوز لأحد منازعتهم في ذلك ، ما أقاموا الدين .

روى البخاري (3500) عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لاَ يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ ، إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ) .

والمعنى : أنهم تجب طاعتهم وعدم منازعتهم طالما أنهم يقيمون شرع الله عز وجل.

وروى أحمد (4380) عن عَبْد اللهِ بْن مَسْعُودٍ : " عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ أَهْلُ هَذَا الْأَمْرِ، مَا لَمْ تَعْصُوا اللهَ

فَإِذَا عَصَيْتُمُوهُ بَعَثَ عَلَيْكُمْ مَنْ يَلْحَاكُمْ كَمَا يُلْحَى هَذَا الْقَضِيبُ ) لِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ لَحَا قَضِيبَهُ فَإِذَا هُوَ أَبْيَضُ يَصْلِدُ " .
وصححه الألباني في "الصحيحة" (1552)

ثم قال :

" وهذا الحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، فقد استمرت الخلافة في قريش عدة قرون، ثم دالت دولتهم، بعصيانهم لربهم، واتباعهم لأهوائهم ، فسلط الله عليهم من الأعاجم من أخذ الحكم من أيديهم " انتهى .

ثالثاً :

إذا لم يقم الخليفة القرشي الدين ، ولم يقدر على سياسة الناس ، وضعف أمر الخلافة ، فتغلب عليه من يقيم أمر الدين ، ويجمع شمل المسلمين ، ويرفع راية الجهاد : فإن ولايته صحيحة منعقدة .

قال ابن قدامة رحمه الله :

" وَلَوْ خَرَجَ رَجُلٌ عَلَى الْإِمَامِ ، فَقَهَرَهُ ، وَغَلَبَ النَّاسَ بِسَيْفِهِ حَتَّى أَقَرُّوا لَهُ وَأَذْعَنُوا بِطَاعَتِهِ ، وَبَايَعُوهُ، صَارَ إمَامًا يَحْرُمُ قِتَالُهُ وَالْخُرُوجُ عَلَيْهِ ؛ فَإِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ خَرَجَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ

فَقَتَلَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى الْبِلَادِ وَأَهْلِهَا ، حَتَّى بَايَعُوهُ طَوْعًا وَكَرْهًا ، فَصَارَ إمَامًا يَحْرُمُ الْخُرُوجُ عَلَيْه ِ؛ وَذَلِكَ لِمَا فِي الْخُرُوجِ عَلَيْهِ مِنْ شَقِّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ وَإِرَاقَةِ دِمَائِهِمْ وَذَهَابِ أَمْوَالِهِم ْ

وَيَدْخُلُ الْخَارِجُ عَلَيْهِ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصلاة والسَّلَامُ : ( مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي ، وَهُمْ جَمِيعٌ ، فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ بِالسَّيْفِ ، كَائِنًا مَنْ كَانَ) "

انتهى من "المغني" (8/526) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وَالْقُدْرَةُ عَلَى سِيَاسَةِ النَّاسِ إِمَّا بِطَاعَتِهِمْ لَهُ ، وَإِمَّا بِقَهْرِهِ لَهُمْ ، فَمَتَى صَارَ قَادِرًا عَلَى سِيَاسَتِهِمْ بِطَاعَتِهِمْ أَوْ بِقَهْرِهِ ، فَهُوَ ذُو سُلْطَانٍ مُطَاعٍ ، إِذَا أَمَرَ بِطَاعَةِ اللَّهِ .

وَلِهَذَا قَالَ أَحْمَدُ فِي رِسَالَةِ عُبْدُوسِ بْنِ مَالِكٍ الْعَطَّارِ :

" أُصُولُ السُّنَّةِ عِنْدَنَا : التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

إِلَى أَنْ قَالَ: " وَمَنْ وَلِيَ الْخِلَافَةَ ، فَأَجْمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَرَضُوا بِهِ ، وَمَنْ غَلَبَهُمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى صَارَ خَلِيفَةً ، وَسُمِّيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَدَفْعُ الصَّدَقَاتِ إِلَيْهِ جَائِزٌ ، بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا ".

وَقَالَ - فِي رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ - وَقَدْ سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ إِمَامٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً) مَا مَعْنَاهُ؟ .

فَقَالَ: تَدْرِي مَا الْإِمَامُ؟ الْإِمَامُ الَّذِي يُجْمِعُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ، كُلُّهُمْ يَقُولُ: هَذَا إِمَامٌ؛ فَهَذَا مَعْنَاهُ "

انتهى من "منهاج السنة النبوية" (1/528-529) .

وقال ابن بطال رحمه الله :

" والفقهاء مجمعون على أن طاعة المتغلب واجبة ما أقام على الجمعات والأعياد والجهاد وأنصف المظلوم في الأغلب ، فإن طاعته خير من الخروج عليه ؛ لما في ذلك من تسكين الدهماء وحقن الدماء"

انتهى من "شرح صحيح البخاري" (2/328) .

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (8/ 37) :

" وِلاَيَةَ الْمُتَغَلِّبِ عَلَى الإْمَامَةِ أَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْوِلاَيَاتِ تَنْعَقِدُ ، وَتَجِبُ طَاعَتُهُ فِيمَا يَجُوزُ مِنْ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَقَضَائِهِ ، بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاءِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْل الْبِدَعِ وَالأْهْوَاءِ

مَا لَمْ يَكْفُرْ بِبِدْعَتِه ِ؛ دَرْءًا لِلْفِتْنَةِ ، وَصَوْنًا لِشَمْل الْمُسْلِمِينَ ، وَاحْتِفَاظًا بِوَحْدَةِ الْكَلِمَةِ " انتهى .

وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قال: " دَعَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا : أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا

وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ ، قَالَ: ( إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ ) ".

رواه البخاري (7056) ، ومسلم (1709).

فمن تغلب حتى وصل إلى الإمارة وجبت طاعته ، ما لم ير الناس منه كفراً بواحًا.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

ما وجه الجمع بين قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي) ، وقوله: (الأئمة من قريش) ؟ وهل يمكن أو يجوز لعبدٍ حبشي أن يكون إماماً أعظم؟

فأجاب :

" نعم ؛ إذا يسر الله للعبد الحبشي أن يكون إماماً أعظم فليكن إماماً أعظم ، والرسول عليه الصلاة والسلام إنما قال ذلك في الاختيار ، إذا أردنا أن نختار إماماً للمسلمين ، فلنختر من قريش ، ولكن مَنْ مِنْ قريش ؟

الذين قاموا بالدين ، أما مجرد الانتساب لقريش ، أو إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، فإنه ليس بفضيلة ، إلا إذا اقترن بالدين ، لو جاءنا رجل من قريش وقال: إنه أحق بالإمامة من غيره

وهو فاسق ؛ قلنا : لا ، لأن من شرط الإمامة عند ابتداء الاستخلاف : أن يكون عدلاً ، لكن لو أن أحداً قهر الناس وحكمهم ، فإنه يجب له السمع والطاعة

ولو كان عبداً حبشياً كأن رأسه زبيبة ، ففرق بين الاختيار ، وبين أن يسطو أحد ويستولي على الناس بقوته ، فهنا نقول : نسمع ونطيع ولا ننابذ ، إلا أن نرى كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان " .

انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (185/ 19) بترقيم الشاملة .

رابعاً :

لما ضعف أمر الخلافة العباسية أيام المستمسك بالله ، وابنه المتوكل ، وكان أمر السلطان العثماني ظاهراً ، تغلب على الخلافة ، وأحرزها بموت المتوكل الخليفة العباسي رحمه الله .

قال العصامي رحمه الله :

" وَاسْتمرّ المستمسك بِاللَّه خَليفَة ، إِلَى أَن كَبرت سنه ، وكف نظره ، وَدخلت أَيَّام الدولة العثمانية ، وافتتحت الديار المصرية ، فَأَخذه السُّلْطَان سليم مَعَه إِلَى إسطنبول

وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن مَاتَ السُّلْطَان سليم ، ثمَّ عَاد إِلَى مصر فَخلع

وَولى وَلَده المتَوَكل عَليّ بن المستمسك فِي شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَتِسْعمِائَة ، وَاسْتمرّ خَليفَة إِلَى أَن توفّي ثَانِي عشر شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة ، وبموته انْقَطَعت الْخلَافَة الصورية أَيْضا بِمصْر " .

انتهى من "سمط النجوم العوالي" (3/ 533) .

فصارت ولاية السلطان سليم ولاية صحيحة بالقهر والغلبة ، فقد كان سلطاناً قوياً ، وقائداً شجاعاً ، وكان أكبر همه توحيد الأمصار الإسلامية ، وخاصة بعد سقوط الأندلس

هذا مع ضعف الخلافة العباسية ، وطمع الصليبيين في بلاد الإسلام .

فإذا ضعف الخليفة القرشي ، وتغلب من له القوة والسلطان ، وأقام فيهم كتاب الله ، وكان أنفع للمسلمين : فإن ولايته ولاية شرعية صحيحة ، ويجب له السمع والطاعة .

والحاصل :

أن الولاية العثمانية كانت ولاية شرعية صحيحة ، واجتمعت الأمة عليهم .

وقد حملت الخلافة العثمانية لواء الإسلام ورفعت راية الجهاد عدة قرون ، ولم تزل أوروبا الصليبية تخافها وترهبها ، وتتحين الفرصة للقضاء عليها

حتى تم لهم ذلك في أوائل القرن الماضي . وقد تفاوت سلاطين آل عثمان في قيامهم بالدين ومنهجهم في الاعتقاد ، فلسنا نطعن في خلافتهم وخصوصاً في عصور القوة واجتماع المسلمين عليهم

وما حصل منهم من تقصير أو انحراف في عهودهم المتأخرة فأمره إلى الله .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 15:44   رقم المشاركة : 276
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ورد ما يدل على ضياع اسطنبول من أيدي المسلمين

السؤال


هل صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن تركيا ستضيع من المسلمين ، وسيعاد استردادها في آخر الزمان ؟

الجواب

الحمد لله

يمكن تقسيم الأحاديث الواردة في فتح " القسطنطينية " - وهي مدينة " إسطنبول " اليوم – إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : الأحاديث الصحيحة

الحديث الأول :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ

فَإِذَا تَصَافُّوا ، قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ . فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا ، وَاللهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا . فَيُقَاتِلُونَهُمْ ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ ، أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ

وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ ، لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ ، إِذْ صَاحَ فِيهِمِ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فَيَخْرُجُونَ ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ

فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَّهُمْ

فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ) رواه مسلم في " صحيحه " (2897) من طريق سليمان بن بلال

عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه .

الحديث الثاني :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ

فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا ، فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ ، قَالُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا الَّذِي فِي الْبَحْرِ ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ . فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الْآخَرُ . ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ

: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ . فَيُفَرَّجُ لَهُمْ ، فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ ، فَقَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ ، فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُونَ ) رواه مسلم في " صحيحه " (2920) .

الحديث الثالث (موقوف):

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ وَهُوَ بِالْفُسْطَاطِ [الخيمة] فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ

وَكَانَ مُعَاوِيَةُ أَغْزَى النَّاسَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ . فَقَالَ : ( وَاللهِ لَا تَعْجِزُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ نِصْفِ يَوْمٍ [من أيام الله] إِذَا رَأَيْتَ الشَّامَ مَائِدَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ

فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ) [مائدة رجل واحد] أي : من المسلمين ، وذلك بأن يكون أميراً فيه ، والمراد إذا كان أمير الشام من المسلمين .

ورد هذا الحديث من طريق معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير به .

وقد اختلف الرواة عن معاوية بن صالح على وجهين :

الوجه الأول : الوقف من كلام معاوية بن أبي سفيان : رواه الليث ، كما عند أحمد في " المسند " (29/269) قال : حدثنا هاشم ، قال : حدثنا ليث ، عن معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير به .

الوجه الثاني : الرفع من كلام النبي صلى الله عليه وسلم :

رواه كل من : (عبدالله بن وهب (مختصرة)، وعبد الله بن صالح) كلاهما عن معاوية بن صالح . أخرجه أبو داود (4349) ، والطبري في "تاريخه" (1/16)

والطبراني في "الكبير" (22/572 - 576) ، وفي "الشاميين" (2029) ، والحاكم (4/424) .

والصواب هو الوقف وليس الرفع ، كما قال ابن حجر في " فتح الباري " (11/351) : رواته ثقات ، ولكن رجّح البخاري وقفه .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 15:45   رقم المشاركة : 277
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

القسم الثاني : أحاديث ضعيفة ضعفا يسيرا

الحديث الأول :

عن أبي قَبِيلٍ ، قَالَ : " كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي ، وَسُئِلَ : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا : الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟ فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ ، قَالَ : فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا

قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا : قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا ) ، يَعْنِي : قُسْطَنْطِينِيَّةَ " .

رواه أحمد في " المسند " (11/225) ، والحاكم في " المستدرك " (4/555) ، وابن عبد الحكم في " فتوح مصر " (ص256-257) ، جميعهم من طريق يحيى بن أيوب ، قال حدثني أبو قبيل .

قلنا : وهذا إسناد ضعيف ، فيه علتان :

العلة الأولى :

يحيى بن أيوب ، وهو الغافقي أبو العباس المصري . قال فيه أحمد بن حنبل : سيء الحفظ . وقال مرة : يخطئ خطأ كثيرا ، وأنكر بعض أحاديثه . وقال أبو حاتم : محله الصدق ، يكتب حديثه ولا يحتج به

. وقال النسائي : ليس بالقوي . وقال ابن سعد : منكر الحديث . وقال الدارقطني : في بعض حديثه اضطراب ، وذكر من مناكيره . وقال الإسماعيلي : لا يحتج به . وقال أحمد بن صالح : ربما خل في حفظه .

وقال أيضا : له أشياء يخالف فيها . وقال الساجي : صدوق يهم . وقال الحاكم أبو أحمد : إذا حدّث من حفظه يخطئ ، وما حدث من كتاب فليس به بأس .

وقال ابن عدي : لا أرى في حديثه إذا روى عن ثقة حديثا منكرا ، وهو عندي صدوق لا بأس به .

نعم وثقه يحيى بن معين في رواية ، وقال النسائي في رواية : ليس به بأس . وقال أبو داود : صالح . وقال الترمذي عن البخاري : ثقة . وقال يعقوب بن سفيان : كان ثقة حافظا .

وقال إبراهيم الحربي : ثقة . ينظر " تهذيب التهذيب " (11/187) .

ولكن الجرح مقدم هنا على التوثيق ، لأنه جرح مفسر بوجود الاضطراب والمناكير والإخلال بالحفظ ، أو يقال : إنه لا تعارض ، فالتوثيق محله الأحاديث التي ليست بالغرائب والمناكير ولم يثبت فيها اضطرابه وخطؤه .

لذلك قال الذهبي - رحمه الله - : " له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح ، وينقون حديثه ، وهو حسن الحديث " انتهى من " سير أعلام النبلاء " (8/6) .

العلة الثانية :

أبو قبيل -اسمه حيي بن هانئ المعافري- وثقه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين وأبو زرعة والعجلي وغيرهم – ولكن قال أبو حاتم : صالح الحديث .

وذكره ابنُ حبان في " الثقات " ، وقال : كان يخطئ . وقال أيضا : " كان يهم في الأحايين "

انتهى من "مشاهير علماء الأمصار" (194) .

وذكره الساجي في كتابه " الضعفاء " ، وحكى عن ابن معين أنه ضعفه . وقال يعقوب بن شيبة : كان له علم بالملاحم والفتن

. ينظر " تهذيب التهذيب " (3/72).

وقال الحافظ ابن حجر : " ضعيف ؛ لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة "

ينظر " تعجيل المنفعة " (ص277) .

فالخلاصة أن الحديث لا يقبل بمثل هذا الإسناد الضعيف ، خاصة مع ما في متنه من الغرابة والتفرد ، حيث أخبر فيه بفتح " رومية " ، وهي مدينة " روما "، عاصمة إيطاليا . ولم نقف على ذلك في شيء من الأحاديث الصحيحة الأخرى .

الحديث الثاني :

ما روي مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ ، فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا ، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ ) .

مدار هذا الحديث على زيد بن الحباب ، قال : حدثني الوليد بن المغيرة المعافري .

ثم اختلف الرواة في تسمية شيخ الوليد في هذا الإسناد :

فقيل : عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه ، كما في "مسند أحمد" (31/287) .

وقيل : عبد الله بن بشر الغنوي عن أبيه ، كما في " المعجم الكبير " للطبراني (2/38)، وصحح هذا الوجه ابن منده في " معرفة الصحابة " (ص229) .

وقيل : ( عبيد بن بشر الغنوي عن أبيه ) كما في " التاريخ الكبير " للبخاري (2/81).

وقيل : ( عبيد الله بن بشر الغنوي عن أبيه ) .

وقيل ( أبو بشر الغنوي عن أبيه ).

قلنا : وفي جميع الأحوال ، فهو إسناد ضعيف بسبب جهالة الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم وابنه . وقد بحثنا في كتب الرجال والرواة ، فوجدنا الأغلب يترجمون لعبيد بن بشر الغنوي

كما فعل البخاري في " التاريخ الكبير " (5/443) ، ومسلم في " الكنى والأسماء " (1/609) ، وابن حبان في " الثقات " (5/135) ، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا .

ويترجمون لوالده ( بشر الغنوي ) كما عند البخاري في " التاريخ الكبير " (2/81) ، وابن أبي خيثمة في " التاريخ الكبير " (1/92) ، وابن حبان في " الثقات " (3/31)

ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا أيضا . وترجم له ابن عبد البر في " الاستيعاب " (1/170) ، وقال : " إسناده حسن لم يرو عنه غير ابنه عبيد الله بن بشر " .

لذلك قال علي بن المديني رحمه الله :

" راويه مجهول " انتهى من " تاريخ الإسلام " (6/ 146) .

يقول الخطيب البغدادي :

" تفرد زيد بن الحباب برواية هذا الحديث عنه [يعني الوليد بن المغيرة المصري] ، وذكر أبو سعيد بن يونس أن هذا الحديث ليس عند المصريين عنه "

انتهى من " تلخيص المتشابه " (1/183) .

الحديث الثالث :

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ )

ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ ، - أَوْ مَنْكِبِهِ - ثُمَّ قَالَ : ( إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا . أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ ) . يَعْنِي : مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ .

مدار هذا الحديث على عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن أبيه عن مكحول .

قلنا : وهذا إسناد فيه ضعف - أيضا - بسبب عبد الرحمن بن ثابت . قال أحمد بن حنبل : أحاديثه مناكير . وقال مرة : لم يكن بالقوى في الحديث . وضعفه يحيى بن معين، والنسائي .

وقال صالح بن محمد البغدادي : أنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه ، عن مكحول . مسندة ، و حديث الشامى لا يضم إلى غيره ، معرف خطؤه من صوابه .

وقال أبو أحمد بن عدي : له أحاديث صالحة ، ويبلغ أحاديث صالحة ، وكان رجلا صالحا ، ويكتب حديثه على ضعفه ، وأبوه ثقة .

وهذا النقد – في نظرنا – أدق من التوثيق العام الذي ورد عن علي بن المديني ، والعجلي ، وأبي زرعة أنهم قالوا : ليس به بأس . وقال أبو حاتم : ثقة . وقال أبو داود : ليس به بأس

. ينظر " تهذيب التهذيب " (6/151) .

ومن أدلة ضعف الحديث أنه ورد على وجهين ، وأن الرواة عن عبد الرحمن بن ثابت يختلفون فيه :

فبعضهم يقول : ابن ثوبان ، عن أبيه ، أنه سمع مكحولا ، يحدث عن جبير بن نفير ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل . كما في " مسند ابن الجعد " (1/489) ، " مصنف ابن أبي شيبة " (7/490)

" مسند أحمد " (36/432) ، " سنن أبي داود " (4294) ، " شرح مشكل الآثار " (1/450) ، " المعجم الكبير " للطبراني (20/108) .

وآخرون يروونه بالوجه السابق ، لكن بإسقاط جبير بن نفير . ذكره الدارقطني في " العلل " (6/53) .

وآخرون يقولون : حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان ، حدثني أبي ، عن مكحول ، عن معاذ بن جبل . " مسند أحمد " (36/352) .

وثمة وجه مغاير يرويه ابن أبي شيبة في " المصنف " (7/ 458) قال : حدثنا أبو أسامة ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن مكحول ، أن معاذ بن جبل قال .

ووجه خامس في " المستدرك على الصحيحين " للحاكم (4/ 467) من طريق الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن مكحول

عن عبد الله بن محيريز ، أن معاذ بن جبل ، كان يقول – وذكر الحديث - قال الحاكم : هذا الحديث - وإن كان موقوفا - فإن إسناده صحيح على شرط الرجال ، وهو اللائق بالمسند الذي تقدمه ".

وفي نظرنا أن كل هذه الأوجه دليل على وقوع الاضطراب في رواية الحديث ، والسبب المباشر خطأ الرواة وسهوهم في الأداء .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 15:46   رقم المشاركة : 278
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحديث الرابع :

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ، وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ ) .

رواه أحمد (36/371) ، وأبوداود (4295) ، والترمذي (2238) ، وابن ماجه (4092) ، جميعهم من طريق أبي بكر بن أبي مريم ، عن الوليد بن سفيان بن أبي مريم الغساني

عن يزيد بن قطيب السكوني ، عن أبي بحرية ، عن معاذ بن جبل .

ضعفه الترمذي بقوله : حديث غريب . وقال محققو المسند : " إسناده ضعيف لضعف أبي بكر - وهو ابن عبد الله بن أبي مريم-، والوليد بن سفيان بن أبي مريم

ولجهالة حال يزيد بن قطيب ". وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي " .

القسم الثالث : أحاديث موضوعة أو شديدة الضعف

نذكر منها حديثا واحدا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّكُمْ سَتُقَاتِلُونَ بَنِي الْأَصْفَرِ ، وَيُقَاتِلُهُمُ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِكُمْ ، حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ رُوقَةُ الْإِسْلَامِ

أَهْلُ الْحِجَازِ الَّذِينَ لَا يَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، فَيَفْتَتِحُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ

فَيُصِيبُونَ غَنَائِمَ لَمْ يُصِيبُوا مِثْلَهَا ، حَتَّى يَقْتَسِمُوا بِالْأَتْرِسَةِ ، وَيَأْتِي آتٍ فَيَقُولُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَرَجَ فِي بِلَادِكُمْ . أَلَا وَهِيَ كِذْبَةٌ ، فَالْآخِذُ نَادِمٌ ، وَالتَّارِكُ نَادِمٌ )

رواه ابن ماجه في " السنن " (4094) ، وقال الألباني في " السلسلة الضعيفة " (4790) : موضوع .

والخلاصة :

أن الأحاديث الصحيحة الواردة في فتح " القسطنطينية " تتحدث عن فتح "خاص" يقع في آخر الزمان

فيعقبه فورا ظهور المسيح الدجال ، بل ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : ( فتح القسطنطينية مع قيام الساعة ) رواه الترمذي في " السنن " (2239) ، وصححه الألباني .

وهذا الفتح من أمور الغيب المستقبلية التي لا يمكننا الجزم بكنهه وحقيقته وما يسبقه من أحداث ووقائع، ولذا لا نجزم بشيء من ذلك، بل نكل علمه إلى الله سبحانه وتعالى.

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 15:49   رقم المشاركة : 279
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

من هم التابعون ؟

ومن هم أتباع التابعين ؟


السؤال

من هم التابعون ؟

ومن هم أتباع التابعين ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

التابعون هم الذين جاءوا بعد عصر النبوة ، فلم يلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما صحبوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

وأتباع التابعين هم الذين لم يلقوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما رأوا التابعين ، وصحبوهم .

والتابعي - في مصطلح الحديث - : من لقي الصحابي ، ولا يشترط طول الصحبة - على الصحيح ، فكل من لقي الصحابة ومات مسلما فهو تابعي ، وبعضهم أفضل من بعض .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " نخبة الفكر " (4/ 724) : " التَّاَّبِعِيِّ : هُوَ مَنْ لَقِيَ الصَّحَابِيَّ " انتهى .

وقال ابن كثير رحمه الله :

" قال الخطيب البغدادي : التابعي : من صحب الصحابي . وفي كلام الحاكم ما يقتضي إطلاق التابعي على من لقي الصحابي وروى عنه وإن لم يصحبه " انتهى .

وقال العراقي رحمه الله في " ألفيته " (ص/66) :

والتَّابعِي اللاَّقِي لِمَنْ قَدْ صَحِبَا

وأتباع التابعين هم الذين لقوا التابعين ، ولم يدركوا الصحابة رضي الله عنهم .

والتابعون مثل : سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والحسن البصري ومجاهد بن جبر وسعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس ونافع مولى ابن عمر .

وأتباع التابعين مثل : الثوري ومالك وربيعة وابن هرمز والحسن بن صالح وعبد الله بن الحسن وابن أبي ليلى وابن شبرمة والأوزاعي .

ثانيا :

روى البخاري (3651) ، ومسلم (2533) عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ) .

قال النووي رحمه الله :

" الصَّحِيحُ أَنَّ قَرْنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الصَّحَابَةُ ، وَالثَّانِي : التَّابِعُونَ ، وَالثَّالِثُ : تَابِعُوهُمْ "

انتهى من " شرح النووي على مسلم " (16/85) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" قَوْلُهُ ( ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) أَيِ الْقَرْنُ الَّذِي بَعْدَهُمْ ، وَهُمُ التَّابِعُونَ ، ( ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) وَهُمْ أَتْبَاعُ التَّابِعِينَ "

انتهى من " فتح الباري " (7/6) .

وقال القاري رحمه الله :

" قَالَ السُّيُوطِيُّ : وَالْأَصَحُّ أَنَّهُ - يعني القرن - لَا يَنْضَبِطُ بِمُدَّةٍ ، فَقَرْنُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هُمُ الصَّحَابَةُ ، وَكَانَتْ مُدَّتُهُمْ مِنَ الْمَبْعَثِ إِلَى آخِرِ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً

وَقَرْنُ التَّابِعِينَ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ إِلَى نَحْوِ سَبْعِينَ ، وَقَرْنُ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ مِنْ ثَمَّ إِلَى نَحْوِ الْعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَفِي هَذَا الْوَقْتِ ظَهَرَتِ الْبِدَعُ ظُهُورًا فَاشِيًا ، وَأَطْلَقَتِ الْمُعْتَزِلَةُ أَلْسِنَتَهَا

وَرَفَعَتِ الْفَلَاسِفَةُ رُءُوسَهَا ، وَامْتُحِنَ أَهْلُ الْعِلْمِ لِيَقُولُوا بِخَلْقِ الْقُرْآنِ ، وَتَغَيَّرَتِ الْأَحْوَالُ تَغَيُّرًا شَدِيدًا ، وَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ فِي نَقْصٍ إِلَى الْآنَ ، وَظَهَرَ مِصْدَاقُ قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : (ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ) "

انتهى من " مرقاة المفاتيح " (9/3878) .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-19, 15:55   رقم المشاركة : 280
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الردّ على أكذوبة نقل جبل المقطّم التي يدّعيها بعض النصارى

السؤال

يتردد على لسان النصارى قصه تفيد نقل جبل المقطم من مكانه ، أي تم نقله من مكان قديم إلى مكانه الحالي واختفاء المعز لدين الله الفاطمي بعدها

. أنا أشك في صحة رواية القصة ؛ لأنهم في نفس الوقت يشتكون من سوء معامله الفاطميين لهم آنذاك فكيف يعطى الخليفة المعز لدين الله الفاطمي

الفرصة لهم لإثبات دينهم أنه صحيح وأنهم قادرين على نقل الجبل لأنهم مؤمنين . والشيء الآخر أنه ذكر في القرآن الكريم أن الجبال تمر مر السحاب .

فبالتأكيد هو يعلم أنها تتحرك وبالتالي لا يوجد داعي لطلبه هذا . ولكنى أبحث عن رد أقوى من تلك الأفكار يفحم بها من يعتقد بهذه المعجزة ؛ التي أراها ما هي إلا أكذوبة .

أنا لا اشك في ديني مطلقًا لأني على يقين من أنه الحق وأن رسولي الكريم كان خاتم للمرسلين صل الله عليه وسلم .

الجواب

الحمد لله

أولا :

لا يستبعد على من كذب على الله ونسب إليه الصاحبة والولد ، لا يستبعد عليه أن يخترع أكاذيب يكذب بها على الناس ليروج باطله .

ومفاد هذه الأكذوبة أن الخليفة العبيدي المعز لدين الله كان قد طلب من البابا إبرام بن زرعة نقل المقطم من مكانه القديم إلى مكانه الحالي ليتمكن من توسيع القاهرة ، وإلا سينكّل بالنصارى .

فطلب إبرام من المعز مهلة ثلاثة أيام للصلاة ، فقام هذا القس – كما تزعم هذه الخرافة – وابتهل وصلى ، فظهرت له العذراء وطلبت منه استدعاء سمعان الإسكافي صانع الأحذية الأعور ، وأمرته بقراءة آية معينة من الإنجيل .

فخرج النصارى بإسكافيهم هذا ومعه جماعة من الكهنة والرهبان ومكثوا بكنيسة المعلقة بمصر القديمة ثلاثة أيام وصلوا وقرؤوا حتى تحرك الجبل وانتقل من مكانه الأول إلى مكانه الذي هو عليه الآن .

ولما رأى الخليفة الفاطمي هذا أذعن للقس بالولاية ، وخضع له ، وعمر كنائس النصارى ، ثم تنصر ، ومعه طائفة من أتباعه .

ولا شك أن هذه الخرافة السمجة لا يصدقها عاقل ، وعلامات الكذب عليها واضحة ظاهرة : منها :

أولا : يزعم هؤلاء أن هذه الخرافة حصلت زمان الخليفة العبيدي المعز لدين الله الفاطمي ، والمعز توفي سنة 365 هجرية ، بينما يزعم هؤلاء أن هذه الخرافة حصلت سنة 368 هجرية بنص كتبهم ، أي بعد وفاة المعز بثلاث سنين ! .

ثانيا : يزعم هؤلاء أن هذه الخرافة حصلت زمان البابا إبرام بن زرعة السرياني

وفي نصوص كتبهم أن هذا البابا توفي سنة 970 ميلادية ، بينما يزعمون أن هذه الأكذوبة حصلت يوم 27 نوفمبر سنة 979 ، أي بعد وفاة هذا البابا بتسع سنوات !

وهم لا يختلفون في أن هذه الأكذوبة حصلت زمان المعز وزمان البابا إبرام .

فهذا الاختلاف في التواريخ يثبت صريح كذبهم وإفكهم .

ثالثا : كثير من النصارى لا يصدق هذه الأكذوبة ، ولذلك لم تذكر في كثير من كتبهم التاريخية ، وهذا كتاب " تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية "

وهو من أشهر الكتب التي تؤرخ للكنيسة القبطية ، لم يذكر فيها هذا الخبر المكذوب ، كما أن المؤرخين الأوربيين لم يذكروها في كتبهم ، وما ذلك إلا لظهور افتضاحها واختلاقها .

رابعا : لو كانت هذه الحادثة حصلت فعلا

وكان المعز العبيدي تنصر ومن معه ممن رأى هذه الأكذوبة كما يدعون ، لكان هذا مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث

وإنما انفرد بذكرها من لا يعرف عنه إلا الكذب والاختلاق من هؤلاء النصارى .

خامسا : المعروف تاريخيا أن النصارى ذاقوا الهوان في زمن الخلافة العبيدية ، وخاصة زمن الحاكم بأمر الله ،

الذي سامهم سوء العذاب ، وزاد على الشروط العمرية تنكيلا بهم وخرب كنيسة القمامة وهي من أشهر كنائسهم ، وأباح للعامة ما فيها من الأموال والأمتعة وغير ذلك .

ينظر : " البداية والنهاية " (11/390) .

فلو كان ما يزعمون حقا لأذعن لهم الناس ولما اضطهدهم الحاكم وهو حفيد المعز لدين الله .

سادسا : ذكر هؤلاء النصارى أن حدوث هذه ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﺔ ﺃﺩﻯ إلى تسمية ﺠﺒﻝ ﺍﻟﻤﻘﻁﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍلاﺴﻡ ، ﻷﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻘﻁﻡ : ‫ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ، وهذا مشهور عندهم

وهذا من الباطل الذي لا شك فيه ، وهو مما يدل بالقطع على كذبهم ؛ فاسم هذا الجبل معروف قبل ذلك التاريخ بسنين طويلة ، وقد ذكره باسمه هذا غير واحد من السابقين

منهم عبد الله بن لهيعة عالم أهل مصر المتوفى سنة 174 هجرية

ومنهم محمد بن سعد صاحب " الطبقات الكبرى " المتوفى سنة 230 هجرية ، ومنهم الجاحظ المتوفى سنة 255 هجرية ، ومنهم أبو الفرج الأصبهاني صاحب كتاب " الأغاني " المتوفى سنة 356 .

سابعا : المعروف في دين النصارى ولعهم الشديد بالمرائي والأحلام ، فتجد الواحد فيهم لا يتورع أن يفترى الكذب ويقول : رأيت العذراء في نومي وهي تأمرني بكذا وكذا

ورأيت القس الفلاني ، والبابا الفلاني ، وهذا هو دينهم ، وعنهم أخذ غلاة الصوفية هذه المرائي المكذوبة المفتراة التي يحلون بها ما حرم الله ، بل ويقيمون بها الشرك مقام التوحيد

فتجد الواحد فيهم يزعم أنه رأى الولي الفلاني وهو يقول له : ابن لي ضريحا بمكان كذا

فينشر هذا الجاهل ما أوحى به الشيطان إليه في منامه ، ويصدقه كثير من أهل الضلال ، وهكذا ينتشر الفساد في الأرض ، ويسعى هؤلاء في إطفاء نور النبوة بهذه الطريقة .

والخلاصة : أن هذه الأكذوبة قد انفرد بذكرها هؤلاء الكذبة الذين لا يتورعون عن الكذب على الله تعالى ورسله صلى الله عليهم وسلم ، فلا يجوز لأحد أن يصدق هذا الإفك المبين ، وعلى العاقل أن لا يلتفت إلى مثل ذلك .

ولمزيد الفائدة يراجع كتاب : " نقل جبل المقطم : معجزة أم خرافة ؟ " للدكتور علي السالوس .

ثانيا :

الاستدلال بقوله تعالى : ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) النمل/ 88 على بطلان هذه الأكذوبة غير صحيح ؛ لأن الآية إنما تتحدث عن حال الجبال يوم القيامة وليس في الدنيا .

قال ابن كثير رحمه الله :

" أي : تراها كأنها ثابتة باقية على ما كانت عليه ، وهي تمر مر السحاب ، أي : تزول عن أماكنها ، كما قال تعالى : ( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ) الطور/ 9 ، 10

وقال ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا ) طه: 105، 107، وقال تعالى: ( وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأرْضَ بَارِزَةً ) الكهف/ 47 "

انتهى من " تفسير ابن كثير " (6/217) .

وهذه الآيات التي ذكرها ابن كثير رحمه الله إنما تتحدث عن حال الجبال يوم القيامة وبهذه الآيات فسَّر الآية التي معنا .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" قوله تبارك وتعالى : ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) أي : يوم القيامة ولا شك ، ومن فسرها : بأن ذلك في الدنيا ، وأنه دليل على أن الأرض تدور فقد حرف الكلم عن مواضعه ، وقال على الله ما لا يعلم "

انتهى من " لقاء الباب المفتوح " .

ثالثا :

الدولة العبيدية التي تسمى بالدولة الفاطمية تنتسب إلى الإسلام الشيعي في الظاهر ، ولكنهم في حقيقة الأمر كفار بالله ورسله وكتبه .

فالحذر ممن يزور التاريخ ويظهر هذه الدولة على أنها إسلامية ليتوصل بذلك إلى الطعن في الإسلام .

ولمعرفة حال هذه الدولة العبيدية ومعتقداتهم ينظر إجابة السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-19, 16:04   رقم المشاركة : 281
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حال الدولة العبيدية ، نسباً ، ومعتقداً

السؤال

ما رأيكم فيمن يدعو إلى إعادة الخلافة " الفاطمية " ، و " دولة العبيديين " ، ويقول : إن الدولة المسماة بالدولة الفاطمية هي دولة الإسلام التي يكمن فيها الحل المناسب في الحاضر كما كان حلاًّ في الماضي ؟

الجواب

الحمد لله

قد أخطأ هذا القائل خطأ بالغاً حين نسب الدولة العبيدية للإسلام .

والدولة العبيدية – وأطلقوا عليها الدولة الفاطمية لأجل التغرير والتلبيس - أُسست في تونس سنة 297 هـ ، وانتقلت إلى مصر سنة 362 هـ

واستقر بها المقام فيها ، وامتد سلطانها إلى أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي ، مثل : الشام ، والجزيرة العربية .

وقد بدأ حكمهم بالمعز لدين الله !! معاذ بن المنصور العبيدي ، وانتهى بالعاضد عبد الله بن يوسف عام 567 هـ .
وقد تكلَّم أئمة السنَّة من العلماء

والمؤرخين عن نسب هذه الدولة فيبنوا زيف ادعائهم أنهم ينتسبون لفاطمة رضي الله عنها ، وبينوا ما فعلته من نشر الكفر والزندقة

وإيذاء أهل السنَّة ، وتمكين الكفار ، بل والتعاون معهم ضد المسلمين ، ومن هؤلاء الأئمة والمؤرخين : أبو شامة ، وابن تغري بردي ، وابن تيمية ، وابن كثير ، والذهبي ، وغيرهم كثير .

قال الإمام الذهبي عن " عبيد الله المهدي " وهو أول حكام تلك الدولة :

" وفي نسب المهدي أقوالٌ : حاصِلُها : أنَّه ليس بهاشميٍّ ، ولا فاطميٍّ " انتهى .

" سير أعلام النبلاء " ( 15 / 151 ) .

وقال :

"وأهل العلم بالأنساب والمحقّقين يُنكِرون دعواه في النَّسبِ " انتهى .

" تاريخ الإسلام " حوادث سنة 321 - 330 ، ص 23 .

ونقل عن أبي شامة - الذي كتب عن هذه الدولة كتاباً سمّاه " كشف ما كان عليه بنو عبيد من الكفر والكذب والمكر والكيد "- قوله :

" يدَّعون الشرف ، ونسبتهُم إلى مجوسي ، أو يهودي ، حتى اشتهر لهم ذلك ، وقيل : " الدولة العلوية " و " الدولة الفاطمية " ، وإنما هي " الدولة اليهودية " أو " المجوسية " الملحدة ، الباطنية " انتهى .

انظر " سير أعلام النبلاء " ( 15 / 213 ) ، و " الروضتين في أخبار الدولتين " ( 1 / 216 ) .

ومن أفعال حكام تلك الدولة واعتقادهم : ادعاء علم الغيب ، وادعاء النبوة والألوهية ، وطلب السجود من رعاياهم وأتباعهم ، وسب الصحابة ، وهذا توثيق بعض ما سبق وزيادة :

1. ادعاء الألوهية والربوبية :

نقل الذهبي رحمه الله أن الفقهاء والعبَّاد نصروا الخوارج في حربهم على الدولة العبيدية لما عندهم من كفر وزندقة ، فعندما أراد أبو يزيد مخلد بن كيداد الخارجي حرب بني عبيد قال الذهبي رحمه الله :

تسارع الفقهاء والعبَّاد في أهبَّة كاملة بالطبول والبنود ، وخَطبهم في الجمعة أحمد بن أبي الوليد ، وحرَّضهم ، وقال : جاهدوا مَن كفر بالله ، وزعم أنه رب من دون الله

... وقال : اللهم إن هذا القرمطي الكافر المعروف بابن عبيد الله المدعي الربوبية جاحدٌ لنعمتك ، كافر بربوبيتك

طاعن على رسلك ، مكذب بمحمد نبيك ، سافك للدماء ، فالعنه لعناً وبيلاً ، وأخزه خزياً طويلاً ، واغضب عليه بكرةً وأصيلاً ، ثم نزل فصلى بهم الجمعة .

" سير أعلام النبلاء " ( 15 / 155 ) .

وممن كان يدعي الربوبية والإلهية الحاكم العبيدي حيث قال عنه الذهبي : " الإسماعيلي ، الزنديق ، المدعي الربوبية " .
" السير " ( 15 / 173 ) .

وقال عنه أيضاً :

يقال : إنه أراد أن يدّعي الإلهية ، وشرع في ذلك ! فكلّمه أعيان دولته ، وخوَّفوه بخروج النّاس كلهم عليه

فانتهى ." السير " ( 15 / 176 ) .

وممن حرض الحاكم على هذا الادعاء : " حمزة بن علي الزوزني " وهو من دعاة تأليه الحاكم ، ومؤسس المذهب الدرزي ببلاد الشام .

قال الذهبي - رحمه الله – عنه :

وقد قُتل الدرزي الزنديق ؛ لادعائه ربوبية الحاكم ، وكان قوم من جهلة الغوغاء إذا رأوا " الحاكم " يقولون : يا واحد يا أحد ، يا محيي يا مميت .

" السير " ( 15 / 180 ، 181 ) .

وقال الذهبي – رحمه الله - :

قرأت في تاريخ صُنِّف على السنين ، في مجلد ، صنَّفه بعض الفُضَلاء ، سنة بضع وثلاثين وستمائة ، قدَّمه لصاحب مصر الملك الصالح : في سنة سبع وستين قال :

وكانت الفِعْلة ( أي : القضاء على الدولة العبيدية ) مِن أشرف أفعاله ( أي : صلاح الدين الأيوبي ) ، فَلَنِعْمَ ما فعل ؛ فإنّ هؤلاء كانوا باطنية زنادقة ، دعوا إلى مذهب التناسخ ، واعتقاد حلول الجزء الإلهي في أشباحهم .

وقال الذهبي : إن الحاكم قال لداعيه : كم في جريدتك ؟ قال : ستة عشر ألفاً يعتقدون أنّك الإله .

قال شاعرهم :

فاحكم فأنت الواحد القهار
*** ما شئتَ لا ما شاءت الأقدار !

فلعن الله المادح والممدوح ، فليس هذا في القبح إلا كقول فرعون " أنا ربكم الأعلى " .

وقال بعض شُعرائهم في المهديّ برَقّادة :

حل بها آدمُ ونوحُ
*** فما سوى الله فهو ريحُ

حلّ برقادة المسيحُ
*** حلَّ بها الله في عُلاهُ

قال :

وهذا أعظم كُفراً من النّصارى ؛ لأن النّصارى يزعمون أن الجزء الإلهيّ حلّ بناسوت عيسى فقط ، وهؤلاء يعتقدون حُلُوله في جسد آدم ، ونوح ، والأنبياء ، وجميع الأئمة .

هذا اعتقادهم لعنهم الله .

" تاريخ الإسلام " حوداث سنة 561 - 570 ، ص 274 – 281 .

وعندما ادعى " عبيد الله " الرسالة أحضر فقيهين من فقهاء القيروان ، وهو جالس على كرسي ملكه

وأوعز إلى أحد خدمه فقال للشيخين : أتشهدا أن هذا رسول الله ؟

فقالا : والله لو جاءنا هذا والشمس عن يمينه والقمر عن يساره يقولان : إنه رسول الله : ما قلنا ذلك ، فأمر بذبحهما .

" السير " ( 14 / 217 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-19, 16:04   رقم المشاركة : 282
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



2. ومن عقائدهم : ادعاء علم الغيب :

قال ابن خَلِّكان – رحمه الله - :

وذلك لأنهم ادَّعوا علم المغيبات ، ولهم في ذلك أخبار مشهورة .

" وفيات الأعيان " ( 5 / 373 ، 374 ) .

3. وكان يُسجد لهم ، ويأمرون الناس بالسجود لهم ، قال الذهبي رحمه الله :

ففي سنة 396 هـ خُطب بالحرمين لصاحب مصر " الحاكم " ، وأُمَر الناس عند ذكره بالقيام ، وأن يسجدوا له ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

" دول الإسلام " ( 1 / 350 ) .

وكانوا إذا ذُكِر " الحاكم " قاموا وسجدوا له ، قال الذهبي – رحمه الله - :

قاموا ، وسجدوا في السُّوق ، وفي مواضع الاجتماع ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فلقد كان هؤلاء العُبَيْدِيُّون شرّاً على الإسلام وأهله .

" التاريخ " حوادث 381 - 400 ، ص 234 .

4. وكانوا يقتلون العلماء ممن لا يقول بقولهم : قال أبو الحسن القابسي صاحب " الملخص " :

إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه : أربعة آلاف في دار النحر في العذاب ، مِن عالِم ، وعابِد ؛ ليردَّهم عن الترضي عن الصحابة .

" السير " ( 15 / 145 ) .

5. وقد شاركوا القرامطة جرائمهم ، قال الذهبي – رحمه الله - :

ففي أيام المهدي عاثت القرامطة بالبحرين ، وأخذوا الحجيج ، وقتلوا ، وسبوا ، واستباحوا حرم الله ، وقلعوا الحجر الأسود ، وكان عبيد الله يكاتبهم ، ويحرِّضهم ، قاتله الله .

" السير " ( 15 / 147 ) .

6. سب الصحابة :

وفي أيامه (العزيز) أُظهر سبُّ الصحابةِ جِهَاراً .

" السير " ( 15 / 170 ) .

فقد أمر بكَتْب سَبّ الصّحابة على أبواب المساجد والشّوارع، وأمر العمال بالسب في سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مئة.

" تاريخ الإسلام " حوادث سنة 395 ، ص 283.

وقال :

وكان سَبُّ الصحابة فاشياً في أيامه ( أي : المستنصر ) ، والسنَّة غريبة مكتومة .

" السير " ( 15 / 196 ) .

وبالجملة فقد كانوا باطنية ، قلبوا الإسلام ، وأظهروا الرفض ، وأبطنوا الزندقة .

قال الذهبي – رحمه الله - :

قلبوا الإسلام ، وأعلنوا بالرفض ، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية .

" السير " ( 15 / 141 ) .

وقال الذهبي – رحمه الله - :

وأما العبيديون الباطنية : فأعداء الله ورسوله .

" السير " ( 15 / 373 ) .

وقال أيضاً – رحمه الله - :

لا يوصف ما قلب هؤلاء العبيديون الدِّين ظهراً لبطن .

" السير " ( 16 / 149 ) .

وقال القاضي عياض – رحمه الله - :

قال أبو يوسف الرعيني : " أجمع العلماء بالقيروان : أن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة " .

" ترتيب المدارك " ( 4 / 720 ) ، وانظر " السير " ( 15 / 151 ) .

وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في "الرد على البكري"
:
" العبيديون ، وهم ملاحدة في الباطن ، أخذوا من مذاهب الفلاسفة والمجوس ما خلطوا به أقوال الرافضة ، فصار خيار ما يظهرونه من الإسلام دين الرافضة ، وأما في الباطن فملاحدة ، شر من اليهود والنصارى . . .

ولهذا قال فيهم العلماء : ظاهر مذهبهم الرفض ، وباطنه الكفر المحض

وهم من أشد الناس تعظيما للمشاهد ، ودعوة الكواكب ، ونحو ذلك من دين المشركين ، وأبعد الناس عن تعظيم المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، وآثارهم في القاهرة تدل على ذلك" انتهى .

وقال رحمه الله في "الرد على المنطقيين" :

"العبيديون كانوا يتظاهرون بالإسلام ويقولون إنهم شيعة

فالظاهر عنهم الرفض لكن كان باطنهم الإلحاد والزندقة ، كما قال أبو حامد الغزالي في كتاب "المستظهري" :

ظاهرهم الرفض ، وباطنهم الكفر المحض . وهذا الذي قاله أبو حامد فيهم هو متفق عليه بين علماء المسلمين" انتهى .

وقال رحمه الله في "منهاج السنة" :

"وأخبارهم (يعني حكام الدولة العبيدية) مشهورة بالإلحاد والمحادة لله ورسوله والردة والنفاق" انتهى .

وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (11/386) :

"كان إذا ذكر الخطيب الحاكم يقوم الناس كلهم إجلالاً له، وكذلك فعلوا بديار مصر مع زيادة السجود له، وكانوا يسجدون عند ذكره، يسجد من هو في الصلاة ومن هو في الأسواق يسجدون لسجودهم، لعنه الله وقبحه" انتهى .

فهذه هي الدولة العبيدية ، وتلك بعض قبائحهم ، وبه يتبين خطأ ذلك القائل بحكمه على الدولة العبيدية بأنها كانت على الإسلام

وباختزاله الدول والأزمنة المباركة التي حكمت بالإسلام إلى جعله الدولة العبيدية هي الحل المناسب في هذا الزمان ، وهذا قول سوء قبيح .

فالذي يقول ذلك يريد إعادة نشر الزندقة والكفر والإلحاد وسب الصحابة وقتل العلماء !

وليس هناك حل للمسلمين إلا أن يعودوا إلى هدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابته الكرام رضي الله عنهم .
نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً .

وانظر بحثاً بعنوان " موقف الإمام الذهبي من الدولة العبيدية ، نسباً ومعتقداً " للدكتور سعد بن موسى الموسى ، أستاذ مساعد بكلية الشريعة بجامعة " أم القرى "

نُشر في " مجلة جامعة أم القرى " ، العدد 24 ، ربيع الأول 1423 هـ ، مايو ( آيار ) 2002 م .

والله الموفق









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-19, 16:08   رقم المشاركة : 283
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سبب تسمية الأشهر الهجرية بأسمائها المعروفة .

السؤال

كيف تم اشتقاق أسماء الأشهر الإسلامية ؟ لأنني أنوي إضافتها إلى التقويم حتى يتعلم الناس منها، وأريد معرفة حكم مثل هذا العمل ؛ لأن هذه الأشهر على حد علمي كانت موجودة حتى قبل ظهور الإسلام .

الجواب

الحمد لله

استخدم العرب قبل الإسلام أسماء للأشهر القمرية التي كانوا يعملون بها وقتئذ

إلى أن تغيرت تلك الأسماء وتوحدت في ربوع الأرض العربية لتأخذ صورتها المعروفة عليها منذ أواخر القرن الخامس الميلادي – في عهد كلاب – الجد الخامس للنبي صلى الله عليه وسلم .

وقد كان لتسمية هذه الأشهر القمرية ، بهذه الأسماء المعروفة اليوم : أسباب ومعانٍ اشتقت منها ، ذكرها أهل العلم

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" ذَكَرَ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ فِي جُزْءٍ جَمَعَهُ سَمَّاهُ الْمَشْهُورُ فِي أَسْمَاءِ الْأَيَّامِ وَالشُّهُورِ أَنَّ الْمُحَرَّمَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ شَهْرًا مُحَرَّمًا، وَعِنْدِي أَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ تَأْكِيدًا لِتَحْرِيمِهِ ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَتَقَلَّبُ بِهِ فَتُحِلُّهُ عَامًا وَتُحَرِّمُهُ عَامًا .

قَالَ : وَيُجْمَعُ عَلَى مُحَرَّمَاتٍ وَمَحَارِمَ ومحاريم ، وصفر سمي بذلك لخلو بيوتهم منهم حِينَ يَخْرُجُونَ لِلْقِتَالِ وَالْأَسْفَارِ ، يُقَالُ صَفِرَ الْمَكَانُ إِذَا خَلَا وَيُجْمَعُ عَلَى أَصْفَارٍ ، وشهر رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِبَاعِهِمْ فِيهِ

وَالِارْتِبَاعُ الْإِقَامَةُ فِي عِمَارَةِ الربيع ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْبِعَاءَ كنصيب وأنصباء ، وعلى أربعة كرغيف وأرغفة، وربيع الْآخِرُ كَالْأَوَّلِ . وجُمَادَى سُمِّيَ بِذَلِكَ لِجُمُودِ الْمَاءِ فِيهِ .

قَالَ : وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ ؛ إِذْ كَانَتْ شُهُورُهُمْ منوطة بالأهلة فلا بُدَّ مِنْ دَوَرَانِهَا فَلَعَلَّهُمْ سَمَّوْهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا سُمِّيَ

عِنْدَ جُمُودِ الْمَاءِ فِي الْبَرْدِ، وَيُجْمَعُ عَلَى جُمَادِيَّاتٍ كَحُبَارَى وحُبَارِيَّاتٍ ، وَقَدْ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ جمادى الأولى والأول ، وجمادى الْآخِرُ وَالْآخِرَةُ .

ورَجَبٌ مِنَ التَّرْجِيبِ وَهُوَ التَّعْظِيمُ وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْجَابٍ ورِجَابٍ ورَجَبَاتٍ . وشَعْبَانُ مِنْ تَشَعُّبِ الْقَبَائِلِ وَتَفَرُّقِهَا لِلْغَارَةِ وَيُجْمَعُ عَلَى شَعَابِينَ وشعبانات. ورمضان مِنْ شِدَّةِ الرَّمْضَاءِ

وَهُوَ الْحُرُّ ، يُقَالُ رَمِضَتِ الْفِصَالُ : إِذَا عَطِشَتْ ، وَيُجْمَعُ عَلَى رَمَضَانَاتٍ وَرَمَاضِينَ وَأَرْمِضَةٍ. وشَوَّالٌ مِنْ شَالَتِ الْإِبِلُ بِأَذْنَابِهَا لِلطِّرَاقِ ( يعني الضِّراب ) .

قَالَ: وَيُجْمَعُ عَلَى شَوَاوِلَ وَشَوَاوِيلَ وَشَوَّالَاتٍ . والْقَعْدَةُ بِفَتْحِ الْقَافِ

قُلْتُ : وَكَسْرِهَا، لِقُعُودِهِمْ فِيهِ عَنِ الْقِتَالِ وَالتَّرْحَالِ ، وَيُجْمَعُ عَلَى ذَوَاتِ الْقَعْدَةِ. والْحِجَّةُ بكسر الحاء ، قلت : وفتحها ، سمي بذلك لإقامتهم الْحَجَّ فِيهِ ، وَيُجْمَعُ عَلَى ذَوَاتِ الْحِجَّةِ " .

انتهى من"تفسير ابن كثير" (4/ 128-129) .

وينظر : "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" ، للعلامة المؤرخ جواد علي (16/91) وما بعدها .

ولا حرج في ذكر أسماء الشهور ، وشرح معانيها ، وأصل اشتقاقها ، وسبب تسيمتها بذلك ، كما ذكره المؤرخون واللغويون ، خاصة إذا كانت هناك مصلحة تعليمية في ذلك

مع أن أصل الاشتقاق تنوسي ، ولم يبق له تعلق بأسماء الشهور ، لدورانها في فصول السنة ، كما هو معروف ، ولا علاقة لذلك بشيء من أحكامها الشرعية المعروفة .

وينظر للفائدة : إجابة السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-19, 16:11   رقم المشاركة : 284
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التقويم الذي كان يتبعه العرب قبل الإسلام

السؤال

من الناحية التاريخية , هل هناك سجل لنظام التقويم الذي كان يتبعه العرب بمكة والمدينة قبل تحريم النسيء ؟

الجواب

الحمد لله :

أولاً :

النسيء المذكور في قوله تعالى : (إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) التوبة/37 .

هو أنهم كانوا يحلون الشهر المحرم ، ويحرمون مكانه شهر صفر إذا احتاجوا إلى ذلك .

وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال القادم

ثانياً :

خلاصة ما ورد في بعض الكتب التاريخية :

أن العرب قبل الإسلام كانوا يستعملون السنة قمرية وكان بها 12 شهرا قمريا تضبط من رؤية الهلال إلى رؤيته ثانية .
وكان فيها أربعة أشهر حرم يقعدون فيها عن القتال ويقيمون فيها أسواقهم بعكاظ

وغيرها ويحجون إلى الكعبة وهم آمنون فى سفرهم وإقامتهم من الغارات والسلب وقطع الطريق .

لكنهم رغم اعتمادهم على شهور السنة القمرية ، لم يعتمدوا تقويما خاصا بهم يؤرخون به أحداثهم ، في غالب أحوالهم ، وإنما اعتمدوا في تأريخهم لأحداث حياتهم الهامة على حوادث تاريخية محددة ، إذ أرخوا بما يلي :

0 بناء الكعبة من قبل إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام (حوالي 1855 ق. م.) .

عام العذر ، وهو العام الذي نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك بني حمير إلى الكعبة عام 461 ق. م .

• انهيار سد مأرب في اليمن في سنة 120 ق. م. تقريبا .

• وفاة كعب بن لؤي ، الجد السابع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم سنة 59 ق. م .

• عام الفيل ، وهو العام الذي ولد فيه الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم سنة 571 م.

• حرب الفجار ، وسميت بذلك لأن العرب فجروا فيها ، لتحارب قبائلهم فيما بينها في الأشهر الحرم . واستمرت هذه الحرب مدة 4 سنوات كانت بدايتها عام 586 م. .

• إعادة بناء الكعبة ، وتم ذلك في عهد عبد المطلب جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم عندئذ 35 عاما

وهذا يعني أن ذلك حدث في سنة 605 م ، أي قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات .

وقد استخدم العرب عبر فترات تاريخهم الطويل قبل الإسلام أسماء للأشهر القمرية التي كانوا يعملون بها وقتئذ

إلى أن تغيرت تلك الأسماء وتوحدت في ربوع الأرض العربية لتأخذ صورتها المعروفة عليها منذ أواخر القرن الخامس الميلادي – في عهد كلاب – الجد الخامس للرسول محمد عليه الصلاة والسلام

. وكما يذكر (البيروني) في سنة 412 م . كما استخدم العرب في جاهليتهم الأشهر الشمسية في بعض فتراتهم ومناطقهم .

انظر : "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" ( 1 / 5104 ) و "مروج الذهب" للمسعودي (1 / 249 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-19, 16:19   رقم المشاركة : 285
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

معنى قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ)

السؤال

ماذا يعنى النسيء الذي حرم في الآيتين 37 من سورة التوبة ؟

وما هو نوع النسيء الذي كان موجودا فى الجزيرة العربية قبل تحريمه ؟

الجواب

الحمد لله


قال الله تعالى : (إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) التوبة/37 .

وقد اختلف أهل العلم في المراد بـ (النسيء) في هذه الآية على عدة أقوال أشهرها:

الأول : أنهم كانوا يبدلون بعض الأشهر الحرم بغيرها من الأشهر ، فيحرمونها بدلها ، ويحلون ما أرادوا تحليله من الأشهر الحرم إذا احتاجوا إلى ذلك ، ولكن لا يزيدون في عدد الأشهر الهلالية شيئا

فكانوا يحلون المحرم ، فيستحلون القتال فيه؛ لطول مدة التحريم عليهم بتوالي ثلاثة أشهر محرمة (وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم) ، ثم يحرمون صفر مكانه ، فكأنهم يقترضونه ثم يوفونه .

وهذه أصح الصور وأشهرها وأكثرها موافقة لمعنى الآية كما نص على ذلك جماعة من السلف ، وهو اختيار ابن كثير وغيره من المحققين

وذلك لموافقتها لقوله تعالى : (يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا) ولقوله : (لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ الله) .

وبهذه الصورة فسر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله النسيء في الآية .

المعنى الثاني : أنهم كانوا يحلون المحرم مع صفر من عام ويسمونهما صفرين ، ثم يحرمونهما من عام قابل ويسمونهما محرمين. وهذه صفة غريبة في النسيء ، كما يقول الحافظ ابن كثير.

المعنى الثالث : أنهم كانوا يحلون المحرم ، ويبقون صفر أيضاً حلالاً إذا احتاجوا إليه، ويجعلون مكانه ربيعاً . وقد استنكر الإمام أحمد هذا القول .

وأما نوع النسيء الذي كان موجودا في جزيرة العرب وأدركه الإسلام وحرمه ونهى عنه فقد قال ابن كثير رحمه الله : وقد تكلم الإمام محمد بن إسحاق على هذا في كتاب "السيرة" كلامًا جيدًا ومفيدًا حسنًا

فقال : كان أول من نسأ الشهور على العرب ، فأحل منها ما حرم الله ، وحرم منها ما أحل الله عز وجل ، "القَلمَّس" ، وهو : حذيفة بن عبد مُدْرِكة فُقَيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خُزَيمة

بن مدْرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نزار بن مَعدَّ بن عدنان ، ثم قام بعده على ذلك ابنه عَبَّاد ثم من بعد عباد ابنه قَلَع بن عباد ، ثم ابنه أمية بن قلع ، ثم ابنه عوف بن أمية ، ثم ابنه أبو ثمامة جنادة بن عوف

وكان آخرهم ، وعليه قام الإسلام . فكانت العرب إذا فرغت من حجها اجتمعت إليه ، فقام فيهم خطيبًا ، فحرم رجباً ، وذا القعدة ، وذا الحجة ، ويحل المحرم عاما

ويجعل مكانه صفر ، ويحرمه عاما ليواطئ عدة ما حرم الله ، فيحل ما حرم الله ، يعني : ويحرم ما أحل الله .

وكان شاعرهم عمير بن القيس المعروف بجزل الطعان يفتخر بذلك ، ويقول :

لقد علمـت معــد أن قـومــي كرام النـاس إن لهــم كرامــا

ألسنا الناسئــين علـى معـــد شهور الحـل نجعلهــا حرامــا

وأي الناس لـم يــدرك بذكـــر وأي الناس لـم يعــرف لجامــا

انظر : "العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير" (5 / 439)

و "تفسير ابن كثير" (4/ 144) وما بعدها

و (تفسير الطبري 14 / 235)

والله تعالى أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc