السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي بعد تتبعي للمشاركات من ألفها الي يائها وجدتها بين مؤيد ومعارض وبين مدافع ومهاجم و في أحيان كثيرة بين متعصب لرأيه ومداهن فأحببت أحبتي أن أضع بعض النقاط على الحروف للتكون لطالب الحق غاية وللمتعصب المتغرطس هداية والله الهادي الى الصلاح .
أول النقاط أحبتنا : اللحية لا ينكرها منكر ولا يخالف في كونها شرع من حمل في قلبه ايمانا وكان بدين الله مسلم لا ينكر مشروعيتها وخطين عريضين تحت شرع لا اتحدث عن كونها (سنة أو فرض) ليس هذا الموضوع ولا المراد ولكنها شرع حقيقة وواقعا فاذا ثبت هذا فالسخرية بها والاستهزاء محظور يقول الله تعالى في سورة التوبة (( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون )) وهنا يجب على كل منصف عاقل وطالب للحق وغافل ان يقف عند هذه النقطة وقفة تأمل .
ثاني النقاط أحبتنا: ان الحكم على الفاعل لا يعني فساد الفعل وبالمثال يقرب التصور والمقال فلو أن احدا من غير المسلمين رأى تصرفات وواقع كثير من المسلمين وقد ترك بعضه الصلوات ومنع كثير منهم من مالهم الزكاة واصبح البعض منهم منغمس في الشهوات والمحرمات بل حتى الشبهات فهل يكون الحكم على الإسلام أم على المسلم الذي لم يحسن تمثيل المسلمين في افعاله هذه ، بالطبع الجواب المنطقي الذي يقوله كل عاقل اللوم على الفاعل هذا جانب أما الجانب الثاني فهل يعقل ان نرد على الإسلام بسبب فعل المسلمين لا والله وحشا لكل عاقل أن يقول ذلك ونفس الحكم يطبق على اللحية فهي شرع أمر بها الدين فاذا تصرف شخص ملتحي بما لا يوافق مظهره فهذا لا يعطينا المبرر بل من غير المنطقي أن نلعن اللحية وكل ملتحي وهذا واضح لك متأمل عاقل.
ثالثا أحبتنا : الحكم على الناس إنما يكون بالظاهر أما القلوب فعلمها عند علام الغيوب والذي يعلم خائنة العين وماتخفي الصدور والسرئر فنحن لنا من الأمور ظواهرها وأما القلوب فالله يتولى سرائرها هذا من جهة ومن جهة أخرى الإيمان أحبتي قول وعمل واعتقاد وكما هو معلوم لدى كل عاقل مسلم أن كل ما أمر به الشرع ودائما اقول الشرع ولا أتحدث عن سنة أو فرض بل شرع جاء به الأمر من الله أو من رسوله صلى الله عليه هذا الشرع الذي هو قوام إيمان العبد لا يمكن تصوره مجرد إعتقاد كما لا يمكن تصوره مجرد أعمال خالية عن الاعتقادات ولا يمكن تصوره أقوال خالية عن أعمال الإيمان الحقيقي هو هذا الذي اجتمعت فيه الإعتقادات والأعمال والأقوال جاء في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله لا ينظر إلى صوركم وألوانكم، ولكن ينظرإلى قلوبكم وأعمالكم" وهذا الحديث وان كان للكثير من الناس مطية للطعن في الملتزمين الانه ليس لهم بحجة ولا لأقوالهم بدليل بل فيه الحجة عليهم وذلك أن اتفقنا في بداية كلامنا أن كل ما أمر به الشرع داخل إما في باب الإعتقاد وهو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث "قلوبكم" أو داخل في باب الأعمال سواء كانت أقوال بالسان كالذكر وقراءة القرآن وغيرها من العبادات القولية أو في باب الأعمال كلاصلاة و والجهاد بل حتى كإعفاء اللحية لكونها شرع كما اتفقنا وهذا مقصود النبي صلى الله عليه وسلم في الحيدث "وأعمالكم" اذا اتضح هذا فما أجمل بنا أن نلتزم بهذا الحديث حجة ويكون لنا لسان حال كما كان للحسن البصري حقيقة مقال قال الحسن "إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني إن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل" اذا علمنا هذا فلماذا الجدال .
رابعا أحبتنا : واجابة على التسائل في بداية الموضوع وهو لماذا تعقد الجزائريون من أصحاب اللحي أقول لك أنا جزائري ولست معقدا منهم بل منهم أصدقائي وجيراني وهم على الخير وفيهم صلاح وتقوى هذا جانب ، أما عن كونهم ارخو اللحى فهم واعتقداهم وكون الجزائر مرت بأزمة شوهت فيها كثير من الحقائق فهذا لا يعني أن ننسلخ نحن من ديننا كي يرضى عنا الناس وبالمثال يقرب المقال من أصحاب محمد من كان على الكفر بل كان معاديا للاسلام فهذا عمر بن الخطاب كان من أشد الناس عداءا للاسلام ثم حانت لحظة التوبة وساعة الأوبة فما ضره ذلك بل صار بعدها الفاروق عمر وهذا خالد بن الوليد كان من اشد الناس عداءا للاسلام ثم جاء الفتح من رب الخلق بالتوبة فصار سيفا من سوف الله المسلولة والأمثلة تطول
وهنا يقال كما قد قيل لا تزر وازرة وزرة أخرى والعبرة بالخواتيم .
خامسا أحبتنا : إنك أن تكون أيها العبد في موقف سكوت وسلامة خير لك من أن تكون في موقف كلام فندامة وكما جاء في الحكمة اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ويالها من حكمة لمن عقلها والأجمل أن يسلكها فالزم السكوت حينما يسلزمك السكوت فانه لك اسلم وتذكر أنه :
ما من كاتب إلا سيفنى /// ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شىء/// يسرك يوم القيامة أن تراه
أخيرا وليس آخر أرجوا من الجميع الإنصاف والتحلي بمكارم الأخلاق ونبز بعضهم البعض بصفات وكلمات نابية فكثيرا ما تكرر على لسان الكثير منكم كلمة "المنافقين – الخونة – اللصوص- الدجالين" وهنا اقول ما هكذا كانت أخلاق النبي صلى الله عليه عليه وسلم بل كان من أخلاقه العفو كان من طبعه الرحمة في مرة من المرات اتي النبي برجل كان يشرب الخمر ويجلد فقال أحد الصحابه " لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به " فقال الحبيب الكريم صلى الله عليه وسلم " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله " هكذا كانت أخلاق الحبيب رجل يعصى الله يرتكب المحرم يشرب الخمر يؤتى به للنبي يجلد لكن هذا لا ينفي عنه كونه مسلم يحب الله ورسوله.
الواجب يا أحبتي يا من نقمت على الملتحي وتريد هتك ستره بل وتسبه وتشهر به لكونه أخطأ ولكونه عصى الله ليس هذا من النصح وليس هذا من الخلق الكريم وليس هذا من طبع النبي الكريم يقول الله تعالى :" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إنه يحب المتوكلين " يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" انما المؤمنون إخوة " فوصيتي للجميع أن يكونوا بهذا الخلق الرفيع و ان يحسنوا التجمل بالرحمة لأن ثوابها عظيم عند الله عز و جل فهي من الإحسان و الله تعالى يقول ( ان رحمة الله قريب من المحسنين) فما اجمل أن نتراحم و أن نبذل من أنفسنا هذا الخلق ليكون من اقوى الدلالات على أن هذه الأمة كالجسد الواحد إذا إشتكى له عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته