لخطاب الذهبي .. عن سيد قطب .. الشيخ بكر عبدالله أبو زيد - الصفحة 11 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لخطاب الذهبي .. عن سيد قطب .. الشيخ بكر عبدالله أبو زيد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-12, 11:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أسباب سكوت من سكت من علماء السنة عن الرد على سيد قطب

أقول:

إن العلماء قسمان: أهل سنة وأهل بدعة، فأما أهل السنة – وبـهم العبرة – فالظاهر أنـهم لم يقرأوا كتب سيد ولم يستفيدوا منها؟
لقد قلت لي شفاها: إن كتاب الظلال أهدي لك وأنت في المرحلة الثانوية فلم تساعدك نفسك على قراءته فوضعته على الرف منذ ذلك الوقت إلى حين حدثتني بـهذا الحديث، وها أنت تقول في (ص 4) من هذه الوريقات التي أناقشها:
اقتباس:
أعتذر عن تأخر الجواب لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس)
فلماذا لم تحظ كتب سيد قطب بعنايتك وأنت الرجل الطموح؟ ولماذا يبقى كتاب الظلال هذا الزمن الطويل قابعا على الرف لا تستفيد منه؟ ولاينال أدنى حظ من عنايتك؟ لا بد لذلك من أسباب وأسباب وحواجز وحواجز عقدية وفكرية ومنهجية أضف إلى ذلك الأساليب الغريبة التي تكد ذهن القاريء وترج دماغه، فكان ينبغي أن تقيس علماء السنة على نفسك فتتصور أنـهم لم يقرؤها كما لم تقرأها أنت وأن الأسباب التي صرفتهم هي الأسباب التي صرفتك لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وقد يكون عندهم أسباب أخرى منها مثلا: اعتقاد أنه جاهل وعنده ضلالات فصرفوا النظر عن قراءتـها والعناية بـها، ولو قرأوها لأدركوا ما فيها من الموبقات ولحذروا الناس منها.

ردود العلماء من السلفيين وغيرهم على سيد قطب

وهناك من رد على سيد كما فعل الشيخ السلفي عبدالله الدويش – رحمه الله – انتقد كتاب الظلال قبل سنوات وسجل نقده في كتاب سماه (المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال) ذكر فيه من أخطاء سيد ثمانين ومائة مسألة، وألف الأخ السلفي سليم الهلالي كتابا كبيرا في نقد سيد قطب قبل سنوات، وانتقد سيدا كل من يوسف القرضاوي وأبو الحسن الندوي وعلي جريشة وفريد عبدالخالق في قضايا التكفير وبعضهم في التهوين من شأن الشرك، وانتقده مجموعة من الإخوان المسلمين تحت إشراف المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبي في كتاب (دعاة لا قضاة) وانتقده الشيخ السلفي محمد ناصر الدين الألباني في وحدة الوجود وانتقده محمود محمد شاكر وآخرون في طعنه في الصحابة وعثمان ومعاوية.
وانتقده محمد الحمود النجدي في (القول المختصر المبين في مناهج المفسرين)
ص (84) في ترجمة سيد قطب فقال: (اسم الكتاب: في ظلال القرآن.
عقيدته
: أوَّل بعض الصفات مثل الاستواء والعلو والكلام والمحبة واليد، وقال: لم أعثر على أحاديث في شأن الكرسي والعرش تفسر وتحدد المراد مما ورد منها في القرآن.
وقال عند قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه).

قال:
وكل ما ورد في الكتاب والسنة من هذه إنما هو تقريب للحقيقة، فالله تبارك وتعالى وضعها في أسلوب يقرب ويمثل).
قال النجدي: (وهذه عبارة الزمخشري).

ثم قال محمد الحمود النجدي:
(وذكر في تفسير قوله تعالى في سورة الحديد (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) وكذا في تفسير سورة الإخلاص كلاما يؤخذ منه القول بوحدة الوجود.
ثم قال:
(وقد اعتُذر عنه في ذلك، أنه شغله أمر الدعوة والحركة لإقامة حكم الله في الأرض، فلم يطلع على ما كتبه أئمة السلف في هذا الباب).
وهذا اعتراف من المعتذرين عنه ببطلان كلامه ثم اعتذار عنه بالجهل بمنهج السلف وأنا أستبعد إطلاق هذا الجهل فمن مراجع سيد: تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير فلا بد أن يكون قد رأى فيهما ما يقرر منهج السلف فيأباه ثم يذهب إلى مذهب الخلف، وله إشارات إلى عدم رضاه بمنهج السلف.([1])
وانتقده كذلك محمد سرور زين العابدين في كتابه (دراسات في السيرة النبوية) (ص321).
وقال محمد توفيق بركات في كتاب (سيد قطب خلاصة حياته... الخ)([2]): (سنحاول في هذه الصفحات التالية بعون الله بيان أهم ما يوجه إلى سيد قطب – رحمه الله – من نقد سواء كان بنية حسنة أو بنية غير حسنة، محاولين قدر المستطاع... وفي حدود علمي أنه لم يظهر كاتب مسلم – في عصرنا هذا - تعرض لمثل ما تعرض له سيد قطب من حيث الارتقاء به إلى درجات عليا، أو الحط بمنزلته إلى درجات دنيا، وما دمنا في صدد الوجه الثاني، فلنلم بخطوط بارزة مما قيل فيه على وجه الإجمال:
1- قيل فيه: إنه النبي الجديد لجماعة إسلامية معينة.
2- وقيل فيه: إنه لا يعرف ماذا يخرج من رأسه، دفعته قوة العاطفة وسلاسة اللغة إلى كلام لاطائل ورائه وليس له معنى محدد.
3- وقيل: إنه رجل خيالي يطلق أحكامه في الهواء، ويطير في أجواء نفسية عليا، فلا يعرف مقتضيات الواقع على الوجه الصحيح.
4- وقيل: إنه كان يجتهد في أحكام شرعية جوهرية دون أن يكون له أي إلمام بالفقه.
5- وقيل فيه: إنه يريد إنشاء حاجز عال بين المسلمين والفقه الإسلامي.
6- وقيل فيه: إنه يريد أن يقطع الناس عن كتب التفسير لكلام عاطفي في الظلال.
7- وقيل فيه: أنه يكفر المسلمين بحيث لايترك إلا عددا محدودا من البشر في دائرة
الإسلام.

8-
وقيل فيه كثير غير ذلك).
فهل علمت بـهذه الردود والانتقادات والتنبيهات التي قام بـها هؤلاء؟!.
وهل سيزول عنك هذا الأسف على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين زعمت أنـهم لم ينبهوا على هذه الموبقات؟.
لا أدري إني أخاف أن تزعجك هذه الردود وفي الوقت نفسه أسأل الله لك العافية، وأن يردك إلى الحق والصواب ردا جميلا.
وأما علماء البدعة فهم الذين انتشر فيهم انتشار الشمس أو انتشار الوباء ومع فرحهم به فقد انتقده بعضهم.
رابعا:
زعمت أنك أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع فوجدت الخُبْر يكذبه الخَبَر، ونـهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القاريء العادي إلى الوقيعة في سيد رحمه الله تعالى وأما القاريء الذي عنده قدر يسير من البصيرة فإنه إذا قرأ الموضوع داخل الكتاب سيجد عنده ردة فعل قوية نحو ما كتبت وعودة الحنين إلى كتب سيد –رحمه الله تعالى -.
أقول:

أولاً: إنني لأرثي لحال رجل حمل راية السنة ردحا من الزمن أن يصل به الأمر إلى هذه الحال الغريبة العجيبة
من المجازفات في الأحكام والجرأة على الطعن بالباطل وتحريك الفتنة بعد أن استسلمت للنوم عجزا عن مقارعة الحق.

علماء أفذاذ وجدوا في الكتاب ما يطابق فيه الخَبَر الخُبْر

على رسلك يا فضيلة الشيخ
فإن الواقع جملة وتفصيلا يقدح في أحكامك الحائدة عن الحق المتحيزة إلى الباطل وأهله ويدحض هذه الأوهام التي تتخيلها فقد قرأ الكتاب من هو أعلم وأوسع مدارك وأعمق فهما منك ومن لهم قدر كبير من البصيرة والبصر فلم تحصل لهم ردة فعل والحمد لله، هؤلاء الأفذاذ النحارير العدول قرأوا الكتاب فوجدوا أن الخبر يطابق الخبر ويصدقه ويؤكده، ذلك أن الكثير من عقائد سيد وأفكاره ضلال في ضلال وباطل في باطل ونصوصه التي عرضت في الكتاب ظاهرة واضحة في البطلان لا تخفى إلا على معاند.
إن هؤلاء الأفذاذ
بعضهم صدع بـهذه الحقيقة شفويا مواجهة وعبر الهواتف من داخل البلاد وخارجها وبعضهم وصلت إليَّ تقاريظهم تحمل التصديق والتأييد والثناء العاطر، فهم إن شاء الله من خيار شهداء الله في الأرض ومن خيار الطائفة الناجية المنصورة الذين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي وعد الله تبارك وتعالى.
ثانيا
: كأنه يسرك الحنين إلى كتب سيد وترعبك إدانة سيد بما جناه على نفسه وعلى الإسلام وعلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هل يسرك الحنين إلى العدالة الإجتماعية وفيها ما فيها من البلايا؟؟!


أيسرك أن تحن نفوس أناس عندهم قدر يسير أو كبير من البصيرة إلى كتاب (العدالة الاجتماعية) (الاشتراكية)؟؟! وهو يدور فيه على ثلاثة محاور مدمرة:
الأول
: الاشتراكية التي حرف سيد نصوص القرآن والسنة وقواعد الشريعة من أجل تقريرها وقسر الأمة عليها.
الثاني
: الطعن في الخليفة الراشد عثمان ومن عاصره من الصحابة وخيار التابعين، والطعن في الدولة الأموية وإخراجها والدولة العباسية عن حدود الإسلام نـهائيا في سياسة الحكم وسياسة المال ومدحه للثوار على عثمان وتفضيلهم عليه... إلى طعون كثيرة ومريرة وخطيرة.
والثالث
: تكفير الأمة الإسلامية.
أيسرك الحنين إلى (الظلال) وقد حشاه ببوائق من العقائد وأفكار الضلال. أيسرك الحنين إلى كتاب بدعة (التصوير الفني) وقد تطاول فيه على نبي عظيم من الأنبياء الكرام؟؟!، وعطل فيه صفات الله العليا ارتكانا إلى طاغوت المجاز والتخييل والتصوير الفني الذي أساء فيه إلى القرآن الكريم([3]). وتحرر فيه من قداسة القرآن وأطلق لنفسه العنان، استمع إليه يقول:
(ولكننا نجد في هذه السور – كما نجد في سواها من السور المكية والمدنية على السواء – مثلا من ذلك الجمال الفني الذي ضربنا له الأمثال.
وإننا لنستطيع أن ندع – مؤقتا – قداسة القرآن الدينية، وأغراض الدعوة الإسلامية ؛ وأن نتجاوز حدود الزمان والمكان ؛ ونتخطى الأجيال والأزمان، لنجد بعد ذلك كله هذا الجمال الفني الخالص، عنصرا مستقلا بجوهره، خالدا في القرآن بذاته، يتملاه الفن في عزلة عن جميع الملابسات والأغراض)([4]).

أقول: من هذا المنطلق منطلق التحرر من قداسة القرآن الدينية تناول سيد قطب نبي الله موسى عليه السلام متجاهلا نبوته ومكانته عند الله وعند المؤمنين وأساء كثيرا إلى القرآن، والله سبحانه وتعالى ما أنزل القرآن إلا لهداية البشر، الهداية الدينية، والهداية إلى الآداب والأخلاق الدينية الإسلامية لا للفن، فلا يرضى الله تبارك وتعالى لأحد يتحدث عن فقه القرآن أو لغته بل ولا عن أي علم من العلوم غير القرآنية أو الإسلامية أن يتحرر من الدين ولا من قداسة القرآن الدينية وعلى أي أساس استند سيد قطب في هذا الانفلات من قداسة القرآن الدينية ويدعي المغالطون من القطبيين رجوعه عما هَذَا به في كتابه بدعة (التصوير الفني).
فنقول
: كلا ليس الأمر كما تدعون فإن واقعه يشهد بخلاف هذا الادعاء وهذا أحد الغلاة فيه يدلي بـهذه الحقيقة ألا وهو صلاح الخالدي فيقول في كتاب (نظرية التصوير الفني عند سيد قطب):
[ نصيحة للشباب المسلم في الإقبال على كتاب التصوير الفني ]:
(إنني أتوجه بنصيحة إلى تلاميذ سيد قطب ومريديه من الشباب المسلم العامل المجاهد...
أدعوهم فيها إلى الإقبال على كتابي (التصوير الفني في القرآن) و (مشاهد القيامة في القرآن) يقرؤنـهما ويتذوقون ما فيهما من متعة فنية جمالية، ويدركون الجمال الفني في القرآن كما بينه سيد قطب فيهما!
إن الكثيرين من الشباب المؤمن يعتبر هذين الكتابين لا فائدة منهما للعاملين المجاهدين لأن سيد قطب ألفهما في حياته الأدبية! وهذا وهم... فإن الجمال الفني في التصوير القرآني لا يدرك إلا بعد قراءة هذين الكتابين وإن إدراك هذا الجمال ضروري للعامل المجاهد ليعرف الكثير من الكنوز المذخورة في دستوره الفريد الحبيب! ثم إن سيد قطب لم يزل معتمدا كتابه (التصوير الفني) ومعتزا به، حتى آخر أيام حياته، فكثيرا ما كان يحيل عليه في الطبعة المنقحة من الظلال. وهذه الإحالات دعوة منه إلى الدعاة المجاهدين، للرجوع إلى كتابه هذا والإقبال عليه...)([5]).

([1]) انظر في تفسير سورة الحديد (6/3480) حيث قال: (والقول بأننا نؤمن بالاستواء ولاندرك كيفيته لا يفسر قوله (ثم استوى) والأولى أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة كما ذكرنا).

([2]) (ص 176-177) ط دار التوحيد، بيروت.

([3]) بمثل قوله فيه في (ص 97-98) (كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم...)الآيات.في وسط هذا الروع الذي يبثه ذلك العرض العسكري الذي تشترك فيه جهنم بموسيقاه العسكرية المنتظمة الدقات المنبعثة من البناء اللفظي الشديد الأسر وبين العذاب والوثاق النموذجي يقال لمن آمن (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك...) الآية... إلى أن يقول: والموسيقى حول المشهد مطمئنة متموجة رخيّة في مقابل تلك الموسيقى القوية العسكرية...) وله هراء كثير بمثل هذا الكلام الساقط في الظلال.

([4]) التصوير الفني في القرآن (ص 24).

([5]) (ص 401)








 


قديم 2011-11-12, 11:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فماذا سيقول المغالطون؟

على رسلك يا صاحب (حكم الانتماء) و (الرد على المخالف) و (هجر المبتدع) ورفقا بنفسك فلا تجمح بك العواطف العمياء نحو سيد وعقائده وأفكاره.

خامسا:
زعمت: (أنك تكره لنفسك ولي ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح وأن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته).
سبحان الله ما ذا تريد بـهذا التوجيه؟؟

أتريد إغلاق باب من أعظم أبواب الجهاد والذب عن حياض الحق والسنة من أجل سيد قطب؟؟!.
أترى في اجتهادي في الذب عن الصحابة الكرام وردي لاشتراكيته وغضبي لنبي الله موسى عليه السلام ودحض تأويلاته الباطلة إهداء لحسناتي إلى من فعل كل هذه الأفاعيل؟؟
فهل وصلت إلى التوبة والندم من ردودك على أبي غدة والصابوني؟ وهل وصلت إلى أن في ردودك عليهما إهداءا لحسناتك؟؟ اللهم غفرا ولطفا.
ليت ذنوبنا كلها من هذا الباب باب الجهاد بالرد على أهل البدع فدع عنك التخذيل أيها الرجل ولا تناقض كلامك الحق في كتابك الرد على المخالف ص (69) واثبت على الحق ولا تتزلزل ولا تضطرب واسأل الله أن يثبت قلبك على الحق.
محاربة الشيخ بكر سابقا لظاهرة التخذيل


قلتَ:
(المبحث الرابع ظاهرة التخذيل).
مضى مايتم به ثلج اليقين من أن حراسة الدين بالرد على المخالف من الجهاد الواجب والدفاع اللازم... في إطار حرمات المسلمين المشمولة بحفظ الضروريات الخمس لحياتـهم وهي:
الدين، النفس، المال، العقل، العرض.
وأن هذه العقيدة الجهادية من معاقد الإسلام الجارية لدى أهل السنة والجماعة، فهي سمة بارزة وعلامة فارقة بينهم وبين الخالفين ومن (فصائلها) لدى العلماء: الانفاق من ساعات العمر، للرد على إخوان الباطل كل بما وسعه من علم ومعرفة يزن بـهما ما يجوس خلال الديار، ويخالط الأفكار من عدوان ومنكر، وبدعة وهوى حتى يصيره هباء ولا يزال ركب الإيمان على هذا الصراط ومن اهتدى).
وقلت فيه – تاب الله عليك -
: (والتخذيل لا يسري في أمة إلا وتسعى في إسقاط نفسها بنفسها وتوجد من تقصيرها وتخذيل الناصحين فيها معاول لهدمها).

نَقْلُ الشيخ بكر لكلام شيخ الإسلام في عقوبة من يذب عن أهل البدع وتعليقه عليه

ثم قلت كلاما شديدا في المخذلين. ثم قلت أيضا أيها الفاضل: (وهذا كلام في غاية النفاسة والدقة لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – إذ يقول: (ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أوذب عنهم أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتـهم، ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟ أو قال: إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات، لأنـهم أفسدوا العقول و الأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء وهم يسعون في الأرض فسادا، ويصدون عن سبيل الله...)([1]).
وقلت أيها الشيخ
– تعليقا على كلام شيخ الإسلام – رحمه الله:
(وإذا كانت الأشباح التي تحمل نفوسا محشوة بمرض الشبهة وما تلقيه بين يدي الأمة من أمراض متنوعة هي أسوأ داء ينزل في ساحة المسلمين، ويتجول بينهم، ويدمر طلائعهم، فإن المسلم الموحد ليصاب بأذى مضاعف من المقرنين بالتخذيل، إذا خفقت في الصف ريحهم، فما أن يقبض عالم قبضة من الهداية ليرمي بـها بدعة وعماية إلا وترى في الصف نزرا رغبت بطونـهم ملتفين بملاآتـهم، أشغلتهم دنياهم عن آخرتـهم دأبـهم (الموالسة) يرمون بالتخذيل، والتحطيم، صبرة بلا كيل ولا وزن، فيبسطون ألسنتهم بالنقد حينا، والاستعداء أحيانا، وينزلون أنفسهم في (روزنة)، يفيضون منها الحكمة والتعقل، والذكاء الخارق في أبعاد الأمور، وهكذا من أمور ما إن تفور إلا وتغور؟ وهم في الحقيقة المخذولون المنزوون عن الواقع، الفرارون من المواجهة، وارثوا التأويل الخاطيء لقول الله تعالى (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)...

التخذيل المشوب بالإعراض عن مواجهة الباطل من تحريف الكلم عن مواضعه عند الشيخ بكر سابقا ثم وقع في ذلك لاحقا

(
فهذا التخذيل المشوب بالإعراض عن مواجهة الباطل من باب تحريف الكلم عن مواضعه، والمعرض عن رد الباطل بعد تذكيره يخشى أن يدخل في الذين إذا ذكروا بآيات ربـهم يخرون عليها صما وعميانا... إلا أن التخذيل في هذه المسيرة الآثمة كما أنه انصراف عن معاضدة العدل، ونصرة الحق، وتعرية لفرسان الدعوة وهز لموقفهم، فهو مظاهرة للمجرمين، من المبتدعين والمفسدين، والله سبحانه قد نـهى عن ذلك فقال: (فلا تكونن ظهيرا للمجرمين)... والحاصل أن (التخذيل) يواجه المجاهدين بألسنتهم وأقلامهم وسنانـهم... لكنه مع حامله كصحوة الموت يتقلص ويضمحل بين غمضة عين وانتباهها والعاقبة للمتقين. وهذه سنة الله الجارية بالنصر والتأييد لكل حامل حق وبخاصة (حراس الشريعة) الذين ينفون عن دين الله كل هوى وبدعة فيكون قولهم الأعلى ومقامهم الأسنى)([2]).
وكذلك قلت في موضع آخر تعليقا على كلام شيخ الإسلام السابق: (فرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وسقاه من سلسبيل الجنة آمين، فإن هذا الكلام في غاية الدقة والأهمية وهو وإن كان في خصوص مظاهرة (الاتحادية) لكنه ينتظم جميع المبتدعة فكل من ظاهر مبتدعا، فعظمه أو عظم كتبه، ونشرها بين المسلمين ونفخ به وبـها وأشاع ما فيها من بدع وضلال، ولم يكشفه فيما لديه من زيغ واختلال في الاعتقاد – إن من فعل ذلك – فهو مفرط في أمره، واجب قطع شره لئلا يتعدى على المسلمين.
وقد ابتلينا بـهذا الزمان بأقوام على هذا المنوال يعظمون المبتدعة وينشرون مقالاتـهم، ولايحذرون من سقطاتـهم وما هم عليه من الضلال، فاحذروا أبا الجهل المبتدع هذا. نعوذ بالله من الشقاء وأهله)([3]).

دعوة الشيخ بكر إلى قراءة كتب السلف وكتبه السلفية


أقول:
أعد النظر في كلام شيخ الإسلام ثم في تعليقك عليه وتأملهما طويلا وتأمل بقية كتاباتك في هذا الكتاب وغيره لعل ذلك يساعدك مساعدة فعالة على العودة إلى جادة الحق وإلى القمة الجهادية التي تربعتها في نصرة الحق والسنة، ولعل ذلك يساعدك مساعدة قوية في إدراك فداحة ما آل إليه أمرك بكتابة (تصنيف الناس بين الظن واليقين) وهجومك الشرس - على من يكافح وينافح الباطل والضلال وأهلهما ويستميت في إعلاء كلمة الحق ونصرها – في خطابك هذا فلم تكتف بمجرد التخذيل كما وصفت به من وصفت بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وهو الذب والدفاع عن الباطل وأهله بحرقة وعنف.

من هم الذين يفرحون بكتابات الشيخ بكر الأخيرة

وإذا أردت أيها الأخ أن تعرف حقيقة الأمر وجليته فاعرف جيدا من هم الذين يفرحون ويأشرون ويبطرون بكتاباتك الأخيرة؟؟!.

إنـهم الحزبيون أهل البدع والأهواء فهم والله زبائنك اليوم.
فواحسرتاه عليك
إن تماديت في هذا المضمار الخطير راكبا متن عمياء وضاربا في مجاهل البيداء.

قال الشيخ بكر (ص 1):
اقتباس:


(نظرت فوجدت هذا الكتاب يفتقد (أصول البحث العلمي)، الحيدة العلمية، منهج النقد، وأمانة النقل والعلم، عدم هضم الحق ؛ أما أدب الحوار، وسمو الأسلوب، ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بـهاجس).


خطاب الشيخ بكر هو الذي يفتقد أصول البحث العلمي

أقول:

سبحان الله، إن كل ماقاله الشيخ بكر ينطبق تمام الانطباق على خطابه هذا، فقد اشتملت على قلة أوراقها على عيوب مخجلة من افتقاد أصول البحث العلمي، ومن الحيدة عن منهج الحق، وعن أمانة النقل والعلم وخذلان الحق...، أما أدب الحوار فقد ابتعد عنه كل البعد في هذا الخطاب، فلعله لم يخطر على بال، أما سمو الأسلوب ورصانة العرض فسلوا العقلاء المنصفين عنهما في كتاباتي، وأحمد الله أن كتاباتي محببة عند أهل الحق جميعا تسر المؤمنين وتغيظ المبطلين، وتمتاز والحمد لله بجودة العرض وقوته ورصانته وقوة الحجة والبرهان بعيدة عن التشدق والتقعر ورص الألفاظ الغريبة والوحشية التي يظنها الجهلاء أنـها بلاغة وهي عي وفهاهة.


قال الشيخ بكر بعد تلك السموم التي نفثتها نفسه:

(وإليك التدليل) – أقول أنا ربيع – ارهفوا أسماعكم وشدوا أبصاركم لهذا التدليل العجيب.

اتـهـام باطـل

قال:
اقتباس:

(أولا: رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد قطب – رحمه الله – من طبعات سابقة مثل (الظلال) و (العدالة الاجتماعية) مع علمكم كما في حاشية (ص 29)
([4]) وغيرها أن لها طبعات معدلة لاحقة ؛ والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية تسليط النقد – إن كان – على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف – إن شاء الله – على معلوماتكم الأولية لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولما يعرف هذا)؟؟!.

أقول:

ياشيخ لقد اقحمت نفسك في ميدان تجهله غاية الجهل([5]) فلا يمكن أن تجيد فيه الكر والفر ولا بد أن تكون الصريع الأول فيه فأنت لا تعرف فيما يبدو عقائد سيد قطب ولا أفكاره ولا طبعات كتبه ولا أي الطبعات اعتمدت، ولا هل حصل من سيد تعديل أو لا ؛ كل ذلك تجهله جهلا مطبقا يرثى لك فيه غاية الرثاء ومع كل ذلك لم تفكر في العواقب الوخيمة التي ستترتب على هذا الاقتحام المحفوف بالمخاطر ؛ فلم تأخذ أي أهبة لمعركة ربما كنت تعتقد أنـها حاسمة وفاصلة، بل تناولت القضايا والأمور الخطيرة بأطراف أناملك فكانت النتيجة ضد ما تخيلت فكنت أول صريع لهذا البغي، وعلى الباغي تدور الدوائر.
وأقول
: الآن هل قرأت كتابي (الأضواء) قراءة جادة متأنية و رأيت الإحالات فيه فرجعت إلى طبعات كتب سيد القديمة والأخيرة([6]) فتأكدت فعلا أنني تحريت مكرا وخيانة الطبعات القديمة المنسوخة وأعرضت عن الطبعات الأخيرة الناسخة لألصق بسيد عقائد وأفكار قد تاب منها ورجع عنها؟، إن كنت فعلت ذلك فإن أصول المنهج العلمي الذي تدعي أن كتابي يفتقدها يفرض عليك أن تدلل وتبرهن على ذلك ببيان النسخ التي اعتمدت عليها وبيان صفحاتـها وتاريخ طبعها وذكر الكلام الناسخ الذي تاب فيه سيد وأناب إلى الله في الطبعات المتأخرة من مثل طعنه في عثمان – رضي الله عنه – وإسقاط خلافته في كتاب (العدالة) ومثل تعطيل صفات الله تعالى في كتاب (الظلال) و (التصوير الفني في القرآن)، ومثل الاشتراكية في (العدالة الاجتماعية) و (معركة الإسلام والرأسمالية)، ومثل تكفير الأمة في (الظلال) و (العدالة الاجتماعية) و (الإسلام ومشكلات الحضارة)، ومثل وحدة الوجود في (الظلال)([7])... وهكذا سائر القضايا ؛ وإذ لم تفعل ولن تستطيعه لا أنت ولا الإخوان المسلمون ولا القطبيون جميعا بل ولا الطوائف الضالة جميعها التي تبجل سيد قطب وتدين فكره، لن تستطيعوا جميعا أن تثبتوا ما ادعيته من أنك رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد –رحمه الله تعالى – على طبعات سابقة منسوخة مثل (الظلال) و (العدالة الاجتماعية)، ولا أن تثبتوا رجوعه عن بدعه وضلالاته التي شَحَنَ بـها كتبه.

([1]) وقد وقع الشيخ بكر في الذب عن سيد والثناء عليه وعلى أسلوبه وعظم كتبه وأوجب الإستفادة منها وساعد أنصاره بكتاب (التصنيف) بل وبكتاب (لاجديد في الصلاة) وهذا (الخطاب) وتَكلَّف المعاذير عن سيد ولم يعاون في القيام عليه وعلى أنصاره المتشربين لمنهجه وكره نقده والكلام فيه بل ذعر من ذلك ذعرا شديدا.

([2]) الرد على المخالف ص (71-74).

([3]) هجر المبتدع ص (48 – 49).

([4]) مافي حاشية (29) من (الأضواء) يدين الشيخ بكر من جهتين:
الأولى:
أني عنونتها بقولي (طعنه – أي سيد – في عثمان وفي روؤس قريش من الصحابة) وسقت لسيد في هذه الصحيفة ست طعنات في عثمان والصحابة، وهذا كاف لحفز أي مسلم للغضب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لمن يطعن فيهم فضلا عن طعن سيد قطب الكثير في كتاب (العدالة).
الثانية
: أني أحلت على (العدالة) في هذه الطعون على طبعتبن [الثانية عشرة ] و [الخامسة ] لبيان إصرار سيد قطب على طعنه في الصحابة إلى أن مات وإصرار ناشري فكره على ذلك ثم بينت فرقا لفظيا في هذا الموقع لا يغير من جوهر الطعن فأخذ الشيخ بكر من هذا حجة عليَّ في زعمه في الإعتماد على الطبعات الأولى فاعتبروا يا أيها المسلمون وواأسفاه.

([5]) قلت هذا بناء على زعمه أنه لا يقرأ في كتب سيد قطب فإن كان هو من قُرَّاء كتب سيد ثم أخفى ذلك عني فهو يتحمل مسؤلية ذلك.

([6]) كتبت هذا أول الأمر في شهر رمضان ثم راجعت إشارته إلى حاشية ص (29) من مخطوطة (الأضواء) في 26 من شوال، فوقفت على أمر مذهل، فعلقت عليه بما رأيته في الفقرة السابقة، وعلى كل حال فأمر هذا الرجل يحير الألباب ولغز من الألغاز!!.

([7]) والدندنة حولها في (المقومات) و (الخصائص).









قديم 2011-11-12, 12:16   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اتـهامات جريئة


قال الشيخ بكر:

اقتباس:

(وأكتفي بـهذه من الناحية الموضوعية وهي المهمة ومن جهات أخرى أبدي ما يلي:
1- مسودة هذا الكتاب تقع في (161) صفحة بقلم اليد وهي بخطوط مختلفة، ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد إلا أن يكون اختلف خطكم أو اختلط عليَّ أم أنه عهد بكتب سيد قطب - رحمه الله تعالى – لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافكم أو إملائكم لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا مما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندي كاف في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم)([1]).
أقول: إن كتاب أضواء إسلامية تأليفي وصياغتي أما اختلاف خطوطه فنعم كانت عيني تؤلمني فاحتجت إلى من يساعدني في تبييض بعضه بل احتجت أثناء تأليفه إلى تصوير بعض الورقات من كتب سيد قطب فصورتـها لأناقشها بنفسي وبأسلوبي ونقدي وصياغتي بل قد احتجت في نادر من الأحيان إلى من ينسخ لي حديثا فأقوم أنا بتخريجه من مصادره وبيان درجته والحكم عليه وكل هذا أمر سائغ شائع بين العلماء قديما وحديثا لا يعاب به أحد ولا يستجيز مسلم ولا غيره أن ينسب كتابا حصلت فيه مساعدة من هذا النوع إلى غير مؤلفه ولا يستجيز أحد تعييره وإن العلماء الكبار ليذهبون إلى أكثر من هذا من البصراء والأكفاء فمن الأكفاء الإمام الترمذي والسهيلي صاحب (الروض الأنف) ومن البصراء الإمام البخاري ويعقوب بن شيبة وأبو داود رحمهم الله.
قال الخطيب: (قال الأزهري: وبلغني أن يعقوب كان في منزله أربعون لحافا، أعدها لمن كان يبيت عنده من الوراقين لتبييض المسند ونقله، ولزمه على ما خرج من المسند عشرة آلاف دينار([2]) ومن الأكفاء المؤلفين شيوخنا الأجلاء الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبدالله بن حميد والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ولم يغمز هؤلاء العلماء ولا أولئك أحد ممن يفهم ويعقل مع أن ما قدم لي من المساعدة لا يعد شيئا بالنسبة إلى ما يعان به العلماء المذكورون آنفا وكم من الرسائل الجامعية يعلن أصحابـها جزيل الشكر في صالات المناقشات لكل من مد لهم يد المساعدة ولا ينكر على أحد منهم ولا يوجه إليهم لوم.
فما بال الشيخ بكر يطعن، ويهوش بشيء يعرف هو أنه لا يجوز عقلا ولا شرعا ولا عادة الطعن به ولعله من أكثر الناس ممارسة لهذا وأشدهم احتياجا إليه.
أما قول الشيخ بكر: (ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد إلا أن يكون اختلف خطكم أو اختلط علي).
أقول: إن خطي لم يختلف وما أظنه اختلط عليكم.
وإلى القراء الصفحات التي هي بخطي أو شاركني في تبييضها بعض الناس:
أولا – صحائف كلها بخط يدي وهو يعرفه كما اعترف بذلك (ص 8/15/16/17/18/25/28/29/30/32/33/34/35/36/37/41/43/48) وهذه تعليق على أسطر مصورة من كتاب (معالم في الطريق) و 52/ج، 52/د، 53/أ، 54، 62، 69، 70، 76، 83، 87، 90، 91، 99، 100، 101، 102، 103، 104، 105، 108، 109، 114/ب، 117، 120، 122، 123، 124، 128، 129، 130، 131، 132، 134، 136، 139، 140، 141، 142، 143، 144، 145، 146، 152، 153، ومجموع هذه الثلاث يعادل صفحة واحدة، 155، 157، 158، إلا ثلثي سطر، 159، هذه ست وستون صفحة خالصة بخطي إلا بعض سطر من صفحة 158 كما ترى فما الذي أعمى بكرا أبازيد عن كل هذه الصحائف حتى لو كان استعرض الكتاب مجرد استعراض إنه الهوى والرغبة الجامحة في الطعن والتشويه وإن هذا العمل وأمثاله لا يصدر إلا من قلب مريض بالهوى أعاذنا الله والمسلمين من الهوى وأمراض القلوب والنفوس ومع كل ما ارتكبه من ظلم يقول (إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء) كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ثم هب أن الكتاب كله من أوله إلى آخره بقلم غيري فهل يعتبر عاقل منصف ذلك طعنا.
وإذا أملى عالم على طالب أو طلاب أو كلف طالبا بنقل حديث أو قول من كتاب ثم خرجه ذلك العالم وشرحه واستنبط منه العقائد والفقه أو نقد ذلك القول وبين فيه وجوه الضلال والإنحراف.
أيكون ذلك الطالب شريكا في التأليف؟؟.
وهاك صحائف شاركني بعض الطلاب في تبييضها (ص 6،21،22،24،26،27،31،38،39،45،46،47،52،58،59،63،64، 64/ج،66،67،73،77،78 والباقي مصورة من كتاب الندوي 81،85،97،98،106،111،112،114/أ،115،116،118،135،138،
149،150،151،154،160 هذه أربعون صفحة حصلت مشاركة في تبييضها على تفاوت فبعضها بيض معظمها بقلمي وبعضها معظمها بقلم غيري([3])، والقليل من الصفحات الكاملة تبييض غيري ولا عيب في ذلك كما سلف لكن من المستغرب جدا أن الشيخ يتعامى عن كل هذا الذي يعرفه ويعيب بما يعلم أنه ليس بعيب.

قال الشيخ بكر:
اقتباس:

2- (مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى آخره يجري على وتيرة واحدة، وهي أنه بنفس متوترة وتـهيج مستمر ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الإحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدل... وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية)([4]).
أقول: على هذا المقطع مآخذ:
الأول: أن فيه مناقضة لما في المقطع السابق من الادعاء المبطن من أنني عهدت إلى عدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافي أي أن مؤلفي الكتاب غيري تحت إشرافي، وإذا كان الأمر كما تزعم فكيف تجري كتاباتـهم على وتيرة واحدة وقد فاوت الله بين البشر في صورهم وطباعهم وأخلاقهم وأساليبهم في الكتابة؟ فلا بد أن تظهر الفوارق بين أساليب هؤلاء المشتركين إن كان قد وقع اشتراك وإن جريان الكلام على وتيرة واحدة كاف لنسف هذا الزعم الباطل.
الثاني: أن الكتاب أرفع وأعلى قدرا شكلا ومضمونا وغاية وأسلوبا من أن يكون فيه شيء مما وصفته به، وقد عرف قدره ومنـزلته وفرح به أهل الحق في كل مكان ونزل عليهم نزول الغيث المريع بعد جدب طويل وهو موجود وفي متناول يد كل منصف ولن يؤيدك على هذا الكلام إلا من أنـهكه الهوى بل بلغني الثناء عليه ممن كان من المتحزبين ثم أفاق من غيبوبته.
الثالث:قد برهنا لكم أننا لم نؤاخذ سيد قطب إلا بصريح كلامه، وواضحه أما المتشابـهات والمحتملات فما أكثرها فقد ضربنا عنها صفحا، بل قد ضربنا صفحا عن كثير من زلاته الواضحة.
ومثل هذا التهويش الذي لا يعجز عنه أحد قد قيل في كلام أكابر العلماء وفحولهم المتَّسِمين بالعدل والإنصاف والعلم الغزير، فكم من طاعن في الإمام أحمد وعثمان بن سعيد الدارمي وعبدالله بن أحمد وابن خزيمة وابن تيمية وابن القيم وابن عبدالوهاب و أمثالهم وكم من مدافع عن أهل الباطل من مثل ابن عربي والتلمساني وابن الفارض والحلاج، فلي أسوة بأئمة الإسلام الصادعين بالحق والمنافحين عنه، ولقد حكمت أيها الشيخ على الكتاب من أوله إلى آخره بـهذه الأحكام المشوهة.
ولقد اعترفت عندي أنك لم تقرأ إلا قطعتين من فصلين وطلبت منك بإلحاح تكملة الفصلين فأبيت أشد الإباء، ثم الآن تُشعر القراء بأنك قرأت الكتاب من أوله إلى آخره، وسواء صح هذا أو ذاك فكلاهما عليك لا لك، فإن كنت قرأته كله فمستحيل أن يكون كتاب من أوله إلى آخره مثل ما وصفت، ولو كان مؤلفه يهوديا أو نصرانيا أو رافضيا، فكيف بمسلم سلفي؟؟!.
وما عرفنا ناقدا يجازف مثل هذه المجازفات وإن كنت قرأت القطعتين المشار إليهما فقط، ثم حكمت على الكتاب كله كما واجهتني بذلك كفاحا، فما عرفنا حاكما حكم بمثل هذا الحكم، ولقد آذيت نفسك أشد الأذى بمثل هذه المجازفات، وإني لأرثي لحالك ومشفق عليك، ولا أريد أن أتناول أسلوبك في مؤلفاتك فإني لو أردت ذلك لوجدت مجالا فسيحا للنقد بحق.


([1]) ص (3).

([2]) تاريخ بغداد (14/281) وسير أعلام النبلاء (12/477).

([3]) والأصل الخطي الذي صورت للشيخ بكر منه هو الذي صورت منه لبعض المشايخ، وهو موجود لديهم يشهد على ما فصلناه ويزيف دعواه.

([4]) ص (3).









قديم 2011-11-12, 12:17   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشيخ بكر بين الإفراط والتفريط
قال الشيخ بكر:
اقتباس:
(3- من حيث الصياغة إن قارنا بينه وبين أسلوب سيد - رحمه الله تعالى – فهو في نزول وسيد قد سما وإن اعتبرناه من جنابكم الكريم فهو أسلوب (إعدادي) لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز العالمية العالية.
لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة واليان وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم)
( ).
أقول:
إني أشك في كثير من الفقرات في هذا البحث وأستبعد أن تكون من أفكار بكر وصياغته التي عهدتـها وغيري وعلى كل فقد تخللت هذه فقرات بحثه ورضى أن تنتشر باسمه فهو يتحمل مسؤليتها.

أسلوب رادع للغلاة في سيد أُلجئت إليه فليحتمله القارئ

أريد أن أوضح قضية سمو سيد قطب في صياغة الكلام والأسلوب المعجز، فسيد يحب السمو والتحليق في الآفاق الغابرة حتى ليترآه مريدوه، كما يتراؤن الكوكب الدري الغابر في الأفق، وساعده على هذا السمو والتحليق في الآفاق العليا البعيدة – في نظر مريديه – وجود محطات فضائية كثيرة جدا فلا يكاد ينتهي وقود التحليق بعد إقلاعه من محطة ما إلا وتواجهه محطة أخرى، فهو لأجل ذلك في تحليق وسمو دائبين، فمثلا شحن مركبته من محطة التنقص لنبي الله موسى الكليم، وحلق في أجواء من يؤذي الأنبياء ويتنقصهم وما كاد ينتهي به الوقود فإذا بمحطة الروافض تستقبله فيشحن مركبته من وقودها للطعن في أصحاب رسول الله ، ثم حلق في هذه الأجواء طويلا جدا لأنه أخذ شحنات هائلة من الوقود وهكذا في خلال هذا السمو والتحليق مر بمحطات كثيرة وأجواء عريضة فسيحة من التجهم والاعتزال وحظ من وحدة الوجود، والتحليق في أجواء تكفير الأمة.
فإن كان الشيخ بكر قد قرأ الكتاب كله كما يشير إلى ذلك قوله في الفقرة السابقة لهذه الفقرة وهو: (إلا أن الكتاب من أوله إلى آخره يجري على وتيرة واحدة)، فلا بد أن يكون قد رأى تنقصه لنبي الله موسى وإيذاءه.

عشرة أمثلة من ذم سيد قطب لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام وإيذائه
فهل هذا سمو؟

بمثل قوله:-
1- (لنأخذ موسى ؛ إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج).
2- وقوله: (وهنا يبدو التعصب القومي، كما يبدو الانفعال العصبي).
3- وقوله: (وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية فيثوب إلى نفسه شأن العصبيين أيضا).
4- ويقول: ( فأصبح في المدينة خائفا يترقب  وهو تعبير مصور لهيئة معروفة: هيئة المتفزع المتلفت).
5- ويقول: (وينسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه وخوفه وترقبه).
6- ويقول: (فلندعه هنا لنلتقي به في فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات، فلعله قد هدأ وصار رجلا هادئ الطبع حليم النفس، كلا فها هو ذا ينادى من جانب الطور الأيمن أن ألق عصاك فألقاها فإذا هي حية تسعى، وما يكاد يراها حتى يثب جريا لا يعقب ولا يلوي... إنه الفتى العصبي نفسه، ولو أنه قد صار رجلا فغيره يخاف نعم، ولكنه كان يبتعد منها ويقف ليتأمل هذه العجيبة الكبرى).
أعوذ بالله من سوء الأدب مع العلماء، فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
7- يقول: (ثم لندعه فترة أخرى لنرى ماذا يصنع الزمن في أعصابه... ثم حدث ما لا تحتمله أية أعصاب إنسانية بله أعصاب موسى).
و أعوذ بالله مرات وكرات، كيف يصور هذا النبي الكريم في أدنى درجات العصبيين.
8- و يقول فيه عليه السلام: (عودة العصبي في سرعة واندفاع).
9- و يقول: (ثم هاهو ذا يعود فيجد قومه قد اتخذوا لهم عجلا إلها وفي يديه الألواح التي أوحاها الله إليه فما يتريث وما يني  وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه  وإنه ليمضي منفعلا يشد رأس أخيه ولحيته ولا يسمع له قولا).
10- ويقول معلقا على قول الله تعالى عن موسى:  قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 
(هذا في حنق ظاهر وحركة متوترة)( ).

أقول: بـهذا الأسلوب الساقط الهابط يترجم لنبي الله موسى القوي الأمين الصابر العظيم على أشد ألوان الأذى فهل هذا عند الشيخ بكر من السمو والتحليق.
ولو وصف أحط الناس بعبارة واحدة من هذه العبارات السيئة السخيفة لاستشاط غضبا وأنفة لرجولته، وهل تحتمل أنت أيها الشيخ مثل هذه الترجمة أو بعضها؟ كلا ثم كلا.
قال سيد قطب هذه السفاهات في كتابه بدعة (التصوير الفني) وهو من إسلامياته ويعد عند أتباعه من روائعه وفيه من البلايا والدواهي ما يندى له الجبين، وظل هذا الكتاب يطبع وينشر كرات ومرات في حياة سيد قطب وإلى يومنا هذا.

كانت مناقشتي في الأضواء لسيد علمية ومهذبة

ولقد ناقشته في كتابي (أضواء إسلامية) مناقشة علمية مؤدبة مهذبة ولم أسمح لنفسي أن أصفه بشيء مما وصف به نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام، فيأتي مثل الشيخ بكر فيصف كلام سيد قطب بالسمو، وكلامي بالنـزول.
لقد هزلت حتى بدا من هـزالها كلاها وحتى سامها كل مفـلس

منزلة نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين

لقد اعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلك نبي الله موسى قمة وقدوة في الصبر، روى الإمام البخاري( )رحمه الله عن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: (قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما، فقال رجل: إن هذه القسمة ما أريد بـها وجه الله، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه، ثم قال: يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر).
فهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصف موسى بأنه كان صبورا حليما، يصبر على الأذى الكثير ويجعل منه أسوة وقدوة في الصبر، وسيد قطب يرميه بأنه عصبي المزاج، متوتر الأعصاب، بل النموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج، والله يحكي وصفه بالقوي الأمين، فغضبه لله وأخذه برأس أخيه يجره إليه، وقوله للسامري:  وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا  دليلان على قوته في دين الله لا على عصبيته وكل ما وصفه الله به أدلة على كرامته ومنـزلته عند الله لا على ما وصفه به سيد قطب، والله يقول له:  إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي  ويقول:  وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى  ويقول:  ولتصنع على عيني  ويقول:  واصطنعتك لنفسي
فيتجاهل سيد قطب كل هذا، وينتزع له من الآيات الدالة على عظيم منـزلته عند الله أنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج إلى آخر إساءاته التي رماه بـها وكل هذا وأضعاف أضعافه من الضلالات والدواهي عند الغلاة في سيد قطب لا يضر ولا يهز مكانته بل يوصف كلامه فيها بالسمو، وكلام من يناقشه بالنـزول أي أنه كلام ساقط هابط.
هذه بعض أحكام من يريدون أن يقيموا دولة العدالة والخلافة الراشدة ويرفعوا شعار أنه لا حكم إلا لله، فهل هؤلاء الذين لا ينصفون الله والإسلام ولا يعطون العدل لمقام النبوة والصحبة ولا للدولة الأموية والعباسية ويشيدون بطواغيت من طواغيت العصر أينتظر منهم أن يقوموا بالعدل وأن يقيموا دولة العدالة، أضف إلى ذلك ما يتمتعون به من الإرهاب الفكري ضد من يقول كلمة الحق والعدل وتشويه سمعة كل من ينتقد أخطاؤهم بالدعايات الظالمة والإشاعات الكاذبة التي يخجل منها أشد الناس ضلالا وانحرافا.

شروط الشيخ بكر تقتضي تكسير أقلام العلماء أمام هجمات أدباء أهل الضلال والبدع على الحق وأهله
يقول الشيخ بكر:
اقتباس:
(لابد من تاكفؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم)( )

أقول: معنى هذا أن نكبل العلماء من الفقهاء والمحدثين والمفسرين وأن نكمم أفواههم وأن نكسر أقلامهم فلا يجوز لهم أن يعترضوا على الأدباء أو ينتقدوا أخطاؤهم وضلالاتـهم، فإذا طعن أديب رافضي أو معتزلي أو ملحد أو علماني، وسكت عنه الأدباء الذين يكافئونه في القدرات، والذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان والتقعر والتشدق فيجب على الفقهاء والمحدثين الذين لم يتخصصوا في الأدب أن يسكتوا وإلا فلتكمم أفواههم ولتكسر أقلامهم، ويقال للأدباء وأصحاب القدرات في الذوق الأدبي... الخ
خلا لك الجو فبيضي واصـفري ونقـري ما شئت أن تنقري
يا شيخ بكر أنت تدعو في كتبك إلى حراسة الدين فمتى كان الأدباء مثل: واصل بن عطاء، والجاحظ، وأبي نواس، والمعري، والمتنبي، وطه حسين، والزيات، وهيكل، وأضرابـهم وأشياعهم من حراس الدين.
وإن معظم من تصدى للانحرافات وضلالات أهل البدع والأدباء أصحاب الأذواق الأدبية لا تبعد أساليبهم وقدراتـهم في الذوق الأدبي عن أساليب وقدرات ربيع.
واقرأ كتب السنة كلها تجد صدق ذلك فهل نشطب عليها ونلغيها بناء على حكمكم هذا؟؟!.
وإذا كان الشيخ بكر قد قرأ الكتاب فرآه من أوله إلى آخره فلا بد أن يكون قد رأى طعن سيد قطب وثلبه لأصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فهل رأى أسلوب سيد قد سما في هذا الميدان وأسلوبي قد هبط.

أربعة أمثلة من أمثلة كثيرة للطعن في الخليفة الراشد عثمان وإخوانه

من الصحابة وبني أمية
1- قال سيد قطب: (ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي – رضي الله عنه – امتدادا طبيعيا لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما)( ).
وقال: (ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي – رضي الله عنه – امتدادا طبيعيا لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان الذي تحكم فيه مروان كان فجوة بينهما)( ). أراد أن يلطف فزاد الطين بلة، فهذا وذاك كله إسقاط لخلافة عثمان، وطعن في عرضه وشخصيته وزاد في الأخير ما يعتقده سيد والروافض أن عثمان كان سيقة لمروان.
2- ويؤكد هذا الطعن في خلافة عثمان وشخصيته فيقول: (إنـها المحنة حقا أن عليا لم يكن ثالث الخلفاء جاء علي ليرد التصور الإسلامي للحكم إلى نفوس الحكام ونفوس الناس، جاء ليأكل الشعير تطحنه امرأته بيدها ويختم على جراب الشعير)( ).
قلت معلقا عليه في أضواء إسلامية تعليقا خفيفا قد بسطته في كتاب خاص في الدفاع عن عثمان والصحابة الذين طعن فيهم: (وفي هذا المقطع إسقاط لخلافة عثمان واعتبارها محنة حقة، وأن التصور الإسلامي للحكم قد فسد أو فقد، وجاء علي – رضي الله عنه – ليصلح ذلك التصور الذي فسد، أو ليرد ذلك التصور المفقود).
وأضيف الآن لعل سيدا يرى عهد عثمان في الحكم كان عهدا جاهليا، فهل يرى الشيخ بكر أن طعن سيد هنا قد سما، وأن دفاعي عن عثمان أسلوب نازل؟ وأعاد سيد قطب هذه الطعون وكررها مرات على نحو من هذا المنوال.
3- و يقول: (والذين يرون في معاوية دهاء وبراعة لا يرونـها في علي – رضي الله عنه – ويعزون إليها غلبة معاوية في النهاية إنما يخطئون تقدير الظروف كما يخطئون فهم علي وواجبه، لقد كان واجب علي الأول والأخير أن يرد للتقاليد الإسلامية قوتـها، وأن يرد إلى الدين روحه، وأن يجلو الغاشية التي غشت هذا الروح على أيدي أمية في كبرة عثمان ووهنه...)( ).
لا شك أنَّ من ينظر إلى عهد عثمان بـهذا المنظار الأسود أن يتصوره عهدا جاهليا فإذا ذهبت روح الدين الذي جاء به خاتم الأنبياء فلا شك أن قد ودع الحياة وخلفته الجاهلية الجهلاء.
4- و يقول: (ولقد كان من جراء مباكرة الدين الناشيء بالتمكين منه للعصبة الأموية على يدي الخليفة الثالث أن تقاليده العملية لم تتأصل على أساس من تعاليمه النظرية لفترة أطول، وقد نشأ في عهد عثمان الطويل في الخلافة أن تنمو السلطة الأموية ويستفحل أمرها في الشام وغير الشام، وأن تتضخم الثروات نتيجة لسياسة عثمان......
مضى عثمان إلى رحمة الله وقد خلف الدولة الأموية قائمة بالفعل بفضل ما مكن لها في الأرض وخاصة في الشام، وبفضل ما مكن للمباديء الأموية المجافية لروح الإسلام من إقامة الحكم الوراثي والاستئثار بالغنائم والأموال والمنافع... وليس بالقليل، مايشيع في نفوس الرعية إن حقا وإن باطلا أن الخليفة يؤثر أهله ويمنحهم مئات الألوف، ويعزل أصحاب رسول الله ليولي أعداء رسول الله ويبعد مثل أبي ذر لأنه أنكر الترف الذي يخب فيه الأثرياء... فكانت النتيجة أن تثور نفوس، وأن تنحلَّ نفوس، تثور نفوس الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكارا وتأثما (أي تلاميذ ابن سبأ)، وتنحلُّ نفوس الذين لبسوا الإسلام رداء ولم تخالط بشاشته قلوبـهم، والذين تجرفهم مطامع الدنيا)
( ).
انظر إلى ما تمتع به هذا الكلام من سمو؟؟؟!... الخليفة الثالث باكر الدين الناشيء بالتمكين للعصبة الأموية فلم يترك الفرصة لتقاليده العملية أن تتأصل على أسس من تعاليمه النظرية، بل باكرها وبادرها بالتطويح بـها بعيدا عن أسسها النظرية.
توارى سيد من وراء الترحم على عثمان ليوجه له ولبني أمية وللصحابة قذيفة قطبية مدمرة.
فقال: (مضى عثمان إلى رحمة الله وقد خلف الدولة الأموية قائمة بالفعل، بفضل ما مكن لها في الأرض وبخاصة في الشام، وبفضل ما مكن للمباديء الأموية المجافية لروح الإسلام من إقامة الملك الوراثي) وهذا مبدأ كسروي، قيصري، دكتاتوري، ينافي الديموقراطية.
(والاستئثار بالمغانم والأموال والمنافع)، وهذا مبدأ جاهلي رأسمالي يناقض الإشتراكية (ويؤثر أهله ويمنحهم مئات الألوف ويعزل أصحاب رسول الله ليولي أعداء رسول الله)، وهذه جاهلية تشن حربا على مباديء الإسلام وأسسه لتمكن للمباديء الأموية المجافية لروح الإسلام في الأرض، ولتباكر بل باكرت الدين الناشيء بالإجهاز عليه والحيلولة بينه وبين التمكن والتأصل على تعاليمه النظرية.
وبحلول هذه الكوارث بالإسلام (ثارت نفوس الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكارا وتأثما) وعلى رأسهم ابن سبأ، وانحلت نفوس الذين لبسوا الإسلام رداء ولم تخالط بشاشته قلوبـهم وقد جرفتهم (المطامع).
وهم بنو أمية وفيهم عدد من الصحابة، وبقية الصحابة الكرام منهم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم خيار التابعين، فارفعوا رؤسكم اعتزازا أيها القطبيون بـهذا السمو والتحليق الذي قام به سيدكم في أجواء فضاء الرفض، انظروا صُعدا، وارنوا بأبصاركم إلى سيدكم وقد سما وحلق إلى هذا المستوى السحيق، وهكذا يكون السمو!! وهكذا يكون تجديد الإسلام؟؟! فسيروا على دربه وترسموا خطواته!!!.
وله سمو وتحليق وتجديد في فضاء الجهمية، والمعتزلة، والخوارج، والعقلانيين، والاشتراكيين، وأشياء... وأشياء ذكرنا بعضها في كتاب (أضواء إسلامية) وذكر الشيخ عبدالله الدويش في كتابه (المورد الزلال) أشياء وذكر غيرنا أشياء وبقيت أشياء لا تزال مخزنة في مخازن كتبه ولا سيما (الظلال)، يحتاج استخراجها إلى رجال ورجال.









قديم 2011-11-12, 12:18   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

طعن سيد قطب في معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما وطعنه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهدهما وطعنه في خيار التابعين في هذا العصر الزاهر

قال سيد قطب[ في كتابه كتب وشخصيات ص:242-243]:
(( إن معاوية وزميله عمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه باختيار وسائل الصراع.

وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل.

فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح
)).

هذه ست طعنات في هذين الصحابيين الجليلين، كل واحدة منها تدين سيد قطب بالرفض في منهج أهل السنَّة والجماعة.
وقال:
(( على أن غلبة معاوية على علي، كانت لأسباب أكبر من الرجلين: كانت غلبة جيل على جيل، وعصر على عصر، واتجاه على اتجاه. كان مد الروح الإسلامي العالي قد أخذ ينحسر. وارتد الكثيرون من العرب إلى المنحدر الذي رفعهم منه الإسلام، بينما بقي علي في القمّة لا يتبع هذا الانحسار، ولا يرضى بأن يجرفه التيار. من هنا كانت هزيمته وهي هزيمة أشرف من كل انتصار )).

في هذا المقطع طعن حاقد لذلكم العصر الزاهر الذي عدّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خير القرون، والذي وقع بينهم إنما هو ناشئ عن اجتهاد، للمصيب منهم أجران وللمخطأ أجر.
وهذا هو منهج السلف الصالح وأهل العلم والتقى والهدى، ومن خالفهم فيه فهو من أهل الضلال ولا سيما من تفوّه بمثل هذا الكلام الجائر الحاقد ولا سيما قوله: (( وارتد الكثيرون من العرب إلى المنحدر الذي رفعهم منه الإسلام، بينما بقي علي في القمّة )) فقد رمى الكثيرين من العرب بالردّة فلم يستثن إلا علياً وأهل هذا العصر هم الصحابة وخيار التابعين، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد يقال: إنما يقصد معاوية ومن معه فيقال إن عبارته أعم وأشمل وهب أنه يقصد معاوية ومن معه فهل يرضى هذا المنطق إلا غلاة الروافض.
وقال:
(( فلقد كان انتصار معاوية هو أكبر كارثة دهمت روح الإسلام التي لم تتمكن بعد من النفوس.

ولو قد قدّر لعلي أن ينتصر لكان انتصاره فوزاً لروح الإسلام الحقيقية: الروح الخلقية العادلة، المترفعة التي لا تستخدم الأسلحة القذرة في النضال.

ولكن انهزام هذه الروح ولما يمض عليها نصف قرن كامل، وقد قضي عليها فلم تقم لها قائمة بعد - إلا سنوات على يد عمر بن عبد العزيز - ثم انطفأ ذلك السراج، وبقيت الشكليات الظاهرية من روح الإسلام الحقيقية لقد تكون وقعت الإسلام قد امتدت على يدي معاوية ومن جاء بعدهم. ولكن روح الإسلام قد تقلصت، وهزمت، بل انطفأت
)).

وهذا المقطع يجلي نظرة سيد قطب إلى ذلكم العصر الزاهر عصر عزّة الإسلام وعصر الفتوحات الإسلامية العظيمة وعصر هداية الشعوب إلى نور الإسلام ذلكم العصر الذي لا يفوقه إلا عهد الخلفاء الراشدين.
فلا قيمة عند سيد قطب لامتداد رفعة الإسلام لأن روح الإسلام قد تقلصت وهزمت بل انطفأت، ولا ندري ما هي روح الإسلام عنده أهي وحدة الوجود أم هي الرفض أم الاشتراكية، ويكفيه أنه قد صادم شهادة الرسول -صلى الله عليه وسلم - لهذا العصر وما قبله وما بعده.
فشهادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - تتجلى في قوله: (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم …)) الحديث.
وقوله : (( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها … ))
وقوله : (( إن قوماً من أمتي يركبون ثبج هذا البحر … )) وكان في عهد عثمان
وشهادات التاريخ كثيرة منها قول ابن كثير رحمه الله:
(( فكانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ليس لهم شغل إلا ذلك قد علت كلمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وقد أذلوا الكفر وأهله وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعبا لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الأقطار إلا أخذوه وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والأولياء والعلماء من كبار التابعين في كل جيش منهم شرذمة عظيمة ينصر الله بهم دينه[البداية والنهاية (9/87]
وأخيرا رمى سيد قطب في هذه الصحيفة معاوية بالميكافيلية وأنه سبق ميكافيلي إلى روح المكافيلية بقرون.

فهل آن لمقدسي هذا الرجل أن يحترموا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينزلوهم منزلتهم التي أنزلهم الله ورسوله والمؤمنون.
وأن ينـزلوا هذا الرجل منزلته التي يستحقها كأمثاله من الطاعنين في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين ما عرف التاريخ البشري مثلهم ولا كان ولا يكون بعدهم مثلهم ولا يفضلهم إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

رمتني بدائها وانسلت

قال الشيخ بكر:
اقتباس:

(4- لقد طغى أسلوب التهييج والفزع على المنهج العلمي للنقد وافتقد أدب الحوار.)

أقول:
رمتني بدائها وانسلت، وهذه صفات بحثك هذا الذي ضرب أروع الأمثلة في هذه الصفات وغيرها ولماذا لم تضرب أمثلة من الكتاب لكي يتأكد الناس من صدق ما تقول؟.
و قال
:
اقتباس:
(5- في الكتاب من أوله إلى آخره تـهجم، وضيق عطن، وتشنج في العبارات.)

أقول مرة أخرى: رمتني بدائها وانسلت، وكأنك قد أعددت قاموسا للسباب والشتائم لتكتفي به عن النقد العلمي وأدب الحوار وتسليط النقد على النصوص بالحجج والبراهين كما هو دأب أهل العلم والإنصاف.
قال الشيخ بكر:
اقتباس:


(6- وهذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشأت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة والنقد تارة وأن هذا بدعة أو ذلك مبتدع وهذا ضلال وذلك ضال ولا بينة كافية للإثبات وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملا عن ظهره، وقد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا في الحقيقة هدم وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية).

أقول:

أولا
: لا علاقة لكتابي بما ذكرت بل إن الكتاب يهدف إلى إنقاذ الشباب من التحزب لسيد قطب وأفكاره التي أنشأت حزبيات كثيرة وشغلتهم عن دينهم ودنياهم، وكل الناس عامتهم وخاصتهم يعلمون هذا ويعلمون حق العلم أن جماعات التكفير، وجماعات الجهاد، وجماعة التبين والتثبت، والحزب السروري، أو القطبي إنما نشأت وترعرعت على أفكار سيد قطب التي دونـها في (الظلال، والمعالم، والإسلام ومشكلات الحضارة) وغيرها يعب منها الشباب وينهلون وبسمومها يتغذون ويرتوون، وقلما تجد شابا يريد الإسلام إلا واحتوته هذه الأحزاب ووجهته إلى كتب سيد ليعب من سمومها الفتاكة ثم لتحول بينه وبين الإسلام الحق ومنهج الله الحق، بل جعلت منهم خصوما تحارب المنهج السلفي الحق، وتلاحق الشباب السلفي في مشارق الأرض ومغاربـها لتصرفهم عن دين الحق إلى منهج سيد قطب محرك الفتن والشغب والإرهاب والتحزب مع الأخذ بتقية الباطنية وتظاهرهم بمحاربة التحزب.
يؤكد ما أقول الواقع المرير، ويؤكده شهادات من يستطيع أن يقول على الخبير سقطت، مثل يوسف القرضاوي وانظر كتابه (أولويات الحركة الإسلامية) و (الصحوة)، وفريد عبدالخالق وانظر كتابه (الإخوان المسلمون في ميزان الحق)، وعلي جريشة وانظر كتابه (الإتجاهات الفكرية المعاصرة)، وكل هؤلاء من أصدقاء سيد، ولايتهمهم أحد بعداوة ولا تجني، والواقع مرة أخرى يشهد لما قالوه ولما قلته أنا ولما يقوله من يواجه الواقع ولا يغالط ولا يدس رأسه في الرمال وعورته بادية في وضح النهار للأطفال والنساء والرجال.
ثانيا: لقد كان لك ماض جيد في انتقاد البدع وأهلها بصفة عامة وانتقاد التقليد والتحزب أقرت عيون أهل السنة والحق مثل (هجر المبتدع) و (الرد على المخالف) و (حكم الإنتماء)، وألفتم كتيبات في انتقاد أشخاص معينين أقل بدعا وأقل خطرا من سيد قطب بما لا يقاس وكتبهم أقل شرا وخطرا من سيد قطب بما لا يقاس وأيدك السلفيون انطلاقا من منهج السلف الصالح، فماذا يكون خطر الصابوني وكتبه، الرجل الذي لا يعرف له أتباع ولم ينشأ على كتبه حزب.

وقل مثل ذلك في أبي غدة الذي جعلته شغلك الشاغل فإن كان انتقاد أي مبتدع ينشط الحزبية فإن انتقاداتك العامة والخاصة قد أسهمت إلى حد بعيد في تنشيطها وتطويرها ودفع أصحابـها إلى جنوح الفكر بالتحريم والتبديع والتضليل بدون بينة فما هو جوابك وما موقفك منها الآن؟! وكيف توفق بين قولك هذا وبين تلك الجهود في محاربة البدع والمبتدعين؟! بل ما موقفك من تحذير الرسول والصحابة والسلف الصالح من البدع والمبتدعين، واعتبار السلف التحذير منهم وكشف عوارهم أفضل من الضرب بالسيوف، ألا ترى نفسك أيها الشيخ أنك تمر بأصعب مرحلة في حياتك، وألا ترى أن قولك هذا يهدم ما شيدته في خدمة السنة ونصرة الحق، أنصحك بالعودة إلى قراءة كتب السلف وقراءة كتبك والابتعاد عن بطانة السوء وجلساء السوء فإنـهم كما قال رسول الله r: (ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)([1]).


([1]) هذا بعض حديث متفق عليه من حديث أبي موسى ولفظه من البخاري: (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة) انظر البخاري (5534) ومسلم (2628).









قديم 2011-11-12, 12:19   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سحب سوداء كثيفة تتصاعد من حرائق كتاب تصنيف الناس وهذا الخطاب

وإني لأرى دخان الحريق يتصاعد مثل السحب السوداء الكثيفة من كتابك (تصنيف الناس) ومن خطابك هذا المتجني، فكتابك (تصنيف الناس) فيه مخالفة لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة قالوا: من هي يارسول الله؟ قال: من كان على ما أنا عليه وأصحابي)([1]).
وصنف السلف الناس إلى خوارج وروافض ومعتزلة ومرجئة وجهمية وقسموا كل فرقة (صنف) إلى فرق وصُنّفت في ذلك الكتب بناء على واقع تلك الفرق (الأصناف).
أيلغي أهل السنة والجماعة عقولهم وعقيدتـهم ومنهجهم ويكممون أفواههم ويكسرون أقلامهم عن أهل البدع ويشهدون زورا وإفكا للفرق الضالة بأنـهم كلهم على الحق والسنة اقتداء بالإخوان المسلمين وفصائلهم، أيحني السلفيون رؤوسهم خوفا من قنابل الإرهاب الفكري (تصنيف الناس بين الظن واليقين)؟؟! فيذهبون إلى حزب الإخوان المسلمين الذي يضم تحت جناحيه الروافض والخوارج، وغلاة الصوفية، والقبوريين، ويمد يده إلى تحالفات الشيوعيين والعلمانيين.

أيذهب السلفيون إلى الطوائف ليقبلوا رؤوسهم معتذرين إليهم


من تصنيفهم وهم الذين صنفوا أنفسهم؟؟!


أيذهب السلفيون إلى رؤساء هذا الحزب ليقبلوا رؤوسهم مستغفرين تائبين من تصنيف الناس، وتائبين مستغفرين من مجرد ذكر البدعة والمبتدعين؟!!
وهل يقومون بجولات إلى حزب التبليغ وأحزاب القطبيين يقسمون لهم جهد أيمانـهم أنـهم سوف يذوبون في غمارهم ولن ينبسوا ببنت شفة في انتقادهم مهما أمعنوا في الابتعاد عن منهج السلف ومهما أمعنوا في تقديس الأشخاص، ومهما أمعنوا في محاربة المنهج السلفي ومحاربة أهله، وتدمير تجمعاته، واحتلال مؤسساته في مشارق الأرض ومغاربـها؟!!
ومهما صنفوهم وصنفوا علماءهم إلى جواسيس وعملاء وجهلاء بالواقع وإلى أصحاب رتب وشارات كما في كتاب (التصنيف)([2]) المتباكي من التصنيف خوفا وجزعا على أحزاب المصنفين ظلما وعدوانا ومظاهرة لهم على السلفيين الطائفة الناجية المنصورة التي لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى إن الذي نشط الحزبية الجديدة والقديمة ورفع رؤوس أصحابـها بعد أن نكست، وأعطاها دفعات قوية بعد أن ركنت إلى الجحور هو كتاب (التصنيف) لا كتاب (أضواء إسلامية) الذي يعلم الله أن صاحبه لم يؤلفه إلا لإخماد الفتن وإلا لإنقاذ الشباب منها ومن التحزب المقيت المحارب لمنهج السلف الذي يجمع ولا يفرق، فجاء كتاب التصنيف لإنعاش الحزبية المقيتة وانتشالها من وهدتـها وإيقاظها من رقدتـها وأكبر دليل على ذلك أن الحزبيين هم الذين يركضون في نشره وتوزيعه بكميات هائلة داخل هذه المملكة وخارجها في الوقت الذي يشنون فيه حربا ضروسا على كتاب (أضواء إسلامية) وصنوه (مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم) وكم هي الجهود التي بذلها الحزبيون في إفشال الكتابين لإدراكهم العميق أن هدف الكتابين هدف إسلامي صحيح هو إنقاذ الشباب من التحزب الباطل وتقديس أهله ودعاته وهاهما الكتابان موجودان وقد شهد لهما العدول الصادقون أنـهما دفاع عن الحق ودفاع عن منهج السلف، ودفاع عن أصول الإسلام ومبادئه الأصيلة الشريفة، وليس بداع إلى الحزبية ومنشط ولا منشط لها كما هو هدف كتاب (تصنيف الناس) وداعم هذا الكتاب وداعم أهدافه هو خطابكم هذا، ولن تجدي المغالطات عند الله وعند أولي الألباب والبصائر ولن تنطلي على أولي النهى مهما أمعن المغالطون في مغالطاتـهم ومهما تستر الحزبيون خلف أسوار تقيَّتهم.

براءة كتابي مما وصمه به الشيخ بكر


قال الشيخ بكر:
اقتباس:

(
هذه سمات ست تمتع بـها الكتاب فآل غير ممتع، هذا ما بدا لي حسب رغبتكم، وأعتذر عن تأخر الجواب لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل، وإن تداولها الناس لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرا كثيرا وإيمانا مشرقا وحقا أبلجا([3])، وتشريحا فاضحا لمخططات العداء للإسلام على عثرات في سياقاته واسترسال بعبارات ليته لم يفه بـها وكثير منها ينقضها قوله الحق[4]في مكان آخر، و الكمال
عزيز).

أقول:

أولا:
قد تقدم للقاريء ما يهدم هذه الاتـهامات، وبراءة الكتاب من هذه السمات، وإن خطاب الشيخ هذا أحق بـهذه الصفات.

وجهة نظر في قراءات الشيخ بكر لكتب سيد قطب


ثانيا
: إني أشك في هذه القراءات لكتب سيد قطب التي يدعيها الشيخ بكر فالمدة قصيرة جدا وكتب سيد كثيرة، يوضح هذا أنه كان فراغي من تأليف كتاب (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره) في أربع خلون من ذي القعدة عام 1413 هـ وبعد مدة أرسلت نسخا منه لعدد من الفضلاء منهم الشيخ بكر ويغلب على ظني أن هذا الإرسال كان قبيل الحج ثم مرت مدة استبطأت فيها جواب الشيخ بكر أبي زيد فسألته هل وصل إليكم الكتاب فأجاب بأنه لم يصل إليه الكتاب، وعندها طلبت من أخيه الشيخ عبدالعزيز أن يرسل الكتاب إلى الشيخ بكر، فلا أدري بعد هذا متى تم إرسال الكتاب، ومتى وصل إليه ومتى قرأ الشيخ الكتاب، ومتى قام بـهذه القراءات المتعددة!!! فالوقت قصير جدا كما يظهر للقاريء حيث انتهى من كتابة طعونه في 20/1/1414 هـ ولعل بداية القراءة كانت قريبة جدا من هذه النهاية كيوم أو يومين، فما ادعاه خارج عن العادات والمعقول، اللهم إلا أن تكون قراءته تسبق سرعة الصواريخ أو على طريقة ذلك الصوفي الذي ادعى أنه قرأ سبعين ألف ختمة في طوافه على البيت في سبعة أشواط، على الاصطلاح الصوفي (طي الزمان وبسط اللسان)، فإذا أحسنا الظن بالشيخ وتمحلنا له شيئا من المعاذير فيمكن أن يقال إنه قرأ من كل كتاب بضعة صفحات، أو بضعة أسطر من باب تحلة القسم فعلى هذا التوجيه أو نحوه يكون لكلامه شيء من الوجاهة، ولكن لا يعطى له أي مسوغ شرعي للحكم على كتابي بما ذكر لا سيما وقد اعترف عندي أنه لم يقرأ إلا قطعتين من فصلين وأبى أن يكملهما([5])، ولا يعطي أي مسوغ شرعي للحكم لكتب سيد قطب بما ذكره من الخير الكثير والإيمان المشرق، والحق الأبلج، لأن الوقت غير كاف والقراءة غير كافية لا سيما إذا علمنا أن كتب سيد قطب تتكون من مجلدات كثيرة ومؤلفات كثيرة بين الصغير والكبير.
فمن أراد أن يحكم بعدل وإنصاف يرى أن هذا الوقت الذي أصدر فيه الشيخ بكر هذه الأحكام لا يكفي للحكم على كتاب واحد ككتاب العدالة فضلا عن الظلال الذي يتكون من ست مجلدات كبيرة، وطلاب العلم يعرفون هذه الأشياء.
فإذا اتضح هذا فللعاقل المنصف أن يقول:

أن الشيخ قد غامر وجازف في هذه الأحكام وبالتالي فهي مرفوضة كل الرفض وباطلة إلى أبعد حدود البطلان وعلى الشيخ بكر أن يتوب إلى الله بعد أن يندم أشد الندم لا سيما وهو في أحكامه هذه قد نصر الباطل ومجَّده وروَّج له، وذم الحق الواضح الأبلج وخذله، الذي كان يعده الشيخ بكر في كتبه السابقة من باب حراسة الدين والنصيحة للإسلام والمسلمين.
ثالثا: قول الشيخ بكر: (
على عثرات في سياقاته واسترسال بعبارات ليته لم يفه بـها).
أقول: إن التعبير عن بدع سيد قطب الكبيرة والخطيرة بمثل هذه العبارات مجافٍ للنصح للإسلام والمسلمين بعيد عن أساليب أئمة السلف ومنهجهم في قمع البدع وأهلها وإهانتهم، فما الفرق إذن بين سيد قطب – الذي جمع فأوعى من البدع الكبرى ما لم يجمع كثير من أئمة البدع الكبرى – وبين أئمة الإسلام والسنة فإنه لم يسلم أحد منهم من عثرات بل حتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا بالمعصومين من العثرات بالإجماع، ولماذا لا يسمي الشيخ بكر بدع الكوثري وأبي غدة والصابوني عثرات؟؟! وهم أقل بدعا وأقل خطرا من سيد قطب. إن ذا لمن العجب!!!.

([1]) أخرجه أبو داود (34 – كتاب السنة) وأحمد (4/102) وغيرهما، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه.

([2]) ص (6).

([3]) كذا.

([4]) لم أجد هذا الحق الذي ينقض أباطيل سيد قطب بل أجد التأكيد لهذه الأباطيل من كتاب إلى كتاب، ثم لماذا نجزم بأن حقه ينقض باطله وعلى أي منهج يقوم هذا الادعاء؟! ولماذا لا تقول العكس؟! أو على الأقل تتورع فتتوقف.

([5]) إلا أن يكون قد أخفى قراءته عني.









قديم 2011-11-12, 12:41   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ بكر:

اقتباس:

(والرجل كان أديبا نقاده ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم، والسنة المشرفة والسيرة النبوية المشرفة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى وكشف عن سالفته وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة: إن إصبعا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها، أو كلمة نحو ذلك)([1]).

تضاءل خدمة سيد للقرآن أمام بدعه وتحريفه ثم موقفه من السنة

أقول: ما قيمة خدمته للقرآن وقد شحن كتابه (الظلال) بالبدع الكبرى القديمة والحديثة، وبالتحريف لآيات الصفات، وبتحريف دعوات الأنبياء إلى التوحيد، إلى صراع سياسي كما شحنه بتكفير الأمة بناء على هواه وعلى منهج غلاة الخوارج، فمن يمدح تفسيره فليمدح تفسير الخوارج والروافض وغلاة التصوف.
وماهي خدمته للإسلام من خلال السنة المشرفة، وهو لا يعول عليها في أبواب الإعتقاد بزعمه الجهمي أنـها أخبار آحاد، بل هو لا يعول على السنة المتواترة في هذه الأبواب.
بل لا يحتج بالأحاديث الصحيحة المتواترة الدالة على المعجزات التي جعلها الله من دلائل صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء به ويرى أنـها لم تتخذ معجزة مصدقة للرسالة وإنما جعلت فتنة للناس وابتلاء، ويرى أن المعجزة الوحيدة للرسول صلى الله عليه وسلم هي القرآن فقط على طريقة العقلانيين من أفراخ أوروبا، وإن القتل باسم شعارات إسلامية ليس كالقتل على حقيقة الإسلام، فكم قتل من الخوارج، والروافض وغلاة الصوفية باسم شعارات إسلامية مع ضلالهم في فهم الإسلام وهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (شر قتلى تحت أديم السماء)([2]).
وقال فيهم صلى الله عليه وسلم: (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لإن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)([3]).
وقد قتل رجل تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر أو حنين على خلاف في الرواية فقال نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلان شهيد) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة)([4]).
وقتل عبد رسول الله في خيبر، جاءه سهم، فقالوا هنيئا له الشهادة فقال: كلا إن الشملة التي غلها لتلتهب عليه نارا([5]).
وقال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – في خطبة نـهى فيها عن المغالاة في المهور -: (... وأخرى تقولونـها لمن قُتِل في مغازيكم هذه ومات قتل فلان شهيدا، وعسى أن يكون قد أثقل عجز دابته، أو أردف راحلته ذهبا وورقا يبتغي الدنيا، فلا تقولو ا ذلك، ولكن قولوا كما قال رسول الله r: (من قتل أو مات في سبيل الله فهو في الجنة)، قال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)([6]). وأكده الذهبي بقوله رواه عدة عن ابن سيرين.
والكلمة المشهورة المنسوبة لسيد قطب، لم تأتنا من طريق الثقات العدول، فالله أعلم بصحتها وقد أشاعها أهل الأهواء للمتاجرة بـها، ولرمي شباب الأمة في هوة الغلو في سيد، وقد حصل الكثير من ذلك، فالعالم الحاذق الفقيه الناصح يسد أبواب الفتن وذرائعها ولا يشارك أهل الفتن والأهواء فيما يضر الأمة في دينها.
قال الشيخ:

أقول: أهكذا يكون الفقه في الدين أيها الشيخ؟!! الواجب على الجميع الدعاء له بالمغفرة والاستفادة من علمه؟!! فلا تكتفي مثلا باستحباب أو جواز الدعاء له بالمغفرة والاستفادة من علمه، بل ذهبت إلى إيجاب هذين الحكمين، وظاهر كلامك أن هذا الوجوب يشمل الأمة جمعاء، فهو من فروض الأعيان على الأمة حسب قولك، وإذن فلا يبقى فرد من أفراد المسلمين، ولا جماعة من الجماعات إلا وهم يلهجون بالدعاء لسيد قطب، ولا يبقى أحد إلا ويجب عليه اقتناء كتب سيد قطب ليستفيد من علم سيد، وإن بعض ما تقوله يدخل قائله في باب خطير من أبواب الغلو والقول على الله بغير علم وبغير الحق.
ولقد اختلف علماء الأمة في وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد – بعد إجماعهم على أنه لا تجب على المكلف في العمر إلا مرة – فذهب جمهورهم إلى أنه لا تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد بل تستحب([8]).
فكيف بغير النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف بأئمة البدع، وأدخلت في الوجوب بيان ما تحققنا خطأه فيه فهل أديت شيئا من هذا الواجب أو بينت بعض ما أخطأ فيه البيان الواضح أو حتى سكت عمن يقوم ببيان بعض هذا الواجب ؛ لأن ربيعا إنما قام ببعض هذا الواجب وينتظر أمثالكم إكمال ما بقي من الواجبات.
واسأل الشيخ بكرا من هو المرجع في تحقق أخطاء سيد قطب؟!
أهم المتجردون من الأهواء والتحزب؟!، أم هم الغلاة فيه المتحزبون له الذين يرون باطله حقا، وحق غيره ولو كان منتصرا لدين الله باطلا؟!.
أيها الشيخ إن الحارث المحاسبي والكرابيسي أفضل من سيد قطب وأعلم بدين الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتبهما أنظف وأبعد عن البدع الكبرى بمراحل ومع ذلك فقد طُعن فيهما وفي كتبهما التي تضمنت البدع وحذر منها أئمة الإسلام وعلى رأسهم الإمام أحمد وأبو زرعة الرازي ولم يخالفهما أحد، وأيد ذلك الحافظ الذهبي فقال: (قال الحافظ سعيد بن عمرو البرذعي: (شهدت أبا زرعة وقد سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك، قيل له في هذه الكتب عبرة، فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صنفوا هذه الخطرات والوساوس ما أسرع الناس إلى البدع) مات الحارث سنة ثلاث وأربعين ومائتين وأين مثل الحارث، فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين؟ كالقوت لأبي طالب وأين مثل القوت! كيف لو رأى (بـهجة الأسرار) لابن جهضم و (حقائق التفسير)؟ لطار لبه، كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات، كيف لو رأى (الغنية) للشيخ عبد القادر؟([9]).
أقول: رحم الله أبا زرعة والذهبي وأئمة الإسلام الغيورين على السنة المبغضين للبدع وأهلها.
كيف لو رأى هؤلاء الأئمة كتب سيد قطب وأمثاله، كيف لو رأوا من يدافع عن كتب سيد قطب، بل يطريها ويوجب الاستفادة منها.
وقال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في (الطرق الحكمية)([10]):
(فصل كذلك لا ضمان في تحريق الكتب المضلة وإتلافها. قال المروذي: قلت لأحمد: استعرت كتاب فيه أشياء رديئة، ترى أن أحرقه؟ قال: نعم. فأحرقه، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم بيد عمر كتابا اكتتبه من التوراة وأعجبه موافقته للقرآن فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ذهب به عمر إلى التنور فألقاه فيه، فكيف لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنف بعده من الكتب التي يعارض بـها ما في القرآن؟! والله المستعان، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من كتب عنه شيئا غير القرآن أن يمحوه ثم أذن في كتابة سنته ولم يأذن في غير ذلك وكل هذه الكتب المتضمنة لمخالفة السنة غير مأذون فيها بل مأذون في محوها وإتلافها وما على الأمة أضر منها وقد حرَّق الصحابة جميع المصاحف المخالفة لمصحف عثمان لما خافوا على الأمة من الاختلاف، فكيف لو رأوا هذه الكتب التي أوقعت الخلاف والتفرق بين الأمة؟؟!.
ثم قال ابن القيم: (والمقصود أن هذه الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها وإعدامها، وهي أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو والمعازف، وإتلاف آنية الخمر فإن ضررها أعظم من ضرر هذه ولا ضمان فيها كما لا ضمان في كسر أواني الخمر وشق الزقاق).
وقال الإمام ابن القيم في كتابه القيم (زاد المعاد في هدي خير العباد): (وقوله: (فتيممت بالصحيفة التنور فيه المبادرة إلى إتلاف ما يخشى منه الفساد والمضرة في الدين، وأن الحازم لا ينتظر به ولا يؤخره وهذا كالعصير إذا تخمر، وكالكتاب الذي يخشى منه الضرر والشر، فالحزم المبادرة إلى إتلافه وإعدامه)([11]).
أقول: سبحان الله!! كم تعلق الشيخ بكر أبو زيد بالإمام ابن القيم وكتبه؟! وكم اعتنى بكتب هذا الإمام؟!
ثم يسير مغرِّبا في هذه القضية بينما ابن القيم يسير مشرقا. ابن القيم يوجب إتلاف الكتب المشتملة على البدع التي لا تَلْحَق كتب سيد قطب في الضلال والضرر، والشيخ بكر أبو زيد يوجب قراءة كتب سيد قطب المتضمنة للبدع الكبرى والطوام المردية.

هل يرى الشيخ بكر وجوب الاستفادة من كتاب (العدالة الاجتماعية) لسيد قطب؟!

وأسأل الشيخ بكر:
هل توجب قراءة كتاب (العدالة الاجتماعية)؟! وقد تضمن في كل طبعاته ولا سيما الطبعات الأخيرة ثلاث بدع كبرى:
1- الاشتراكية.
2- الطعن في أصحاب رسول الله r ورضي عنهم وانتقم ممن يطعن فيهم.
3- إخراج الدولة الأموية والعباسية عن حدود الإسلام نـهائيا في سياسة الحكم والمال، وهذا تكفير لهما على منهج سيد قطب.
ثم تكفير الأمة فَجُل الكتاب يدور على هذه المحاور، وما أظن ابن القيم رأى كتابا من تلك الكتب التي أوجب إتلافها أسوأ من هذا.
سارت مـشرقة وسرت مغربـا شتـان بين مـشرق ومغرب
أين أنت اليوم من حراسة الدين؟؟!
أليس حكمك هذا الذي يوجب قراءة كتب سيد قطب المتضمنة لأخطر البدع، من حراسة كتب البدع والضلال والذب عنها؟؟!.

([1]) ص (4).

([2]) رواه أحمد (5/253،256) وابن ماجة المقدمة حديث (170) ولفظه: (هم شرار الخلق والخليقة) من حديث أبي ذر.

([3]) رواه مسلم في كتاب الزكاة حديث (1064).

([4]) رواه مسلم في الإيمان حديث (114).

([5]) رواه مسلم في الإيمان حديث (115).

([6]) المستدرك (2/176).

([7]) ص (4).

([8]) قال القاضي عياض - رحمه الله – في الشفاء (2/61 – 63): (إعلم أن الصلاة على النبي r فرض على الجملة، غير محدد بوقت لأمر الله تعالى بالصلاة عليه، وحمل الأئمة والعلماء له على الوجوب وأجمعوا عليه، وحكى أبو جعفر الطبري أن محمل الآية عنده على الندب وادعى فيه الإجماع، ولعله فيما زاد على مرة، والواجب منه الذي يسقط به الحرج ومأثم ترك الفرض مرة كالشهادة له بالنبوة، وما عدا ذلك فمندوب مرغب فيه من سنن الإسلام وشعار أهله قال القاضي أبو الحسن بن القصار... قال القاضي أبو عبدالله محمد بن سعيد: ذهب مالك وأصحابه وغيرهم من أهل العلم أن الصلاة على النبي r فرض بالجملة بقصد الإيمان لا يتعين في الصلاة وأن من صلى عليه مرة واحدة من عمره سقط الفرض عنه، ثم ذكر مذهب الشافعي – رحمه الله – في إيجاب الصلاة على النبي r في التشهد في الصلاة وعقب عليه بقوله: ولا سلف له في هذا القول ولا سنة، ونقل عن الخطابي أنه قال: إن الصلاة على النبي في التشهد ليست بواجبة وهو قول جماعة الفقهاء إلا الشافعي ولا أعلم له فيها قدوة... وذكر استدلاله على ذلك قد يعتذر الشيخ بكر ويقول: قصدي بالكلام كذا ولم أقصد كذا فنقول: ليس لنا إلا الظاهر والله يتولى السرائر.


([9]) الميزان (1/431).

([10]) ص (282).

([11]) ص (3/581).









قديم 2012-06-26, 17:20   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد عبد الرحمن القسنطيني
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية محمد عبد الرحمن القسنطيني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يا اخوة كونو عقلاء الرجل امره الى الله نعم نحذر من اخطائة حتى نقع نحن وابنائنا فيها نترحم عليه نعم وله حقوق المسلمين نعم اصلا هو كاتب وليس عالم لما نرفعه كل هذه الدرجة ونتهم العلماء سواء الراد عليه نخطئه والذي دافع عنه اخطئ من باب انه لم يحذر امة محمد من خطائه الواضح اما ففي كتب السلف الغنا فما كفتكم كتب السلف حتى تقرأو كتب المفكريين الاسلاميين استبدلون الذي هو اذنى بالذي هو خير عليكم بمن مات فان الحي لا يؤتمن عليكم باثار من سلف و اياكم كتب البدع واهله كتب السلف تكفينا










قديم 2015-08-08, 12:12   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
khiter
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الفوزان يرد على القطبيين

السؤال:
"ظهر في الساحة كتاب بعنوان: "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" لمؤلفه يدعى ربيع المدخلي ، ما رأيكم بهذا الكتاب وهل المؤلف من أهل العلم المعروفين لديكم؟

الجواب -الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-:
لا شك المؤلف من أهل العلم، وخِرّيج الجامعة الإسلامية، ومُتتلمذ على المشايخ ومعروف والحمد لله، وما ذَكره هذه أخطاء أنت تطبقها على –هو ذكر الصفحة- تطبقها على "ظلال القرآن" فإن أدركت أنه مخطئ تُبيّن خطأه ، وإلا الواجب قبول الحق، الواجب قبول الحق، هو ذكر الأخطاء التي فيه بصفحاتها ، حددها لك ، أنت ارجع إليها وطبق عليها الكلام فإن أدركت خطأ فنبه المؤلف عليه -جزاك الله خيرا- ، وإن أدركت صوابًا فالواجب أن تقبل الصواب . نعم" اهـ.* (بواسطة : مشاركة أخي الفاضل/ أبي عبد الله شريف بن حمد-وفقه الله-)










قديم 2015-08-08, 12:15   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
khiter
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الفوزان يرد على القطبيين

وكذا سُئل -حفظه الله- سؤالا هذا نصه : قد صدر في هذه الأيام كتاب بعنوان ( أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ) وخلص مؤلفه إلى القول بأن سيد قطب قد وقع في أخطاء جسيمة في العقيدة نرجو يا فضيلة الشيخ أن تخبرنا برأيك في الكتاب؟
الجواب-الشيخ صالح الفوزان- :
هذا العمل طيب وصاحبه محسن لأنه لم يأت بشيء من عنده ولم يتقول على سيد قطب وإنما ذكر أخطاء واقعة في كتبه ونبه عليها بذكر الصفحة ونص الكلمة ومادام كذلك فإنه لا مؤاخذه عليه ما دام أنه ذكر واستند ووثق من كتاب الرجل فقد أدى ما عليه وكل يخطئ سيد قطب يخطئ وغيره يخطئ والحمد لله الحق ضالة المؤمن مادام أن المؤلف لم يأت بشيء من عنده ولم يتقول على الرجل ولم يكذب عليه وإنما نقل كلامه بنصه من كتبه وذكر الصفحة والكتاب فقد برئت ذمته ولابد من بيان هذا لأن هذه الكتب بأيدي الشباب ويعتبرون صاحبها من قادة الفكر. اهـ
انظر (ما يجب في التعامل مع العلماء ص / 32- 33 ) للفريدان.
(بواسطة: مشاركة أخي الفاضل/ أبي عبد الله شريف بن حمد -وفقه الله-)










قديم 2015-08-08, 12:21   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
khiter
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي ثناء الشيخ صالح اللحيدان على الشيخ ربيع المدخلي.

وهذا ثناء آخر من الشيخ صالح اللحيدان على الشيخ ربيع المدخلي.

أحسن الله إليكم سماحة الشيخ:

وهذا سائل يقول : أقرأ و أسمع في بعض المجالس حملة تطعن في فضيلة الشيخ/ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي والتحذير منه والأخذ عنه ، وأنه ليس من أهل السنة والجماعة .

مما جعلني في حيرة من أمري في ذلك ، فما حكم ذلك ؟ نرجو التوضيح وجزاكم الله خيرا.

الشيخ صالح اللحيدان :" لا شك أنه من أهل العلم ،

وهو من تلامذة الشيخ عبد العزيز - رحمةُ الله عليه شيخنا الشيخ عبد العزيز – في المدينة

وكان من الأساتذة في جامعة المدينة، ولا أعرف عنه انحرافاً لا في عقيدة ولا في أخلاق

بل ظني فيه حسن، ومن أهل الخير، ومن المكافحين لدعاة الفتنة، ثم إني أنصح الشباب أن يتجنَّبوا الوقيعة في أهل العلم، و يَكُفُّوا ألسنتهم ، وأن يحرصوا على تقويم أنفسهم.

ثم إذا رأوا أنَّ في أحد – فيما يظنون عيباً – فليُفتِّشوا أنفسهم، ولينظروا فيها، فما وجدوا من عيوب يَحرصون على إصلاحها .

إذا شئت أن تبقى سليما من الأذى *** و دينك موفور وعرضك صيِّن

لسانك لا تذكر به عورة امرىء ***


هذا إذا وُجدت العورة

أما أنْ تُلتَمس للناس عورات ، أو يُسْمَع عنها ثم تُضَخَّم ثم يُدعى إليها فهذا ليس من الإصلاح في البلاد ولا من العمل الصالح .نصيحتي لطلبة العلم عموماً أن لا يكونوا جريئين لا على الحكام ولا على العلماء .

وإذا علموا عن أحدٍ بأنَّ فيه عيباً وتأكَّدوا ذلك العيب ، وأنه عيبٌ لا يَحِلُّ حصوله فلْيَتَطوَّعوا ليُبلِّغوا ذلك الشخص ، إذا علموا العيب وعرفوا الدليل الذي يدل على أنَّ ذلك الأمر منكر ...

ليتذكَّروا وليقرؤوا سورة النور وما فيها من ذم الذين يخوضون بألسنتهم دون أن يتحقَّقوا العلم" .

المرجع: محاضرة بعنوان ( صفات الفرقة الناجية والطائفة المنصورة).










قديم 2015-08-09, 07:27   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

رحم الله العلامة بكر ابا زيد
فما ابعد نظره وادق فكره وما اشد انصافه










قديم 2015-08-09, 07:35   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

في هذا القدر كفاية بإذن الله
المشاركة الاولى للموضوع
كانت في : 2011-10-28 , 14:26
معذرة الموضوع للغلق .










قديم 2011-11-04, 13:02   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة * وحيد الجزائري * مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

عندما ادخل القسم الاسلامي اجد صراعا كبيرا بين الاعضاء كل ينسخ ويلصق ويقول انا على حق وما هوعلى حق
لذا
اتمنى من الادارة اجتثاث القسم الاسلامي كاملا حتى يفهم كل من ينسخ هنا ان الاسلام لا يمت بصلة مما ينسخون ويلصقون
وحتى يدركوا ان من يقرا هنا هم شرائح مختلفة ، الصغار والكبار .........
سلام

وعليكم السلام
بارك الله فيك اخي وجزاك خيرا
الصغار اخي يتطاولون علي الكبار وقد لا يكون احد منهم ختم القرآن بعده
نحن لسنا في حرب هو اختلاف في وجهات النظر وكل طرف يستخدم ادلته المنقولة من كلام العلماء وهم بدورهم لهم ادلتهم من الكتاب والسنة وبعضهم اعمل فكره واجتهد ليخرج لنا بحكم معين او فتوي معينة










 

الكلمات الدلالية (Tags)
محطات, الذهبي, الشيخ, عبدالله


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc