الى الشيعة الذين عاثوا في صفحاتنا ، هنا احباب عمر بن الخطاب و ليسوا للعن يتسابقون - الصفحة 11 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الى الشيعة الذين عاثوا في صفحاتنا ، هنا احباب عمر بن الخطاب و ليسوا للعن يتسابقون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-07-17, 10:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بورمله
عضو متألق
 
الصورة الرمزية بورمله
 

 

 
الأوسمة
وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم ان الروافض ومنهم الشيعة هم على ماهم عليه منذ نشاتهم الى اليوم
فلماذا نعيرهم نحن السنه كل هذا اللاهتمام ، لماذا نجعلهم الاولويات
انظروا اولاوياتهم هم فى بعض الدول الاسلامية السنية :

اقتباس:
كما يحرص اولياء امور الرافضه على تفوق ابناءهم وتمركزهم على المناصب الحساسه في البلد بعد التخرج ، كما تشهد الصحف والمجلات على تفوق طلبة وطالبات الرافضه في الدوله
ونحن نتجادل اى هم اشد خطرا على المسلمين اليهود او النصارى ام الشيعة ،
ولماذا لا نناقش موضوع كل الروافض دفعة واحدة

والسلام عليكم ورحمة الله








 


رد مع اقتباس
قديم 2009-07-17, 12:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
م.عبد الوهاب
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية م.عبد الوهاب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل نائب مدير وسام التميز وسام التميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

اخي بورملة و بعد أن اشكر اختنا حقوقية جزيل الشكر و كل من عقب على الموضوع بارك الله فيكم

هم قد دخلوا في جوف الافاعي الى المنتديات قصد زرع البلبلة و التشكيك في عقيدتنا الصحيحة و تناسوا ما يعتقدون مما قرات اعلاه و إنهم فعلا اخطر من اليهود عليهم لعنة الله و الناس اجمعين .

اما ما قمنا به فهو تحذيرا لهم و فضحا لهم و كون بعض الاعضاء الشيعة أصبحوا يتحججون بأشياء تافهة و توجب على اعضاء الجلفة و المشرفين التحذير من هؤلاء لانه بيننا ضعاف عقول و صغار في السن

فليس من المفروض أن نتركهم يا بورملة بيننا هكذا

اليهودي إن دخل فإننا نعرفه يهودي من خلال كلامه حتى من خلال صورته
أما هؤلاء يتكلمون العربية يا اخي فكيف لنا ان نعرفهم و هم مندسين بين ثنايا الصفحات
فضحناهم و انظر الدليل قد بان منهم و ظهر ما ظهر و اخذتهم العزة بفعل المعصية فقطعنا وعدا بأن لن يعودوا الى الصرح حتى ولو عادوا فان الرجال لم تمت بعد و هم لهم بالمرصاد

اضرب فقط اطلالة على بعض الصفحات التي اندست منها ما حذفنا و منها ما زلنا نبحث لنحذف

متعة جماعية و زانيات في جيش المهدي يقولون لا إله الا الله لا حول ولا قوة الا بالله .................!!!!!!!!!!!!
عقولكم قد اكلتها الارضة فلا فرق بينكم و بين الشامبرانزي على الاقل هو قد وضع كرسي فوق كرسي ليقطف الموز اما انتم و الله انكم تهذون عجيب أمركم و تدعوننا بالنواصب و نسيتم انفسكم بهتان x بهتان

عقل الطفل اصبح لا يصدق هذيانكم

السلام عليكم ورحمة الله










رد مع اقتباس
قديم 2009-07-17, 12:16   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الشاوي الحر
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الشاوي الحر
 

 

 
الأوسمة
وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

في الحقيقة لم يتسنى لي قرائة الموضوع ولكن هل فعلا هناك اعضاء شيعة في المنتدى










رد مع اقتباس
قديم 2009-07-17, 12:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
بورمله
عضو متألق
 
الصورة الرمزية بورمله
 

 

 
الأوسمة
وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الريم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله



فليس من المفروض أن نتركهم يا بورملة بيننا هكذا

اليهودي إن دخل فإننا نعرفه يهودي من خلال كلامه حتى من خلال صورته
أما هؤلاء يتكلمون العربية يا اخي فكيف لنا ان نعرفهم و هم مندسين بين ثنايا الصفحات
فضحناهم و انظر الدليل قد بان منهم و ظهر ما ظهر و اخذتهم العزة بفعل المعصية فقطعنا وعدا بأن لن يعودوا الى الصرح حتى ولو عادوا فان الرجال لم تمت بعد و هم لهم بالمرصاد

اضرب فقط اطلالة على بعض الصفحات التي اندست منها ما حذفنا و منها ما زلنا نبحث لنحذف

متعة جماعية و زانيات في جيش المهدي يقولون لا إله الا الله لا حول ولا قوة الا بالله .................!!!!!!!!!!!!
عقولكم قد اكلتها الارضة فلا فرق بينكم و بين الشامبرانزي على الاقل هو قد وضع كرسي فوق كرسي ليقطف الموز اما انتم و الله انكم تهذون عجيب أمركم و تدعوننا بالنواصب و نسيتم انفسكم بهتان x بهتان

عقل الطفل اصبح لا يصدق هذيانكم


السلام عليكم ورحمة الله
وعليكم السلام ورحمة الله

هناك الكثير من المواضيع التى تحمل قكرهم
واغلبها قد وضع من طرف اعضاء ممن يقومون بالنقل دون عقل
.................................

ياخى انا لست ضليعا فى العربية ، فافرق بينى وبينهم فى الكلام ، ولا تشركنى واياهم فى مخاطبتك لى ومخاطبتك لهم فى الضمير

بارك الله فيك وجزاك الله الجنه

والسلام عليكم ورحمة الله









رد مع اقتباس
قديم 2009-07-19, 13:50   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الواثق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الواثق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع قيم ويستحق التثبيت
رؤيتك واضحة وسليمة اخي وهي جلية منذ ان ظهر الشيعة قاتلهم الله ولكن للاسف اكثر الناس لا يعلمون










رد مع اقتباس
قديم 2009-07-20, 10:49   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
م.عبد الوهاب
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية م.عبد الوهاب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل نائب مدير وسام التميز وسام التميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

أبو خالد بارك الله فيك كفيت ووفيت
ان في قولك عبرة ارجوا ان يبحث فيها ذوي العقول

اخي بورملة لم يكن لك فقد سبقت نيتي فعلي و قولي و لاني اعرف اخي بورملة و إنما للذي يرد و هو يعلم بأنه في منتدى سني و يتناسى ذلك فيريد ان يطلق سمومه و هو على غير ما نحن عليه و اعرف بانه سواء كان زائرا أو عضوا مسجلا يقرأ الكلام لكن لا دليل له ليعطيه لنا بملايين الاسئلة التي طرحنا و تنتظر الجواب
بارك الله فيك بورملة

اخي الشاوي الحر كانوا يعيثون فيه فسادا و كنا في بعضنا نلهوا و حين افقنا وبحثنا بعض في الصفحات فقط وجدنا مصابا و كوارث بين طيباتها فعمدنا الى تصحيح الاخطاء و بترها و كثير منها لا تراه لانه تم حذفه لما فيه من لعن على العلن لصحابة رسول الله و نحن لا نرضى بذلك و انتم كذلك جزاكم الله خير

و كثير من الاخوة في هذه الصفحة يستحقون الثناء و الشكر لما خطت اصابعهم و تطرقوا اليه من دلائل و حقائق جزاهم الله خير الجزاء الكل بإسمه


السلام عليكم ورحمة الله










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-01, 13:52   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
مرواني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مرواني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي أبوريم
الشيعة حقيقة موجودون ويقاتلون من أجل باطلهم
أمّا السنة فأنت مخطىء للأسف فهم يعدّون على الأصابع
والدّليل على ذلك أنظر إلى هذه الردود الهشّة فمنهم من يقول فتنة والفرق بيننا وبينهم شاسع فهم يكفّروننا ويكفّرون الصحابة الأبرار فهل من يساوي بيننا وبين الشيعي نسمّيه سنّيا شتّان
حزب الله وضعوه العرب الجبناء ليحمي ظهر بني صهيون من المقاومة الإسلامية السنية اللبنانية وهذا بشهادة مؤتمر الطائف وهل أمريكا اللعينة لو وجدت حزب الله الشيعي خطرا تتركه إلى غاية اليوم ؟ هههههههه
شيء مضحك










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-01, 13:57   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
مرواني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مرواني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي أبوريم لقد سجّلت في أحد المواقع الشيعية ومن بينهم الكوثر ونصحتهم لكن للأسف حذفوا عضويتي في الحين










رد مع اقتباس
قديم 2010-03-26, 20:06   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أم عبد المصوّر
عضو نشيط
 
الأوسمة
عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2010-03-27, 14:22   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أحمد أبو عبد الرحمن
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أحمد أبو عبد الرحمن
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

مقدمة ضرورية في فهم تعاطي الشيعة مع المخالفين

لا يوجد مسلم اليوم إلا وهو يتمنى أن يجمع الله قلوب المسلمين جميعًا، وأن يوحد صفهم، ويجمع كلمتهم، ويلم شعثهم. ولأن هذه المطلب من أهم مطالب الإسلام، فإنه لن يتم بمجرد التمني، بل لا بد من العمل الجاد والصادق والمسبوق بمعرفة الواقع وتفاصيل المسببات التي شتت الأمة، وفرقة أبناء الإسلام.

وحينما نتحدث عن الشيعة والوحدة والتقارب، فلا بد من أن نتحدث بصدق وصراحة، وهذه هي أول خطوة جادة في الطريق الصحيح نحو وحدة المسلمين. فقد جرب المسلمون تجارب كثيرة قائمة على المجاملات والابتسامات والندوات والاجتماعات، والتي مضى عليها عقود كثيرة دون أن تفرز أي نتائج حقيقية وواقعية، بل أفرزت نتيجة سلبية خطيرة، وهي أن الوحدة الإسلامية مجرد حلم وردي لا أساس له من الواقع.

وحتى نرسم الصورة بشكل صحيح لا بد أن نعرض، لمعوقات الوحدة والتقارب الحقيقي عند الشيعة، وإذا ما تفهمنا الأسباب الحقيقية والواقعية، يمكننا حينئذ أن نُقدم محاولة العلاج الجاد، بعيدًا عن الظروف السياسية أو مقتضيات المجاملات الزائفة.

فمن أهم المشكلات المستعصية عند الشيعة مشكلة (التقيَّة)، والتي تُعيق دائماً عمليات التقارب الصادقة بين المسلمين؛ لأنه بواسطة هذه العقيدة يُظهر المرء ما لا يبطن، ويوهم بخلاف ما يعتزم فعله على أرض الواقع، ويُعطوي من اللسان حلاوة لكن على أرض الواقع تتجسد المرارة بأبشع طعم، وكل ذلك انطلاقا من عقيدة (التقيَّة) والتي يعظموها الشيعة ويجعلون منها حقيقة الدين والإيمان!!
فعن الصادق يروون أنه قال: (إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له).

البحار (66/486)، والخصال (1/14). والمحاسن (ص259). الكافي (1/217)، والوسائل (16/204).

ورووا عن الرضا أنه قال: (لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له، إن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية). البحار (75/395) وكمال الدين (ص 346) ونور الثقلين (4/47) ومنتخب الأثر(ص220).
بل يرتبون على (التقيَّة) أعظم الأجر، وأنها أفضل عبادة تقدم في مذهب التشيع، ويسمونها (الخبء).

فقد رووا عن الصادق أنه قال: (ما عُبِدَ الله بشيءٍ أحب إليه من الخبء، قيل: وما الخبء؟ قال: التقية). البحار (75/396) ومعاني الأخبار (ص 162) والوسائل (16/207،219).

وعنه أيضا قال: (إنكم علي دين من كتمه أعزة الله ومن أذاعه أذله الله).البحار (75/397)، والمحاسن (ص412)، وجامع الأخبار(ص 257)، ورسائل الخميني (2/185).

ويوجبون (التقيَّة) في دار أهل السنة التي يسمونها (دار التقيَّة) فعن الصادق أنه قال: (استعمال التقية في دار التقية واجب، ولا حنث ولا كفارة على من حلف تقية). البحار (75/394-395)، والخصال(2/153) وعيون أخبار الرضا ( 2/124) والوسائل (15/50).

وعن الصادق –أيضاً- أنه قال: (عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعله شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره). البحار (75/395)، وأمالي الطوسي(ص 299).

وهذا شيخهم (الصدوق) يقول: (اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها بمنـزلة من ترك الصلاة، ولا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة). الاعتقادات (114).

ويقول علامتهم (العاملي) : (الأخبار متواترة صريحة في أن التقية باقية إلى أن يقوم القائم). مرآة الأنوار (ص337).

ويقول إمامهم في هذا العصر (الخميني): (وترك التقية من الموبقات التي تلقي صاحبها قعر جهنم وهي توازي جحد النبوة والكفر بالله العظيم). المكاسب المحرمة (2/162).

ثم عندهم نوع غريب من التقية الخاصة بالشيعة وهي (التقية المداراتية) والتي تمثل وجهاً دعائياً للتشيع، من خلاله يمكن للتشيع أن يدخل الصف السني، ويروج للتشيع!

فهذا (الخميني) يعدد أنواع التقية ويذكر أن منها (التقية المداراتية) وعرفها بقوله: (وهو تحبيب المخالفين وجر مودتهم من غير خوف ضرر). الرسائلللخميني (2/174).
وقال: إن التقية واجبة من المخالفين، ولو كان مأمونا وغير خائف على نفسه وغيره. الرسائل ( 2/201).

ويقول شيخهم (محسن الخرازي): (وقد تكون التقية مداراةً من دون خوف وضرر فعلي لجلب مودة العامة والتحبيب بيننا وبينهم). بداية المعارف الإلهية (ص430).
ويقول علامتهم (دستغيب): (ومنها التقية المستحبة وتكون في الموارد التي لا يتوجه فيها للإنسان ضرر فِعِلي وآني، ولكن من الممكن أن يلحقه الضرر في المستقبل، كترك مداراة العامة ومعاشرتهم). أجوبة الشبهات(ص 159).

وبهذه (التقيَّة) يصعب معرفة ما هو حقيقي وما هو زائف عند الشيعة، ومتى استطاع الشيعة معالجة موضوع (التقيَّة) بحسم وجديَّة، فإنه حينئذ سوف يسقط أول وأهم عائق أمام وحدة المسلمين.





عايض بن سعد الدوسري

موقع البرهان










رد مع اقتباس
قديم 2010-03-27, 14:30   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أحمد أبو عبد الرحمن
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أحمد أبو عبد الرحمن
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

الأمراض والعقد النفسية في شخصية الشيعي


عقدة النقص أو الدون هي الدافع:
تتنازع (الفارسي) عقد تبدو في ظاهرها متناقضة، ولكنها في حقيقتها تنبع من مصدر واحد، وتتفاعل فيما بينها بتناسق وتساند. فهو من ناحية يعاني من عقدة الشعور بالنقص، ومن ناحية أخرى يحيط نفسه بمظاهر الفخفخة والكبرياء، ويتصرف بغطرسة واستعلاء. والحقيقة أن هذه من تلك!
يقول د. علي الوردي: (يقول جعفر بن محمد: [[ ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة وجدها في نفسه ]]. وهو قول يصدق في حالات كثيرة. فلقد ذهب بعض الباحثين إلى أن الكبرياء تستعمل أحياناً كستار للتغطية لدى بعض الأفراد: فإن الذي يملك مزية حقيقية تميزه عن غيره من الناس لا يحس بحاجة إلى هذا الستار، فهو يدخل بين الناس على طبيعته من غير تكلف أو تكبر أو رياء.
أما الذي يشعر بأنه دون الناس، أو مثلهم على الأقل، فهو يحاول أن يضع بينه وبين الناس حجاباً من الكبرياء؛ لئلا تنكشف حقيقته العادية بينهم. ويلجأ إلى وضع هذا الحجاب في الغالب أولئك الذين صعد بهم القدر إلى مناصب ليسوا هم في الحقيقة أهلاً لها. إنهم مضطرون في مثل هذه الحالة أن يتخذوا لهم سلوكاً خاصاً بهم لكي يتميزوا به عما سواهم من الناس.
وبعبارة أخرى: إنهم يخلقون لأنفسهم مظاهر التميز، ويتصنعون بها تصنعاً لكي يعوضوا بذلك عما فقدوه من حقيقة التميز الطبيعي. إن الفوارق الاصطناعية التي يلتزمها الناقصون ويتعصبون لها تشبع فيهم رغبة لا شعورية للتفوق والاستعلاء والتباهي([1]).
فالكبرياء والاستعلاء إذن ما هو إلا غلاف يحيط به الناقص نفسه لستر شعوره بالنقص إزاء الآخرين! وذلك كما فعل إبليس مع آدم عليه السلام حين فضله الله تعالى عليه فـ (( أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ))[البقرة:34] و(( قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ))[الأعراف:12].
وكما فعل اليهود من بعد حين ادعوا أنهم (شعب الله المختار) و(( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ))[المائدة:18].
ثلاثة حين عجزوا عن حيازة الأفضلية بالفعل، وشعروا بالدون جنحوا إلى التبجح بالعنصر: (إبليس واليهود والفرس) حتى تحول ذلك فيهم إلى (عقدة)! بل.. عقيدة!!
إنهم -من ناحية- أفسد خلق الله تعالى فعلاً، و -من ناحية- أكثرهم تبجحاً واغترارا بالطين والعنصر؟ ولهذا قال الخبراء –كما مر بنا من قبل- (الفارسي إنسان متغطرس وأكثر ميلاً إلى احتقار الغريب فيما إذا اعتقد بأنه يحاول إخضاعه وإذلاله). وهو دائماً يعتقد هذا في الغريب لإصابته بـ(عقدة الشك) (ومركب الخوف من كل ما هو أجنبي وغريب ويثير لديهم غلوا في التعصب لوطنهم وتفاخرا عميقا بجميع الأشياء الفارسية ويتنامى عندهم شعور بالاستثنائية الفذة التي لا مثيل لها).
عقدة الاضطهاد وعلاقتها بعقدة السيد:
ولـ(عقدة الاضطهاد) المغروسة عميقاً في نفسية (الفارسي) علاقة وثيقة بـ(عقدة السيد).
يقول د. محمد احمد النابلسي -أستاذ الطب النفسي وأمين عام الاتحاد العربي للعلوم النفسية-: (إن مشاعر الاضطهاد تشكل عنصر الدعم الأساسي لمشاعر العظمة والتفوق. وهذا ما تثبته الوقائع العيادية النفسية. حيث يترافق جنون العظمة (البارانويا) دائما مع مشاعر الظلم والاضطهاد. مما يجعل من هذه الأخيرة ضرورية للشعور بالأهمية والعظمة والتفوق)([2]).
تأمل اسم أول دولة لهم في التاريخ عيلام : (Hal-tampt)! ومعناه (بلاد السيد) فـ(Hal) تعني: (بلاد) و(tampt) (سيد)([3]).
بل أطلقوا على أنفسهم اسم (السادة) و(الأحرار) حتى صار هذا الاسم علما على الفرس! فإذا قيل (السادة) أو (الأحرار) فإنما يعني بِهِ القائل (الفرس) لا غير، وبهذا يظهر أن لقب (السيد) علماً على (رجال الدين) فارسي المصدر، لا سيما إذا استحضرت أنهم لا يفرقون بين (رجل الدين) ورجل المُلك، وعلمت أن الدين والملك عندهم محصور في بيت واحد.
احتقار الأمم لا سيما العرب:
وظل الفرس يسمون أنفسهم كذلك تعصباً لعنصرهم، واحتقارا لغيرهم من الشعوب لا سيما العرب؛ لأنهم يشعرون تجاههم بـ (عقدة الدون).
ومن شواهد ذلك ما روى لنا التاريخ من أن الملك الوحيد الذي مزق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم -من بين الملوك الذين راسلهم النبي- بكل عنجهية وكبرياء، هو كسرى حتى قال الخبيث (لع): (كيف يتجرأ فيذكر اسمه قبل اسمي وهو عبد من عبيدي؟! ثم ماذا فعل بعدها؟ انظر إلى هذا التصرف الذي لا ينم إلا عن عقدة مريضة: أرسل إلى نائبه على اليمن أن ابعث رجلين من قبلك إلى هذا الذي يزعم أنه نبي وليأتياني به مقيداً)!
ومن طريف ما يذكر في هذا الصدد أن أحد علماء السنة المعروفين في شيراز على عهد الشاه إسماعيل الصفوي وهو شمس الدين الخفري حين تقدم بين يدي الشاه من أجل امتحانه في سب الخلفاء الثلاثة انبرى يلعنهم لعناً شنيعاً فنجا بذلك من الذبح، ولما خرج من عند الشاه عاتبه أصحابه وقالوا له: كيف ارتددت عن دينك ولعنت أئمتك الثلاثة؟! فأجابهم: لأجل هؤلاء الأعراب الثلاثة أقتل أنا مع ما أنا عليه من الفضل والكمال([4])!
انظر كيف عبر عذره عن (عقدته) الكامنة في نفسه - عقدة (السيد)!
شاهد أو مشهد مثير:
تأمل هذا المشهد الذي لا يمكن أن يخطر ببال أحد، إلا في أفلام الخيال -ربما- والذي يمثل نموذجاً صارخاً للتعبير عن هذه العقدة لدى الفارسي أو المتشيع بتشيعه: عنجهية ما بعدها عنجهية، واستكبار فارغ لا ينم إلا عن مرض خبيث متأصل في نفسية مريضة لا أمل في شفائها! لشخص مجرد من كل قوة في بلد غريب عنه يعامل وزيراً في بلده جاءه مبلغاً رسالة من رئيس دولته، يعامله بهذه الطريقة:
(كان الشاعر والأديب الذي تقلد منصب وزير الإعلام والثقافة، شفيق الكمالي، قد كلف بإبلاغ خميني برسالة صدام التي فحواها أن استمرار بقاء آية الله في النجف من شأنه أن يصبح خطراً على أمن العراق ومصلحته القومية، وأنه بالنظر إلى الحالة غير المستقرة والمتوترة في إيران، وحفاظاً على العلاقة بين البلدين عليه أن يرحل.
دخل شفيق الكمالي ومعه وفد كبير شقة الخميني. وقبل أن يسمح لهم بالدخول على الخميني ظهر سكرتيره الخاص وأخبرهم أن آية الله الخميني لا يرغب في مصافحة أحد، وأن عليهم أن يكتفوا بتحية الإسلام المعروفة (السلام عليكم). وعندما دخلوا الحجرة التي يستقبل فيها الخميني ضيوفه، كان الخميني يجلس مع المترجم على الأرض. قال الكمالي: (السلام عليكم)، لكن آية الله رد السلام ببرود ولم ينهض أيضاً، فكان على أعضاء الوفد العراقي أن يجلسوا هم أيضاً على الأرض، قبل أن يصرح وزير الإعلام والثقافة برغبة صدام.
كان الخميني يحملق في سقف الغرفة أو في مترجمه أو سكرتيره بشكل ملفت للانتباه، فلم يكن لينعم على وزير الإعلام أو أي من المبعوثين من بغداد بنظرة واحدة. كان يجيب على الأسئلة بنعم أو بلا، أو يترك مهمة الإجابة عنها لسكرتيره الخاص. ولم ينظر الخميني إلى الرسل القادمين من بغداد إلا بعد أن انتهى الحديث الذي لم يدع فيه الكمالي مجالاً للشك أنه لا يوجد حل آخر سوى أن يغادر الخميني العراق في أقرب وقت ممكن.
(كان ينظر إلينا الواحد تلو الآخر دون أن ينبس بكلمة، كان له حضور قوي. كنت أشعر كما لو كنت أقف في مهب محرك نفاث عندما يصوب عينيه نحوي. بدأت أرتعد)، ذلك ما رواه لي الكمالي فيما بعد مضيفاً: (كان لدينا جميعاً نفس الشعور عندما خرجنا من عنده).
يقول مدير صحة محافظة البصرة آنذاك، نزار شاهبندر، الذي كان عضواً في لجنة مهمتها الإشراف على كل شيء يخص فترة إقامة الخميني والاعتناء به أثناء المرور من هناك والتوجه إلى الكويت: (كان الخميني غاضباً وثائراً بشكل جنوني)([5]).
غاضباً من أي؟ وثائراً على من؟ أيها الحاقد المعقد! أكثر من عشر سنين وأنت تتنعم بخيرات العراق، وتتقلب في نعمه. من أنت؟ ومن أين أتتك كل هذه الكبرياء الجنونية؟ وهذا الحقد الذي يأكل كبدك كالجرب بحيث لا تتحمل أن تنظر في وجوه قوم طالما أحسنوا إليك! ما سوء الأدب هذا؟! وزير وحاشية تتجشم عناء المجيء إليك من بغداد، احتراماً لشيبتك وصفتك طبقاً لأخلاق العرب، من أجل أن يبلغوك أمراً كان يمكنهم بكل بساطة أن يستدعوك إلى أقرب مركز شرطة ليبلغوك إياه، أو يرسلوا إليك شرطياً يقوم بالمهمة، أو يشد وثاقك ليرميك خلف الحدود، أو يسلمك إلى الشاه يفعل بك ما يشاء، وينهي قصتك. لكنهم لم يفعلوا بك ذلك كله -وهم قادرون لو أرادوا- واعتبروك ضيفاً، أو (دخيلاً) يلزمهم الخلق العربي أن يعاملوه معاملة خاصة. وفوق ذلك أولوك -بلا معنى- احتراماً لا تستحقه، وتأبى عليك نفسيتك المعقدة أن تفهمه كما يفهمه الأسوياء؛ فأرسلوا إليك وزيراً! فتستكثر على وزير احترمك ووقرك وقطع إليك كل تلك المسافة، أن تستقبله وتصافحه وتكرمه كما يوجب عليك الدين الذي تنتسب إليه، أو الخلق الإنساني على الأقل؟! ولكنها العقد الفارسية: عقدة السيد وعقدة الصفاقة وعقدة اللؤم ونكران الجميل و.. و…، ليس الذنب ذنبك، إنما ذنب أولئك الذين احترموك. ألم يكن فيهم رجل رشيد يقوم إليك في تلك اللحظة ليمرغ أنفك بالحذاء، ويخرج تلك الشمخرة من ذلك الأنف الخبيث؟ ثم يرميك على حدود إيران؟ عفواً أيها (السيد)! المشكلة فينا، وليست فيكم. ولعل الكثيرين لا يعلمون أنك من أرباب السوابق الذين سجلت في حقهم دعوى في شرطة النجف أيام كنت طالباً في الحوزة، بالجرم الذي لا يكاد يسلم منه معمم فارسي! من هنا خرجت تلك العنجهية، وتلك الكبرياء الفارسية الفارغة. من هنا شحنت بذلك الحقد وتلبست بتلك الغطرسة! هل عرفت نفسك؟!
وشهد شاهد منهم على مثله:
يقول شيعي محترق، لكنه عليم بحال الفرس، خبير بهم لطول معاشرته إياهم هو محمد طه الكرمي: (والفرس بطبيعتهم أنانيون يتطلبون مساقط العنوان، ومهابط الفخفخة، بكل ما يتمكنون، وبأي طريق يحصل لهم ذلك. ولذا كثرت فيهم المذاهب، وتفتقت شعب الدين؛ لأن هذه الاختلافات من مظان الترقي وشهرة الاسم. ففيهم كثرة الصوفية والأقطاب. وفيهم الشيخية، وفيهم البابية والبهائية. وفيهم المجوسية لحالهم الحاضر. وفيهم الكسروية واللامبدئية بصورة فاشية، إلى غير ذلك من مشارب ومذاهب... وزعيم الشيخية، الذي منهم وعندهم، آية في التجبر والتنفس والتعنون والتنعم والثروة. وهكذا نوع طبقاتهم الشاخصين، إن باسم الدنيا، وإن باسم الدين. ولم يحدثنا التاريخ، فيما سبق لنا من سلف، أنهم يستأجرون المأمومين وطلبة العلم لصلاة الجماعة وحضور حلقة الدرس بدراهم ودنانير كما أوقفنا عليه في حاضره هذا، ومن الفرس فقط ومن تأثر بروحياتهم فحسب.
وهم أناس متحركون يعرفون كيف يسلكون في تصيد الدنيا والعنوان. فيشتري من يريد منهم الاسم والعنوان، وأنه صار مندوباً في المجلس النيابي في الدورة السادسة عشرة مثلاً الرأي الواحد بمئات الدراهم، بل بآلافها، وإن كان لا يستفيد من الكرسي سوى الاسم فقط! ويهاجر الذي لم يجد منهم في داره حيلة ومناصاً إلى مناطق تغلب عليها البساطة حتى يستطيع التأثير عليها. وإذا به (آقا خان المحلاتي) دب لا يعقل سوى الأكل والشرب والبطن المنتفخ، واكتناز الأموال، واحتجاز الغواني في قصره المشيد في الهند)([6]).
ويقول أيضاً: (فالرجل الفارسي إذا حصل في الجامعة أقل عنوان من تمول أو رياسة أو علم، نفخ صدره بما لا حد معه مبدئياً كان أم مادياً. حتى إن العلماء الرامين إلى التدين وترويج الشريعة منهم إذا خولهم الزمان أقل فرصة من فرصه فسادوا واشتهروا لا تحملهم الأرض يمشون عليها من تبخترهم. دع عنك ذواتهم؛ فقد تكون لها قيمة ذاتية، ولكن هلمّ الخطب في خدمهم! فتراه بعد أن كان حمالاً يستأجره أقل الناس لحمل أثقاله بدراهم بخسة، فوفقه الزمان لخدمة هذا الرجل لا يعير التفاتاً لأي أحد، وبالأخص إذا كان من الروحانيين الذين يتقاضون من مخدومه الخبز والدراهم)([7]).
المتسيد لا يحترم إلا من يذله:
والسيد لا يلتفت إلى إحسان العبد تجاهه؛ لاعتقاده أن ذلك حق من حقوقه. وكل ما يقدمه (العبد) تجاه (السيد) يعتبر خدمة واجبة عليه لا يستحق عليها الشكر. ولا يلتفت السيد إلى رأي العبد كذلك، ولا يسمع لكلامه بل قد لا يسمح له بالكلام في حضرته أصلاً لأنه عبد.
إن عقدة (السيد) عند العجمي والمستعجم تبطل مفعول أي إحسان تقدمه إليه من أجل تقريبه وكسبه. وتجعل آذانه في صمم عن سماع كلامك ورأيك ما لم يكن كلام سيد يمتاز بالقوة والجرأة والاستعلاء اللذين يمتاز به كلام السادة مع العبيد. إن هذه العقدة تفرض على من يتعامل مع المصابين بها أحد خيارين: فإما أن يتعامل معهم كـ(سيد)، وإما أن يعاملوه كعبد! وليس من خيار ثالث.
إن اللين واللطف وجميع أساليب التقريب ليست أكثر من (مغذ) أو حقنة (فيتامينات) تغذي هذه العقدة عند (الفارسي) وتقويها! فيبتعد أكثر عن (اللينين) الوادعين. ويتصامم عن سماع كلامهم ويحتقرهم ولا يعاملهم باحترام؛ لأن (السيد) لا يحترم إلا سيداً مثله، ولا يعتبر إحسانه إليه. بل يفسر كل مجاملة أو تعامل لطيف على أنه ضعف أو خداع! فإذا أردت منه أن يحترمك ويسمع لكلامك فكن سيداً مثله في خطابك وموقفك وكلمه بلغة السيد ولهجته. وإن علوت أكثر وأشعرته بأنك فوقه وأنه دونك فهذا أجدى. وإلا فإن الطريق الآخر مسدود.
والتاريخ -وكذلك الواقع- خير شاهد.
ما ضعف العراق في التاريخ مرة إلا وغزاه الفرس:
لقد ثبت تاريخياً أن (الفرس) لا يحترمون إلا القوي، ولا يعترفون إلا به ولا ينصاعون إلا للقوة ولا يفهمون سوى خطابها ولغتها. وما من مرة تولى فيها الحكم في العراق حاكم ضعيف إلا وتحرك العجم باتجاهه يغزونه ويعتدون عليه. وما من حاكم قوي إلا وله معهم موقعة يلقنهم فيها أحكم الدروس وأبلغها. من أوتوحيكال وسرجون إلى حمورابي ونبو خذ نصر إلى آشور بانيبال وسميراميس إلى أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وصولاً إلى صدام حسين. عندها قد يسمعون له وهو يتكلم لهم عن (أسطورة) الجار وحقوقه أو الدين ولوازمه وآدابه. كاليهود تماماً! أخذ الله عليهم الميثاق وهم تحت الطور الذي يكاد ينقض عليهم، ثم ما إن ذهب عنهم الخوف حتى تولوا فكانوا من المعرضين! وعلى هذا الأساس تعامل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنجح أيما نجاح.
ولقد أثبتت الوقائع، والأحداث والواقع، أن جميع محاولات التقريب لم تجد مـع الشيعة شيئاً، وأن الأفكار التقريبية والدعوات اللينة أو (الهادئة) وكلمات المدح والتزلف تنقلب عندهم -لفساد مزاجهم- إلى سلاح متفجر يحاربوننا به ويفجرونه في وجوهنا كل حين. إن هذا لا يزيدهم إلا عتواً وخبالاً، ولا نكسب منه إلا مزيداً من الأدلة أو الأسلحة التي تستعمل ضدنا بوقاحة وصلف!
هل أجدت معهم هذه المقولات الخانعة: [[ لولا علي لهلك عمر ]] [[ لولا السنتان لهلك النعمان ]] [[ إن جعفر الصادق هو إمام المذاهب ]] .. إلخ؟!
على العكس! لقد استعملوها بالمقلوب واعتبروها أدلة على جهل عمر وأبي حنيفة، وأن الأصل هو التشيع وما عداه ففرع وعالة.
إن السيد -أيها السادة!- لا يحترم إلا سيداً مثله أو يزيد عليه.



([1]) خوارق اللاشعور، (ص:216)، د. علي الوردي.
([2]) لقاء مع مجلة اللواء الإسلامي، طرابلس، مستل من الانترنيت.
([3]) الصراع العراقي الفارسي، (ص:46)، مصدر سابق.
([4]) لمحات اجتماعية، (1/58)، الدكتور علي الوردي.
([5]) كنت طبيباً لصدام، (ص:85-86)، الدكتور علاء بشير، مصدر سابق.
([6]) الحياة الروحية، الحلقة الثانية، (ص:244)، محمد الكرمي، مطبعة قم، سنة 1386، والكتاب مليء بالطعن في الصحابة فمن دونهم من حملة ديننا، وصناع تاريخنا. وإن أعجب فعجبي من عنوان الكتاب (الحياة الروحية)!!! وليس فيه من (الروحانيات) سوى ذلك النبش الفارسي المكرر الممل نفسه لتاريخنا والإساءة إليه بكل سبيل، وفي خيرة عصوره الزاهرة! وأعجب منه تناقضه في ادعائه الانتساب إلى أمة العرب، ثم هو يحذو حذو الشعوبيين المتطرفين في ذم تاريخها، ومخالفة دينه وعقيدتها! انظر إليه كيف يقول: (أفيرجى من هذه الأمة المتخاذلة من بادئها القديم ما سوى عصر النبوة وقليل بعده إلى حاضرها الفعلي التي تكيل دينها جزافاً ومجاناً أن تقوم بحفظ ناموسها المبدأي، وتحتفظ بشعارها الديني، وتمشي إلى جنب مقرراتها مشياً صحيحاً، لا غش فيه ولا تدليس بدافع نفسها وباختيار منها. كلا وحاشا. فإن الأدوار التاريخية لا تزال -كما لم تزل- تحدث عن الأمة الإسلامية أحاديث مشوهة توجب الخجل والفشل، يعلم الله، ولو جاز لنا أن نكشف الغطاء عن مساوي هذه الأمة وذنوبها بالنسبة إلى دينها وعقيدتها، وخيانتها لمبدئها القويم، لملأنا المجلدات الضخمة بأحاديث لا تقبل الريب والتشكيك في صدورها ووقوعها من الخليفة أمير المؤمنين إلى من دونه بمرقاة، وهكذا إلى أدنى الطبقات)!!! أصول الدين الإسلامي، الحلقة الرابعة من سلسلة الحياة الروحية، (ص:235). وهذا من الدلائل على أن التشيع الخبيث إذا تمكن من قوم لم يعد بينهم من فرق في عقدهم وعقائدهم، فرساً كانوا في أصلهم أم عرباً أم غيرهم، إلا في أمور ظاهرية غير مؤثرة. فافهم تسلم.
([7]) أيضاً، (ص:247).


الشيخ طه الدليمي
موقع البرهان









رد مع اقتباس
قديم 2010-03-27, 14:40   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أحمد أبو عبد الرحمن
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أحمد أبو عبد الرحمن
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي


التحليل النفسي لأهم عقائد وطقوس التشيع

الجذور الفارسية بشهادة الفرس أنفسهم

أود أن أبتدئ هذا الموضوع بشهادة لأحدى الشخصيات الشيعية المرموقة هي الدكتور علي شريعتي الذي أدرك العلاقة الحميمة بين التشيع المنحرف والشخصية الفارسية، وأن هذا التشيع ما هو إلا تعبير أمين عن تلك الشخصية، في معرض حديثه عن صعوبة التفريق بين (التشيع الصفوي) المحرف و(التشيع العلوي) الصحيح لكون المحرفين استعملوا الأسماء نفسها مع تفريغها من محتواها الصحيح وزرقها بالمحتوى المحرف.
يقول د. علي شريعتي: (المشكل هنا أن المذهبين لهما من حيث الاسم نفس الأصول ونفس الفروع دون اختلاف، وهذا يجعل الفرز والتشخيص أكثر تعقيداً، ذلك أن التشيع الصفوي جاء وأرسى دعائمه على هيكلية مضاهية لهيكلية التشيع العلوي، واستعار نفس القوالب الفكرية والعقائدية لهذا التشيع بعد أن أفرغها من مضمونها ومحتواها الواقعي وركّب عليها نفس أسسه ومبادئه بأسلوب ماكر وهادئ وبالاستعانة بعلماء ذوي خبرة واختصاص، وذلك لكي يتسنى له تمرير هذه العملية على ذقون الناس، وقد نجحوا بالفعل إذ لم ينتبه الناس لعملية التبديل تلك، رغم أنها طالت كل شيء وشملت الله والكتاب والنبي والإمام وسائر الشخصيات البارزة في الدين والتاريخ، لقد تبدل كل شيء من دون أن يشعر أي أحد! وإلى يومنا هذا ما زال الناس غير قادرين على اكتشاف عملية التزوير التي تمت وتم من خلالها تبديل اللب والإبقاء على القشور فقط!
ليتهم أعلنوها صراحة وقالوا رسميا بأن ديناً جديداً قد جاء أو أن فرقة جديدة قد ظهرت إلى الوجود، ولكن كيف يفعلون ذلك وهم يدركون تمام الإدراك أن مسعاهم هذا لن يكتب له النجاح ولن يخدم مصالحهم ولا يحقق الأهداف التي تدور في خلدهم. ومن هنا حافظوا على جميع المصطلحات المتداولة في التشيع (العلوي - الإسلامي) وحرصوا على إبقاء نفس الأصول والفروع، نفس الأسماء والشخصيات والأعلام، بل لجأوا إلى القيام بعمليات تجميل واسعة لكي تبدو تلك المصطلحات والأسماء أكثر بريقاً ولمعاناً وجاذبية، ولكن في ظل هذا البريق واللمعان زرقوا موادهم السامة والمخدرة والتي كانت تحمل التشيع اسماً وهي في الواقع عناصر معادية للتشيع الحقيقي ومناوئة لأهدافه. إنها عناصر تشيع (صوفي – صفوي) تم تمريرها على المجتمع دون أدنى مقاومة، وذلك لأن الضمير الاجتماعي لم ينجح في اكتشافها نتيجة لشدة التشابه وصعوبة التمييز، فعملية التمويه كانت دقيقة ومخططة ومدروسة، واندفع الشيعة وراء المظاهر الظاهرية والمراسيم الشكلية والشعائر المفرغة من المضمون ... هو تشيع يتعاطى مع كل العقائد والعقائد النبيلة المشار إليها بشكل مختلف ويحولها إلى أحقاد دفينة وضغائن سياسية وقومية وعداء بين العرب والترك والإيرانيين... وبالتالي عمل على توظيف كل العواطف والعقد الشيعية في سبيل تحقيق أهدافه ومراميه المتمثلة بإقامة الدولة الصفوية).
والآن نتوقف عند أهم العقائد والسلوكيات والممارسات العملية أصولاً وفروعاً في التشيع الفارسي، وكيف تمكن المزورون من إفراغها من مضمونها، وزرقها بموادهم السامة والمخدرة التي تعبر عن عقائدهم وعقدهم القديمة، حتى تتضح العلاقة أكثر بين التشيع الفارسي والعقد النفسية التي يعاني منها أصحابه، وتتأكد نظرتنا في كون هذا التشيع ما هو إلا إفراز نتن لتلك العقد المتأصلة في أعماق نفوس حملة العقيدة الشيعية الفارسية من أي الشعوب والأعراق كانوا، وفي أي الأماكن والأصقاع وجدوا.

1. الإمامة
عقدة السيد – الناشئة عن عقدة النقص – تجعل من الشخصية الفارسية شخصية نُفاجية أو نرجسية. والنفاجية حالة من تضخم الذات الذي يأخذ طابع المبالغة الخرافية لقدراتها وممتلكاتها ومكانتها، بشكل يجعل المحيط يبدو منحسراً أمام الذات. إنه مبالغة في الادعاء لا تستند إلى أي إحساس من الواقع الذاتي أو الموضوعي. والنفاجي كائن مهووس بالعظمة وارتفاع الشأن، فهو يبالغ في كل ما يمت إليه بصلة خصوصاً في تصوير قدراته. وقد يصل النفاج إلى حد هذيان العظمة، وادعاء ألقاب مفرطة في تفخيمها. والنفاج نوع من رد الفعل التعويضي على مشاعر نقص ذاتية شديدة. إنه رد فعل تمرد خرافي على العجز، بحيث يكون التضخيم الخارجي متوازٍ عموماً مع النقص الداخلي.
من هنا صار الفارسي يشعر بأحقيته في السيطرة على الآخر ، وإلغائه من خارطة الاعتبار. وقد تعمق هذا الشعور بمجيء الدولة الساسانية التي سيطر عليها وحكمها كهنة بيت النار في إصطخر؛ فاختلط عندهم الملك بالدين، وصار البيت الديني هو البيت المالك؛ فكان سبباً في شيوع الاعتقاد الديني لديهم بأن الملك يجب أن يكون محصوراً في بيت واحد هو البيت الديني، وأن من نازعه الملك أو خرج عليه فهو ملعون خارج على الدين نفسه. وحين جاء الإسلام تحول هذا التصور الفارسي إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم فاعتقد عامة الفرس عدم جواز خروج الملك منه إلى غيره. وقد استغل الكهنوت السياسي الفارسي هذه التصورات بعد أن ألبسوها لبوس الدين وأعطوها اسماً مناسباً هو (الإمامة)، ليجعلوا جمهور المتشيعين لهذه العقيدة أناساً يعتقدون بأن كل حاكم من غير (أهل البيت) خارج على الدين تجب محاربته، ويسوغ الخروج عليه لإرجاع الحق المغتصب إلى أهله. وهذا هو منشأ جميع الفتن الشيعية في أوساط الأمة، بدءاً من الفرقة الطائفية، وانتهاءاً باستعداء الأجنبي على البلدان التي يستوطنونها، وخدمته بالعمالة والجاسوسية، وتقديم جميع أشكال العون له ضد أبناء الوطن. فعقيدة (الإمامة) نابعة من (عقدة السيد) عند الفرس المتأتية من (عقدة النقص)، وتحقق الأغراض الفارسية في إثارة القلاقل في بلاد العرب والمسلمين خدمة لأحلامهم وأهدافهم التوسعية، وتلبية لما يعتمل في نفوسهم من حقد على الأُمة، والاندفاع للثأر منها بشتى السبل والأساليب.

2. العصمة
تنبع هذه العقيدة من أكثر من زاوية في تركيبة العقد النفسية لدى الشيعي. أهمها عقدة الشعور بالذنب. ففي فطرة الإنسان شوق إلى تمثل صفات الطهر والنظافة والنقاء، خصوصاً المتلطخ بالذنوب والآثام، وأشد منه من وصل به الأمر إلى حد العقدة؛ إن شعوره بالعجز عن بلوغ تلك الدرجة من السمو والاستقامة يجعله في حاجة إلى مثال يعاكس صفاته تماماً يرى فيه الصورة المثالية التي يشتاق إليها ويتمنى أن يرى عليها نفسه. وتستمر التفاعلات النفسية لتصل إلى نهايتها عن طريق عملية (التماهي الإسقاطي)، وهو عملية نفسية يحاول الشخص من خلالها إدخال ذاته لا شعورياً داخل شخص آخر مكروه لديه أو محبوب. وفي حالتنا يعمل التماهي الإسقاطي عمله ليصبح الآخر المحبوب رمزاً أسطورياً للمثالية والطهر والخير الذي يرغب أن يتمثله في ذاته. كذلك فإن عقدة الذنب تؤدي إلى اليأس من الخلاص الذاتي من تبعات الذنوب عند الله تعالى، لا سيما إذا كان صاحبها في الواقع لا يقدر أو لا يريد تركها أو التخلص منها؛ فيدفعه ذلك إلى التعلق بوسائط يستشفع بها عند الله عساها تحقق له الخلاص المطلوب. وحتى تكون الواسطة صالحة للاستشفاع الذي لا يرَدّ ، فلا بد أن تكون طاهرة مقدسة إلى الحد الأقصى.. عكسه تماماً! وهذا ما يدفعه إلى الغلو في وصفها إلى حد التقديس الكامل الذي لا يليق إلا بالله! فيتصورها لا تخطئ ولا ترتكب ذنباً صغيراً ولا كبيراً. ومن هنا نشأ القول بعصمتها. من (عقدة الذنب) إذن نشأت عقيدة (العصمة) لدى الشيعة. وهي نفسها عقيدة تقديس الفرس لملوكهم، وأن دماً إلهياً يجري في عروقهم، الناشئة من العقدة نفسها. انتقل مضمون هذه العقيدة بعد أن لبس الفرس لبوس الإسلام ليظهر بالشكل الذي يلائم التغيير الحاصل. وبهذه التحويرات الشكلية حافظوا على عقائدهم الأولى. فالمضمون ثابت، والتغير إنما طرأ على الشكل فقط.



د. طه حامد الدليمي
موقع البرهان









رد مع اقتباس
قديم 2010-03-27, 14:47   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أم عبد المصوّر
عضو نشيط
 
الأوسمة
عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته

موضوع مفيد جدّا و على الإدارة تثبيته


بارك الله فيكم و رزقكم قرّة عين في الدّنيا و الآخرة










رد مع اقتباس
قديم 2010-03-29, 09:17   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أحمد أبو عبد الرحمن
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أحمد أبو عبد الرحمن
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

الشيعة والآخر.. التكفير و"متاهة المصطلحات" الشيعية

تحدثتُ في الحلقة الأولى من سلسلة (الشيعة والآخر)، أنَّ هناك معوقات تحول بين وحدة المسلمين وتعايشهم السلمي، ومن أهم تلك المعوقات عند الشيعة: "التقيَّة" والتي يصعب معها أن نميز بين مواقف الصدق ومواقف الخداع.
ومن المعضلات الأخرى، التي سوف أتحدث عنها هنا، والتي تقف حجر عثرة أمام وحدة المسلمين وتعايشهم بسلام، معضلة: متاهة "التلاعب بالألفاظ والمصطلحات". فمع أنَّ المذهب الشيعي الجعفري، كما يراه خبراء مقارنة المذاهب والأديان، من أشد المذاهب على (الآخر) المسلم، بل ذهب بعض المتخصصين إلى القول -من خلال قراءةٍ لكثير من مدونات التراث الشيعي القديم والمعاصر- إن مسألة تكفير المخالفين، وتجويز اغتيالهم، والبراءة منهم، والوقيعة في أعراضهم، ولعنهم واستحلال غيبتهم، لا توجد في أي مذهب أو طائفة مثل ما توجد في المذهب الشيعي الإمامي الجعفري، كثرة وتدليلاً وتعضيداً وقبولاً.
وفي هذه الحلقة، لن أتعرض لموقف الشيعة من بعض أمهات المؤمنين عليهن السلام، ومن الصحابة رضوان الله عليهم، وتكفير الشيعة لعمومهم، فموقف الشيعة من الصحابة معروف وواضح وجلي، ومجمع عليه عندهم، وهو من ضروريات مذهبهم، ومن أراد معرفة عقيدتهم في ذلك فليراجع الكتب المختصة، وسيجد اتفاق الشيعة على ردة الصحابة وكفرهم إلا قلة قليلة تعد على أصابع اليد، وأن ذلك من ضروريات قولهم بالإمامة الإلهيَّة.
إنَّ القارئ المحايد ليُذهل ويُصدم بسبب الكم الهائل من النصوص والأقوال التي تقرر هذه العقيدة تجاه المخالفين من المسلمين، فالروايات والأقوال والتقريرات والاجماعات عليها مستفيضة في كتب الشيعة القديمة والمعاصرة، حتى أصبحت ملازمة بالضرورة للاعتقاد بهذا المذهب. وبحكم كون هذه العقيدة ظاهرة وجليَّة ومستفيضة ومتواترة في هذا المذهب، فإنهم يحاولون التهرب منها أمام الخصوم –لا في الحقيقة- وذلك بإدخال الخصوم في متاهة "التلاعب بالألفاظ والمصطلحات".
ومن فروع تلك المتاهات اللفظية: دعواهم أنَّ التفريق بين أهل السنة والشيعة كالتفريق بين الإسلام والإيمان، أو العام والخاص، فيقولون: نحن نقول: "إن العامة –يقصدون أهل السنة- مسلمون لكنهم غيرُ مؤمنين"، موهمين السامع أنهم يقصدون حقيقة الإسلام، ويحاولون اللعب حول هذه المصطلحات، وهم يظنون أن ذلك يُسعفهم للتهرب من مأزق الغلو في تكفير المخالفين.
لكن من له أدنى إطلاع على فقه وتراث الشيعة، ومعاني الألفاظ عندهم، يعلم أن وصفهم لأهل السنة بالإسلام هو وصفٌ مرادفٌ لوصفهم بالمنافق، حيثُ أنَّ الإسلام، الممنوح لأهل السنة، مجرد وصف خارجي فقط، يكون به جريان بعض الأحكام عليهم كما تجري على المنافقين، وكما نصت كتبهم فإنهم فإنما أطلقوا لفظ "الإسلام" على أهل السنة، للتخفيف والتيسير على الشيعة في مخالطة الكفار، ورفع الحرج عنهم في مسألة النجاسة ونحوها، فهو إطلاقٌ يُراد به تيسير المعاملات على الشيعة، لا وصف أهل السنة بحقيقة الإسلام.
ولذا؛ فهم يمتنعون امتناعًا نهائيًا عن إطلاق لفظ (المؤمن) حقيقة على أهل السنة، بل لفظ (المؤمن) خاص وحكر بالشيعي، إذ هو المسلم الحقيقي، و(بالإيمان) عند الشيعة، تتعلق النجاة في الآخرة، ويتحقق به الإسلام الأصيل والصحيح.
فإذا فهمت هذا الأمر: فاعلم أنه حجر الزاوية وقطب الرحى في بيان حقيقة النوايا ومدى صدقها، وعندها أطلب من الشيعي –مهما ظهر لك أنه من أعلام الوحدة والتقارب والتعايش السلمي والمدني- أن يصدر بيانًا علنيًا يؤكد فيه أنَّ أهل السنة هم من المؤمنين الحقيقيين، بلغة واضحة لا لبس فيها، وثق أنك لن تظفر بشيء.
ولعل هذا ما يجعلنا نفهم، بعمق أكثر وعقلانية أشمل، لماذا حرَّم آية الله العظمى محمد حسين فضل الله اللبناني –وهو أبرز علم شيعي من أعلام التقارب والتعايش- التعبد على المذاهب السنية، كما في كتابه (مسائل عقدية: ص 110).
وكذلك تجعلنا نفهم عن درايةٍ مبصرة وإدراكٍ متبصر، لماذا أحجم علماء الشيعة في مناظرات قناة (المستقلة) عن إطلاق لفظ (المؤمن) على المسلمين، وتلجلج بعضهم ودخولهم وخروجهم في دهاليز ومتاهات الألفاظ، التي لا محصل منها في الحقيقة إلا نفي الإيمان عن أهل السنة، والذي هو الإسلام.
ويجب أن تلاحظ هنا، وتستصحب في إدراكك دائمًا، أن رموز التقارب والتعايش الشيعة، يتلجلجون في هذا الموضع، فكيف بموقف مراجعهم وآياتهم الكبار من أهل السنة، وهم الذين فرغوا من تقرير تكفير المخالف بكل وضوح في رسائلهم العملية والعقدية!
وإذا تقررَ هذا، وتنبهتَ له جيدًا، وفهمتَه، فنشرع الآن –بإذن الله- في بيان موقع الشيعة من (الآخر):
- فكما هو معلوم، فإنَّ الشيخ (المفيد) هو شيخ الشيعة في عصره، وهو منظر الطائفة، وحجتها والمقدم فيها، وهو يحاكي إجماع الشيعة في موقفهم تجاه المخالفين:
يقول: (اتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار، وأنّ على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب، وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان، وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار)[1].
- وهذا علامتهم ومحققهم عبدالله شُبر، يبيَّن حكم جميع الفرق الإسلامية -حتى المسالمة منها والتي تحب التعايش السلمي- عند علماء الشيعة، فيقول:
(وأما سائر المخالفين ممن لم ينصب ولم يعاند ولم يتعصب، فالذي عليه جملة من الإمامية كالسيد المرتضى أنهم كفار في الدنيا والآخرة، والذي عليه الأكثر الأشهر أنهم كفار مخلدون في الآخرة)[2].
- وقال شيخهم وعلامتهم نعمة الله الجزائري مبيناً حقيقة حجم الخلاف –كما يراه هو- بين الشيعة والسنة: (لم نجتمع معهم على إله ولا نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا)[3].

وإذا كانت جميع الفرق الإسلامية المخالفة للشيعة هذه هي حالتها، فماذا يترتب على ذلك؟ وبأي معاملة يمكن أن يتعامل معهم؟
يجيب علماء الشيعة فيقولون:
- قال الخميني عن المسلم غير الشيعي:
(غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين.. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم)[4].
ثم أورد الخميني هذه الرواية عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: (إن الناس كلهم أولاد بغاة –أي أولاد زنا- ما خلا شيعتنا)[5].
فقال الخميني معلقاً على تلك الرواية: (الظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم)[6]!
- وقال شيخهم الأنصاري: (ظاهر الأخبار اختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن -أي الشيعي- فيجوز اغتياب المخالف، كما يجوز لعنه)[7].
- ونسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: (إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبّهم، والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس، ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة)[8].
وهذه الرواية صححها الشهيد الثاني[9]، ومحققهم الأردبيلي[10]، وعبدالله الجزائري[11]، وقال بتصحيحها أيضاً محققهم البحراني حيث قال: (ورد في جملة من الأخبار جواز الوقيعة في أصحاب البدع ومنهم الصوفية، كما رواه في الكافي في الصحيح)[12]، ومحققهم النراقي حيث قال بعد تصحيح الرواية السابقة: (فتجوز غيبة المخالف، والوقيعة:الغيبة..وتؤكده النصوص المتواترة الواردة عنهم في طعنهم ولعنهم وتكفيرهم، وأنهم شر من اليهود والنصارى، وأنجس من الكلاب)[13]، وكذلك شيخهم الأنصاري[14]، ومرجعهم الأكبر الخوئي حيث قال: (قد دلت الروايات المتضافرة على جواز سب المبتدع في الدين ووجوب البراءة منه واتهامه)[15].
كما صححها –أيضاً- مرجعهم الكلبايكاني حيث قال: (وأما المبتدع فيجوز ذكره بسوء لأنه مستحق للاستخفاف)[16]، ومرجعهم محمد سعيد الحكيم[17]، و الروحاني[18]، والطريحي حيث قال معلقاً: (فاعلم أنه لا ريب في اختصاص تحريم الغيبة بمن يعتقد الحق، فإن أدلة الحكم غير متناولة لأهل الضلال كتاباً ولا سنة)[19]، وعلامتهم المجلسي[20].
- قال مرجعهم المعاصر الخوئي: (ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ووجوب البراءة منهم، وإكثار السب عليهم، واتهامهم، والوقيعة فيهم: أي غيبتهم، لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة في كفرهم)[21].
ثم قال بعدها: ( الوجه الثالث : أن المستفاد من الآية والروايات هو تحريم غيبة الأخ المؤمن، ومن البديهي أنه لا أخوة ولا عصمة بيننا وبين المخالفين)[22].
- وقال سيدهم الروحاني: (جواز غيبة المخالف من المسلّمات عند الأصحاب)[23].
- ويقول شيخهم الصادق الموسوي معلقاً على رواية منسوبة للسجاد تشبه ما نسبوه لنبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الإمام السجاد يجيز كل تصرف بحق أهل البدع.. من قبيل البراءة منهم وسبهم وترويج شائعات السوء بحقهم والوقيعة والمباهتة، كل ذلك حتى لا يطمعوا في الفساد في الإسلام وفي بلاد المسلمين وحتى يحذرهم الناس لكثرة ما يرون وما يسمعون من كلام السوء عنهم هكذا يتصرف أئمة الإسلام لإزالة أهل الكفر والظلم والبدع فليتعلم المسلمون من قادتهم وليسيروا على منهجهم )[24]!!

أقول: انظر أخي القارئ كيف يحث هذا الشيخ الشيعي عموم الشيعة للسير على منهج السب وترويج شائعات السوء والوقيعة والكذب والافتراء على الآخرين، والبراءة من المسلمين المخالفين لهم!
والسؤال هنا هو: إذا كان أهل السنة عند الشيعة حسب أصول مذهبهم وتقريرات كبار شيوخهم، هم: أولاد زنا، ولا بد من لعنهم، والكذب عليهم وقذفهم، وغيبتهم، وتكفيرهم، وأنهم شر من اليهود والنصارى، وأنجس من الكلاب، إلى آخر تلك الأوصاف الخطيرة والمسفة، فكيف يكون هناك تقاربَا، بل كيف يُتَصور قيام التعايش السلمي بين الشيعة والسنة، والشيعة يعتقدون تلك الأوصاف في أهل السنة؟

المصادر والمراجع:
(1) أوائل المقالات في المذاهب والمختارات- محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد (ص51 -52) دار الكتاب الإسلامي - بيروت.
(2) حق اليقين في معرفة أصول الدين- عبدالله شبر (ص510) موسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت.
(3) الأنوار النعمانية- نعمة الله الجزائري (2/279)، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت – لبنان.
(4) المكاسب المحرمة - الخميني (1 / 251) الطبعة الثالثة 1410هـ، مطبعة إسماعيليان، قم.
(5) المكاسب المحرمة (1 / 251).
(6) المكاسب المحرمة (1 / 251).
(7) كتاب المكاسب- الأنصاري (1/ 319) الطبعة الأولى 1415هـ، مطبعة باقري، قم.
(8) الكافي- الكليني: (2/360 ).
(9) مسالك الأفهام (14/434).
(10) مجمع الفائدة (13/163).
(11) التحفة السنية (ص31).
(12) الحدائق الناضرة (18/164).
(31) مستند الشيعة (14/162).
(14) المكاسب (1/353).
(15) مصباح الفقاهة (1/281).
(16) الدر المنظور (2/148).
(17) مصباح المنهاج (ص359).
(18) فقه الصادق (14/296).
(19) مجمع البحرين (3/343)
(20) بحار الأنوار (72/235).
(21) مصباح الفقاهة (1/504).
(22) مصباح الفقاهة (1/505).
(23) فقه الصادق (14/345).
(24) نهج الانتصار (ص 152). وانظر: تنبيه الخواطر (2 / 162)، وسائل الشيعة (11 /508).

عايض بن سعد الدوسري
موقع البرهان









رد مع اقتباس
قديم 2010-03-29, 09:56   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أحمد أبو عبد الرحمن
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أحمد أبو عبد الرحمن
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

الطريق نحو التشيع
كيف يتشيع الناس وكيف يتحول محب للصحابة رضوان الله عليهم إلى مبغض لهم يجعل لعنهم من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله , سؤال يطرح نفسه بقوة في المدة الأخيرة لما نعيشه على مستوى الجدال الدائر حول مسألة التشيع هذه, وحتى نستطيع الإجابة على هذا السؤال لابد أن نقف حول هذه العملية وكيف تتم وكيف يقع اختراق واستدراج هذه العقول إلى هذا المذهب فيتحولون من النقيض إلى النقيض.
الأسباب وإن اختلفت من واحد إلى أكثر إلا أنها في جملتها ترتكز تقريبا إلى سببين هامين يسلكهما داعية التشيع في استدراج محاوره من الطرف السني لإقناعه بهذا المذهب .
السبب الأول: تحريف بعض النصوص الصحيحة الواردة في كتب أهل السنة بإخراجها عن سياقها التي قيلت فيه، وبذلك يتغير معناها من النقيض إلى النقيض الذي قد يوحي في هذه الحالة ببطلان مذهب أهل السنة.

السبب الثاني: اللجوء إلى بعض الأخبار أو الروايات الضعيفة أو الموضوعة الواردة في كتب أهل السنة، وذلك بإلقائها أمام المحاور السني مستعينين في ذلك بمقولة: نلزمكم بما ألزمتم به أنفسكم، وهم في الحقيقة يلزموننا بالكذب علينا؛ لأنه لا أحد من أهل السنة يأخذ دينه أو عقيدته من الروايات الضعيفة أو الموضوعة.
وبهذا يتبين أن عمدة داعية التشيع في دعوته الكذب والتحريف .
ومن يتمعن في هذه الطريقة أو الأسلوب في الدعوة يعلم حقيقة هذا المذهب وكيفية بناء مشروعيته، فهو لا يلجأ إلى عرض ما عنده من أدلة وبراهين ليقيم بها الحجة وذلك لأن ما يحمله من الفكر الإثنى عشري يتناقض كل التناقض مع العقول السليمة، فيصعب عليه في هذه الحالة إقامة البرهان والدليل من ذات فكره فيعول وقتها على النبش والبحث في تراث غيره ما يوافق مذهبهم فيستدل به في إقناع محاوره ولو كان ذلك على حساب الأمانة العلمية, وهذا الأسلوب وحده بدون الخوض في التفاصيل يعطي الانطباع الهش على فكر ومنهج الشيعة، إذ لو كانت حجتهم قوية لما احتاجوا أصلاً لكتب السنة لنصرة مذهبهم، فالحق بمجرد إظهاره يسقط الباطل بدون عناء البحث فيه، والفكر الحق يكتسب قوته من ذاته وليس من ضعف فكر غيره، وهذا في الحقيقة هو منهج أهل السنة الذين لا يرون بأساً في مناقشة فكرهم كاملاً إذا كان قد بني هذا النقاش على الالتزام بالنقل الصحيح أو الاستدلال بالحجة.
إن كنت ناقلا فالصحة، وإن كنت مدعيا فالدليل ..
وحتى لا نلقي الكلام على عواهنه بدون دليل لابد أن أضرب أمثلة على ذلك باختصار؛ لأن هذا المقال لا يتسع لمناقشة هذا الفكر، ولأن الكلام فيه يطول ولكن من يرى هذه الأمثلة المهمة يستطيع أن يقيس باقي المسائل أو يرجع إلى البحوث التي تعتني بذلك ليرى العجب العجاب.
هناك نقاط كثيرة يستعين بها داعية التشيع في الدعوة إلى مذهبه أذكر منها مسألة الإمامة , عدالة الصحابة , قضية فدك , حرب الصحابة فيما بينهم في صفين والجمل , مقتل الحسين عليه السلام, وغيرها من المسائل.. حتى المسائل الفرعية أو الشاذة يستعينون بها وخاصة إذا كان المحاور من عوام أهل السنة الذي يسهل اصطياده.

الإمامة
لو أتينا للإمامة سنجد أنهم اضطربوا في الاستدلال عليها أيما اضطراب؛ فمن قائل يستشهد بالقرآن، ومن قائل يقول دليلها حادثة غدير خم، ومن قائل يقول دليلها حديث الدار.. وهكذا كلما وجدوا ما يوحي بالإمامة استدلوا به، وهذا وحده كاف على بطلان الإمامة، فبالرغم من أنها من أركان الإيمان عندهم ومنكرها لا يسمى مؤمن لم يتفقوا على دليلها ولم يجدوا لها دليلاً صريحاً واحداً لا يحتمل التأويل.
الذي يهمني هنا أني أريد أن أحيط القارئ بما أشرت إليه من قضية الكذب والتحريف في استدلال داعية التشيع، فيتمثل التحريف -في قضية الإمامة- مثلاً في استدلالهم بحادثة غدير خم التي من بين ما ورد فيها حديثان: حديث الثقلين، وحديث الموالاة؛ فحديث الثقلين ورد صحيحاً في رواية مسلم، وهناك بعض الروايات الأخرى الضعيفة التي تختلف في معناها عن رواية مسلم، فيقحموها معها حتى تدعم تحريفهم لمعنى الحديث وإخراجه عن سياقه الذي قيل فيه الذي يتجاهلونه.
فالحديث له قصة معروفة وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث سيدنا علي لملاقاة الجيش العائد من اليمن ليقسم الغنائم فقسمها، وترك الجيش ليلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن حصل خلاف بينه وبين بعض الجند في الركوب على إبل الصدقة وغير ذلك من الأشياء التي لم يأذن لهم فيها علي كرم الله وجهه، فالتحق علي بالنبي صلى الله عليه وسلم ليكمل معه الحج، ولما وصلوا إلى غدير خم خرج علي مرة ثانية لملاقاة الجيش، فوجدهم قد ركبوا إبل الصدقة ولبسوا الحلل التي لم يسمح لهم بها من قبل فلامهم على فعلهم هذا. كثر القيل والقال بسبب هذه الأحداث وغيرها في سيدنا علي حتى وصل الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشتكى بعضهم على علي ومنهم من صرح ببغضه كبريدة، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأحداث جمع الناس في غدير خم وقال كلاماً لتبرئة علي مما قيل فيه، وبين لهم أن الحق كان مع علي، ومن بين ما قاله في هذه الحادثة حديث الثقلين وحديث الموالاة وهما كالتالي
حديث الثقلين:
عن زيد بن أرقم قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً بماء يدعى خُمّاً ، بين مكة و المدينة . فقال : أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ربي ، و إني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور ، فخذوا بكتاب الله و استمسكوا به ، فحث على كتاب الله و رغّب فيه ، ثم قال و أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، قالها ثلاثاً) . صحيح مسلم (رقم 6175).
حديث الموالاة:
(من كنت مولاه فعلي مولاه)* .
فمن يتأمل الحديثين ويتأمل سياقهما لا يجد أي معنى للإمامة الشيعية، فالحديث الأول يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين خيراً بآل بيته، والحديث الثاني يرغبهم في محبة ونصرة علي، فالموالاة تأتي هنا بمعنى المحبة وهذا ما يؤيده سياق الحادثة.
وهذه الأحاديث في الحقيقة مناقب لآل البيت قد خصهم الله بها كما خص غيرهم أيضا بمناقب أخرى، ولو كنا نفهم الأحاديث بهذا الفهم الركيك المحرف عن معناه لوجدنا أن الإمامة فيها نص في أكثر الصحابة، فالشيعة يتجاهلون مناقب الصحابة الأخرى الثابتة ولا يأخذون إلا ما ثبت للآل الأطهار.
ومما يناقض زعمهم هذا؛ أنه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة لبحث أمر الخلافة، فلو كانت هذه الحادثة نص في الإمامة لما اجتمعوا أصلا فالأمر محسوم لعلي كما يدعون كما أننا لم نر علي كرم الله وجهه يستشهد بهذه الحادثة أصلاً لما تأخر في البيعة بل كان عذره أنهم لم يشاوروه.
ومن بين ما يستشهدون به أيضا قوله تعالى: ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)).
فيحرفون معنى القرآن ويقولون أن الذين آمنوا في الآية هو علي، ويفسرون وليكم بإمامكم، وهذا تحريف ما بعده تحريف، فيلزم تفسيرها بالإمامة أن الله سبحانه إمام أيضا كما أن الرسول كذلك وهذا محال، وحتى الرواية التي يذكرها بعض المفسرين من بينهم الطبري على أن الآية في علي رواية لم ترق إلى الصحة، ومعلوم أن بعض المفسرين ينقلون بعض الروايات من باب الإيراد وليس الاعتقاد وهذا متفق عليه بين العلماء.
ولكن داعية التشيع لا يلتزم هذا المبدأ فينقل ويحتج بكل ما عثرت عليه يداه ظانّاً في ذلك أنه عثر على كنز ليحاجج به أهل السنة، ولهذا يقعون في الكذب عندما يستشهدون بالروايات التي لا أصل لها كحديث الدار مثلا وغيره من الأحاديث، إذ لا يعدوا ما يلقيه الشيعي أن يخرج عن أحد هذين السببين.

عدالة الصحابة
أول ما يعتمد عليه داعية التشيع -في مناقشة عدالة الصحابة- على المغالطة وخاصة عندما يكون محاوره من عوام المسلمين، فيوحي أن العدالة هي العصمة عند أهل السنة وبالتالي يبحث عن أخطاء حصلت من بعض الصحابة ليثبتها ظانّاً في ذلك أنه ينقض عدالتهم , وهذا خلل كبير فنحن لا نقول بأن الصحابة معصومون، والعدالة غير العصمة الشيعية، بل الحقيقة أن الصحابة يجوز عليهم الخطأ ولكن بحكم ما ورد في القرآن من تزكيتهم وبحكم ما ورد من آثار في فضلهم نعتقد أن حسناتهم فاقت سيئاتهم، ولذلك نعتقد أنهم مغفور لهم؛ لأن الحسنات يذهبن السيئات, والعدالة لا تعني أنهم معصومون بل المقصود بها أنهم لا يكذبون في نقلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك لا يخضعون لقواعد الجرح والتعديل في الروايات التي نقلوها بينما غيرهم يخضع لذلك، ومع ذلك فإنه حتى الصحابة غير المشهورين تتبعتُ آثارهم فلم تكن مخالفة لما نقله مشاهير الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين زكاهم القرآن، وتعديلهم لم يكن عن هوى في النفس بل هو تزكية من رب العالمين، فمن يتدبر صفات الصحابة في القرآن يستحيل أن يتهمهم إلا أن يكون في قلبه زيغ وتكذيب لكتاب الله.
من بين الروايات التي يعتمدها داعية التشيع في نقض عدالة الصحابة: عندما يستشهد مثلا بحديث الحوض، أو فرارهم يوم الزحف أو غيرها من الأحداث التي يصطنعونها للطعن والتنفير من الصحابة، فالجاهل لهذه المسائل ولهذا الكم من الشبهات قد تدخل في قلبه الشك أو ربما تكسر ذلك الجدار المقدس في عقيدة أهل السنة للصحابة رضوان الله عليهم، ولذلك تتم هذه العملية على شكل جرعات يزيدها داعية التشيع على مراحل؛ ففي بادئ الأمر تجده لا يصرح بتكفير الصحابة بل يعتمد على نقل هذه الأكاذيب حتى يصل الفريسة لوحده إلى قناعة أن الصحابة منافقون، فيتلقفه حينها ليقدم له مذهب آل البيت المزعوم، وليبدأ المستبصر – من يعتنق مذهب التشيع يسمونه مستبصراً عندهم- رحلته في الطريق نحو التشيع على أساس أنه يتبع مذهب آل البيت عليهم السلام.
نرجع إلى حديث الحوض
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: ‏(( ‏بينا أنا قائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلمّ، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله! قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله! قلت: ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم)). رواه البخاري.
يقول داعية التشيع أن هذا الحديث يدل على ارتداد الصحابة ولكن من يتأمل الحديث يجده ينسف عقيدتهم نسفاً، فالحديث مثلا يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما أحدثوا من بعده، وهم يقولون أن الرسول ‏صلى الله عليه وسلم والأئمة يعلمون ما كان وما يكون.
أما مسألة الردة، ففي الحديث يقول: ‏(بينا أنا قائم إذا زمرة) -وفي رواية أخرى: رهط- والزمرة أو الرهط هي مجموعة على عدد الأصابع لا يتجاوزون العشرة، ثم إن العرض على الحوض يكون على مجموعات، والذين ارتدوا زمر من هذه المجموعات وليس كل الصحابة، وهذا ما يدل عليه هذا الحديث وغيره.
ولو أردنا أن نراجع الأحداث التي حصلت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لوجدنا أن في الخوارج الذين خرجوا على سيدنا علي بعض الصحابة، كما أن هناك منافقون من أعراب المدينة لا يعلمهم رسول الله صلى عليه وسلم بنص القرآن: ((وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)). كما إنه ارتد بعض الناس من مانعي الزكاة من بني حنيفة الذين جاؤوا وبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم.
فيكون هؤلاء جميعاً ممن يصدق عليهم الحديث، بينما المهاجرون والأنصار ثبت بالقرآن أن الله تاب عليهم ورضي عنهم فكيف يرضى الله عن رجل سيرتد.

فرار الصحابة يوم الزحف
هذه من المضحكات المبكيات؛ لأن شجاعة الصحابة وصلابتهم في الدفاع عن هذا الدين لا يشك فيها إلا من به خلل من عقل، إذ كيف يعقل أن يكون الصحابة في كل غزواتهم أقل من أعدائهم، وبالرغم من ذلك يصمدون وينتصرون، وكيف يعقل أن يلتف أربعون صحابي حول الرسول صلى الله عليه وسلم ليجهروا بالدعوة في وجه طاغوت قريش أبو جهل وأعوانه، وبالرغم من ذلك يصمدون ويتحملون ما يتحملون وهم في حالة ضعف.. وبعد ذلك يأتي من يتهمهم بالجبن في مواجهة الأعداء. لقد نشر الصحابة الإسلام في أربعين سنة من شمال إفريقية غربا إلى أندونيسيا شرقا، والذين جاؤوا من بعدهم لم يزيدوا على ذلك إلا قليلاً فكان عملهم هذا يعادل أو يزيد على ما قام به المسلمون جميعاً ممن جاء بعدهم إلى يومنا هذا، وهذا لعمري من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: { لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه}، رواه البخاري.
أما الفرار الذي حصل فهو في أحد وفي حنين، وهو ابتلاء حصل فيه الصحابة تجاوز الله عنه بنص القرآن، وما التعريض له إلا اعتراض على حكم الله، فلو كان داعية التشيع يؤمن بالله لأذعن ورضي بحكم الله. ففي أحد قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)).
أما في حنين فالفرار لم يحصل لأنهم رجعوا بعد أن أنزل الله سكينته عليهم ونصرهم لقوله تعالى: ((لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ)).

قضية فدك
قضية فدك من المسائل التي يستغلها داعية التشيع بعد أن يضيف عليها ما يضيف حتى أضحت كالأسطورة والتي –في الحقيقة- من يتأمل أحداثها على لسان الشيعة يجد فيها طعناً خفياً بفاطمة رضي الله عنها قبل أبي بكر رضي الله عنه، ويكفي في ردها أنهم يصورون الزهراء وكأنها لاهثة وراء متاع الدنيا التي يستحيل أن تكون بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الصفات، ويكفي أن علياً والحسن رضي الله عنهما عندما آل إليهما أمر الخلافة لم يغيرا شيئا في حكم أبي بكر ولم يردا المظلومية المزعومة كما يقولون؛ ليتبين أن الخلاف كان خلافاً فقهياً بحتاً كما يختلف فيه أي مجتهد وآخر , ولكن حجم الأكاذيب التي يحيطونها بالقصة هي التي يعولون عليها، لعلمهم تعلق عامة المسلمين بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبفاطمة على وجه الخصوص رضي الله عنهم أجمعين.

حرب الصحابة فيما بينهم في صفين والجمل
لما استشهد عثمان رضي الله عنه وقعت الفتنة، وكان قتلة عثمان مندسين مع علي كرم الله وجهه، ولكنه لا يعرفهم بأعيانهم، ولكثرتهم لم يستطع القصاص منهم، بينما اتفق طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة بعد أن التقوا في مكة على الخروج للبصرة لجمع الرجال للاقتصاص من قتلة عثمان، فلما سمع علي ذلك خرج إليهم خوفا أن يكون ذلك تمزقا للدولة أو خروجا عن الطاعة فلما التقاهم أو راسلهم عرف أنهم خرجوا للصلح وليس للخروج عليه فاتفقوا على الصلح، فما كان من قتلة عثمان إلا أن تسللوا ليلاً ليحدثوا القتل في كلا الفئتين، ليظن بعد ذلك أن كل فريق خدعه الآخر فوقعت الفتنة والقتال، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها تصالح القوم، وجهز الإمام علي كرم الله وجهه أم المؤمنين وأرسلها إلى المدينة
أما ما حصل بين معاوية وعلي رضي الله عنهما فأهل السنة يعتقدون أن الحق كان مع علي كرم الله وجهه، مع أن معاوية اجتهد وأخطأ وفئته هي الفئة الباغية فإننا نترك أمرهم إلى الله لقوله تعالى: (( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ))، وقوله تعالى: ((تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).
ثم إنه قد ثبت أن الحسن السبط رضي الله عنه قد صالح معاوية وبايعه، فكيف لا نقتدي به ونترك ما شجر من الفتنة؟!
أخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحسن ، فصعد به على المنبر ، فقال : {ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين}، رواه البخاري.
وقد سمى الله الفئة الباغية في القرآن فئة مؤمنة لقوله تعالى: ((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)).

فداعية التشيع يتجاوز هذا كله ويترك كلام الله بل يحرفه عندما يقف على هذه الآيات؛ لأنها تنقض عقيدته التي تقرر أن الفئة الباغية فئة مرتدة، ومنهم من وصل به الأمر للطعن في الحسن لصلحه مع معاوية، ومنهم من يجمع بين تناقض مبايعة الحسن مع كفر معاوية بأدلة واهية تجعل الحليم حيران.
هذا وهناك مسائل كثيرة يعول عليها داعية التشيع في بث الشكوك بين عوام أهل السنة وحتى مثقفيهم، زاده في ذلك دائماً إما تحريف الأحداث الصحيحة أو الكذب بالاستشهاد بالروايات الضعيفة أو الموضوعة, فيتلقف داعية التشيع من لا يعلمون بدينهم ليفتح لهم كتب السنة وليعلمونهم دينهم من كتبهم، فالأحرى بهؤلاء أن يسألوا علماء السنة في ما يوجد في كتبهم، فأهل مكة أدرى بشعابها عوضاً عن أن يكذبوا ثم يكذبوا حتى يصدقهم الناس.
في الجزء الثاني سأتعرض إلى مابعد التشكيك وهي مرحلة تقبل المستبصر للمتناقضات الشيعية ليجعلها بديلاً عن مذهبه ليعتنق وقتها مذهب آل البيت المزعوم .


___________________________________
*هذا الحديث تنازع العلماء في صحته، ولكن الألباني صححه في السلسلة الصحيحة، أما الزيادة التي يضيفها الشيعة: (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) فالكل متفق على أنها موضوعة.

مراد علي
موقع البرهان









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc