عِــشْتِ يَا أُمَمُ بهدوء وأمانٍ في نَهارٍ ساطع...
فَأقْبَلَ العدُوُّ كالرَّجل اللظلاظ لِيُحِل عليكـ الليل الحالكـ...
لا لِينهب الثَّروات والأراضي...بَلْ لِيَشْمَلَ الأهالي وَالمباني...
فَحَربها حرْبًا...
كَمْ مِنْ أَزْهَار قُطِفَت فَذبلَت!
وَكمْ مِنْ أَشْجارٍ كَانَتْ هَدَفًا لِمَدَافِعِهمْ فانْعَدَمَتْ الحَيَاة فيها!
وَكَمْ من أحْجَارٍ دَعسوا عَليْهَا بِأَرْجلهم الوَسِخَة!
فَمِنْكـِ مَنْ انتقل إلى رَحْمَة الله...
وَمِنْكِـ مَنْ لَا يَزال ينتظر لحْظَةَ مُفَارَقة الدُّنْيَا...
وَمِنْكِـ مَنْ لَمْ يُولَدْ بعد...
وَمِنَ الوالديْنِ مَنْ أَخْطَرَ بِأَوْلَادِه وَبقي سَائِبًا فِي الحَياة فَلَمْ يَجدْ غَيْرَ دَعْوَةٍ إلى ربِّه لنصْر الحَقِّ و لَظِّ العَدُوّ البَائد...
وَكَمْ منْ أحَدٍ فَقَدَ كُلَّ مَنْ حَوْلَهُ فبقي خَائِرَ النَّفْسِ!
تَكَادُ عَبَرَاته تُرَافِقُه في كُلِّ حينٍ وَمَكان...
وَاأسفاهُ..وَاحُزْنَاهُ..
أَيَا عَبَرَاتِي تَوَقَّفِي!توقفي!
أَيَا حَرْبُ أَنْتِ انْتَهِ!
وَ هُنالكـ مَنْ حَمِلَ أَحْشَاءَهُ مِنْ جِهَةٍ وَسِلَاحهُ مِنْ جِهة!
يَتَأَلَّم تَارةً فيتَذَكَّر أُمَّته لِيَسْتعيد قُوَّته تارَةً أُخْرى...
"اللهُ أَكْبَرْ"...إنَّهَا صَيْحَةُ الحَرْب الثَّائرَة!
يَا مَنْ قَتَلْتَ نَفْسًا بَريئةً لا تَزَالُ في نُعُومَتهَا ذاتَ يَوْمٍ...
وَيا مَنْ قَتَلْتَ أُمًّا وَبنتًا وَشَيْخًا وَشابًّا...
يَا مَنْ حرمْتني السَّعادة...
وَيا مَنْ أخَذْتَ أَرْضَ وَطَنِي بِالقُوَّة...
خُذْ جَزَاءَكَـ فِي الدُّنْيَا لِتَلْقى اللهَ لِيَجْزيكـ ما فَعَلْتَ...
لَنْ أَرْضَى لَكَـ العنان...
الحَرْبُ قَد استعرتْ...
وَدَعَوَاتُ المُحارِبِينَ قَد انتَثَرَتْ...
يَا مَنْ خَلقْتَ السَّمَاء والبَشَر وَغَطَّيْتَ الأَرْضَ بِالشَّجَرْ أَبْعِدْ عَنَّا شَرَّ البَشَر...
فَأَعَانهُم اللهُ عَلى العَدُوِّ الظَّالم...
فَقَاتَلهُ وَأَذاقَهُ مَا أذاقَ للنُّفُوسِ البريئَة مِنْ مَرَارةٍ وألَمٍ وَعذابٍ...
أَلَا يَا حَقُّ انْتَصِرْ!..أَلَا يَا حَقُّ انْتَصِرْ!
اسْتَنْشِقِي يَا أُمَم الهَوَاءَ النقيّ...
فَبَعْدَ هَذا أَجْرٌ عَظِيمٌ يَا شَقيّ...
وَما الدُّنْيا إلا فَاصلٌ قليلٌ للْبَاقيّ...
فَمَا أَشَدَّكِـ يَا حرْب!