لخطاب الذهبي .. عن سيد قطب .. الشيخ بكر عبدالله أبو زيد - الصفحة 10 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لخطاب الذهبي .. عن سيد قطب .. الشيخ بكر عبدالله أبو زيد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-04, 00:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
azam
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية azam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سيد قطب....... بين الغلو والافتراء

أبو الهيثم محمد درويش



{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }.
"إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين، الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع فهي بيعة مع الله لا يبقى للمؤمن بعدها شيء في نفسه ولا في ماله، لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله" من كلمات سيد قطب رحمه الله.
كثيرة هي تلك الأطروحات التي تناولت سيد قطب رحمه الله إما بغلو أو جفاء وقليلة هي تلك الدراسات التي تميزت بالإنصاف.
أغفل الجفاة الجو الذي كان يحيط بالرجل من كونه أديباً تحول للإسلام فحاكموه إلى ماضيه وأخذوا يجلدوه بكلماته التي سبقت توجهه الإسلامي، فما عذروه كما عذروا الحكام وما راعوا أن الرجل أديب وعالج مؤلفاته معالجة الأديب، فتناسوا حسناته فنسفوها وأغفلوها، وذكروا سيئاته وأخطاءه فنفخوا فيها.
والعجب العجاب أنه مع ما يحيط الأمة الآن من تآمر خارجي ومن تخاذل داخلي، ومن مواقف مخزية لمنكري الشرع والعلمانيين وعلماء السلطان إلا أن من جعلوا دينهم وديدنهم محاربة الرجل لم يقوموا لله في وجه وزير ينكر الحجاب أو مفتى يحل الربا أو مفتية بمرتب تحارب النقاب، أو بفئة تسب الصحابة أو أو...
لا نرى إزاء هذا إلا سياسة الكيل بمكيالين، أم أن سبكم لسيد قطب يطرب حكامكم، ونقدكم لمحاربي الملة ومنافقي السلطان يقلق سلاطينكم ويقض مضاجعهم ويغضبهم عليكم، فكأن القوم مرجئة مع الحكام خوارج مع الدعاة.
وفي الطرف الآخر أناس يدافعون عن الرجل فلا يقبلون أن تسند إليه خطيئة، وهذا خلط بين ما قدمه من مواقف، وبين بعض ما وقع فيه من أخطاء وهو إن شاء الله بين الأجر والأجرين.
ما أحوجنا إلى العذر، فكما نعذر أصحاب النفوذ مالنا نسلط ألسنتنا الحداد على لحوم دعاتنا، حتى كدنا نخرج معظم دعاتنا من دائرة السنة إلى وحل البدعة، ولم ينج من ألسنتنا إلا من يلتف حولنا ويتقرب إلينا، أين الإنصاف؟

وتعـــر من ثوبين من يلبسهما يلقى الردى بمذلة وهــــوان
ثوب من الجهل المركب فوقه ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالإنصاف أفخـــر حلة زينت بها الأعطاف والكتفان
المتتبع لحياة سيد قطب رحمه الله يجد أن الرجل تأثر بعدة اتجاهات قبل توجهه الإسلامي أثرت على كتاباته في بداية طريقه في ظل غياب الوعي التصحيحي في هذه الفترة خاصة في جوانب الاعتقاد التي كانت تعتمد على مناهج الأزهر مع ما يشوبها من قصور.
ولنعش مع بعض تطورات شخصية سيد قطب رحمه الله منذ الطفولة نقلتها عن بعض من كتبوا عنه وأقف وسط هذا النقل لحياته بعض الوقفات:
عندما خرج سيد إلى المدرسة ظهرت صفة جديدة إلى جانب الثقة بالذات من أمه والمشاعر النبيلة من أبيه وكانت الإرادة القوية، ومن شواهدها حفظه القرآن الكريم كاملاً بدافع من نفسه في سن العاشرة؛ لأنه تعود ألا يفاخره أبناء الكتاتيب بعد إشاعة بأن المدرسة لم تعد تهتم بتحفيظ القرآن.
وفي فورة الإحساس والثقة بالنفس كان لظروف النضال السياسي والاجتماعي الممهدة لثورة 1919م أثر في تشبعه بحب الوطن، كما تأثر من الثورة بالإحساس بالاستقلال وحرية الإرادة، وكانت دارهم ندوة للرأي، شارك سيد قطب فيها بقراءة جريدة الحزب الوطني، ثم انتهى به الأمر إلى كتابة الخطب والأشعار وإلقائها على الناس في المجامع والمساجد.
ذهب سيد قطب إلى القاهرة في سن الرابعة عشرة وضمن له القدر الإقامة عند أسرة واعية وجهته إلى التعليم وهي أسرة خاله الذي يعمل بالتدريس والصحافة، وكان لدى الفتى حرص شديد على التعلم.
والتحق سيد قطب أولاً بإحدى مدارس المعلمين الأولية -مدرسة عبد العزيز- ولم يكد ينتهي من الدراسة بها حتى بلغت أحوال الأسرة درجة من السوء جعلته يتحمل المسئولية قبل أوانها، وتحولت مهمته إلى إنقاذ الأسرة من الضياع بدلاً من استعادة الثروة وإعادة المجد.
واضطر إلى العمل مدرسًا ابتدائيًا حتى يستعين بمرتبه في استكمال دراسته العليا من غير مباشرة من أحد من الأهل اللهم إلا نفسه وموروثاته القديمة. وكان هذا التغير سببًا في الاحتكاك المباشر بالمجتمع الذي كان لا بد له من أسلوب تعامل يختلف عن أسلوب القرويين وتجربتهم.
فالمجتمع الجديد الذي عاش فيه انقلبت فيه موازين الحياة في المدينة السليمة، وبدت في القاهرة سوءات الاحتلال الأجنبي ومفاسد السياسة؛ حيث سادت عوامل التمزق الطبقي والصراع الحزبي وغدت المنفعة وما يتبعها من الرياء والنفاق والمحسوبية هي الروح التي تسري، ويصف عبد الرحمن الرافعي هذا المجتمع بأنه "مجتمع انهارت فيه الثقافة العربية أمام الثقافة الغربية التي تؤمن بالغرب حتى بلغت في بعض الأحيان حد التطرف في الإيمان بالغرب وبمبادئه إيمانًا مطلقًا". فكيف يواجهها هذا الشاب الناشئ المحافظ الطموح؟
كانت صلته بهذا المجتمع صلة تعليم، ثم أصبح الآن مشاركًا فيه، وعليه أن يختار ما بين السكون والعزلة، وبالتالي عدم إكمال تعليمه أو الحركة والنشاط، واختار سيد قطب المواجهة مع ما ينبت معها من عناصر الإصرار والتحدي وعدم الرضا بهذا الواقع المؤلم.
ملحوظة:
نقف هنا مع محطة الارتحال الفكري بين الناشئ الساذج والأديب المنتج الذي تأثر في بدايته بمنهج أدبي شائع لم يلتفت بعد إلى كون هذا الاتجاه مواز للإسلام أم مناف له.
واختار سيد قطب حزب الوفد ليستأنس بقيادته في المواجهة، وكان يضم وقتذاك عباس محمود العقاد وزملاءه من كتاب الوفد، وارتفعت الصلة بينه وبين العقاد إلى درجة عالية من الإعجاب لما في أسلوب العقاد من قوة التفكير ودقة التغيير والروح الجديدة الناتجة عن الاتصال بالأدب الغربي.
ثم بلغ سيد قطب نهاية الشوط وتخرج في دار العلوم 1933م وعين موظفًا -كما أمل وأملت أمه معه- غير أن مرتبه كان ستة جنيهات ولم يرجع بذلك للأسرة ما فقدته من مركز ومال؛ فهو مدرس مغمور لا يكاد يكفي مرتبه إلى جانب ما تدره عليه مقالاته الصحفية القيام بأعباء الأسرة بالكامل.
وهذه الظروف التي حرمته من نعيم أسلافه منحته موهبة أدبية إلا أن الأساتذة من الأدباء -كما يصفهم- كانوا: "لم يروا إلا أنفسهم وأشخاصهم فلم يعد لديهم وقت للمريدين والتلاميذ، ولم تكن في أرواحهم نسمة تسع المريدين والتلاميذ" كل هذا أدى إلى اضطرابه وإحساسه بالضياع إلى درجة -وصفها الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه (مذكرات سائح من الشرق) "انقطعت عندها كل صلة بينه وبين نشأته الأولى وتبخرت ثقافته الدينية الضئيلة وعقيدته الإسلامية" ولكن دون أن يندفع إلى الإلحاد، وكان دور العقاد حاسمًا في ذلك.
وانتقل سيد قطب إلى وزارة المعارف في مطلع الأربعينيات، ثم عمل مفتشًا بالتعليم الابتدائي في عام 1944م وبعدها عاد إلى الوزارة مرة أخرى، وفي تلك الفترة كانت خطواته في النقد الأدبي قد اتسعت وتميزت وظهر له كتابان هما: "كتب وشخصيات"، "والنقد الأدبي - أصوله ومناهجه".
وبعد ميدان النقد سلك سيد قطب مسلكًا آخر بعيدًا: بكتابه "التصوير الفني في القرآن" الذي لاقى مقابلة طيبة من الأوساط الأدبية والعلمية فكتب: "مشاهد القيامة في القرآن" ووعد بإخراج: "القصة بين التوراة والقرآن" و"النماذج الإنسانية في القرآن"، و"المنطق الوجداني في القرآن"، و"أساليب العرض الفني في القرآن"، ولكن لم يظهر منها شيء.
وأوقعته دراسة النص القرآني على غذاء روحي لنفسه التي لم تزل متطلعة إلى الروح. وهذا المجال الروحي شده إلى كتابة الدراسات القرآنية فكتب مقالاً بعنوان "العدالة الاجتماعية بمنظور إسلامي" في عام 1944م.
ملحوظة:
هذه هي نفس الكتابات التي يحاكمه اليوم إليها جلادوه غافلين أو متعمدين أنها كانت في فترة إنتاج أدبي بعيد عن الإسلام وإنما كان أديبا يخدم أدبه لم يتجه بعد أي اتجاه إسلامي.
ولما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها زادت الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية سوءًا وفسادًا وكانت جماعة الإخوان المسلمين هي أوضح الجماعات حركة وانتشارًا حتى وصلت لمعاقل حزب الوفد كالجامعة والوظائف والريف، وأخذت تجذب بدعوتها المثقفين.
سافر سيد إلى أمريكا وكانت نقطة تحول كبيرة لما رأى من حياة الغرب الحقيقية وقارن بينها وبين الشخصية الإسلامية التي ترعرع في أحضانها، فكان من المنتظر حين يوم 3/11/1948م في بعثة علمية من وزارة المعارف للتخصص في التربية وأصول المناهج ألا تبهره الحضارة الأمريكية المادية ووجدها خلوا من أي مذهب أو قيم جديدة، وفي مجلة الرسالة كتب سيد قطب مقالا في عام 1951م بعنوان: "أمريكا التي رأيت" يصف فيها هذا البلد بأنه: "شعب يبلغ في عالم العلم والعمل قمة النمو والارتقاء، بينما هو في عالم الشعور والسلوك بدائي لم يفارق مدارج البشرية الأولى، بل أقل من بدائي في بعض نواحي الشعور والسلوك".
فبدأ في التحول الحقيقي خاصة بعدما رأى بعينيه كراهية الغرب للإسلاميين العرب وفرحهم الشديد بمقتل البنا رحمه الله وعند عودته أحسن الإخوان استقباله، فأحسن الارتباط بهم وأكد صلته حتى أصبح عضوًا في الجماعة.
امتلك سيد قطب موهبة أدبية قامت على أساس نظري وإصرار قوي على تنميتها بالبحث الدائم والتحصيل المستمر حتى مكنته من التعبير عن ذاته وعن عقيدته يقول: "إن السر العجيب - في قوة التعبير وحيويته - ليس في بريق الكلمات وموسيقى العبارات، وإنما هو كامن في قوة الإيمان بمدلول الكلمات وما وراء المدلول، وإن في ذلك التصميم الحاسم على تحويل الكلمة المكتوبة إلى حركة حية، المعنى المفهوم إلى واقع ملموس".
وطوال مسيرته ضرب سيد قطب مثل الأديب الذي غرس فيه الطموح والاعتداد بالنفس، وتسلح بقوة الإرادة والصبر والعمل الدائب؛ كي يحقق ذاته وأمله، ولم تفتنه الحضارة الغربية من إدراك ما فيها من خير وشر، بل منحته فرصة ليقارن بينها وبين حضارة الفكر الإسلامي، وجمع بينه وبين حزب الوفد حب مصر ومشاعر الوطنية، وجمع بينه وبين الإخوان المسلمين حب الشريعة وتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء مجتمع إسلامي متكامل. واستطاع بكلمته الصادقة أن يؤثر في كثير من الرجال والشباب التفوا حوله رغم كل العقبات والأخطار التي أحاطت بهم، وأصبح من الأدباء القلائل الذين قدموا حياتهم في سبيل الدعوة التي آمنوا بها.
وخاض مع الإخوان محنتهم التي بدأت منذ عام 1954م إلى أن أُعدم في عام 1966م.
وبدأت محنته باعتقاله - بعد حادث المنشية في عام 1954م (اتهم الإخوان بمحاولة إغتيال الرئيس المصرى جمال عبد الناصر) - ضمن ألف شخص من الإخوان وحكم عليه بالسجن 15 سنة ذاق خلالها ألوانًا من التعذيب والتنكيل الشديدين، ومع ذلك أخرج كتيب "هذا الدين" و"المستقبل لهذا الدين"، كما أكمل تفسيره "في ظلال القرآن".
وأفرج عنه بعفو صحي في مايو 1964م وكان من كلماته، وقتذاك: "أن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد وأنها لا تجئ عن طريق إحداث انقلاب".
وأوشكت المحنة على الانتهاء عندما قبض على أخيه محمد قطب يوم 30/7/1965م، فبعث سيد قطب برسالة احتجاج إلى المباحث العامة؛ فقبض عليه هو الآخر 9/8/1965م وقدم مع كثير من الإخوان للمحاكمة، وحكم عليه وعلى 7 آخرين بالإعدام، ولم يضعف أمام الإغراءات التى كانت تنهال من الطغاة من أجل العفو عنه فى مقابل أن يمدح الثورة وقوادها فكان رده بكل ثباتٍ وعزيمة "إن السبابة التى ترتفع لهامات السماء موحدةً بالله عز وجل لتأبى أن تكتب برقية تأييدٍ لطاغية ولنظامٍ مخالفٍ لمنهج الله الذى شرعه لعباده".
أثناء محاكمة سيد قطب طلب القاضى -الذى عينته الثورة- من سيد أن يذكر الحقيقة !! فكشف سيد قطب عن ظهره وصدره اللذان تظهر عليهما آثار السياط وعصيان الحراس.. وقال للقاضى: أتريد الحقيقة؟.. هذه هى الحقيقة.. وبعدها أصبحت جلسات المحاكمة الهزلية مثار السخرية بين الجمهور، وعندما سيق الأستاذ سيد قطب إلى المشنقة.. كان يبتسم ابتسامةً عريضة نقلتها كاميرات وكالات الأنباء الأجنبية حتى أن الضابط المكلف بتنفيذ الحكم سأله.. من هو الشهيد؟! فرد عليه سيد قطب بثباتٍ وعزيمة.. "هو من شهد أن شرع الله أغلى من حياته".. وقبل أن ينفذ الحكم.. جاءوه برجلٍ معمَّم من الأزاهرة المغمورين.. فقال له "قل لا إله إلا الله ".. فردّ عليه الشهيد ردَّه الراسخ: "وهل جئت هنا إلا من أجلها" !! وتم تنفيذ حكم الإعدام فى سيد قطب صاحب الظلال.. ونفذ فيه الحكم في فجر الإثنين 13 جمادى الأولى 1386 هـ الموافق 29 أغسطس 1966م.
يموت سيد رحمه الله بعدما تحولت حياته إلى رسالة إنذار لطغاة يغيبون شرع الله "إن السبابة التى ترتفع لهامات السماء موحدةً بالله عز وجل لتأبى أن تكتب برقية تأييدٍ لطاغية ولنظامٍ مخالفٍ لمنهج الله الذى شرعه لعباده" ورسالة تذكير للأمة بضرورة العودة لشريعة ربها فلا نجاة لها إلا بالعودة لشرعه وقد وقع سيد هذه الرسالة بمداد دمه الطاهر الذي سرى من روحه التي خرجت لإعلاء لا إله إلا الله، ليؤكد للأمة أن الشهيد هو "من شهد أن شرع الله أغلى من حياته" وليؤكد لمن يحاسبه اليوم إلى بعض أخطاءه واتهامه بالقول بوحدة الوجود بأن كلماته إن أوحت خطأ بذلك فأفعاله تنفي عنه أي تهمة، هذا لو تحلى القوم بالإنصاف أين من يقول بوحدة الوجود من هذه الكلمات التي كتبها سيد قطب بقلمه ووقعها بروحه ودمه على أرض الواقع: "إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع فهي بيعة مع الله لا يبقى للمؤمن بعدها شيء في نفسه ولا في ماله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله "
وتبقى كلمة أخيرة:
يا كل من قطعت أوصال الرجل ميتاً هذا تراثه صحح الخطأ واستخرج الدرر إلا أن تخاف أن ترتطم بصخرة الحاكمية ومطالبة الرجل بشريعة الله فأنت وحالك مع من أمر بتطبيق هذه الشريعة.
ويامن غاليت في سيد قطب فدافعت عن الأخطاء صحح ونقح فليس ثم معصوم إلا الأنبياء واستخرج اللآلي، فقلم الرجل يشع نوراً يضيء طريق السالكين في كثير من كتاباته .
رحم الله سيد قطب وتجاوز عن كل إساءة وقع فيها










 


قديم 2011-11-04, 02:30   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azam مشاهدة المشاركة
سيد قطب....... بين الغلو والافتراء

أبو الهيثم محمد درويش



{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }.
"إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين، الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع فهي بيعة مع الله لا يبقى للمؤمن بعدها شيء في نفسه ولا في ماله، لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله" من كلمات سيد قطب رحمه الله.
كثيرة هي تلك الأطروحات التي تناولت سيد قطب رحمه الله إما بغلو أو جفاء وقليلة هي تلك الدراسات التي تميزت بالإنصاف.
أغفل الجفاة الجو الذي كان يحيط بالرجل من كونه أديباً تحول للإسلام فحاكموه إلى ماضيه وأخذوا يجلدوه بكلماته التي سبقت توجهه الإسلامي، فما عذروه كما عذروا الحكام وما راعوا أن الرجل أديب وعالج مؤلفاته معالجة الأديب، فتناسوا حسناته فنسفوها وأغفلوها، وذكروا سيئاته وأخطاءه فنفخوا فيها.
والعجب العجاب أنه مع ما يحيط الأمة الآن من تآمر خارجي ومن تخاذل داخلي، ومن مواقف مخزية لمنكري الشرع والعلمانيين وعلماء السلطان إلا أن من جعلوا دينهم وديدنهم محاربة الرجل لم يقوموا لله في وجه وزير ينكر الحجاب أو مفتى يحل الربا أو مفتية بمرتب تحارب النقاب، أو بفئة تسب الصحابة أو أو...
لا نرى إزاء هذا إلا سياسة الكيل بمكيالين، أم أن سبكم لسيد قطب يطرب حكامكم، ونقدكم لمحاربي الملة ومنافقي السلطان يقلق سلاطينكم ويقض مضاجعهم ويغضبهم عليكم، فكأن القوم مرجئة مع الحكام خوارج مع الدعاة.
وفي الطرف الآخر أناس يدافعون عن الرجل فلا يقبلون أن تسند إليه خطيئة، وهذا خلط بين ما قدمه من مواقف، وبين بعض ما وقع فيه من أخطاء وهو إن شاء الله بين الأجر والأجرين.
ما أحوجنا إلى العذر، فكما نعذر أصحاب النفوذ مالنا نسلط ألسنتنا الحداد على لحوم دعاتنا، حتى كدنا نخرج معظم دعاتنا من دائرة السنة إلى وحل البدعة، ولم ينج من ألسنتنا إلا من يلتف حولنا ويتقرب إلينا، أين الإنصاف؟
وتعـــر من ثوبين من يلبسهما يلقى الردى بمذلة وهــــوان
ثوب من الجهل المركب فوقه ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالإنصاف أفخـــر حلة زينت بها الأعطاف والكتفان
المتتبع لحياة سيد قطب رحمه الله يجد أن الرجل تأثر بعدة اتجاهات قبل توجهه الإسلامي أثرت على كتاباته في بداية طريقه في ظل غياب الوعي التصحيحي في هذه الفترة خاصة في جوانب الاعتقاد التي كانت تعتمد على مناهج الأزهر مع ما يشوبها من قصور.
ولنعش مع بعض تطورات شخصية سيد قطب رحمه الله منذ الطفولة نقلتها عن بعض من كتبوا عنه وأقف وسط هذا النقل لحياته بعض الوقفات:
عندما خرج سيد إلى المدرسة ظهرت صفة جديدة إلى جانب الثقة بالذات من أمه والمشاعر النبيلة من أبيه وكانت الإرادة القوية، ومن شواهدها حفظه القرآن الكريم كاملاً بدافع من نفسه في سن العاشرة؛ لأنه تعود ألا يفاخره أبناء الكتاتيب بعد إشاعة بأن المدرسة لم تعد تهتم بتحفيظ القرآن.
وفي فورة الإحساس والثقة بالنفس كان لظروف النضال السياسي والاجتماعي الممهدة لثورة 1919م أثر في تشبعه بحب الوطن، كما تأثر من الثورة بالإحساس بالاستقلال وحرية الإرادة، وكانت دارهم ندوة للرأي، شارك سيد قطب فيها بقراءة جريدة الحزب الوطني، ثم انتهى به الأمر إلى كتابة الخطب والأشعار وإلقائها على الناس في المجامع والمساجد.
ذهب سيد قطب إلى القاهرة في سن الرابعة عشرة وضمن له القدر الإقامة عند أسرة واعية وجهته إلى التعليم وهي أسرة خاله الذي يعمل بالتدريس والصحافة، وكان لدى الفتى حرص شديد على التعلم.
والتحق سيد قطب أولاً بإحدى مدارس المعلمين الأولية -مدرسة عبد العزيز- ولم يكد ينتهي من الدراسة بها حتى بلغت أحوال الأسرة درجة من السوء جعلته يتحمل المسئولية قبل أوانها، وتحولت مهمته إلى إنقاذ الأسرة من الضياع بدلاً من استعادة الثروة وإعادة المجد.
واضطر إلى العمل مدرسًا ابتدائيًا حتى يستعين بمرتبه في استكمال دراسته العليا من غير مباشرة من أحد من الأهل اللهم إلا نفسه وموروثاته القديمة. وكان هذا التغير سببًا في الاحتكاك المباشر بالمجتمع الذي كان لا بد له من أسلوب تعامل يختلف عن أسلوب القرويين وتجربتهم.
فالمجتمع الجديد الذي عاش فيه انقلبت فيه موازين الحياة في المدينة السليمة، وبدت في القاهرة سوءات الاحتلال الأجنبي ومفاسد السياسة؛ حيث سادت عوامل التمزق الطبقي والصراع الحزبي وغدت المنفعة وما يتبعها من الرياء والنفاق والمحسوبية هي الروح التي تسري، ويصف عبد الرحمن الرافعي هذا المجتمع بأنه "مجتمع انهارت فيه الثقافة العربية أمام الثقافة الغربية التي تؤمن بالغرب حتى بلغت في بعض الأحيان حد التطرف في الإيمان بالغرب وبمبادئه إيمانًا مطلقًا". فكيف يواجهها هذا الشاب الناشئ المحافظ الطموح؟
كانت صلته بهذا المجتمع صلة تعليم، ثم أصبح الآن مشاركًا فيه، وعليه أن يختار ما بين السكون والعزلة، وبالتالي عدم إكمال تعليمه أو الحركة والنشاط، واختار سيد قطب المواجهة مع ما ينبت معها من عناصر الإصرار والتحدي وعدم الرضا بهذا الواقع المؤلم.
ملحوظة:
نقف هنا مع محطة الارتحال الفكري بين الناشئ الساذج والأديب المنتج الذي تأثر في بدايته بمنهج أدبي شائع لم يلتفت بعد إلى كون هذا الاتجاه مواز للإسلام أم مناف له.
واختار سيد قطب حزب الوفد ليستأنس بقيادته في المواجهة، وكان يضم وقتذاك عباس محمود العقاد وزملاءه من كتاب الوفد، وارتفعت الصلة بينه وبين العقاد إلى درجة عالية من الإعجاب لما في أسلوب العقاد من قوة التفكير ودقة التغيير والروح الجديدة الناتجة عن الاتصال بالأدب الغربي.
ثم بلغ سيد قطب نهاية الشوط وتخرج في دار العلوم 1933م وعين موظفًا -كما أمل وأملت أمه معه- غير أن مرتبه كان ستة جنيهات ولم يرجع بذلك للأسرة ما فقدته من مركز ومال؛ فهو مدرس مغمور لا يكاد يكفي مرتبه إلى جانب ما تدره عليه مقالاته الصحفية القيام بأعباء الأسرة بالكامل.
وهذه الظروف التي حرمته من نعيم أسلافه منحته موهبة أدبية إلا أن الأساتذة من الأدباء -كما يصفهم- كانوا: "لم يروا إلا أنفسهم وأشخاصهم فلم يعد لديهم وقت للمريدين والتلاميذ، ولم تكن في أرواحهم نسمة تسع المريدين والتلاميذ" كل هذا أدى إلى اضطرابه وإحساسه بالضياع إلى درجة -وصفها الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه (مذكرات سائح من الشرق) "انقطعت عندها كل صلة بينه وبين نشأته الأولى وتبخرت ثقافته الدينية الضئيلة وعقيدته الإسلامية" ولكن دون أن يندفع إلى الإلحاد، وكان دور العقاد حاسمًا في ذلك.
وانتقل سيد قطب إلى وزارة المعارف في مطلع الأربعينيات، ثم عمل مفتشًا بالتعليم الابتدائي في عام 1944م وبعدها عاد إلى الوزارة مرة أخرى، وفي تلك الفترة كانت خطواته في النقد الأدبي قد اتسعت وتميزت وظهر له كتابان هما: "كتب وشخصيات"، "والنقد الأدبي - أصوله ومناهجه".
وبعد ميدان النقد سلك سيد قطب مسلكًا آخر بعيدًا: بكتابه "التصوير الفني في القرآن" الذي لاقى مقابلة طيبة من الأوساط الأدبية والعلمية فكتب: "مشاهد القيامة في القرآن" ووعد بإخراج: "القصة بين التوراة والقرآن" و"النماذج الإنسانية في القرآن"، و"المنطق الوجداني في القرآن"، و"أساليب العرض الفني في القرآن"، ولكن لم يظهر منها شيء.
وأوقعته دراسة النص القرآني على غذاء روحي لنفسه التي لم تزل متطلعة إلى الروح. وهذا المجال الروحي شده إلى كتابة الدراسات القرآنية فكتب مقالاً بعنوان "العدالة الاجتماعية بمنظور إسلامي" في عام 1944م.
ملحوظة:
هذه هي نفس الكتابات التي يحاكمه اليوم إليها جلادوه غافلين أو متعمدين أنها كانت في فترة إنتاج أدبي بعيد عن الإسلام وإنما كان أديبا يخدم أدبه لم يتجه بعد أي اتجاه إسلامي.
ولما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها زادت الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية سوءًا وفسادًا وكانت جماعة الإخوان المسلمين هي أوضح الجماعات حركة وانتشارًا حتى وصلت لمعاقل حزب الوفد كالجامعة والوظائف والريف، وأخذت تجذب بدعوتها المثقفين.
سافر سيد إلى أمريكا وكانت نقطة تحول كبيرة لما رأى من حياة الغرب الحقيقية وقارن بينها وبين الشخصية الإسلامية التي ترعرع في أحضانها، فكان من المنتظر حين يوم 3/11/1948م في بعثة علمية من وزارة المعارف للتخصص في التربية وأصول المناهج ألا تبهره الحضارة الأمريكية المادية ووجدها خلوا من أي مذهب أو قيم جديدة، وفي مجلة الرسالة كتب سيد قطب مقالا في عام 1951م بعنوان: "أمريكا التي رأيت" يصف فيها هذا البلد بأنه: "شعب يبلغ في عالم العلم والعمل قمة النمو والارتقاء، بينما هو في عالم الشعور والسلوك بدائي لم يفارق مدارج البشرية الأولى، بل أقل من بدائي في بعض نواحي الشعور والسلوك".
فبدأ في التحول الحقيقي خاصة بعدما رأى بعينيه كراهية الغرب للإسلاميين العرب وفرحهم الشديد بمقتل البنا رحمه الله وعند عودته أحسن الإخوان استقباله، فأحسن الارتباط بهم وأكد صلته حتى أصبح عضوًا في الجماعة.
امتلك سيد قطب موهبة أدبية قامت على أساس نظري وإصرار قوي على تنميتها بالبحث الدائم والتحصيل المستمر حتى مكنته من التعبير عن ذاته وعن عقيدته يقول: "إن السر العجيب - في قوة التعبير وحيويته - ليس في بريق الكلمات وموسيقى العبارات، وإنما هو كامن في قوة الإيمان بمدلول الكلمات وما وراء المدلول، وإن في ذلك التصميم الحاسم على تحويل الكلمة المكتوبة إلى حركة حية، المعنى المفهوم إلى واقع ملموس".
وطوال مسيرته ضرب سيد قطب مثل الأديب الذي غرس فيه الطموح والاعتداد بالنفس، وتسلح بقوة الإرادة والصبر والعمل الدائب؛ كي يحقق ذاته وأمله، ولم تفتنه الحضارة الغربية من إدراك ما فيها من خير وشر، بل منحته فرصة ليقارن بينها وبين حضارة الفكر الإسلامي، وجمع بينه وبين حزب الوفد حب مصر ومشاعر الوطنية، وجمع بينه وبين الإخوان المسلمين حب الشريعة وتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء مجتمع إسلامي متكامل. واستطاع بكلمته الصادقة أن يؤثر في كثير من الرجال والشباب التفوا حوله رغم كل العقبات والأخطار التي أحاطت بهم، وأصبح من الأدباء القلائل الذين قدموا حياتهم في سبيل الدعوة التي آمنوا بها.
وخاض مع الإخوان محنتهم التي بدأت منذ عام 1954م إلى أن أُعدم في عام 1966م.
وبدأت محنته باعتقاله - بعد حادث المنشية في عام 1954م (اتهم الإخوان بمحاولة إغتيال الرئيس المصرى جمال عبد الناصر) - ضمن ألف شخص من الإخوان وحكم عليه بالسجن 15 سنة ذاق خلالها ألوانًا من التعذيب والتنكيل الشديدين، ومع ذلك أخرج كتيب "هذا الدين" و"المستقبل لهذا الدين"، كما أكمل تفسيره "في ظلال القرآن".
وأفرج عنه بعفو صحي في مايو 1964م وكان من كلماته، وقتذاك: "أن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد وأنها لا تجئ عن طريق إحداث انقلاب".
وأوشكت المحنة على الانتهاء عندما قبض على أخيه محمد قطب يوم 30/7/1965م، فبعث سيد قطب برسالة احتجاج إلى المباحث العامة؛ فقبض عليه هو الآخر 9/8/1965م وقدم مع كثير من الإخوان للمحاكمة، وحكم عليه وعلى 7 آخرين بالإعدام، ولم يضعف أمام الإغراءات التى كانت تنهال من الطغاة من أجل العفو عنه فى مقابل أن يمدح الثورة وقوادها فكان رده بكل ثباتٍ وعزيمة "إن السبابة التى ترتفع لهامات السماء موحدةً بالله عز وجل لتأبى أن تكتب برقية تأييدٍ لطاغية ولنظامٍ مخالفٍ لمنهج الله الذى شرعه لعباده".
أثناء محاكمة سيد قطب طلب القاضى -الذى عينته الثورة- من سيد أن يذكر الحقيقة !! فكشف سيد قطب عن ظهره وصدره اللذان تظهر عليهما آثار السياط وعصيان الحراس.. وقال للقاضى: أتريد الحقيقة؟.. هذه هى الحقيقة.. وبعدها أصبحت جلسات المحاكمة الهزلية مثار السخرية بين الجمهور، وعندما سيق الأستاذ سيد قطب إلى المشنقة.. كان يبتسم ابتسامةً عريضة نقلتها كاميرات وكالات الأنباء الأجنبية حتى أن الضابط المكلف بتنفيذ الحكم سأله.. من هو الشهيد؟! فرد عليه سيد قطب بثباتٍ وعزيمة.. "هو من شهد أن شرع الله أغلى من حياته".. وقبل أن ينفذ الحكم.. جاءوه برجلٍ معمَّم من الأزاهرة المغمورين.. فقال له "قل لا إله إلا الله ".. فردّ عليه الشهيد ردَّه الراسخ: "وهل جئت هنا إلا من أجلها" !! وتم تنفيذ حكم الإعدام فى سيد قطب صاحب الظلال.. ونفذ فيه الحكم في فجر الإثنين 13 جمادى الأولى 1386 هـ الموافق 29 أغسطس 1966م.
يموت سيد رحمه الله بعدما تحولت حياته إلى رسالة إنذار لطغاة يغيبون شرع الله "إن السبابة التى ترتفع لهامات السماء موحدةً بالله عز وجل لتأبى أن تكتب برقية تأييدٍ لطاغية ولنظامٍ مخالفٍ لمنهج الله الذى شرعه لعباده" ورسالة تذكير للأمة بضرورة العودة لشريعة ربها فلا نجاة لها إلا بالعودة لشرعه وقد وقع سيد هذه الرسالة بمداد دمه الطاهر الذي سرى من روحه التي خرجت لإعلاء لا إله إلا الله، ليؤكد للأمة أن الشهيد هو "من شهد أن شرع الله أغلى من حياته" وليؤكد لمن يحاسبه اليوم إلى بعض أخطاءه واتهامه بالقول بوحدة الوجود بأن كلماته إن أوحت خطأ بذلك فأفعاله تنفي عنه أي تهمة، هذا لو تحلى القوم بالإنصاف أين من يقول بوحدة الوجود من هذه الكلمات التي كتبها سيد قطب بقلمه ووقعها بروحه ودمه على أرض الواقع: "إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع فهي بيعة مع الله لا يبقى للمؤمن بعدها شيء في نفسه ولا في ماله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله "
وتبقى كلمة أخيرة:
يا كل من قطعت أوصال الرجل ميتاً هذا تراثه صحح الخطأ واستخرج الدرر إلا أن تخاف أن ترتطم بصخرة الحاكمية ومطالبة الرجل بشريعة الله فأنت وحالك مع من أمر بتطبيق هذه الشريعة.
ويامن غاليت في سيد قطب فدافعت عن الأخطاء صحح ونقح فليس ثم معصوم إلا الأنبياء واستخرج اللآلي، فقلم الرجل يشع نوراً يضيء طريق السالكين في كثير من كتاباته .
رحم الله سيد قطب وتجاوز عن كل إساءة وقع فيها


بارك الله فيك على الترجمة ورحم الله سيد قطب إلا أننا لسنا في مقام ترجمة بل مقام نقد كما أشرت سابقا ولعل الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة هي:

ما حكم من يسب صحابيا عند السلف؟
ما حكم من يقول بخلق القرآن عند السلف؟
ما حكم من يكفر بالجملة عند السلف؟
ما حكم من يقول بوحدة الوجود عند السلف؟
ما حكم من تنقص أو أساء الأدب مع الأنبياء عند السلف؟
ما حكم من يحرف الصفات الإلهية عند السلف؟

إن قلتم: لا فسيد قطب له ثناءات كثيرة على الصحابة فنقول لكم:
ما حكم من يسب صحابي في موضع ويثني عليه في موضع آخر عند السلف؟
وإن قلتم كذلك: لا سيد قطب له موضوع آخر نفى وحدة الوجود
فيقال لكم: ماحكم من يقول بوحدة الوجود في موضوع وينفيها
في موضع آخر-كابن العربي_ عند السلف ؟









قديم 2011-11-04, 03:23   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
azam
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية azam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك على الترجمة ورحم الله سيد قطب إلا أننا لسنا في مقام ترجمة بل مقام نقد كما أشرت سابقا ولعل الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة هي:

ما حكم من يسب صحابيا عند السلف؟
ما حكم من يقول بخلق القرآن عند السلف؟
ما حكم من يكفر بالجملة عند السلف؟
ما حكم من يقول بوحدة الوجود عند السلف؟
ما حكم من تنقص أو أساء الأدب مع الأنبياء عند السلف؟
ما حكم من يحرف الصفات الإلهية عند السلف؟

إن قلتم: لا فسيد قطب له ثناءات كثيرة على الصحابة فنقول لكم:
ما حكم من يسب صحابي في موضع ويثني عليه في موضع آخر عند السلف؟
وإن قلتم كذلك: لا سيد قطب له موضوع آخر نفى وحدة الوجود
فيقال لكم: ماحكم من يقول بوحدة الوجود في موضوع وينفيها
في موضع آخر-كابن العربي_ عند السلف ؟

اولا ليس ترجمة و عليك ان تفرق بين وصف الحال و الترجمة و عليك باعادة القرأة و لا يحملنك بغظك و كرهك لسيد قطب ان تلوى عنقك و تغمض عينك و تصم اذنك على كل كلمة حق قيلت فيه
و هذا شيخك ربيع الم يتنقص الصحابة ما حكمه لا تقل لى تاب منها قبل التوبة ما يكون حكمه
اما اسألتك فسامحنى اخى ان اقول لك هذاليس من المنهج العلمى او حتى من النقاش المبين لما اشكل
و هل اجبتومنى لسؤالى قبل مع انه حمل كل الخير للاخ زغلول

و اسألك يا رجل هل قال واحد من العلماء بهذا هل تريدنى ان اكفر سيد قطب بما قال استغفر الله و اعلم انى لو سايرتك الى منهجك هذا لاتيتك على كل كلمة بسؤال
و اليك الالبانى استمع الى اهل العلم و تعلم منهم ادب الحوار و النقاش
اتظن انك بهذا تعجزنى لا يا اخى فهذا منهج يفضى الى مسألة خطيرة و هى التكفير و هنا يكون بالتعين يا فالح لان المقصود بأسلتك هو سيد قطب و ان قلت لا فهنا تكون كذبت مع ان كثير من الامور فيها كذب عليه رحمه الله و اعلم اخى انى لا ازال ابحث عن اعداد مجلة المسلمون التى ذكرت فيها محمود شاكر ناقش سيد قطب و الى حد اللحظة ما وجدتها كل الذى وجدته ما تنسخه انت لنا من مواقع اخرى ان كان لك الاعداد المذكورة فأرجو الا تتأخر بها علينا

و اليك الالبانى رحمه الله استمع اليه ففيه رد على مثل ما تفضلت سبحان الله نفس الاسلوب

https://download.media.islamway.net/l...saeed_qotob.rm

و ان شئت اعدت اليك كلام العلماء فيه من جديد و اسألهم هذه الاسئلة و سترى الجواب منهم لانك اخى يبدو عليك انك لم تخالط و لا عالم واحد









قديم 2011-11-04, 23:00   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azam مشاهدة المشاركة
اولا ليس ترجمة و عليك ان تفرق بين وصف الحال و الترجمة


و عليك باعادة القرأة و لا يحملنك بغظك و كرهك لسيد قطب ان تلوى عنقك و تغمض عينك و تصم اذنك على كل كلمة حق قيلت فيه


إذا كان وصف الحال وليس ترجمة كما تقول -بارك الله فيك-
فقد ظلم صاحبها سيد قطب رحمه الله لأنه لم يذكر بدعه وضلالاته كطعنه في عثمان رضي الله عنه وسبه لعمروا ابن العاص ومعاوية رضي الله عنها وتنقصه لموسى عليه السلام وقوله بخلق القرآن ووحدة الوجود وتكفيره للبشرية .
فليس من الإنصاف أن تذكر المحاسن فقط دون الأخطاء فحتى الشيطان له محاسن.
فلا يوجد المخلوق يخلوا من محاسن
قال الأمام الشوكاني رحمه الله(( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله )))
فإن كنت لا أنكر محاسن الشيطان الذي هو أكفر الخلق فكيف بمسلم مثل سيد قطب رحمه الله.

2-
البغض أمر قلبي أخي عزام فلا يحملنك التعصب لسيد قطب أن ترمي غيرك بالبغض بل من تمام حبنا لدين الله و للمسلمين أننا نبين أخطاءه, وفي بيان أخطاءه رحمة عليه بخلاف السكوت عنها فإن كنتم حقا تحبونه فلتحذروا من كتبه وبدعه أو على الأقل إحذفوا تلك البدع والضلالات من كتبه لأنه بالتحذير من كتبه يقلُّ اتباعه فتقل آثامه، فإن من دلَّ على ضلالة كان له من الوزر مثل أوزار من تبعه إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء

قال أبو صالح الفراء: "حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئًا من أمر الفتن، فقال: ذاك أستاذه - يعنِي: الحسن بن حي- فقلت ليوسف: أما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لِمَ يا أحمق؟ أنا خير لِهؤلاء من آبائهم وأمهاتِهم، أنا أنْهى الناس أن يعملوا بِما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم، ومن أطراهم؛ كان أضر عليهم" اه

اقتباس:
و هذا شيخك ربيع الم يتنقص الصحابة ما حكمه لا تقلى تاب منها قبل التوبة ما يكون حكمه
أولا : موضوعنا يدور عن "سيد قطب" رحمه الله الذي سب الصحابة رضي الله عنهم وطعن في الأنبياء وكفرني وكفرك وقال بخلق القرآن وحرف الصفات وقال بوحدة الوجود وغيرها من الدواهي التي تقشعر منها أبدان الموحدين الصادقين الغيورين على دينهم وعقيدتهم ,ولا يتعلق موضوعنا بالشيخ ربيع ولا بغيره عدا سيد قطب فلكل مقام مقال بارك الله فيك فلا داعي لاستعمال طريقة العلمايين والملاحدة في المناقشة بحيث أنهم حين يعجزون عن رد الانتقادات على دينهم يلتجئون إلى الطعن في الإسلام .وهذه حجة الإخوان المفلسين حتى يقنعوا الناس بمنهجهم يطعنون في منهج غيرهم فما أراك إلا سلكت مسلكهم بحيث أردت أن تتستر عن بدع وضلالات سيد قطب بالطعن والإفتراء على الشيخ ربيع!
ثانيا :إن أخطأ الشيخ ربيع فنحن أول من يرد عليه بإذن الله لأنه لا محاباة عندنا في الدين ,ولتعلم أنه ليس الشيخ ربيع وحده من رد على سيد قطب وحذر من كتبه بل هناك الكثير من أهل العلم السلفيين وغير السلفيين :

1_انتقده الشيخ عبدالله الدويش – رحمه الله – انتقد كتاب الظلال قبل سنوات وسجل نقده في كتاب سماه (المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال) ذكر فيه من أخطاء سيد ثمانين ومائة مسألة.
2_ وألف الشيخ سليم الهلالي كتابا كبيرا في نقد سيد قطب قبل سنوات.

3_ وانتقد سيدا كل من يوسف القرضاوي وأبو الحسن الندوي وعلي جريشة وفريد عبدالخالق في قضايا التكفير وبعضهم في التهوين من شأن الشرك.

4_وانتقده مجموعة من الإخوان المسلمين تحت إشراف المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبي في كتاب (دعاة لا قضاة)

5_وانتقده الشيخ السلفي محمد ناصر الدين الألباني في وحدة الوجود
6_وانتقده محمود محمد شاكر وآخرون في طعنه في الصحابة وعثمان ومعاوية.

7_وانتقده محمد الحمود النجدي في (القول المختصر المبين في مناهج المفسرين) ص (84) في ترجمة سيد قطب فقال: (اسم الكتاب: في ظلال القرآن.
عقيدته: أوَّل بعض الصفات مثل الاستواء والعلو والكلام والمحبة واليد، وقال: لم أعثر على أحاديث في شأن الكرسي والعرش تفسر وتحدد المراد مما ورد منها في القرآن.
وقال عند قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه).
قال: وكل ما ورد في الكتاب والسنة من هذه إنما هو تقريب للحقيقة، فالله تبارك وتعالى وضعها في أسلوب يقرب ويمثل).
قال النجدي: (وهذه عبارة الزمخشري).
ثم قال محمد الحمود النجدي:
(وذكر في تفسير قوله تعالى في سورة الحديد (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) وكذا في تفسير سورة الإخلاص كلاما يؤخذ منه القول بوحدة الوجود.
ثم قال: (وقد اعتُذر عنه في ذلك، أنه شغله أمر الدعوة والحركة لإقامة حكم الله في الأرض، فلم يطلع على ما كتبه أئمة السلف في هذا الباب).
وهذا اعتراف من المعتذرين عنه ببطلان كلامه ثم اعتذار عنه بالجهل بمنهج السلف وأنا أستبعد إطلاق هذا الجهل فمن مراجع سيد: تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير فلا بد أن يكون قد رأى فيهما ما يقرر منهج السلف فيأباه ثم يذهب إلى مذهب الخلف، وله إشارات إلى عدم رضاه بمنهج السلف.

7_وانتقده كذلك محمد سرور زين العابدين في كتابه (دراسات في السيرة النبوية) (ص321).


فليزمك إذن تتبع عثرات كل هؤلاء للدفاع عن سيد قطب وليس الشيخ ربيع فقط!

ثالثا: أثبت العرش ثم أنقش .
أثبت أن الشيخ ربيع سب الصحابة ثم انقش.
نحن نتكلم هنا بالدليل هات دليلا ثم ننظر هل هذا سب فإن كان سب ننظر هل تاب منه فإن تاب فالحمد لله وإن لم يتب وجب التحذير منه.
وإن لم يكن سبا فهو مردود عليك.
أنا أتيت بالأدلة من كتب سيد قطب وموافقة العلماء على ذلك.
فهلا فعلت المثل.


اقتباس:
اما اسألتك فسامحنى اخى ان اقول لك لهى من المنهج العلمى او حتى من النقاش المبين لما اشكل
و هل اجبتومنى لسؤالى قبل مع انه حمل كل الخير للاخ زغلول

و اسألك يا رجل هل قال واحد من العلماء بهذا هل تريدنى ان اكفر سيد قطب بما قال استغفر الله و اعلم انى لو سايرتك الى منهجك هذا لاتيتك على كل كلمة بسؤال
و اليك الالبانى استمع الى اهل العلم و تعلم منهم ادب الحوار و النقاش
اتظن انك بهذا تعجرنى لا يا اخى فهذا منهج يفضى الى مسألة خطيرة و هى التكفير و هنا يكون بالتعين يا فالح لان المقصود بأسلتك هو سيد قطب و ان قلت لا فهنا تكون كذبت مع ان كثير من الامور فيها كذب عليه رحمه الله و اعلم اخى انى لا ازال ابحث عن اعداد مجلة المسلمون التى ذكرت فيها محمود شاكر ناقش سيد قطب و الى حد اللحظة ما وجدتها كل الذى وجدته ما تنسخه انت لنا من مواقع اخرى ان كان لك الاعداد المذكورة فأرجو الا تتأخر بها علينا

و اليك الالبانى رحمه الله استمع اليه ففيه رد على مثل ما تفضلت سبحان الله نفس الاسلوب

https://download.media.islamway.net/l...saeed_qotob.rm
1-أنا لم أسألك عن سيد قطب ولم أذكر سيد قطب في أسئلتي لأنني أفرق بين النوع والمعين. أجب عن أسئلتي ثم بعدها نتكلم عن التعيين.

ما حكم من يسب الصحابة عند السلف؟هل يخرج من دائرة السنة نعم أم لا
ما حكم من يقول بخلق القرآن عند السلف؟هل يخرج من دائرة السنة نعم أم لا
ما حكم من يكفر بالجملة عند السلف؟
هل يخرج من دائرة السنة؟ نعم أم لا
ما حكم من يقول بوحدة الوجود عند السلف؟
هل يخرج من دائرة السنة نعم أم لا
ما حكم من يقول بوحدة الوجود عند السلف ؟
هل يخرج من دائرة السنة نعم أم لا؟
ما حكم من تنقص أو أساء الأدب مع الأنبياء عند السلف؟
هل يخرج من دائرة السنة نعم أم لا؟
ما حكم من يحرف الصفات الإلهية عند السلف؟
هل يخرج من دائرة السنة نعم أم لا

2- غفر الله لك أخي الفاضل "عزام "ليس الهدف من النقاش إعجازك بل لو تبين لي أن الحق معك لأخذته لكن لم تبين لي شيئا إنما فقط ثناءات لبعضهم على سيد قطب كلها خالية من الدليل بل مجرد كلام... كل ما في الأمر أنني أعتبر سيد قطب رحمه الله رغم ما له من محاسن(كل مخلوق له محاسن))) مبتدعا لما وقع فيه من ضلالات خطيرة لهذا سألتك عن تلك الضلالات ما حكمها عند السلف فإن قلت يبدع صاحبها أو يكفر بعد إقامة الحجة فقد اتفقنا وإن قلت العكس فهات الدليل وبهذا ينتهي النقاشأما عن محاسن سيد قطب فلست أنكرها بل كل المخلوقات لهم محاسن بما في ذلك الشيطان كما تقدم.
3-أما عن الفتوى الألباني التي أشرت إليها فهي لا تخالف ما قررته فهو أثبت لسيد قطب القول بوحدة الوجود وقال أنه له إنحرافات.هل توافقه في ذلك أم لا؟.

اقتباس:
و ان شئت اعدت اليك كلام العلماء فيه من جديد و اسألهم هذه الاسئلة و سترى الجواب منهم لانك اخى يبدو عليك انك لم تخالط و لا عالم واحد
هذا كلام العلماء جلهم يثبتون إنحرافاته
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=742663

فهل توافقهم أم لا.
إن قلت نعم فنحن متفقان
وإن قلت لا فهات الدليل فالعبرة بالدليل لا بقائله.










قديم 2011-11-04, 01:50   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي ومعظهم اللذين تأثروا به مثل هذا الاعتراف ...

يقول أحد التائبين واللذين تعصبوا وتأثرو بفكر سيد قطب
بعد ست سنوات عجاف أمضيتها من عمري في صفوف حركة الإخوان المسلمين،
وبعد أن كنت من مريدي سيّد قطب الأوائل....كان الموضع الأوّل الذي جعلني أذرف الدموع لأول مرّة على ذلك الماضي هو ما وجدته أثناء دراستي لبعض كتب العلّامة ربيع السنّة في ردوده على سيّد قطب....وكنت لا زلت يومها حزبيّا، فأخذت كتاب (أضواء اسلامية) من أحد الأخوة الذين أبغضهم - في حينه - بسبب سلفيّتهم وأخذت أتتبع النقول التي نقلها الشيخ ربيع من كتب سيّد قطب نفسها -وكان جلّها متوفرا في مكتبة الجامعة - وراعني ما قاله سيّد قطب في موسى عليه الصلاة والسلام
خاصة في سؤال الرؤية.....
وبعد تل
ك الصدمة، لم أرجع الى الحق، بل أخذت في تتبّع التفاسير السلفية والخلفية لآية الرؤية لعلّي أجد من قال بقول سيّد قطب فأدّعي أن له سلفا وأجد له عذرا، ولكن ارتد ّ الي البصر خاسئا وهو حسير، فمن ذا الذي يتجرّأ على النبيين بمثل ما تجرّأ به سيّد قطب....والكلام الذي أعنيه لسيد قطب هو قوله في التصوير الفني (163):
"فلندعه هنا لنلتقي به في فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات؛ فلعله قد هدأ وصار رجلاً هادئ الطبع حليم النفس.
كلا! فها هو ذا يُنادي من جانب الطور الأيمن: أن ألق عصاك. فألقاها؛ فإذا هي حيةٌ تسعى، وما يكاد يراها حتى يثب جرياً لا يعقبُ ولا يلوى... إنه الفتى العصبي نفسه، ولو أنه قد صار رجلاً؛ فغيره كان يخاف نعم، ولكن لعله كان يبتعد منها، ويقف ليتأمل هذه العجيبة الكبرى
".

ثمّ نظرت!!فإذا في مكتبتي كتاب قصص الأنبياء للحافظ ابن كثير رحمه الله ، وخلال نظري في فهرسه وجدت أن له كلاما في سؤال الرؤية، فقفزت اليه بسرعة البرق فإذا فيه

"قال الله تعالى (ولما جاء موسى لميقاتنا) أي: في الوقت الذي أمر بالمجيء فيه، (وكلمه ربّه) أي: كلمه من وراء الحجاب، الا أنه أسمعه الخطاب، فناداه وناجاه، وقربه وأدناه، وهذا مقام رفيع، ومعقل منيع، ومنصب شريف ومنزل منيف، فصلوات الله عليه تترى، وسلامه عليه في الدنيا والأخرى، ولمّا أعطي هذه المنزلة العليّة، والمرتبة السنيّة، وسمع الخطاب، سأل رفع الحجاب، فقال للعظيم الذي لا تدركه الابصار، القوي البرهان، (رب أرني أنظر اليك قال لن تراني)، ثم بيّن تعالى أنه لا يستطيع أن يثبت عند تجليه تبارك وتعالى، لأن الجبل الذي هو أقوى وأكبر ذاتا وأشد ثباتا من الانسان، لا يثبت عند التجلّي من الرحمن (ولهذا قال (ولكن انظر الى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني)... " قصص الانبياء (337).

فما ملكت نفسي أمام هذا الأدب السلفيّ الرفيع، فأخذ مني البكاء مأخذا عظيما، والحمد لله،فمن يومها قد طلقنا الحزبية طلاق المتلاعنين لئلا يتوهم جواز الرّجعة، وأسأل الله أن يحفظنا فيما بقي
فنحن انصار انصار السنة..يهمنا معرفة الناس الزلات والطامات الذي كتبها سيد قطب شئتم أم أبيتم لازم نعري هذا الفكر الذي هيمن على عقول الشباب ..إن لم تريدون الاقناع والتلون بألف لون واللف والدوران هذا شأنكم لانه يهمنا من يدخل متأثر بأفكارسيد قطب ولم يطلع عن كتبه وآفاته لانكم مصرين على تستر لكلامه وردم زلاته وجعلنا لا نتكلم ولا نبين للخلق عيوبه ..لا والله كما هذا الشاب وأمثاله الكثير من يريد الحق ويريد ثواب الآخرة وليس العاطفة الرنانة ..
.










آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-11-04 في 06:16.
قديم 2011-11-04, 14:50   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

من أين للاخت جواهر ان سيد قطب لم يتب ؟
هل كانت الاخت موجودة عند موته واعدامه ؟
هل اطلعت الاخت جواهر علي الغيب؟
الاخت الفاضلة للمرة المليون بعد الالف
لا تغلقي المواضيع
القسم للنقاش والحوار ولم اجد خروجا من احد عن لا القوانين ولا الاداب الاسلامية
بارك الله فيك












قديم 2011-11-04, 23:50   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
karim h
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية karim h
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اولا اخي جمال البليدي انا واظن جميع الاخوة الذين شاركو متفقون على اخطاء سيد قطب رحمه الله وغفر له كما اننا متفقون على ان له محاسن وفضل كبير على الامة الاسلامية فهو كما قال الشيخ الالباني رحمه الله له كلمات عليها نور وعلم وله فصل قيم في كتابه معالم في الطريق فاين الاشكال اخي اذا اطلعنا مثلا على هذه الكلمات او على هذا الفصل ؟

ثانيا اسالك اخي هل هناك من المسلمين من ذهب مذهب سيد قطب وتاثر به في جرح بعض الصحابة والقول بوحدة الوجود والتطاول على الانبياء كما تقول؟









قديم 2011-11-05, 02:25   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karim h مشاهدة المشاركة
اولا اخي جمال البليدي انا واظن جميع الاخوة الذين شاركو متفقون على اخطاء سيد قطب رحمه الله وغفر له

نعم بارك الله فيك
لكن هل هذه الأخطاء تخرج صاحبها من السنة؟
وهل هذه الأخطاء توجب التحذير من كتبه؟
جوابي هو:نعم لأن هذا هو منهج السلف الصالح.
فما جواب الإخوة(مع الدليل من منهج السلف)).

اقتباس:
كما اننا متفقون على ان له محاسن وفضل كبير على الامة الاسلامية فهو كما قال الشيخ الالباني رحمه الله له كلمات عليها نور وعلم وله فصل قيم في كتابه معالم في الطريق فاين الاشكال اخي اذا اطلعنا مثلا على هذه الكلمات او على هذا الفصل ؟


نعم كل مخلوق فيه محاسن بما في ذلك الشيطان.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله(( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله )))
فإن كنت لا أنكر محاسن الشيطان الذي هو أكفر الخلق فكيف بمسلم مثل سيد قطب رحمه الله.


اقتباس:
ثانيا اسالك اخي هل هناك من المسلمين من ذهب مذهب سيد قطب وتاثر به في جرح بعض الصحابة والقول بوحدة الوجود والتطاول على الانبياء كما تقول؟
يا أخي _بارك الله فيك_ هناك أكثر من مليار مسلم على المعمورة فهل تريدني أن أسألهم كلهم؟
يكفي أن منهج التكفير والتدمير لم يبدأ إلا منه باعتراف القريب والبعيد.
السؤال الذي يجب يطرج هو:
السلف عندما حذروا من بعض أهل البدع وكتبهم هل انتظروا حتى يتأثر الناس بها فحذروا منها أم بمجرد إطلاعهم عليها؟










قديم 2011-11-09, 12:08   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
karim h
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية karim h
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة

نعم بارك الله فيك
لكن هل هذه الأخطاء تخرج صاحبها من السنة؟
وهل هذه الأخطاء توجب التحذير من كتبه؟
جوابي هو:نعم لأن هذا هو منهج السلف الصالح.
فما جواب الإخوة(مع الدليل من منهج السلف)).



نعم كل مخلوق فيه محاسن بما في ذلك الشيطان.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله(( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله )))
فإن كنت لا أنكر محاسن الشيطان الذي هو أكفر الخلق فكيف بمسلم مثل سيد قطب رحمه الله.



يا أخي _بارك الله فيك_ هناك أكثر من مليار مسلم على المعمورة فهل تريدني أن أسألهم كلهم؟
يكفي أن منهج التكفير والتدمير لم يبدأ إلا منه باعتراف القريب والبعيد.
السؤال الذي يجب يطرج هو:
السلف عندما حذروا من بعض أهل البدع وكتبهم هل انتظروا حتى يتأثر الناس بها فحذروا منها أم بمجرد إطلاعهم عليها؟
[/center]

شكرا على الاجابة اخي مع اني لم اسالك عن التكفير الذي لم ياتي به السيد قطب من عنده بل سالتك عن وحدة الوجود والتطاول على الانبياء الذين تدندنون عليه

والان اخي الكريم مار ايك لو اقتديت بالشيخ صالح الفوزان واعتمدت على ما جاء به سيد قطب في كتبه في بحوثي الاكادمية مع العلم اني افرق بين ما يخالف الشرع وما يوافقه في كتابات سيد قطب


استشهاد الشيخ صالح الفوزان في كتابه بأقوال سيد قطب رحمه الله .. ويرى أنه أديب وليس بعالم











قديم 2011-11-10, 14:46   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
شكرا على الاجابة اخي مع اني لم اسالك عن التكفير الذي لم ياتي به السيد قطب
نعم لكن التكفير وحده يكفي في التحذير من كتبه أما إنكارك لوجوده في كتب سيد قطب فهذا مردود عليك من كتب سيد قطب نفسه وقد شهد بذلك حتى المقربون إليه.
اقتباس:
بل سالتك عن وحدة الوجود والتطاول على الانبياء الذين تدندنون عليه
لقد أجبتك سابقا.
اقتباس:
الان اخي الكريم مار ايك لو اقتديت بالشيخ صالح الفوزان واعتمدت على ما جاء به سيد قطب في كتبه في بحوثي الاكادمية مع العلم اني افرق بين ما يخالف الشرع وما يوافقه في كتابات سيد قطب
مسألة أخذ الحق من المبتدع مسألة خلافية وليس هذا مقام تفصيل ذلك لكن إذا كانت فيها مصلحة شرعية فيمكن للعالم وطالب العلم الذي يميز بين الحق والباطل أن ينقل من أهل البدع والله أعلم.
أما أن يقرأ كتب سيد أو من كان على شاكلته ممن وقع في الضلالات وهو جاهل بعقيدة السلف، ويقول آخذ الحق وأدع الباطل، فإن هذه مراوغة وحيلة شيطانية، فإن كان لا بد قارئاً لكتبه فليقرأ كتب الذين انتقدوه أولاً، ثم ليقرأ كتبه كما قال ذلك الشيخ محمد بن عثيمين لما سئل عن قراءة كتب سيد قطب أوصى بقراءة كتب الشيخين عبد الله الدويش رحمه الله، وربيع المدخلي قبل قراءة كتب سيد [ ارجع إلى شريط ندوة الشيخين ابن عثيمين وربيع مدخلي عام 1413هـ].
تنبيه :
الفتاوى التي ادرجتها في الوثيقة سبق وأن رددنا عليها وبينت انها إما منسوخة أو مردودة بقاعدة من علم حجة على من لم يعلم فلا داعي للتكرار هاهنا.










قديم 2011-11-10, 22:21   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
karim h
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية karim h
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مسألة أخذ الحق من المبتدع مسألة خلافية وليس هذا مقام تفصيل ذلك لكن إذا كانت فيها مصلحة شرعية فيمكن للعالم وطالب العلم الذي يميز بين الحق والباطل أن ينقل من أهل البدع والله أعلم.


[/b][/font]
[/QUOTE]

جزاك الله خيرا اخي على طرحك وتنبيهك واضف هذه المعلومات الى جعبتك وهذا حتى نتعلم الانصاف فنسمع لجميع الاطراف ممن نثق بعلمهم وبحوثهم

هل نأخذ من كتابات سيد قطب العديدة على الرغم من تحذير بعض العلماء منه ؟


الحمد لله

أولاً:
الأستاذ " سيد قطب " ليس من العلماء ، فلا يُعرف له ترجيحات في الحديث ، أو الفقه ، أو التفسير ، وإنما هو كاتب أديب ، أحب الإسلام ودافع عنه ، ودعا إليه وقد مات في سبيله ـ فيما يظهر لنا ـ ونسأل الله أن يكون من الشهداء .

وله كتابات متنوعة ، فيها الصواب وفيها الخطأ ، والعلماء الذين وقعوا في أخطاء في العقيدة أو الحديث أو الفقه : لم نرَ أحداً من أهل العلم حرَّم الأخذ منهم بالكلية ، ولا من هجر النقل عنهم مطلقاً ، هذا مع أن منهم دعاة لمذاهبهم العقيدية ، ومتعصبة لمذاهبهم الفقهية ، وهذا من إنصاف أهل السنَّة مع المخالفين .

والأستاذ سيد قطب ليس بعيداً عن هذا الإنصاف من أهل السنَّة ، ولذا رأينا رؤوس أهل السنَّة في زماننا هذا ينقلون عنه مواضع من كتبه موافقة لاعتقاد ومنهج أهل السنَّة ، ومن ذلك :

1. نقل عنه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في مقدمة كتابه " مختصر العلو " حوالي ثلاث صفحات ، بدأها بقوله : " فها هو الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله ... " .

ومجرد النقل عنه لا يعد تزكية ، لكن التزكية في الأوصاف التي مدحه بها الشيخ الألباني رحمه الله : "الأستاذ" "الكبير" "رحمه الله " .

2. نقل عنه الشيخ صالح الفوزان حفظه الله أربع نقولات ( من ص 21 – 24 ) وذلك في كتابه " التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية " .

ثانياً :
علماؤنا الأجلاء تعلموا الإنصاف من شرع الله تعالى المطهَّر ، وعلَّموه غيرهم ، وربُّوهم على التخلق به ، ومن الإنصاف عدم هجر كتابات سيد قطب بالكلية ، كما أنه من الدِّين بيان ما أخطأ فيه لئلا يغتر بخطئه من يقرأ كلامه ، وليس هذا خاصّاً بسيد قطب ، بل حتى من انتسب للسنَّة فإن علماءنا الأجلاء قد حذَّروا من تقليده فيما أخطأ به ، وقد صدرت فتاوى متعددة من علماء اللجنة الدائمة تحذَِّر من خطأ بعض أولئك المنتسبين للسنَّة ، وأنهم وقعوا في اعتقاد مخالف .

وإن تعجب فعجبٌ ما نراه من بعض المنتسبين للسنَّة ممن طاروا بنقد إمام أو عالم لبعض كتابات سيد قطب ، بينما خالفوا أولئك العلماء والأئمة عندما حذَّروا من خطأ شيوخهم ! فقبلوا كلام العلماء في أناس وتركوه في آخرين .

الإسلام سؤال وجواب


https://www.islam-qa.com/ar/ref/10732...82%D8%B7%D8%A8


في ظلال القرآن / موافق للمطبوع

المؤلف سيد قطب رحمه الله


نبذه عن الكتاب

إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.

فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .

وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا ) فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: ** ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .
وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.
والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى ** يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .
وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .
وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قاله / حمود بن عقلاء الشعيبي
16/5/1421هـ

وبداخله كتاب ( في ظلال القرآن ماله وما عليه )




رابط التحميل :
https://www.almeshkat.net/books/archi...zelaal-s_g.zip










قديم 2011-11-11, 01:52   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karim h مشاهدة المشاركة






هل نأخذ من كتابات سيد قطب العديدة على الرغم من تحذير بعض العلماء منه ؟


الحمد لله

[/FONT][/B]
اقتباس:
أولاً:
الأستاذ " سيد قطب " ليس من العلماء ، فلا يُعرف له ترجيحات في الحديث ، أو الفقه ، أو التفسير ، وإنما هو كاتب أديب ، أحب الإسلام ودافع عنه ، ودعا إليه وقد مات في سبيله ـ فيما يظهر لنا ـ ونسأل الله أن يكون من الشهداء
. لا خلاف في هذا فقد قلنا سابقا أننا لا ننكر محاسن سيد قطب إذ ما من مخلوق إلا وله محاسن.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله(( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله )))
فإن كنت لا أنكر محاسن الشيطان الذي هو أكفر الخلق فكيف بمسلم مثل سيد قطب رحمه الله.

اقتباس:
وله كتابات متنوعة ، فيها الصواب وفيها الخطأ ، والعلماء الذين وقعوا في أخطاء في العقيدة أو الحديث أو الفقه : لم نرَ أحداً من أهل العلم حرَّم الأخذ منهم بالكلية ، ولا من هجر النقل عنهم مطلقاً ، هذا مع أن منهم دعاة لمذاهبهم العقيدية ، ومتعصبة لمذاهبهم الفقهية ، وهذا من إنصاف أهل السنَّة مع المخالفين .
كلا ليس من الإنصاف تسوية سيد قطب(الأديب) مع الحافظ ابن الحجر والنووي!
هذا هو الظلم بعينه!
أهل السنة المنصفون_حقيقة لا ادعاءا_يفرقون بين الأخطاء الصادرة عن علماء الإسلام مما أصلوا دعواتهم على منهج أهل السنة فتكون من قبيل الإجتهاد الذي يؤجرون عليه أجرا واحدا وخطؤهم مردود وبين أخطاء دعاة البدعة كسيد قطب ممن كانت أصولهم قائمة إبتداءا على غير منهج أهل السنة فتحمل أخطائهم على البدعة
وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله :لا يخلوا المنسوب إلى البدعة أن يكون :مجتهدا فيها أو مقلدا....ثم قال : فالقسم الأول على ضربين :أحدهما : أن يصح كونه مجتهدا فالإبتداع منه لا يقع إلا فلتة وبالعرض لا بالذات وإنما تسمى غلطة أو زلة لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدة والدليل عليه أنه ظهر له الحق أذعن له وأقر به والثاني : وأما إن لم يصح بمسبار العلم أنه من المجتهدين فهو الحري باستنباط ما خالف الشرع كما تقدم إذ وقع له مع الجهل بقواعد الشرع الهوى الباعث عليه في الأصل وهو التبعية » الإعتصام(1/193/-197).





اقتباس:
والأستاذ سيد قطب ليس بعيداً عن هذا الإنصاف من أهل السنَّة ،
اقتباس:
ـ


نعم ومن تمام انصافهم حذروا من كتبه وبينوا ضلالاته بارك الله فيهم.
اقتباس:
ولذا رأينا رؤوس أهل السنَّة في زماننا هذا ينقلون عنه مواضع من كتبه موافقة لاعتقاد ومنهج أهل السنَّة ، ومن ذلك :
اقتباس:
نقل عنه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في مقدمة كتابه " مختصر العلو " حوالي ثلاث صفحات ، بدأها بقوله : " فها هو الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله ... " .
2. نقل عنه الشيخ صالح الفوزان حفظه الله أربع نقولات ( من ص 21 – 24 ) وذلك في كتابه " التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية " . 16/5/1421هـ

ومجرد النقل عنه لا يعد تزكية ، لكن التزكية في الأوصاف التي مدحه بها الشيخ الألباني رحمه الله : "الأستاذ" "الكبير" "رحمه الله " .




نعم لست أنكر هذا لكن كما قلت سابقا النقل عن المبتدع مسألة خلافية ليس هذا مقام تفصيلها ولا هي من ضمن نقاشنا.
لكن نقلهم عنهم لا يعني أنه سني لأن هؤلاء الذين نقلوا عنه_سيد قطب رحمه الله_ هم من بدعه وحكم بإنحرافه عن نهج أهل السنة فتأمل.
قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - معلقاً على خاتمة كتاب
"العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم":
(كل ما رددته على سيد قطب حقٌ صوابٌ، ومنه يتبين لكل قارئ على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب
لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه. فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ (الربيع) على قيامك بواجب البيان
والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام).

ثانياً :
اقتباس:
علماؤنا الأجلاء تعلموا الإنصاف من شرع الله تعالى المطهَّر ، وعلَّموه غيرهم ، وربُّوهم على التخلق به ، ومن الإنصاف عدم هجر كتابات سيد قطب بالكلية ،
بل علماؤنا حذروا من كتب سيد قطب وهذا هو الإنصاف بعينه حتى لا يحمل_سيد قطب_ أوزار غيره ممن يقرأ كتبه فتأمل.
ولا تعارض بين النقل عن مبتدع وبين التحذير من كتبه لأن النقل عنه يكون للعالم المميز بين الحق والباطل والتحذير من كتبه يكون للعامي والمبتدئ الذي لم يدرس نهج السلف.
اقتباس:
كما أنه من الدِّين بيان ما أخطأ فيه لئلا يغتر بخطئه من يقرأ كلامه ، وليس هذا خاصّاً بسيد قطب ، بل حتى من انتسب للسنَّة فإن علماءنا الأجلاء قد حذَّروا من تقليده فيما أخطأ به ، وقد صدرت فتاوى متعددة من علماء اللجنة الدائمة تحذَِّر من خطأ بعض أولئك المنتسبين للسنَّة ، وأنهم وقعوا في اعتقاد مخالف .
أنظر قوله((وليس هذا خاصّاً بسيد قطب ، بل حتى من انتسب للسنَّة))
ألا يفهم من هذا الكلام تبديع سيد قطب وأنه ليس على نهج أهل السنة؟
هل توافق على هذه النقطة(تبديع سيد قطب رحمه الله))؟.

اقتباس:
وإن تعجب فعجبٌ ما نراه من بعض المنتسبين للسنَّة ممن طاروا بنقد إمام أو عالم لبعض كتابات سيد قطب ، بينما خالفوا أولئك العلماء والأئمة عندما حذَّروا من خطأ شيوخهم ! فقبلوا كلام العلماء في أناس وتركوه في آخرين .
بل الصواب أن يقال:
وإن تعجب فعجبٌ ما نراه من بعض المنتسبين للسنَّة ممن طاروا بنقد إمام أو عالم لبعض شيوخ السنة بدون دليل علمي ولا برهان، بينما خالفوا أولئك العلماء والأئمة عندما حذَّروا من بدع سيدهم قطب بالدليل والبرهان ! فقبلوا كلام العلماء في أناس وتركوه في آخرين .



اقتباس:
في ظلال القرآن / موافق للمطبوع

المؤلف سيد قطب رحمه الله


نبذه عن الكتاب

إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.

فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .

وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا ) فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: ** ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .
وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.
والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى ** يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .
وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .
وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قاله / حمود بن عقلاء الشعيبي
تم الرد على كلام الشيخ الشعيبي_ هذا _في الروابط التالية:
الرد الكامل على الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي (حول مهنج سيد قطب رحمه الله))
الجزء الأول :
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...2&postcount=50

الجزء الثاني :

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...1&postcount=51

الجزء الثالث :

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...0&postcount=52
الجزء الأخير :

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...7&postcount=53


اقتباس:
وبداخله كتاب ( في ظلال القرآن ماله وما عليه )
اسم الكتاب : ( المورد العذب الزلال فى التنبية على أخطاء تفسير الظلال )

المؤلف : ( الشيخ المحدث عبدالله بن محمد الدويش - رحمه الله - )

التصنيف : ( الردود والتعقيبات )

رابط التحميل :
https://www.sfhatk.com/up/index.php?a...ewfile&id=5848

والله الموفق
وصلى الله وسلم على نبينا محمد



1.









قديم 2011-11-12, 10:48   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النيلية مشاهدة المشاركة
الخطاب الذهبي .. عن سيد قطب .. الشيخ بكر عبدالله أبو زيد
فضيلة الأخ الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي .. الموقر

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد


فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره".. هل من ملاحظات عليه ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعد الطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء الله من عباده في الدنيا، لهذا أبدي ما يلي..



1- نظرت في أول صفحة من فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله، أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها، يكفر المجتمعات ..إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين.. وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات.. وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت، عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع، فوجدت الخبر يكذبه الخبر، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي، إلى الوقيعة في سيد رحمه الله، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته.


2- نظرت فوجدت هذا الكتاب يـفـتـقـد:


أصـول البحث العلمي، الحيـدة العلمية، منهـج النقد، أمانـة النقل والعلم، عـدم هضم الحق.


أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس.. وإليك الدليل…


أولاً: رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل الظلال والعدالة الاجتماعية مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها، أن لها طبعات معدلة لاحقة، والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية، تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب، لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف إن شاء الله تعالى على معلوماتكم الأولية، لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولما يعرف هذا ؟؟، وغير خاف لما لهذا من نظائر لدى أهل اعلم، فمثلاً كتاب الروح لابن القيم لما رأى بعضهم فيما رأى قال: لعله في أول حياته وهكذا في مواطن لغيره، وكتاب العدالة الاجتماعية هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان.


ثانيًا: لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يجوز لغير الله أن يشرع)، فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه العدالة الاجتماعية) وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد رحمه الله حياته ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك، إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء ولا أراك إن شاء الله تعالى إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف.


ثالثًا: ومن العناوين الاستـفـزازيـــة قولكم (قول سيد قطب بوحدة الوجود).


إن سيدًا رحمه الله قال كلامًا متشابهًا حلق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه، وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود، ومنه قوله: (( ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود)) وأزيدكم أن في كتابه (مقومات التصور الإسلامي) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، لهذا فنحن نقول غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة.. والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه، لهذا أرجو المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد رحمه الله تعالى وإني مشفق عليكم.


رابعًا: وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح إنك تحت هذه العناوين (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة وعدم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد) .


أقول أيها المحب الحبيب، لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته، ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة واحدة، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد رحمه الله تعالى ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع الله من القضاء وغيره وحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها ولا شك أن هذه جرأة عظيمة ما عاهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام (1342هـ ).


خامسًا: ومن عناوين الفهرس (قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة).. لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ (القرآن مخلوق) كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات، إن نهاية ما رأيت له تمدد في الأسلوب كقوله (ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها ـ أي الحروف المقطعة ـ مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس) ..وهي عبارة لا شك في خطأها ولكن هل نحكم من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية (خلق القرآن) اللهم إني لا أستطيع تحمل عهدة ذلك.. لقد ذكرني هذا بقول نحوه للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله في مقدمة كتابه دراسات في أسلوب القرآن الكريم والذي طبعته مشكورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل نرمي الجميع بالقول بخلق القرآن اللهم لا، واكتفي بهذا من الناحية الموضوعية وهي المهمة.


ومن جهات أخرى أبدي ما يلي:


1- مسودة هذا الكتاب تقع في 161 صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة، ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد، إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط علي، أم أنه عُهد بكتب سيد قطب رحمه الله لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافكم، أو بإملائكم. لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا ما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندي كاف في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم.


2- مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى أخره يجري على وتيرة واحدة وهي: أنه بنفس متوترة وتهيج مستمر، ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال…وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية .


3- من حيث الصيغة إذا كان قارنًا بينه وبين أسلوب سيد رحمه الله، فهو في نزول، سيد قد سَمَا، وإن اعتبرناه من جانبكم الكريم فهو أسلوب "إعدادي" لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز على العالمية العالية، لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم.


4- لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار.


5- في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات فلماذا هذا…؟


6- هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشئت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع، وهذا ضلال وذاك ضال.. ولا بينة كافية للإثبات، وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية .


هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غـيـر مـمـتـع، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم، وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة، إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها... أو كلمة نحو ذلك، فالواجب على الجميع … الدعاء له بالمغفرة … والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه.. اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوا م لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب "تصنيف الناس بين الظن واليقين" ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك .


وفي الختام فأني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب "أضواء إسلامية" وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم..


واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه… جرى القلم بما تقدم سدد الله خطى الجميع..


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول



للإنصاف:

الحد الفاصل بين الحق والباطل – حوار مع الشيخ بكر أبي زيد في عقيدة سيد قطب وفكره

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:
فقد صدرت أربع ورقات قبل سنوات نسبت إلى الشيخ بكر أبو زيد فلما سألته عنها تبرم بها وبمن نشرها، وقال لي: هؤلاء يريدون أن يفرقوا بين الأحبة.
وسأله عنها الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي فسب من ينشرها، واعتذر لدى آخرين أنها سرقت منه ونشرت من غير رضاه.
وإلى الآن لم يعترف بها رسميا ولم يرض عن طبعها ونشرها، فهي إذن بمثابة لقيط ليس لها أب شرعي.
وحق لكل عاقل أن يخجل منها؛ لأن من تنسب إليه يرفض الاعتراف بها، وحق لمن تنسب إليه أن يخجل منها؛ لأنها تذب عن باطل وعن ضال كبير جمع كبريات الضلالات المخزية ومنها الطعن في رسول من أعظم رسل الله ومن أعظم أولي العزم كليم الله ونجيه موسى - صلى الله عليه وسلّم -، ومنها الطعن في معظم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى رأسهم عثمان - رضي الله عنه - بل تكفير بعضهم ورميهم بالنفاق والكذب والرشوة وشراء الذمم إلى آخر سبّه الشنيع لأصحاب محمد -
صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم.
فقل ما شئت من ذم لهذه الأوراق التي سميت زوراً بالنصيحة الذهبية ونشرت في العالم بكثافة عجيبة فمن مذامها أنها أضعف من بيت العنكبوت لخلوها من الحق والعلم والعدل، فلم تنصف من طعن فيهم سيد قطب من الأنبياء وأصحاب رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ولم تنصف الإسلام إذ نسب إليه سيد قطب شر العقائد وأضلها من القول بالحلول ووحدة الوجود وتعطيل صفات الله، والاستهانة بمعجزات محمد -  - ومن نسبته الاشتراكية الماركسية إلى الإسلام ومن إهانته للإسلام بقوله: ((إنه يصوغ من الشيوعية والمسيحية مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما ويزيد عليهما بالتناسق والاعتدال))، إلى غير ذلك من الضلال.
ولكن أتباع كل ناعق قد جعلوا منه قديساً أعطوه مرتبة من لا يسأل عما يفعل، فمن أجله يوالون ومن أجله يعادون، فجعلوا أنفسهم في أحط مراتب البشر فلا عقل لهم يردعهم ولا ينهجون نهج الإسلام في ولائهم وبرائهم وأحكامهم ومواقفهم، وهذا شأن الرعاع في كل زمان ومكان، وبأمثالهم يحارب الرسل والمصلحون ودعاة الحق في كل زمان ومكان ومن خلالهم تبرز الأقماء فيحتلون مراتب العظماء ثم يتحول هؤلاء الأقماء إلى طواغيت يحارب من أجلهم دين الله الحق ودعاته.
وإنها لداهية دهياء أن يرتكس كثير من شباب الأمّة في هذه الهوة العميقة ثم لا ينبعث منهم من ينهنه بقيتهم من التردي في هذه الهوّة.
وأخيراً وجدت نفسي مضطراً إلى الإذن بطبع هذا الكتاب الحد الفاصل بياناً للحق ونصراً له ودمغاً لباطل سيد قطب الذي ينشر باسم الإسلام وردعاً لبغي أوليائه المناصرين للباطل والذابين عن أهله.
وكان هذا مني بعد طول انتظار لموقف منصف من بكر أبو زيد يعلن فيه إدانة من يقوم بنشر أوراقه وباسم النصيحة الذهبية ويتبجح بها فلم يفعل فاضطررت لنشر ردي بعد أن أعذرت إلى بكر أبو زيد وإلى كل من قد يعتب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
في 14/5/1421هـ



يتبع..........









قديم 2011-11-12, 10:52   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى فضيلة المكرم الشيخ الدكتور بكر بن عبدالله أبي زيد
وفقه الله وأعاده الله إلى حظيرة الحق والصواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فقد وصل إلي خطابكم المؤرخ بـ20/1/1414 هـ والواقع في أربع صحائف في ليلة أربع عشرة من رمضان المبارك عام 1414 هـ أي بعد سبعة أشهر وأربع وعشرين ليلة من تاريخ كتابته لا عن طريق فضيلتكم ولكن عن طريق الحزبيين القطبيين وإخوانـهم من أهل البدع الضالين.
فإذا بالكتاب يحمل في طياته من البلايا مايندى له الجبين من الطعون الباطلة الظالمة لمن يدافع عن كتاب رب العالمين وسنة سيد المرسلين ومنهج الأنبياء في التوحيد ومنهج السلف الصالحين.
ومن يصد عدوان المبتدعين، عن بعض النبيين والصحابة الأكرمين،وثالث الخلفاء الراشدين، وعن خلفاء بني أمية الفاتحين، والمحطمين لعروش ودول الكافرين والغائظين للروافض والزنادقة والملحدين، الذين قال فيهم رسول الله : (لايزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش)( ) أي الأكرمين.
لقد أساء هذا الخطاب الذي حشي وشحن بالأباطيل كل مؤمن صادق يحب الحق والكتاب والسنة ومنهج الأنبياء والسلف الصالحين، وأفرح وأنعش أهل الفتن والشغب الثائرين على الحق وأهله وعلمائه والشاغبين عليهم من كل حزبي تائه وبدعي تافه.
لقد كان سيد قطب نفسه أقرب إلى الحق والإنصاف من هؤلاء الشاغبين، حيث يقول:
(إن منهج الله ثابت، وقيمه وموازينه ثابته، والبشر يبعدون أو يقربون من هذا المنهج، ويخطئون ويصيبون في قواعد التصور وقواعد السلوك. ولكن ليس شئ من أخطائهم محسوبا على المنهج، ولا مغيرا لقيمه وموازينه الثابته.
وحين يخطئ البشر في التصور أو السلوك، فإنه يصفهم بالخطأ وحين ينحرفون عنه فإنه يصفهم بالانحراف ولا يتغاضى عن خطئهم وانحرافهم – مهما تكن منازلهم وأقدارهم – ولا ينحرف هو ليجاري انحرافهم! ونتعلم نحن من هذا، أن تبرئة الأشخاص لا تساوي تشويه المنهج! وأنه من الخير للأمة المسلمة أن تبقى مباديء منهجها سليمة ناصعة قاطعة، وأن يوصف المخطئون والمنحرفون عنها بالوصف الذي يستحقونه – أيا كانوا – وألا تبرر أخطاؤهم وانحرافاتـهم أبدا، بتحريف المنهج، وتبديل قيمه وموازينه. فهذا التحريف والتبديل أخطر على الإسلام من وصف كبار الشخصيات المسلمة بالخطأ أو الانحراف.. فالمنهج أكبر وأبقى من الأشخاص
)( ).
على أي أساس توجب نشر تلك الكتب، كتب سيد قطب التي شحنت بالبدع والضلالات الكبرى والأباطيل والإنحراف والترهات، وتمدحها وتغض الطرف عن قبائحها ومخازيها.
وما هذا التوقيت العجيب لهذا الخطاب المريب في شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام والعبادة والتلاوة والإخلاص لرب العالمين وفي بلد الله الحرام والمسجدين الشريفين وغيرهما شغلت الناس به وأشعلت القلوب والنفوس بنيران الفتن فطار به الجهلة الأغبياء أشراً وبطراً.



قصة محزنة
كان الشيخ بكر جنديا مناضلا عن السنة، وكان له جهاد مشكور في نصرته السنة وأهلها، وإن كان في جهاده قد يتصدى للضعفاء الغرباء الذين ليس لهم شوكة ولا قوة مثل الصابوني وأبي غدة الذين لا يتأثر بكتاباتـهما أهل السنة بل يحتقرونـها ويرفضونـها، ويتحاشى من لهم شعبية وأنصار يغضبون لهم، مثل الغزالي والبوطي وسيد قطب وعلوي مالكي والمودودي وغيرهم، يتحاشى هؤلاء مهما بلغ أذاهم للسنة و أهلها، ومهما بلغ خطرهم على السنة والعقيدة وأهلهما، ولا سيما سيد قطب الذي اقتحم منهجه الخطير الشباب السلفي، واخترقهم أشد أنواع الاختراق، بل دمر كثيرا من تجمعاتـهم.
ومع هذا فلو بَرَدَ عمله على ما تقدم لبقى محمودا مشكورا عند أهل السنة ؛ لكن مع الأسف لم يفاجأ أهل السنة به إلا وهو في الضفة الأخرى ؛ ضفة أنصار البدع وحماتـها والذابين عن زعمائها ومناهجهم وأفكارهم.
فلم يشعروا أهل السنة إلا وقد وجه لهم أول قذيفة( ) هزت مشاعرهم وجعلتهم يقلبون أكفهم دهشة وحيرة وتعجبا ثم قرروا الإغضاء عنه والسكوت المطبق عنه أملا أن يندم ويعود إلى صوابه بمحاسبة نفسه ومراقبته لربه ثم إذا بـهم يفاجأون مرة أخرى بقذيفة كبرى( )، أكبر من أختها فكان وقعها أشد، وأثرها أنكى فعظمت الدهشة، وكثر الاستنكار، فمن حاث على الرد عليه ومن مستعد للرد عليه.
وعلم الله أنني رفضت الرد عليه مع كثرة الإلحاح عليَّ والحث لي على ذلك بل كنا وسائر المشايخ نـهدئ الشباب ونقول لهم هو أخونا ومنا فعليكم بالصبر، ولقد عتبت عليه في مكتبه بالطائف فزعم أنه لا يقصد ولا يقصد، ووعدني بالبيان الذي يذهب اللبس عن الناس ويبين لهم يقصد أناسا ليسوا من أهل السنة، ولايدافع إلا عن علماء السنة ؛ الشيخ الإمام ابن باز حفظه الله ومد في عمره وإخوانه.
ومع علمه باستغلال أهل الشغب والفتن لكتابه المذكور في الطعن في أناس من أهل السنة والدفاع عن الحزبيين القطبيين أنصار أهل البدع مع علمه بـهذا كله لم يف بوعده لي ولا لغيري، ومر على وعده مدة طويلة وأهل الفتن يشغبون بكتابه هذا على أهل السنة والحق في طول هذه البلاد المترامية الأطراف وعرضها شرقها وغربـها شمالها وجنوبـها.
بل امتدت هذه الفتنة إلى البلاد الأخرى، ولم يكفه كل هذا من انتشار فتنته من جهة ومن صبر وسكوت أهل السنة المظلومين من جهة أخرى، بل وجه لأهل السنة هذه القذيفة الثالثة( ) التي هي أكبر من أختيها.
قد يقول بعض الناس إنـها موجهة إلى شخص واحد، فما دخل أهل السنة فيها.
وأقول: اسألوا أهل السنة المحضة وهم كثير في هذه البلاد وفي الشام واليمن والهند وباكستان وغيرها من البلدان.
هل هذه القذيفة ضدهم وضد عقيدتـهم ومنهجهم أو هي لنصرتـهم ونصرة عقيدتـهم ومنهجهم وشد لأزرهم؟! أليست هي ضد كتاب يدافع عن عقيدتـهم في الله؟!، ويدافع عن أصحاب رسول الله؟! إلى آخر القضايا التي تضمنها الكتاب فكيف لا يدركون هذا الواقع وكيف لا يستاؤن منه أشد الاستياء.
ماذا حوت أوراق الشيخ بكر؟

يمكن أن نسمي هذه الأوراق بالصفحات الظالمة:
1- لأنـها اشتملت على الباطل والإثم وخلت خلوا كاملا من العلم وأساليب العلماء وحشيت بالتلبيس الذي خدع الشباب الحزبي ورسخ في نفوسهم ما غرسه فيهم دعاة الباطل من تقديس من لايجوز تصنيفه إلا في أئمة الضلال الجامعين للبدع الكبرى التي قل أن تجتمع إلا فيمن طبع الله على قلوبـهم وأصمهم وأعمى أبصارهم، ولا يستمر على تقديسه والذب عنه بعد أن قيض الله من يكشف عواره ويبين ضلاله إلا كل من سقط من عين الله (ومن يهن الله فما له من مكرم، إن الله يفعل ما يشاء).
2- ولأنـها قد تعمد صاحبها الإجمال والإطلاق كما هو شأن كل ناصر للباطل مدافع عنه، تعييه الأدلة ويعجز عن النقد العلمي الصحيح ومقارعة الحجة بالحجة فيلجأ إلى التمويه والإجمال والغمغمة، ولا يفرح بـهذه الأساليب إلا الغثاء الذين لا يدركون هوان الباطل وحقارته ولايدركون قيمة الحق الأبلج ونضارته ومكانته.

قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى -:-

فعليك بالتفصيل والتبيين فالـــ
قـد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ
إطلاق والإجمـال دون بيان
أذهان والآراءكـل زمـان


وسبحان الله؟! كيف لم يستفد الشيخ بكر على الأقل من كتابي ابن القيم (النونية) و (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) وهما إنما يعالجان بعض ما عند سيد قطب.
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!.
وبخصوص ردي هذا عليه فما كنت أحب أن أرد عليه، ولتلافي ذلك فقد اتصلت به هاتفيا وسألته عن كتابة هذه الأوراق، هل هو كتبها أو غيره؟؟! فإن كان هو كتبها فليعتذر، وإن كان غيره فليتبرأ منها وأعطيته مهلة أسبوعين ثم كلمه عدد من الأفاضل لعله يعتذر، منهم الشيخ صالح الفوزان كما بلغني، ومنهم الشيخ زيد محمد هادي والشيخ علي حسن عبدالحميد.
ولما كان لكتاب (التصنيف) ولهذا (الخطاب) من الآثار الخطيرة على الشباب في بلدان كثيرة، كالمملكة العربية السعودية، والكويت، والإمارات العربية، وقطر، والجزائر وغيرها من البلدان التي شغلتني وشغلت غيري بالاتصالات والشكاوى المرة للآثار الكبيرة التي نشأت عن توزيع هذه الأوراق بكثافة لم يعهد لها نظير وفرح أهل الفتن بـها، وارتفعت رؤوسهم بعد انتكاسها.
رأيت أنه لا بد من الرد الحاسم الذي أسأل الله أن يكشف به الغمة، ويرفع به منار الحق، ويدحض به الباطل ويضع به الأمور في نصابـها.
إلفات نظر:
1- ومما يلفت النظر أن هجمات أهل البدع في هذه الأيام قد اشتدت على أهل السنة والحديث ؛ ولا سيما على شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة الدعوة في نجد من مثل الخليلي الخارجي ومثل السقاف الصوفي الجهمي، ولم يحرك الشيخ بكر ولا الحزبيون أي ساكن.
2- أنـهم لا يتحركون في نشر وإشاعة الكتب التي تدافع عن ابن تيمية وابن القيم وأئمة الدعوة بل قد يغيظهم ذلك. وقد حاربوا كتاب (براءة أهل السنة) للشيخ بكر أيام صدوره.
3- لقد طعن سيد قطب في نبي من أنبياء الله وفي عثمان وإخوانه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يهز مشاعر الحزبيين ولا وجدانـهم، فسبحان الله من كان يظن بل من كان يتخيل مهما اشتط به الخيال أن يصبح أبناء التوحيد حماة ومدافعين عن عقائد الجهمية والخوارج والروافض والمعتزلة والفلاسفة المتمثلة في عقائد سيد قطب ومنهجه.
يا أبناء التوحيد المدافعين عن نحل سيد قطب أفيقوا من رقدتكم، ثم دعوا هذه المحاماة المخزية عن هذا الضلال لأبناء قم والنجف وسائر عواصم البدع والضلال، ونزهوا بلاد التوحيد والسنة عن الدفاع عن أئمة البدع والضلال وبدعهم.
إن هذا الموقف ليدل على مدى الدمار الذي نزل بأبناء التوحيد والسنة في بلاد التوحيد والسنة على أيدي القطبيين وغيرهم من أحزاب الهوى والضلال فاللهم أنقذهم من براثنهم.
ومن المؤسف جدا أنـهم طاروا فرحا بخطاب الشيخ بكر وملئوا به الدنيا لأنه دفاع عن سيد قطب المخالف لعقيدة السلف ومنهجهم والطاعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيظلون مع الأسف بالمرصاد لمن ينتقد سيد قطب ولو قدَّم على كل قضية ألف حجة وحجة، وعلى أهبة الاستعداد لنشر الأباطيل المدافعة عنه، إلا أن يتداركهم الله برحمته ولطفه فاللهم ارحمهم والطف بـهم.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
المدينة النبوية
1414هـ


يتبع...........









قديم 2011-11-12, 10:54   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ بكر أبو زيد:

اقتباس:
(بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأخ الشيخ: ربيع بن هادي مدخلي الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب و فكره) هل من ملاحظات عليه، ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعدُ للطبع والنشر، ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء من عباده في الدنيا. لهذا أبدي مايلي:... ثم شرع في إبداء ملاحظاته... الخ)([1]).
أقول: إني أرسلت الكتاب المذكور إلى عدد من العلماء ومنهم شيخنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ محمد أمان الجامي، والشيخ زيد محمد هادي المدخلي والشيخ أحمد يحيى نجمي، والشيخ بكر أبو زيد راغبا في إبداء ملاحظاتـهم على أخطاء إن كانت حصلت مني، كما هو شأن البشر الذين لم تعط العصمة لأحد منهم إلا للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؛ ولم أطلب من أحد منهم القضاء على هذا الكتاب المبارك الذي امتاز والحمد لله بالصدع بالحق ونصرته ودحض الباطل وإزهاقه.


استنكـــار:

فمن المستنكر جدا من الشيخ بكر قوله: (هل يقضى على هذا المشروع فيطوى ولا يروى؟؟).
وهل يطلب مثل هذا الطلب إنسان يعقل؟!
سبحان مقلب القلوب!!.
اسألوا أيها القراء العلماء الذين ذكرتـهم آنفا هل طلبت منهم هذا المطلب؟؟!.

تأييد قوي من العلماء:


ولقد جاء التأييد القوي من عدد من العلماء الأفاضل، وفرح بـهذا الكتاب المبارك كل سلفي صادق في الشرق والغرب من علماء وطلاب علم، وكثير من المخدوعين بسيد قطب و كتاباته، ولا أشك أنه قد شرق به كثير من أهل الأهواء الذين يرفضون الحق ويتشبثون بالباطل، فهؤلاء لا يسعنا إلا أن نرثي لحالهم ونرحمهم ثم نستذكر قول الله تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله).
كان الأولى بالشيخ بكر أن يحاول القضاء على كتب ضم بعضها التطاول على نبي الله موسى كليم الله ونجيه والوجيه عنده مثل بدعة (التصوير الفني). وضم بعضها الطعن في عثمان بن عفان الخليفة الراشد وفي الصحابة الكرام الذين عاشوا في عهده وعلى رأسهم عبدالرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص –رضي الله عنهم أجمعين -.
وضم بعضها تعطيل صفات الله تبارك وتعالى ووحدة الوجود وتكفير الأمة إلى آخر الدواهي التي ضمتها كتب سيد قطب، كان هذا هو الأولى به وهو مهيع السلف ومنهجهم العظيم الذي حفظ الله به الحق وأهان به الباطل وأذله.


انزعاج الشيخ بكر في غير موضعه واتـهامه باطل:

قال الشيخ بكر مبديا أولى ملاحظاته:
اقتباس:

(1- نظرت في أول صفحة منه (فهرس الموضوعات) فوجدتـها عناوين قد جمعت في سيد قطب – رحمه الله – أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعطيل صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة([2])، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بـها... إلى آخر العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين، وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات، وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها حتى أنت في بعض ما كتبت. عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع فوجدت الخبر يكذبه الخبر، ونـهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القاريء إلى الوقيعة في سيد – رحمه الله – وأما القاريء الذي عنده قدر يسير من البصيرة فإنه إذا قرأ الموضوع داخل الكتاب سيجد عنده ردة فعل قوية نحو ما كتبت وعودة الحنين إلى كتب سيد – رحمه الله تعالى – وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته)([3]).
ماذنب ربيع إذا كان سيد قد اختار هذا المنهج؟؟

أقول:

أولا: ماذنب ربيع إذا كان سيد قطب قد اختار هذا المنهج الخلفي لنفسه فسجل هذه الموبقات وسطرها بقلمه في ثنايا كتبه التي وصفتها بأنـها انتشرت في الآفاق انتشار الشمس([4])، سطرها اختيارا لها واحتفاءا بـها باختياره ومنتهى حريته وطواعيته.

لا لوم على ربيع في نقد مؤلفات أدرك خطرها

وإذا كان ربيع قد أدرك هذه الموبقات وأدرك أخطارها ثم وفقه الله لنقدها وتفنيدها بالحجج الدامغة والبراهين الساطعة من كتاب الله وسنة رسول الله وكلام السلف الصالح. فهل يلام على القيام بـهذا الواجب الكفائي عند أولي الألباب ويخذل أو يشكر ويؤازر وينصر؟ انطلاقا من أمر الله بالتعاون على البر والتقوى، وانطلاقا من أمر الله ورسوله بنصرة هذا الدين العظيم وأهله.
ثانيا: لقد صرح الشيخ بكر أنه وجد هذه الموبقات في فهرس الكتاب.
وإن في طليعة الفهرس وفي طلائع الكتاب:
1- أدب سيد قطب مع نبي الله موسى.
2- موقف سيد من عثمان وأصحاب رسول الله r وكنت قد أخبرته قبل أن أقوم بتأليف الكتاب بطعن سيد في عثمان ومعظم الصحابة في كتاب (العدالة الاجتماعية) واستشرته في عنوان للكتاب فيه قوة وصراحة ثم أعرضت عنه مراعاة وتأليفا للضعفاء من القراء فلم يعارض في هذا الأمر ؛ فما باله لم يعرج على هذين العنوانين في هذا السرد؟ ولماذا حاد عنهما؟.
ولماذا لم يأبه بتطاول سيد على مقام ومكانة نبي عظيم ورسول كريم كليم؟!
ولماذا لم يأبه بطعن سيد قطب في الخليفة الراشد عثمان بن عفان وإخوانه من الصحابة الكرام؟
لماذا لم تحرك فيه كوامن العقيدة، ومنها حب أصحاب رسول الله r واحترامهم والقيام بواجب الذب عنهم؟!!، وعلى أقل تقدير نصرة من يذب عن أعراضهم الشريفة؟!.

تأييد السلفيين لكتاب (براءة أهل السنة):

لقد كتبت كتاب (براءة أهل السنة). رداً لطعون أبي غدة في شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وذبا عن عرضهما وعن أعراض علماء آخرين، فأيدك كل سلفي، وشرق بذلك كل حزبي خلفي، وناهضوا كتابك القيم الآنف الذكر وإلى اليوم لا يزال غصة في حلوقهم.
فما بالك يا فضيلة الشيخ بكر... ويا أيها السلفي تغض طرفاً وتضرب صفحاً وتطوي كشحاً عن تطاول سيد على نبي كريم ورميه بنقائص لو رميت أنت بـها لأقمت الدنيا ولم تقعد.
ولماذا تضرب صفحاً عن تطاوله على الخليفة الراشد عثمان ينال من شخصيته، ويسقط خلافته، ويثلب إخوانه من الصحابة الكرام؟! كل هذا لم يهز سلفيتك ولا مشاعرك ولم يقشعر منه جلدك؟؟
أتثأر وتـهيج للجاني ثوران الأسود؟ فتجعل الحق باطلاً والباطل حقاً والمسيء محسناً والمحسن مسيئاً قبيح الصورة شائه الفعال سيئ المقال.

ما عهدنا سلفيا يغضب لأهل الباطل والبدع

فوالله ما عهدنا سنيا سلفيا غضب لأهل البدع والباطل مثلك ولا عرفنا أحدا ثأر لأهل البدع والباطل مثل ثأرك([5])، وكان اللائق بك على الأقل أن تخلي الميدان لأهل البدع يصولون ويجولون فيه بالباطل والبهت لنصرة الأباطيل والضلالات والترهات.
ثالثا: من مآخذ الشيخ بكر عليَّ أني قلت عن سيد قطب أنه لا يقبل الأحاديث المتواترة فأحب أن أبين:

موقف سيد قطب من السنة النبوية ومن كلام الرسل عليهم الصلاة والسلام وأنه فكر بشري

لقد عنونت الفصل الرابع عشر من كتاب (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره) بقولي:
سيد لايقبل أخبار الآحاد في العقيدة بل لا يقبل الأحاديث المتواترة وأوردت تحت هذا العنوان قول سيد قطب في تفسير سورة الفلق: (وقد وردت روايات بعضها صحيح ولكنه غير متواتر وأحاديث الآحاد لا يؤخذ بـها في أمر العقيدة، والمرجع هو القرآن، والتواتر شرط للأخذ بالأحاديث في أصول الاعتقاد).
فاستنكر الشيخ بكر هذا العنوان استنكارا غريبا ولم يستنكر على سيد قطب هذه القاعدة الخطيرة التي تطارد أحاديث صحيحة كثيرة في أبواب الاعتقاد، وذكرت أنه لا يحتج حتى بالأحاديث المتواترة في أبواب الاعتقاد مثل: استواء الله على عرشه، وأحاديث صفة المجيئ وأحاديث رؤية المؤمنين لربـهم في الآخرة، وأحاديث نزول عيسى بل يتأول الآيات القرآنية في هذه العقائد. فسبحان الله رب العرش العظيم.
وإنا لنأسف على الشيخ بكر أشد الأسف ماذا سيكون موقفه إذا علم أن لسيد نظرة إلى السنة النبوية بل إلى كلام الرسل جميعا – بما في ذلك محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم – بأنه فكر بشري فاستمعوا إلى سيد قطب يقول:
(وإن الفكر البشري، ممثلا ابتداء من فكر الرسول
صلى الله عليه وسلم – أو فكر الرسل كلهم – باعتبار أنـهم جميعا أرسلوا بـهذا التصور في أصله لم يشارك في إنشائه، وإنما تلقاه تلقيا ليهتدي به ويهدي، وإن هذه الهداية عطية من الله كذلك يشرح لها الصدور وإن وظيفة الرسول – أي رسول – في شأن هذا التصور، هي مجرد النقل الدقيق والتبليغ الأمين وعدم خلط الوحي الذي يوحى إليه بأي تفكير بشري – أو كما يسميه الله سبحانه بالهوى-)([6]).
أقول: إن نـهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن كتابة السنة لا لأنـها فكر بشري حاشا رسول الله
صلى الله عليه وسلم وسنته من ذلك وإنما ذلك لمقاصد أخرى مذكورة في موضعها ويعرفها أهل العلم والسنة والهدى. إن سنة رسول الله r فوق هذا المستوى الذي يتصوره سيد بمراحل طويلة بعيدة لايرقى إليها تصوره.
ويقول سيد: (وهذا التوكيد على مصدر هذا التصور هو الذي يعطيه قيمته الأساسية وقيمته الكبرى...فهو وحده مناط الثقة في أنه التصور المبرأ من النقص، المبرأ من الجهل، المبرأ من الهوى... هذه الخصائص المصاحبة لكل عمل بشري، والتي نراها مجسمة في جميع التصورات التي صاغها البشر ابتداء من وثنيات وفلسفات، أو التي تدخل فيها البشر من العقائد السماوية السابقة...)([7]).

أقول: لم يستثن سيد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ولم يستثن سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم من هذه العيوب.
وأقول: إن القرآن والكتب المنـزلة على رسل الله لكذلك وفوق ذلك من المكانة، لكن سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه هي كذلك مناط ثقة المؤمنين مبرأة من النقص مبرأة من الجهل مبرأة من الهوى وكذلك أقوال الرسل عليهم الصلاة والسلام.
إن هذا لإسقاط متعمد للثقة بسنة رسول الله r وهذه هي نظرة أهل البدع والضلال من الجهمية والمعتزلة والقرآنيين إلى سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم الذي قال الله في حقه (وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وقال تعالى: (وما أنزلنا إليك الذكر إلا لتبين للناس ما نزل إليهم) وقال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نـهاكم عنه فانتهوا) وقال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما). إن هذا الموقف من سيد قطب يُسلكه في من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان متكئا على أريكته يقول عليكم بـهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولاكل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها...)([8]) الحديث.
وفي ابن ماجة (ألا وإن ما حرم رسول الله
صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله)، ومن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر مما أمرت به أو نـهيت عنه، فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه)([9]).

ويقول سيد قطب في (المقومات)([10]):
(ثانيا: إننا نعتقد – بالدراسة الطويلة – أن هذا القرآن فيه غناء كامل في بيان الحقائق التي يقوم عليها التصورالإسلامي، فلا يحتاج إلى إضافة من خارجه في هذا البيان، ونحب أن يتعود قاريء هذا البحث أن يلجأ إلى القرآن وحده ليجد فيه تبيانا لكل شيء، ومن ثم فإن النصوص القرآنية هنا هي الموضوع ذاته وليست عنصرا مساعدا كما اعتاد الناس أن يجدوها في كثير من البحوث الإسلامية، ومن ثم فلا بد للقاريء أن يعتمد عليها في تفهم الموضوع الأساسي للبحث ولا يتخطاها ولا يعتبرها عنصرا إضافيا، فهي مادة البحث الأساسية وعلى ضوء هذا البيان نمضي في عرض قصة التوحيد في الرسالات من القرآن).

أقول: فأين سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم لماذا لا ترى اللجؤ إلا إلى القرآن وحده وتلغي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
وإذا كان أهل الضلال والبدع قد جعلوا القرآن عنصرا مساعدا فهل يكون رد الفعل هو إلغاء السنة؟.
إن كلا من نصوص القرآن والسنة أصولاً وحججاً وبراهين عند الله تبارك وتعالى وعند رسوله r وعند أئمة الإسلام وعلماء السنة والحق المعتبرين.
فمن أنت حتى تأتي بـهذا المنهج المضاد لمنهج الله ورسوله وأئمة الإسلام.
لم يعتبر سيد سنة رسول الله r عنصرا من عناصر المقومات والتوحيد حتى ولو إضافياً. ولهذا لم تر عيناي حديثا واحدا في كتبه (الخصائص) و (المقومات) و (الظلال) فيما يتعلق بالعقائد وقد يستشهد بـها في الأحكام.
رابعا: زعمت أنك أسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات، وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت.


([1]) ص (1) من خطابه.

([2]) هذا العنوان أصله هكذا (سيد لايقبل أخبار الآحاد الصحيحة بل ولا المتواترة) فلا أدري لأي غرض بتره الشيخ بكر وقد ضربت أمثلة في (الأضواء) للعقائد التي يتأولها سيد على طريقة الجهمية ولا يلتفت فيها إلى الأدلة القرآنية ولا الأحاديث النبوية المتواترة. راجع ص (205) من (أضواء إسلامية)، وبينت أقوال علماء الإسلام في أخبار الآحاد التي تلقتها الأمة بالقبول أنها تفيد العلم ولم يعبأ بها سيد في مجال الاعتقاد. انظر ص (204) من الكتاب المذكور.

([3]) (ص :1) من خطاب الشيخ بكر.

([4]) الظاهر أنه شبه انتشارها بانتشار الشمس في الإضاءة والإشراق والنفع الكبير.

([5]) نقل شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الإستقامة (1/255) (وقيل لأبي بكر بن عياش: من السني؟ قال: الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشيء منها)

([6]) خصائص التصور الإسلامي ومقوماته (ص50).

([7]) خصائص التصور الإسلامي ومقوماته (ص51).

([8]) أخرجه أبوداود في السنة حديث (4604)، وابن ماجة نحوه رقم (12) والترمذي العلم حديث (2664) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وهو حديث صحيح وقد صححه الألباني في المشكاة (163).

([9]) أخرجه أبوداود السنة حديث (4605)، وابن ماجة المقدمة حديث (13)، والترمذي العلم حديث (2663) وقال:حديث حسن صحيح.

([10])ص(86).









 

الكلمات الدلالية (Tags)
محطات, الذهبي, الشيخ, عبدالله


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc