يكفي من بعض الزملاء إقرارهم بوجود الكبار ولسنا نحن في مصافهم ولسنا حتى من مصاف الصغار كقطر.
وليكن جدلا أن قطر لعبة في أيدي الكبار ... لكن نحن من نكون في هذه الوضعية؟
أتعلمون؟ نحن تلك الخرقة التي يفترشونها ليلعبوا عليها ... يكفي أن قطر فوق الخرقة لا تحتها ولا بجانبها ...
صاحبة الموضوع تقول أن الجزيرة أداة في يد الكبار؟
ألم تقم أمريكا بقصف مكاتبها وأردت من صحافيها قتلى؟ ألم تطلب أمريكا بكل ما أوتيت من القوة الضاغطة على قطر لغلق مكاتبها على الأقل في العالم الغربي وحتى العربي الذي لولا علمه بتأثيرها الكبير ما شوش عليها لينطلق جبنا في التشويش على الرياضية منها.
هل تخدعنا "الجزيرة" بقدر خداع قناة cnn للأمريكيين أنفسهم، صنعت لهم ورودا في حرب الخليج بينما كان الموت يجوب شوارع بغداد، ولعلمك القناة الأمريكية الموجهة للإعلام العالمي تختلف تماما عن القناة نفسها المفتوحة على الأراضي الأمريكية ...
ألم تنقل لنا هذه القناة ليل نهار مآسي غزة؟ أم كنت سيدتي تمارسين فعل المتابعة على cnn، وbbc ... أه ... أظنك تابعت كل الأحداث العالمية على اليتيمة؟
مرة ذكر أحد ضيوف الدكتور الهاشمي في قناة المستقلة قولا يشبه منقولك بالطبع هو قناعتك، فرد عليه الدكتور: يا رجل استعذ بالله يكفي القطريين أنهم صخروا أكبر وسيلة إعلامية ناقلة لمآسي الشعوب العربية وكذا لتغيير واجهة الخريطة العربية ..
بالله عليكم يا ناس أليست هي الحقيقة في الوطن العربي؟ ... وطن منكب على نفسه يلتقط الفتاة بينما لا يعي نفسه أن ما حوله يقفون ضاحكين على انكشاف عوراته ...
لنكن أكثر واقعية وكفى عاطفة فالجزائري معروف: "ارواح ليه بالمليح يعطيك حوايجه"، عبارة على بساطتها أدركها الكبار الذين يعرفون كيف يوزعون الأدوار وحتى الأوراق، من هذا أكيد أن الجزائري العاطفي جدا سيعطي حاجياته الخاصة وليبق منكشفا أمام الخلائق ...
سيدتي الكريمة .. من حق أي دولة في العالم أن تصنع لنفسها مكانة، هي هكذا التعاملات الدولية منذ أن تكونت الحدود وتداخلت المصالح، فلماذا نعاتب غيرنا على نجاحهم؟ هل لأننا نعاني الفشل فنمقت عكسه عند غيرنا؟
كفى من التحجج بسياسة "مؤامرة غيرنا علينا" فمن حقنا أن نصنع لأنفسنا كيانا وواقعا ندافع عنه بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة هي كذلك السياسة مبنية على أمور دنيوية أساسها الكذب بما يسمى "الدبلوماسية"، تزين نفسها بعباءة النفاق والخداع حيث هما وجهان لعملة واحدة على طاولة السياسة.
سيدتي الكريمة ... ما خفي كان أعظما ... جزائرنا الحبيبة تعاني الويلات جراء النزيف الداخلي والخارجي، ليلقي علينا طاعنوها بالغدر قناعات تلهينا عن الحقيقة.