![]() |
|
الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||||
|
![]() اقتباس:
السلام عليكم لست انزعج من الردود الطويلة إطلاقا , بل الرد الطويل عادة دليل ان لصاحبه ما يقول و دلالة على دماغة يشتغل و أن الافكار و التساؤلات و الخواطر تتداعي و تتوالد في ذهنه . و لهذه الحركية الذهنية متعة يخبرها اصحاب الاذهان النشطة . لا أريد ان احرمك منها , بل لا اريد ان احرم نفسي من قراءة من يكتب لي بقلمه لا بقلم غيره . فأكتبي بقدر ما شئت و سأقرأ كل كلمة و كل حرف .الكتابة نشاط يشحذ الذهن و يقوي الفكر , و يعلمنا تنظيم الأفكار و التسلسل المنطقي و القص و اللصق يورث البلادة و الخمول و التبعية , لهذا اكتبي و لا تتوقفي لان الكتابة تمنحك نفسا و حياة جديدتين . فلست أضيق ذرعا هنا اكثر بمن يحاورني بكلام غيره و لست اكثر غبطة بمن يحاورني بعقله . و مثلك لا ارى ان خير الكلام ما قل و دل دائما و لو كان كذلك لما كانت الكتب و المجلدات , فللإيجاز مواضعه و للتفصيل مواضعه , لان كثرة المعاني تستلزم كثرة الكلمات . مقولة حسن البنا مقولة تستسيغها الانفس المتواضعة الشواقة لفعل الخير دون ان ترى ذلك حصرا عليها و التي لا يسكنها هوس بإدانة الغير المختلف عنها . فمشكلتنا منذ قرون هو اننا نهدر طاقاتنا في محاربة بعضنا البعض و في تضليل بعضنا البعض و كل طرف يعتقد انه الفرقة الناجية و على الطريقة المستقيمة . فرقنا ديننا و كنا شيعا كل فريق بما لديهم فرحون . مشكلتنا مع اصحاب النزعات الحصرية الذين يرون نقاط الاختلاف قبل نقاط الاشتراك و الإلتقاء فهم دعاة تفرقة بدل ان يكونوا دعاة وحدة و تقريب ... الذين يعارضون مقولة البنا هذه ينصبون انفسهم قضاة على الناس و يتوهمون ان لهم صلاحيات إلهية لإحباط عمل من خالفهم و كان لسان حالهم "و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا" فمهما كان لأحد من إسهامات و أعمال فهو غير معذور على اختلافه معهم و هو على غير الهدى و هو في النار لأنه لا يتبع فرقتهم الناجية . و قضية عذر المخالف تقوم اولا على حسن الظن . فعندما نختلف و لا نتوصل لإتفاق فلا يعني هذا فساد نية احدنا . فما الذي يمنحني حق التشكيك في نوايا الغير ؟ هناك في الحقيقة العديد من الاسباب الموضوعية التي تؤدي إلى اختلاف الناس و أحيانا يحتاج المرء لسنوات لتغيير رأي أو تصور , فلماذا نسارع بإدانته , لماذا يريدون فرض عقلية واحدة و فكرة واحدة , كم سيكون العالم بشعا لو كان ذا لون واحد و رائحة واحدة و لحن واحد . اليس الإختلاف سنة الله في الخلق ؟ ما ذنبك و انت صغيرة لتتعرضي للتوبيخ بسبب مطوية لولا ان ختم التعصب على عقول بعض الناس و ضاقت صدورهم حتى صارت تنتصر للدين في الصغار و المستضعفين . و لو سمحت الظروف سأطلعك على رابط كتاب يفضح جبن هؤلاء و عنترياتهم على الضعفاء و كيف يشحذون السيوف و يثيرون العواصف و الزوابع على توافه الامور و يهيجون الناس على من لا حول و لا قوة له , في حين تجدينهم وديعين مستكينين امام اضعاف ذلك عندما يأتي به ذوو القوة و السلطان . و بعيدا عن الجدل العقيم حول هذه المقولة , لا اجد خيرا من الحديث إستفت قلبك و لو افتاك الناس و افتوك" لان الضمير المغروس فينا هو مقياس صحة و بطلان الاشياء , لا تجعلي النصوص تكتم صوت الضمير فيك . و اي نص يتعارص مع إحساس العدالة و الرحمة في قلبك عليك التوقف عندة مليا . و عندما تطغى السفسطة و التراشق بالنصوص بين المتعصبين من كل جانب حكمي قلبك و اركني لما يرتاح إليه . و لنت ترين بوضوح أن هؤلاء المتعصبون يريدوننا أتباعا طائعين بدون عقل . بل و بدون ضمير . لهذا تجدينهم يستهينون بالنفس و الدماء البشرية و يتساهلون في التكفير و في الحكم بالموت على الناس , و كل من ينطق بخلاف ما يعتقدون به فهو الرويبضة كما قلت ِ , و هكذا كلنا رويبضات , و هم ليقمعوا فكر الناس و يسكتوا ضمائرهم يلجأون لطريقة قديمة لازالت تؤتي أكلها إلى يومنا هذا . زرع الخوف فينا و الخوف يعطل الوظائف العقلية في الإنسان و يجعله يتصرف بطريقة غريزية و آلية . و ربما خبرتك بظاهرة الإسلاموفوبيا و خطاب اليمين المتطرف القائم على زرع الخوف يجعلك تعين ذلك جيدا . لماذا نخاف من التفكير و الله تعالى منحنا الفكر و العقل , و دعانا مرارا للتفكر و التدبر و إعمال العقل . و لقد قرات الموضوع المتعلق باشراط الساعة و لا اخفي عليك انني من الناس الذين لا يؤمنون بان للساعة اشراطا و ان الكلام في هذا الموضوع جله من الإسرائليات و الاساطير و الموضوعات . و اعتقد ان صاحب الموضوع اتى بالكثير من الآيات التي تدعم موقفه . و لا شك ان القرآن متواتر كله قطعي الثبوت و في حين ان ما جاء في كتب الصحاح يتفاوت في درجات الصحة و الثبوت . و لكنني أرى انك لست من النوع المتعصب و هذه خصلة نادرة , حيث يصر معظم الناس على التشبث بمواقفهم . و هناك العديد من الفيديوهات حول المسالة على اليوتيوب تجدين فيها الرأي و الراي الآخر , لكن مهما يكن فالاهم هو ألا نقع في مصيبة التكفير ... لا ينبغي لنا ان نقيم القيامة على غيرنا مهما اختلفوا معنا و حتى و لو كانوا كفارا لان وحده الله يحاسب الناس , و شخصيا ارى في حالة كاشغري نموذجا عن التعصب و التشنج الغير ضروري لا يختلف كثيرا عن ردة الفعل اللاعقلانية على رسوم الكاريكاتير الدانماركية . و اسمحي لي ان أدعوك للنظر إلى قضية حمزة كاشغري من زاوية مختلفة . عبر هذه الرابطين التاليين الاول لموقع الحرية لحمزة كاشغري و الثاني كتاب للشيخ عبد الرحمن الاسعد حول نفس القضية https://www.free-hamza.com/ https://www.mediafire.com/?ll2lkhowg9kccll لا يمكن ان تكون اقوال العلماء حجة بذاتها و لكنها تكون حجة إذا ما كانت مبنية على ادلة مقنعة و ليس على مطالبتنا بالتسليم باقوالهم دون نظر . فالحجة للدليل و ليس للاسماء مهما كان وزنها , لان الحق أقدس و اعظم و أجل اقوال فلان او علان . و مثال زغلول النجار و اكذوبة اكتشاف شق في القمر مثال على ذلك . كل ما سبق ذكره هي اعراض تخلفنا . و معك كل الحق . ماذا قدمنا و كيف ننصر رسول الله . و لو انني لا استسيغ كثيرا مقولة نصرة رسول الله . فالرسول ليس بحاجة لنصرتنا . فقد نصره الله . لكن لو تقبلنا المقولة على وجه من الوجوه فلا تكون نصرة الرسول إلا بالتخلق باخلاقه . و انا ارى الكثير من القنوات و الشخصيات و العوام يتباكون و يتصنعون الغيرة على الدين في غير موضعها . أشداء حيث يجب اللين و الرفق و الرحمة كما كان النبي , و لينون حيث تجب الشدة في الدفاع عن حقوق المستضعفين و حقوق الإنسان عموما . صار حب الرسول مجرد شعارات يعلقها الكثيرون على صفحات الفايسبوك و المنتديات و الكل يزايد على حب الرسول بالشعارات و الاقوال في حين لا ترجمة فعلية لهذه الاقوال في الغالب . لهذا صرنا نسير بالشعارات و الاجوبة الجاهزة و الردود على عدنان ابراهيم كما رأيتِ و على غيره تفضح ضعف الشيوخ الذين يريدوننا اتباعهم و تقديسهم . اتمنى ان يكون لك ما يكفي من الوقت للإطلاع على بعض مما في الرابطين . و مرة اخرى لا تختصري حيث لا ينفع الاختصار , و اكتبي ان كان في كلامي ما يستحق ان يرد عليه دون حد أو قيد . حفظك الله و رعاك .
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]()
رغم حالة الضعف و التخلف التي تطبع واقع الأمة و رغم هيمنة لخطاب الديني المتطرف في مقابل تفشي الفساد بمختلف انواعه . رغم كل ذلك . لازال للامة كل المقومات لتجاوز هذا الوضع , قد يبدو الامر من المستحيلات للكثيرين . لكن الإيمان يستلزم التفاؤل و اليقين بأن البقاء للأصلح و أن الباطل لا يقوى على الحق . و مادمت متفائلة فأنت مؤمنة . فالتشاؤم نقيض الإيمان و اكثير من المسلمين لا يترددون في إظهار يأسهم من التغيير و يرون نهضتهم من المستحيلات و بل و يستدلون على ذلك بنصوص مشكوك في صحتها تثبط الهمم و الإرادات . رغم انهم يقرأون سورة الكهف كل جمعة , و قصة الكهف لا أراها إلا تذكرة لنا بان العالم ليس ثابتا , بل سنته التغير و التحول و لو انامنا الله 300 سنة و استيقضنا بعدها سنرى تلك الحقيقة بام اعيننا و كيف تتقلب احوال الامم من ضعف لقوة و من قوة لضعف , و نحن نرى ذلك على صفحات التاريخ ثم نرفض الإيمان بالمستقبل و كأن الزمن و سننه توقفت عندنا . ليس علينا الخشية على فلسطين و لا على العالم , فللكعبة رب يحميها . و للكون خالق مدبر يسيره, و مهما يكن من قهر و ظلم و فساد فهو إلى زوال . عندما يتحقق هذا الإيمان في قلوبنا سيزول القلق و الإضطراب حيال المستقبل , و لا تبقى سوى الرغبة في العمل للمساهمة في ما ينفعنا و ينفع الناس . عمل الخير بكل انواعه و بنية صادقة , حماية البيئة و المحيط . النضال من اجل حقوق الناس و تطوير القوانن و معايير السلامة و الامن و حماية الطفولة و الامومة . حماية المستهلك . الإيمان الحقيقي يزرع التفاؤل في الانفس , يزيل الهموم و القلق و اللإضطراب و يبعدنا عن النفاق و التصنع و الاستعلاء على الغير باسم الدين , يجعلنا بسيطين و متواضعين و اقل ضجيجا و اكثر فعالية . التدين الحقيقي يجعلنا لا نتكلم باسم الدين , بل نمارسه ببساطة . على المسلمين ان يهدأوا و ان لا يتعاملوا مع الواقع بغوغائية و إنفعال عاطفي زائد عن الضرورة . السكينة و الهدوء ليس دلالة على الضعف , بل دلالة على أننا بدانا نشغل عقولنا و الإنسان الهادئ اكثر فعالية . و نحن في خطبنا اليوم نرى الانفعال الشديد و الزمجرة و البروق و الرعود و التهديد و العويل و الصياح دون اي فعل . كلام تذروه الرياح . و من علا صياحة فلا فائدة ترجى منه . سبق لي أن تابعت الحوار مع الشمري على العربية و ارى انه يتكلم بعقلانية . اما الجزء الثاني من الفيديو فلا أريد التعليق عليه كثيرا غير ان الانفعال يذهب العقل كما يذهبه الخمر . كان هذا فقط تعقيبا على حديثك عن مستقبل الامة تأكيدا على ما قلتِ .
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() السلام عليكم
لقد سرني قراءة رديك الاخرين بقدر ما اشعرني بحمل قد لا أقدر عليه , فانا في نهاية الامر مجرد باحث عن الحقيقة , أقوم ببناء تصورات في ذهني ثم اهدمها لابني ما يبدو لي انه اكثر ثباتا , و تواجدي هنا هو لأنتفع من الغير و لأنفع إن كان في كلامي ما ينفع عن قصد أو دون قصد ... كما سرني أيضا جدا امر النخلة . و بمناسبة النخلة و حديثك عن التشجير يذكرني إهتمامك بالنباتات بحديثين جميلين . الاول حديث "الإيمان بضع و سبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله و ادناها إماطة الاذى عن الطريق و الحياء شعبة من الإيمان" و ما فيه من ترجمة عملية للإيمان من سلوك حضاري . فالإيمان الحق في نظري سلوك عملي قبل أن يكون مظهرا او اقوالا و جدلا مذهبيا في تفاصيل غير ضرورية . و التوحيد الحق هو إيمان بعدالة الله و تتحرر الإنسان من العبودية لغير الخالق تحررا عمليا يجعله يقف في وجه المستكبرين إلى جانب المستضعفين و المظلومين و المحتاجين . لهذا السبب لا أفضل التشعب في الحديث عن العقيدة . بل اعتقد اننا حولنا العقيدة إلى مجرد معلومات نقدسها و لا فائدة منها كأشراط الساعة و التفاصيل التي سكت عنها القرآن و نصر نحن على جعلها جزء من الدين يكفر من ينكره . و الحديث الآخر يصب في نفس المعنى حسب فهمي "إذا قامت الساعة و في يد احدكم فسيلة فليغرسها" لهذا أعتقد أن الذي يعتني بالبيئة و المحيط اكثر إيمانا من غيره و أقرب للإستقامة ممن يتعبد الله بمعاداة الناس و إدانتهم و ممن يعبد العقيدة و ليس ما تدعو إليه العقيدة . بل لو دققنا في الامر فسنجد أن مصطلح عقيدة نفسه لا وجود له في القرآن و السنة إطلاقا , بل الموجود هو لفظ الإيمان . و ما يهمني هو الإيمان الذي يترجم إلى عمل . لذا فلا تهمني تفاصيل ما يسمونه بالعقيدة مهما احيطت بهالات القداسة مهما شددوا على منكرها , الإيمان الحق كما افهمه يورث لينا في القلب و رحمة للضعفاء و الضالين كما يعلمنا حديث المرأة التي سقت كلبا , و شجاعة و ثباتا على الحق في وجه المتكبرين و الظلمة كما يعلمنا حديث قول كلمة الحق في وجه سلطان جائر . اما اصحاب الإيمان القائم على عبادة العقائد فيورث تعصبا و قساوة و عنفا و غلظة و إستقواء على الضعيف و سكوتا على المتكبر و الظالم و المفسد و الجائر . و لهذا إذا كان الكثيرون يرون في موقفهم من كاشغري غيرة على الدين و على الرسول فانا أراها أغلبها غيرة زائفة و مزايدة و نفاقا . لأن من قرأ سيرة الرسول و عقلها سيدرك قطعا أن الرسول الرحيم لم يكن ليزكي ما يفعلون ... و هذه القناعات كافر معتنقها في نظر كثير منهم . لكنني لا أهتم كثيرا لذلك . يهمني فقط ان ألقى الله و أنا صادق مع نفسي . و في نفسي الكثير لاقوله تعقيبا على الردين , لكن إنشغالي حاليا يمنعني من الإستفاضة . لكن لي عودة لاكمل معك قريبا . بارك الله فيك و حفظ لك ابنائك . خاصة إحاثي المستقبل "إذا صح التعبير" . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() استغفر الله |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() السلام عليكم قبل أن اكمل الحديث عن موضوع كاشغري و النقاط الاخرى , اود ان ان أؤكد أن ما اطرحه هنا هو قناعات شخصية . لكن القناعات الشخصية قد تتطور و تتغير فأفكاري اليوم ليست هي افكاري بالامس القريب . و الشخص الذي لا تتغير تصوراته و أفكاره هو شخص لا يملك تصورات و افكارا اصلا , فقد يرى الشخص رأيا ثم تبدو له امور تجعله يعيد النظر في رأيه الاول و كثيرا ما حدث لي هذا . لهذا حتى و إن كنا في عالم إفتراضي إلا إنه بإمكانك الإطمئنان أن ما اكتبه هنا هو تعبير صادق و صريح عن ما اعتقده لحظة كتابته حتى و إن كان المقام لا يسمح أحيانا بالتصريح عن كل المكنونات .. بشأن الخطأ في فهم الآخرين , بين ما يقولونه و ما يريدون قوله فعلا و ما نفهمه أو ما نعتقد أننا فهمناه و غير ذلك من العوامل التي قد تؤدي لسوء الفهم أرى ان التحفظ عن سوء الظن أسلم و إلتماس الاعذار للناس أفضل و في حالة تعارض قناعاتنا فلندع غيرنا أن يكونوا احرارا في أفكارهم كما نريد ان نكون احرارا في فكرنا . لذا من اشد ما يزعجني في المنتدى او خارجه ليس أن اختلف مع شخص بل أن يكون إختلافنا سببا للتضييق على الرأي المخالف و التشهير به و الكذب و الإفتراء عليه و الطعن في نواياه , بل السعي لإستئصاله بمنطق القوة بدل قوة المنطق . و أعتقد أننا نتفق ان لدينا مشكلة كبيرة في تقبل الحوار في مجتمعاتنا , فكل طرف لا يستمع إلا لنفسه و يبحث في كلام الطرف الآخر عن ما يدينه بدل التنقيب عن ما ينفعه . لذا فالحوار عندنا هو مناظرة و مصارعة و إتهام و تكفير و تفسيق و تضليل و إقصاء و معاداة . و إذا كان الموقف النفسي من ابسط أشكال الإختلاف بمثل هذه الحدية التي نجدها على المنتديات و المواقع فمن السهل فهم حجم العنف المنتشر بين المسلمين و التساهل الكبير في إراقة الدماء باسم الدين . و هؤلاء الذين ينشرون ثقافة اللاحوار و يرفضون السماع للفكر المخالف و التحاور معه بهدوء هم في الواقع لا ينتصرون للدين بل ينتصرون لانفسهم و اهوائهم . و كما سبق أن ذكرت هناك فرق بين العقيدة كمسميات و الإيمان كسلوك . فالتقرب لله تعالى يكون بالأفعال و السلوكات "العمل الصالح" و ليس بإعلان مرسوم الإعتقاد لفظا . و دعيني هنا استخدم ما يسميه الفيلسوف "طه عبد الرحمن" آفتي "التقليد" و "التظاهر" كأحد الآفات الخلقية للمارسة الفقهية الشكلية للدين . التي يقع فيها كثير من هؤلاء . فمشكلة المتعصبين أنهم يتمسكون بمظاهر العبادة لا غاياتها و بالشكل دون الجوهر , لذا تراهم يقيمون الدنيا على بعض التوافه الشكلية و المظهرية و يسكتون على أشكال أسوء من الفساد السياسي و الخلقي . و هذا ما يجعلهم يقعون في آفة "التقرب للناس" بدل "التقرب لله" أو الخلط بين الامرين . و التقرب للناس يجعل الإنسان إنتقائيا في ردود افعاله فلا يسلط غضبه إلا على من لا سلطان و قوة له . في حين نراه يسكت على تجاوزات صاحب السلطة و القوة , بل نجده حليفا له يبرر افعاله أو يمنع الناس على إنكار المنكر عليه و لو باللسان . و لست هنا اعمم رأيي على الجميع , لكنه توصيف خاص لما اراه تدينا و غيرة زائفة لدى البعض ممن ساهموا في الحملة الشرسة على حمزة كاشغري و عائلته . الذين يتقربون لله بأذية الناس و ترويعهم و التحريض على قتلهم و لعنهم بدل مراجعتهم بلطف و دعوتهم بالحكمة و الموعظة الحسنة . و التظاهر يوقع صاحبه في "التكلف" في غضبه و غيرته و مظهره و عباداته و سلوكاته , حتى يحرم زينة الله التي أخرج لعباده و يحول سلوك التدين مدعاة للكآبة و الضيق و الإنغلاق و التقوقع و إستعداء الغير , فلا يجوز زرع الأشجار في بلاد الكفار و لا يجوز قراءة كتبهم التي قد تؤدي للإنحراف الفكري بل يجب بغضهم و معاداتهم و إظهار ذلك لهم و غير ذلك من مظاهر التكلف , كما ان التظاهر يوقع صاحبه في "التزلف" لنيل الحضوة و القبول لدى الناس عموما و لدى صاحب السلطان خصوصا . و لهذا يزايدون على غيرهم في اذيتهم و صراخهم و ضجيجهم و تشددهم . أما الآفة الاخرى للممارسة الشكلية للدين فهي آفة التقليد فيعطل أحدهم عقله و يسكت يكتم صوت الضمير و الرحمة في قلبه فقط تقليدا و تعبدا بالتقليد . لهذا ليس غريبا على الإطلاق ما وصلت إليه الامة من ضعف و تدهور , ليس لاننا إبتعدنا على الدين كما يريد إفهامنا الكثير من المشايخ و لكن بسبب فهمنا للدين على طريقتهم و تقليدنا . نحن امة تعبد المشايخ و الهيئات و تتخذهم اربابا من دون الله رغم تحذير القرآن من ذلك . و لولا طائفة من العلماء و المفكرين الصادقين و لولا وعد الرحمن بحفظ كتابه و حفظ هذا الدين لأنمحى هذا الدين من الوجود اصلا بسبب هذه النزعات التي شتتت الامة و فرقتها و جعلتها احزابا و شيعا و فرقا كل فريق بما لديهم فرحون , يكفرون بعضهم بعضا . و القرآن وصف لنا الآفات وصفا دقيقا . و اكاد أجزم انه لا توجد فتنة على كاشغري و كثير امثاله من الشباب أكثر من هؤلاء الذين إحتكروا الدين و أفسدوا على الناس دينهم باسم الدين ... و هذا حمزة كاشغري يخاطبهم أن لا يعينوا الشيطان عليه إلا انهم يصرون على إعانة الشيطان عليه و على الكثير من الشباب الذين كادت تفيض كؤوسهم بسبب مناخ التشدد و التعصب المذهبي الذي سيدفع الامة إلى جحيم الصراعات المذهبية و الحروب الدينية كالتي شهدتها أوربا في القرنين ال16 و ال17 ... نحن اليوم كمسلمين بحاجة للتصالح و أن ندفع بالتي هي احسن بدل تكريس الإحتقان . لكن يبدو أنه سيكون مقدرا على الإنسان ان يتعلم من اخطاءه بعد ان يدفع اثمانا باهظة لأنه لا يريد التعلم من اخطاء الآخرين . فهذه ألمانيا فقدت قرابة ربع سكانها في حرب الثلاثين عاما المذهبية بين البروتستانت و الكاثوليك , لكنها تعلمت بعدها معنى الحرية الدينية , و هذه أوروبا دخلت حربا عالميتين بسبب النزعات القومية فقدت فيها قرابة الخمسين مليون روحا نتيجة هذا الأستقطاب , لتتعلم من ذلك قيمة السلم و لتبني على انقاض الحرب المدمرة إتحادها . و أذا كنا لا نريد التعلم من تجارب الغير فلنا في تاريخ الإسلام السياسي عشرات النماذج عن مساوئ التعصب و الإستقطاب المذهبي و تسييس الدين و التشدد و الغلو فيه مع كتم تعدد الاصوات و الافكار في الامة . لهذا فقضية حمزة كاشغري ليست قضية معزولة , فهي قضية تمثل إمتحانا حقيقيا لنا . هل ننتصر لقيم السماحة و الرحمة و اللطف النبوية أم ننتصر لانفسنا المتعصبة باسم الإنتصار للنبي . هل نعترف بأهمية الحرية و الحوار كطريقة حضارية في حل المشكلات أن نكرس كما ذكرت سابقا منطق القوة على حساب قوة المنطق . ما الذي سنستفيده من قتل هذا الشاب غير اننا سنخلق محله ألف كاشغري آخر ؟؟ و ما إقتبستِهِ من كلام عن ضرورة التعامل بحكمة مع هذه المجموعات الشبابية و حسن الظن بهم و محاورتهم بهدوء هو الحل . لكن فاقد الشيء لا يعطيه و لا يمكن ان نتوقع من الخطاب الديني المهيمن في السعودية من ان يصلح نفسه بتلك البساطة خاصة بسبب إرتباطه العضوي مع السلطة هناك . و مع ذلك فهناك العديد من الاقلام و الوجوه و المفكرين و الشيوخ البارزين في السعودية ممن يعملون على مواجهة هذا التشدد و الغلو المذهبي . و هذا الفيديو كان مما صدر في بداية الازمة و فيه كلام نفيس عن سبب هذه الظاهرة و اهمية الحرية و تخلف الخطاب الديني "السلفي" العاجز عن محاورة تلك الأرواح الحائرة و المستغيثة . https://www.safeshare.tv/w/xKwxBUrfGq لهذا كله تجدينني أكثر إحتراما للشمري و عدنان إبراهيم و غيرهم حتى و إن كنت اختلف معهم في بعض الامور لأنهم يمتلكون شجاعة التصريح بما في نفوسهم و احسبهم أبعد عن التكلف و التزلف و اقرب للهدوء و الرصانة . لان المؤمن لا يهمه إرضاء الناس على حساب عقله و ضميره ... و لهذا احترم اكثر من يغرس شجرة أو يميط الاذى عن الطريق أو يتبرع لمدرسة أو لموقع ويكيبيديا و من يتنزه عن رمي الاوساخ و يتقن عمله و يحسن معاملة زبائنه . احترم هؤلاء اكثر ممن يثيرون الفوضى و الضجيج باسم الدين , لأن ذلك إن لم يكن من باب التصنع و الرياء فهو من باب الإنفعال الذي لا فائدة منه ... و إذا كان التفائل من الإيمان فالهدوء من سمات المؤمن ... "إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا و إذا مسه الخير منوعا" فما بال هؤلاء و قد مسهم الهلع و الجزع من تغريدة لشاب حائر . هل إيمانهم ضعيف لتلك الدرجة حتى يكون الحل الوحيد لحمايته هو قطع رقبة من يشكك به . لهذا مرة اخرى أعتقد ان جوهر الدين و التوحيد هو الاخلاق النابعة من الإيمان قبل ان تكون مراسيم الاعتقاد و تفصيلاتها التي لا فائدة منها و التي لا تعدو ان تكون تنطعا زائدا في الدين كما كانت تفعل اليهود من قبل ... و سيكون لي كلام حول رأيي في الزيادات في العقيدة التي يفرضونها على الناس و يكفرون بها في مشاركات لاحقة . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() السلام عليكم يبدو انني لم أوصل جيدا و بوضوح عن ما أردت قوله . و ربما كان هذا بسبب الإيجاز أو سوء التعبير . لكنني لم أقصد أن أي تلميح أو تصريح عن إنقياد أو تقليد و لم يخطر ذلك لي ببال . لانني على يقين من انني أخاطب عقلا مستقلا و متحررا . كل ما قصدته هو أن ما اكتبه هنا هو تعبير عن قناعاتي . و بعض الأفكار تكون قناعات راسخة و بعضها تكون محل مراجعة و فحص و دراسة . لكن هذا ليس تشكيكا أو قول بالنسبية المطلقة . و لست أريدك ان تشككي في ما ترينه و تحسين به بل العكس هو الذي أريده . لكن القضية لا تتعلق بأرادتي لأني كما قلت أجدك مستقلة التفكير . و كما هو القول المشهور فأنا اعتقد أن قولي صواب و لولا ذلك لما قلته . لكنني فقط أترك دائما إحتمالا للخطأ حتى يكون الحوار و الاخذ و العطاء ممكنا و حتى لا أقع في آفة التعصب التي أحذر منها . و حتى يكون الحوار خصبا , و ماعدا ذلك يبقى الإيمان بما نقول راسخا إن شاء الله . أما بخصوص تسجيل عدنان إبراهيم , ربما لا اختلف كثيرا معه في توصيفه لحال بعض الناس ممن يتشبثون بما هم عليه من خطأ و مثل هؤلاء وصفهم القرآن أيضا بأنهم "صم بكم عمي فهم لا يرجعون" ممن رفضوا دعوة الانبياء و من الكهنة و الرهبان . فهناك من الكبراء من يضل سبيل العوام من المقلدين دون عقل . "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل" ... لكن الأفضل عدم توجيه هذا الخطاب لشخص بعينه لأننا لا نعلم ما في صدور الناس و ما هي دوافعهم و لا نعلم كيف ستكون خواتمهم . لكنها تبقى حقيقة عامة الافضل عدم تخصيصها بأسماء محددة . أو حقيقة خطيرة يجب ان نحذر منها نحن لا ان نستخدمها للطعن في غيرنا . و الذي قد يشفع له في هذا التسجيل انه لم يذكر اسماء بعينها بل تكلم بشكل عام و لكن دون تعميم على كل مخالف أو كل من اتصف بالمشيخة . و اعلم أن إهتزاز الثقة ببعض المشايخ قد يخلق عند البعض إهتزازا بالثقة في الدين نفسه . لكن تقديسهم يخلق تدينا لا فائدة منه في كثير من الاحيان , لذا من الجيد التوسط بين الامرين . و لو انني على يقين ان هناك من رجال الدين من يتاجر بالدين بوضوح . و تعقيبا مختصرا (و لو أنه خارج الموضوع ) على تسجيل الشيخ أبو عرفة عن بشار و سوريا فشخصيا احكم على بشار و أتباعه من أفعالهم لا اقوالهم . و لا يهمني إن كان علويا أو نصرانيا أو ملحدا أو مسلما . المسألة بالنسبة لي مسألة ظالم و مظلوم , قاتل و مقتول , مستكبر و مستضعف . معتدي و معتدى عليه حتى و إن كان المعتدي مسلما و المعتدى عليه كافرا . و مع ذلك ما يحدث في سوريا فتنة كبيرة و موضوع شائك و محنة مزلزلة أدعو الله أن يرفعها عن اهل الشام . ملاحظة : لقد حاولت التبعيد بين الاسطر لكنها تخرج على هذه الحالة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() السلام عليكم آخر تعديل لينة نور 2012-05-12 في 12:56.
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() ذكرت في ما سبق رأيي في اولوية الإيمان على العقيدة . و العقيدة في الاصل لا يجب ان تكون غير الإيمان الذي تترجمه الأفعال و السلوكات . لكن المشكلة أن الكثير من العقائد التي لا ينبني عليها إيمان و لا سلوك قد أقحمت في الدين بسبب الإسرائيليات و عوامل اخرى كثيرة . لذا سأكمل الحديث هنا عن مشكلة الزيادة في العقائد التي صرنا ندافع عليها و نكفر منكرها . و الامثلة على ذلك كثيرة لكنني سأقدم هنا مثالا واحدا يتعلق بمعجزات النبي التي تنسب إليه . لنفترض أن احدهم ينكر أن للنبي محمد صلى الله عليه و سلم معجزات حسية كما تنقل لنا كتب السير و التاريخ . و أنه يعتقد أن تلك المعجزات حتى و لو كانت حقيقة فهي لا تصلح للإستدلال على نبوته . لأن المعجزات الحسية تصلح لتكون حجة على من رآها و لا يصح أن تكون حجة على من جاء بعدهم . أي أن فعاليتها و حجيتها محدودة بالزمان و المكان . لهذا فمعجزة آخر الانبياء يجب أن تكون مخالفة للمعجزات الحسية و مستمرة بعده . و على هذا الأساس يكون القرآن وحده معجزة الإسلام . نصا يخاطب فينا العقل لا الحواس ... و كما يبدو من هذا الرأي فصاحبه مسلم يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و يؤمن بالقرآن و يصلي و يصوم و يؤدي الزكاة و يحج البيت لكنه لا يؤمن بالمعجزات الحسية للنبي و يشكك في النصوص التي تتحدث عنها و يرى انها لا تثبت لأدلة معينة يراها . و قبل أن اناقش المثال و حجج كل طرف بمزيد من التفصيل . دعينا نرى ما هو موقف الغير من هذا الرأي . هل يعد صاحبه كافرا خارجا من الملة لانه انكر معلوما من الدين بالضرورة و بالتالي مرتدا يجب قتله و قتل كل من قال برأيه و اصر عليه أم ان مخالفته للرأي الشائع في هذه المسألة لا تخرجه من ملة الإسلام و لا تبرر الحكم عليه بالردة و القتل . و أنا أراهن أن صاحب هذا الرأي سيلقى معاملة لا تختلف كثيرا عن المعاملة التي تلقاها كاشغري من بعض المسلمين , فسيتهم في دينه و سيوصف بالكفر و لهذا الغرض خصيصا سأقوم بفتح موضوع منفصل حول الأمر في المنتدى الإسلامي (قسم العقيدة و التوحيد) لكي لا يكون كلامي هنا نظريا فقط . سنقوم بتجربة و سنرى كيف ستكون نتيجتها لنحلل بعدها ردود الافعال و أنواعها و طبيعتها و بواعثها , و أنا هنا أدعي ان هناك مشكلة حقيقة يعاني منها المسلمون بخصوص فهمهم للدين و تعاملهم مع نصوصه . و لهذا أردت أن اقدم مثالا عمليا لنقترب اكثر و نلمس ما ذكرته مرارا من أن مشكلة المسلمين ليست في ترك الدين بل في عدم فهم الدين فالتدين كما يدعى إليه الآن لن يكون حلا للمشكلة بل سيفاقمها . و لا أريد من هذا المثال أن اقحمك أو اقحم نفسي في جدالات جانبية لا ضرورة لها مع كثير من أعضاء المنتدى . لكنه فقط مثال أريد من خلاله أن ابين وجهة نظر معينة حول مفهومي الإيمان و العقيدة و حول تعصب الناس للعقائد (الفرعية و الدخيلة) على حساب الإيمان . و سيكون لي كلام في المسألة بمزيد من التفصيل كما ذكرت حتى لا تبقى مبهمة و غامضة . و لو أن المسألة في حد ذاتها ليست غاية النقاش بل مثالا فقط لتوضيح وجهة نظر اوسع أريد الدفاع عنها . (يتبع إن شاء الله) |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() السلام عليكم أرى ان موضوع المعجزات الحسية بدا يتحرك رغم أننا لم نناقش بعدُ كل جوانبه خاصة المتعلق منها بالروايات . لكن كما سبق أن وضحت فالموضوع ليس إلا مثالا عن تضخم منظومة العقائد التي لا ضرورة لها , بل التي قد تخالف روح القرآن و نصه على حساب الإيمان . و لهذا نجد من المسلمين من يضلل و يكفر بعضهم بعضا بسبب الخلاف حول رؤية الله يوم القيامة أو خلافهم حول فهم بعض آيات الصفات و يحاربون بعضهم بعضا لأتفه الأسباب و خير دليل على ذلك ما حدث تاريخيا بسبب الخلاف حول خلق القرآن. و بالنسبة لعوام المسلمين لا يهم إن كان القرآن مخلوقا أو غير مخلوق , بل لا يكادون يطرحون السؤال و لا يفكرون فيه أو في معانيه . القرآن هو كلام الله و إنتهى الامر . لكن عندما تطغى العقيدة كمراسيم أيمان و لوائح تفرض على الناس كما هو في مرسوم العقيدة القادرية سيضعف الإيمان و يحل محله التدين الزائف و التعصب للعقيدة و العنف ضد الآخر . و بالعودة لأواخر العصر العباسي (تاريخ بغداد بالخصوص) سنجد تزايد العنف المذهبي قد تزامن مع طغيان الاهتمام بالعقيدة على حساب الإيمان و هي الفترة التي بدا فيها التراجع و التقهقر الذي أوصلنا لما نحن عليه الآن . (تبقى هذه وجهة نظري و قراءتي للتاريخ) . وجهة نظر ترى أن على المسلمين أن يعودوا إلى الدين في صورته البسيطة و النقية الخالية من التعقيد و الإضافات. إسلام القرآن حيث الامة أمة واحدة غير منقسمة بسبب خلافات مذهبية و عقائدية ذات منشأ سياسي و حيث الإيمان يورث العمل و إنطلاق الفكر و طاقات الإبداع . المشكلة لدى الكثيرين هي أنه يثقل عليهم ترك ما أعتقدوا لمدة طويلة أنه أصل من أصول الدين . و هم احرار في ذلك . رغم أن ما يلزم عن ذلك هو تكفير و تضليل بعضنا بعضا , فكلما زادت تفاصيل الاعتقاد زادت إمكانية الخلاف عليها , و بما اننا نعتبرها أصولا فهذا سيوقعنا في تضليل و تكفير الآخرين . رغم أن هذه العقائد الفرعية لا تثبت بنصوص قطعية و بعضها مخالف للقرآن نصا و روحا كما سبق . لكن الاخطر هو أن إصرار البعض على التمسك بهذه العقائد أو بعض الأحكام الفقهية أو النصوص و محاولة فرضها على الناس و جعلها جزء من الدين قد يدفع بعض الشباب الذي يرفض تعطيل ملكة الفكر إلى الحيرة ثم الاعتراض كما هو حال كاشغري . و أنا على يقين ان الكثير من المسلمين يسمعون بعض الروايات عن النبي أو امور تنسب إليه فلا يستسيغونها , بل و يكون شعورهم الاول هو الصدمة . لكنهم في الاغلب يضطرون للتسليم بها ثم يحاولون تبريرها إنقيادا للغالبية التي تعتقد بها . و ظنا منهم أن الشك في نص فرعي قد يوقع في الكفر . أو انهم يتجاهلونها . و انا اقول لك بصراحة أن بعض النصوص تظهر النبي ذو شخصية متناقضة جدا , بل تجعل الدين نفسه متناقضا . و في الواقع نحن قادرون على إزالة اللبس و التناقض بسهولة . لكن تقديس التراث و كلام القدماء يجعل تلك المحاولات تبدو و كأنها بدعة و ضلال و تشكيك في الدين , رغم انه تشكيك في نصوص ظنية الثبوت و في طريقة ما في فهم الدين . و سوف اقدم لاحقا إن شاء الله امثلة على ذلك لقضايا يعتبرها الكثير من اصول الدين. (يتبع إن شاء الله) |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | ||||
|
![]() اقتباس:
اني متابعة لما يدور حرف بحرف ..تمنيت دخول بعض الاعظاء الذي أحسبهم يثرون الموضوع على أساس المثال لكن على ما يبدو لم ينتبهو الى ذلك أو منعهم الخوف من التورط لان المسالة في حد ذاتها لم يجزم فيها بعد ... اوافقك في كل ما قلته في نصك الاخير وانتظر البقية ان شاء الله . لكن أطلب منك مشاهدة هذاان لم تكن قد شاهدته بعد , ولا تستغرب كل ما عليك التدقيق في كل كلمة وحرف وحركة بين الوحش والطفلة وياتي النقاش بعد ذلك ان شاء الله . [ monstres et compagnies ] من البداية الى أخر لقطة . وأفظل لو أنك تشاهده باللغة الفرنسية يكون أفظل ...الترجمة جيدة . |
||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للإسلام, الكذب, ظاهرة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc