الأخت صحرانور
بارك الله فيكم
ذكرتني بقصة شخص أعرفه , كان مسؤول مخزن إحدى المؤسسات , و لأنه كان مسامح كثيرا , لم يكن يسجل ما يخرج و يدخل لتلك المؤسسة
و طبعا إستفاد المدير و بع الأطراف من ذلك
و عند حضور لجنة تفتيش , إكتشفت عتاد ناقص , فكان هو المتهم الوحيد بالسرقة , و أدخل للسجن , و لأنهم جميعا تنكروا له , و ألقوا التهمة عليه , لم يتحمل , و توفي بعد عدة أشهر في السجن , و ترك أيتام
لهذا , الحمد لله على سلامة والدكم الكريم من عصابة اللصوص
حتى أن ألب المؤسسات التي تهتم بالمساكن و غيرها , مثل الوطالات العقارية و أملاك الدولة , تجد بها مجموعة لصوص , يستفيدون من صفقات الأراضي و المنازل
حتى أنه أحيانا صارت الرشوة بمثابة إكرامية يحمد عليه صاحبها " آخر الزمان "
من الصعب التقدير و المقارنة بين الغرب الذي لا يؤمن بالله , و الذي يتقن عمله , و بيننا نحن الذين لدينا القرآن و السنة النبوية , و لا نتقن أعمالنا
أو بين من لا يؤمن بالله و لا يخاف من عقاب الله و يتقن عمله , و بين من هم من المفروض أن يتقن عمله خوفا من الله سبحانه
الأكيد , هو أن ذلك السارق , ليس بمؤمن حينما يسرق و ليس بمؤمن حينما يعيش على الرشوة و الربى و الحرام ,
مصداقا لقوله عليه الصلاة و السلام ( " لا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ , وَلا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ , وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ , وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ " )
لهذا , يسقط جدار المقارنة بيننا و بين الغرب في أولوية أن نتقن أعمالنا , خير منهم لأننا مؤمنين , و لم يبقى سوى الجهد و العمل الذي نقارن أنفسنا معهم
و هم سبقونا في كل شيء
الجزائر دفعت ثمن غالي خلال الفترة الإستعمارية , 130 سنة إحتلال , و بعد الإستقلال , حكم الجزائر مجموعة متعطشين للحكم و السلطة , و كانت حينها هياكل الدولة فارغة , فوضعوا أشخاص لا يفكرون , في مناصب عليا , و أولائك الأشخاص , و حفاظا على مناصبهم , و خوفا من جيل متعلم قادم , فتحوا جامعات ليلية , فتحصلوا على شهادات ليلية , و هكذا , حاربوا كل مثقف عبر 50 سنة بعد الإستقلال
بل و فتحت لهم مناصب نوعية , لا تعتمد على نوع الشهادة , بل فقط على الميولات الحزبية و السياسية
فــــ الوالي , و الوزير , و رئيس البلدية , و مدير مستشفى , و رئيس دائرة و مدير خدمات جامعية , بل و حتى مدير جامعة أحيانا , هم جميعا خارج تصنيف الوظيف العمومي , و مناصبهم تلك , لا تحتاج بأكثر من شهادة ميلاد
أتذكر حصة شاهدتها تحدث فيها وزير صناعة ألماني قال : من أجل نجاح الصناعة , يجب أن يكون وزير الصناعة , متخصص في الصناعة , و وزير الصحة , متخصص في الصحة , و هكذا
لاحظي عندنا , ولد عباس , كان وزير للتضامن , كان يكذب على المعاقين و المحتاجين , بأنه سيعطيهم كراسي , و كان يكذب على طلبة المدارس النائية بإعطائهم حافلات التضامن , كان ولد عباس حينما كا وزيرا للتضامن , كان مشهور بالكذب , و هاهو وزيرا للصحة , سعيد بركات لهلا يبارك فيه , كان وزير للفلاحة , و تسبب في إستيراد البطاطا الكندية الفاسدة , ثم حول ليصبح وزير صحة , و تسبب في إستيراد لقاح إنفلونزا الخنازير الفاسد , و منه أصبح وزيرا للتضامن , إلى اليوم
أليست هذه مسخرة حكومية ؟
الجزائر تملك وزراء و مدراء خارج التخصص , لا يبالون بمسؤولياتهم , و لهذا تجدين سياسة الغابة هي التي تحكم مؤسسات الدولة
فتحولت الجامعات إلى مراكز لصراعات سياسية و حزبية , و تحول المجتمع إلى باحث عن لقمة عيش و فقط
بارك الله فيكم
و للحديث بقية