ثقافة الصمت ولعنة الممنوع

[akhmis85]

ان الحمد لله والشكر لله
من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد ..

قضية اليوم: ثقافة الصمت ولعنة الممنوع

منذ صغري تعودت على سماع المثل القائل: إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب،كثيرا ما كان يردده على أسماعي أبي أطال الله في عمره ناصحا لي بعدم المجادلة في الأشياء والإكتفاء بالصمت.نفس الشيء كرره على مسامعي أساتذي طيلة مدة دراستي وأحيانا يكون كلامهم مشفوعا بضرب وصفعات تفننوا في رسمي ملامحها على وجهي حتى تربى في نفسي رٌهاب الكلام حتى صرت أرى في الكلام لعنة قبيحة فكنت عندما أرى شخصا يتحدث بجرأة أنعته بالمتخلف والحسود وعندما أرى بعض البرلمانيين يشتمون الحكومة كنت أتساءل عن هذه الجرأة الزائدة لكني أدركت في الأخير أن كلام البرلمانيين لا يتعدى أن يكون مجرد مكياج لزيف وعودهم.أعود لأقول أني أصبحت مجرد شاهد لما يحدث والمشكلة أن الأمر تعداني ليصبح مشكلة جيل وأخيرا مشكلة أمة تعلمت الصمت واعتمدته منهاجها فأصبحنا نرى المنكر بشتى أنواعه ونسكت،نرى الظلم ونسكت،نرى بكاء المظلوم وصرخة المكلوم فلا نحس بها حتى صارت السرقة تتم أمام أعيننا فلا نتحرك ونرى البنات يتعرضن للتحرش والضرب والسرقة والإختطاف ونكتفي بقول كلمة قصيرة في سرنا(مسكينة) تفضح جٌبننا وقلة حيلتنا،صرنا نرى المساكن تٌنتهك حٌرمتها فلا نأبه بشيء فهل هذا هو ما صرنا إليه بعد عقود من ثقافة الصمت وادخل سوق راسك ومالك انت واش مشى ليك
فإلى أين نحن متجهون؟
لماذا هذا الخوف أو بالأحرى الرهاب من الكلام؟
لماذا صرنا عبيدا لصمتنا وقبرنا نخوتنا العربية وثقافتنا الإسلامية؟
لماذا نصمت على الأدى؟لماذا لا نكون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟
عندما أتحدث عن الكلام فلا أقصد البوح بالأسرار وقذف المحصنات ورمي الغيب وإنما الجهر بالحق ورفع الظلم عن المظلوم
هل نحن عبيد لجهلنا أم عبيد لمجتمع اتخذ الصمت عقيدة ؟
لماذا تفرق العرب وعندما اجتمعوا اجتمعوا على الصمت؟الصمت أمام العدوان على فلسطين؟الصمت امام أفعال اسرائيل وتعنت أمريكا؟
هذه الأسئلة وغيرها تحتاج لأقلامكم لا لصمتكم فمرحبا بإبداعاتكم

[الإعصار الهادئ]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

لا أعتقد أننا نعاني من مشكلة الصمت فصراخنا وكلامنا الغير المباح ملأ
الدنيا ضجيجا لكنها جعجعة دون طحين .
بل كثيرا ما تساءل من يتساءل : ماذا لو تكلمنا أقل وعملنا أكثر ؟
مشكلتنا أخي أننا نتكلم دون أن نعمل
نتحدث دون أن نقول شيئا .
معضلتنا الفعلية عدم التساؤل وعدم الصدح بالحق مما ولد جمودا .
أذكر أنا أيضا كما تذكر أنت أن والدي كان يقابل تساؤلاتي الهامة والمحرجة بصفعة أو أصمت يا ولد على أقل تقدير لكنه يدعو أصحابه وخلانه ليستمعوا لكلامي وهم يطلبون المزيد كلما كان سخيفا ومضحكا .
الجمود هو مشكلتنا الحقيقية أصاب العقول ، السواعد و يا ليته أصاب الكثير من الأفواه والأقلام .
للصمت أخي الكريم أبجديته وقل من يفهمها عندنا فلما يكون رضوخا نسميه حكمة مثلا .
شكرا لك .