* أحمد عبد المعطي حجازي من شياطين الإِنس
:
- هو أولى الناس بقول الشاعر:
وكنتُ امرأً من جند إِبليس فارتقى ... بي الدهر حتى صار إِبليس من جندي
فلو مات قبلي كنت أحسنُ بعده ... طرائق فسق ليس يحسنها بعدي
__________
(1) "منقد الخطاب الديني" لنصر حامد أبو زيد (ص 83، 94، 82 - 84) - طبعة القاهرة سنة 1992 م.
(2) "مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية" (ص 30 - 31) للدكتور محمد عمارة.
(2/7)
________________________________________
- يقول الدكتور محمد عمارة عنه في كتابه "مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية" (ص 31 - 33)
ونموذج ثالث، لشاعر حداثي -يسمونه "الشاعر الكبير"- بدأ عروبيًا، وانتهى فرنكفونيًا، في بلد ليس لها تاريخ في الفرنكفونية! أي أنه فرنكفوني بالهواية والهوى! ولقد احترف -في كتاباته الصحفية .. التي غلبت شعره- الدعوة إلى:
- تعبير الأنثى بالجسد .. أي: جعل الجسد الأنثوي العاري "الموديل" هو الملهم للرسامين والنحاتين والمصورين والأدباء .. ففصاحة الجسد الأنثوي العاري -عنده- لا تعادلها فصاحة أخرى!! وهو يسحب هذه الدعوة حتى على جسد آدم وحواء عليهما السلام!!.
- والدعوة إلى احتقار العربية -لغة القرآن الكريم- وذلك عندما يدافع عن وصف لويس عوض لهذه اللغة الوطنية والقومية بأنها: "لغة ميتة .. ودخيلة"!!.
- والدعوة إلى الاحتفاء والاحتفال بالإسكندر الأكبر (356 - 324 ق م) بتزيين مياديننا بتماثيله - وهو الذي افتتح مرحلة غزو الغرب للشرق، والقهر الحضاري لثقافات الشرق ولغاته ودياناته، عشرة قرون، لم تنقشع ظلماتها إلا بالفتوحات التحريرية التي قادها الإسلام والمسلمون.
- والمشاركة في الاحتفال -عامين كاملين- بالاحتلال، بدلاً من الاستقلال - الاحتفال بمرور قرنين على غزوة بونابرت (1769 - 1821 م) لمصر (1213 - 1216 هـ - 1798 - 1801 م) وإحراقه مئات القرى المصرية، وإبادته لسُبْع تعداد الشعب المصري، وتحويله الأزهر الشريف إلى إصطبل للخيول! مزق الفرنسيون فيه القرآن الكريم، وتراث العلوم الإسلامية .. بل
(2/8)
________________________________________
وبالوا وتغوطوا فيه!
- والتحدي لمشاعر الأمة الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية، عندما غضبت كل الأمة من الوحشية الصهيونية التي استخدمت كل أسلحة الدمار الثقيلة، والمحرمة دوليًا، ضد أطفال وشباب ونساء وشيوخ انتفاضة الأقصى المبارك والقدس الشريف والاستقلال الفلسطيني -التي تفجرت في 28 سبتمبر سنة 2000 م- فكتب هذا الشاعر الحداثي داعيًا إلى حب الجنود الصهاينة الذي أطلقوا الرصاص على الطفل الفلسطيني الأعزل -محمد الدرة- لمدة خمس وأربعين دقيقة!!.
فالكراهية -في عرف هذا الشاعر الحداثي- يجب أن تقف عند "القتل" ولا تتعداه إلى القاتل" (1)!! ..
ولست أدري -ولا المنجم يدري- هل يمكن كراهة الزنا، مع حب الزناة؟! وكراهة السرقة، مع حب اللصوص؟! وكراهة "الشيطنة" مع حب الشياطين؟! ..
وهل يمكن أن نقيم العدالة والقصاص على الجريمة، مع الحب وإطلاق السراح للمجرمين؟!.
- ولقد توّج هذا الشاعر الحداثي مسلسل القطيعة مع ثوابت الأمة، عندما سُئل عن رأيه فيما:
"لو اصطدم المبدع الشاعر بما هو مقدس؟ ".
فإذا به - بعد أن أعلن "تقديسه لقيمة العقل وقيمة الحرية" يعلن رفضه لوجود "المقدس الديني" من الأصل والأساس! .. فهذا الذي يسمونه "مقدسًا
__________
(1) مقال لأحمد عبد المعطي حجازي بعنوان "سوف أكون صريحًا مع الجميع" - الأهرام (ص 28) في 11 - 10 - 2000 م.
(2/9)
________________________________________
دينيًا"، ليس أكثر من اختراع نخترعه نحن، وادعاء ندعيه .. ونص عبارته -في الإجابة على هذا السؤال- يقول:
"إن المقدس ليس كائنًا خارج الشعر، أو خارج الإنسان .. المقدس هو مقدس لأننا نقدسه .. والشاعر يفترض أنه قد غلبته النشوة، أو روح السخرية، أو الجحود، كل هذه المشاعر وكل هذه الحالات تصادف الإنسان، وتصادف الشاعر، ماذا يصنع في هذه الحالة؟ نحن نتوقع دائمًا من الشاعر أن يكتب بلغة تؤدي ما يرين أن يؤديه، لكن تظل محافظة على ما يجب لها من جمال" (1)!.
فالمقدس -بإطلاق- عند هذا الشاعر الحداثي الفرنكفوني - هو "العقل" و"الحرية" .. أما المقدس الديني فهو اختراع يخترعه من يؤمن به، ولا وجود له في الواقع والحقيقة .. والسخرية من هذا المقدس الديني، والجحود له، في لحظات "النشوة" و"الإبداع" أمر مطلوب، طالما كانت العبارة التي نعبر بها عن هذه السخرية وهذا الجحود، جميلة .. فقط لا غير!!.
هكذا تعاملت وتتعامل حداثة القطيعة المعرفية مع الموروث، مع المقدس الديني، وثوابت القيم، وما أجمعت واجتمعت عليه الفطر السليمة من مشاعر وحقائق تتعلق بالتراث وبالتاريخ!.
* الدين عند أحمد عبد المعطي حجازي علاقة بين العبد وربه:
بلغ التطرف بهذا العلماني أحمد عبد المعطي أن طلب من المسئولين حرمان الدكتور السيد أحمد فرج من التدريس بالجامعة؛ لأنه أخطر على الطلاب من كتابه -"أدب نجيب محفوظ"- الأهرام 7/ 7/1999. وكان من
__________
(1) أحمد عبد المعطي حجازي من حوار معه "أخبار الكتاب" العدد 37 - سبتمبر سنة 2000 م.
(2/10)
________________________________________
حيثيات هذه الدعوة ما قرأه حجازي للدكتور فرج في بعض كتبه من أن "الدين هو الرابطة المقدمة على أية رابطة أخرى، فالدين في نظر السيد فرج ليس مجرد اعتقاد، أو علاقة بين الإنسان وخالقه، وإنما هو أيضًا قومية وجنسية" (1).
* حجازي والموديلات العارية:
بكى حجازي بكاءً مرًّا وهاج هياجًا شديدًا للنكبة التي نزلت بالفن؛ لأن وزيرًا مسئولاً حرّم "الموديلات العارية" في كليات الفنون. والموديلات العارية نساء يُستأجَرن ويجلسن ويقفن أو يضطجعن -تبعًا للوضع المطلوب- عاريات تمامًا ليرسمهن الطلاب والأساتذة.
ووصف حجازي الوزير الذي أصدر القرار بالاستبداد وضيق الأفق وقال بالحرف الواحد: "نريد أن نحرر عقولنا من الخرافة، ونعالج نفوسنا من الخوف، ونعامل أجسامنا بما هي جديرة به من اعتزاز واحترام" (الأهرام 16/ 6/1999).
وهل لا يكون الاعتزاز بالجسد من وجهة نظره إلا بالتعرية.
ولقد رد عليه فهمي هويدي في الأهرام 6/ 7/1999 تحت عنوان "لكي نتجنب مصير الهنود الحمر" قائلاً:
"إنها فكرة غير إنسانية تبتذل جسد المرأة وتهينه .. بالمناسبة هل يقبل المدافعون عن رسم الجسد العاري أن تقف أمهاتهم أو زوجاتهم أو بناتهم هذا الموقف أمام الطلاب وغيرهم من هواة الفن؟ .. وهؤلاء المشغولون بالدفاع عن رسم الجسد العاري لم نجد لهم دورًا ولا باعًا في الدفاع عن الأمة العارية المكشوفة حضاريًّا، والتي لا تكاد تجد ما
__________
(1) انظر مقال الدكتور جابر قميحة - مجلة آفاق عربية - العدد (610) - 5 من ربيع الآخر 1424 هـ - 5 من يونيه 2003 م.
(2/11)
________________________________________
يستر عوراتها في سباق التقدم".
- وأحمد عبد المعطي حجازي الشاعر وأقواله طوام، ويكفيك ما قاله في جريدة الأهرام يوم الأربعاء 10/ 7/2002 في مقاله الأسبوعي بعنوان "الإزار والرداء" وعرّج على قول الله تعالى: { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} وهو يرى كالعشماوي أن ألفاظ الآية ليس فيها ما يدل على أن تغطية المرأة شعرها واجب ديني؛ لأن الخمار هو الغطاء دون تحديد.