السلام عليكم
ورثت سماع القرآن وتلاوته عن والدي ، كان كثيرالتلاوة جهرا نهارا ،وسرا ليلا ..
كان لما كنا صغار يجمعنا حوله نحن أولاده ويضع أصغرنا في حجره بعد العصر ويجعلنا نقرأ معه قصار السور نرددهم كثيرا
فرحلت الى بيت زوجي وأنا أحمل معي نفس العادة نقلتها بدوري الى أبنائي
أول أطفالي كنت أضم المسجلة الى بطني اقربها الى مسامعه وهو جنين ،فعلت ذلك طيلة الشهر الفضيل ليولد ثاني أيام العيد
وشاء الله أن يحمل اسم السورة التي استمع اليها يوميا لشهر كامل ...
ثم بعد ذلك لما رزقني الله اخوته وأصبحو ينامون في غرف لوحدهم ومعلوم أن الاطفال منهم من يخاف الظلام
كنت أشغل لهم المذياع فينامون على سماع القرآن ...وكذا صباحا ولحد الساعة ....
و لن يذهبو الى المدرسة الا بعد ترديد قصار السور ...
لكن هناك أمر مهم يجب الانتباه اليه ، لا للصوت المرتفع ولا للأصوات الغير محببة للطفل خاصة تلك الباكية
أنا كنت أتجنبها ولازلت أجعل حدودا بينها وبين أبنائي ، فأختار لهم أعذب الاصوات
أسمعتهم أحمد بن علي العجمي ، واستمعو كثيرا للقارئ ياسين ....ويبقى الاول على رأس القائمة
الشيخ محمد صديق المنشاوي وبصحبته طفل يردد الأيات من بعده ( المصحف المعلم )
هذا غير الجلسات المخصصة عن الكلام في المسائل الدينية والتي نفتتحها دائما
بتلاوة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله والذي سمي أحد أطفالي باسمه
وهذا في حد ذاته له تأثير على الطفل فهم يتباهون على بعض بأسمائهم ،بمنزلتها في الاسلام
سبحان الله ،مواقف ظريفة تعاش مع الطفل المسلم
كان ذلك ما يخص كيفية وصول القرآن اليهم ، أما عن الاحترام فهو نابع من الفهم ،فهُم يعلمون أن هذا كلام الله
وأنه دليل حياتهم وهم يعلمون قصة النبي محمد صل الله عليه وسلم وكيف أوذي من أجل تبليغ الرسالة
هم يعلمون قيمة القرآن ، كل واحد حسب عمره ...أحدهم أخذ اليوم يكلمني عن اشتياقه لرمضان ولم يبلغ سن الصوم بعد !
مما لاشك فيه هناك ما جعل روحه تشتاق للشهر الكريم كما يحدث معنا نحن الكبار فالقرآن كذلك ، نفس الشيئ .
كيف نزرع الطيب في قلوب أطفالنا وكيف نكرههم في السيئ
السر في الطريقة
وهذا ليس بالامر الهين كما أنه ليس بالامر المستحيل
البدأ يكون معرفة الوالدان لشخصية طفلهما ،فما يصلح من تعامل مع الطفل الاول لن يكون بالضرورة صالحا
مع الطفل الثاني وليست الايناث كالذكور ...وهكذا ..
لذا على الوالدة تحديدا معرفة شخصيات أبنائها ولن يكون ذلك الا باستقرارها في البيت ومتابعتهم ليل نهار
هذا رأيي الشخصي ،لا أفرضه على أحد .
القرآن كما قلت دليل حياة وحظوره يكون فعلي ، لذا استغلال المناسبات في العودة للقرآن في كل شاردة وواردة
تجعل الطفل يحترمه لأنه حلال المشاكل لأنه القائد الى الطريق المستقيم لأنه يحرصه من الخطأ
حتى السنة لما نروي الاحاديث لأبنائنا نربطها تلقائيا بالقرآن فقد جاء بها نفس الأنسان المعصوم عليه الصلاة والسلام
لما مثلا أكلم أطفالي عن الخمر وأتلو عليهم آيات تحريمها ، لا أتوقف عندها..أسرح بهم في المجتمع ...
أقف على المخمورين نائمين في قذارتهم أعزكم الله وما يغيب عن ذهن الطفل ...مع احترام العمر طبعا
الاية ،أجعلها تتحرك لترسخ الى الابد في ذهنه ...لما نزلت آية من السماء تحرم علينا هذا المشروب
لم يكن ذلك أمرا من دون سبب ....فيعي الطفل المسألة ويحمد الله ويصبح القرآن بالنسبة له بمثابة نعمة ورحمة وهو كذلك ....
الاية لها معاني فلنحي تلك المعاني لأطفالنا من أجل تحبيبهم في القرآن الذي يصرف عنهم الاذى ...
الكلام في هذه المسألة يطول ...وقد سبق وقلت في موضوع سابق لي أني ان شاء الله سأفتح موضوعا
تدور أحداثه عن طريقة توصيل الايات للطفل وترسيخها في قلبه تحت عنوان ( جلسة مع طفلي المراهق )
وفي الاخير نسأل الله أن يحفظ أبنائنا ويهديهم سواء السبيل .